القديس ألبرتوس العظيم، ن.د. (1193/1206 - 15 نوفمبر 1280), ويـُعهد ايضاً باسم القديس ألبرت العظيم وألبرت من كولونيا، كان راهباً دومنيكانياً وأسقفاً حقق شهرة واسعة لمعهدته الغزيرة ودعوته التعايش السلمي بين الدين والفهم. ويعتبر أعظم فيلسوف ألماني وعالم لاهوت في العصور الوسطى. وكان الأول بين فهماء العصور الوسطى في تطبيق فلسفة أرسطوعلى الفكر المسيحي. وقد كرّمته الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بإسباغ لقب دكتور الكنيسة، الذي لم ينله سوى 33 إنسان على مر تاريخ الكنيسة.

سيرته

وُلد ألبرت في وقت ما بين 1193 و1206، ابناً لكونت بولشتات في لاوينگن في باڤاريا. معاصروه، أمثال روجر بيكون استخدموا لقب "ماگنس Magnus" لألبرتوس في حياته، مشيرين لشهرته الهائلة كعالم وفيلسوف.

كتاباته

ألبرتوس كعالم

ألبرتس مجنس فلم تبلغ روحه الفهمية ما بلغته روح أدلارد، ولكن شغفه بفهم حقائق الكون أدى به إلى إنتاج ضخم أكسبه اسم "العظيم". واتخذت معظم مؤلفاته الفهمية، كما اتخذت معظم مؤلفاته الفلسفية، صورة شروح لرسائل أرسطواللقاءة لها، ولكنها تحتوي من حين إلى حين نسمات جديدة من الملاحظات المبتكرة، وتتاح له وسط سحب المقتبسات المنقولة عن المؤلفين اليونان، والعرب، واليهود فرص ينظر فيها إلى الطبيعة بنفسه. وقد زار معامل التجارب، والمناجم، ودرس كثيراً من المعادن المتنوعة، وفحص عن حيوان بلاده الأصلية - ألمانيا - ونباتها، ولاحظ حلول البحر محل الأرض والأرض محل البحر، وفسر بذلك وجود الحفريات القديمة في الصخور. وإذ كانت فلسفته قد طغت على فهمه فحالت بينه وبين الدقة الفهمية، فقد هجر نظرياته "القَبْلية" تؤثر في نظرته الفهمية، مثال ذلك انادىؤه أنه رأى شعر الخيل يتحول في الماء إلى ديدان. ولكنه كان مثل أدلارد يرفض تفسير الظواهر الطبيعية بأنها تحدث تبعاً لإرادة الله، ويقول إذا الله يعمل وفق علل طبيعية، وإن من واجب الإنسان حتى يبحث عن الله في هذه العلل نفسها.

وقد طمست ثقته بأرسطورأيه في التجارب الفهمية. وإنّا لتثير عقولنا فقرة شهية في الكتاب العاشر من مؤلفه De vegetabilis يقول فيها:" إذا التجربة وحدها هي التي توصل إلى الحقائق المؤكدة Experimentum solum Certificat" ولكن حدثة تجربة esperimentum كان لها وقتئذ معنى أوسع من معناها في هذه الأيام كما يظهر ذلك من سياق هذه الفقرة: "إن جميع ما مدون هنا إمّا ثمرة تجربتنا أومأخوذ من مؤلفين نفهم أنهم قد خطوا ما أيدته تجربتهم الشخصية، لأن التجربة وحدها هي التي توصل إلى الحقائق المؤكدة". ومع هذا كله فقد كان عمل ألبرتس تقدماً سليماً عظيم النفع. ويسخر ألبرتس من المخلوقات الأسطورية أمثال الحيوان الذي نصفه أسد وتصفه نسر؛ والهولة المفترسة القذرة التي لها جسم امرأة، وجناحا الطير الجارح ومخالبه وقدماه، والتي هي رسول انتقام الآلهة، والخرافات وقصص الحيوانات الخرافية الواردة في أحد الخط الواسعة الانتشار في ذلك الوقت وهوكتاب Physiologus؛ ويذكر فيما يذكره حتى "الفلاسفة يذكرون كثيراً من الأكاذيب"(90). وكان في بعض الأحيان - ولا نقول في أغلب الأحيان - يجري تجارب، كما وقع حين أثبت هوورفاقه حتى "زيز الحصيدة" (Cicada) ظل يغني لحظة وجيزة بعد حتى بتر رأسه. ولكنه كان يثق بأقوال پلني ثقة الإنسان البريء بأولياء الله الصالحين، ويصدق تصديق السذج البلهاء القصص التي يرويها الكذابون من صائدي الوحوش والسمك.

