ريتشارد رورتي

عودة للموسوعة

ريتشارد رورتي

محمد جديدي، موسوعة ستانفورد للفلسفة
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع
ريتشارد رورتي
Richard Rorty
وُلـِد Richard McKay Rorty
(1931-10-04)أكتوبر 4, 1931
مدينة نيويورك
توفي يونيو8, 2007(2007-06-08) (عن عمر 75 عاماً)
پالوألتو، كاليفورنيا
التعليم جامعة شيكاغو(B.A., M.A.)
جامعة يل (PhD)
العصر فلسفة القرن العشرين
المنطقة الفلسفة الغربية
المدرسة Neopragmatism (early)
Postanalytic philosophy (late)
الهيئات كلية ولزلي
جامعة پرنستون
جامعة ڤرجينيا
جامعة ستانفورد
المشرف على الدكتوراه Paul Weiss
طلاب الدكتوراه Robert Brandom
الاهتمامات الرئيسية
  • Epistemology
  • Philosophy of language
  • Philosophy of mind
  • Ethics
  • Metaphilosophy
  • Liberalism
  • Postmodernism
الأفكار البارزة
  • Postphilosophy
  • Ironism
  • Final vocabulary
  • Epistemological behaviorism
  • Antirepresentationalism
  • Anti-foundationalism
  • Reformist Left (as opposed to cultural Left)
  • Sentimentality as the foundation of human rights

ريتشارد مكـِيْ رورتي Richard McKay Rorty ‏(4 أكتوبر 1931 –ثمانية يونيو2007) كان فيلسوفاً أمريكياً. تفهم في جامعة شيكاغووجامعة يل، وكان له اهتمامات قوية وتدريب في جميع من تاريخ الفلسفة والفلسفة التحليلية المعاصرة، الأخيرة منهما مثلت الهجريز الرئيسي لعمله في جامعة پرنستون في ع1960. ثم توصل إلى رفض تقليد الفلسفة الذي بمقتضاه تتضمن الفهم تمثيلاً سليماً ("مرآة الطبيعة") لعالـَم يبقى وجوده مستقلاً بالكامل عن ذلك التمثيل. عاش رورتي حياة أكاديمية طويلة ومتنوعة، بما في ذلك تبوء مناصب أستاذ كرسي ستوارت للفلسفة في جامعة پرنستون، وأستاذ كرسي كينان للإنسانيات في جامعة ڤرجينيا وأستاذ الأدب المقارن في جامعة ستانفورد. وبين خطه الأكثر تأثيراً نجد الفلسفة ومرآة الطبيعة (1979)، عواقب الپراگماتية (1982)، وContingency, Irony, and Solidarity ‏(1989).

قام ريتشارد رورتي (1931 ـ 2007) بتطوير نوع مميز وخلافي من البراغماتية عبّر عن نفسه على محورين رئيسيين. أحدهما سلبي ــ وهوتشخيص نقدي لما اعتبره رورتي محددا لمشاريع الفلسفة الحديثة. المحور الآخر إيجابي ــ وهومحاولة لإبراز ما يمكن حتى تبدوعليه الثقافة الفكرية، عندما نحرر ذواتنا من الاستعارات المتحكمة في العقل والفهم التي تجذرت فيها المشكلات التقليدية للإبستيمولوجيا والميتافيزيقا (وحتى تصور الفلسفة الحديثة ذاته، بحسب رورتي). إذا الحجر الأساس لنقد رورتي هوالتفسير المقدم في الفلسفة ومرآة الطبيعة (1979، سيرمز له لاحقا PMN). في هذا الكتاب، وفي المحاولات ذات الصلة التي جُمعت في نتائج (عواقب) البراغماتية (1982 سيرمز له لاحقا، CP)، فإن الهدف الرئيسي للفكرة الفلسفية الفهم بوصفها تمثيلا، بوصفها مرآة عقلية لعالم خارج العقل. بواسطة تقديم صورة متناقضة عن الفلسفة، حاول رورتي دمج وتطبيق الإنجازات الهامة لـ ديوي، هيغل وداروين ضمن هجريب براغماتي للتاريخانية والطبيعانية. إذا ما قدمه من خصائص وتوضيحات لثقافة فكرية ما بعد إبستيمولوجية، متاحة في جميع من PMN (القسم III) وCP (xxxvii-xliv)، قد تم تطويره بشكل أكثر ثراء في الأعمال المتأخرة، مثل العارضية، الساخرية، والتضامن (1989، سيرمز له لاحقا CIS)، في المحاولات والموضوعات الشهيرة والمُجمعة ضمن الفلسفة والأمل الاجتماعي (1999)، وضمن المجلدات الأربعة للأوراق الفلسفية، الموضوعية، النسبية، والحقيقة (1991، سيرمز له لاحقا ORT)؛ محاولات عن هيدغر وآخرين (1991، سيرمز له لاحقا EHO)؛ الحقيقة والتقدم (1998، سيرمز له لاحقاTP)؛ والفلسفة بوصفها سياسة ثقافية (2007، سيرمز له لاحقا PCP). في هذه الكتابات، التي تمتد إلى مجال فكري واسع وعلى نحوغير مألوف، يقدم رورتي وجهة نظر متكاملة إلى حد كبير ومتعددة الأوجه حول الفكر والثقافة والسياسة، وهي وجهة من النظر التي جعلت منه أحد أبرز وأكثر الفلاسفة نقاشا في زماننا.

السيرة

ولد ريتشارد رورتي في أربعة أكتوبر 1931 بنيويورك. نشأ، كما يذكر هوفي كتابه تحقيق وطننا (1998، والذي يرمز له بـ A C)، “حول اليسار الإصلاحي المناهض للشيوعية في منتصف القرن ” (A C 59)، ضمن دائرة تجمع بين النزعة المضادة للستالينية ونزعة النشاط الاشتراكي لليسار. ” في هذه الدائرة، يقول لنا رورتي ، تتحالف النزعة الوطنية الأمريكية، الاقتصاد التوزيعي، البراغماتية الديوية ومناهضة الشيوعية بشكل يسير وطبيعي. (A C 61) في 1946 انتقل رورتي إلى جامعة شيكاغو، ضمن قسم للفلسفة كان يضم في تلك الفترة رودولف كارناب، تشارلز هارتشورن وريتشارد ماكيون، الذين كانوا جميعهم أساتذة رورتي . بعد نيله البكالوريوس [درجة أكاديمية شبيهة بالليسانس أوالدراسة في فترة التدرج] في 1949، بقي رورتي في شيكاغوحتى يكمل شهادة الماجستير (1952) بأطروحة حول وايتهيد أشرف عليها هارتشورن. من 1952 إلى 1956 ظل رورتي بـ يال، حيث حرّر رسالة معنونة ” مفهوم الإمكان “. كان المشرف عليها بول فايس. بعد حصوله على الدكتوراه، متبوعا بعامين في الجيش، تلقى رورتي موعده الجامعي الأول، بكلية ولسلي. في 1961 وبعد سنوات بويلسلي، انتقل إلى جامعة برنستون وظل هناك لغاية ذهابه إلى جامعة فرجينيا في 1982، كأستاذ للإنسانيات. غادر رورتي جامعة فرجينيا في 1998، ملبيا موعدا بقسم الأدب المقارن بجامعة ستانفورد. ضمن مسيرته الفهمية والمهنية، نال رورتي عدة جوائز وتشريفات أكاديمية ومنها منحة گوگنهايم (1973ـ 74) ومنحة ماك أرتير (1981ـ 1986). لقد قدم عددا معتبرا من المحاضرات القيمة والمرموقة، من بين ما قدمه، قراءات نورث كليف بجامعة كولدج، لندن (1986)، قراءات كلارك بترينيتي كوليدج، كمبردج (1987)، ومحاضرات ماسي بهارفارد (1979). توفي رورتي فيثمانية جوان 2007.


