اوتونويرات
الفلسفة الغربية فلسفة القرن العشرين | |
---|---|
الاسم الكامل | Otto Karl Wilhelm Neurath |
ولد |
ڤيينا، امبراطورية النمسا-المجر (حالياً في النمسا) |
ديسمبر 10, 1882
توفي | ديسمبر 22, 1945 (عن عمر 63) أكسفورد، المملكة المتحدة |
المدرسة/التقليد | تحليلية |
الاهتمامات الرئيسية | فلسفة الفهم |
أثر فيه
| |
تأثر به
|
اوتونويرات Otto Neurath (عاشعشرة ديسمبر 1882 - 22 ديسمبر 1945) فيلسوف وعالم اجتماع واقتصاد نمساوي الأصل. ولد في ڤيينا، وماتَ في أكسفورد. ويعتبر واحد من أبرز فلاسفة التجريبية المنطقية logical empiricism أوالوضعية المنطقية logical positivism، وأحد ممثلي جماعة حلقة ڤيينا Vienna Circle التي أسسها موريتس شليك Moritz Schlik عام 1924، وتهدف إلى توحيد العلوم ومناهجها. هاجر إلى إنگلترة على أثر ضم النمسا إلى ألمانيا النازية.
شغل نويرات منصب وزير التخطيط في الحكومة النمساوية في أثناء الحرب العالمية الأولى. وبعد الحرب تعاون مع الحكومات الماركسية في باڤاريا وسكسونيا بمشروعات نهضتها الاقتصادية، وكان ذلك سبباً- في أثناء قمع الحكومةَ الألمانية المركزية التمردَ الماركسي - في اعتنطقه فاتهم بالخيانةِ، لكن أفرج عنه لعدم تورطه في السياسة.
بدأَ مشروعه بدراسة الوقائع الاقتصادية والاجتماعية، فصمم أسلوباً رمزياً isotype لتمثيل المعلومات الكمّية عبر أيقونات icons يسهل تفسيرها، وكان هذا نظاماً بصرياً لعَرْض المعلومات الكمّية، وتمثيل البيانات السكّانية والاجتماعية في بلدان مختلفة لفهم عوامل التغير الاجتماعي، فكان لهذا العمل أثر كبير في فنّ رسم الخرائط وتصميم النقوش والتعليم البصري.
وفي سنة 1920 أيد الوضعية المنطقية، واشهجر مع رودولف كارناپ وغيره في وضع ميثاق جماعة ڤيينا العام «الفهم الفهمي للعالم». نادى فيه إلى التجريبية المنطقية، فخط عن «مبدأ التحقق» verification principle و«قضايا البروتوكول» protocol statements. ورفض الميتافيزيقا بوصفها لغواً وقضاياها غير قابلة للبرهان أوالتحقق منها تجريبياً، وكذلك نظرية الفهم، وعدّ الماركسية فهماً بوصفه أداة للتغيير الاجتماعي.
كان القوة الدافعة وراء وحدة الفهم unity of science فأشرف في شيكاغومع كارناپ وتشارلز موريس Morris على إصدار «الموسوعة الدولية للفهم الموحد» International Encyclopedia of Unified Science، على غرار الموسوعة الفرنسية، هدفها إيجاد صياغة منظّمة للبحث الفكري يلائم منهج جماعة ڤيينا وحلفائها، وقد ظهر من الموسوعة فقط مجلدان. له مؤلفات عديدة أهمها: «قضايا البروتوكول» Protocol Statements ت(1932)، «تطوير حلقة ڤيينا» The Development of Vienna Circle ت(1936)، «فهم الاجتماع التجريبي» Empirical Sociology ت(1931)، «الفيزيائية» Physicalism ت(1931)، «مستقبل المادية المنطقية» Future of the Logical Materialism ت(1935)، «وحدة العلوم» The Unity of Sciences as a Task ت(1935)، «أسس العلوم الاجتماعية» Foundations of the Social Sciences ت(1944)، كما له مؤلفات عديدة في فهم الاقتصاد.