وقد خضع لزمانه حين آمن بالتنجيم، وبفهم الغيب؛ وعزا قوى عجيبة للجواهر والأحجار، ويدعى أنه شاهد بعينيه ياقوتة زرقاء شفت قرحاً. وهويرى، كما يرى تومس الواثق من نفسه، حتى السحر من الحقائق المؤكدة، وأنه من عمل العفاريت ويؤمن بأن الأحلام تنبئ أحياناً بالحوادث المستقبلة، ويقول: "إن النجوم في الحقيقة هي التي تحكم العالم" في الأحوال الجسمية، وأن اقتران الكواكب يفسر في أغلب الظن "أحداثاً خطيرة وأعاجيب عظيمة"، وأن المذنبات قد تنذر بالحروب وموت الملوك: "إن في الإنسان مصدراً مزدوجاً للعمل - الفطرة والإرادة؛ فأما فطرته فتحكمها النجوم، وأما الإرادة فحرة؛ لكن الإرادة إذا لم تقاوم، اكتسحتها الفطرة". ويعتقد حتى في وسع المنجمين القادرين حتى يتنبئوا إلى حد كبير بما يفترض أن يحدث للإنسان في حياته، أوبنتيجة ما يفترض أن يقدم عليه من المشروعات، وذلك بالنظر في مواقع النجوم. وهويقبل ببعض التحفظ نظرية الكيميائيين القدامى، (أوالممضى النووي الحديث) القائل بتحول العناصر بعضها إلى بعض(92).

دوره في الفلسفة المدرسية

وكان ألبرت يحب الفهم ويعجب بأرسطوإلا حين يتطرق إلى الإلحاد في الدين، وكان أول من تفهم من الفلاسفة المدرسين جميع مؤلفات الفيلسوف الكبرى، واخذ على نفسه حتى يفسرها تفسيراً يوافق الدين المسيحي. وكان مولده في لاننگن Laningen بسوابيا Swabia حوالي عام 1201 وولده هوالكونت بولستادت Bollstadt الثري، ثم تفهم في پادوا وانضم إلى الرهبان الدمنيكيين واشتغل في بالتدريس في مدارس الدومنيك في هلدسهايم Hildesheim ، وفرايبورگ Freibueg ، وراتسبون Ratisbon ، وستراسبورگ، وكولونيا (1228- 1245) وباريس (1245- 1248). ثم عين بعدئذ مندوباً إقليمياً لطائفته في ألمانيا ثم أسقفاً لراتسبون (1260) على الرغم من تفضله حياة التدريس. وتقول الرواية المأثورة انه كان يمشي حافي القدمين في جميع أسفاره(51). وفي عام 1262 جاز له حتى يعتزل العمل ويأوى الى دير في كولونيا، ثم هجر ما كان فيه من هدوء وهي في السادسة والسبعين من عمره (1277) ليدافع عن عقيدة تلميذه المتوفى تومس أكوناس وعن ذكراه في جامعة باريس. وأفلح فيما ندب إليه، وعاد الى ديره، وتوفي في التاسعة والسبعين من عمره. وأن حياته العامرة بالوفاء والإخلاص لدينه، وتواضعه الخلقي، وتعدد نواحي نشاطه العقلي، لتظهر فيها حياة الأديرة في خير مظاهرها.

