جمعية اللواء الأبيض

عودة للموسوعة

جمعية اللواء الأبيض

جمعية اللواء الأبيض
الزعيم علي عبد اللطيف
المؤسس علي عبد اللطيف وآخرون
تأسس أبريل 1924
انحل 1925
المقر الرئيسي أم درمان
الأيديولوجية حركة تحررية
فهم الحزب

جمعية اللواء الأبيض هي إحدى الجمعيات السودانية السرية التي كانت تعمل على بعث الوعي القومي وتدعوإلى وحدة وادي النيل، في فترة العشرينيات. اتخذت الجمعية اسم "اللواء الأبيض" نسبة إلى اللواء أوالراية البيضاء التي كانت تشكل فهمها وشعارها الرسمي. وقد تأسست في الخرطوم في أوائل عام 1924 برئاسة النقيب علي عبد اللطيف وكل من صالح عبد القادر (وكيلها العام) وعبيد حاج الأمين (أمين المال) وعضوية حسن صالح وحسن شريف وعبد الله خليل رئيس وزراء السودان.

الأهداف

كان لاتساع دائرة اتصال السودانيين بالمصريين العاملين في السودان والذين كانت لهم بدورهم صلات وثيقة بوطنهم الأم مصر ومتابعين للحركة الوطنية وتطورات الأحداث السائدة فيها، دوراً في التأثير على الرأي العام السوداني وتحريضه ضد الإدارة الإستعمارية البريطانية فإرتبط النشاط السياسي للجمعية بما كان سائدا في مصر من نشاط مناويء للحماية البريطانية والنفوذ الإنجليزي على الحياة السياسية في مصر والسودان. وكانت الجمعية تؤيد حزب الوفد المصري، ولذلك فقد كان من الأهداف الرئيسية المعلنة للجمعية هوضم السودان إلى مصر.

كما عمل قادة الجمعية على محاربة جميع أشكال الإنقسام وظواهر التخلف والنعرات القبلية والإقليمية في السودان.


الشعار والقسم

الشعار والرمز وقسم الولاء

فهم جمعية اللواء الأبيض

حملت الجمعية شعار وحدة وادي النيل واتخذت لها فهماً من القماش الأبيض رسمت عليه خريطة وادي النيل من منبعه إلى مصبه، وعلى جانبه الأعلى إلى اليسار صورة الفهم المصري ذوالهلال والنجمات الثلات، كُتبت تحته مباشرة تعبير «إلى الأمام» باللغة العربية. وفي ما يلي نص القسم المفروض على جميع منتسب إليها:

«أقسم بالله ثلاثاً، وبكتابه هذا (القرآن) وبكل يمين مقدس ألا أخون هيئة هذه الجمعية وأن أكون جاداً مخلصاً على مبادئها وألا أتنحى عنها مهما كان الموقف حرجاً ومهما كنت نائياً عنها والله على ما أقول وكيل.»

التنظيم

العضوية

كانت الجمعية تجند أعضائها من بين موظفي مصلحة البريد والبرق في العاصمة المثلثة للإستفادة منهم في عملية تواصلها مع فروعها في مدن السودان الأخرى مثل واد مدني وبورتسودان وعطبرة وشندي والأبيض ونقل أخبارها إلى خارج السودان. كذلك توجهت الجمعية نحو طلاب كلية غوردون، (جامعة الخرطوم، حالياَ)، ومعهد أم درمان الفهمي، وإلى صغار ضباط الجيش بقوة دفاع السودان في المدرسة الحربية لإستقطاب جزء منهم في عضويتها.

كانت العضوية قاصرة على السودانيين فقط، ولكنها كانت تضم ايضاً بعض المصريين العاملين في السودان كأعضاء سريين.

وكان يدفع جميع عضواشتراكاً شهرياً قدره عشرون قرشاً في حين كان النادي المصري في السودان يدفع خمسين جنيهاً في الشهر بالإضافة للمساعدة التي كان يقدمها إليها المصريون المقيمون في السودان وذلك من أجل تغطية مصاريفها.

ورغم حتى العدد الإجمالي لأعضاء الجمعية لم يتجاوز 150 عضواً في يونيو1924 وفقاً لما ذكره مخط مخابرات الحكم الثنائي، إلا حتى مؤيديها والمتعاطفين معها كانوا أكثر من ذلك بكثير.