تتمثل أصالة نويرات في اتجاهه المنهجي الذي حوّل فيه منحى الوضعية المنطقية الخاص ببرنامج وحدة العلوم، فقد رفض نويرات معالجة الوضعيين لّلغة عموماً، وخاصة بعض الأفكار الأساسية التي اقترحها ڤتگنشتاين في مرحلته المبكرة.
ويقوم منهجه على فَرَض حتى المماثلة الشكلية isomorphism بين اللغة والواقع تأمل ميتافيزيقي عديم الجدوى، يولِّد معضلة في تمثيل الحدثات والجمل أشياءَ العالم الخارجي. فالقضايا تقارن بقضايا مثلها، لا بالخبرة أوالوقائع، أوبأي شيء آخر. فالخبرة أوالواقع أمور بلا معنى، وتنتمي إلى الميتافيزيقا، ومن ثمّ لا بد من رفضها، والبحث عن الأصل الذي يخلومن الميتافيزيقا، ومن ثم يرى نويرات أنه لابد حتى تكون صياغة القضايا متفقة مع نوع من القضايا التي يُطلق عليها قضايا البروتوكول، وقضية البروتوكول تحتوي على «اسم فهم أووصف معين لشخص ما يلاحظ (أويدرك) شيئاً محدداً (زمانياً ومكانياً)، أوتحتوي على حدثات تشير إلى عمل الملاحظة». ويقترح نويرات لإزالة مثل هذه الاعتبارات السيمانطيقية المريبة فكرة تزامن اللغة والواقع؛ لأن الواقع يكمن في مجموع الجُمَل المحقَّقة سابقاً في اللغة، وتتحدد قيمة صدق أيّ جملة حسب اتساقها مع هذا المجموع مِنْ الجُمَلِ المُحَقَّقة، وإذا كانت الجملة لا تتفق مع مجموع الجمل المحققة للتوفستكون كاذبة وإلا لا بد من تعديل مجموعة القضايا التي هجرب الكل، فالصدق يتعلق باتساق التأكيدات اللغوية ولا علاقة له بتطابق الجُمَل مع الوقائع أوالكيانات الأخرى في العالم. ويبدوحتى رأي نويرات هذا مستمد من نظرية الاتساق coherence theory التي تمضى إلى أن: «قضية ما مقبولة إذا اتسقت مع القضايا المقبولة الأخرى، ومرفوضة إذا لم تتسق مع تلك القضايا المقبولة».
ويستمر نويرات في رفضه فكرة إعادة بناء الفهم من ناحية معطيات الحس؛ لأن الخبرات الحسية ذاتية ولا تصلح لتكون أساساً سليماً لإعادة البناء الصوري للفهم. وعلى هذا يرى نويرات أنه لابد من استبدال لغة الفيزياء الرياضية باللغة الظاهرية phenomenological التي يؤكد عليها معظم الوضعيين؛ لأنها لغة وصفية كميّة مكونة من تعاقب منظّم من الأصوات أَوالرموز، وهي وحدها القادرة على وصف هجريبتها وبنيتها الخاصة من دون تناقض، وهي التي تسمح بالصياغات الموضوعية اللازمة (الحقائق الفهمية التجريبية)؛ لأنها مستندة إلى اتساق موضوعي. مثل هذا الاتجاه الفيزيائي نحوالعلوم الطبيعية أوالاجتماعية سيسهم في إزالة جميع عنصر متبقٍ من الميتافيزيقا ويجيز التحول إلى نظام التأكيدات الخاصة بالوقائع الفيزيائية.
المصادر
- سوسن بيطار. "نويرات (أُتّوـ)". الموسوعة العربية.
انظر أيضاً
- كورت گودل
- Incompleteness theorems
- سفينة ثسيوس
- حلقة ڤيينا
- كارناب
- الوضعية المنطقية