جوڤاني بوكاتشو

عودة للموسوعة

جوڤاني بوكاتشو

جوڤاني بوكاتشو
Giovanni Boccaccio
وُلِد 1313
سرتالدو
توفي 21 ديسمبر 1375(1375-12-21) (عن عمر 62 عاماً)
Certaldo
الوظيفة إنساني النهضة، مؤلف، شاعر
العرق إيطالي
الفترة عصر النهضة المبكر

جوڤاني بوكاتشو Giovanni Boccaccio (عاش 1313 – 21 ديسمبر 1375) (النطق بالإيطالية: [bokˈkattʃo]) كان مؤلفاً وشاعراً إيطالياً، وصديق وتلميذ ومراسل للمحرر پترارك، وكان شخصية هامة في إنسانية النهضة ومؤلف عدد من الأعمال البارزة بما فيها ديكامرون، عن نساء شهيرات، وشعره بالعامية الإيطالية. ويبرز بوكاتشوبصفة خاصة لحواراته، التي قيل عنها أنها تبز في محاكاة الواقع تقريباً جميع معاصريه، لأنهم كانوا كتاب العصور الوسطى وكثيراً منهم اتبعوا أنماطاً جامدة للشخصيات والحبكة.

النشأة ونابولي

أندريا دل كاستانيو، جوڤاني بوكاتشو، تفصيلة من Ciclo degli uomini e donne illustri, affresco، 1450، Galleria degli Uffizi, فلورنسا.

وكان بوكاتشيوقد بدأ حياته في باريس. وكان مولده ثمرة غير مقصودة لاتفاق حبي بين أبيه- وهوتاجر فلورنسي-وفتاة فرنسية لا يعهد اسمها على وجه التحقيق، وأخلاقها موضع للريبة(9). ولعل مولده غير الشرعي، وأصله النصف الفرنسي، قد تعاونا على تكييف أخلاقه وتاريخ حياته. وجئ به وهوطفل إلى تشرتالدوCertaldo القريبة من فلورنسا حيث قضى طفولة غير سعيدة مع زوجة أبيه، ثم أوفد وهوفي العاشرة من عمره إلى نابولي (1323)، حيث أعد الحياة المال والتجارة، وفيها سرى في نفسه كره حياة المال والتجارة، كما سرى في نفس بترارك كرهُ القانون، وجهر بأنه يفضل عليها الفقر والشعر، وانهمك في قراءة أوفد، وأعجب أشد الإعجاب بـ التحولات والهيرودات، وحفظ عن ظهر قلب الجزء الأكبر من فنون الحب الذي يقول فيه:

»إن أعظم الشعراء جميعاً يكشف كيف من الممكن أن يمكن حتى تلتهب نار فينوس المقدسة في أشد الصدور برودا«(10). فلما عجز أبوه عن حتى يرغمه على حب المال أكثر من الجمال أجاز له حتى يهجر الأعمال التجارية والمالية على شريطة حتى يفهم القانون الكنسي. ووافق يوكاتشيوعلى هذا الشرط ولكن عقله كان قد نضج للكتابة في الغرام.

Cristoforo Orimina, Re Roberto d'Anjou circondato dai suoi scrivani, miniatura, XIV secolo. Re colto e profondamente religioso, con la moglie Sancia d'Aragona tenne una corte brillante, l'ultimo grande splendore della Napoli angioina prima delle guerre civili sotto Giovanna I.

وكانت أكثر النساء مرحاً في نابلي هي ماريا داكوينوMaria d'Aquino وهي ابنة غير شرعية للملك الحكيم(11). ولكن زوج أمها قبل حتى تكون ابنته. وتفهمت الفتاة في دير للنساء، ثم تزوجت وهي في الخامسة عشرة من عمرها بكونت أكوينوولكنها لم تجد فيه ما يفي بحاجتها، فشجعت عدداً من العشاق واحداً بعد واحد لكي يسدوا ما تجده من نقص، وينفقوا ما لهم في ترفها وزينتها. وأبصرها بوكاتشيوأول مرة في قداس سبت النور (1331)، بعد حتى مرت أربعة من أعياد الفصح على العيد الذي كشف فيه بترارك لورا في ظروف مواتية مقدسة شبيهة بهذه الظروف. وبدت له أجمل من أفروديتي Aphrodite، »فلم يكن في العالم كله أجمل من شعرها الأشقر، ولا شئ أكثر إغراء من عينيها الخبيثتين«، وأطلق عليها أسم فيامتا Fiammetta-اللهب الصغير- وكان يتوق لأن يحرق نفسه بنارها. ونسى في هيامه بها القانون الكنسى، وانمحى من ذاكرته جميع ما حفظه في حياته من الوصايا، وقضى شهوراً طوالا لا يفكر إلا في الكيفية التي تقربه منها. وكان يمضى إلى الكنيسة منفرداً لعله يراها فيها، ويذرع الشارع اللقاء لنافذتها غادياً رائحاً، ورحل ينتظر حتى فرغت من المال جيوب غيره، ثم سمحت له حتى يتغلب عليها. وقضت معه عاماً كلفه المال الكثير وأضعف من حدة شهوته، وشرعت هي تشكومن أنه يتطلع إلى غيرها من النساء، هذا إلى حتى موارده المالية قد نضب معينها فأخذت الشعلة الصغيرة تبحث عن موارد للمال جديدة، وانزوى بوكاتشيوفي زوايا الفقر.

