وجودية
الوجودية هي تيار فلسفي يعلي من قيمة الانسان ويؤكد على تفرده، وأنه صاحب تفكير وحرية وارادة واختيار ولا يحتاج إلى موجه.
الوجودية حركة فلسفية ظهرت في أوروبا أثناء القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين. وسميت الوجودية لأن معظم أعضائها اهتموا مبدئىًا بطبيعة الوجود أوالكينونة، فقصدوا بمصطلح الوجود الوجود البشري.
نشأت الوجودية من جهود اثنين من مفكري القرن التاسع عشر هما سُورِين كيركيجارد، الفيلسوف الدنماركي اللاهوتي البروتستانتي الذي يُعدّ مؤسس الحركة، وفريدريك تخصصه، الفيلسوف الألماني.
تُعدُّ الوجودية ـ إلى حد كبير ـ ثورة ضد فلسفة أوروبا التقليدية التي وصلت ذروتها لدى الفلاسفة الألمان: إيمانويل كانط وجورج ولهلم وفريدريك هيجل. ومال الفلاسفة التقليديون إلى اعتبار الفلسفة فهمًا، وحاولوا حتى يضعوا مبادئ الفهم الموضوعية السليمة بصفة عامة ومؤكدة. ويرى الوجوديون حتى الفهم الموضوعية العامة والأكيدة هي مَثَلٌ أعلى لا يُمكن الوصول إليه. وهم يؤكدون حقيقة حتى جميع فرد، حتى الفيلسوف أوالعالم الذي يبحث عن الفهم المطلقة، هوكائن بشري محدود فقط.
والوجوديون أيضًا يرون حتى المأزق موجود في قلب الحالة البشرية. فهم يرون الحياة مجموعة قرارات، وعلى الفرد حتى يقرر باستمرار ما سليم وما هوزائف، ما حقيقي وما هوخاطئ، وأي معتقدات تُقبل وأيها تُرفض وماذا نعمل وماذا لا نعمل. ولكن لا توجد معايير موضوعية يمكن حتى يلجأ إليها الشخص للإجابة عن مشكلات الاختيار، لأن المعايير المتنوعة تقدم نصائح متضاربة، ويجب على الفرد حتى يقرر أي المعايير يقبل وأي المعايير يرفض.
يستنتج الوجوديون ـ إذن ـ حتى الاختيار البشري عملية ذاتية لأن الأفراد في النهاية يجب حتى يمارسوا اختياراتهم بدون تأثير من المعايير الخارجية كالقوانين، وقواعد الأخلاق، أوالتنطقيد. وهم بذلك أحرار. ونظرًا لأنهم يختارون بحرية فإنهم مسؤولون تمامًا عن اختياراتهم. ويؤكد الوجوديون حتى الحرية تقترن بالمسؤولية. ولكون الأفراد مجبرين على الاختيار لأنفسهم ـ عند أصحاب هذا الاتجاه ـ فهم بالضرورة أحرار.
تُعدُّ المسؤولية من وجهة النظر الوجودية الجانب المظلم للحرية، وعندما يدرك الأفراد أنهم مسؤولون كلية عن قراراتهم وأعمالهم ومعتقداتهم، يتملكهم القلق. ويحاولون الهروب بتجاهل أوإنكار حريتهم ومسؤوليتهم، أي إنكار موقفهم الحقيقي وبهذا ينجحون فقط في خداع أنفسهم. وينتقد بعضهم هذا الخداع الذاتي. ويصرون على قبول المسؤولية الكاملة من أجل سلوكهم مهما كانت هذه المسؤولية صعبة.
وقد عبّر الكثير من قادة الوجوديين عن آرائهم في إنتاجهم الأدبي وفي اعتقادهم حتى الفلسفة تشبه الفن أكثر من شبهها الفهم، وأدخل الوجوديون أنفسهم في المنازعات الاجتماعية والسياسية معتقدين حتى مسؤولية جميع الأشخاص تفرض عليهم حتى يشهجروا في هذه المنازعات وأن يتخذوا منها موقفًا.
لا يحاول اللاهوتيون الوجوديون حتى يؤسسوا الدين على الأدلة العقلية. فالمعتقد الديني في رأيهم ليس معضلة تتطلب إثباتًا أورفضًا، ولكن تتطلب قرارًا، مثل جميع القرارات البشرية الأخرى، يجب حتى تتخذ بحرية كاملة بوساطة جميع فرد في غياب الدليل المقنع. وينبع اهتمام الوجودي بالدين من اهتمام مبدئي بالتجربة البشرية الدينية.
التأسيس وأبرز الشخصيات
يرى رجال الفكر الغربي حتى "سورين كيركجورد" (1813 - 1855م) هومؤسس المدرسة الوجودية. من خلال كتابه "رهبة واضطراب". أشهر زعمائها المعاصرين هم:
- جان بول سارتر الفيلسوف الفرنسي.
- القس جبرييل مارسيل وهويعتقد أنه لا تناقض بين الوجودية والمسيحية.
- كارل ياسبرز: فيلسوف ألماني.
- بسكال بليز: مفكر فرنسي.
- بيرد يائيف، شيسوف، سولوفييف في روسيا.
وتضم قائمة المفكرين الوجوديين في القرن العشرين الفرنسيين: ألبير كامووجان بول سارتر وجابرييل مارسيل، والفلاسفة الألمان: كارل ياسبر ومارتين هايدجر والمفكر الروسي الديني السياسي نيقولاس بيردييف، والفيلسوف اليهودي مارتن بوبر.
الأفكار
- يؤمنون إيماناً مطلقاً بالوجود الإِنساني ويتخذونه منطلقاً لكل فكرة.
- يعتقدون بأن الإِنسان أقدم شيء في الوجود وما قبله كان عدماً وأن وجود الإِنسان سابق لماهيته.
- يعتقدون بأن الأديان والنظريات الفلسفية التي سادت خلال القرون الوسطى والحديثة لم تحل معضلة الإِنسان.
- يقولون إنهم يعملون لإِعادة الاعتبار الكلي للإِنسان ومراعاة تفكيره الشخصي وحريته وغرائزه ومشاعره.
- يقولون بحرية الإِنسان المطلقة وأن له حتى يثبت وجوده كما يشاء وبأي وجه يريد دون حتى يقيده شيء.
- يقولون إذا على الإِنسان حتى يطرح الماضي وينكر جميع القيود دينية كانت أم اجتماعية أم فلسفية أم منطقية.
- لا يؤمنون بوجود قيم ثابتة توجه سلوك الناس وتضبطه إنما جميع إنسان يعمل ما يريد وليس لأحد حتى يفرض قيماً أوأخلاقاً معينة على الآخرين.
الجذور الفكرية والعقائدية
- إن الوجودية اتىت ردة عمل على تسلط الكنيسة وتحكمها في الإِنسان بشكل متعسف باسم الدين.
- تأثرت بالفهمانية وغيرها من الحركات التي صاحبت النهضة الأوروبية ورفضت الدين والكنيسة.
- تأثرت بسقراط الذي وضع قاعدة "اعهد نفسك بنفسك".
- تأثروا بالرواقيين الذين فرضوا سيادة النفس.
