تقدير الذات
تقدير الذات يعنى به مقدار الصورة التي ينظر فيها الإنسان إلى نفسه، هل هي عالية أم منخفضة.
تقدير الذات مهم جدا من حيث أنه هوالبوابة لكل أنواع النجاح الأخرى المنشودة. فمهما تفهم الشخص طرق النجاح وتطوير الذات، فإذا كان تقديره لذاته وتقييمه لها ضعيفا فلن ينجح في الأخذ بأي من تلك الطرق للنجاح، لأنه يرى نفسه غير قادر وغير أهل وغير مستحق لذلك النجاح.
وتقدير الذات لا يولد مع الإنسان، بل هومكتسب من تجاربه في الحياة وطريقة رد عمله تجاه التحديات والمشكلات في حياته. وسن الطفولة هام جدا لأنه يشكل نظرة الطفل لنفسه، فوجب التعامل مع الأطفال بكل الحب والتشجيع، وتكليفهم بمهمات يستطيعون إنجازها فتكسبهم تقديرا وثقة في أنفسهم، وكذلك المراهقين.
وهناك علامات تظهر على الشخص ذوالتقدير المنخفض للذات، منها الإنطوائية، الخوف من التحدث على الملاء، إتعاب النفس في إرضاء الآخرين لتجنب سماع النقد منهم، بل إذا العنف والعدوانية وعدم تقبل النقد هي صور من ضعف تقدير الذات، لأنها عملية هروب من لقاءة مشكلات النفس كما سيأتي.
ولا يجب الخلط بين تقدير الذات والثقة بالنفس، فإن الثقة بالنفس هي نتيجة تقدير الذات، وبالتالي من لا يملك تقديرا لذاته فإنه يفتقد الثقة بالنفس كذلك.
وضعف تقدير الذات ينموبسبب كثرة الهروب من لقاءة مشكلاتنا وجروحنا الداخلية، وتغطيتها وعدم الرغبة في إثارة الحديث عنها. والحل يكمن في لقاءتها ومعالجتها بسرعة، ولكن هذا يحتاج شجاعة في حتى يعترف الإنسان بأخطاءه وبعيوب نفسه، لذلك كانت المهمة الأولى في معالجة نقص تقدير الذات هي حمل مستوى الشجاعة عند الشخص ليقابل عيوبه ويعمل على حلها. وحمل مستوى الشجاعةقد يكون بالحديث الإيجابي للنفس بأنها غالية وعزيزة ولها قدر عالي عند صاحبها، كأن يقول:" أنا أقدر نفسي، أنا أحب نفسي وهي رائعة وتستحق جميع الخير وأفضل الموجود دائما". وبالتالي فإن حبها وحب الخير لها يدعوان بالتأكيد إلى تخليصها من أي شوائب أوعيوب قد تنقص من قدرها أوتضعفها.
تقدير الذات أوقبول الذات ومحبتها لا علاقة له بالجينات
لا يولد إنسان بتقدير متدن للذات وآخر بتقدير عال للذات ، تتشكل الصورة الذهنية في عقلنا الباطن عما إذا كنا أكفاء ونتمتع باللياقة ونستحق النجاح وجديرين بالحب أم لا في فترة الطفولة المبكرة جداً فالطفل الذي حظي بالتقبل والحب اللامشروط من قبل والديه والبيئة المحيطة به يصبح راشداً ذا تقدير مرتفع للذات وهناك أيضا عوامل أخرى تؤثر في تقديرنا الذاتي سأذكرها لاحقا. وفقا للأبحاث فإن حوالي 66% منا لديهم تقدير متدن للذات ، فنحن ننتقد أنفسنا بإستمرار ونجلدها ومنا من أصبح رافضا لنفسه متفنن في كرهه لها ، والسبب هوحتى التقدير المتدني للذات ترافقه أفكار سلبية محطمة فمن لا يتمتع بتقدير ذات مرتفع لا يستطيع حتى يفكر بطريقة إيجابية ، والأفكار السلبية المعيقة تجعل المرء معطل القدرات لا يستفيد من قدراته وإمكانياته الهائلة التي خلق بها.