منصور الحلاج (و. 1207 - ت. 17 ديسمبر 1273، هوالحسين بن منصور، وكنيته أبومغيث أوأبوعبد الله.

حياته

وُلد عام 1207، بقرية تابعة لبلدة البيضاء الفارسية ونشأ بواسط، العراق. رحل إلا بلاد كثيرة منها مكة وخراسان والهند وتفهم السحر بها، وأقام أخيرا في بغداد، العراق. تفهم علوم الدين، ثم سلك طريق الصوفية على يد الشيخ سهل بن عبد الله التسترى. صحب جماعة من المشايخ الصوفية كالجنيد بن محمد وعمروبن عثمان المكي وأبي الحسين النوري، وكان بعض مشايخ الصوفية أمثال أبوالعباس بن عطاء البغدادي، ومحمد بن خفيف الشيرازي، وإبراهيم بن محمد النصر أباذي، يصححوا له حاله، ودونوا كلامه، حتى نطق ابن خفيف: الحسين بن منصور عالم رباني.

نطق أبوعبد الرحمن السلمي: سمعت إبراهيم ابن محمد النصر أباذي وعوتب في شيء حكى عن الحلاج في الروح فنطق للذي عاتبه: إذا كان بعد النبيين والصديقين موحد فهوالحلاج.

نطق أبوعبد الرحمن: وسمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت الشبلي يقول: كنت أنا والحسين بن منصور شيئاً واحداً، إلا أنه أظهر وكتمتُ. وقد روي عن الشبلي من وجه آخر أنه نطق وقد رأى الحلاج مصلوباً: ألم أنهك عن العالمين.

أقواله

• ما انفصلت البشرية عنه، ولا اتصلت به.
• من افترض حتى الالهية تمتزج بالبشرية أوالبشرية بالإلهية فقد كفر
• حجبهم بالاسم فعاشوا، ولوأبرز لهم علوم القدرة لطاشوا، كشف لهم عن الحقيقة لماتوا
• وكان الحلاج، يقول: إلهى!. أنت تفهم عجزى عن مواضع شكرك، فاشكر نفسك عنى، فإنه الشكر لاغير
• أسماء اللّه تعالى، من حيث الإدراك اسم؛ ومن حيث الحق حقيقة
• إذا تخلص العبد إلى مقام الفهم أوحى اللّه تعالى غليه بخاطره، وحرس سره حتى يسنح فيه خاطر غير الحق
• لايجوز لمن يرى احدا، أويذكر أحدا، حتى يقول: إنى عهدت الأحد، الذى ظهرت من الآحاد
• من اسكرته أنوار التوحيد، حجنته عن عبادة التجريد؛ بل من أسكرته انوار التجريد، نطق عن حقائق التوحيد؛ لان السكران هوالذى ينطق بكل مكتوم
• وسئل الحسين: لم طمع موسى- عليه السلام- في الرؤية وسألها،يا ترى؟ . فنطق: لانه أنفرد للحق، وانفرد الحق به، في جميع معانيه. وصار الحق لقاءه في جميع منظور إليه، ومنطقبله دون جميع محظور لديه؛ على الكشف الظاهر إليه، لا على التغيب؛ فذلك الذى حمله على سؤال الرؤية لاغير
• عن الحلول يقول : إِنَّ مَعْرِفَةَ اللهِ هِىَ تَوْحِيدُهُ، وتَوْحِيدُهُ تَميُّزُهُ عَنْ خَلْقِهِ، وكُلُّ مَا تَصَوَّرَ فِى الأَوْهَامِ فَهْوَ ــ تعالى ــ بِخِلاَفِهِ ، كَيْفَ يَحُلُّ بِهَ، مَا مِنْهُ بَدَأ

من أشعاره

وقوله:

وقوله أيضا:

فلسفته

عن الشيخ إبراهيم بن عمران النيلي أنه نطق: سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل جميع خط، والخط كله نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أومنحرف فهومتحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد فهونقطة بين نقطتين. وهذا مرشد على تجلّي الحق من جميع ما يشاهد وترائيه عن جميع ما يعاين. ومن هذا ُقلت: ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه.

إخبار الحلاج

عن أبي إسحق إبراهيم بن عبد الكريم الحلواني نطق: خدمت الحلاّج عشر سنين وكنت من أقرب الناس إليه. ومن كثرة ما سمعت الناس يقولون فيه ويقولون إنه زنديق توهمت في نفسي فأبلغته. فقلت له يوماً: يا شيخ أريد حتى أفهم شيئاً من ممضى الباطن. فنطق: باطن الباطل أوباطن الحق،يا ترى؟ فبقيت متفكراً فنطق: أما باطن الحق فظاهره الشريعة، ومن يحقق في ظاهر الشريعة ينكشف له باطنها، وباطنها الفهم بالله. وأما باطن الباطل فباطنه أقبح من ظاهره. وظاهره أشنع من باطنه، فلا تشتغل به. يا بني أذكر لك شيئاً من تحقيقي في ظاهر الشريعة. ما تممضىت بممضى أحد من الأيمة جملةً وإنما أخذت من جميع ممضى أصعبه وأشده وأنا الآن على ذلك. وما صلّيت صلوة الفرض قطُّ إلا وقد تسلت أولاً ثم توضت لها. وها أنا ابن سبعين سنة وفي خمسين سنة صلّيت صلوة ألفي سنة، جميع صلوة قضاء لما قبلها.