ضد الإبستيمولوجيا

حسب رواية رورتي ، ليست الإبستيمولوجيا الحديثة مجرد محاولة لإضفاء المشروعية على زعمنا بفهم ما واقعي، إنما أيضا محاولة لإضفاء المشروعية على التفكير الفلسفي ذاته وهي مهمة ملحة، لاعتبارات كثيرة. بمجرد ما حتى قدم بصورة تدريجية الفهم المسمى جديداnew science في القرنين السادس عشر والسابع عشر محتوى لمفهوم الفهم المكتسبة عبر المساءلة المنهجية للطبيعة نفسها. ولأن نتيجة هذا النوع من التساؤل، الفهم الإمبريقية النظرية، هي خصبة بشكل جلي وتتضمن أيضا معايير على ما يظهر غير خلافية حول التقدم، فإن مجرد حضورها يثير تحديا لمشروعية لشكل من الفكر ومطالبة بفهم متميزة انطلاقا من هذا. إذا الإبستيمولوجيا الديكارتية، في تصور رورتي ، صممت لحمل هذا التحدي. إنها شكية بطريقة أساسية؛ فالشكوك الارتيابية لنوع ديكارتي، بمعنى شكوك حول مجموع المطالب الإمبريقية، التي لا يمكن بلوغها بالتجربة، قد وضعت على المقاس بغرض المحافظة في الوقت نفسه على ميدان وعمل تفكير فلسفي. إذا هدف رورتي في الفلسفة ومرآة الطبيعة PMN هوتقويض الفرضيات التي على ضوئها يأخذ هذا المشروع مزدوج المشروعية جميع معناه.

النزعة السلوكية الإبستمولوجية

إن أي مفردات اختيارية وقابلة للتحول هي الاقتناع الأساسي وراء هجوم رورتي على الإبستيمولوجيا التمثيلية التي قادها في الفلسفة ومرآة الطبيعة. إنها تخبرنا على سبيل المثال، في الجينيالوجيا (الفصل الأول) وفي التفكيك (الفصل الثاني) عن مفهوم العقل المقترح ضمن القسم الأول من الكتاب، ” حول ماهيتنا المرآوية “. ومع هذا، فإن الاقتناع التاريخاني، لا يعد بحد ذاته موضوعا مركزيا لكتاب الفلسفة ومرآة الطبيعة، وتبرز للمناقشة الصريحة فقط عند الجزء النهائي من الكتاب، “فلسفة”، التي هي الأقصر والأقل تطورا نوعا ما في أجزائه الثلاث. إذا النواة الحجاجية لـ لفلسفة ومرآة الطبيعة توجد في قسمها الثاني، المرآة. هنا يطور رورتي ويمدد عددا من الحجج ــ خاصة ويلفرد سيلارس، ويلارد فون أورمان كواين، توماس كون، لودفيغ فيتغنشتاين ودونالد ديفيدسون ـ ضمن نقد عام لمشروع يحدد الإبستيمولوجيا الحديثة، بمعنى، تصورات الذهن، الفهم والفلسفات الموروثة عن القرنين 17 و18. إذا الإثبات الرئيسي لرورتي يكمن في حتى الصورة الكانطية للمفاهيم والحدوس تجتمع لتنتج معارف ضرورية في إعطاء معنى عن فكرة ʼ نظرية الفهم ʻ باعتبارها فرعا فلسفيا نوعيا، مميزا عن السيكولوجيا.” (الفلسفة ومرآة الطبيعة PMN 168). حسب رورتي ،

فهذا مكافئ للقول أنه إذا لم يكن لدينا تمييز بين ما معطى وما هومضاف عن طريق الذهن، أوبين ” العارض ” (لأنه متأثر بما هومعطى) والضروري ( لأنه في العقل وتحت مراقبته)، إذن لن نعهد ما يصح اعتباره “إعادة بناء عقلي ” لمعهدتنا. ولن نعهد ما سيكونه هدف أومنهجية الإبستمولوجيا. (الفلسفة ومرآة الطبيعةPMN 168 ـ 9)

ترتبط الإبستمولوجيا، بحسب رورتي ، بصورة لبنية العقل تشتغل حول محتوى إمبريقي كي تنتج بذاتها عناصر ـ أفكار، تمثلات ــ تعكس بصورة سليمة الواقع، عندما تسير الأمور على ما يرام. إذا تخليص فكرنا من قبضة هذه الصورة، يعني تحديا لفكرة الإبستيمولوجيا ــ سواء أكانت تقليدية، ديكارتية أولسانية عن القرن العشرين ــ هي الجوهر ذاته للفلسفة. لهذه الغاية، يجمع رورتي بين قراءة نقد وهجوم كواين على صيغة التمييز بنية ـ محتوى في ” دوغما الامبريقية ” (1952)، مع قراءة هجوم سيلارس على فكرة المعطى ضمن “الامبريقية وفلسفة الذهن” (1956/1997). ففي قراءة رورتي ، ومع حتى لا سيلارس ولا كواين تمكنا من أخذ بالحسبان التأثير المحرر للآخر بشكل كامل، إلا أنهما هاجما حقا التمييز نفسه أومجمل التمييزات. فبينما يغرس كواين الشك حول معنى البنية أوالدلالة بأن الإبستيمولوجيا المؤسسة لسانيا قد أسست بدل الكيانات العقلية، يسائل سيلارس، فكرة المعطى ذاتها، فينتهي إلى تمييز من الجانب الآخر:

يستدعي جميع من سيلارس وكواين الحجة نفسها، التي تستند بالقدر ذاته حول التمييزات بين المعطى ضد اللامعطى والضروري ضد العرضي. إذا المقدمة الأساسية لهذه الحجة هوحتى نفهم الفهم حينما نفهم التبرير الاجتماعي للاعتقاد، وبالتالي لسنا بحاجة للنظر إليها على أنها دقة التمثيل.

إن نتيجة انتقادات كواين وسيلارس حول أساطير ودوغمائيات الإبستيمولوجيا هي، كما يقترح رورتي ، حتى ننظر للفهم بوصفها مسألة محادثة وممارسة اجتماعية، بدلا من اعتبارها محاولة لانعكاس الطبيعة ” (PMN 171) يعطي رورتي لهذه النظرة سمة ملصق: تفسير العقلانية والسلطة الإبستيمية بالرجوع إلى ما يتيح لنا المجتمع قوله، وليس الأخير من قبل الأول، هي جوهر لما أصطلح عليه السلوكية الإبستيمولوجية وهي موقف مشهجر بين ديوي وڤتگنشتاين. (PMN 174)

لا تسمح النزعة السلوكية الإبستيمولوجية بأي مجال لأي نوع من الممارسة المتعالية في إضفاء الشرعية التي يعرّفها رورتي باعتبارها الطموح المحدد للإبستيمولوجيا الحديثة. على افتراض حتى الممارسات الإبستيمية تتباعد، أوعلى الأقل تستطيع، حتى تتباعد، فليس من المفاجئ حتى يقود إلتزام رورتي بالسلوكية الإبستمولوجية إلى اتهامات بالنسبية أوالذاتية. وبالعمل، كثير من أولئك الذين يشهجرون في نزعة رورتي الشكية التاريخانية إزاء الطموحات المتجاوزة للإبستيمولوجيا وهم نقاد لطاف مثل هيلاري بوتنام، جون ماكدوال ودانيال دينيت يرفضون الفكرة القائلة بعدم وجود قيود على الفهم إلا إذا كانت تخاطبية . مع حتى هذا جزء مركزي لموقف رورتي ، المتكرر والمفصل أيضا مؤخرا ضمن TC وPCP . في الواقع، في TP، إنه يستحضره كي يحيد عن هذا النوع من النقد. يقول رورتي في “هيلاري پتنم والخطر النسبوي “

باختصار، إذا استراتيجيتي للإفلات من صعوبات الإحالات الذاتية التي يحاول “النسبوي” بلوغها هي نقل جميع شيء من الإبستيمولوجيا والميتافيزيقا إلى السياسة الثقافية، ومن انادىءات الفهم ونداءات البداهة لاقتراحات حول ما يجب علينا محاولته.

هذه النزعة السلوكية الإبستيمولوجية تختلف عن الأشكال التقليدية للنزعة النسبية ويسهل رؤية النزعة الذاتية على ضوء نقد رورتي لمفهوم التمثيل ومجموع الصور الفلسفية التي تحيط بها.


مناهضة النزعة التمثيلية

إن موقف رورتي الدائم تجاه النسبية والذاتية هوحتى كليهما نتاج للبردايم التمثيلي. على الرغم من حتى الموضوع جليّ في PM وCP (البراغماتية، النسبية، واللاعقلانية)، فإنه لاحقا وفيما بعد مع تملك ديفيدسون حيث أضحى نقده لفكرة الفهم كتمثل جاهزة بالكامل (ORT المقدمة والجزء الثاني). فباستناده لنقد ديفيدسون في التمييز بين المخطط ـ المضمون (“حول حقيقة فكرة المخطط المفهومي ذاتها”) ونظرية التطابق بالتطابق (” بنية ومحتوى الحقيقة”)، أمكن لرورتي تأييد رفضه لكل موقف فلسفي أومشروع يسعى لرسم خط عام بين مصنوع وما هوموجود، بين ما ذاتي وما هوموضوعي، بين ما مجرد مظهر وما هوواقع.

