ثورة 1919

ثورة 1919
جزء من ثورات 1917–23
التاريخ 9 مارس 1919 - يوليو1919
المسقط
سلطنة مصر، السودان المصري البريطاني
النتيجة
  • إلغاء الحماية البريطانية على مصر بصدور تصريح 24 فبراير
  • إنفاذ أول دستور مصري
  • تأسيس مملكة مصر
  • استمرار الوجود البريطاني في مصر والسودان
الخصوم

 الامبراطورية البريطانية

  • سلطنة مصر
  • السودان المصري البريطاني
  •  أستراليا

المتظاهرون

  • حزب الوفد
القادة والزعماء
رجينالد ونگت سعد زغلول
الخسائر
29 قتيل من الجيش البريطاني، و31 من المدنيين الأوروپيين 800 قتيل من المصريين
1.600 مصاب
جزء من عن

التاريخ القديم
ما قبل الأسرات
عصر نشأة الأسرات
عصر الأسر المبكرة
الدولة القديمة
الفترة الإنتنطقية الأولى
الدولة الوسطى
الفترة الإنتنطقية الثانية
الدولة الحديثة
الفترة الإنتنطقية الثالثة
مصر الفارسية
العصر المتأخر
الفترة الفارسية الثانية
مصر الإغريقية والرومانية
الإسكندر الأكبر
مصر البطلمية
مصر البيزنطية والرومانية
مصر المسيحية
مصر البيزنطية
الاحتلال الفارسي
مصر الإسلامية
مصر الطولونية
مصر الفاطمية
مصر الأيوبية
مصر المملوكية
مصر العثمانية
مصر الحديثة
الحملة الفرنسية
أسرة محمد علي
خديوية مصر
سلطنة مصر
المملكة المصرية
الجمهورية
ثورة 25 يناير
بوابة مصر

ثورة 1919، هي ثورة عارمة قامت ضد الاحتلال البريطاني لمصر والسودان. عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، كنتيجة لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شؤون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العهدية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد. بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحدتسعة مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أراتى القاهرة والأسكندرية والمدن الإقليمية. تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنبتر واستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.

كان لتأليف الوفد المصري المنوط به السفر إلى مؤتمر باريس للسلام، لمناقشة القضية المصرية بعد فوز الحلفاء، أثره الكبير كمقدمة أدت إلى اشتعال الثورة. فقد اعتقلت بريطانيا سعد زغلول وثلاثة من زملائه لتشكيلهم الوفد ونفيهم إلى جزيرة مالطا، الأمر الذي أدى إلى بداية الاحتجاجات في مارس 1919. انطلقت تظاهرات في الكثير من المدن والأنطقيم المصرية وكانت القاهرة والأسكندرية وطنطا من أكثر تلك المدن اضطرابًا، الأمر الذي أدى السلطات البريطانية إلى الافراج عن سعد زغلول وزملائه، والسماح لهم بالسفر لباريس. وصل الوفد المصري إلى باريس في 18 إبريل، وأُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر.

أُوفِدت لجنة ملنر، للوقوف على مسببات هذه التظاهرات. وصلت اللجنة، فيسبعة ديسمبر وغادرت فيستة مارس 1920. نادى اللورد ملنر الوفد المصري في باريس للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا ورفض الوفد المشروع وتوقفت المفاوضات. استؤنفت المفاوضات مرة أخرى، وقدمت لجنة ملنر مشروعاً آخر، فانتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأي العام المصري. قابل الوفد اللورد ملنر وقدموا له تحفظات المصريين على المُعاهدة، فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات، فغادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ووصل إلى باريس، دون أي نتيجة.

دعت بريطانيا المصريين إلى الدخول في مفاوضات لإيجاد علاقة سقمية مع مصر غير الحماية، فمضت وزارة عدلي بمهمة المفاوضات، ولم تنجح المفاوضات بعض رفضها لمشروع المُعاهدة، فنشر سعد زغلول نداءً إلى المصريين نادىهم إلى مواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني فاعتقلته السلطة العسكرية هووزملائه، ونفي بعد ذلك إلى سيشيل.

حققت الثورة مطالبها، ففي 28 فبراير ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ 1914. وفي 1923، صدر الدستور المصري وقانون الانتخابات وألغيت الأحكام العهدية. لم تستطع الثورة تحقيق الاستقلال التام، فقد ظلت القوات البريطانية متواجدة في مصر.

كتيبة الحرس الاسكتلندي تنزل في الإسكندرية يوم 12 اغسطس 1882.

حُدد مركز مصر قبل الحرب العالمية الأولى بمعاهدة لندن عام 1840 التي التزمت بها مصر، حيث كانت تعترف باستقلال مصر المكفول من الدول المسقطة وضمان عرش محمد علي باشا. قُيد هذا الاستقلال بالسيادة العُثمانية التي قررتها المُعاهدة، وتراخت هذه السيادة مع الزمن ولم يبقْ من مظاهرها غير الجزية التي كانت مصر تدفعها. عصف الاحتلال البريطاني باستقلالية مصر عام 1882، حيث دخلت القوات البريطانية مصر وقامت باحتلالها. كانت الحرب العالمية الأولى في يوليو1914، وقد أخذت مصر فيها موقف الحياد، وفي 2 نوفمبر 1914 أُعلنت الأحكام العهدية ووُضعت الرقابة على الصحف من قبل السُلطَات البريطانية. في 18 أكتوبر 1914، تم تأجيل انعقاد جلسات الجمعية التشريعية ووضع قانون لمنع التجمهر وتفريقها ومعاقبة القائمين به. دخلت هجريا الحرب ضد بريطانيا فأُصدِر بيان يُحَذِر المِصريين من أي أعمال عدائية ضد بريطانيا. أُعلنت الحماية البريطانية على مصر في 18 ديسمبر 1914، وسُلِبت من السيادة الهجرية (الدولة العُثمانية)، وفي اليوم التالي خُلِع الخديوي عباس حلمي الثاني الذي كان متواجد في الأستانة وتولى السلطان حسين تام العرش. تولى حسين رشدي الوزارة، وألغيت وزارة الخارجية تبعًا لنظام الحماية. لم يصدر موقف رسمي من الجمعية التشريعية التي كانت تحمل صفة النظام النيابي حينها، كذلك من الوزارة. قام وكيل الجمعية سعد زغلول باشا باستقبال هنري مكماهون أول مندوب سامي بريطاني عُين في ظل الحماية فيتسعة يناير 1915، ونطق عنه: «إن دلائل الخير بادية على وجهه، وأمل حتى يجزل الله لمصر الخير على يده.»

تولت السلطة العهدية حكم البلاد، فكان أول أعمالها اضطهاد الحزب الوطني ومطاردة أعضائه ومناصريه واعتقل الكثير منهم. تزايد سخط الشعب على الحماية وعلى السلطان حسين تام لقبوله العرش في ظِلّ الانقلاب والحماية البريطانية، فاعتدي عليه مرتين. اتخذت القوات البريطانية من مصر قاعدة حربية لحلفائها في الشرق الأوسط فكانت قاعدة لحملاتها على العراق وسوريا وشبه الجزيرة العربية، ما كان له آثاره في شن القوات العثمانية حملتها على قناة السويس وقد شارك الجيش المصري فيها مع القوات البريطانية. أخذت القوات البريطانية تجمع مئات الألاف من العمال والفلاحين بالإكراه لإرسالهم في مختلف حملاتها للعمل مع الجيش البريطاني، فيما سمي بـ "فرقة العمل المصرية"، وقد توفي منهم الكثيرين. عينت الحكومة البريطانية ريجنالد ونگت مندوبًا ساميًا لمصر، في نوفمبر 1916 بدلًا من مكماهون، وكان ونگت قائد الجيش المصري والحاكم في السودان، وقد زاد من النفوذ الإنجليزي على الحكومة والسلطان. توفي السلطان تام فيتسعة أكتوبر 1917، وكان قد عَرض السلطنة على نجله كمال الدين حسين، لكنه تنحى عن ذلك، وارتقى السلطان فؤاد الأول العرش. لم يشأ فؤاد تغيير الوزارة، فعهد لحسين رشدي بتأليف الوزارة من جديد. كانت مصر قد صرفت من خزائنها في مصلحة بريطانيا منذ بداية الحرب 3.5 مليون جنيه إسترليني. انتهت الحرب العالمية الأولى، في 11 نوفمبر 1918، بهزيمة ألمانيا وفوز قوات الحلفاء.

الوضع المصري قبيل الثورة

الوضع السياسي

مصطفى تام (يمين) ومحمد فريد.

كانت مصر في طليعة الدول التى خاضت جولات ضد حكم الفرد والتدخل الأجنبي، فكانت البداية على يد مصطفى تام ومحمد فريد فكان الحزب الوطني مُمهد للثورة. ظهر مشروع السير وليام برونيت - المستشار المالي للحكومة البريطانية في مصر - لوضع تعديلات في القوانين والنظم القضائية والإدارية لتنسجم مع الحماية البريطانية. سُميت اللجنة "لجنة الامتيازات الأجنبية"، فقد وضع هذا المشروع لإنشاء مجلس نواب مصري، تكون له سلطات استشارية، ومجلس شيوخ تكون فيه الأغلبية للأعضاء الرسمين (الوزراء) والمستشارون الأجانب ثم الأعضاء المُنتخبين. أوفد برونيت نسخة من المشروع في نوفمبر 1918، ما كان له آثرة في ازدياد السخط على السياسة البريطانية، لإهدارها للاستقلال الداخلي لمصر.