القيادة

تكونت اللجنة التطبيقية للجمعية في مايو1924، بمدينة أم درمان برئاسة علي عبد اللطيف وعضوية عبيد حاج الأمين، وثلاثة آخرين من الخطة وصغار الموظفين، وهم صالح عبد القادر، وحسن صالح المطبعجي، وحسن شريف. كما ظهر ضمن صفوفها اسم على أحمد صلاح، وهومن أوئل النقابيين السودانيين ، وكان يعمل محرراً بمخازن فكتوريا في الخرطوم.


الفروع

كانت لجمعية اللواء الأبيض فروعاً اقليمية في السودان تعمل بشكل علني في مدن ود مدني وعطبرة وبورتسودان وشندي. ولكنها رغم تلك العلانية احتفظت بنظام الخلايا الذي كان معمولاً به في جمعية الإتحاد السوداني - التي قامت الجمعية على أنقاضها - وذلك لحماية أعضائها من رقابة رجال الأمن ومخابرات الإدارة البريطانية التي كانت منتشرة في مدن السودان وتسهيل اتصالها بالجماهير السودانية.

التمويل

اعتمدت الجمعية في تغطية نفقاتها على الإشتراكات التي يقدمها المنتسبون إليها وعلى المساهمات الخارجية فقد كان جميع عضويدفع رسم دخول قدره عشرون قرشاً إلى جانب مساهمة شهرية، في حين كان النادي المصري في السودان يدفع للجمعية خمسين جنيهاً في الشهر بالإضافة إلى مساعدات مالية كان يقدمها إليها بعض المصريين المقيمين في السودان. وكانت المبالغ تنفق على مطبوعات الجمعية وبرقياتها، وعلى رعاية أسر المقبوض عليهم من اعضائها.

النشاط السياسي

وقد بدأت نشاطها السياسي بمظاهرة صغيرة في الخرطوم في 17 يوليو1924 ومظاهرة أكبر في أم درمان في 19 يونيو، كما شاركت في انتفاضات 1924 التي قام بها طلاب المدرسة الحربية يوم 22 يونيو، وكانت هذه آخر عمل سياسي جماهيري تقوم به الجمعية حيث اعتقل آخر عضوفي اللجنة التطبيقية للجمعية عبيد حاج الأمين, وقد توفي رئيسها علي عبد اللطيف في مصر عام 1948.

إرهاصات الثورة

لم تكن جمعية اللواء الابيض التى قادت ثورة العام 1924، إلا رأس جبل الجليد لتراكم من الحراك السياسى والوطنى والتوعوى، بداء مع دخول الاستعمار الثنائى الانجليزى المصرى إلى العاصمة أم درمان، وحمل الفهمين على أطلال القصر الجمهورى في الخرطوم.

حيث هضم السودانيون واقع القوة غير المتكافئة مع الحكومة الاستعمارية الجديدة، خاصة عندما فشلت عدد من الثورات الاقليمية والعشائرية في هذّ أركان النظام الجديد. فنزعت الاجيال المتفهمة الجديدة إلى الانكفاء لتحليل واقعها الحضارى بالمقارنة مع ذلك الاستعمارى ، ولجأت الى التثقيف الذاتى، والاطلاع على مايدور حولها من أحداث اقليمية وعالمية.

وكان انشاء مدرسة جوردون في حوالى عام 1903 فتحاً جديداً على تطوير الحياة الثقافية والاجتماعية، حيث أنشئت تراكم من الجيل المتفهم المنفتح على نضال وطنى مركزى ومنظم. وساعد حتى الطلاب في مدرسة جوردون كانوا يدرسون بعض المواد المشهجرة مع الطلاب في المدرسة الحربية فيما يتسقط أنة كسر الحاجز بين هذين العالمين المتباينين، وسهل التنسيق في المستقبل الذى كان يتشكل.

إنشاء جمعية الاتحاد السوداني السوري

وفى عام 1918 بدأت بوادر هذا الوعى الجديد تتبلور بانشاء جمعية الاتحاد السودانى الثقافية السرية، والتى كانت تتعاطف مع فكرة شكل من الوحدة مع مصر .. ونزعت في نشاطها إلى العمل السرى والثقافى .. ولكن شريحة من هذة الجمعية رأت حتى الجمعية تم إختراقها من قبل إستخبارات الاستعمار الانجليزى ، خاصة وأن توجهات هذة الشريحة الثورية كانت مع فكرة حتى النشاط السياسى المسلح هوالاجدى للتعاطى مع المستعمر ..