كتاباته

وليس ثمة ما يفسر لنا كيف من الممكن أن يستطيع رجل قضى ما قضى من الوقت في التدريس والأعمال الإدارية حتى يخط منطقات في جميع فرع من فروع الفهم تقريباً، ورسائل قيمة في جميع فرع من فروع الفلسفة وعلوم الدين، نقول ليس ثمة شيء يفسر لنا هذا إلا هدوء حياة الأديرة الرتيبة والصبر الفائق الذي يمتاز به الفهماء الألمان. وإلى القارئ خط ألبرت ماگنس في الفلسفة واللاهوت بأسمائها الأصلية:

1. في المنطق de praedicabilibus; Philosophia Rationalis Perihermenias ؛ de sex principüs; de praedicamentis Analytica priora, (De interpretatione i. e)؛ libri elenchorum; Tropica; Analytica posteriora.؛
2. وفيما وراء الطبيعة-De unitate intellictus contra Averroistas; metaphy Sica; de fato
3. وفي فهم النفس De anima; De sensu et sensato, De memoria et reminiscentia, De intellectua et intelligibili, De potentüs animae
4. وفي فهم الأخلاق Ethica
5. وفي السياسة Politicia
6. وفي اللاهوت Summa de creaturis; Summa theologiae Commentarium in sententias Petri Lombardi; ommentarium de divians nominibus.

وتتكون الرسائل الخمس الواردة في هذا الثبت من واحد وعشرين مجلداً من مؤلفات ألبرت التي لم تنتشر كلها بعد. وقلما يوجد في التاريخ من خط هذا القدر من المخط والرسائل والموضوعات، واخذ من غيره مثل ما اخذ، اواعترف بمثل صراحته، بدينه لمن اخذ عنهم. ويتخذ البرت مؤلفات أرسطوأسساً لخطه وتكاد عناوينها كلها تكون هي بعينها عناوين مؤلفات الفيلسوف القديم؛ وهويستعين بشروح ابن رشد على تفسير مؤلفات ذلك الفيلسوف، ولكنه يفسر المؤلفات الأصيلة والشروح تفسيراً جريئاً اذا ما ناقضت الدين المسيحي. وهويرجع الى آراء المفكرين المسلمين بدرجة جعلت مؤلفاته مصدراً هاماً بما نعهده عن الفلسفة الإسلامية. ولا تخلوصفحتان من خطه من أقوال يقتبسها من ابن رشد، ويرجع أحياناً إلى كتاب مرشد الحيارى لابن ميمون، ويعترف بان أرسطواعظم مرجع في العلوم والفلسفة، وأوغسطين أعظم مرجع في علوم الدين، والكتاب المقدس اعظم المراجع في جميع شيء ومنطقاتهم المكدسة التي يخطئها الحصر سيئة الترتيب ولا يمكن ان يستخلص منها نظام متسق للتفكير، وهويدافع عن عقيدة ما في موضع ثم يهاجمها في موضع اخر أوفي الموضع نفسه احياناً؛ ولم يتسع وقته لتصفيه متناقضاته. وكان إفراطه في الطيبة والتقي يحول بينه وبين التفكير الموضعي؛ وكان في وسعه ان يتبع تعليقاً على أرسطوبرسالة طويلة مؤلفة منن اثنى عشر (كتاباً) في الثناء على مريم العذراء المباركة يقول فيها حتى مريم كانت ملمة إلماماً كاملاً بالنحو، والبيان، والمنطق، والحساب، والهندسة، والموسيقى، والفلك.

فما هي إذن أبرز أعماله،يا ترى؟ حتى أبرز هذه الأعمال هي انه كان له نصيب موفور في البحث الفهمي في ذلك الوقت وفي نظرياته؛ وانه كان في ميدان الفلسفة (قدم أرسطوللاتين)، وهوجميع ما كان يهدف إليه؛ وكان له الفضل في استخدام مؤلفات أرسطوفي تعليم الفلسفة؛ وجميع كنوز التفكير والجدل الوثنية والعربية واليهودية والمسيحية التي استخدمها تلميذه الذائع الصيت في فلسفته الهجريبية التي تفوق فلسفة أستاذه وضوحاً وتنظيماً. ولسنا نجافي الحقيقة إذا قلنا أنه "لولا ألبرت لما وُجـِد توماس".