لا يكمن موقف رورتي في حتى هذه التباينات المفهومية لم يكن لها تطبيق، إنما في حتىقد يكون هذا التطبيق مرتبط دائما بالسياق وبالمصلحة ولا شيء يمكن قوله عنهما عموما، مثلما هوالحال في المعنى المتصل بالحقيقة. إذا تعلق رورتي بالرؤية المحادثتية للفهم ينبغي إذن تمييزه عن الذاتية أوالنسبية، وهو، ما يفترض، وفقا لرورتي، التمايزات التي يبحث حتى عن رفضها. وبالمثل، فإن النزعة السلوكية الإبستمولوجية لرورتي لا يجب حتى تخلط مع نزعة مثالية تؤكد على أولوية الفكر أواللغة إزاء عالم غير وسائطي، بما أنه أيضا موقف أضعف بالموقف الديفيدسوني لرورتي. على ضوء رؤية الحقيقة والمعنى الذي يستعيره رورتي من ديفيدسون، فإن نزعته المحادثتية لا تتضمن إعطاء الأولوية للذاتي على الموضوعي، ولا لسلطة الذهن على اقتضاء العالم. إنه بالأحرى الجانب الآخر من نزعته المناهضة للتمثيلية، الذي يرفض حتى نكون مرتبطين بالعالم بأكثر من عبارات سببية. بتعبير آخر، يدعم رورتي أننا لا نستطيع منح أي محتوى مفيد لفكرة حتى العالم، بخلاف طبيعته ذاتها، يحّد عقلانيا من خيارات اللغة التي بها يستطيع حتى يقابل. (TP " الفكرة ذاتها عن المصداقية الإنسانية في العالم: صيغة جون ماكدوويل عن الإمبريقية").

العقلانية، الفهم والحقيقة

بمهاجمته الفكرة القائلة أنه يتوجب حتى نعترف بالقيود المعيارية للعالم على أنظمة معتقداتنا إذا ما أردنا حتى نكون ذوات عقلانية، استخلص رورتي انتقادات عديدة التي تتخذ من الفهم نقطة مرجعية، وبشكل أخص العلوم الطبيعية. غالبا ما يثار نوعان عامان من الانتقادات. الأول يلح على حتى الفهم يكمن بالضبط في الجهود الرامية لفهم الحقيقة، وحول الكيفية التي تسير عليها الأمور وتسمح لنا منهجيا حتى نكون مقيدين باعتقاداتنا من قبل العالم. من وجهة النظر هذه ، يرفض رورتي ببساطة فكرة الفهم ذاتها. النمط الآخر من النقد يسعى كيقد يكون داخليا: إذا ما كانت نظرة رورتي حول الفهم هي ما يجب حتى يسود، فلنقد يكون الفهماء متحمسين أكثر للاستمرار مثلما هم؛ وسيتوقف الفهم حتىقد يكون النوع الأكثر فائدة والذي يفكر فيه رورتي على أنه كذلك (أنظر، على سبيل المثال، برنار ويليامز، ” Auto da Fe” ضمن ملاكوفسكي). ومع هذا، فإن نظرة رورتي للفهم اكثر تعقيدا وأكثر حتى مما يشير إليه هونفسه أحيانا. يقول: ” إني أميل إلى اعتبار العلوم الطبيعية كما هوالحال في قضية التحكم والتنبؤ بالأمور، وبقدر ما تكون غير مفيدة بشكل واسع لأجل غايات فلسفية.” (“إجابة إلى هارتشورن”)، ساتكامب 32) مع هذا، فإنه يقضي وقتا طويلا في رسم صورة بديلة للفضائل الفكرية التي يجسدها الفهم الجيد (ORT Part I). إنها الصورة التي تتجنب فكرة حتى الفهم ينجح، وحينما يقوم بذلك، بما أنه على اتصال بالواقع بكيفية خاصة، نوع من الطرق التي يستطيع الإبستيمولوجيون توضيحه، عندما ينجحون. ففي هذا الاتجاه بالضبط يتنصل رورتي من الفهم باعتباره ذوأهمية فلسفيا. يمكن للفهم الجيد مع ذلك حتىقد يكون نموذجا للعقلانية، حسب رورتي ، بالنظر إلى الممارسة الفهمية قد نجحت في إقامة مؤسسات مناسبة لتبادل ديمقراطي للرأي.

لا يمكن إنكار القوة الاستفزازية والمضادة للحدس في التعامل العقلاني والفهمي لرورتي بعبارات الإتيقا المحاثاتية. ومن المهم التأكيد، مع ذلك، حتى رورتي لا ينفي حتى هناك استعمالا بنية سليمة لمفاهيم مثل الحقيقة، الفهم أوالموضوعية. على العكس، فإن وجهة نظره تكمن في حتى استعمالاتنا العادية لهذه المفاهيم تتبادل على الدوام لأجل محتواها وتشير إلى صفات خاصة للسياقات المتنوعة في تطبيقها. النقطة الأخرى هي انه لما نبتعد عن هذه السياقات والممارسات المتنوعة، بحثا عن المعاني العامة، نجد أنفسنا مع تشيؤات مجردة غير قادرة على إعطائنا أي مرشد للعمل. إذا النتيجة، وفقا لرورتي، هي أنه لا نملك بكل بساطة مفهوما للواقع الموضوعي الذي يمكن حتى يستدعى سواء لتفسير نجاح جملة معايير ضامنة، أولتبرير جملة معايير مقارنة مع أخرى. ولعل هذا هوالأوضح في معالجة رورتي لمفهوم الحقيقة. فيما يتصل بالحقيقة، فإن خطاب رورتي واستراتيجيته الفلسفية قد تطورت طيلة العقود الثلاثة الماضية. ففي 1982 (CP)، سعى أيضا إلى تأكيد نظرته عن الحقيقة بالاستناد إلى التعريف الشهير لوليام جيمس بتعبير ما حسن وجيّد في سبيل الاعتقاد. في حين، بعد ذلك بزمن قليل، تأتى رورتي إلى التشكيك في أي وجهة نظر حول نظرية الحقيقة، وتبعا لمثال ديفيدسون، رفض علنا جميع محاولة لتفسير مفهوم الحقيقة بتعبير مفاهيم أخرى. إذا رؤية رورتي الناضجة حول نقطة ودلالة مفهوم الحقيقة أعدت وتوضحت قبل جميع شيء في “ديفيدسون، البراغماتية والحقيقة”، ضمن ORT. فالتعابير الأخيرة موجودة ضمن أولى محاضرتي سبينوزا المقدمة بجامعة أمستردام في 1997، “هل الحقيقة مرغوبة فيها ؟”، ضمن الوثيقة ” هل الحقيقة هدف البحث ؟” TP)، وكذا في المقدمات على التوالي،TP وPSH. في هذه الكتابات، يؤكد أنه إذا كانت للحقيقة استعمالات عديدة هامة، فهذا لا يعني أنها تُشكّل من ذاتها هدفا يمكن لنا حتى نسعى لتحقيقه، وراء الضمان والتبرير. لا تكمن حجته في حتى الحقيقة قابلة للاختزال كي تبرر، إنما في حتى المفهوم ليس له أي مضمون عميق أومحتوى معياري مادي على الإطلاق. بمعنى، لا توجد سوى تفسيرات دلالية لتفسير لما تكون جملة معطاة حقيقية فقط عندما تكون شروط حقيقتها سقمية. إذن، فمفهوم الحقيقة، في لقاء التبرير، هوأمر لا يشير إلى خط عمل ممكن، تماما مثلما أننا لا نملك أي مقياس آخر لتقريبنا من الحقيقة آخر سوى توكيدا متزايدا. بالعمل، بالنسبة إلى رورتي ، فهذا يعد جزءا مما يجعل من المفهوم مفيد جدا، بكيفية لا تكون بالصدفة متناظرة مع الصدق؛ إنه لا يضمن أي جملة لا يمكنها أبدا حتى تكون معززة تحليليا باعتبارها حقيقية بحكم امتلاكها خاصية أخرى. إذا موقف رورتي إزاء مفهوم الحقيقة انتقد كثيرا، غالبا بسبب معنى الضامن ذاته، وحتى مفهوم الاعتقاد عموما، يفترض معنى الحقيقة. مع هذا، بالإمكان حتى ننصف هذه الارتباطات من دون حتى نفترض بأن معنى الحقيقة يتضمن إذن دعم أفكار الاعتقاد وتبرير أي محتوى معياري موضوعي خاص به. بالعمل، فلا مفهوم الحقيقة، ولا ذلك الخاص بالموضوعية أوالواقع، يمكنه حتى يستحضر لتفسير أوإضفاء الشرعية على ممارساتنا الاستدلالية ومعاييرنا في الضمان، إنه جوهر نزعة رورتي المحادثتية أوالسلوكية الإبستيمولوجية.