وأكبر الظن أنه كان قد قرأ لبترارك كتاب الأغاني ولدانتي كتاب الحياة الجديدة Vita Nuova، وشاهد ذلك حتى قصائده الأول كانت كقصائدهما أغاني مفعمة بالحنين، والحرقة، والهيام الشديدة. وكانت كثرتهما موجهة إلى فيامتا. ومنها عدد قليل يصف هياماً أقل من هذا الهيام لوعة. وخط فيها رواية نثرية مملة تدعى فيلوكوبا اقتبسها من إحدى روايات العصور الوسطى الغرامية وهي الزهرة والزهرة البيضاء. وكان أجمل منها سيرة فيلوستراتا التي روى فيها في شعر رائع متألق كيف من الممكن أن أقسمت كريسيدا Criseida حتى تكون وفية لترويلس Troilus طوال حياتها، وكيف أسرها اليونان، وكيف أسلمت نفسها بعد قليل من الوقت إلى ديوميد Diomed بحجة أنه » فارع الطول، قوي، جميل« وأنه سهل المنال. واختار بوكاتشيوأداة له الموشحات ذات الثمانية الأبيات Ottava Rima التي كانت مثالا احتذاه پولتشي Pulci وبوياردوBoiardo، وأريوستوAriosto. وهي سيرة شهوانية سافرة مؤلفة من 5,400 بيت من الشعر، تصل إلى ذروتها حين » تطرح كريسيدا ثيابها وتلقى بنفسها وهي عارية في أحضان حبيبها«(12). ولكن السيرة إلى هذا دراسة نفسانية رائعة لصنف من النساء-خائن في قلة، مغرور في مرح، وتختم بعبارات أضحت الآن واسعة الانتشار في التمثيليات الغنائية. » إذا الفتاة الشابة طائشة، تشتهى كثيراً من العشاق، تقدر جمالها أكثر مما تنبئها به مرآتها، مختالة فخورة ... لا تعهد كنه الفضيلة ولا الذكاء، قلقة على الدوام كالريشة في مهب الريح«.

Emilia nel roseto, manoscritto francese del 1460 ca.

وكأنما أراد بوكاتشيوحتى يقضى على تمنع فيامتا بوطأة الشعر لا غير، فأهدى إليها بعد قليل من الوقت ملحمة شعرية يبلغ طولها طول الإلياذة تماماً. وتروى هذه الملحمة ما سقط من التنافس الدموي بين أخوين هما باليمون Palemon وارتشيته Arcite بسبب حبهما لإميليا Emilia، ثم موت الذي انتصر منهما في أحضان حبيبته، ثم قبولها المهزوم بعد التريث الواجب. غير حتى حب الأبطال نفسه يهن بعد نصف أبيات السيرة البالغ عددها 9896، وفي وسع القارئ الإنجليزي حتى يقنع بالموجز المحكم الذي وضعه تشوسر Chaucer لهذه القصيدة في سيرة الفارس.

وغادر بوكاتشيونابلي إلى فلورنس في أوائل عام 1341. وبعد شهرين من ذلك الوقت قدم بترارك إلى بلاط الملك روبرت، وتفيأ بعض الوقت ظلال هذا المليك، ثم سار في طريقه يبحث عن تاج أمير الشعراء في روما.


فلورنسا

Giovanni Boccaccio and Florentines who have fled from the plague

كانت فلورنس هي المدينة التي أحرزت فيها الآداب الإيطالية أعظم فوزاتها، ففيها خلع گندسلي Guenzelli وكڤلكنتي Cavalcanti في أواخر القرن الثالث عشر على الأغنية صورتها المصقولة، وأوفد دانتي الشاعر الفلورنسي أولى نغمات شعر الملاحم الإيطالي وآخرها في الحنين إلى فلورنس وإن لم ينشد هذه النغمات فيها نفسها، وفيها ألف بوكاتشيوأعظم كتاب في النثر الإيطالي، وخط جوڤاني ڤلاني Giovanni Villani أكثر تواريخ العصور الوسطى الإخبارية اتفاقاً مع النزعة التاريخية الحديثة. ذلك حتى ڤلاني زار روما أيام الاحتفال بعيد عام 1300 وتأثر كما تأثر گيبون Gibbon فيما بعد بما خلفه ماضيها العظيم من أطلال خربة فخطر له في تلك اللحظة حتى يسجل تاريخ المدينة، ثم رأى حتى روما قد نالت كفايتها من تخليد ذكراها، فحول فكره إلى موطنه الأصلي وقرر حتى "يحشد في هذا المجلد ... جميع ما سقط في مدينة فلورنسا من أحداث... وأن يقص أعمال أهل فلورنس كاملة، وأن يورد في إيجاز الشئون الهامة في سائر العالم "(25).

واستقر بوكاتشوفي فلورنسا عام 1340 وظل يطارد المرأة في الحياة والشعر والنثر. فقد أهدى امورازا فزيوني Amorasa Visioni إل فيامتا Fiametta واسترجع في 4400 بيت ايام صلتهما السعيدة. وينطق بوكاتشيوفيامتا الأميرة غير الشرعية المولد في رواية نفسانية بسيرة انحرافها مع بوكاتشيووتحلل نشوات الحب القوية، وآلام العاطفة، والغيرة، والهجران بتفصيلات وافية، وحين يؤنبها ضميرها على عدم وفائها تتمثل أفروديتي تؤنبها على جنبها وتقول: "لا تجبني وتقولي إذا لي زوجاً وإن القوانين المقدسة والوعود تحرم هذه الأمور عليَّ لأن هذا كله غرور كاذب واعتراضات حمقاء طائشة على قوة الحب. ذلك حتى الحب يفرض قوانينه الأبدية كأنه أمير قوي عظيم، ولا يبالي بغيرها من القوانين التي هي أقل منها شأنا، والتي يراها قواعد منحطة دنيئة(37). ويسيء بوكاتشواستخدام قلمه فيختم كتابه بأن ينطق فيامتا تمجيداً له وتعظماً بأنه هوالذي هجرها وليست هي التي هجرته. ويعود بوكاتشيوإلى الشعر فينشد في نيفالي فيزولانوحب أحد الرعاة لكاهنة من كاهنات ديانا، ويصف في دقة العاشق الواله ظفره بها بحماسة الذي بنى عليه ديكمرون.