وساعد في ذلك صدى ثورة 1919، وعصبة الامم، وأحلام الحرية للشعوب .. مع نجاح الثورة البلشفية، ونجومية أتاتورك، وثورات الشرق الاوسط .. ومالبثت حتى ظهرت للوجود جمعية اللواء الابيض في العام 1924 ، بقيادة الاخوان الخمسة كما سموا على عبد اللطيف ، حسين شريف ، على صالح المطبعجى ، صالح عبد القادر، وعبيد حاج الامين.


منطق علي عبد اللطيف

مع تزايد الوعي السياسي لدي الصفوة الحضرية في جميع من مصر والسودان ضد السياسة البريطانية في البلدين جاهرت بعض الأصوات في السودان برفضهما لتك السياسة وكان من بين الرافضين علي عبد اللطيف الذي خط منطقاً بعنوان « مطالب الأمة» يتضمن انتقادات لسياسة الحكومة كرد عمل مباشر على نتائج اجتماع عقده الورد اللنبي، المندوب السامي البريطاني بمصر مع زعماء الطوائف والقبائل السودانيين الذين التقى بهم عند زيارته للخرطوم في 16 أبريل 1922. بعث عبد اللطيف بمنطقه إلى صحيفة «حضارة السودان» في الخرطوم، لسان حال الحكم الثنائي والتي كانت تطالب بإنفراد الإنجليز بحكم السودان.

وتناول الموضوع ذلك الاجتماع مؤكداً على حتى المخاوف من احتمالات تسليم الحكومة البريطانية السودان لمصر، لا أساس لها من الصحة وكذلك الملاحظات التي أبداها السيد علي الميرغني في هذا الاجتماع حول هذا الموضوع، واتهامها بالسعي لفصل السودان عن مصر، وفرض حمايتها عليه، ووصف الذين سقطوا على عرائض الولاء للحكم البريطاني من الزعماء والأعيان بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم. وذكربأن من حق الأمة السودانية حتى تتخذ بنفسها المرشد الذي ترغب سواء أكانت مصر أم بريطانيا إذا كانت هي في حاجة إلى من يرشدهما لنيل استقلالها. وتناول عبد اللطيف في منطقه بعض المشاكل الإقتصادية وابدى احتجاجه على الضرائب التي تثقل بها الحكومة كاهل السودانيين، وعلى عدم إنصاف الحكومة لسكان أنطقيم السودان، لاسيما أهل الجزيرة، الذي أُنتُزِعت أرضهم، وسُلِمَت للشركات البريطانية من أجل تأسيس مشروع الجزيرة، وقلة الوظائف الممتازة في البلاد واحتكارها من قبل الإنجليز، وحرمان أهل البلاد المتفهمين الأكفاء منها، وانتقد نظام التعليم الذي يعاني من نقص وقصور خاصة في كلية غردون، وطالب بمزيد من التعليم، وإنهاء احتكار الحكومة لتجارة السكر، وإلحاق السودانيين بوظائف عالية في سلك الخدمة المدنية.

لم تنشر جريدة «الحضارة» الموضوع، إلا حتى فحواه وصل إلى السلطات البريطانية السودانية، فقام ويلس، مدير المخابرات آنذاك ، باقتحام مخط رئيس تحرير صحيفة «الحضارة» بنفسه واستولى على الموضوع وصادره، ومع ذلك نشر الموضوع في الصحف المصرية، وتم القبض على عبد اللطيف. وحوكم بالسجن لمدة عام.

تشكيل الجناح العسكري

وتشكل الجناح العسكرى بقيادة الضباط، عبد الفضيل الماظ، على البنا، سيد فرح، حسين فضل المولى، ثابت عبد الرحيم، سليمات محمد، وغيرهم..

وضمت الجمعية شرائح مختلفة .. حرفيون، موظفون، تجار، طلاب، وكانت الشريحة الاهم هم موظفى البريد والبرق ..