الثقافة البرغماتية

يشير رورتي ، وهويحث على اتخاذ النزعة السلوكية الإبستمولوجية، إلى أننا لن نقدر على تفسير سلطة الفهم من ناحية الانادىءات الأنطولوجية. مع حتى كثيرا لنقد يكونوا متفقين، فهذا لا يعني لرورتي، أنه يحط من قيمة الفهم أويقوض سلطته. في الواقع، فإن إحدى السمات المهمة لثقافة رورتي ما بعد الميتافيزيقية، ما بعد الإبستمولوجية، هي نزعة طبيعية داروينية شاملة.


النزعة الطبيعانية

أنقد يكون المرء طبيعانيا بمعنى رورتي ،

فذلك نوع لا ماهوي ، مثل ديوي، لا يرى أي قطيعة في تراتبية تعديلات معقدة أكثر فأكثر لإثارة جديدة ـ إذا التراتبية التي جعلت الأميبا [هي أصغر الكائنات الحية لها خلية واحدة وتوجد في الماء أوفي الأرض]تعدّل ذاتها مع درجة حرارة المياه المتغيرة في العمق، النحل الراقص ولاعبوالشطرنج في الوسط، والأشخاص الذين يثيرون الثورات الفهمية، الفنية والسياسية في القمة. (ORT 109)

وفقا لرورتي، تشجعنا البراغماتية والداروينية على اعتبار المفردات بوصفها أدوات لتقييمها بالنظر إلى الأهداف الخاصة التي يمكن بلوغها. إذا مفرداتنا يقترح رورتي ، ” ليس لها ارتباط تمثيلي بالطبيعة الداخلية للأشياء بأكثر من عمل خطم [أنف الحيوان] آكل النمل أومهارة طائر التعريشة في النسج.” (TP 48)

إن التقييم البراغماتي لمختلف الممارسات التي يتم غرسها لغويا يشترط درجة معينة من الخصوصية. من وجهة نظر رورتي ، إذا اقتراح قدرتنا على تقييم مفرداتنا بحكم قدرتها على اكتشاف الحقيقة، سيكون بمثابة الزعم بتقييم الأدوات تبعا لقدرتها على مساعدتنا على تحصيل ما نريد ــ فقط. أيها أفضل عموما ،يا ترى؟ المطرقة أوالمنشار أوالمقص ،يا ترى؟ إذا الأسئلة حول المنفعة لا يمكنها حتى تحل، يؤكّد رورتي ، إلا إذا أعطينا مضمونا لأهدافنا.

إن التملّك البراغماتي لداروين من قبل رورتي يستوعب أيضا دلالة الاختزال. إنه يرفض كتمثيلي نوع النزعة الطبيعية التي تتضمن برنامجا للاختزال الاسمي أوالمفاهيمي أولعبارات البيت ضمن العلوم الأساسية. إذا النزعة الطبيعية لرورتي هي إرجاع صدى لنزعة تخصصه المنظورية؛ مفردات وصفية مفيدة بالنظر إلى الأسباب التي تبرزها والتي هي مفيدة من طرف مخلوقات لها حاجات ومصالح كالتي لنا. إذا النزعة الداروينية، بالنسبة إلى رورتي ، تشير إلى عدم وجود لغة مفضلةقد يكون هدفها حتى تستخدم مرجعية نقدية لمختلف ممارساتنا الوصفية.

بالنسبة إلى رورتي، جميع لغة، حتى تلك الخاصة بالتفسير التطوري، هي إذن وسيلة لهدف، وإذن موضوع لتقييم غائي. في القاعدة العامة، يبرّر رورتي التزامه الخاص تجاه الطبيعانية الداروينية باقتراح حتى هذه اللغة مناسبة لتعضيد اللائكية ودمقرطة المجتمع الذي يتصور رورتي أنه يتوجب حتى نهدف إليه. بالتالي، هناك ارتباط وثيق بين تصور رورتي للنزعة الطبيعية التي يؤيدها وأهم قناعاته السياسية الأساسية.

الليبرالية

رورتي ، مثلما يصف هونفسه، ليبرالي برجوازي رومانسي، يعتقد في إصلاحات جزئية تعزز العدالة الاقتصادية وتزيد من الحريات التي يمكن للمواطنين التمتع بها. إذا العامل الأساسي لأجندة رورتي السياسية هوتعميق وتوسيع التضامن. وررتي يتشكك حيال النزعة الراديكالية؛ فكر سياسي يهدف إلى الكشف عن الأسباب الخفية والمنتظمة للظلم والاستغلال، وعلى هذا الأساس، يقترح تغيرات جذرية لإصلاح الأمور (ORT Part III; EHO; CIS Part II; AC) إذا مهمة المثقف، فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية، ليست في تحسين النظرية الاجتماعية، وإنما في توعيتنا بمعاناة الآخرين، وتعميق وتوسيع قدرتنا على التماهي مع الآخرين، والتفكير فيهم كما لوأنهم نحن بكيفية مناسبة أخلاقيا. (EHO Part III; CIS Part III) إذا الليبرالية الإصلاحية مع انخراطها في توسيع الحريات الديمقراطية ضمن أنواع تضامنا سياسية دوما أوسع هي، بالنسبة إلى رورتي ، عارض تاريخي ليس له أساس فلسفي وليس في حاجة له. إذا الاعتراف بعارضية هذه القيم واللغة التي تعبر بها، تماما مع الاحتفاظ بالالتزامات، ذلك هوموقف الليبرالي الساخر. (CIS essays 3,4) فللساخريّين الليبراليين القدرة على الجمع بين الوعي بعارضية لغتهم الخاصة التقييمية مع الالتزام بتقليص المعاناة ــ بشكل خاص، مع الالتزام بمحاربة القسوة. ((CIS essay 4, ORT Part III)) إنهم يروجون لقضيتهم بكتابات متجددة بدلا من الحجج. إذا التمييز بين خطاب حجاجي وإعادة وصف تتطابق مع تلك الخاصة بين قضايا ولغات. إذا تغير المعتقد يمكن حتى ينتج عن حجج مقنعة. إذا تغير فيما نعتبر أنه مرشح لقيمة مثيرة للحقيقة ينتج عن تحصيل لغات أومفردات جديدة. يحدد رورتي الرومانسية بمثابة الرأي القائل بأن هذا النمط الأخير للتغيير هوالأكثر أهمية. (CIS Introduction , essay 1)

إن الصيغة الرومانسية لليبرالية رورتي يعبر عنها ايضا في التمييز الذي يقيمه بين الخاص والعام. (CIS). هذا التمييز غالبا ما يفسر خطأ وكأنه يلزم استثناء بعض مجالات التفاعل أوالسلوك من التقييم بعبارات أخلاقية أوسياسية أواجتماعية. إذا التمييز الذي يستخلصه رورتي ، مع هذا، لا يتصل بالمحاولات التقليدية لرسم خطوط التمييز لهذا النوع بين مجال خاص ومجال عام ــ لتحديد أي الجوانب من حياتنا نقوم بها وأي منها لا يتوجب علينا حتى الإجابة عنها بشكل عمومي [علني]. يمضى تمييز رورتي بالأحرى إلى أهداف اللغة النظرية. ينبغي علينا، ” كما يحث رورتي ،” حتى نكتفي بمعالجة اقتضاءات الإبداع الذاتي (الخلق الذاتي) والتضامن الإنساني باعتبارها كذلك صالحة، ولكنها ليست صالحة على الدوام.” (CIS xv) إذا وجهة نظر رورتي تكمن أنه يجب علينا معالجة مفردات التداول حول الخيرات العامة والترتيبات الاجتماعية والسياسية، من جهة، والمفردات المعدة أوالمبدعة لأجل التفتح الشخصي، الإبداع الخاص وتحقيق الذات، ومن جهة أخرى بوصفها أدوات متميزة.