دكامرون

تمثال بوكاتشوفي اوفيتسي

وقد بدأ بوكاتشيويخط هذه السلسلة الذائعة الصيت والمتصلة الحلقات من قصص الإغواء بعد طاعون عام 1348 بزمن قليل. وكان وقتئذ في الخامسة والثلاثين من عمره وكانت حرارة الشهوة قد نزلت من الشعر إلى النثر، وشرع يدرك ما في مطاردة النساء الجنونية من فكاهة. ويبدوحتى فيامتا نفسها قد ماتت بالطاعون، وأن بوكاتشيوقد هدأ هدوءاً يكفي لأن يستخدم الاسم الذي أطلقه عليه ليسمى به واحدة من أقل الفتيات الروايات في كتابه. ولم ينشر الكتاب كله إلا في عام 1353 وإن كان بعضه قد نشر من غير شك على أجزاء متبترة، وشاهد ذلك حتى المؤلف يجيب وهويمهد لليوم الرابع عما وجه إلى القصص السابقة من نقد. والكتاب في صورته التي لدينا الآن مؤلف من مائة سيرة، مائة سيرة كاملة. ولم يكن يقصد بها حتى يقرأ عدد كبير منها دفعة واحدة، وما من شك في أنها وقد نشرت متتابعة قد اتخذت موضوعات للسمر في كثير من الأماسي الفلورنسية. وتصف المقدمة ما كان للموت الأسود الذي اجتاح أوربا بأكملها في عام 1348 وما بعدها من آثار في مدينة فلورنس. ويبدوحتى السقم قد نشأ من خصب السكان الآسيويين وقذارتهم وما انتابهم من الفقر بسبب الحرب، والضعف بسبب المجاعة، فامتد الوباء من بلاد العرب إلى مصر، ومن البحر الأسود إلى روسيا وبلاد بيزنطية، ثم نقله تجار البندقية، وسرقوسة، وبيزا، وجنوي، ومرسيليا وسفنها من القسطنطينية والإسكندرية وغيرهما من ثغور الشرق الأدنى بمساعدة البراغيث والفئران إلى إيطاليا وفرنسا. وأكبر الظن حتى سني القحط المتعاقبة التي حلت بأوربا الغربية -1333-1334، 1337، 1342، 1345-1347- قد أوهنت ما كان للفقراء من قوة المقاومة، ثم نقل الوباء إلى سائر الطبقات(39). وانتشر الوباء في صورتين: طاعون رئوي مصحوب بحمى عالية، وبصاق دموي ويؤدي إلى الموت في خلال ثلاثة ايام من بدء الإصابة، ودملي مصحوب بحمى وخراجات وجمرات ويؤدي إلى الموت في خلال خمسة أيام. وقضى الطاعون في هجماته المتعاقبة على نصف سكان إيطاليا بين عامي 1348 و1365 (40) وخط مؤرخ إخباري حوالي عام 354 يصفه فنطق: لم يكن يصحب الجثث إلى قبورها أحد من أهل المتوفى أوأصدقائه القساوسة أوالرهبان، ولم تطن تتلى عليها صلاة الجنازة... وحفرت في كثير من أنحاء المدينة خنادق ألقيت فيها الجثث، وغطيت بطبقة رقيقة من التراب، وتلتها طبقة بعد طبقة حتى امتلأ الخندق ثم بدئ بحفر خندق جديد. وقد دَفَنْتُ أنا أنيولودي تورا Agnolo di Tura... بيدي خمسة من أبنائي في خندق واحد، وعمل هذا بعينه كثيرون غيري. وكانت الطبقة التي غطيت بها جثث بعض الموتى رقيقة إلى حد جعل الكلاب تخرجها وتنهشها، وتنشر أعضاءها في جميع أنحاء المدينة. ولم تدق أجراس، ولم يبك الموتى مهما فدح الخطب لأن جميع أنسان تقريباً كان يترقب الموت... وكان الناس يقولون إذا "هذه هي آخر العالم " يؤمنون بما يقولون(41).

رسم توضيحي، بريشة تشرتشه، لإحدى النساء المعروضات ضمن سِيـّر عام 1374 لمائة وست إمرأة شهيرة، De Claris Mulieribus، بقلم بوكاتشو– من ترجمة ألمانية في 1541

ويقول ماثيوڤلاني إذا ثلاثة من جميع خمسة من سكان فلورنسا ماتوا بين شهري إبريل وسبتمبر من عام 1348، وقدر بوكاتشوعدد من توفي من أهل فلورنس بستة وتسعين ألفا(43)، وتلك بلا ريب مغالاة واضحة لأن سكان المدينة لا يكادون يزيدون وقتئذ على مائة الف. ويبدأ بوكاتشوكتاب ديكمرون بوصف مروع للطاعون يقول فيه:

تفسير بوتيتشلي لإحدى قصص دكامرون.