وكان لانشاء أول صحيفة سودانية خالصة (حضارة السودان) في العام 1919 أثر كبير في إثراء العمل الثقافى ، والنقاش الاجتماعى حول الشأن السودانى ..وبدى واضحاً بروز تيارين سياسين .. اللواء الابيض المراهن على التنسيق مع مصر .. ومعسكر حضارة السودان الداعى للتنسيق مع الطرف الانجليزى .. العمل المعلن :

وبدأت تترى نشاطات اللواء الابيض بالتظاهرات التى ضمت مدن سودانية عديدة .. والمخاطبات الجماهيرية .. والمنشورات المحرضة على المستعمر الانجليزى ..

وساهم إستهزاء الادارة الانجليزية بنشاط الجمعية ، وترددها في إتخاز القرار تجاهها في إنتشار أعمال الجمعية وجرأة نشاطها ..

وأخيراً تم إعتنطق قائدها البطل على عبداللطيف الضابط السابق ..وعندما إشتد نشاط الجمعية بدأت الاعتنطقات تطال بقية القيادات من الصف الاول والناشطين الميدانيين .. وووجهت التظاهرات بقوة مفرطة ، حيث كانت الشرطة تقوم بضرب المتظاهرين بالسيوف مما أدى لبتر عديد من أذان المشاركين في هذة التظاهرات !

مظاهرات المدرسة الحربية

ثم إنفجر الوضع في يوم 9أغسطس 1924 بتظاهرة طلاب المدرسة الحربية، الذين جالوا في تظاهرة مسلحة في العاصمة مارين بمنزل البطل المعتقل على عبداللطيف ..وسط نشوة جماهيرية كبيرة ، منشدين قصيدة ياأم ضفاير قودى الرسن ... واهتفى فاليحيا الوطن للشاعر السودانى عبيد عبد النور.

وكادت تحدث لقاءة عسكرية بين الطلاب والجيش الانجليزى لولا الوساطات التى تمت من قبل بعض القيادات العسكرية والشخصيات العامة .. وأخيرا تم اعتنطقهم في سفينة راسية على النيل حيث تمت محاكمتهم لاحقاً ..

واكتمل سجن قيادات اللواء الابيض السياسية ، وطلاب المدرسة الحربية في سجن (كوبر) العتيد .. ولكن ظهر حتى ذلك كان خطاءً كبير ، حيث تمرد المساجين السياسين وطلاب المدرسة الحربية داخل السجن محطمين الاغلال والابواب طاردين شرطة السجن ، مسيطرين علية ، رافعين الفهم المصرى باعتبار السجن منطقة محررة .

التعاون مع الجيش المصري

وكان التحرك الكبير للجمعية بعد حتى إجتمعت قياداتها العسكرية مع ضباط من الجيش المصرى في 25 نوفمبر في مدينة الخرطوم بحرى حيث تم الاتفاق على رفض إخلاء الجيش المصرى من السودان والثبات على الاتفاق حتى تسليم أرواحهم ..

وفى يوم 27نوفمبر 1924تحرك طابور الكتيبة السودانية بقيادة ضباط اللواء الابيض محازين لشارع النيل في الطريق الى الكتيبة المصرية المتمركزة في الخرطوم بحرى في الطرف الاخر للنيل .. ولكن وقع ماكان يتسقطة الثوار حيث إعترض طريقهم الجيش الانجليزى .. وبعد محادثة قصير بداء إشتباك غير متكافئ بين الطرفين إستمر حتى اليوم الثانى 28 نوفمبر 1924 .. وفى الجانب الاخر من النيل لم يتدخل الجيش المصرى رغم إمكانية ذلك .. وقد ساهم ذلك في هزيمة الحركة العسكرية .. وسبب ذلك حساسية تاريخية بين البلدين لا تزال آثارها باقية.