نطق ابن باكويه: سمعتُ الحسين بن محمد المذارى يقول: سمعتُ أبا يعقوب النهرجورى يقول : ولج الحسين بن منصور الحلاَّج مكة، فجلس في صحن المسجد لايبرح من موضعه إلا للطهارة أوالطواف، لايبالى بالشمس ولا بالمطر، فكان يُحمل إليه جميع عشية كوزٌ وقرص (ماء وخبز) فيعضُّ من جوانبه أربع عضات ويشرب

عن خوراوزاد بن فيروز البيضاوي وكان من أخص الجيران وأقرم إلى الحلاج أنه نطق: كان الحلاج ينوي في أول رمضان ويفطر يوم العيد وكان يختم القرآن جميع ليلة في ركعتين وكل يوم في مائتي ركعة. وكان يلبس السواد يوم العيد ويقول: هذا لباس من يرد عليه عمله

ونطق أحمد بن يونس: كنا في ضيافة ببغداد فأطال الجنيد اللسان في الحلاج ونسبه إلى السحر والشعبذة والنيرنج وكان مجلساً خاصاً غاصاً بالمشايخ فلم يتحدث أحد احتراماً للجنيد. فنطق ابن خفيف: يا شيخ تطول، ليس إجابة النادىء والاخبار عن الأسرار من النيرنجات والشعبذة والسحر. فاتفق القوم على تصديق ابن خفيف. فلما خرجنا أبلغت الحلاج بذلك فضحك ونطق: أما محمد بن خفيف فقد تعصب لله وسيؤجر على ذلك. وأما أبوالقاسم الجنيد فقد نطق: إنه كذب ولكن قل له: "سيفهم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"

خطه

• كتاب الطواسين.
• كتاب الحلاج.

كتاب الحلاج

عن جندب بن زادان الواسطي وكان من تلامذة الحلاّج، نطق: خط الحسين بن منصور كتاباً هذه نسخته:

"بسم الله الرجمن الرحيم المتجلي عن جميع شيء لمن يشاء.

السلام عليك يا ولدي،

ستر الله عنك ظاهر الشريعة، وكشف لك حقيقة الكفر. فإنّ ظاهر الشريعة كفر خفي، وحقيقة الكفر فهم جلية.

أما بعد حمد لله الذي يتجلّى على رأس إبرة لمن يشاء، ويستتر في السموات والأرضين عمن يشاء، حتى يشهد هذا بأن لا هو، ويشهد ذلك بأن لا غيره. فلا الشاهد على نفيه مردود، ولا الشاهد بإثباته حمود.

والمقصود من هذا الكتاب أني أوصيك حتى لا تغتر بالله ولا تيأس منه، ولا ترغب في محبنه ولا ترض حتى تكون غير محب، ولا تقل بإثباته ولا تمِلْ إلى نفيه، وإياك والتوحيد.

والسلام"

مقتله

نسب اليه قوله :"إن الإنسان إذا أراد الحج، أفرد في داره بيتاً، وطاف به أيام الموسم، ثم جمع ثلاثين يتيماً، وكساهم قميصاً قميصاً، وعمل لهم طعاماً طيباً، فأطعمهم وخدمهم وكساهم، ومنح لكل واحدٍ سبعة دراهم أوثلاثة، فإذا عمل ذلك ، قام له ذلك مقام الحج"

فأحل دمه القاضي أبوعمر محمد بن يوسف المالكي.وأُقيمت عليه البينة الشرعية ، وقتل مرتداً سنة (309هـ)

وكان قرار الخليفة المقتدر بالله العباسي في شأن منصور الحلاج: " إذا كانت فتوى القضاة فيه بما عرضت فاحضره مجلس الشرطة واضربه ألف سوط، فان لم يمت فتقدم ببتر يديه ورجليه ثم اضرب رقبته، وانصب رأسه واحرق جثته".

عن أبي بكر الشلي نطق: قصدت الحلاج وقد ُبترت يداه ورجلاه وصلب على جذع فقلت له: ما التصوف. فنطق: أهون مرقاه منه ما ترى. فقلت له: ما أعلاه. فنطق: لا يناسبك به سبيل، ولكن سترى غداً، فإنّ في الغيب ما شهدته وغاب عنك. فلما كان وقت العشاء اتى الإذن من الخليفة المقتدر حتى تضرب رقبته. فنطق الحرس: قد أمسينا: نؤخر إلى الغد. فلما كان من الغد ُأنزل من الجذع وُقدم تضرب عنقه فنطق بأعلى صوته: حسب الواحد إفراد الواحد له. ثم قرأ "يستعجل الذين لا يؤمنون والذين آمنوا مشفقون منها ويفهمون الحق" الآية. وقيل هذا آخر شيء سمع منه. ثم ضربت عنقه ولف في بارية وصب عليه النفط وأُحرق وحمل رماده على رأس منارة لتنسفه الريح.