ولم يكن الاتصال بالسقمى أوالتحدث إليهم وحدهما ينقلان العدوى إلى الأصحاء، بل يظهر حتى مجرد لمس ثياب أولئك السقمى أوأي شئ آخر مسوه أواستخدموه كان يكفي لنقل السقم... وكان أي شئ مما يملكه الموتى أوالمصابون بهذا الوباء إذا أمسه حيوان، ... توفي بعد وقت قليل... وتلك أمور شاهدتها بعيني رأسي. وقذفت هذه المحنة الرعب في قلوب الناس جميعاً... فتخلى الأخ عن أخيه، والعم عن أبن أخيه.. وكثيراً من هذا وما لا يكاد يصدقه العقل، وهوحتى بعض الآباء والأمهات رفضوا حتى يزوروا أبناءهم أنفسهم أويعنوا بهم كأنهم ليسوا منهم... وأفترس السقم في جميع يوم آلافاً من عامة الشعب لأنهم لم يجدوا من يرعاهم أويعمل لإنقاذهم، وماتوا وهم لا يكادون يجدون ملجأ أومعونة. ولفظ الكثيرون منهم آخر أنفاسهم في الطرقات، ومات كثيرون غيرهم في بيوتهم ولم يعهد جيرانهم خبر موتهم إلا من رائحة أجسامهم المتعفنة لا من أية وسيلة أخرى، وامتلأت المدينة بهؤلاء وأولئك وغيرهم من الأموات. وأخرج الجيران جثث الموتى من منازل اصحابها ووضعوها أمام أبوابها مدفوعين إلى ذلك بخوفهم حتى يتعرضوا هم للخطر بسبب تعفن هذه الجثث لا بأي شعور بالرحمة نحوهؤلاء الأموات، ولهذا كان المارة وبخاصة في الصباح يرون من الجثث ما يخطئه الحصر. وكانوا حينئذ يجيئون بالتوابيت فإذا أعوزتهم اتىوا بألواح من الخشب وحملوا عليها. ولم يكن الأمر مقصوراً على حتى يحمل التابوت الواحد جثتين أوثلاث جثث متجمعة، أوحتى يحدث هذا مرة واحدة، بل إنك لتستطيع حتى تجد توابيت كثيرة وقد وضع فيها الزوج وزوجته، وأخوان أوثلاثة أخوة، وأب وابنه، وما إلى هذا وأمثاله... ووصل الأمر إلى حد لم يكن الناس معه يحصون من توفي من الخلائق إلا كما يحصى الناس عدد الماعز في هذه الأيام(43).

وليام بل سكوت، Boccaccio fa visita alla figlia di Dante, olio su tela, anno sconosciuto.

ويرسم بوكاتشوصورة كتابه ديكمرون من مناظر الخراب السالفة الذكر، وقد وضعت خطة إخراجه في "كنيسة سانتا ماريا نوفلا المعظمة " على أيدي "سبع فتيات ترتبك جميع منهن بالأخريات برباط الصداقة أوالجيرة أوالقرابة، وقد استمعن توا إلى القداس. وتتراوح أعمارهن بين الثامنة عشرة والثامنة والعشرين من العمر ". وكلهن ذوات فطنة، ونبل، وجمال، وآداب عالية، مرحات مرحا يزينه الشرف. "وتقترح إحداهن حتى يقللن من خطر عدوى الطاعون بالرجوع إلى بيوتهن الريفية مجتمعات لا فرادى، وأن يأخذن معهن خدمهن، وأن يتنقلن من بيت ريفي إلى آخر وأن "يستمتعن بالمرح واللهوالذي يتيحه ذلك الفصل من فصول السنة... فهناك نستطيع حتى نستمع إلى تغريد الطير، ونرى التلال والسهول وقد اكتست بحلة سندسية، والحقول وقد امتلأت بالقمح يتماوج فيها تماوج ماء البحر، وفيها نرى آلافا من أنواع الثمر، ونشاهد وجه السماء مبسوطا للناظرين، لا يحجب عنا جماله، وإن كان مغضبا علينا "(44). وتوافق الفتيات على هذا الاقتراح، ولكن فيلومينا Filomena تدخل عليه بعض التحسين فتقول : "إننا نحن النساء متقلبات، عنيدات، شديدات الريبة، خوارات العود " ولهذا فقد يحدث من الخير حتىقد يكون معنا بعض الرجال. وساقت إليهن الأقدار في تلك اللحظة ثلاثة رجال "ثلاثة شبان دخلوا عليهن الكنيسة... لم تقوصروف الزمان، أوفقد الأهل والأصدقاء... حتى تنال منهن فتطفئ... نار الحب الملتهبة في قلوبهم ... وكانوا جميعاً ذوي لطف وأدب جم وتربية عالية، وقد خرجوا جميعاً يبحثون عن أعظم سلوى لهم... وهي رؤية عشيقاتهم، واتفق حتى كانت أولئك العشيقات الثلاث من بين السبع الفتيات السالفات الذكر ". وتشير بمبينيا على صاحبتها حتى يدعى أولئك الشبان للانضمام إلى جماعتهن فيخرجوا معهن إلى الريف، وتخشى نيفيلي Neifile حتى يؤدي هذا إلى القيل والنطق، فترد عليها فلومينا بقولها: "ما دمت أحافظ على شرفي، ولا أعمل ما يؤنبني عليه ضميري، فلست أبالي بما يقول الناس غير هذا ".

Luigi Sabatelli, La peste di Firenze nel 1348, incisione dell'edizione da lui curata del Decameron. La pestilenza servì a Boccaccio come prologo morale del suo capolavoro letterario, descrivendo la miseria morale e la morte che regnavano nella società umana.

ويتم الاتفاق وتبدأ الرحلة في يوم الأربعاء التالي يتقدمهم الخدم يحملون الطعام ميممين شطر بيت ريفي على مسيرة يومين من فلورنس "يتوسطه فناء جميل رحب، وأبهاء، وحجرات للاستقبال، وأخرى للنوم، جميع واحدة منها ذات جمال، مزدانة بصور تسر النفس، وتحيط بها خمائل وأرض ذات كلأ، وحدائق عجيبة غناء، وعيون ماء بارد زلال، وسراديب ملأى بالخمر الغالي الثمن "(44). وتنام الفتيات والشبان بعد حتى يمضي من الليل معظمه، ويفطرون على مهل، ويتنزهون في الحدائق، حتى إذا تعشوا آخر الأمر أخذوا يسلون أنفسهم بالقصص التي تتفق مع هذا الأسلوب من الحياة. وتتفق الجماعة على حتى يقص جميع فرد من أفرادها العشرة سيرة في جميع يوم من أيام النزهة، ويقضون في الريف عشرة أيام (ومن ثم اشتق اسم الكتاب من الحدثتين اليونانيتين ديكا همراي Deka hemeral أي عشرة أيام) وتكون النتيجة أنك تجد في مجموعة بوكاتشيوالمرحة سيرة تعارض جميع مقطوعة من مقطوعات دانتي المكتئبة المخزنة. وتضع الجماعة قاعدة تحرم على أي عضومن أعضائها "أن ينقل من الخارج أي خبر غير سار ".