النزعة المركزية العرقية

إن الساخري الليبرالي لرورتي، يعترف ــ بل يؤكد ــ بأن عارضية التزاماته الخاصة، بشكل صريح مركزية عرقية.( ORT تضامن أم موضوعية “”Solidarity or Objectivity). بالنسبة إلى الساخري الليبرالي،

إحدى نتائج النزعة المناهضة للتمثيلية هي الاعتراف بأن لا وصف بهذه الكيفية لحدوث الأمور من وجهة نظر الإله، ولا أي سماء معطاة من قبل فهم معاصر أوالذي لم يتم تطويره بعد، لن يًحررنا من العارضية تثاقفنا مثلما كنا. إذا تثاقفنا هوما يجعل بعض خياراتنا حية، أوهامة، أوقسرية، مع هجر الأخرى ميّتة، أومبتذلة، أواختيارية. (ORT 13)

بهذا، يسلم الليبرالي الببرجوازي بأن الليبرالية البرجوازية ليس لها كونية أخرى سوى المؤقت وغير المستقر التي يمكن للزمن، الحظ والجهد الخطابي حتى يثمنه (يفوز به). لدى كثير من القراء تشبه هذه النظرة صيغة نزعة نسبية ثقافية. من الحقيقي حتى رورتي لا يقول بأن ما حقيقي، وأن ما خير وما هوحق هونسبي بالنسبة إلى عرق خاص، وبهذا المعنى فهوليس صاحب نزعة نسبية. لكن هاجس النزعة النسبية، الذي يدعنا من دون أي أداة عقلية للحكم في الصراعات، يظهر أنه ينطبق أيضا على النظرة المركزية العرقية لـ رورتي . يكمن جواب رورتي في القول بأنه بمعنى عقلاني فهوحقيقي، ولكن بمعنى آخر فهوغير ذلك، وجدير حتى نوصي بالتخلي عن الأول. إذا موقف رورتي هوأننا لا نحوز أي معنى عقلاني يتجاوز، أويتعالى أويؤسس، المعايير التي يتخذها المثقفون الليبراليون لتحديد نقاش مترّوِ، مفتوح وشامل. إنه سراب، يعتقد رورتي ، حتى نفكر في حتى قوّة أوجاذبية هذه المعايير يمكن حتى تعزز بحجة لا تفترضها. وايضا من غير المفيد البحث عن وسائل لإقناع من يدفعون لهم الأجر كي لا يعيروا اهتماما للاعقلانية. إذا الاقتناع من خلال هذه الاختلافات الاساسية متحقق، على جميع حال، بواسطة مقارنات ملموسة لبدائل خاصة، عبر وصف معد وإعادة وصف لأنماط الحياة التي تنتج عنها.

رورتي والفلسفة

إن المغزى الواسع للتفكيك الميتا فلسفي لرورتي، مقرونا بنزوع نحوالاستعارة دون تحفظ والسرد التاريخي السريع والواسع، ساعد رورتي على كسب سمعة قوّية كفيلسوف ضد الفيلسوف. في حين حتى كتاباته تتمتع بشعبية غير مألوفة تتجاوز حدود المهنة، غالبا ما ينظر لعمل رورتي بشيء من الريبة والشك ضمن الفلسفة الأكاديمية.

إجابات نقدية

مثلما مر معنا بشأن موقف رورتي من الفهم، وبالأخص معالجته للحقيقة والفهم التي استرعت انتباه الفلاسفة. فبينما انتقد عدد من الفلاسفة رورتي حول هذه النتيجة العامة بطرق جد مختلفة، فليس من الصعب الإحاطة بانشغال مشهجر ؛ إذا نظرة رورتي المحادثتية للحقيقة والفهم تهجرنا عاجزين عن تفسير الفكرة القائلة بأن رؤية معقولة حول الكيفية التي تكون عليها الأمور هي نظرة محدودة (مقيّدة) بواقع العالم كما هوحاليا. هذا النقد موجه ضد رورتي ليس فقط من وجهات نظر ميتافيزيقية وواقعية فهمية من ذلك النوع الذي تمنى رورتي زواله. وهوكذلك معبّر عنه من طرف مفكرين لديهم تعاطف لنظرة رورتي التاريخانية للتقدم الفكري لرورتي ونقده للخصائص الكانطية والأفلاطونية للفلسفة الحديثة. عملى سبيل المثال، فرانك ب. فارال، يؤيد حتى رورتي لا يستحسن وجهة نظر ديفيدسون حول هذه النقطة، ويؤكد حتى الرؤية المحادثتية لرورتي للقيود ــ الاعتقادات هي صيغة مشوهة، دون عالم، للصورة لدى ديفيدسون عن التواصل بين الفاعلين. وبالمثل، فإن جون ماك دوال، مع انتقاده الرؤى الإبستيمولوجية لديفيدسون، يؤكد حتى نظرة رورتي للعلاقة بين الفاعل والعالم بوصفها سببية تمضى بخلاف الفكرة القائلة حتى مفهومنا الخاص عن المخلوق مع اعتقادات يتضمن فكرة وجود قيود عقلية للعالم على حالاتنا المعهدية.

مع ذلك، لا يكترث النقاد فقط لما يعتبرونه رؤية مضللة عن الاعتقاد، الحقيقة والفهم، سواء كانت نسبية، موضوعية أومثالية في طبيعتها. إذا سببا هاما لارتفاع درجة حرارة جزء كبير من النقاش الذي أثاره رورتي يتمثل في رفض البعض حتى للقيم التي تشكّل الاساس لكل تعبير عن رؤية فلسفية للحقيقة والفهم. ينتقد رورتي دور الحجاج في التقدم الفكري ويرفض حتى فكرة نظريات عن الحقيقة، عن الفهم، عن العقلانية وأخرى. لقد ارتكز عمل فلاسفة مثل هيلاري بوتنام وسوزان هاك أكثر فأكثر حول هذا المظهر من وجهات نظر رورتي . تؤكد هاك، بشكل خاص، نقد رورتي بعبارات أخلاقية ؛ بالنسبة إليها، فإن جهود رورتي للتخلي عن مفاهيم أساسية في الإبستيمولوجيا التقليدية هي أعراض لنزعة كلبية مبتذلة، تساهم في انحطاط العقل والسلامة الفكرية التي تراها هاك مع آخرين خصائص لكثير من تيارات الفكر المعاصر. مثلما يتهم أحيانا باللامسؤولية الفكرية، أوالمتضمنة أخيرا، بخصوص استعمال شخصيات تاريخية من طرف رورتي . فقد تمّ الطعن في قراءته لديكارت وكانط مثلا في PMN ولقيت اعتراضا، وبالمثل في استخداماته الأكثر بنائية لـ هيغل، تخصصه، هيدغر وفتغنشتاين. إذا هذا النوع من تملّك كتّاب ومفكّرين آخرين الذي يقوم به رورتي يظهر أحيانا عنيفا وفقا لرؤى ومقاصد المؤيّدين. ومع ذلك، فرورتي ، واضح تماما حول هذه النقطة الخطابية والحدود الفهمية لهذه الأنماط من إعادة الوصف، كما يشرح ذلك في “تأريخية الفلسفة: أربعة أنواع”.

مطلب البراغماتية

طرحت مسألة خلافية ومثيرة للجدل بشأن تملك رورتي لفلاسفة سابقين؛ هناك قراء لامعين للبراغماتيين الكلاسيكيين عبروا عن تحفظات عميقة حول تأويل رورتي لديوي وبيرس خاصة والحركة البراغماتية عامة. بالتالي، فإن التصريحات القوية لـ سوزان هاك بهذا الصدد لقيت الكثير من الاهتمام، لكن هناك عدد آخر كبير من الانادىءات. (أنظر على سبيل المثال، مناقشات رورتي ضمن توماس م. ألكسندر، 1987، غاري برودسكي، 1982، جيمس كمبل، 1984، أبراهام إيدل، 1985، جيمس غوينلوك، 1995، لافين، 1995، ر و : سليبر، 1986، وكذا محاولات لينور لانغدورف وأندرور. سميث، 1995.) بالنسبة إلى رورتي ، فإن الوجه البارز للحركة البراغماتية الأمريكية هوجون ديوي، وإليه ينسب كثير من أفكاره المركزية الخاصة. بشكل خاص، يجد رورتي في ديوي استباقا لنظرته عن الفلسفة بوصفها يدا لسياسة إنسانوية، لرؤية غير أنطولوجية لقيم البحث، لتصور كلياني عن الحياة الفكرية الإنسانية، ولتصور لا جوهراني وتاريخاني للفكر الفلسفي.

ومع هذا، لقراءة ديوي على طريقته، يعمد بشكل صريح رورتي لفصل ديوي “الجيّد” عن “السيّء”. (انظر “ميتافيزيقا ديوي”، CP 72 ــ 89، و” ديوي بين هيغل وداروين”، ضمن ساتكمب، 1 ــ 15.) إنه ينتقد ما يأخذه على أنه انحدار ديوي في ميتافيزيقا الخبرة والطبيعة، وليس لديه صبر على المحاولة البنائية في المنطق: نظرية البحث. هكذا يفرض مخططا لتقييم اعمال ديوي يعترض عليه عديد الباحثين. عملى سبيل المثال، يؤكد لافين بأن “المنهج الفهمي” هوالمفهوم الرئيسي لديوي (لافين 1995، 44). كما يؤكد ر. و. سليبر بأن إصلاح الميتافيزيقا والإبستيمولوجيا بدل الإلغاء هوهدف ديوي (سليبر 1986، 2، الفصل 6).