الوضع الاقتصادي

طغى على الاقتصاد المصري في هذه الفترة ازدياد النفوذ الأجنبي في البنوك والمصانع والمتاجر. في حين كان يُمثل القطن عصب الاقتصاد المصري هبط ثمنه هبوطًا جسيمًا على آثر الحرب العالمية الأولي إلى ما يعادل 1.60 جنية مصري، وكان ثمنه قبل الحرب أربعة جنيهات. ازدادت الأزمة الاقتصادية بعد رفض البنوك التسليف على القطن، وبدأت البنوك العقارية المطالبة بأقساطها، واستعمال الحكومة القسوة في جمع الضرائب. أدى الوضع إلى لجوء الكثيرين إلى بيع أقطانهم بأدنى ثمن (1.20 ج)، كذلك بيع المصوغات والماشية والاستدانه من المرابين لسداد بقية المال المطلوب. اصدرت لجنة بورصة الأسكندرية قرارًا فيستة ديسمبر 1914 بتحديد ثمن أدني لعقود تصدير القطن بـ2.5 جنية تقريبًا، تفاديًا لهبوط ثمنه لأقل من هذا المستوى، لكن ألغي العمل بالقرار فيستة سبتمبر من نفس العام. بلغ ثمن محصول القطن عام (1914) 16.5 مليون جنية في حين كان عام (1913) 29.14 مليون جنية. في 2 أغسطس 1914، أصدرت الحكومة مرسومًا ينص على حتى "أوراق البنكنوت الصادرة من البنك الأهلي تكون لها نفس القيمة العملية للنقود المضىية المتداولة رسميًا، وسُمِح للبنك بارسال رصيده المضىي إلى لندن وإعفاء الأوراق النقدية من الغطاء المضىي. منحت الحكومة علاوة للموظفين لقابلة الغلاء، فزادت من دخلها لتعويض العجز، فتم حمل أجور النقل بالسكك الحديدية بـ50% ليصل مقدار الزيادة لـ100%. احتكرت الحكومة البريطانية محصول القطن عام 1917 بثمن أقل من الثمن الحقيقي، وألغت عقود التصدير وحصرتها في عدد محدود من شركات التصدير الأجنبية، كذلك عام 1918 وحدد ثمن شرائه بـسبعة جنيهات تقريبًا، وكان ثمن الشراء العملي من أصحاب الأقطان 5.3 جنية، في حين كان الثمن العالمي 10.6 جنية، وبلغت خسارة مصر في هذا العام من القطن 32 مليون جنية.

الوضع الاجتماعي

انتشر التعليم وارتقت أساليب الحياة عما كان قبل 1919 وحدثت نهضة أدبية وفهمية وصحفية، ما جعل المجتمع على دراية أكثر وأشد تبرمًا على النظم الاستعمارية. خلال عامي 1918 و1919 اتسع نطاق الحراك الوطني ليضم طبقات كانت بمعزل عنه كالموظفين والفلاحين وكذلك طبقة الأعيان والنساء.

مقدمات

تشكيل الوفد المصري

سعد زغلول

اجتمع سعد زغلول مع بعض أعضاء الجمعية التشريعية وغيرهم، ورغبتهم في تأليف وفد يسافر إلى باريس للمطالبة باستقلال مصر لدى مؤتمر السلام. مضى سعد زغلول وعلي شعراوي وعبد العزيز فهمي إلى دار الحماية البريطانية للقاءة السير ريجنالد ونجت عقب عهد الهدنة في الأربعاء 13 نوفمبر 1918، دار الحديث بينهم دون نتيجة تذكر. كان هناك اجتماعات لمجموعات آخري غير مجموعة زغلول، فقد اجتمع فريق من أعضاء نادي المدارس العليا، واتجهت أنظارهم لتكليف مجموعة سعد زغلول بالمطالبة بالاستقلال. قصد مصطفى النحاس وعلي ماهر سعد زغلول وعرضوا عليه موقفهم، أخفى عليهم زغلول ما يقوم به هووزملاؤه، إلا أنهم لم يقتنعا وعاد النحاس للقاءة عبد العزيز فهمي. اقتنع فهمي بصدقهم فأبلغهم بما يجري. بدأ الوفد في جمع توكيلات من المصريين لتوكيلهم في الدفاع عن القضية المصرية. في هذه الأثناء ظهرت حركة آخرى من أعضاء الحزب الوطني لتأليف وفد أخر بتأيد من عمر طوسن وكيل الجمعية التشريعية. قابل سعد زغلول عمر طوسون في محاولة منه لتوحيد صف الوفد، فقبل طوسون فضُمّ مصطفى النحاس وحافظ عفيفي.

استمر الوفد في جمع التوقيعات للضعط على الإنگليز للسماح بالسفر للوفد إلى باريس. ألقى سعد زغلول أول خطاب في أول اجتماع بعد تأليف الوفد في 13 يناير 1919، بمنزل حمد الباسل، أعرب فيه حتى الحماية باطلة بموجب القانون الدولي، ووضع في هذا الخطاب مبادئ الدستور السياسي لمصر المستقلة؛ تضمنت المبادئ بقاء نظام الامتيازات الأجنبية، بهدف كسب تأييد الدول التي تتمتّع رعايها بهذه الأمتيازات، حتى تعاون مصر في مؤتمر السلام لنيل استقلالها. أيد حسين رشدي باشا رئيس الوزراء حينها وعدلي يكن وزير المعارف حركة التوكيلات هذه، وطلبا من المعتمد البريطاني السماح لهما وللوفد بالسفر، فاتى الرد بعدم الموافقة، بحجة انشغال اللورد بلفور بمفاوضات الصلح لقرب انعقاد مؤتمر السلام. تقدم الأثنين باستنطقتهم للسلطان فؤاد الأول 2 ديسمبر 1918. لم يقبل السلطان فؤاد هذه الاستنطقة لعلّ يقبل الأنجليز عرض رشدي باشا بالسفر إلى لندن. في 21 يناير 1919، سافر المعتمد البريطاني السير ونجت إلى لندن في محاولة إقناع حكومته بسفر الوزيرين إلى لندن لكن الحكومة البريطانية رفضت، فبقي هناك ولم يعد. أصرّ الأنجليز على موقفهم وظلت الأستنطقة معلقة. تراجعت السلطات الأنجليزية فيما بعد، وسمحت للوزيرين بالسفر إلى لندن دون غيرهم. أصرّ رشدي باشا على طلبه بالسماح للسفر لمن يطلب السفر من المصريين إلى أوروبا، فرفض الأنجليز ما أدى إلى قبول السلطان الأستنطقة في مارس 1919.

اعتنطق سعد زغلول

تدخل الوفد لأول مرة باعتباره ممثلًا للشعب، وأوفد خطابًا في 2 مارس 1919 للسلطان ليُعلن عن رفضه في قبوله استنطقة الوزارة. تبع هذا الخطاب خطابًا آخر في أربعة مارس إلى ممثلي الدول الأجنبية يحتج فيه على منع الأنجليز المصريين من السفر إلى مؤتمر السلام. فيستة مارس، استدعى الجنرال وطسن قائد القواتْ البريطانية سعد زغلول وأعضاء الوفد للقاءته. قام الجنرال وطسون بتحذيرهم من القيام بأي عمل يعيق الحماية البريطانية على مصر، واتهمهم بتعطيل تشكيل الوزارة الجديدة، ما يجعلهم عرضة للأحكام العهدية. أوفد سعد زعلول احتجاج إلى لويد جورج رئيس الوزارة الإنجليزية، أعرب فيه أنه يطلب "الأستقلال التام" لبلاده وأنه يرى في الحماية عملًا دوليًا غير مشروع. فيثمانية مارس، أمرت السلطات البريطانية باعتنطق مجموعة الوفد وحبسهم في "ثُكنات قصر النيل" ثم تم نفيهم في اليوم التالي إلى "مالطة". انتشرت أخبار نفي أعضاء الوفد فيتسعة مارس، ما تسسب في بدأ مظاهرات الاحتجاج في القاهرة والمناطق الكبرى، كان قوام المظاهرات طلبة المدارس الثانوية والعليا ثم انضم لهم بقية المصريين.


الأحداث

تجمُع لبعض المتظاهرين أمام محطة مصر

بدأت أحدث الثورة في صباح يوم الأحدتسعة مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات. كان طلبة مدرسة الحقوق أول المضربين واتخذوا زمام المبادرة فمضى وفد منهم إلى بيت الأمة حيث كان بعضهم يري حتى هذه التظاهرات قد تغضب الوفد، فقابلوا عبد العزيز فهمي ونطق لهم: "انكم تلعبوا بالنار دعونا نعمل في هدوء ولا تزيدوا النار اشتعالًا." انصرف الطلبة غاضبين من الرد ومضىوا إلى زملائهم، لكن زملاءهم استبطأوا عودتهم فخرجوا من المدرسة بتسهيل من أحد ضباط الجيش في بداية للتظاهر. اصدرت بريطانيا في 21 مارس قرار بتعين المارشال اللنبي اجتمع بعد وصوله بحسين رشدي وأعضاء وزارته وباقي أعضاء الوفد الغير معتقليين، وطلب مساعدتهم في الحد من هذه التظاهرات. أذاع السلطان فؤاد نداءً إلى الشعب مطالبًا فيه بالكف عن التظاهرات، وعقبه خبر من اللنبي بالإفراج عن المعتقلين والسماح بالسفر لمن يريد.