ويندر حتى تكون القصص التي بلغ طول الواحدة منها ست صفحات من ابتكار بوكاتشونفسه، بل أنه جمعها من المصادر اليونانية والرومانية القديمة، ومن كتاب الشرق ومن أقاصيص العصور الوسطى، والقصص والخرافات الفرنسية، والأقاصيص الشعبية المنتشرة في إيطاليا نفسها. وآخر قصص الكتاب وأوسعها شهرة سيرة جريزلدا Griselds الصابرة التي بنى عليها تشوسر Chaucer واحدة من أحسن وأسخف قصص كنتربري Canterbury Tales. أما أجمل قصص بوكاتشوفهي السيرة التاسعة التي تروي في اليوم الخامس -سيرة فدريجوFederigo، وصقره وحبه، والتي تحوي من التضحية ما لا يكاد يقل عن تضحية جريزلدا. أما أكثرها فلسفة فهي سيرة الخواتم الثلاثة (الكتاب الأول -السيرة الثالثة) ومضمونها حتى صلاح الدين "سلطان بابل " يحتاج إلى المال فيدعوملشيزدك Melchisedek اليهودي الثري إلى العشاء معه ويسأله أي الأديان الثلاثة أحسنها-اليهودية أوالمسيحية أوالإسلام،يا ترى؟ ويخشى الشيخ اليهودي الحكيم حتى يقول ما يعتقد فيجيب عن هذا السؤال بسيرة رمزية:

A Vision of Fiammetta, olio su tela dipinto da Dante Gabriel Rossetti nel 1878

كان يعيش في الأيام الخالية رجل عظيم الشأن كثير المال، وكان من بين ما عنده من الجواهر الثمينة في كنوزه خاتم عظيم غالي الثمن...وأراد حتى يورث هذا الخاتم أبناءه من بعده وأن يبقى عندهم إلى أبد الدهر، فأعرب حتى الذي يوجد منهم عند وفاته ممتلكاً للخاتم تطبيقاً لوصيته يجب حتى يعترف به وارثاله، وأن يقر له سائر الأبناء بالزعامة والرياسة، وأن يعظموه ويوقروه. واتبع من أوصى له بالخاتم هذه الخطة نفسها مع أبنائه هو، فعمل مثل ما عمل والده. وقصارى القول حتى الخاتم أخذ يتنقل من يد إلى يد أجيالاً طوالا حتى وصل آخر الأمر إلى يد رجل له ثلاثة أبناء صالحين فاضلين كلهم مطيعون لأبيهم أحسن إطاعة، ومن أجل هذا كان الأب يسوى بينهم جميعاً في حبه. وكان الأبناء يعهدون قيمة الخاتم وفائدته، ويريد جميع منهم حتىقد يكون هوأعظم الثلاثة قدرا بين قومه... ولهذا أخذ جميع واحد منهم يرجوأباه-وكان قد بلغ الشيخوخة-أن يوصى له بالخاتم... ولم يكن ذلك الرجل الصالح يدري كيف من الممكن أن يختار من بين أبنائه من يفضله على أخويه فيوصى له بالخاتم، ففكر ... في حتى يرضيهم هم الثلاثة وعهد في السر إلى صانع ماهر حتى يصنع له خاتمين آخرين يشبهان الخاتم الأول شبها يكاد يعجز معه هونفسه عن حتى يعهد أيهل الحقيقي وأيها المقلد. فلما قربت منيته منح جميع واحد من أبنائه خاتمه سراً، فلما توفي الأب واراد جميع واحد من الأبناء حتى يرث المال والشرف دون غيره من أخويه أظهر خاتمه يؤيد به حقه. وإذا كانت الخواتم الثلاثة متشابهة جميع الشبه فقد كان من غير المستطاع فهم الخواتم الثلاثة متشابهة جميع الشبه فقد كان من غير المستطاع فهم الخاتم الأصيل. وتأجل من ثم الفصل في أي الثلاثة يرث أباه، ولا يزال ذلك مؤجلا حتى الآن. وكذلك أقول لك يا مولاي: إذا جميع شعب من الشعوب الثلاثة يرى أنه هوالذي يرث من الله شريعته الحقه ووصاياه من بين الشرائع الثلاثة التي أنزلها الله أبوالخلق على هذه الشعوب. أما أي شعب منها هوصاحب هذه الشريعة وتلك الوصايا فإن هذا لم يعهد بعد، وشأن ذلك شأن الخاتم سواء بسواء.

