أبوجعفر هارون الواثق بالله هوهارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد (232هـ/847) خليفة عباسي من خلفاء الدولة العباسية في العراق. أمه أم ولد رومية اسمها قراطيس.

مولده

ولد الواثق بالله في بغداد في العاشر من شعبان سنة (200هـ) وولى الخلافة بعد وفاة أبيه وبعهد منه قي 19 ربيع الأول سنة (227هـ ( وقد أحسن الواثق لأهل الحرمين حتى قيل إنه لم يوجد بالحرمين في أيامه سائل أى فقير. ولكنه مع ذلك امتحن الناس في قضية خلق القرآن وآذى الإمام أحمد بن حنبل.

صفته

كان الواثق أبيض وتعلوه صفرة حسن اللحية في عينيه نكتة. وافر الأدب مليح الشعر وكانوا يسمونه المأمون الصغير لأدبه وفضله، وكان المأمون يجلسه وأبوه المعتصم واقف، وكان يقول: يا أبا إسحاق لا تؤدب هارون، فإنى أرضي أدبه، ولا تعترض عليه في شىء يعمله. وكان من أهل الحديث قائماً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكان شاعراً وكان أفهم الخلفاء بالغناء. وله أصوات وألحان عملها نحومائة صوت وكان حاذقاً بضرب العود راوية للأشعار والأخبار. ونطق يزيد المهلبي كان الواثق كثير الأكل جداً. ونطق حمدون بن إسماعيل: ما كان في الخلفاء أحد أحلم من الواثق ولا أصبر على أذى

خلافته

ولي الخلافة بعد وفاة أبيه المعتصم سنة 227 هـ. أحسن الواثق لأهل الحرمين. كان مشجعا للفهماء. وكانت وفاته في سامراء بالحمى سنة (232هـ/847).

أعماله في الخلافة

• في سنة 228هـ استخلف على السلطنة أشناس الهجري وألبسه وشاحين مجوهرين وتاجاً مجوهراً وأظن أنه أول خليفة استخلف سلطاناً فإن الهجر إنما كثروا في أيام أبيه.
• في سنة 231هـ ورد كتابه إلى أمير البصرة يأمره حتى يمتحن الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن وكان قد تبع أباه في ذلك ثم عاد في آخر أمره. وفي هذه السنة اغتال أحمد بن نصر الخزاعي. واستفك من الروم ألفاً وستمائة أسير مسلم.

الثورات في عهده

قامت عدة ثورات في عهده في الشام وفلسطين بسبب الاحتكاكات بين السكان العرب والجيوش الهجرية التي شكلها والده المعتصم. تم إخماد هذه الثورات، إلا حتى جذوة النقمة تضاعفت بين الأهالي.

مواقف

• نطق أحمد بن حمدون: ولج هارون بن زياد مؤدب الواثق إليه فأكرمه إلى الغاية فقيل له من هذا يا أمير المؤمنين الذي عملت به هذا العمل فنطق هذا أول من فتق لساني بذكر الله وأدناني من رحمة الله.

• نطق الواثق لابن أبى دُؤاد وزيره، وقد عاد من صلاة العيد: هل حفظت من خطبتى شيءًا،يا ترى؟ نطق: نعم قولك يا أمير المؤمنين: " ومن اتبع هواه شرد عن الحق منهاجه، والناصح من نصح نفسه، وذكر ما سلف من تفريطه، فطهر من نيته، وثاب من غفلته، فورد أجله، وقد فرغ من زاده لمعاده، فكان من الفائزين ".

مات في عهده

مات في أيامه من الأعلام: مسدد وخلف بن هشام البزاز المقرئ وإسماعيل بن سعيد الشالخي شيخ أهل طبرستان ومحمد بن سعد محرر الواقدي وأبوتمام الطائي الشاعر ومحمد بن زياد ابن الأعرابي اللغوي والبويطي صاحب الشافعي مسجوناً مقيداً في المحنة وعلي بن المغيرة الأثرم اللغوي وآخرون.