نهاية الجمعية والمحاكمة

بعد اعتنطق اعضاء جمعية اللواء الأبيض أقيمت في فبراير 1925، محكمة جنائية كبرى علنية في منطقة كوبر بالخرطوم بحري برئاسة القاضي أوزبرن وعضوية جميع من الميجر برادلي والشيخ حسين الفيل لمحاكمة جميع من علي عبد اللطيف وصالح عبد القادر وعبيد الحاج الأمين وحسن شريف وحسن صالح وأحمد مدثر وتهامي محمد عثمان ومحمد سر الختم ومحمد المهدي الخليفة ومحمد إدريس ومحمد عبد البخيت وعبد الله النور ونور الدين فرج وعمر دفع الله وذلك بمقتضى المادة 94 من قانون عقوبات السودان بتهمة التآمر على الحكومة وارهابها بواسطة القوة الجنائية وانفاذها من خلال العضوية في جمعية غير قانونية في السوان غاية أعضائها المشهجرة هي إرهاب حكومة السودان بواسطة القوةالجنائية أوالتظاهر بها، والمادة 90 من قانون عقوبات السودان بتهمة ترويج المظاهرات والجمعيات غير القانونية التي يزيد عدد أعضائها عن عشرة أشخاص والتي حصلت في مدينة الخرطوم وغيرها من مدن السودان مع فهم حتى تلك المظاهرات والجمعيات ممنوعة قانونياً. والمادة 96 من عقوبات قانون السودان: إثارة عواصف الكراهية على الحكومة المؤسسة شرعاً في السودان بواسطة ألفاظ أوحدثات قيلت أوكان في النية قراءتها أووضعت بقصد حتى تُتلى أوبغير ذلك . واضيفت إلى قائمة مواد الإتهامات المادتين 82 و96 من قانون عقوبات السودان وتَنُصّان على جريمة التحريض على الجرائم المتقدم ذكرها. كماأضيفت تهمة حيازة أووضع خط أومحررات من شأنها إثارة الكراهية والإزدراء بالحكومة والنظام المؤسس شرعاً في السودان وبث روح الحقد والعداوة بين طبقات الأهالي، والتي يُعاقِب عليها قانون البضائع المهربة لسنة 1901.

نفى جميع متهم من المتهمين أنه مذنب ووجهت المحكمة اسئلة إلى علي عبد اللطيف وبقية المتهمين حول نشاط الجمعية وصلتهم برئيس الحزب الوطني في مصر سابقاً حافظ رمضان، عندما زار السودان قبيل حوادث عام 1924، وعن المظاهرات التي جرت حينذاك.

أكد علي عبد اللطيف في رده على رئاسته للجمعية، وإلتقائه بحافظ بك رمضان في الخرطوم بمعية عبيد الحاج الأمين وصالح عبد القادر وسليمان كشة لاستفساره عن اخوين لهذا الأخير كانا يقيمان في مصر. كما التقى به مرتين أخريين للتحدث عن مواضيع ذات طبيعة سياسية و«الاستفهام عن السودان وغرض المصريين لأنه في ذلك الوقت كان الكلام كثيراً عن السودان»، ووصف عبد اللطيف الرجل بأنه كان «متحفظاً جداً». ورداً على سؤال حول أغراض الجمعية وفيما إذا كانت تعمل لبحث مظالم الأهالي، أجاب عبد اللطيف قائلاَ: «ليس من أغراض الجمعية حتى تبحث في مظالم الأهالي بل كنّا معارضين للتغيير المطلوب أي حتىقد يكون الإنجليز مطلقي التصرف بالسودان دون المصريين. وقد صرح البرلمان المصري بأن السودان جزء من مصر لا يتجزأ، أما البرلمان الإنجليزي فنطق حتى السودان جزء من الإمبراطورية البريطانية لأن لنا فيه مصالح مالية وزراعية ومسئوليات أدبية لا يسعنا حتى نعرضها للضياع. وقد قرأت أنا بنفسي منطقاً في التيمس عن تصريح مكدونالد بأن 92% من الأهالي السودانيين مع الإنجليز. وهذا ما جعلنا نجهر برأينا لنصحح هذا الخط». وعن المظاهرات ذكر عبد اللطيف بأن المشاركة فيها كانت بمحض إرادة المتظاهرين وإنها لم تقم إلا بعد المنشور الذي صدر بمنعها وقد أراد المتظاهرون حتى يظهروا شعورهم لما يجري في البلاد. وأقر عبد اللطيف بفهم الجمعية بحظر التظاهر إلا انها قامت بتنظيمها بأغلبية الأصوات فيها. ونفى استلام الجمعية لأية نقود من مصر.