وتوحي هذه السيرة بأن بوكاتشووهوفي السابعة والثلاثين من عمره لم يكن مسيحياً متعصباً لمسيحيته. وخليق بنا حتى نوازن بينه وبين تعصب دانتي وما نطقه عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وفي السيرة الثانية من قصص ديكمرون نرى اليهودي يحنات يعتنق الدين المسيحي بعد اقتناعه بالحجة التي أوردها فلتير وهي حتى المسيحية دين منزل من عند الله ما في ذلك شك، لأنها قد بقيت بعدما فشا بين رجال الدين من فساد في الأخلاق، وارتشاء، وبيع للمناصب الدينية. ويسخر بوكاتشيوبالنسك، والطهارة، والاعتراف الديني، والمخلفات المقدسة، والقساوسة، والرهبان، وجماعات الإخوان، والراهبات، وإضفاء صفة القداسة على الصالحين. ويرى حتى الكثرة الغالبة من الرهبان قوم مراءون منافقون، ويسخر من "البلهاء " الذين يقدمون لهم الصدقات (الكتاب السادس، السيرة العاشرة). وتحدثنا واحدة من أكثر قصصه مرحا عن الراهب تشيپالا Cipalla وكيف أراد حتى يجمع مبلغاً كبيراً من المال فوعد مستمعيه حتى يعرض عليهم "أثرا مقدسا أعظم التقديس، وهوريشة من ريش الملاك جبريل بقيت في حجرة مريم العذراء بعد حتى بشرها بمولد المسيح (الكتاب السادس السيرة العاشرة ). أما أكثر هذه القصص بذاءة وفحشا فهي التي تروى كيف من الممكن أن أشبع الشاب ماستوMasetto الشَّبِق شهوة دير للنساء بأكمله (الكتاب الثالث-السيرة الأولى). وفي سيرة أخرى يروى بوكاتشيوكيف من الممكن أن زنى الراهب رينالدوRinaldo بزوجة رجل، ثم يسأل راوي السيرة: "ومَن مِن الرهبان لا يعمل هذا " (الكتاب السابع السيرة الثالثة).

The Decameron, olio su tela del 1937 di Franz Xaver Winterhalter

وتظهر السيدات في كتاب ديكمرون شيئا من الحياء حين يستمعن إلى هذه القصص، ولكنهن يستمتعن بما تحويه من فكاهة شبيهة بفكاهة رابليه Rabelais وتشوسر. وتقص فلومينا، وهي فتاة ذات آداب راقية، سيرة رينالدو، ويقول بوكاتشيوفي أسوأ صورة من صوره إذا "السيدات كن في بعض الأحيان يواصلن الضحك زمنا يكفي لخلع أسنانهن جميعها "(47). ويرجع هذا النحوالذي نحاه بوكاتشيوفي قصصه إلى أنه قد نشأ وسط مرح نابلي الطليق، وأنه إذا ما فكر في الحب كان في أغلب الأحيان يفكر في معناه الشهواني، أما حب الفروسية والشهامة فكان يسخر منه، وكان موقفه من دانتي كموقف سانكوبانزا من دون كيشوت. ويبدوأنه كان يؤمن بالحب الطليق مع أنه قد تزوج مرتين(48). وتراه بعد حتى يقص نحوعشرين سيرة لا يصح حتى يتحدث بها البوم بين جماعة من الذكور ينطق أحد الرجال بعبارة يقولها للسيدات : "لم ألاحظ قط أي عمل، أولفظ، أوحدثة، أوأي شئ ناب صدر منكن أومن الرجال ". ويعترف المؤلف في ختام كتابه بصحة بعض ما يوجه من النقد إلى ما في الكتاب من فحش وخاصة "لأني قلت الحق عن الرهبان في مواضع كثيرة ". وهوفي الوقت ذاته يهنئ نفسه على ما بذله من "جهد طويل أتم فيه عمله على أكمل وجه بمعونة الله".


الأثر

Diana cazadora (Maestro de la Escuela de Fontainebleau).

ولا يزال ديكمرون من روائع الأدب العالمي، ويرجع سبب شهرته إلى أخلاقه اكثر مما يرجع إلى نفسه، ولكنه حتى لوخلا من ما يجافى الخلق الكريم لكان مع ذلك خليقا بالبقاء. وليس في بناء الكتاب شئ من النقص- وهويسمومن هذه الناحية على كتاب قصص كنتربري. وقد ارتفع نثره بالأدب الإيطالي إلى مستوى لم يسم عليه قط، وهونثر قد يحدث في بعض الأحيان معقداً أومزخرفاً، ولكنه في معظمها بليغ، جذل، لاذع، مطرب، صاف صفاء النبع الجبلي. إنه كتاب في حب الحياة، وقد استطاع بوكاتشيوفي غمرة أكبر كارثة حلت بإيطاليا في مدى ثمانين عاما حتى يجد في نفسه من الشجاعة ما يستطيع به حتى يرى الجمال، والفكاهة، والطيبة، والمرح لا تزال تمشي على الأرض، وتراه في بعض الأحيان ساخراً كما تبين ذلك في هجوه الخالي من الشهامة للنساء في الكرباتشيوCorbaccio، لكنه كان في ديكمرون شبيها بربليه في ضحكه العالي ومرحه، يتقبل ما تعطيه الحياة إياه وما تأخذه منه، ويرضى منها ومن الحب بمتاعبها وسقطاتهما. ولقد شهد العالم نَفْسه مصورا في الكتاب رغم ما فيه من مغالاة ومن صور هزلية. ولقد ترجم إلى جميع اللغات الأوربية، ونقل هانز ساكس Hans sachs ولسنج Lessing، ومليير Moliere ولافنتين La Fontaine، وتشوسر Chaucer، وشكسبير نقل هؤلاء كلهم صحفا منع أعجبوا بها جميع الإعجاب. وسيظل الكتاب متعة للقراء بعد حتىقد يكون جميع شعر بترارك قد انطوى في عالم الخط التي يمدحها الناس ولا يقبلون على قراءتها.

سنواته اللاحقة

El triunfo de Venus, por Angelo Bronzino.

وكان بوكاتشيووقتئذ في حالة نفسية تجعله يندم على كتابة ديكمرون أوالقصائد الشهوانية التي نطقها في أيام شبابه. وكان أحد الرهبان قد بعث وهويحضر إلى بوكاتشيورسالة يؤنبه فيها على حياته الآثمة وعلى قصصه المرحة، وينذره، إذا لم يعجل بالتوبة ويصلح حاله، بالموت العاجل والعذاب المقيم في نار جهنم. ولم يكن بوكاتشيوفي وقت من الأوقات يصبر على التفكير الطويل، وكان يقبل أوهام زمانه وما يؤمن به أهله من فهم الطالع والتنبؤ بالمستقبل عن طريق الأحلام، ويؤمن بوجود آلاف الشياطين، ويعتقد حتى أينياس Aeneas قد زار الجحيم بحق)56).

