نانا (رواية)

عودة للموسوعة

نانا (رواية)

هذا الموضوع مبني على
منطقة لابراهيم العريس
بعنوان .


نـانـا
Nana  
إدوار مانيه، نانا، 1877
المؤلف إميل زولا
البلد فرنسا
اللغة فرنسية
السلسلة Les Rougon-Macquart
النوع رواية
تاريخ النشر 1880
نمط الطباعة مطبوعة في (سلسلة، غلاف مقوى & Paperback)
ISBN NA
سبقه Une Page d'amour
Pot-Bouille

نانا، هي رواية للأديب الفرنسي إميل زولا. اكتملت الرواية في عام 1880.

مقدمة

بالنسبة الى الجمهور الفرنسي خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر، لم تكن مدام بوفاري رمزاً لفرنسا... ولا حتى لويز ميشيل بطلة الكومونة كانت رمزاً... سليم ان كلاًّ من هاتين، البطلة الروائية والبطلة الحقيقية المناضلة، كانت لها سمات شديدة الفرنسية، لكن كلاًّ منهما كانت ترمز الى فرنسا جزئيّاً، أما نانا، الشخصية التي ابتكرها إميل زولا، فقد بدت، أكثر من الاثنتين الأخريين، حاملة لسمات المجتمع الفرنسي في ذلك الحين، أولنقل بالأحرى، سمات المجتمع الباريسي. ولكن أفلم تكن باريس، في حينه فرنسا كلها؟

نانا إميل زولا، هي المعادل الفرنسي لـ «لولو» الجرمانية... بل حتى لكل تلك النساء اللواتي إذ يجعل منهن القدر في شكل أوفي آخر ضحاياه، لا يتورّعن عن المجابهة، وعن التعامل مع المجتمع، ومجتمع الرجال في شكل خاص، على حتى عليه حتىقد يكون هوضحيتهن. ومن هنا يتساوى الخير والشر، وتصبح أي إدانة غير ذات جدوى، طالما حتى المحرر لم يشأ لنفسه في الأصل، حتىقد يكون واعظاً أوحكماً أخلاقياً. من هنا، قد يحدث من الصعب التعاطف التام مع نانا، بل سيكون من الصعب حتى تبرير جميع تصرفاتها، فكيف بالتماهي معها لكي تصبح بطلة روائية ميلودرامية حقيقية، من الصعب في الوقت نفسه إدانتها، على اعتبار انها من ذلك النوع الفتاك من النساء اللواتي ليس لهن عادة ضمير يردعهن عن ارتكاب الآثام والشرور الناتجة منها؟

غير ان هذا لا يعني بالطبع، ان المرء يمكنه حتى يبقى على الحياد تجاه تلك الشخصية. ثم من نطق أصلاً إذا إميل زولا كان يريد لقارئه ان يبقى على الحياد،يا ترى؟ ثم من نطق في طريقه أيضاً، إذا إميل زولا إنما شاء هنا ان يرسم صورة لامرأة بصفتها امرأة لا أكثر،يا ترى؟ الحقيقة هي حتى نانا هذه، كانت، كما أسلفنا ترمز الى المجتمع الباريسي الصاخب في ذلك الحين، بكل ما في ذلك المجتمع من خير ومن شر، من سلبية وإيجابية... حتى من دون حتىقد يكون ثمة تطابق تام، في الأحداث على الأقل، بين «نانا» وذلك المجتمع.

نشر إميل زولا رواية «نانا» في العام 1879، وهي في الأصل تشكل الجزء التاسع من سلسلة رواياته المعروفة باسم «روغون ماكار». والمعروف عن روايات تلك السلسلة ان الشخصيات تختفي ثم تعود بين رواية وأخرى... وهذه الشخصيات قد تكون رئيسة هنا فتصبح ثانوية هناك... إلى غير ذلك. وبالنسبة الى رواية «نانا» نجد أنها تتحلّق، -كما يؤشر عنوانها- من حول تلك الصبية الحسناء، آنا كوبو، التي نعهد منذ البداية انها ابنة جرفيز، التي تشتغل في المكوى، وابنة رجل مدمن الخمر كريه لا يهتم أيما اهتمام بأسرته... والأم والأب هذان كان تجاوز لنا حتى تعهدنا اليهما، كشخصيتين رئيستين في جزء سابق من السلسلة هو«المسلخ». أما هنا، فإن وظيفتهما فقط هي إنجاب آنا (نانا) تلك الحسناء الرائعة التي يغطي حسنها على فقدانها أي موهبة من المواهب. انها فتاة بالغة الجمال، لا تخلوشخصيتها من الدهاء... ومن هنا ستلعب ذلك الدور الكبير في حقبة تتتبّعها الرواية من مسار المجتمع الفرنسي.