لما ذُهب به إلى القتل نطق لأصحابه : لا يهولنكم هذا ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقتل ولم يَعُدْ

ويوم مقتله، وبينما كان الحلاَّجُ مشدوداً على الصليب الخشبى (الخشبة التى أفسدها) وقبيل حَزَّ رقبته؛ نظر إلى السماء مناجياً ربه:

نَحَنُ بشَوَاهِدِكَ نلُوذُ، وبِسَنَا عِزَّتِكَ نَسْتَضِئ، لِتُبْدِى لَنا مَا شِئْتَ مِنْ شَأْنِكَ، وأنْتَ الذِى فِى السَّماءِ عَرْشُكَ، وأَنْتَ الذِى فىِ السَّمَاءِ إلَه، وفِى الأرضِ إِلَه.. تَجَلَّى كَمَا تَشَاء، مِثْلَ تَجَلِّيكَ فىِ مَشِيئتِكَ كأَحْسنِ صُورَةٍ، والصُّورَةُ...هِىَ الرُّوحُ النَّاطِقَةُ. الذِى أفْرَدْتَهُ بالفهمِ (والبيَانِ) والقُدرَةِ. وهَؤَلاءَ عِبَادُكَ.. قَدْ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِى تَعَصُّباً لدِينكَ، وتَقَرُّباً إليْكَ، فاغْفرْ لَهُمْ ! فإنكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ مَا كَشَفْتَ لِى..لما فَعَلُوا ما فَعلُوا..ولَوْ سَتَرْتَ عَنِّى مَا سَترْتَ عَنْهُمْ،،لما لَقِيتُ مَا لَقِيتُ.. فَلَكَ التَّقْديرُ فِيما تَفْعَلُ.. ولَكَ التَّقْدِيرُ فيِما تُرِيدُ..

وله أيضاً

يا نسيم الريح قول للرشا

لم يزدنى الورد الا عطشا

لحبيب حبه وسط الحشا

لويشا يسار على خدى سار

روحه روحى وروحى روحه

ان يشا شأت وان شئت يشا

وله ايضا

مكانُك من قلبي هوالقلبُ كلُّهُ--- فليسَ لَشَيء فيهِ غَيركَ موْضِعُ

وحَطَّتْكَ روحي بينَ جِلْدي وأعْظُمي--- فكيف تراني إذا فقدتُك أصْنَعُ ؟

أقوال الفهماء

نطق عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : ( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ . وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ : فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )

المصادر

المراجع

• السراج الطوسى: اللمع في التصوف ، تحقيق د. عبد الحليم محمود وطه عبد الباقى سرور (دار الخط الحديثة - مخطة المثنى 1960) ص 468.
• د. عبد الرحمن بدوى : شطحات الصوفية( وكالة المطبوعات - الكويت، الطعبة الثانية 1976) ص 26.
• ابن باكويه : أخبار الحلاج (نشرة ماسينيون وكراوس ، باريس 1936) ص 43 .
• ديوان الحلاج
• أخبار الحلاج
• تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( 8/112-141) .
• المنتظم لابن الجوزي ( 13/201-206) .
• سير أعلام النبلاء للمضىي ( 14 / 313-354 ) .
• البداية والنهاية لابن كثير ( 11/132-144)

قراءات إضافية

• E. G. Browne. Literary History of Persia. (Four volumes, 2,256 pages, and twenty-five years in the writing). 1998. ISBN 0-7007-0406-X
• Herbert Mason. Memoir of a Friend: Louis Massignon. Notre Dame 1983: University of Notre Dame Press.
• Louis Massignon. "Perspective Transhistorique sur la vie de Hallaj," in: Parole donnée. Paris 1983: Seuil, p. 73-97.
• Jan Rypka, History of Iranian Literature. Reidel Publishing Company. 1968 OCLC 460598. ISBN 90-277-0143-1
• Idries Shah. The Sufis. W.H. Allen: London. 1964
• Jawid Mojaddedi, ḤALLĀJ,ABU’L-MOḠIṮ ḤOSAYN b. Manṣur b. Maḥammā Bayżāwi in Encyclopedia Iranica [1]

انظر أيضا

• أدب عربي
• قائمة الشعراء والكتاب الفرس
• صوفية
• شمس تبريز
• Zendiq
• جلال الدين الرومي
• Sachal Sarmast

وصلات خارجية

• The Tawasin of Mansur al-Hallaj
• "Al Hallaj Mystic and Martyr"
• Doctrine of Al-Hallaj
• Articles at Poet Seers
• al-Hallaj at the Internet Medieval Source Book
• complete Works of Mansur Hallaj
• original persian deewan of Mansur Hallaj single pdf file uploaded by Javed Hussen