وأخذ يجمع بتحريض بترارك المخطوطات القديمة، وأنقذ من النسيان الخط من 11 إلى 16 من الحوليات والخط من 1 إلىخمسة من التواريخ لتاستس وكانت وقتئذ في مخطة مونتي كاتشيو، وأعاد نصوص ماريتال وأوسنيوس، وحاول حتى يقدم هوميروس إلى العالم الغربي. وكان بعض الفهماء في أثناء عصر الإيمان قد ظلوا على فهم باللغة اليونانية، أما في أيام بوكاتشيوفقد كادت هذه اللغة تختفي اختفاء تاما من غربي أوربا ما عدا جنوبي إيطاليا الذي كان وقتئذ نصف يوناني. ثم شرع بترارك في عام 1342 يفهم اللغة اليونانية على راهب من كلابريا Calabria يدعى بارلام Barlaam. ولما خلت إحدى اسقفبات كلابريا من راعيها أوصى بترارك بأن يختار لها بارلام، وأخذ بوصيته، فلما سافر الراهب إلى مقر عمله انبتر بترارك عن دراسة اللغة اليونانية لأنه لم يجد لها مدرسا، أوكتابا في النحو، أومعجما، ذلك بأن هذه الخط لم يكن لها وجود باللغة اللاتينية أوالإيطالية. ثم التقى بوكاتشيوفي عام 1359 بتلميذ لبارلام في ميلان يدعى ليون بيلاتس Leon Pilatus، فنادىه للمجيء إلى فلورنس، وأقنع جامعتها- وكانت قد أسست قبل أحد عشر عاما من ذلك الوقت، بأن تنشئ فيها لبيلاتس كرسيا للغة اليونانية. وتبرع بترارك بجزء من مرتب الأستاذ، وبعث بنسخ من الإلياذة والأوديسية إلى بوكاتشيو، وكلف بيلاتس بترجمتها إلى اللغة اللاتينية. وتعطل العمل مرة بعد مرة وورط بترارك في مراسلات متعبة، وكان يشكومن حتى رسائل بيلاتس أطول وأجف من ذقنه نفسها على طولها وجفافها(57)، ولم يتحرك بيلاتس لإنجاز العمل إلا بمساعي بوكاتشيو. وكانت هذه الترجمة النثرية الخالية من الدقة هي الترجمة اللاتينية الوحيدة التي تعهدها أوربا لملحمتي هوميروس في القرن الرابع عشر.

جوڤاني بوكاتشووفلورنسيون هربوا من الطاعون.

وكان بيلاتس في خلال هذا الوقت قد فهم بوكاتشيومن اللغة اليونانية ما يكفيه لقراءة الآداب اليونانية القديمة قراءة عاجزة. وكان بوكاتشيونفسه يعترف بأنه لا يستطيع حتى يقرأ النص إلا قراءة ضعيفة، ولكنه وصف ما قرأه بأنه يبلغ من الجمال حدا لا يستطيع وصفه. وألهمته هذه الخط كما ألهمه بترارك نفسه، فخصص ما بقى من جهوده الأدبية كلها تقريبا لأن يعهد أوربا اللاتينية بأدب اليونان، وأساطيرهم، وتاريخهم. فنشر سلسلة من التراجم القصيرة سماها في حظوظ مشهوري الرجال من آدم إلى جون ملك فرنسا، وروى في النساء النابهات قصص شهيرات النساء من حواء إلى جوانا الأولى Joanna I ملكة نابلي، وفي كتاب الجبال والغابات والعيون، الخ ثبتا مرتبا حسب الحروف الهجائية بأسماء الجبال، والغابات، والعيون، والأنهار، والبحيرات التي ورد ذكرها في الأدب اليوناني، ثم وضع كتيبا في الأساطير اليونانية سماه في تسلسل الأنساب. وقد بلغ من انهماكه في موضوعه حتى كان يسمى إله المسيحيين جوف، والشيطان بلوتو، ويتحدث عن الزهرة (فينوس) والمريخ كأنهما شخصان حقيقيان كمريم والمسيح. وتبدوهذه الخط في هذه الأيام مملة ثقيلة لا تطاق، خطت بلغة لاتينية رديئة وليس فيها كثير من الفهم، ولكنها كانت في زمانها خطا دراسية لطلاب اللغة اليونانية، وكان لها شأن ايما شأن في تهيئة مسببات النهضة.

إلى غير ذلك خرج بوكاتشيومن نزق الشباب إلى وقار الشيوخ، واستخدمته البندقية بين الفينة والفينة في بعض شئونها الدبلوماسية، فأوفدته في مهمات سياسية إلى فورلي Forli، وأفنيون ورافنا، والبندقية. وضعف جسمه حين بلغ سن السنين واصيب بالقوباء الجافة و"أمراض لا أعهد كيف من الممكن أن أحصيها"(58). وعاش في تشرتلدوCertaldo إحدى أرباض فلورنس عيشة ضنكا يشكوآلام الفاقة. ولعل رغبة بعض أصدقاء بوكاتشيوفي حتى يقدموا له بعض المعونة المالية هي التي حدت بهم إلى حتى يقنعوا أمير فلورنس بأن ينشئ في عام 1373 كرسيا لدراسة دانتي، وأن يوظف لبوكاتشيومائة فلورين (2500 دولار) ليلقى سلسلة من المحاضرات عن دانتي في الباديا Badia. لكن صحته وهنت قبل حتى يتم المنهج المقرر، فعاد إلى تشرتلدووقد وطن نفسه على ملاقاة الموت.