مارس: بداية الأحداث

  • 10 مارس: أعرب طلاب المدارس الأميرية والأزهر الإضراب العام، وشكلوا مظاهرة كبرى وأنضم إليهم من صادفهم من أفراد الشعب. في أثناء مرور المتظاهرين بشارع الدواوين حيث كان يتواجد بعض الجنود الإنجليز فأطلقوا النار على المتظاهرين، ما أدى إلى وفاة أول أثنين من المتظاهرين. تعدى بعض المتظاهرين على قُطر الترام فأتلفوا كثيرًا منها وتعطيل سيرها وتحطيم بعض قابلات المتاجر المملوكة للأجانب.
  • 11 مارس: استاء الطلبة من وقوع هذه الحوادث فبادروا إلى إذاعة منشور في الصحف يعربون فيه عن أسفهم لهذه الأحداث. استمر الطلبة في تظاهراتهم وأضرب سائقي سيارات الأجرة (التاكسي) فتعطلت المواصلات في جميع أنحاء القاهرة. أصدر القائد العام للقوات البريطانية أمرًا بمنع المظاهرات، وبدأت القوات في تطبيق الأمر بالأسلحة والمدافع وإطلاق النار على من صادفهم من المتظاهرين. كانت أول مصادمة بين الجنود والمتظاهرين بميدان باب الحديد ثم شارع عماد الدين. اضرب المحاميين أيضًا في هذا اليوم.
  • 12 مارس: استمرت التظاهرات واللقاءة العسكرية من قبل القوات، وصدر تقرير رسمي في هذا اليوم يوضح عدد إصابات الأحداث منتسعة مارس وكانتستة قتلى و31 جريح. أضرب طلبة المدارس والمعاهد الدينية بالأسكندرية، ونظموا تظاهرات أمام جامع المرسي أبوالعباس واتجهوا إلى مبنى المحافظة. قامت مظاهرة كبيرة في طنطا، واتجهوإلى محطة القطارات، حيث كانت تتواجد مجموعة من الجنود البريطانيين فانهالوا عليهم بالرصاص. بلغ عدد الضحايا 16 قتيل و49 جريح.
مجموعة من السيدات يُشاركن في التظاهُرات
  • 13 مارس: استمرت التظاهرات وسقط أكثرها في الحلمية والغورية وشبرا. قام طلبة الأزهر بتظاهرات أمام مسجد الحسين وساروا إلى حتى التقوا بتظاهرات الطلبة الأخرين، ثم ساروا إلى المحكمة الشرعية بشارع نور والظلام.
  • 14 مارس: تجددت المظاهرات، وتجدد الاعتداء عليها من قبل الجنود البريطانيين، وكان أكثر الاعتداءات فظاعة ما وقع أمام مسجد الحسين فبينما الناس خارجين من صلاة الجمعة أتت مدرعتان إنجليزيتان وأطلق الرصاص على المُصلين ظنًا منهم أنهم متظاهرون. وسقطت في هذا اليوم مظاهرتان احداهما كانت بحي السيدة زينب فرقتها القوات الإنجليزية بالمدافع الرشاشة وقتل 13 وأصيب 27 شخصًا.
  • 15 مارس: اضرب المحاميين الشرعيين وتظاهروا أمام المحكمة الشرعية، وكذلك عمال السكك الحديدية الذي يزيد عددهم عن 4,000 عامل، وقاموا بإتلاف مفاتيح القضبان والخط الحديدي بالقرب من إمبابة، فتعطلت قطارات الوجة القبلي. أنشّأت القيادة البريطانية محكمة عسكرية، بقسم الأزبكية، وكانت تصدر أحكامًا بالحبس أوالجلد أوالغرامة.
  • 16 مارس: استمرت المواصلات معطلة، وكانت الأحياء الشعبية منها حي الحسين والسيدة زينب باب الشعرية والجمالية تشهد تظاهرات قوية. أقيمت الحواجز والمتاريس في هذه الأحياء لتعطيل سير المدرعات البريطانية، وحفر الثوار خنادق عميقة بالشوارع. أُقيمت مظاهرة كبرى من السيدات في هذا اليوم، وكان أعدادهن تتجاوزالـ 300، وقدمن احتجاجًا مكتوبًا إلى معتمدي الدول(السفراء حاليًا). كان منهم صفية زغلول زوجة سعد زغلول.
  • 17 مارس: شهدت القاهرة مُظاهرات أكثر تنظيمًا، بدأت سيرها من الأزهر، وتعهدت القوات البريطانية بعدم التعدي. لكن أُطلقت النيران من نوافذ بعض البيوت من مصدر غير معروف فقتل وجرح البعض. أطلقت القوات البريطانية النار على المتظاهرين في الأسكندرية فقتل 16 وجرح 24 شخصًا. قامت مظاهرة كبرى بمدينة دمنهور وتصدى لها مدير البحيرة إبراهيم حليم باشا شخصيًا، فأغضبهم ذلك، فانقضوا عليه بالأحذية. تدخلت الشرطة وقتل 12 شخصًا. أُعلن حظر التجوال ليلًا بالمدينة من الساعة السابعة مساًء إلى الرابعة صباحًا حُشدت مظاهرات بمدينة رشيد، فتصدت لهم الشرطة وقتل شاب من أبناء أحد الأعيان، فهاجم المتظاهرين قسم الشرطة وأضرموا فيه النار. خلع بعض المتظاهرين قضبان السكة الحديد وأتلفوا خطوط الهاتف. نُظمت لجان شعبية لحفظ الأمن بالمدينة. قامت القوات الإنجليزية في اليوم التالي بالقبض على 90 شخصًا.
  • 18 مارس: اجتمع عمال عنابر السكك الحديدية في شارع بولاق وساروا قاصدين الأزهر للاضمام إلى المتظاهرين به، فاعترضتهم القوات البريطانية فسقط منهم الكثير من القتلى والجرحى. تم تدمير محطة قطارات قلين وبترت السكك الحديدية بين طنطا وقلين ودسوق. في زفتى، تجاوب الأهالي مع دعوات انفصال المدينة وإعلان الجمهورية. قامت السلطات البريطانية بدفع القوات الإسترالية لقمع الأحداث، فقام الأهالي بحفر الخنادق العميقة وخلعوا قضبان السكك الحديدية، فدخلت القوات المدينة وعسكرت بها.
المتظاهرين أمام بيت الأمة
  • 20 مارس: تظاهرت مجموعة من السيدات أمام بيت الأمة، فحاصرتهم القوات البريطانية لأكثر من ساعتين. قدِم الُنصل الأمريكي وشاهد الحصار، فمضى إلى مقر القيادة البريطانية بفندق سافواى، فصُدر أمر بفض الحصار.
  • 21 مارس: بدأت تظاهرات بمدينة بور سعيد، فتصدى لها الجنود البريطانيين وأطلقوا النار على المتظاهرين فقتلسبعة وجرح 17 شخصًا.
  • 25 مارس: سقط حادث بقريتي العزيزية والبدرشين بمحافظة الجيزة، حيث قام نحومائتي جندي بريطاني في الساعة الرابعة صباحًا بالهجوم على القريتين مدججين بالسلاح، وانقسموا فريقين جميع فريق أحاط بمنزل عمدة القرية، وطلبوا منهم تقديم جميع ما يملكونه من أسلحة. أستولى الجنود على الحُلى والأموال من المنازل والماشية، وقاموبإحراق القريتين وقتل الكثير من الأهالي. حاصرت القوات البريطانية بلدة الشبانات بمركز الزقازيق، بحجة اغتال جندي هندي يتبع القوات البريطانية. أمر القائد أهل البلدة بالمغادرة لإحراق القرية، فاستولى على ممتلكات الأهالي وقاموا بإحراقِها.
  • 30 مارس: اقتحم الجنود البريطانين بلدة نزلة الشوبك مركز العياط بالسلاح وسلبوا منها الحُلى والمال، واعتدوا على أعراض النساء. اغتال 12 وجرح 12 شخصًا وأشعلوا النيران بالمنازل.