إن البراغماتي الأقل حظوة لدى رورتي هوبيرس، الذي يعتبره في الآن نفسه موضوعا لثنائية المخطط والمحتوى ولدرجة ما من الفهموية. وليس من المستغرب إذن حتى هاك، وحيث حتى الجانب الأهم في البراغماتية تستلهمه من بيرس، تجد حرفيا حتى إعادة صياغة البراغماتية وإعادة ترتيبها من قبل رورتي ليست جديرة بهذا الاسم. إذا قطيعة رورتي مع البراغماتيين أساسية. ففي ذهن هاك، وبالتمسقط في تعارض مع التوجه الإبستيمولوجي للفلسفة الحديثة، انتهى رورتي إلى رفض المشروع ذاته الذي يوجه أعمال البراغماتيين الأمريكيين. في حين حتى البراغماتية الكلاسيكية تسعى لفهم وإعداد إطار حديث لمشروعية التحقيق (البحث) الفهمي، إذا “براغماتية” رورتي (تستعمل هاك باستمرار اقتباسات) هي ببساطة تخلي عن المحاولة نفسها للتفهم أكثر حول شروط وتكافؤ البحث. فبدلا حتى يساعدنا على تدبير أنفسنا عن طريق فكر عقلاني، يضعف رورتي قدرتنا الفكرية ويجعلنا أكثر ضعفا إزاء الإغراء الخطابي. بالنسبة إلى هاك والمتعاطفين معها، فإن براغماتية رورتي خطيرة، من خلال وضع حد للعقل، ومن ثم للفلسفة.

الفلسفة التحليلية

ومع ذلك، تعبر الدوافع المؤسسة للفلسفة الغربية بوضوح في الانشغال الرئيسي لرورتي في الارتباط بين الفكر الفلسفي والسعي وراء السعادة الإنسانية. إذا صلة رورتي بتنطقيد الفلسفة الغربية أكثر تميزا مما توحي به سمعته. كذلك لرورتي علاقة خاصة بالفلسفة التحليلية. فهوأحيانا يوصف وكأنه رجعي، مثل كشخص يمر بتحويل من فيلسوف تحليلي حقيقي إلى شيء آخر، ثم عاش ليسرد سيرة التحرر من السحر الشبابي. مع ذلك هذا التقديم يشوّه في الآن ذاته رؤية رورتي للفلسفة التحليلية ومسار تفكيره.

في منتصف الستينيات، جلب رورتي الانتباه حول تأكيده عن المادية الإقصائية (المدمرة) (أنظر ” هوية الذهن ـ الجسم، الخصوصية والمقولات “، 1965). في هذه الفترة، أعد وخط أيضا مقدمة طويلة لمجلد عنوانه المنعرج اللساني (1967، أعيد نشره مع مقدمة جديدة في 1992). على الرغم من حتى مقدمة مجلد 1967 والموضوعات الأولى لفلسفة الذهن تبين حتى رورتي تبنى أطرا لمشكلات فلسفية كان قد تخلى عنها منذ ذلك الوقت، هذه الكتابات تحمل في الان نفسه علامات الموقف الميتا فلسفي الأساسي الذي يصبح جليا(صريحا) في العشر سنوات المقبلة. في ” تمهيد “، الفلسفة ومرآة الطبيعة، وبالإحالة إلى هارتشورن، ماكيون، كارناب، روبرت برومبوه، كارل همبل، وبول فايس، يقول رورتي ،

كنت جد محظوظ بأن كان هؤلاء أساتذتي، لكن، سواء أكانوا أفضل أم أسوأ، فقد عاملتهم جميعا بأنهم يقولون الشيء نفسه: مثل “مشكلة فلسفية” كانت نتاجا لتبني لا واعي لمجموعة من الافتراضات التي صيغت في لغة ضمنها تم الإفصاح عن المشكلة ـ وهي الافتراضات التي كان يتوجب مراجعتها قبل حتى تحمل المشكلة على محمل الجد. (PMN xiii)

ومع ذلك يظهر حتى هذه الكيفية في الإفصاح عن الدرس تهجر المجال مفتوح لاحتمال حتى تؤخذ بعض المشكلات الفلسفية المشروعة على محمل الجد ــ أي على أساس القيمة الظاهرة بمعنى أنها تكون في حاجة لحلول بناءة ــ شريطة حتى تصمد الفرضيات التي تدعم صياغتها لاختبار نقدي مناسب. بهذه الكيفية، فإن الموقف الذي يعبّر عنه رورتي هنا سيكون مشابه لما قام به جميع الفلاسفة في تشخيصهم لعمل سابقيهم وكأنه مزيج لأشباه قضايا ومشكلات حقيقية بالكاد تظهر، وهي المشكلات التي صارت الآن، مع إطار ملائم واضح بالكامل، يمكن حتى تعالج بكيفية منتجة. لكن القوة الكاملة للدرس المكتسب من طرف رورتي تبرز فقط مع فكرة حتى معنى الاختبار النقدي المناسب وهمي (خادع). بالنسبة إلى رورتي ، فإن إضفاء الشرعية على الفرضيات التي تستند إليها معضلة فلسفية،قد يكون بإثبات حتى المصطلحات التي نحتاجها لإثباتها واجبة، وأن المفردات التي نصادفها من حيث المبدأ أمر لا مفر منه. لكن تصور الدور اللساني لرورتي، وكذا اقتراحاته لإزالة مفردات الذهن تتعارض مع فكرة أنه بمستطاعنا حتى نأمل ببناء لغة نهائية للفلسفة. حتى وهوفي بداياته، فإن المقاربة الفلسفية لرورتي تشكلت من خلال الإقتناع التاريخاني والذي مفاده أنه لا مفر من المفردات مبدئيا. هذا يفيد حتى تقدم الفلسفة يأتي بدرجة أقل من الحلول البناءة لمشكلات أكثر من الحل العلاجي لأسبابها، أي من اختراع لغات جديدة بواسطة إطلاق الاستعارات الجديدة والمثمرة. (PMN ” المقدمة” ؛ ORT ” ضجيج غير معهود : هيس وديفيدسون حول الاستعارة”)

إن التمسك بعدم وجود لغة نهائية يعني كذلك التأكيد على حتى لا لغة معفاة من الافتراضات غير الموضوعاتية إنما الاختيارية. وعليه، جميع جهد للإحاطة بمشكلة فلسفية وذلك بجعل مثل هذه الفرضيات مرئية هي موضوع خاضع للتحايل الخاص بها. وفي النتيجة، إذا رورتي ينأى غالبا عن المصطلحات التي صاغ فيها سابقا حججا وجعل منها تشخيصات ليس في حد ذاته سببا كي يفرض عليه، مثلما عمل البعض، ثنائية مؤقتة. يمكن حتى تكون أعمال رورتي الأولى، مستوحاة من قراءته بدرجة أقل نقدا وأقل ديالكتيكا لكواين وسيلارز من تلك المقترحة في PMN، وأن تكون أكثر بنائية منها علاجية في النبرة والمصطلحات، وبالتالي فهي مضللة ضمن المنظور المتأخر لرورتي. مع هذا، فإن ما يربط جميع عمل رورتي ، في الزمن وبين الموضوعات، هوعدم إيمانه التام بفكرة وجود لغة مثالية، تتضمن جميع الخيارات الخطابية الأصلية. يشير رورتي بهذا الاعتقاد للنزعة الأفلاطونية (موضوع هام في CIS). حتى لا توجد أشكال وصف لا مفر منها فهذا هوالفكر الذي يتخلل عمل رورتي ابتداء من سنوات 1960، عبر تأكيداته (تعبيراته) العلاجية اللاحقة للبراغماتية. هذه التوصيفات للبراغماتية بعبارات مناهضة النزعة التأسيسية (anti-foundationalism)، مناهضة النزعة التمثيلية (anti-representationalism )، مناهضة النزعة الماهوية (anti-essentialism) هي بشكل علني طفيلية على الجهود البناءة في الإبستيمولوجيا والميتافيزيقا، وتهدف إلى تسليط الضوء على الكيفيات المتنوعة حتى تظل هذه الجهود تحت تأثير أفلاطوني ضمن مفاهيم مثالية وفي أشكال إلزامية من الأوصاف.