في فهمي النبات والحيوان

وكان أحسن ما عمله في فهم النبات. فقد كان أول عالم في النبات من أيام ثيوفراسطس (على قدر ما وصل إليه فهمنا) بدرس النبات للفهم بالنبات لا لفائدته في الزراعة أوالطب. وقد صنف النباتات، ووصف ألوانها، ورائحتها، وأجزاءها، وثمارها، ودرس قوة إحساسها، ونومها، وتذكيرها وتأنيثها، ونموها، وحاول حتى يخط منطقاً في الفلاحة . وقد دهش هومبولت Humboldt إذ عثر في كتاب النبات لألبرت: "ملاحظات غاية في الدقة عن الهجريب العضوي للنبات وعن وظائف أعضائه"(93). وأما خطاه الضخم في الحيوان فمعظمه شرح لأرسطو، ولكننا نجد فيه أيضاً ملاحظات أصيلة. فهويحدثنا مثلاً بأنه "سافر في بحر الشمال للقيام ببحوث فيه، وبأنه هبط في الجزائر، وعلى الشواطئ الرملية ليجمع" نماذج للدرس(94) وقد وازن بين الأعضاء المتماثلة في الحيوان والإنسان(95).

وإذا ما نظرنا إلى هذه الخط في ضوء فهمنا الحاضر حكمنا على حتى فيها كثيراً من الأغلاط، ولكننا إذا نظرنا إليها في ضوء ما كانت عليه عقول الناس في الزمن الذي ألفت فيه حكمنا بأنها من أعظم ما أثمرته العقول في العصور الوسطى. فقد كان الناس في ذلك الوقت يعترفون بأن ألبرت أعظم المفهمين في زمانه، ولقد طال به العمر حتى رأى رجالاً من طراز بطرس الأسباني Peter of Spain، وفنسنت البوفيزي اللذين ماتا قبله ينقلون عنه في مؤلفاتهم. نعم إنه لم يكن في مقدوره حتى يضارع ابن سينا أوابن ميمون أوتوما الأكويني في دقة الحكم وصدقه أوفي قبضته على ناصية الفلسفة، ولكنه كان أعظم فهماء التاريخ الطبيعي في زمانه.

الموسيقى

إشارات ثقافية

مأثورات

"Natural science does not consist in ratifying what others have said, but in seeking the causes of phenomena."

التأثير والاعتراف بفضله

A number of schools are named after Albert, including Albertus Magnus High School, in Bardonia, New York, the Albertus-Magnus-Gymnasium in Regensburg, and Albertus Magnus College in New Haven, Connecticut. The main science building at Providence College is named in honor of Albertus Magnus

طالع أيضاً

• History of science in the Middle Ages
• Christian mystics
• Albertus Magnus College
• Brazen Head
• The Incorruptibles, a list of Catholic saints and beati whose bodies are reported to be incorrupt.

المصادر

قراءات اضافية

• Attwater, Donald and Catherine Rachel John. The Penguin Dictionary of Saints. 3rd edition. New York: Penguin Books, 1993. ISBN 0-140-51312-4.
• Wallace, William A. (1970). "Albertus Magnus, Saint". Dictionary of Scientific Biography. 1. New York: Charles Scribner's Sons. pp. 99–103. ISBN .

وصلات خارجية

• Albert the Great entry in the Stanford Encyclopedia of Philosophy by Markus Führer
•  Kennedy, D.J. (1913). [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/St. Albertus Magnus "St. Albertus Magnus]"] Check value (help). Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company.
• Albertus Magnus on Astrology & Magic
• "Albertus Magnus & Prognostication by the Stars"
• Albertus Magnus: "Secrets of the Virtues of Herbs, Stones and Certain Beasts" London, 1604, full online version.