أبريل: محاولات الاحتواء

السلطان فؤاد الأول
  • 6 أبريل: اصدر السلطان فؤاد قرارًا نُشر في الوقائع المصرية وكافة الصحف، بالكف عن المظاهرات والهدوء والسكينة.
  • 7 أبريل:أعرب الجنرال اللنبي بالإفراج عن سعد زغلول وزملائه، وتمكين المصريين من السفر للخارج، فقامت مظاهرات كبيرة للإبتهاج، وتعدى الجنود البريطانيين على بعض المتظاهرين بالقرب من فندق شبرد، فقتل 2 وجرح أربعة أشخاص.
نساء مصريات يتظاهرن ضد الإنجليز في شوارع مصر برفقة الرجال في ثورة 1919، ضد نفي القادة الوطنيين المصريين وعلى رأسهم سعد زغلول.
  • 8 أبريل: قامت مُظاهرة كُبرى بلغ عدد متظاهريها مئات الآلاف، بينما الموكب يمر عبر حديقة الأزبكية، قام الجنود الأنجليز بإطلاق النيران على المتظاهرين فقتل وجرح عدد منهم.
  • 9 مارس: عرض السلطان فؤاد الأول على حسين رشدي تشكيل وزارة جديدة بعد تطبيق المطالب من الإفراج عن سعد زغلول والسماح لهم بالسفر، فقبل رشدي تشكيل الوزارة، حيث كانت وزارة حسين رشدي مستقيلة منذ ديسمبر 1918 وقبل السلطان الأستنطقة في أول مارس 1919. ظلت الدولة دون حكومة طوال فترةواشتعال الثورة.
المحتجون أثناء ثورة 1919.
  • 11 أبريل سافر أعضاء الوفد المصري إلى بورسعيد ومنها أبحروا إلى مالطة حيث التقوا بسعد زغلول وزملائه الثلاثة وابحروا جميعًا إلى باريس.
  • 12 أبريل: أصدر رشدي بيانًا من رئاسة مجلس الوزاء يهيب فيه موظفين الدولة بالعودة لأعمالهم.، حيث قرر الموظفين الإضراب بعد اجتماع لهم بوزارة الحقانية فيعشرة أبريل وحملت بمطالبها لرشدي باشا
  • 13 أبريل: هجمت القوات البريطانية على بلدة كفر مساعد بمركز صفط الملوك (إيتاي البارود حاليًا)، وأمروا الأهالي بالخروج إلى محطة القطار، وقتل أحد الأهالي. ثم هجموا على بلدة شبرا الشرقية ثم بلدة كفر الحاجة.


جنود مصريون مبريطانيون في وضع استعداد أثناء الاحتجاجات.
  • 17 أبريل: في قنا واسوان، أُذيع منشور بضرورة تحية الضباط البريطانيين، وأنذر جميع من يخالف القرار من الأهالي، حيث أُتلفت خطوط السكك الحديدية.
  • 21 أبريل: لم توفق وزارة رشدي بإقناع الموظفين بإنهاء الإضراب، فتقدم رشدي بإستنطقته، وقبلت إستنطقته في اليوم التالي.

الوفد المصري لمؤتمر الصلح

الوفد المصري في باريس، 1919، ملفات سكتلنديارد، الأرشيف الوطني البريطاني.

وصل الوفد المصري إلى باريس في 18 إبريل، وقد نشر نبا في اليوم التالي بموافقة الولايات المتحدة على الحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر. قرر الوفد إيفاد محمد محمود باشا إلى الولايات المتحدة للنادىيا وانتقاد إعلان الرئيس ويلسون. أُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء وسُلمت للوفد الألماني فيسبعة مايو، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر. قبلت ألمانيا في 2 يونيووسقطت على شروط الصلح وصارت جزءًا من معاهدة فرساي. احتج الوفد المصري على بنود الإتفاقية وأوفد خطابًا للسيد جورج حدثنسورئيس الوزراء الفرنسي ورئيس الؤتمر. وقع انشقاق بالوفد وقرر في يوليوفصل إسماعيل صدقي ومحمود أبوالنصر، بحجة مخالفتهم مبدا الوفد وخطته، وفصل حسين واصف بعد ذلك. لم يكن بعض أعضاء الوفد على تألاف مع سعد زغلول ظنًا منهم أنه يريد إعلان الجمهورية في مصر، في حين كان أعضاء الوفد وخصوصًا من الأعيان يرون خطورة هذه المستوى.

لجنة ملنر

اللورد ألفريد ملنر

في أبريل 1919، فكرت الحكومة البريطانية في حل لمشكلة الثورة المصرية وتفاديها، فأقتُرح إيفاد لجنة كُبرى إلى مصر للتحقيق في اسبابها. أعربت الصُحف البريطانية حتى اللجنة ستُسَافر في خريف 1919، الأمر الذي زاد من سخط المصريين، كون تمسك بريطانيا بالحماية. مُهد لقدوم اللجنة في أوائل سبتمبر، حيث صدرت الأوامر إلى المصالح الحكومية بإعداد تقارير وإحصائيات عن الوضع المصري، وإرسال نشرات للأعيان تحوي على أسئلة بخصوص دوافع الثورة. في 22 سبتمبر 1919، أعربت لندن عن تشكيل لجنة برئاسة اللورد الفريد ملنر وزير المستعمرات حينها.

الاحتجاج على لجنة ملنر

  • 24 أكتوبر: في القاهرة، تظاهر المصريين احتجاجًا على قدوم اللجنة فتصدت لهم الشرطة، وفي الأسكندرية خرج المصلون من جامع المرسي أبى العباس في مظاهرات ضخمة فتصدت لهم الشرطة وأستعانت بقوات الجيش الإنجليزي، فقتلخمسة وجرح نحو40 شخصًا.
  • 31 أكتوبر: خرجت تظاهرة كبرى في الأسكندرية، فاقتحمت سيارة للجيش الإنجليزي الجموع، فصدمت من صادفته. ثار المتظاهرين على الجنود، فأطلق الجنود النيران على المُتظارهرين، فقتل أربعة وجرح 40 شخصًا. صدر قرار من مجلس الوزراء فيخمسة نوفمبر بمنع التظاهرات.
  • 14 نوفمبر: نشرت دار الحماية بلاغًا رسميًا أعربت قرب قدوم لجنة ملنر وحددت مُهمتها بأقتراح نظام سياسي يُلائم مصر تحت الحماية البريطانية. أصدر الحزب الوطني ردًا على البيان أعرب فيه سياسة عدم المفاوضات مع المُحتلين. أُذيع بيان من لجنة الوفد المركزية، بضرورة تمسُك المصريين بحقوقهم، وضرورة جهادهم الوطني.
  • 16-15 نوفمبر: اندلعت مُظاهرات في بالقاهرة والأسكندرية، وتوجهت مظاهرات القاهرة إلى ميدان عبدين تهتف بالاستقلال وسقوط لجنة ملنر. حاولت قوة من الجيش المصري تفريق المُتظَاهرين، ما أدى إلى هجوم المتظاهرين على قسم شرطة عابدين والموسكي وتمت حصارهم. استدعت الحكومة الجيش البريطاني للتدخل، فسقطت معركة دامية وقتل 13 وجرح 79 مصريًا. وفي الأسكندرية اعترضت القوات البريطانية التظاهرات وقتل اثنين من المتظاهرين. وكذلك قامت تظاهرات كبرى في طنطا والمنصورة وشبين الكوم. قدم محمد سعيد رئيس الوزراء استنطقته، مسببًا إيها إلى عدم موافقته على حضور لجنة ملنر. استبقى السلطان فؤاد الاستنطقة حتى يُشكل وزراة جديدة.
  • 21 نوفمبر: شُكلت وزارة يوسف باشا وهبة (القبطي)، وكان معظم الوزراء من الحكومة السابقة. قوبل التشكيل بسخط عام، حيث أنها أتت بعد بلاغ دار الحماية فدل ذلك على إقرارها بالسياسة البريطانية في الحماية على مصر. أقام الأقباط في الكنيسة المُرقسية الكبرى، وأعربوا سخطهم على وهبة باشا. عقدت الجمعية العمومية للمحامين وقرروا الأضراب احتجاجًا على لجنة ملنر.

وصلت لجنة ملنر إلى بور سعيد، فيسبعة ديسمبر، واستقلوا قطارًا إلى القاهرة، وكانت الحراسة مشددة على القطار وتحرسه خمس طائرات حربية. تجددت الاحتجاجات على قدوم اللجنة فأضرب الطلاب وقاموا بمظاهرة كُبرى فيتسعة ديسمبر.

  • 11 ديسمبر: قامت مظاهرة من طلبة الأزهر، وكان من المخطط لهم السير إلى دور معتمدي الدول (السفراء)، هاجمت القوات الإنجليزية فتفرقوا وعادوا لإلى ميدان الأزهر. ولج الكثير من المتظاهرين إلى المسجد الأزهر، فدخل ورائهم الجنود الإنجليز بالأسلحة، واعتوا على المتظاهرين داخل المسجد. سقط كبار فهماء الأزهر على احتجاجًا على الأحداث أوفد إلى السلطان فؤاد ويوسف وهبة واللورد اللنبي.
  • 15 ديسمبر: فشلت محاولة لاغتيال يوسف وهبة، فقد ألقى عليه طالب قبطي بكلية الطب فنبلتين فانفجرتا ولم تصبه. تكررت حوادث الاغتيالات للوزاء ففي 28 يناير 1920 ألقى أحد الطلاب قنبلة على إسماعيل سري وزير الأشغال، لكنها لم تصبه. في 22 فبراير، ألقي أحد الطلاب قنبلة على محمد شفيق وزير الزراعة لكنها لم تصبه أيضًا. كذلك فيثمانية مايوألقيت قنبلة على حسين درويش وزير الأوقاف لكنها لم تصبه.
  •  ; عودة اللجنة إلى لندن

قضت لجنة ملنر في مصر نحوثلاثة أشهر تدرس فيها مسببات الثورة وتبحث عن علاج لها. غادر اللورد ملنر مصر فيستة مارس 1920. اجتمعت الجمعية التشريعية في بيت الأمة لأول مرة بعد حتى عُطلت عام 1914، وأصدرت قرارت ببطلان الحماية الإنجليزية على مصر وطالبت بالاستقلام التم لمصر والسودان. أزعج الاجتماع السلطان البريطانية ما أدي إلى إصدار اللورد اللنبي أمر عسكري بمنع اجتماع الجمعية. في 19 مايو، قدم وهبة إستنطقته، كنتيجة للسخط المصري على وزارته، فقبلها السلطان في 21 مايو. عُزيا تشكيل الوزارة الجديدة إلى محمد توفيق نسيم وزير الداخلية في وزارة يوسف وهبة، لكنها قوبلت بسخط عام هي الأخرى، والقى أحد الطلبة على سيارة نسيم قنبلة لكنها لم تؤذيه.

مفاوضات الوفد مع لجنة ملنر

نادى اللورد ملنر الوفد المصري في باريس للمجئ إلى لندن للتفاوض مع اللجنة. أوفد الوفد ثلاثة من أعضائة: محمد محمود وعبد العزيز فهمي وعلي ماهر، للتأكد من استعداد الحكومة البريطانية في التفاوض نحوالمطالب القومية. استقر رأي الوفد على الذهاب، فوصل فيخمسة يونيوواستقبله المصريون في لندن بمحطة فكتوريا. جرت أول لقاءة بين الوفد واللورد ملنر فيسبعة يونيو، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا قدمه اللورد ملنر إلى الوفد فرفضه الوفد، ثم قدم الوفد مشروع للجنة لكن رفضه اللورد ملنر وتوقفت المفاوضات. استؤنفت المفاوضات مرة آخرى بوساطة من عدلي يكن، وقدمت لجنة ملنر مشروعًا يضم على بعض التعديلات اليسيرة دون أي تغير في جوهر المُعاهدة. اجتمع الوفد للبت في قبول أورفض مشروع المعاهدة، وانتهى بهم الأمر إلى عرض مشروع المُعاهدة على الرأي العام المصري. اصدر الحزب الوطني بيانًا ينصح فيه المصريين برفض المعاهدة. غادر أعضاء الوفد المنتدبين للاستشارة إلى باريس في أكتوبر 1920. قابل الوفد اللورد ملنر وقدموا له تحفظات المصريين على المُعاهدة، فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات. غادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ووصل إلى باريس، ومنها أوفد سعد زغلول باشا نداءً إلى المصريين بالاتحاد والتضحية حتى تنال مصر استقلالها. استنطق اللورد ملنر في يناير 1921 خلفه في منصبه ونستون تشرشل كوزير للمستعمرات، وأدلى بأولى تصريحاته والذي عد فيه مصر جزءًا من الإمبراطورية البريطانية المرنة، ما أثار عاصفة من الاحتجاجات في مصر.

تشكيل الجهاز السري الثوري

صور جنازات الشهداء في ثورة 1919.

رئس الجهاز السري لثورة 1919 عبد الرحمن فهمي لخدمته بالجيش وعمله وكيلًا لمديريات عدة. كان ينقسم الجهاز إلى إلى عدة فروع: إدارة المخابرات، والتي كانت تجند عملاء في قصر السلطان ودار الحماية والجيش البريطاني ومجلس الوزراء. كان لهذا الفرع إدارة لتحريك المظاهرات والاضطرابات وبتر السكك الحديدة والمواصلات وعمليات التخريب. كان بين سعد زغلول وعبد الرحمن فهمي عدة شفرات في المراسلات مثل الحبر السري أواستخدام شفرات الحروف والأرقام. عندما حاول الأمراء الوصول إلى قيادة الحركة الثورية، أوفد سعد زغلول إلى فهمي خطاب سري لمراقبة محمد سعيد وجريدته الأهالي المناوءة للوفد. قام فهمي بارسال العملاء إلى الأسكندرية، وبدأوا يخطوب في الناس عقب صلاة الجمعة باعمال الوفد وما وصلت إليه القضية بفضل مجهوداتهم، ومدى خطر محمد سعيد وجريدة، وخرج المتظارهين من المساجد إلى إدارة جريدة الأهالي ونادوا بسقوطها. منذ ذلك التاريخ وجريدة الأهالي انبترت عن الحديث بسوء تجاه الوفد. استخدم عبد الرحمن موطف مجهول يدعى محمد وجيه في المراسلات بينه وبين سعد، فكان يسافر إلى باريس حملًا رسائل من القاهرة إلى سعد ويعود بالرد بعد ذلك. كذلك استخدمت النساء في المرسلات ومنهم قرنية الصحفي محمود عزمي. اصبح مركز فهمي حرجًأ بعدما رفض إبراهيم سعيد أمين الصندوق المالي للوفد حتى يعطيه المال وإصراره على حتى يعهد مصير هذه الأموال. اتهم عبد الرحمن فهمي في قضية مؤامرة، حيث كانت من أكبر المحاكمات في عهد الثورة، ما استدعت عودة المحاكم العسكرية بعد توقفها. انعقدت المُحاكمة في يوليووانتهت بعد ثلاثة أشهر فيستة أكتوبر 1920.

المحاكمات

كانت مصر إبان الثورة تحت الأحكام العهدية، فكانت المُحاكمات كلها تتم أمام محاكم عسكرية بريطانية. قسمت السُلطة العسكرية مصر إلى عدة مناطق لكل منطقة محكمة عسكرية، وعين في جميع منطقة عدة ضباط سياسين لجمع التحريات والأدلة. في يوليو1919 اتفقت وزارة محمد سعيد على وقف المحاكمات العسكرية وإحالة من لم يحكم عليهم إلى محاكم الجنايات المصرية. كان هذا مؤقتً إذ عادت المحاكم العسكرية البريطانية إلى العمل بعد عام من هذا الاتفاق، لعدم أطمئنانها إلى المحاكم المصرية في حتى تأخذ الثورة بالشدة التي تريدها.

تعددت المحاكمات خلال الثورة ومن أهمها (بحسب المسقط الجغرافي):

  • دير مواس: في 18 مارس 1919، اتهم 91 شخصًا في مقتل ثماني ضباط إنجليز في قطار ديروط ودير مواس. قضت المحكمة بحكم الإعدام على34 شخصًا منهم.
  • الواسطي: اتهم أحد عشر شخصًا بقتل أرثر سميث من كبار موظفي السكة الحديدية. قضت المحكمة بالإعدام على ثلاثة أشخاص.
  • ملوي: حُكم على عددًا من الأشخاص بالإعدام والأشغال الشاقة، بتهمة تخريب الأملاك الحكومية والتحريض على بتر السكك الحديدية.

الانقسام الداخلي

عدلي يكن

درست الحكومة البريطانية برئاسة لويد جورج تقرير اللورد ملنر، ففي 26 فبراير 1921، قررت اعتبار الحماية البريطانية على مصر علاقة غير سقمية، ودعت مصر إلى الدخول في مفاوضات رسمية للوصول إلى علاقة بديلة تضمن مصالح بريطانية. قدمت وزارة محمد نسيم استنطقتها في 16 مارس 1921، وعهد إلى عدلى يكن بتشكيل وزارة جديدة. عاد سعد زغلول إلى مصر في أربعة أبريل، قابله الجماهير بمظاهرات وحفلات. بدأت المحادثات بين سعد وعدلى وقدم سعد شروطه، إلا حتى خلافاً قام بينهما على رئاسة الوفد، فكان عدلي يرى بأن تكون له رئاسة هيئة المفاوضات، ما دام هورئيس الحكومة. استوعب سعد حتى وزارة عدلي لا توافقه على شروطه كلها، فبدأ في حملة مناوئه لها، وكانت بدايتها في خطبة شبرا 25 أبريل والتي أصرّ فيها على حتى تكون صفة الرئاسة له. عرض على هيئة الوفد في 28 أبريل الاشتراك في المفاوضات، فرأت الأغلبية المشاركة في المفاوضات برئاسة عدلي فانشق الوفد على نفسه، فاعتبرهم سعد منشقين وأعرب عدم الثقة في الحكومة.

اجتذب سعد الغالبية العظمى من المصريين إلى جانبه مما كان له آثاره في قيام الكثير من المظاهرات العدائية ضدّ عدلي والوزاء المنشقّين. قامت مظاهرة في طنطا في 29 أبريل، فتعرضت لها قوات الشرطة فعجزت عن ذلك لكثرة العدد، واصلوا سيرهم حتى قسم شرطة طنطا، فأرادت الشرطة تفريقهم بمضخات المياه، فأخذ المتظاهرين يلقون بالحجارة، فردت الشرطة بإطلات النار مما أدى إلى مقتل أربعة وجرح 40 شخصًا. زاد الحادث من موقف عدلى إحراجًا؛ فأعرب حتى الوزارة لم تامر قط بإطلاق الرصاص على المتظاهرين وأمر بإجراء تحقيق. سعى عدلي في تخفيف السخط الشعبي الذي تقابله وزارته، فتواصل مع السلطة العسكرية البريطانية بشأن حمل الرقابة على الصحف، فكان له هذا في 15 مايو، وصدر إعلانًا من اللورد اللنبي بذلك.

مفاوضات الوفد الرسمي

مضت وزارة عدلي بمهمة المفاوضات غير مكترثة لمعارضة سعد زغلول، واستخدمت الإداراة الحكومية في جمع توقيعات من الأعيان وغيرهم. استصدر السلطان في 19 مايو1921 مرسومًا بتشكيل الوفد الرسمي للمفاوضات برئاسة عدلي يكن زادت حدة المظاهرات في القاهرة والأسكندرية، واتخذت طابع العداء لكل من خالف رأي سعد زغلول، والنداء بسقوطهم، والاعتداء على منازلهم. في 22 مايو1921، اشتدت المظاهرات عنفًا في الأسكندرية واشتبك المتظاهرين مع الأجانب، واشتعلت النار في عدة منازل، وحدث تبادل إطلاق النار. تحولت المظاهرات إلى اضطرابات ما أدى إلى تدخل الشرطة ثم الجيش المصري لقمعها، واستمرت الاضطرابات حتى 23 مايو. على اثر وقوع الأحداث صرح ونستون تشرشل وزير المستعمرات بأنه لا يرى الوقت مناسب لجلاء الجيش البريطاني عن مصر. وصل عدلي يكن لندن في 11 يوليو1921، وبدأت المفاوضات بينه وبين جورج كورزون وزير الخارجية البريطاني. سلّم كورزون عدلي فيعشرة نوفمبر مشروع معاهدةأصرت فيه بريطاني على التواجد العسكري في مصر، وتدخلها في مجريات الحكم.

في 19 سبتمبر 1921، قررت السلطة العسكرية نفي علي فهمي تام وكيل الحزب الوطني، وقرر مجلس الوزاء وقف جريدة اللواء المصري. استقدم سعد زغلول بعثة مكونة من خمسة نواب عن حزب العمال برئاسة جون سوان (John Swan (UK politician)) في البرلمان البريطاني للوقوف على الوضع المصري. بعد رحيل البعثة اعتزم سعد زيارة مديريات جنوب مصر وبدأ بأسيوط، فسقط شجار بين أنصاره وخصومه، وقامت قوات الشرطة والجيش بمنع سعد من النزول إلى البر، واسفر الشجار عن مقتل إنسان وجرح ثلاثين.

في ثلاثة ديسمبر 1921 مضى المندوب السامي البريطاني - اللنبي- إلى سراي عابدين وسلم السلطان فؤاد تبليغًا يتضمن ايضاحًا لسياسة الحكومة البريطانية إزاء مصر. تضمن التبليغ حتى الحكومة البريطانية لا تنفذ مُقترحاتها في مشروع المُعاهدة دون رضاء مصر. قُطعت المفاوضات وغادر الوفد الرسمي لندن ووصل إلى مصر فيخمسة ديسمبر، قوبل عدلي من الجماهير بكل صنوف الإهانات والتحقير. قدم عدلي تقريراً إلى السلطان عن المفاوضات، وأوضح استحالة قبول مشروع المعاهدة، وقدم عدلي استنطقته في اليوم التالي.

اعتنطق سعد زغلول ونفيه

صورة مأخوذة في جزر سيشل سنة 1922 حيث نـفـت السلطات البريطانية الزعماء الوفديين، وهي مسقطة ومهداة من مصطفى النحاس باشا إلى محمد علي الطاهر: سعد زغلول وخلفه من اليمين إلى اليسار: سينوت حنا - مصطفى النحاس - عاطف بركات - مكرم عبيد - فتح الله بركات.

نشر سعد زغلول نداءً إلى المصريين داعهم إلى مواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني ونطق فيه «فلنشق إذن بقلوب كلها اطمئنان، ونفوس ملؤها استبشار، وشعارنا الاستقلال التام أوالموت الزؤام». نادى إلى اجتماع كبير بنادي سيروس، فأنذرته السلطة البريطانية بعدم إلقاء خطب، وأمرته بمغادرة القاهرة والإقامة في الريف له والكثير من زملائه، فرد عليهم سعد برفض هذه الأوامر. اعتقلت السلطة العسكرية سعد زغلول وزملائه، واصدر اللنبي أمراً عسكريًا يوجب على البنوك الامتناع عن صرف أي أموال مودعة باسم سعد أوالوفد إلا بإذن منه. احتج الوفد على هذه الاعتنطقات، وقامت مظاهرات في القاهرة ومدن آخرى. غادر سعد زغلول في 21 دسيمبر إلى عدن ومنها إلى سيلان (سريلانكا حاليًا)، وهناك أوفدت السلطات البريطانية أحد ضباط المخابرات ليعرض على سعد حتىقد يكون ملكًا على مصر، على حتى يقبل الحماية البريطانية وفصل السودان، لكن رفض سعد العرض. في 29 ديسمبر، نفت السلطات البريطانية سعد وصحبه إلى جزر سيشيل بالمحيط الهندي بدلًا من سيلان التي كان من المفترض حتى ينفى إليها.

أصدر الوفد قرارًا في 23 يناير 1922 بتنظيم مقاومة سلبية في وجة السياسة البريطانية لتضم؛

  • عدم التعاون: والذي يقتضي بتر العلاقات الاجتماعية مع الإِنجليز، وامتناع السياسيين المصريين عن تشكيل الوزارة.
  • المقاطعة: مقاطعة التجارة والبنوك والسفن وشركات التأمين الإنجليزية.

بعد حتى نشرت الصحف قرار الوفد، اعتقلت السلطة العسكرية الأعضاء الذين سقطوا عليه وسجنتهم في سجن قصر النيل، وعطلت الصحف التي نشرت القرار. على أثر الاعتنطقات شُكِلت هيئة جديدة للوفد، وأصدروا نداء إلى المصريين باستمرار جهادهم ضد البريطانين، إلا حتى السلطة العسكرية ما لبثت حتى أفرجت في 27 يناير عن أعضاء الوفد المعتقلين فانضموا إلى الهيئة الجديدة. توسطت هذه الفترة حوادث اغتالات على البريطانيين ومن أهمها مقتل المستر براون مُفتش بوزارة المعارف.


النتائج

ظل الوزارة شاغره لأكثر من شهرين بعد استنطقة عدلي، وأحجم المسؤلين عنها، نتيجة للسخط العام. عُرض تشكيل الوزارة على عبد الخالق ثروت فقدم شروط لقبوله المنصب، منها عدم قبول مشروع كرزون، وإلغاء الحماية على مصر. قوبلت الشروط برفض كلًا من الوفد والحزب والوطني لتمسكهما بجلاء القوات البريطانية عن مصر. سافر اللنبي إلى لندن لإقناع الحكومة البريطانية بقبول شروط ثروت، لما عثر فيها شروطًا أقل ترضية للمصريين في ثورتهم على الاحتلال. اقنع اللنبي رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج بقبول الشروط، فانتهت مباحثاتهم بقبول شروط ثروت وإعلان تصريح 28 فبراير عام 1922. نشر الحزب الوطني في 2 مارس بيانًأ يشطب فيه التصريح لإصرار بريطانيا على انتهاك الاستقلال المصري.

تصريح 28 فبراير

عاد اللورد اللنبي إلى القاهرة في 28 فبراير 1922، يحمل التصريح وعنوانه (تصريح لمصر) ليتضمن انهاء الحماية وإعلان مصر دولة مستقلة ذات سيادة. ابقت بريطانيا بعض الأمور دون تعديل إلى حتى يتم الأتفاق حولها وهي: تأمين مواصلات الإمبراطورية البريطانية؛ الدفاع عن مصر من جميع تدخل أجنبي؛ حماية المصالح الأجنبية في مصر وحماية الأقليات؛ المسألة السودانية. اعلن التصريح من الجانب البريطاني دون ارتباط أوقبول من الجانب المصري، وقد صرح لويد جورج حتى سبب كوّن الإعلان من جانب واحد بأنه لا توجد حكومة مصرية تستطيع الارتباط بمعاهدة مع بريطانيا تكفل الضمانات التي تطلبها. اجتمعت اللجنة الإدارية للحزب الوطني وصرحت بأنه لا يوجد تغيير في مقاصد الحكومة البريطانية بالنسبة لمصر.

اعلن السلطان فؤاد الأول في 15 مارس استقلال مصر واتخذ لقب ملك مصر، وشُكلت وزارة عبد الخالق ثروت، واعتبر اليوم عيدًا وطنيًا، لكن المصريين لم يشاركوا الحكومة الابتهاج بهذا التصريح، وقوبل بسخط شعبي. سعت وزارة ثروت في تحقيق مظاهر هذا الاستقلال، فأنشأت وزارة للخارجية تولها ثروت نفسه، وعينت وكلاء مصريين للوزارات بدلًا من البريطانيين. قام الملك بإصدار مرسومًا بتعديل نظام وراثة العرش بعد حتى عدله البريطانيين.

أُلِفّت وزارة ثروت في ثلاثة مارس أبريل 1922 لجنة لوضع مشروع الدستور وقانون الانتخابات وسميت "لجنة الثلاثين". لم يشهجر الوفد والحزب الوطني، لأنهم رأوا حتى الدستور كان يجب حتى يُعهد لجمعية تأسيسية تختارها الأمة لا إلى لجنة تؤلفها الحكومة. حملت اللجنة مشروع الدستور إلى ثروت في 21 أكتوبر 1922. كثرة عمليات الأغتيالات للأجانب، واتخذت وزارة ثروت الكثير من الإجراءات التعسفيه تجاة المُعارضة منها مصادرتها للاجتماعات المُخالفة لها، وتعطيل صحف "الأهالي والأمة والأهرام". زاد مركز الوزارة إحراجًا بعد حتى قامت القوات البريطانية باعتنطق أعضاء الوفد ومُحاكمتهم بتهمة نشر منشورات تحرض على احتقار الحكومة والملك، ولم تتخذ الحكومة أي قرارًا تجاه هذه الاعتنطقات.

تأسس حزب الدستورين الأحرار برئاسة عدلي يكن، وبمساعدة وزارة ثروت؛ لذلك حمل منذ تأليفه طابع العداء لسعد وللوفد. تبنى الحزب سياسة التساهل مع الإنجليز للوصول إلى حل للقضية المصرية. في 29 نوفمبر 1922 قدم ثروت استنطقته فقبلها الملك في نفس اليوم، ولم يذكر سبب هذه الاستنطقة.

وزارة توفيق نسيم

محمد توفيق نسيم.

في 30 نوفمبر 1922، عُهد إلى محمد توفيق نسيم - رئيس الديوان الملكي - تشكيل وزارة جديدة، فشكلها في نفس اليوم. كان لعدم اهتمام الوزارة الجديدة بإطلاق سراح سعد زغلول وأعضاء الوفد المنفين آثره في تجدد حوادث اغتيال البريطانيين. شرعت الوزارة في عمل تعديلات على مشروع الدستور خاصة بالأمور المتعلقة بالملك وإعطائه المزيد من الصلاحيات. رأت الحكومة البريطانية حتى مشروع الدستور عرضة للتعديل قبل صدوره، فطلبت إدخال تعديلات في الأمور المُتعلقة بها، ومن أهمها تعديل المواد المُتعلقة بالسودان وفصلها عن القطر المصري وتغيير لقب الملك من "ملك مصر والسودان" إلى "ملك مصر"، وقبلت الوزارة طلب الحكومة البريطانية. فيخمسة فبراير 1923، استنطقت الوزارة، وكان لهذا آثاره في تجدد الاضطرابات في مصر.

  • 7 فبراير: سقط اعتداء على أحد البريطانيين العاملين بمصلحة السكة الحديدية، فأصدر اللنبي أمرًا عسكريًا بتعين الكولونل كوك كوكس حاكمًا عسكريًا للقاهرة والجيزة.
  • 12 فبراير: ألقيت قنبلة على المعسكر البريطاني بجزيرة بدران، فقتل يونانيًا، وأصيب جنديين بريطانيين.
  • 20 فبراير: قامت السلطات البريطانية بتفتيش منزل سعد زغلول واستولت على ما به من أوراق، وأغلق المنزل وأقام عليه حرس لمنع الدخول إليه.
  • 5-6 مارس: اعتقلت السلطة البريطانية أعضاء الوفد، وعطلت جريدة اللواء المصري التابعة للحزب الوطني.

رأت الحكومة البريطانية تهدئة الحركة الوطنية في مصر بالإفراج عن سعد زغلول. نفذ الإفراج في 30 مارس 1923، وسافر سعد زغلول إلى فرنسا لتلقى العلاج، وكذلك أفرجت عن المعتلقين في مصر من أعضاء الوفد. أصدر اللورد اللنبي قرارًا بإلغاء القرار السابق بشأن تعيين حاكم عسكري للقاهرة والجيزة.

دستور 1923

في 15 مارس 1923، شَكل يحيى إبراهيم الوزارة الجديدة، بحيث كانت وزارة إدارية بون برنامج. وضع أعضاء لجنة الدستور احتجاجًا على التعديلات التي أجراتها وزارة توفيق نسيم. في 19 أبريل 1923 صدر الأمر الملكي بالدستور، طبقًا للمشروع الذي أقرته اللجنة محذوفًا منه النصّان الخاصان بالسودان. أعقب صدور الدستور؛ إفراج السلطة العسكرية البريطانية عن أعضاء الوفد المُعتقلين، وتم الإفراج الباقين في جزيرة سيشيل. في 30 أبريل صدر قانون الانتخابات في ظل الدستور الجديد. في 30 مايو، أصدرت الوزارة القانون رقم 14 لعام 1923 المُسمى "قانون الاجتماعات العامة والمظاهرات في الطرق العمومية"، والتي قيدت فيه حق الاجتماعات والتظاهر بقيود شتى، وفي 31 مايوفكت السلطات البريطانية اعتنطق أعضاء الوفد المُتواجدين في جزيرة سيشيل. في 26 يونيو، اصدرت الوزارة قانون يقضي بجواز تطبيق الأحكام العهدية حدثا تعرض الأمن المصري للخطر سواء بإغارة قوات للعدوأووقوع اضطرابات داخلية، والتوسيع من صلاحيات الحاكم العسكري. فيخمسة يوليو، جرت مفاوضات بين الوزارة ودار المندوب السامي حول إلغاء الأحكام العهدية، أصدر اللورد اللنبي أمرًا بإلغاء الأحكام العُرفية، لقاء إصدار الحكومة للقانون التضمينات والذي يقضي بإجازة جميع ما قامت به السلطة العسكرية البريطانية طوال مدة تطبيق الأحكام، وعدم أحقية مصر في طلب تعوضيات عن تطبيقها، كذلك صدر العفوعن بعض المحكوم عليهم من المحاكم العسكرية بعقوبات أقصاها 15 عام.

عاد سعد زغلول إلى مصر في 17 سبتمبر 1923، واستقبل بحفاوه من قبل المصريين، كذلك عاد أعضاء الحزب الوطني المبعدين إلى أوروبا.

مؤتمر لوزان

اتفقت هجريا مع الحلفاء على عقد مؤتمر دولي في لوزان، فرنسا، لإبرام الصلح مع الحكومة الوطنية الهجرية الجديدة بزعامة مصطفى كمال أتاتورك، لتسوية الحالة في المنطقة عامة. اتجهت الأنظار في مصر إلى ضرورة تمثيلها في هذا المؤتمر، فاصدر الحزب الوطني والوفد قرارات بإرسال وفود إلى المؤتمر. قرر الوفدان الإندماج في هيئة واحدة سميت "الوفد المصري"، وقدم الوفد إلى رآسة المؤتمر في 21 نوفمبر 1922. انتهي المؤتمر دون حتى تمثل فيه مصر بأي صفة، وتم فيه التوقيع على معاهدة الصلح - معاهدة لوزان - بين هجريا والحلفاء في 24 يوليو1923.


انظر أيضاً

  • سعد زغلول
  • الوفد المصري لمؤتمر الصلح
  • ثورة 1952
  • ثورة 2011
  • تاريخ مصر
  • مصطفى تام باشا
  • قومية مصرية

خط

  • أسرار ثورة يوليو، مصطفى أمين.
  • دراسات في ثورة 1919، حسين مؤنس، 2005.
  • ثورة 1919 تاريخ مصر القومي، عبد الرحمن الرافعي.