إن استعمال رورتي لـ كواين وسيلارز كي يثمن وجهات نظره الرئيسية ضد فكرة إضفاء المشروعية على فكرة الفلسفة كمشروع للفهم، وكذا في تأكيده على النقد بعبارات توحي بأنها مشكلات فلسفية ذات طابع “تحليلي”، قد ساهم في اتهام الفلسفة التحليلية على هذا النحو. كثير من النقاد ــ بعضهم مبتهج، والبعض الآخر حزين ــ قرأوا الفلسفة ومرآة الطبيعة PMN على أنها عرض مزعوم لإفلاس أحد الاتجاهين الرئيسيين المعاصرين للفلسفة الغربية. أمثال هؤلاء القراء يستندون أيضا إلى وجهة النظر هذه على أساس حتى معظم كتابات رورتي منذ الفلسفة ومرآة الطبيعة قد انشغلت بإظهار فضائل مفكرين مثل هيدغر ودريدا. (EHO) بعد عشرين سنة، ومع ذلك، يظهر أنه من الأفضل عدم إضافة تقسيم التحليلي ـ القاري بناء على رسالة PMN ، أوعلى رورتي . في كتاب الفلسفة ومرآة الطبيعة PMN، كانت وجهة نظره المركزية هوحتى تتحرر الفلسفة من استعارة الذهن باعتباره واسطة لمظاهر، مظاهر حيث ينبغي حتى تساعدنا الفلسفة على فرز الأمور البسيطة منها وتلك التي تتطابق مع الواقع. لقد جعل رورتي هذه النقطة ضمن لغة تطورت من طرف الفلاسفة الأنغلوـ أمريكيين(سواء بالميلاد، بالتجنيس أوبالتبنّي المتأخّر) أثناء نصف قرن منصرم.

ليس من الضرورري، وقد يحدث مخانادى، النظر إلى نقد رورتي حول الإبستيمولوجيا والافتراضات التي تجعلها تبدومفيدة حول الإبستيمولوجيا بوصفها نقد لأسلوب فلسفي خاص أولمجموع عادات منهجية. عند قراءة الفلسفة ومرآة الطبيعة باقتران (متزامنا) مع محاولات فيCP (أنظر خاصة المحاولة 4، “الفلسفة الاحترافية والثقافة المتعالية”، المحاولة 12، “الفلسفة في أمريكا اليوم”، وكذا ” مقدمة “)، نلاحظ بسرعة حتى الهدف من الفلسفة ومرآة الطبيعة لا يمكن حتىقد يكون مدرسة مفترضة أوفرعا لموضوع يسمى “الفلسفة التحليلية”. لأن رورتي لا يعتقد بأن للفلسفة ماهية، وليس لها مهمة تاريخية محددة، وتخفق في تحديد ميدان خاص للفهم وأنها ليست، باختصار، نوعا طبيعيا (CP226)، وأنه لم يهجر أي أرضية يمكن من خلالها تسوية هذا النوع من النقد. وهولا يعتزم عمل ذلك. ففي فترة نشر PMN، كان رأي رورتي هوحتى الفلسفة التحليلية “ليس لها الآن إلا وحدة اسلوبية واجتماعية “(CP217).

ثم يصف بعد ذلك هذه النقطة بالطريقة الآتية: ” عند قولي [هذا الأمر]، لا أقترح حتى تكون الفلسفة التحليلية سيئة أوأنها سيئة: فالأسلوب التحليلي هو، على ما أعتقد، أسلوب جيّد. إذا روح العمل بين الفلاسفة التحليليين سليمة ومفيدة.” مع هذا، ومع حتى رورتي على ما يظهر ليس له أي حكم مسبق ضد الفلسفة التحليلية خصوصا، فالسبب الحقيقي لتسامحه ــ رؤيته المناهضة للماهوية ونظرته التاريخانية للفلسفة ومشكلاتها ــ كانت بالنسبة إلى كثير من النقاد اعتراضا. بعد تقريظه الباهت، يستمر رورتي بقوله:

كل ما أقوله، هوحتى الفلسفة التحليلية قد أصبحت، أرادت ذلك أم لا، ذلك النوع نفسه لفرع مثل غيره في الأقسام الأخرى للعلوم الإنسانية حيث مزاعم الصرامة والإطار الفهمي أقل وضوحا. إذا الشكل العادي للحياة في العلوم الإنسانية هي نفسها كتلك التي في الفنون وفي الآداب ؛ إذا عبقريا سيأتي بشيء حديث ، هام ومقنع، ومعجبيه يبدأون بتشكّيل مدرسة وحركة . (CP 217 – 218)

يتطابق هذا تماما مع الموقف إزاء معنى المنهج الفلسفي الذي يعبر عنه رورتي عشرون سنة من بعد: ” إذا ما يسمى مناهج ليس ببساطة سوى وصف للأنشطة التي ينخرط فيها المقلدون المتحمسين لهذا الذهن الأصلي أوذاك ـ وهوما أسماه كُون “برامج البحث ” التي أنتجتها أعمالهم. (TP 10) إذن النقد ميتا فلسفي لرورتي إذن ليس موجها فقط لتقنيات أوأساليب أومفردات خاصة، إنما حول فكرة حتى المشكلات الفلسفية هي شيء آخر غير التوترات العابرة في ديناميكية المفردات العارضة المتطورة. إذا كان نقده قد أطبق بشكل خاص ضد الفلسفة التحليلية، فقد يرجع هذا إلى اعتقاد راسخ في المشكلات الفلسفية باعتبارها تحديات فكرية دائمة تطلب من أي مفكر صادق حتى يعترف بها، ويمكن تلبيتها من خلال تقدم في المنهجية. رورتي نفسه، مع هذا، لا يقول في أي موضع بأن هذا الاعتقاد يرجع لماهية الفلسفة التحليلية. على العكس، يظهر حتى الفلاسفة التحليليين، مثل سيلارز، كواين وديفيدسون، قد زودّوا رورتي بأدوات نقدية ضرورية في هجومه ضد مشروع إضفاء المشروعية الإبستيمولوجية الذي كان الانشغال المركزي في الفلسفة منذ ديكارت.

ببليوگرافيا مختارة

كمؤلف

الاختصارات

تنبيه

الاختصارات التي وضعت في متن المدخل تشير لمؤلفات رورتي وبعض منطقاته وقد هجرتُها كما هي لأنها اختصارات لخط غير منقولة للعربية عدا الكتاب الأول وقد وردت ضمن المدخل بعد جميع اقتباس أوعقب الإشارة إلى فكرة من أفكار رورتي وأهم هذه الاختصارات:

  • PMN أي الفلسفة ومرآة الطبيعة وهوالكتاب الوحيد المترجم للعربية، 1979.
  • CP نتائج البراغماتية، 1982.
  • CIS العارضية، الساخّرية والتضامن، 1989.
  • ORT الموضوعية، النسبوية والحقيقة: الأوراق الفلسفية، المجلد 1، 1991.
  • EHO محاولات حول هيدغر وآخرين: الأوراق الفلسفية، المجلد 2، 1991.
  • TP الحقيقة والتقدم : الأوراق الفلسفية، المجلد 3، 1998.
  • AC تحقيق وطننا: الفكر اليساري بأمريكا في القرن العشرين، 1998.
  • PSH الفلسفة والأمل الاجتماعي، 2000.
  • PCP الفلسفة كسياسة ثقافية، 2007.