المرة الأولى التي تطالعنا فيها نانا في هذه الرواية، هي حين تكون على وشك البدء بالقيام بدور البطولة في مسرحية غنائية تقدّم على مسرح المنوعات. ندرك بداية ان المسرحية سخيفة، حتى لوكان عنوانها مغرياً («فينوس الشقراء»)، وندرك بداية أيضاً ان نانا نفسها لا تجيد الغناء مع ان بطولة المسرحية تتطلب منها ذلك، ناهيك بأنها لا تعهد شيئاً عن التمثيل. بالنسبة الى الفن، من الواضح ان نانا مجرد صفر لا يتحرك... ولكن على العكس من هذا جمالها ودلالاها، وسحرها... ومن هنا، من دون حتى يحيّي أحد فنها، نراها موضع إعجاب الرجال جميعاً... إنهم هنا كلهم لكي يخطبوا ودها... وهم يتتابعون في حياتها، خلال تلك الحقبة على الأقل، اذ ها هوأولاً المصرفي شتاينر، الذي ينفق عليها من أموال المصرف طبعاً... لكنها سرعان ما ستتخلى عنه لكي تعيش الى جانب الممثل فونتان ذي الطباع الضارية والذي يذلها قبل حتى يتخلى عنها... وهنا إثر ذلك، تتكشف لنا نانا على حقيقتها: إنها امرأة تعهد حتى لا أحد يحبها في الحقيقة، وهي نفسها لا تحب أحداً... لذلك تقرر ان تتحول الى فتاة هوى... لعلها تفلح في هذه المهنة... وتقرر أنها في مهنتها الجديدة هذه ستسعى الى تدمير جميع أولئك الذين يرغبون فيها. لقد آلت على نفسها ان تصبح أداة في يد الشرّ لممارسة حقدها على البشر... إلى غير ذلك يتوالى على حياتها العشاق وهي تواصل تدميرهم واحداً بعد الآخر من دون شفقة أورحمة: فاندافر المتأنق السخيف، ثم لافالواز الذي يتمتع بالحياة الرخوة من دون حتى يشعر بأي مسؤولية، وصولاً الى الكابتن هوغون، الذي تدفعه نانا الى السرقة كرمى لعينيها، ما يدمّره على الفور، تاركاً الساحة أمام أخيه الأصغر يغرم بنانا بدوره... لكن الأمر ينتهي بهذا الى الانتحار.

إن نانا إذ تنتقم من «ظلم المجتمع» لها عبر تدمير جميع هؤلاء... تظل على ظمئها، حتى وإن لم يبد عليها، هي، انها تدرك حقاً ما الذي تعمله. إنها تسير مع الحياة كما هي، وتسيّر الحياة كما هي من دون حتى تقف لحظة لتسأل نفسها عن الغاية العميقة والبعيدة من ذلك كله. غير ان جميع ما كانت عملته حتى الآن يظل لا شيء مقارنة بما تعمله مع الكونت مارتل، الذي هوأصلاً أحد كبار موظفي القصر الإمبراطوري. ان الكونت مارتل رجل خجول ودائم الارتباك يتردد عادة في جميع شيء... لكنه لا يتوانى عن الوقوع في هواها. أما هي، فإنها تستغله أبشع استغلال وتعامله وكأنه خادم صغير، مستعبدة إياه الى أبعد حد، حريصة دائماً على حتى تذله أمام أعين الناس أجمعين، قبل حتى تسلّم نفسها اليه في لقاء ما تتسقطه منه من مكاسب طائلة... ولكن لأن لكل شيء نهايته، ينتهي الأمر بنانا الى ان تسأم حتى الموت من هذا المجتمع، فتقرر ان تعزل نفسها في قصر فخم يبنيه الكونت الأحمق. لكنها لن تكون وحيدة في عزلتها، بل ستكون مع الكونت وقد قررت لوهلة ان تظل وفيّة له... غير ان هذا لا يدوم طويلاً، إذ إنها سرعان ما تستعيد مزاجها التدميري وتروح مدمّرة جميع الرجال المحيطين بها، بدءاً بالكونت المسكين، كاشفة لهم خيانات زوجاتهم وعلاقاتهن، وصولاً الى الكونت الذي تكشف له علاقة زوجته بأحد الصحافيين. هنا تبدونانا ملاك انتقام حقيقياً... سليم ان ما يتلوذلك سيحطّمها هي بين الآخرين، لكن ذلك لن يزعجها على الإطلاق طالما انها تجد في دمار الآخرين أمام عينيها وبفضلها لذة ما بعدها لذة. وفي النهاية نجدها في غرفة فندق وحيدة مريضة تحتضر. وفي الوقت الذيقد يكون جسدها قيد التحلل، تعلوالهمسات في الشارع: فرنسا تعلن الحرب على بروسيا. إلى غير ذلك... تختفي نانا ويختفي معها في الوقت نفسه بهاء مجتمع باريسي قام على النفاق والكذب... بحسب تحليل الدارسين.

والحال ان هذه النهاية هي التي تضفي على «نانا» بعدها الرمزي النهائي، وتجعل من تفتّت نانا صورة عن تفتّت مجتمع فرنسي معين. وإميل زولا (1840-1902) نفسه لم يفته حتى يؤكد هذا في جميع مرة تحدث عن هذه الرواية التي اعتبرها أكثر رواياته رمزية وتعبيراً اجتماعياً، كما ان قراء زولا انفسهم، ينظرون الى «نانا» باعتبارها أقوى أعماله، وهورأي يشاركهم فيه عادة الموسيقيون والسينمائيون والرسامون، الذين كانت «نانا» على الدوام مصدراً لإلهامهم... ومنهم طبعاً، السينمائي جان رينوار، الذي حوّل هذه الرواية الى فيلم حقّق حين عُرض نجاحاً كبيراً، واعتُبر من أفضل أفلامه بعد «الوهم الكبير» و«قواعد اللعبة».


استقبال لرواية

نانا، غلاف النسخة الأصلي الفرنسية من الرواية.


وسائل إعلام أخرى

  • (فيلم 1926)، فيلم فرنسي، لجين رينوار
  • (فيلم 1944)، فيلم مكسيكي Roberto Gavaldon starring Lupe Vélez
  • (فيلم 1982), لدان ولمان
  • (فيلم 1985)، فيلم مكسيكي لرفائل بالدون، تمثيل Irma Serrano

المصادر

  • دار الحياة
  • Becker, George J. Master European Realists of the Nineteenth Century. New York: Frederick Ungar Publishing Co., 1982.
  • Paulus: Mémoires, (online)
  • Zola, Émile. Nana. Colette Becker, ed. Paris: Dunod, 1994. Selections translated by Chris St. Pierre.
  • Zola, Émile: Nana, translated with an introduction by George Holden, Penguin Classics, London 1972

وصلات خارجية

  • , available at Internet Archive. Scanned books.
  • , available at Project Gutenberg. (بالفرنسية)
  • -Both Chinese and English Ebook in HTML.
  • Nana Map
  • (بالفرنسية) Nana, audio version
تاريخ النشر: 2020-06-04 21:16:34
التصنيفات: روايات 1880, روايات إميل زولا, Books of Les Rougon-Macquart, روايات عن الدعارة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

جمارك مطار سوهاج تضبط تهريب عدد من زجاجات المشروبات الكحولية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:11
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

مواصلات العاصمة الإدارية.. شبكة ذكية أبرزها المترو والقطار الكهربائي 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:21
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

«سعف وأغصان» كنائس مصر تحتفل بأحد الشعانين والبابا يترأس القداس

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

مباريات ودية للمنتخب المغربي لكرة القدم قبل “الكان”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:32
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 79%

الهيئة الإنجيلية تنظم إفطار لـ 2500 مزارع في المنيا

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:23
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

رسميا.. طاليب مدربا للدفاع الحسني الجديدي خلفا للتونسي الشابي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:29
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 74%

حزب التحرير يشيد بالزيارة المفاجئة للرئيس لقسم مدينة نصر وقت الإفطار

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:15
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

غداً.. «الأوقاف» تحتفل بذكرى فتح مكة بمسجد السيدة نفيسة 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:20
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

حزب «المصريين»: الحوار الوطني خطوة جادة نحو بناء الجمهورية الجديدة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:13
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 64%

«المعاهد الأزهرية» تعقد امتحان المجموعة الاولي لمتدربي شهادة IC3 SPARK

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:09
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

البرمجة: تجارب نساء تركنَ عملهن في مجالات أخرى واتجهنَ لهذه المهنة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:37
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 74%

برلماني: العلاقات المصرية السودانية شهدت طفرة حقيقية بعد ثورة 30 يونيو

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:17
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 54%

غموض موقف أحمد عبد القادر من مباراة نهائي كأس مصر

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:19:41
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 43%

صديقي: الحكومة تسهر على إقامة التوازن بين التصدير والسوق الوطنية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:20:34
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 81%

بيراميدز يعلن قائمته لنهائي كأس مصر

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-04-10 00:19:40
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 42%

تحميل تطبيق المنصة العربية