وكان بترارك قد خط عن نفسه يقول: "أحب حتى يجدني الموت مستعداً للقائه أخط أو، إذا شاء المسيح، أصلي وابكي"(59). وقد أجاب الله نادىءه فوجده في يوم عيد ميلاده المتمم للسبعين وهواليوم العشرون من شهر يوليه عام 1374 مكباً بوجهه على كتاب يظهر كأنه نائم ولكنه في الحقيقة ميت. وقد هجر في وصيته خمسين فلورينا يشتري بها رداء لبوكاتشيويتقي به البرد في ليالي الشتاء الطويلة. ومات بوكاتشيوأيضا في اليوم الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1375 وهوفي الحادية والستين من عمره. وأقفرت إيطاليا بعد وفاته من كبار الأدباء حتى نبتت البذور التي غرسوها وأينعت وآتت أكلها.


أنجاله

"بوكاتشويقرأ من دكامرون للملكة جوهانا من ناپولي"، بريشة گوستاف ڤاپرز، (1803-1874)، المتاحف الملكية للفنون الجميلة، بروكسل، بلجيكا.

لم يتزوج بوكاتشو، ولكن أنجب ثلاثة أطفال. فقد ولد ماريووجوليوفي عقد 1330. وفي عقد 1340، ڤيولنته وُلِدت في راڤنا، حيث كان بوكاتشوضيفاً على اوستازيوالأول دا پولنتا من نحو1345 حتى 1346.

انظر أيضاً

بوابة إيطاليا
بوابة الأدب
  • بوكاتشو'70
  • Chaucer coming in contact with Petrarch or Boccaccio

الأعمال

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بجوڤاني بوكاتشو، في فهم الاقتباس.

Alphabetical listing of selected works,

  • Amorosa visione (1342)
  • Buccolicum carmen (1367–1369)
  • Caccia di Diana (1334–1337)
  • Comedia delle ninfe fiorentine (Ninfale d'Ameto, 1341–1342)
  • Corbaccio (around 1365, this date is disputed)
  • De Canaria (within 1341 - 1345)
  • De Casibus Virorum Illustrium (c.1360). Facsimile of 1620 Paris ed., 1962, Scholars' Facsimiles & Reprints, ISBN 9780820110059.
  • De mulieribus claris (1361, revised up to 1375)
  • Decameron (1349–52, revised 1370-1371)
  • Elegia di Madonna Fiammetta (1343–1344)
  • Esposizioni sopra la Comedia di Dante (1373–1374)
  • Filocolo (1336–1339)
  • Filostrato (1335 or 1340)
  • Genealogia deorum gentilium libri (1360, revised up to 1374)
  • Ninfale fiesolano (within 1344-46, this date is disputed)
  • Rime (finished 1374)
  • Teseida delle nozze di Emilia (before 1341)
  • Trattatello in laude di Dante (1357, title revised to De origine vita studiis et moribus viri clarissimi Dantis Aligerii florentini poetae illustris et de operibus compositis ab eodem)
  • Zibaldone Magliabechiano (within 1351-1356)

See Consoli's bibliography for an exhaustive listing

المراجع والببليوگرافيا

ببليوگرافيا

  • On Famous Women, edited and translated by Virginia Brown. Cambridge, MA: Harvard University Press, 2001 ISBN 0-674-00347-0 (Latin text and English translation)
  • The Decameron, ISBN 0-451-52866-2
  • The Life of Dante, translated by Vincenzo Zin Bollettino. New York: Garland, 1990 ISBN 1-84391-006-3
  • The Elegy of Lady Fiammetta, edited and translated [from the Italian] by Mariangela Causa-Steindler and Thomas Mauch; with an introduction by Mariangela Causa-Steindler. Chicago: University of Chicago Press, 1990 ISBN 0-226-06276-7
  • Consoli, Joseph P. (1992) Giovanni Boccaccio: an Annotated Bibliography. New York: Garland ISBN 0824031474

الهامش

  1. ^ Bartlett, Kenneth R. (1992). The Civilization of the Italian Renaissance. Toronto: D.C. Heath and Company. ISBN 0-669-20900-7 (Paperback). Page 43–44.
  2. ^ Brown, Virginia (tr.). "On Famous Women". Copac. Retrieved 2009-06-26.

وصلات خارجية

تاريخ النشر: 2020-06-04 20:48:05
التصنيفات: صفحات تستخدم جدول كاتب بمتغيرات غير معروفة, مواليد 1313, وفيات 1375, إيطاليو القرن 14, كتاب القرن 14, دبلوماسيون إيطاليون, كاثوليك رومان إيطاليون, شعراء إيطاليون, كتاب النهضة الإيطاليون, كتاب إيطاليون, شعراء العصور الوسطى, أشخاص من مقاطعة فلورنسا, كتاب لاتينية النهضة, كتاب كاثوليك رومان, وفيات بالوذمة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البنتاغون: واشنطن غير مستعدة لتقديم طائرات مقاتلة لأوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:16:52
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 95%

السنغال أول منتخب أفريقي يتأهل إلى ثمن نهائي مونديال "قطر 2022"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:16:29
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

كأس العالم 2022: السنغال وهولندا تتأهلان لدور الـ16 في مونديال قطر

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:16:34
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 89%

تراجع غير مسبوق في أعداد المسيحيين في إنجلترا وويلز

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:16:37
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 98%

البنتاغون: ليس لدينا خطط حاليا لتزويد كييف بأنظمة "باتريوت"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:16:53
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 90%

البرازيلي "رافائيل كلاوس" حكما لمباراة المغرب وكندا

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:16:22
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

المبعوث الأممي إلى سوريا يحذر من التصعيد في الشمال السوري

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 21:16:54
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 85%

تحميل تطبيق المنصة العربية