وقد مثَّلَ الدفاع المحامي أمين الشاهد، بينما كان بيلي نائب مدير مديرية الخرطوم يمثل الإنادىء العام. وتمت إدانة المتهمين بالتهم المنسوبة إليهم وصدرت ضدهم أحكاماُ بالسجن لمدد مختلفة ونُفِيّ جميع من علي عبد اللطيف وعبيد حاج الأمين وعلي البناء ومحمد المهدي الخليفة إلى مدينة واوبمديرية بحر الغزال في جنوب السودان . توفي عبيد حاج الأمين في السجن بواو بعد لإصابته بعدوى الحمى السوداء في عام 1932، ثم أطلقت الحكومة سراح جميع المسجونين بموجب معاهدة عام 1932 بين مصر وبريطانيا وكانت من بنودها العفوالكامل عن جميع المسجونين السياسيين. ولم يضم العفوعلي عبد اللطيف الذي نُقِل مرة أخرى إلى سجن كوبر في الخرطوم بحري. وبقي فيه حتى عام 1938 عندما طلبت الحكومة المصرية نقله إلى سجون القاهرة لتتولى الإشراف على صحته النفسية التي ساءت للغاية في السجن ووافقت الحكومة البريطانية على ذلك. توفي علي عبد اللطيف في القاهرة في 28 أكتوبر 1948،

المصادر

  1. ^ عبد الوهاب أحمد عبد الرحمن: دراسات في العلاقات السودانية المصرية، الحركة الوطنية السودانية بين وحدة وادي النيل والاستقلال (1956-1919)، الجزء الأول، دار القلم، الإمارات العربية المتحدة(2007)
  2. ^ جمعية اللواء الأبيض 1924 - موسوعة التوثيق الكامل Archived أربعة March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  3. ^ صحيفة أخبار اليوم: شخصيات ومواقف، الفوال، عدد (3-4-1433 هـ)
  4. ^ حسن نجيلة:ملامح من المجتمع السوداني، الطبعة الأولى، دار الخرطوم للطباعة والنشر، الخرطوم (1994)
تاريخ النشر: 2020-06-04 20:10:47
التصنيفات: Webarchive template wayback links, Webarchive template warnings, Pages using deprecated image syntax, تأسيسات 1924 في السودان, منظمات غير حكومية سودانية, ثورة 1924, السودان المصري البريطاني, القرن العشرون في السودان, التاريخ العسكري للمملكة المتحدة في القرن 20, حركات التمرد في أفريقيا, مقاومة الاستعمار في أفريقيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الريف بيتغير.. مستفيدو «حياة كريمة» بمطروح:«حياتنا تبدلت للأفضل»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:01
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

فيريرا يفاضل بين «جمعة» و«عبدالشافى» لتعويض غياب فتوح أمام إنبى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:43
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

«التضامن» اليوم: توفير الحماية الاجتماعية لـ7.4 مليون مسن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:51
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

مشروع المكتبة المتنقلة يواصل فعالياته بقرية بنى روح بملوى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:05
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

«الأرصاد» تكشف سبب عدم استقرار الطقس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:44
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

أماكن بيع كراسة شروط الإسكان الاجتماعي.. واعرف أخر موعد للتقديم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

كيفية إضافة أفراد في بطاقة التموين عبر بوابة مصر الرقمية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:49
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

شعبة الأرز: ليست هناك أزمة بالأسواق ولدينا فائض هذا الموسم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:44
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

تعادل سلبي بين المنتخب الأوليمبي وإي سواتيني في تصفيات الأوليمبياد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 57%

مصر تحصد ذهبية أفريقيا المفتوحة لرفع الاثقال البارالمبي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:54
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

محافظ بورسعيد يلتقى وفدًا من أكاديمية ناصر العسكرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:06
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

أسعار العملات في ختام تعاملات اليوم الأحد بالبنوك المصري والعربية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:48
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

مدرب جيرونا يعترف: هدف رودريجو في مرمانا «صحيح»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

المقاولون يحتفل بعيد ميلاد مشرف الكرة ويختتم استعدادته لفاركو (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:56
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

الباز: مركز التحكم للشبكة الوطنية للطوارئ مشروع يسهّل حياة الناس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:20:45
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 69%

جنايات المنصورة تؤجل محاكمة 3 متهمين قتلوا صيادا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-30 21:21:08
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية