تل المريبط
تل المريبط
تزخر محافظة الرقة في سوريا بالكثير من الأوابد والتلال الأثرية ومنها تل المريبط الذي يقع على الضفة اليسرى للفرات الأوسط نحو/100/ كيلومتر غرب مدينة الرقة. وبدأ الاهتمام بهذا المسقط عام1964 م عندما بدأت بعثة أثرية من جامعة شيكاغوالأمريكية الحفريات مع المختصين وفهماء الأثار السوريين وقامت البعثة بالتنقيب وحتى عام /1965/ م ومن ثم استؤنفت أعمال التنقيب فيه بين عامي 1971 م و1974 م حيث تابع مركز أبحاث البيئة وما قبل التاريخ في فرنسا هذه الحفريات بالتعاون مع الهيئة السورية للأثار.
نتائج التنقيب
تل المريبط أول موطن للحضارة
لقد أسفرت أعمال التنقيب في تل مريبط عن التوصل لمعلومات ومعارف أساسية جديدة في تاريخ الحضارة الإنسانية على الأرض وعن أول عملية استقرار للإنسان وعن بدء الزراعة وتربية الحيوانات، إذ أنه ومنذ حوالي /8500/ ق م أخذ السكان في هذا المسقط والمكان من سوريا يسكنون المنازل والتي هي تعبير عن الأكواخ الدائرية وكانت هذه الأكواخ محفورة جزئيا في الأرض ومغطاة بالخشب والقصب والطين واستقر السكان في جميع المنطقة التي وجدوا فيها الغذاء الوفير طوال العام، حيث كانوا يحصلون من نهر الفرات على المحار والسمك ومن غابات شجر الحور والماثل على ضفاف النهر يصطادون الخنازير والأيائل وفى البوادي المجاورة يطاردون الغزلان والطرائد الوحشية، ليظهر الكشف الأثري لنا عن أول وأقدم موطن للحضارة الإنسانية.
إن السكان الأوائل في سورية القديمة الذين سكنوا هذه المناطق استخدموا الصخور الصوانية في صناعة أدوات الصيد والحصاد وبناء البيوت وإعداد الطعام بعضها كان أدوات حجرية دقيقة تنزل في مقابض من العظم أوالخشب وبعضها كان سكاكين ومناجل ومثاقب ورؤوس رماح ومكاشط وكانت لديهم الفؤوس وأقطاب الرحى لطحن حبوب الأعشاب البرية، واستخدمت مخارز من العظم لمعالجة الفراء كما استخدموا بعض الأواني الحجرية البسيطة وتزينوا بالمحار والحجارة الملونة والحلزون.
وقد عثر في { تل المريبط على أدلة لأولى التصورات الدينية في المستوطنات البشرية المبكرة فقد وجدت بترة من تمثال إنسان محفورة في حجر كلسي طري بشكل سهل وبدائي جدا كما عثر في داخل أحد البيوت على مقعد من طين يحتوي على جمجمة ثور من المعتقدات الدينية التي كانت سائدة، أما الفترة الثالثة فقد ضمت مساحة /150/ مترا مربعا من الحفريات وهي أوسع بكثير من الطبقات الأقدم وفيها اكتشف بيت دائري كبير كان قد أتى عليه الحريق إلا حتى الحرارة ساهمت في حفظ ماتبقى منه بشكل جيد.
مراحل تطور تل المريبط
إن مسقط المريبط في سوريا من أبرز مستوطنات العصر الحجري الحديث التي شهدت أربع مراحل من التطور...
- الفترة الأولى من /8500/ إلى /8200/ ق.م
- الفترة الثانية من /8200/ إلى /8000/ق.م
- الفترة الثالثة من /8000/ إلى /7600/ ق.م
- الفترة الرابعة من /7600/ إلى /6900/ ق.م
وتكشف هذه المراحل الأربعة في تل المريبط في سوريا عن حقبة مهمة من تاريخ الإنسان القديم وكيفية انتنطقه من فترة الصيد والرعي إلى فترة الاستقرار وبناء المستوطنات البشرية الأولى والانتنطق إلى فترة الزراعة وتربية الحيوانات وبذلك تعتبر سورية الموطن الأول لأستقرار الأنسان في مساكن ومباني والتي تمثلت بأكواخ من الطين واكتشاف الزراعة وتربية وتدجين الحيوانات فقد قام الإنسان السوري الذي عاش في هذة الحقبة الزمنية بتدجين الحيوانات وتربيتها لاول مرة في التاريخ وكذلك بزراعة بعض المحاصيل وقد دلت المكتشفات عن ادوات زراعية بدائية استخدمت في تطويع الأرض والزراعة منذ ما يقارب عشرة آلاف عام، واتضحت مراحل الحضارة وتطور استقرار الإنسان.
بوابة سوريا تصـفح مقـالات الفهم المهـتمة بسوريا. |