معرض الصور

الهوامش

  1. ^ Australian War Memorial - Egyptian Uprising 1919
  2. ^ الرافعي 1987, p. 23
  3. ^ الرافعي 1987, p. 27
  4. ^ الرافعي 1987, p. 30
  5. ^ الرافعي 1987, p. 39
  6. ^ الرافعي 1987, p. 49-40
  7. ^ الهيئة العامة للاستعلامات، 23 سبتمبر 2013. Archived 26 December 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  8. ^ الرافعي 1987, p. 54
  9. ^ الرافعي 1987, p. 64
  10. ^ الرافعي 1987, p. 65
  11. ^ الرافعي 1987, p. 786
  12. ^ الرافعي 1987, p. 87
  13. ^ الرافعي 1987, p. 88
  14. ^ الرافعي 1987, p. 89
  15. ^ الرافعي 1987, p. 90
  16. ^ الرافعي 1987, p. 92
  17. ^ محروس 1990, p. 16
  18. ^ الرافعي 1987, p. 94
  19. ^ الرافعي 1987, p. 95
  20. ^ الرافعي 1987, p. 96
  21. ^ الرافعي 1987, p. 106
  22. ^ الرافعي 1987, p. 107-108
  23. ^ الرافعي 1987, p. 110-115
  24. ^ عبد النور 1992, p. 50
  25. ^ عبد النور 1992, p. 59
  26. ^ محروس 1990, p. 39
  27. ^ عبد النور 1992, p. 60
  28. ^ الرافعي 1987, p. 195
  29. ^ الرافعي 1987, p. 196
  30. ^ الرافعي 1987, p. 197
  31. ^ الرافعي 1987, p. 198
  32. ^ الرافعي 1987, p. 203
  33. ^ الرافعي 1987, p. 200-201
  34. ^ الرافعي 1987, p. 239
  35. ^ الرافعي 1987, p. 243-244
  36. ^ الرافعي 1987, p. 201-202
  37. ^ الرافعي 1987, p. 208
  38. ^ الرافعي 1987, p. 209
  39. ^ الرافعي 1987, p. 211-214
  40. ^ الرافعي 1987, p. 231
  41. ^ الرافعي 1987, p. 240
  42. ^ الرافعي 1987, p. 241
  43. ^ الرافعي 1987, p. 242
  44. ^ جمهورية زفتى سيرة مدينة وسيرة بطل الأهرام 24 سبتمبر 2013
  45. ^ الرافعي 1987, p. 245
  46. ^ الرافعي 1987, p. 235
  47. ^ الرافعي 1987, p. 293-294
  48. ^ الرافعي 1987, p. 301
  49. ^ الرافعي 1987, p. 295
  50. ^ الرافعي 1987, p. 306
  51. ^ الرافعي 1987, p. 307
  52. ^ الرافعي 1987, p. 309
  53. ^ الرافعي 1987, p. 311
  54. ^ الرافعي 1987, p. 315
  55. ^ الرافعي 1987, p. 317
  56. ^ الرافعي 1987, p. 316
  57. ^ الرافعي 1987, p. 303
  58. ^ الرافعي 1987, p. 261
  59. ^ الرافعي 1987, p. 319
  60. ^ عبد النور 1992, p. 72
  61. ^ عبد النور 1992, p. 73
  62. ^ الرافعي 1987, p. 332
  63. ^ الرافعي 1987, p. 334
  64. ^ نحاس 1952, p. 32
  65. ^ أمين 1991, p. 29
  66. ^ الرافعي 1987, p. 398-400
  67. ^ الرافعي 1987, p. 401
  68. ^ الرافعي 1987, p. 404
  69. ^ الرافعي 1987, p. 407
  70. ^ الرافعي 1987, p. 408-410
  71. ^ الرافعي 1987, p. 411
  72. ^ الرافعي 1987, p. 414
  73. ^ الرافعي 1987, p. 415
  74. ^ الرافعي 1987, p. 416
  75. ^ الرافعي 1987, p. 423
  76. ^ الرافعي 1987, p. 429
  77. ^ الرافعي 1987, p. 442-445
  78. ^ الرافعي 1987, p. 454
  79. ^ الرافعي 1987, p. 455
  80. ^ الرافعي 1987, p. 457-459
  81. ^ الرافعي 1987, p. 463
  82. ^ الرافعي 1987, p. 464-479
  83. ^ الرافعي 1987, p. 486
  84. ^ الرافعي 1987, p. 541
  85. ^ الرافعي 1987, p. 548
  86. ^ أضواء على ثورة سعد زغلول 1919، تاريخ بورسعيد
  87. ^ أمين 1991, p. 70
  88. ^ أمين 1991, p. 72
  89. ^ أمين 1991, p. 77
  90. ^ أمين 1991, p. 88-93
  91. ^ الرافعي 1987, p. 393
  92. ^ الرافعي 1987, p. 377
  93. ^ الرافعي 1987, p. 394
  94. ^ الرافعي 1987, p. 381
  95. ^ الرافعي 1987, p. 382
  96. ^ الرافعي 1987, p. 384
  97. ^ الرافعي 1987, p. 550
  98. ^ الرافعي 1987, p. 554
  99. ^ سليمان, p. 6
  100. ^ الرافعي 1947, p. 19-22
  101. ^ الرافعي 1947, p. 25
  102. ^ الرافعي 1947, p. 28
  103. ^ الرافعي 1947, p. 30
  104. ^ الرافعي 1947, p. 31,32
  105. ^ الرافعي 1947, p. 33
  106. ^ الرافعي 1947, p. 36
  107. ^ الرافعي 1947, p. 37
  108. ^ الرافعي 1947, p. 41
  109. ^ الرافعي 1987, p. 45
  110. ^ الرافعي 1987, p. 46
  111. ^ أمين 1991, p. 10
  112. ^ الرافعي 1987, p. 48
  113. ^ الرافعي 1987, p. 52
  114. ^ الرافعي 1987, p. 55
  115. ^ الرافعي 1987, p. 53-56
  116. ^ الرافعي 1987, p. 57
  117. ^ الرافعي 1987, p. 60
  118. ^ الرافعي 1987, p. 61
  119. ^ الرافعي 1987, p. 73
  120. ^ الرافعي 1987, p. 74
  121. ^ الرافعي 1987, p. 80
  122. ^ الرافعي 1987, p. 82
  123. ^ الرافعي 1987, p. 83
  124. ^ الرافعي 1987, p. 85
  125. ^ الرافعي 1987, p. 91
  126. ^ الرافعي 1987, p. 115
  127. ^ الرافعي 1987, p. 116
  128. ^ الرافعي 1987, p. 117-128
  129. ^ الرافعي 1987, p. 128
  130. ^ الرافعي 1987, p. 154
  131. ^ الرافعي 1987, p. 130-160
  132. ^ الرافعي 1987, p. 166
  133. ^ الرافعي 1987, p. 100-112

المراجع

المراجع

  • عبد الرحمن الرافعي ثورة 1919 ـ تاريخ مصر القومي ـ مخطة الاسرة 1999 .
  • عبد الرحمن الرافعي ـ في أعقاب الثورة المصرية ـ الدار القومية للطباعة والنشر 1966.
  • د. عاصم محروس عبد المطلب ـ دور الطلبة في ثورة 1919 ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب 1990.
  • أمين عز الدين ـ تاريخ الطبقة العاملة المصرية منذ نشؤها حتي سنة 1970 ـ دار الغد العربي؟ـ 1987

قراءات إضافية

  • Daly, M.W. (1988). The British Occupation, 1882–1922. Cambridge Histories Online: Cambridge University Press.
  • Fahmy, Ziad (2011). . Stanford University Press.
  • Goldberg, Ellis (1992). Peasants in Revolt – Egypt 1919. International Journal of Middle East Studies 24, no. 2.
  • Jankowski, James (2000). Egypt: A Short History. Oxford: Oneworld Publications.
  • Valentine, Chirol (1922). The Egyptian Question. Journal of the British Institute of INternational Affairs 1, no. 2.
  • Vatikiotis, P.J. (1992). The History of Modern Egypt (4th ed.). Baltimore: Johns Hopkins University.
  • "800 natives dead in Egypt's rising; 1,600 wounded". New York Times. July 25, 1919.
  • Quraishi, Zaheer Masood (1967). Liberal Nationalism in Egypt: Rise and Fall of the Wafd Party. Kitab Mahal Private LTD.
  • Zunes, Stephen (1999). Nonviolent Social Movements: A Geographical Perspective. Blackwell Publishing.


خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "ملاحظة"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="ملاحظة"/> أوهناك وسم </ref> ناقص

تاريخ النشر: 2020-06-04 21:24:29
التصنيفات: Webarchive template wayback links, Webarchive template warnings, Interlanguage link template link number, CS1: Julian–Gregorian uncertainty, ثورة 1919, نزاعات 1919, تاريخ مصر (1900–الآن), قومية مصرية, ثورات في مصر, 1919 في مصر, ثورات سلمية, احتجاجات في مصر, ثورات القرن 20, صفحات بأخطاء في المراجع

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مصر والهند.. حضارتان عظيمتان وشراكة استراتيجية.. غدا بـ"اليوم السابع"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:17
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 36%

واشنطن تبرز أدوار الملك محمد السادس

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:41
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 81%

الخارجية: عودة عدد من المصريين المصابين بحادث سفينة أمام سواحل تركيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:06
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 43%

منتدى "فار ماروك" يدعو إلى إنهاء الاحتكار الفرنسي للمشاريع الكبرى بالمغرب

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:40
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 81%

ماذا قال كهربا فى جلسة التحقيق باتحاد الكرة؟

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:15
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 44%

ليفاندوفسكي يقود تشكيل برشلونة ضد ريال سوسيداد فى كأس ملك إسبانيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:11
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 43%

مُتورط في اختراق حسابات شركات عالمية..المغرب يسلم "هاكر" فرنسي لأمريكا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:36
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 81%

احتجاجًا على قراراته.. أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت يعتصمون

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:27
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 66%

انتهاء أولى جلسات محاكمة الرئيس الموريتاني السابق برفض إدماج

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:19
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

رئيس أوكرانيا يلتقي مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:23
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

رئيس الوزراء يتابع جهود إعداد استراتيجية تنمية الصناعة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:12
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 39%

تصريح مثير من "البابا فرنسيس" حول مجتمع "الميم"

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:35
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 83%

السلطات الاسبانية تحل لغز "الطرود المفخخة" المرسلة إلى سياسيين بارزين

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:38
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 71%

تأسست في ذروة الحرب الباردة.. محكمة روسية تأمر بإغلاق مقر أق

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:35
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

أرتيتا: إصابة محمد النني في الركبة خطيرة ويمكن غيابه لنهاية الموسم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:08
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 36%

أسوان يتعاقد مع لاعب برشلونة الإسباني رسميا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:01
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 46%

الباشا لعيب.. شاهد مشاهير الكرة بالبدلة الميرى فى عيد الشرطة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:04
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 40%

النائب العالم اللبناني يمنع قاضي التحقيق بانفجار مرفأ بيروت

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:39
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

الخارجية: عودة عدد من المصريين المصابين بحادث حريق سفينة أما

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:23:31
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية