يوحنا أبونجاح
يوحنا أبونجاح الكبير (استشهد في 20 برمودة 719 ش/14 أبريل 1003م) شيخ قبطي توفي تحت وطأة التعذيب من الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الفاطمي.
استشهاد السعيد يوحنا أبونجاح الكبير ( 20 برمودة)
في مثل هذا اليوم من سنة 719 شهداء (الموافق 1003م) استشهد سعيد الذكر يوحنا أبونجاح الكبير وقد كان من عظماء الأقباط في الجيلين العاشر والحادي عشر للميلاد . وكان كبير الكتاب المباشرين في عصره . كما كان مقدم الأراخنة في عهد الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي . وكان هذا الشيخ الكبير يعاصر البابا فيلوثاؤس البطريرك ( 63 ) الذي تولي الكرسي من 28 مارس سنة 979 م إلىثمانية نوفمبر سنة 1003 م .
وكان يوحنا هذا مسيحيا تقيا وبارا محسنا كبيرا ، ومحبا للكنيسة غيورا علي الإيمان الأرثوذكسي . ولما انتهي الحاكم بأمر الله من إفناء خواصه ومقدمي جيشه ، عاد إلى مقدمي الأراخنة ورؤساء الكتاب فأخذ منهم عشرة وعرض عليهم الإسلام وكان أولهم يوحنا أبونجاح رئيس المقدمين ، فأحضره إليه ونطق له " أريد حتى تهجر دينك وتعود إلى ديني وأجعلك وزيري فتقوم بتدبير أمور مملكتي " فأجابه يوحنا قائلا " أمهلني إلى غد حتى أشاور نفسي " فأمهله وأطلقه فمضي يوحنا إلى منزله وأحضر أصدقاءه وعهدهم ما جرى له مع الخليفة ونطق لهم " أنا مستعد حتى أموت علي اسم السيد المسيح وان غرضي من طلب المهلة إلى الغد لم يكن لمشاورة نفسي بل قلت هذا حتى اجتمع بكم وبأهلي فأودعكم وأوصيكم" ، ثم أوصاهم قائلا "والآن يا أخوتي لا تطلبوا هذا المجد الفاني فتضيعوا عليكم مجد السيد المسيح الدائم الباقي فقد اشبع نفوسنا من خيرات الأرض وهوذا برحمته قد نادىنا إلى ملكوت السموات فقووا قلوبكم " .
وقد كان من أثر كلامه المضىي المملوء حكمة حتى تشددت قلوب سامعيه أجمعين وعزموا علي حتى يموتوا علي اسم السيد المسيح ، ثم خلق لهم في ذلك اليوم وليمة عظيمة وأقاموا عنده إلى المساء ثم مضوا إلى منازلهم .
وفي الصباح مضي يوحنا إلى الحاكم بأمر الله فنطق له الخليفة : " يا نجاح ، أتري هل طابت نفسك ،يا ترى؟ " أجابه يوحنا قائلا : " نعم " نطق الخليفة : " علي أية قضية ،يا ترى؟ " نطق يوحنا بشجاعة وثبات : بقائي علي ديني " .
فاجتهد الحاكم بكل أنواع الترغيب والوعيد حتى ينقله من النصرانية فكان يوحنا كالصخرة لا يتزعزع ، وثبت متمسكا بالإيمان المسيح ولم يقوالحاكم - مع ما أوتي من قوة - علي حتى يزحزحه عن دين آبائه .
ولما فشل الحاكم أمام يوحنا أمر بنزع ثيابه وأن يشد في المعصرة ويضرب ، فضربوه خمسمائة سوط علي ذلك الجسم الناعم حتى أنتثر لحمه وسأل دمه مثل الماء وكانت السياط المستعملة في الضرب مصنوعة من عروق البقر لا تقوي الجبابرة علي احتمال سوط منها علي أجسامهم فكمقد يكون الحال في هذا العود الرطب .ثم أمر الحاكم بأن يضرب إلى تمام الآلف سوط فلما ضرب ثلاثمائة أخري نطق مثل سيده " أنا عطشان " فأوقفوا عنه الضرب وأفهموا الحاكم بذلك فنطق " اسقوه بعد حتى تقولوا له حتى يرجع عن دينه " فلما اتىوا إليه بالماء ونطقوا له ما أمرهم به الخليفة ، أجابهم يوحنا بكل أباء وشمم قائلا : " أعيدوا له ماءه فآني غير محتاج إليه لأن سيدي يسوع المسيح قد سقاني وأطفأ ظمأى " وقد شهد قوم من الأعوان وغيرهم ممن كانوا هناك أنهم أبصروا الماء يسقط في هذه اللحظة من لحيته . ولما نطق هذا اسلم الروح فأفهموا الخليفة الجبار بوفاته فأمر حتى يضرب وهوجثة هامدة حتى تمام الآلف سوط إلى غير ذلك تمت شهادته ونال الإكليل المعد له من الملك العظيم يسوع المسيح ولم يذكر تاريخ البطاركة اليوم الذي استشهد فيه إلا حتى المقريزي في خططه نطق : " ان الرئيس فهد بن إبراهيم وهوأحد العشرة وزميل يوحنا بن نجاح اغتال فيثمانية جمادى الآخر سنة 393 هجرية الموافق 19 برمودة سنة 719 ش و14 أبريل سنة 1003 م " .
وقد اتى استشهاد السعيد الذكر يوحنا بن نجاح في تاريخ البطاركة ، قبل ذكر استشهاد الرئيس فهد بن إبراهيم كما حتى يوحنا في وليمة أصدقائه وأهله الذين كان من بينهم التسعة المختارون الآخرون - لم يذكر خبر استشهاد هذا القديس في نفس اليوم الذي استشهد فيه الرئيس فهد فيما تحدث به أثناء الوليمة وعلي ذلكقد يكون استشهاد هذا القديس في نفس اليوم الذي استشهد فيه الرئيس فهد.