وفاته

هذا هوالواثق بالله، كانت خلافته خمس سنوات، قضى فيها على الثورات التي قامت في عهده، ولقَّن الخارجين على الدين والآداب العامة درسًا لا ينسى، وعزل من انحرف من الولاة، وصادر أموالهم التي استولوا عليها ظلمًا وعدوانًا، وأغدق على الناس بمكة والمدينة حتى لم يبقَ سائل واحد فيهما. وفى عهده فتحت جزيرة "صقلية"، فتحها الفضل بن جعفر الهمدانى سنة 228هـ/ 843م.

قامت عدة ثورات في عهده في الشام وفلسطين بسبب الإحتكاكات بين السكان العرب والجيوش الهجرية التي شكلها والده، المعتصم. الثورات تم إخمادها، إلا حتى جذوة النقمة تضاعفت بين الأهالي.

وكانت وفاته في سامراء بالحمى سنة (232هـ/847). وحكي أنه لما توفي هجر وحده واشتغل الناس بالبيعة للمتوكل فاتى جرذون فاستل عينه فأكلها.

وله مواقف عديدة منها: فطنة عالم.

المحرر وليام توماس بكفورد خط رواية "الواثق Vathek" والتي تعد من أشهر روايات القرن التاسع عشر، وهي المبنية علي سيرة الواثق ولكن بتصرف وخيال كبيرين.

الواثق بالله هارون أبوجعفر وقيل أبوالقاسم بن المعتصم بن الرشيد أمة أم ولد رومية اسمها قراطيس ولد لعشر بقين من شعبان سنة ست وتسعين ومائة وولى الخلافة بعهد من أبيه بويع له في تاسع عشر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وفي سنة ثمان وعشرين استخلف على السلطنة أشناس الهجري وألبسه وشاحين مجوهرين وتاجا مجوهرا وأظن أنه أول خليفة استخلف سلطانا فإن الهجر إنما كثروا في أيام أبيه وفي سنة إحدى وثلاثين ورد كتابه إلى أمير البصرة يأمره حتى يمتحن الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن وكان قد تبع أباه في ذلك ثم عاد في آخر أمره.

وفي هذه السنة اغتال أحمد بن نصر الخزاعي وكان من أهل الحديث قائما بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأحضره من بغداد إلى سامرا مقيدا وسأله عن القرآن فنطق ليس بمخلوق وعن الرؤية في القيامة فنطق كذا اتىت الرواية وروى له الحديث فنطق الواثق له تكذب فنطق للواثق بل تكذب أنت فنطق ويحك يرى كما يرى المحدود المتجسم ويحويه مكان ويحصره الناظر إنما كفرت برب صفته ما تقولون فيه فنطق جماعة من الفقهاء المعتزلة الذين حوله هوحلال الضرب فنادى بالسيف ونطق الذي يعبد ربا لا نعبده ولا نعهده بالصفة التى وصفه بها ثم أمر إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معي فأنى أحتسب خطاى إلى هذا الكافر بالنطع فأجلس عليه وهومقيد فسار إليه فضرب عنقه وامر بحمل رأسه إلى بغداد فصلب بها وصلبت جثته في سر من رأى واستمر ذلك ست سنين إلى حتى ولى المتوكل فأنزله ودفنه ولما صلب خط ورقة وعلقت في أذنه فيها هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك نادىه عبد الله الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفى التشبيه فأبى إلا المعاندة فجعله الله إلى ناره ووكل بالرأس من يحفظه ويصرفه عن القبلة برمح فذكر المتوكل به أنه رآه بالليل يستدير إلى القبلة بوجهه فيقرأ سورة يس بلسان طلق. ورويت هذه الحكاية من غير وجه.

وفي هذه السنة استفك من الروم ألفا وستمائة أسير مسلم فنطق ابن أبي دؤاد قبحه الله من نطق من الأسارى القرآن مخلوق خلصوه وأعطوه دينارين ومن امتنع دعوه في الأسر نطق الخطيب كان أحمد بن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة ونادى الناس إلى القول بخلق القرآن وينطق إنه عاد عنه قبل موته ونطق غيره حمل إليه رجل فيمن حمل مكبل بالحديد من بلاده فلما ولج وابن أبى دؤاد حاضر نطق المقيد أبلغنى عن هذا الرأى الذى دعوتم الناس إليه أفهمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يدع الناس إليه أم شىء لم يفهمه نطق ابن دؤاد بل فهمه نطق فكان يسعه ان لا يدعوالناس إليه وأنتم لا يسعكم نطق فبهتوا وضحك الواثق وقام قابضا على فمه ودخل بيتا ومد رجليه وهويقول وسع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى يسكت عنه ولا يسعنا فأمر له حتى يعطى ثلثمائة دينار وأن يرد إلى بلده ولم يمتحن أحدا بعدها ومقت ابن أبى داؤد من يومئذ والرجل المذكور هوأبوعبدالرحمن عبدالله بن محمد الأذرمى شيخ أبى داود والنسائي.

نطق ابن أبى الدنيا كان الواثق أبيض وتعلوه صفرة حسن اللحية في عيينه نكتة نطق يحيى بن أكثم ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب ما أحسن إليهم الواثق ما توفي وفيهم فقير ونطق غيره كان الواثق وافر الأدب مليح الشعر وكان يحب خادما أهدى له من مصر فأغضبه الواثق يوما ثم إنه سمعه يقول لبعض الخدم والله إنه ليروم حتى أحدثه من أمس فما أعمل فنطق الواثق ياذا الذي بعذابي ظل مفتخرا ما أنت إلا مليك جار إذ قدرا لولا الهوى لتجارينا على قدر وإن أفق منه يوما ما فسوف ترى ومن شعر الواثق في خادمه مهج يملك المهج بسجى اللحظ والدعج حسن القدر مخطف ذودلال وذوغنج ليس للعين إذا بدا عنه باللحظ منعرج. ونطق الصولي كان الواثق يسمى المأمون الأصغر لأدبه وفضله وكان المأمون يعظمه ويقدمه على ولده. وكان الواثق أفهم الناس بكل شيء وكان شاعرا وكان أفهم الخلفاء بالغناء وله أصوات وألحان عملها نحومائة صوت وكان حاذقا بضرب العود راوية للأشعار والأخبار.

ونطق الفضل اليزيدي لم يكن في خلفاء بني العباس أكثر رواية للشعر من الواثق ن فقيل له كان أروى سن المأمون فنطق نعم كان المأمون قد مزج بفهم العرب فهم الأوائل من النجوم والطب والمنطق وكان الواثق لايخلط بفهم العرب شيئا ونطق يزيد المهلبء كان الواثق كثير الأكل جداً. ونطق ابن فهم كان للواثق خوان من مضى مؤلف من أربع بتر يحمل جميع بترة عشرون رجلا وكل ما على الخوان من غضارة وصحفة وسكرجة من مضى فسأله ابن أبي دؤاد حتى لا يأكل عليه للنهى عنه فأمر حتى يكسر ذلك ويضرب ويحمل إلى بيت المال ونطق الحسين بن يحيى رأى الواثق في النوم كأنه يسأل الله الجنة وأن قائلا يقول له لا يهلك على الله إلا من قلبه مرت فأصبح فسأل الجلساء عن ذلك فلم يعهدوا معناه فوجه إلى أبى محلم وأحضره فسأله عن الرؤيا والمرت فنطق أبوالمحلم المرت القفر الذي لا ينبت شيئا فالمعنى على هذا لا يهلك على الله إلا من قلبه خال من الإيمان خلوالمرت من النبات فنطق له الواثق اريد شاهدا من الشعر في المرت فبادر بعض من جاء فأنشد بيتا لبنى أسد ومرت مروتاة يحاربها القطا ويصبح ذوفهم بها وهوجاهل فضحك أبومحلم ونطق والله لا أبرح حتى أنشدك فأنشده للعرب مائة قافيه معروفة لمائة شاعر معروف في جميع بيت ذكر المرت فأمر له الواثق بمائة ألف دينار.

ونطق حمدون بن إسماعيل ما كان في الخلفاء احد أحلم من الواثق ولا أصبر على أذى ولا خلاف منه ونطق أحمد بن حمدون ولج هارون بن زياد مؤدب الواثق إليه فأكرمه إلى الغاية فقيل له من هذا يا امير المؤمنين الذي عملت به هذا العمل فنطق هذا أول من فتق لسانى بذكر الله وأدنانى من رحمة الله ومن مديح على بن الجهم فيه وثقت بالملك الواثق بالله النفوس ملك يشقى به المال ولا يشقى الجليس أسد يضحك عن شداته الحرب العبوس أنس السيف به واستوحش الطلق النفيس يا بنى العباس يأبى الله إلا حتى تروسوا.

وفاته

مات الواثق بسر من رأى يوم الأربعاء لست بقين من ذى الحجة سنة مائتين واثنتين وثلاثين ولما احتضر جعل يردد هذين البيتين الموت فيه جميع الخلق مشهجرلا سوقة منهم يبقى ولا ملك ما ضر أهل قليل في تفارقهم وليس يغنى عن الأملاك ما ملكووحكى أنه لما توفي هجر وحده واشتغل الناس بالبيعة للمتوكل فاتى جرذون فاستل عينه فأكلها.

الوفيات في عهده

مات في أيامه من الأعلام مسدد وخلف بن هشام البزاز المقرىء وإسماعيل بن سعيد الشالخى شيخ اهل طبرستان ومحمد بن سعد محرر الواقدى وأبوتمام الطائى الشاعر ومحمد بن زياد ابن الأعرابى اللغوى والبويطي صاحب الشافعي مسجونا مقيدا في المحنة وعلى بن المغيرة الأثرم اللغوى وآخرون ومن أخبار الواثق أسند الصولى عن جعفر بن الرشيد نطق كنا بين يدى الواثق وقد اصطبح فناوله خادمه مهج وردا ونرجسا فأنشد في ذلك بعد يوم لنفسه حياك بالنرجس والورد معتدل القامة والقد فألهبت عيناه نار الهوى وزاد في اللوعة والوجد أملت بالملك له قربه فصار ملكى سبب البعد ورنحته سكرات الهوى فمال بالوصل إلى الصد إذا سئل البذل ثنى عطفه وأسبل الدمع على الخد غر بما تجنيه ألحاظهلا يعهد الإنجاز للوعد مولى تشكى الظلم من عبده فأنصفوا المولى من العبد نطق فأجمعوا أنه ليس لأحد من الخلفاء مثل هذه الأبيات ونطق الصولى حدثنى عبدالله بن المعتز نطق انشدنى بعض اهلنا للواثق وكان يهوى خادمين لهذا يوم يخدمه فيه ولهذا يوم يخدمه فيه قلبى قسيم بين نفسين فمن رأى روحا بجسمين يغضب ذا إذا جاد ذا بالرضا فالقلب مشغول بشجوين وأخرج عن الحزنبل نطق غنى في مجلس الواثق بشعر الأخطل وشادن مريح بالكاس نادمني لا بالحصور ولا فيها بسوار فنطق أسوار أوسأر فوجه إلى ابن الأعرابي يسأل عن ذلك فنطق سوار وثاب ويقول لا يثب على ندمائه وسأر مفضل في الكأس سؤرا وقد رويا جميعا فأمر الواثق لابن الأعرابي بعشرين ألف درهم ونطق حدثنى ميمون بن إبراهيم حدثنى أحمد بن الحسين بن هشام نطق تلاحى الحسين بن الضحاك ومخارق يوما في مجلس الواثق في أبى نواس وأبي العتاهية ايهما أشعر فنطق الواثق اجعلا بينكما خطرا فجعلا بينهما مائتى دينار فنطق الواثق من ههنا من الفهماء فقيل أبومحلم فأحضره فسئل عن عن ذلك فنطق أبوالنواس أشعر وامضى في فنون العرب واكثر افتنانا من أفانين الشعر فأمر الواثق بدفع الخطر إلى الحسين.

ببليوغرافيا

Muhammad ibn Jarir al-Tabari History v. 34 "Incipient Decline," transl. Joel L. Kramer, SUNY, Albany, 1989

مصادر

• إسلام أون لاين.
• تاريخ الخلفاء للسيوطي.
• [1]

إسلام أون لاين: أبومحمد موسى الهادي       تصريح