  • Philosophy and the Mirror of Nature. Princeton: Princeton University Press, 1979.
  • Consequences of Pragmatism. Minneapolis: University of Minnesota Press, 1982. ISBN 978-0816610631
  • Contingency, Irony, and Solidarity. Cambridge: Cambridge University Press, 1989. ISBN 978-0521353816
  • Philosophical Papers vols. I–IV:
    • Objectivity, Relativism and Truth: Philosophical Papers I. Cambridge: Cambridge University Press, 1991. ISBN 978-0521353694
    • Essays on Heidegger and Others: Philosophical Papers II. Cambridge: Cambridge University Press, 1991.
    • Truth and Progress: Philosophical Papers III. Cambridge: Cambridge University Press, 1998.
    • Philosophy as Cultural Politics: Philosophical Papers IV. Cambridge: Cambridge University Press, 2007.
  • Mind, Language, and Metaphilosophy: Early Philosophical Papers Eds. S. Leach and J. Tartaglia. Cambridge: Cambridge University Press, 2014. ISBN 978-1107612297.
  • Achieving Our Country: Leftist Thought in Twentieth Century America. Cambridge, MA: Harvard University Press, 1998. ISBN 978-0674003118
  • Philosophy and Social Hope. New York: Penguin, 2000.
  • Against Bosses, Against Oligarchies: A Conversation with Richard Rorty. Chicago: Prickly Paradigm Press, 2002.
  • The Future of Religion with Gianni Vattimo Ed. Santiago Zabala. New York: Columbia University Press, 2005. ISBN 978-0231134941
  • An Ethics for Today: Finding Common Ground Between Philosophy and Religion. New York: Columbia University Press, 2005. ISBN 978-0231150569
كمحرر
  • The Linguistic Turn, Essays in Philosophical Method, (1967), ed. by Richard M. Rorty, University of Chicago press, 1992, ISBN 978-0226725697 (an introduction and two retrospective essays)
  • Philosophy in History. ed. by R. Rorty, J. B. Schneewind and Quentin Skinner, Cambridge: Cambridge University Press, 1985 (an essay by R. Rorty, "Historiography of philosophy", pp. 29–76)

انظر أيضاً

  • Contributions to liberal theory
  • Instrumentalism
  • قائمة الفلاسفة الأمريكان
  • List of thinkers influenced by deconstruction

الهامش

  1. ^ محمد جديدي (2019-01-29). "ريتشارد رورتي، [[موسوعة ستانفورد الفلسفية]]". حكمة. URL–wikilink conflict (help)
  2. ^ Pragmatism – Internet Encyclopedia of Philosophy
  3. ^ http://plato.stanford.edu/entries/rorty/#1

للاستزادة

  • Ulf Schulenberg, Romanticism and Pragmatism: Richard Rorty and the Idea of a Poeticized Culture, 2015
  • Marianne Janack, What We Mean By Experience, 2012
  • Marianne Janack, editor, Feminist Interpretations of Richard Rorty, 2010
  • James Tartaglia, Richard Rorty: Critical Assessments, أربعة vols., 2009
  • Neil Gross, Richard Rorty: The Making of an American Philosopher, 2008
  • Rorty's Politics of Redescription / Gideon Calder, 2007
  • Rorty and the Mirror of Nature / James Tartaglia, 2007
  • Richard Rorty: Pragmatism and Political Liberalism / Michael Bacon, 2007
  • Richard Rorty: politics and vision / Christopher Voparil, 2006
  • Richard Rorty: his philosophy under discussion / Andreas Vieth, 2005
  • Richard Rorty / Charles B Guignon., 2003
  • Rorty / Gideon Calder, 2003
  • Richard Rorty's American faith / Taub, Gad Shmuel, 2003
  • The ethical ironist: Kierkegaard, Rorty, and the educational quest / Rohrer, Patricia Jean, 2003
  • Doing philosophy as a way to individuation: Reading Rorty and Cavell / Kwak, Duck-Joo, 2003
  • Richard Rorty / Alan R Malachowski, 2002
  • Richard Rorty: critical dialogues / Matthew Festenstein, 2001
  • Richard Rorty: education, philosophy, and politics / Michael Peters, 2001
  • Rorty and his critics / Robert Brandom, 2000
  • On Rorty / Richard Rumana, 2000
  • Philosophy and freedom : Derrida, Rorty, Habermas, Foucault / John McCumber, 2000
  • A pragmatist's progress?: Richard Rorty and American intellectual history / John Pettegrew, 2000
  • Problems of the modern self: Reflections on Rorty, Taylor, Nietzsche, and Foucault / Dudrick, David Francis, 2000
  • The last conceptual revolution: a critique of Richard Rorty's political philosophy / Eric Gander, 1999
  • Richard Rorty's politics: liberalism at the end of the American century / Markar Melkonian, 1999
  • The work of friendship : Rorty, his critics, and the project of solidarity / Dianne Rothleder, 1999
  • For the love of perfection : Richard Rorty and liberal education / René Vincente Arcilla, 1995
  • Rorty & pragmatism: the philosopher responds to his critics / Herman J Saatkamp, 1995
  • Richard Rorty : prophet and poet of the new pragmatism / David L Hall, 1994
  • Reading Rorty: critical responses to Philosophy and the mirror of nature (and beyond) / Alan R Malachowski, 1990
  • Rorty's humanistic pragmatism: philosophy democratized / Konstantin Kolenda, 1990

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة بريتشارد رورتي، في فهم الاقتباس.
  • ريتشارد رورتي at the Open Directory Project
  • UCIspace @ the Libraries digital collection: Richard Rorty born digital files, 1988–2003
  • Internet Encyclopedia of Philosophy article
  • Stanford Encyclopedia of Philosophy entry
  • Rorty audio, "Dewey and Posner on Pragmatism and Moral Progress," University of Chicago Law School, April 14, 2006.
  • PhilWeb's entry for Richard Rorty An exhaustive compilation of on-line links and off-line sources.
  • Rorty essays published in Dissent (magazine)
  • Rorty audio, informative interview by Prof. Robert P. Harrison, Nov. 22, 2005.
  • Rorty interview, "Against Bosses, Against Oligarchies," conducted by Derek Nystrom & Kent Puckett, Prickly Paradigm Press, Sept. 1998.
  • Rorty interview, The Atlantic Monthly, April 23, 1998.
  • Rorty Memorial Lecture by Jürgen Habermas, Stanford University, Nov. 2, 2007.
  • Rorty eulogized by Richard Posner, Brian Eno, Mark Edmundson, Jürgen Habermas, Daniel Dennett, Stanley Fish, David Bromwich, Simon Blackburn, Morris Dickstein & others, Slate Magazine, June 18, 2007.
  • "The Inspiring Power of the Shy Thinker: Richard Rorty" by Hans Ulrich Gumbrecht, TELOS, June 13, 2007.
  • Richard Rorty at Princeton: Personal Recollections by Raymond Geuss in Arion, Winter 2008
  • Rereading Rorty by Albrecht Wellmer in Krisis, 2008.

نطقب:Martin Heidegger

تاريخ النشر: 2020-06-04 21:55:22
التصنيفات: CS1 errors: URL–wikilink conflict, Articles with hCards, Portal templates with redlinked portals, مواليد 1931, وفيات 2007, كتاب أمريكان في القرن العشرين, 21st-century American non-fiction writers, فلاسفة أمريكان في القرن العشرين, فلاسفة أمريكان في القرن 21, أمريكان من أصل ألماني, Critical theorists, وفيات بسرطان الپنكرياس, Heidegger scholars, Irony theorists, زملاء مكارثر, فلاسفة اللغة, فلاسفة العقل, فلاسفة العلم, Pragmatists, طاقم تدريس جامعة پرنستون, American social democrats, خريجو جامعة شيكاغو, طاقم تدريس كلية ولزي, Wittgensteinian philosophers, زملاء گوگنهايم, Hermeneutists

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أزمة الغذاء العالمية «ستؤدي إلى وفاة الملايين» بالأمراض

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:11
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 91%

الفشل الأمني يطيح برئيس الاستخبارات الإيراني - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:21
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

لبنانيات يتنشّقن الحرية على «إطارين»... ولو بعد الخمسين

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:16
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 90%

60.. الرقم السحري في تعديلات التقاعد ! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:19
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

بايدن يسعى إلى تعبئة صفوف الغرب في وجه موسكو على المدى الطويل

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:10
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 98%

بيشة: القبض على شخص بحوزته 31 كغم من الحشيش - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:20
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

جونسون يرفض الاستقالة في حالة خسارة انتخابات فرعية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:08
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 94%

الحوثيون يرفضون المقترح الأممي لفتح معابر تعز وبقية المناطق

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:05
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 96%

الأسهم السعودية تعاود الهبوط وتنخفض 2.9% السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:25
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

وزير المالية السعودي: أمن الطاقة مهم لضمان نمو الدول وازدهارها

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:09
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 95%

روسيا تبلغ إيران بدعمها الكامل لإحياء الاتفاق النووي

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:04
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 95%

صحيفة هندية تبرز وجاهة مخطط الحكم الذاتي المغربي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:36
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

توقيف 8 بينهم إيرانيان للاشتباه بتحضيرهم لاستهداف إسرائيليين في تركيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:03
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 85%

الرئيس تبون يشرع هذا الخميس في زيارة عمل وتفقد لولاية وهران

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:14
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

إيران تقيل رئيس جهاز استخبارات «الحرس الثوري»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:10
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 90%

13120 رحلة دولية إلى 36 وجهة بمطار الدمام السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:24
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

لبنان يتضورُ خبزاً.. وألمانيا تبحثُ عن غاز - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:22
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

عملية عسكرية في أبين لمطاردة تنظيم القاعدة الإرهابي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:19
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

وفاة شاب داخل  بئر ببلدية المعاضيد

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 15:24:02
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية