مدونة:هل يجب أن يكون للمتهمين بالإرهاب حقوق أصلاً؟

عودة للموسوعة

مدونة:هل يجب حتىقد يكون للمتهمين بالإرهاب حقوق أصلاً؟

هل يجب حتىقد يكون للمتهمين بالإرهاب حقوق أصلاً،يا ترى؟ بلال فضل 21 يناير 2019

بعض الأفلام تتخذ لك وقت مشاهدتها، فيزيدها توقيت المشاهدة أهمية وجمالاً، وهوما وقع لي مع فيلم (شهيد)، الذي اتى مفاجأة جديدة من مفاجآت السينما الهندية، بعد فيلم (Lunch Box) الذي استمتعت به جداً بشكل جعلني أحرص على البحث الملح، عن الأفلام التي تخرج عن القوالب المعتادة للسينما الهندية، والتي تعودنا على ميلها للمبالغة في الفرح والحزن والرقص والغناء والأكشن والتمثيل، ليهديني حظي الحسن إلى فيلم (شهيد) الذي يذكرك بحقيقة مريرة لا ننفرد بها عن بقية دول العالم خصوصاً في فترات الأزمات: وهي أنه لا كرامة لحقوقي أومدافع عن الحريات في وطنه، خصوصاً إذا اختار حتى يقابل الناس بما لا يحبون سماعه عن مبادئ العدالة وقواعدها.

"هل للمتهم بالإرهاب حقوق قانونية؟، وهل يصبح الدفاع عنه تواطؤاً مع الإرهاب، خصوصاً إذا شاهدنا اعترافاً مسجلاً للمتهم يقر بضلوعه في جرائم إرهابية،يا ترى؟ ألا تعتبر المطالبة بوجود ضمانات قانونية للمتهمين بالإرهاب تحالفاً مع الإرهاب ودعماً له؟"، يطرح فيلم (شهيد) للمخرج هاسنال ميهتا، هذه الأسئلة التي أصبحنا نقابلها في مصر بقوة في السنوات الأخيرة، وسط حالة السعار التي يقابل الكثيرون بها جميع من يعترض على خطورة التسرع في أحكام الإعدامات في مناخ قضائي مسموم تحوّل فيه القضاء المصري من حكم إلى خصم.

على عكس المتسقط، لا يطرح الفيلم الهندي هذه الأسئلة للنقاش من خلال سيرة روائية مفعمة بالميلودراما، بل من خلال عرضه الأمين لوقائع حياة واحد من أبرز الناشطين الحقوقيين الهنود في الفترة الأخيرة، وهوالمحامي شهيد عزمي، الذي دفع حياته ثمناً لانحيازه للعدالة، فأصبح اسماً على مسمى، بعد حتى تم اغتياله عام 2010 في مدينة مومباي، التي ترافع في محاكمها عن عدد من أبرز المتهمين في قضايا الإرهاب، ليحصل خلال سبع سنوات فقط من عمله الحقوقي، على أحكام بالبراءة لـ 17 متهماً بالإرهاب، مثبتاً قيام أجهزة الأمن بتلفيق الأدلة التي تم إتهامهم بها، وحصولها على اعترافات بعضهم عبر التعذيب، وكانت آخر قضية ترافع فيها شهيد عزمي، هي قضية فهيم أنصاري أحد المتهمين في تفجيرات مومباي التي سقطت عام 2008، والذي منحته المحكمة العليا في الهند البراءة بعد اغتيال شهيد بفترة، ليثبت للجميع حتى شهيد عزمي كان محقاً في اتخاذ قرار الدفاع عنه، برغم حتى ذلك القرار كلفه الثمن الأغلى على الإطلاق: حياته التي لم تدم سوى 32 عاماً فقط.

تحمس مخرج هذا الفيلم ومحرره هاسنال ميهتا لتقديم سيرة حياة شهيد عزمي، عقب فترة قصيرة من اغتياله، لينجز الفيلم بعد عامين من العمل في سرية تامة، وينجح في عرضه في مهرجان تورنتوالدولي عام 2012 وسط تسقطات بمنع عرضه العام في الهند، وهوما شعر به الكثيرون، حين تأخر عرض الفيلم داخل الهند، حيث لم ير النور داخل الهند إلا في أواخر عام 2013. اتى حماس هاسنال ميهتا لعمل الفيلم، بسبب تأثره الشديد بشخصية شهيد عزمي، الذي التقى به قبل عامين من اغتياله، خلال تحضيره لمشروع فني عن قضايا المتهمين بالإرهاب، وربما لم يكن سيجد من يساعده على إنتاج فيلم كهذا، يتناول شخصية لعب الإعلام الرائج دورا كبيرا في تشويهه بين الناس، وإظهاره بمظهر المدافع عن الإرهاب والكاره لإستقرار المجتمع الهندي، لولا أنه عثر منتجاً متحمساً لفكرة الفيلم، هوالمخرج أنوراج كاشياب، الذي تحمس لصنع الفيلم، تقديراً منه لشهيد عزمي الذي قام بالدفاع عن فيلم سابق قدمه كاشياب في عام 2004 حول عمليات إرهابية سقطت في مدينة مومباي، حيث قابل الفيلم الذي حمل عنوان (الجمعة السوداء) مشاكل مع الرقابة لفترة طويلة، بسبب تصويره كيف من الممكن أن تقوم أجهزة الأمن بتعذيب بعض المتهمين لإنتزاع اعترافات منهم، لكن الفيلم رأى النور في النهاية، لعدة مسببات من بينها الدعم القانوني الذي قدمه شهيد عزمي.

يبدأ فيلم (شهيد) بمشاهد لاهثة الإيقاع، تصور اندلاع أعمال شغب لأسباب دينية في شوارع الحي الفقير الذي يعيش فيه شهيد مع أمه وإخوته في مدينة مومباي، وكيف تشعر الأم بالرعب على تعرض أبنائها للقتل، لدرجة أنها ترفض فتح باب الغرفة الفقيرة التي يعيشون فيها، والتي لا بد حتى تصعد إليها بسلم، برغم معهدتها حتى شهيد ابنها هوالذي كان يطرق الباب، لكن مشاعر الخوف شلت قدرتها على التفكير، وجعلتها تخشى من حتى يدخل خلفه من يقوم بقتل جميع أفراد الأسرة، فقررت للحظات حتى تضحي به لكي يعيش بقية أبنائها، لكن أخاه الأكبر أصر على فتح الباب وأدخله منقذاً لحياته، لنرى كيف من الممكن أن أثرت تلك الحادثة المفزعة على تكوين شهيد النفسي، وجعلته يقرر حتى يقابل البطش الذي يتعرض له أبناء طائفته من المسلمين بالعنف المسلح، فقام بالهروب إلى القسم الباكستاني من مقاطعة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، ليقضي هناك فترة وجيزة في معسكر تدريب للمقاتلين المسلمين، الذين يتم إعدادهم لمحاربة السلطات الهندية، لكنه فوجئ خلال وجوده في المعسكر، بعملية إعدام تتم لشخص وصفه قادة المعسكر بالجاسوس، حيث قرر المقاتلون المتحمسون بتر رأسه بالسيف دون محاكمة، لنرى شهيد وهويجري بجنون خائفاً ورافضاً حتى يعود إلى هذا المكان الذي سيحوله إلى وحش يشبه الوحوش الذين رآهم في شوارع مومباي، ولذلك يقرر حتى يهجر هذا الطريق الذي لا يشبهه أبدا وأن يعود إلى أسرته من جديد.

بعد عودته إلى مومباي، تلقي سلطات الأمن القبض عليه بالصدفة خلال عملية مداهمة متكررة للشارع الذي يقيم فيه، وبعد القبض عليه يتم اتهامه بالإشتراك في مؤامرة إرهابية لإغتيال بعض السياسيين، ويرينا الفيلم في مشاهد صادمة كيف من الممكن أن يتعرض شهيد للتعذيب الوحشي، الذي يجعله يقرر الإعتراف بجريمة لم يرتكبها، لكي يرتاح من وطأة التعذيب والإهانة والرمي في الزنزانة عارياً وحيداً، وبسبب تلك الإعترافات المنتزعة بالتعذيب، يصدر عليه الحكم بالسجن سبع سنوات، يقضيها في سجن تيهار في نيودلهي.

يروي لنا الفيلم أيضاً كيف من الممكن أن يتحول السجن إلى مفرخة لإنتاج المزيد من الخلايا المتشددة، وكيف يصبح الانتماء إلى تنظيمات دينية متطرفة بديلاً عن بقاء السجين في حالة ضياع حقيقية داخل أسوار السجن، وهوالمصير الذي كان يمكن حتى يلقاه شهيد عزمي، لولا حتى ساق الله إليه معتقلاً سياسياً اسمه وار ساب، قرر حتى يتبناه فكرياً وإنسانياً، فنصحه بدراسة القانون، إذا كان راغباً حقاً في حمل الظلم عن من هم مثله، معتبراً حتى الالتحاق بالنظام القانوني واللعب على ثغراته هوالطريق الوحيد الذي يمكن حتى يسلكه الراغبون في إصلاح الأوضاع الفاسدة وتغييرها، لأن طريق العمل المسلح لن يحقق أي فوزات على الإطلاق، وستكسب فيه الدولة دون محالة، لوجود قناعة راسخة لدى الملايين حتى الدولة هي وحدها التي من حقها حتى تحتكر العنف.

بعد تبرئته التي اتىت متأخرة من التهم التي اعترف بها تحت وطأة التعذيب، وهي تبرئة يستغلها وار ساب لإثبات وجهة نظره في إمكانية انتزاع مكاسب من خلال العمل القانوني لمصلحة العدالة، يخرج شهيد من السجن، ويبدأ في دراسة القانون في مومباي، وبعد حصوله على شهادة في القانون، يعمل شهيد في مخط المحامي مقبول ميمون لعدة أشهر، قبل حتى يبدأ عمله كمحامي مستقل في مخط صغير داخل دكان متواضع، بعد حتى تلقى دعماً مالياً من أخيه الأكبر عارف، ويلتقي في هذه الفترة بسيدة جميلة اسمها مريم، مطلقة ولديها طفل صغير، وتنشأ بينهما سيرة حب جميلة، ومع تطور العلاقة العاطفية بينهما، ندرك حتى إقناع شهيد لأمه وإخوته بالزواج من مطلقة ليس أمراً سهلاً في المجتمع الهندي الذي تسوده الأفكار البالية، ولذلك فهويتزوج مريم دون إخبار أهله في البداية، ثم يبدأ بشكل تدريجي في تعريف زوجته عليهم، ويصور الفيلم كيف من الممكن أن اندفع شهيد تحت وطأة رغبته في المصالحة بين زوجته وأسرته، فألح على زوجته حتى ترتدي الحجاب حتى لولم تكن مقتنعة به،

لكي لا تنفر منها أمه المتدينة، فوافقت مريم على مضض لأنها تحبه وترغب في إكمال حياتها معه، ومع ذلك لم يسر لقاء مريم بأسرة شهيد على ما يرام، لكنه واصل حياته معها في منزلها وبعيداً عن أسرته، في سعادة كان يظن أنها ستدوم.

يبدأ شهيد في الدفاع بحماس شديد عن عدد من المسلمين الهنود الذين تم القبض عليهم طبقاً لقانون مكافحة الإرهاب، متعاوناً في ذلك مع بعض المنظمات المدنية، يحقق نجاحه الكبير والملفت الأول، حين يحصل على البراءة للمتهم عارف بانوالا، الذي تم اتهامه بالاشتراك في تفجير أتوبيس بمدينة بومباي عام 2002، ويتوالى بعد ذلك دفاعه عن أحد المتهمين في قضية تفجير قطار بمدينة بومباي عام 2006، ليتم انتقاده إعلامياً بشدة وتنهال عليه الاتهامات بالتواطؤ مع الإرهاب وخيانة الوطن حين وافق على الدفاع عن الإرهابيين، ويبدأ في تلقي مكالمات تهدده هووأسرته، لكنه يواصل الاستغراق في عمله، بشكل يؤدي لحدوث مشاكل بينه وبين زوجته مريم، وتزداد الأمور سوءا، حين تتحول التهديدات اللفظية التي يتلقاها إلى اعتداء بدني، تعرض فيه للضرب وتسويد وجهه بالزفت عقب خروجه من المحكمة في إحدى الليالي.

اختار مخرج الفيلم اللقطة التي يظهر فيها وجه شهيد مسودّاً بعد الإعتداء عليه، لتكون لقطة أفيش الفيلم، لكنه اختار أيضاً حتى يضع على الأفيش أيضاً لقطة لوجه بطل الفيلم الممثل راج كومار راو، تمتلئ بعلامات التحدي والرغبة في إكمال مشواره في الدفاع عن المتهمين بالإرهاب. وجدت وأنا أقرأ عن الفيلم، حتى مشهد تسويد وجه شهيد كان نقطة مشهجرة بين مخرج الفيلم وبين شهيد عزمي نفسه، حيث تجاوز حتى تعرض المخرج ميهتا هاسنال نفسه لتسويد وجهه في عام 2000 من قبل أعضاء في حزب (شيف سينا) اليميني المتطرف، والذين عملوا به ذلك اعتراضاً منهم على فيلم له بعنوان (لا تأخذها على قلبك)، ناقش فيه المخرج مشاكل المهاجرين في مدينة مومباي، ويبدوحتى هذه التجربة المؤلمة جعلت ميهتا هاستال يدرك خطورة تسرب أخبار عن الفيلم قبل اكتماله، ولذلك قام بتصوير كثير من مشاهده في سرية تامة، لكي لا يتعرض لتعطيل التصوير، حتى أكمل الفيلم على خير ما يرام، وبدأ يناضل بعد ذلك من أجل خروجه إلى النور.

خلال مرافعة لشهيد عزمي في إحدى القضايا، يرينا الفيلم كيف من الممكن أن يثير أداؤه القانوني المتميز استفزاز المدعية العامة التي تمثل الحكومة، والتي اندفعت إلى اتهامه بأنه يدافع عن الإرهابيين بقوة، لأنه كان في السابق إرهابيا ودخل السجن على ذمة قضية إرهاب، فيرد عليها شهيد بغضب شديد، طالبا منها سحب اتهامها فورا، لأنها تهدر حق المتهمين في الدفاع والمثول أمام محاكمة عادلة، رافضا حتى يضع نفسه موضع الدفاع، ليذكرنا موقفه القوي بأن اختياره الدفاع عن المتهمين بالإرهاب، لم يكن إلا وسيلته الخاصة للرد على الظلم الذي سقط عليه من قبل، خاصة وأنه يعهد جيدا كيف من الممكن أن يتم انتزاع الإعترافات بالتعذيب، لكنه في نفس الوقت يرفض حتى يحول حياته الشخصية إلى منطلق للدفاع عن موكليه، بل يركز على استخدام ثغرات "السيستم" التي حدثه عنها رفيق سجنه، لكشف قيام أجهزة الأمن بالتلاعب في القضايا، وقيامها باستنادىء شهود زور، يمكن له بالهجريز في استجوابهم، حتى يقوم بفضح تناقضاتهم، بشكل لا يدع أمام القاضي فرصة لإدانتهم، حتى لوكان راغبا في ذلك، ليظل أقصى ما يمكن للقاضي حتى يعمله، هوحتى يقوم بعرقلة الإفراج عن المتهم أطول فترة ممكنة، لكن شهيد يواصل ضغطه بالقانون على المحكمة، حتى ينتزع لموكله البراءة، وبالطبع ستشعر بالأسى وأنت تشاهد أداء القضاة الهنود في الفيلم، وتتذكر المهازل التي يقوم بها محمد ناجي شحاتة وزملاؤه في محاكمنا الشامخة على روحها.

في تأكيد على مهارة شهيد عزمي القانونية، يروي لنا الفيلم كيف من الممكن أن استغل ثغرة في قضية فهيم أنصاري الذي تم إتهامه بالإشتراك في تفجيرات مومباي لعام 2008، حيث قام بالهجريز على خريطة زعمت أجهزة الأمن حتى موكله قام بمنحها للإرهابيين، ليستعينوا بها في التفجيرات، ورصد التناقض بين كون ملابس المتهم كلها غارقة في الدماء، بينما تخلوالخريطة التي كان يفترض أنها في جيبه من أي دماء، ليتخذ من تلك التفصيلة منطلقا لإثبات تلفيقها كدليل، وهوما أزعج الإنادىء جداً وأحرج الأجهزة الأمنية أمام الرأي العام ونسف جميع جهودها لتلفيق القضية، ليكون ذلك دافعا لتعجيل كارهي شهيد عزمي باغتياله، حيث تم إطلاق الرصاص عليه في مخطه من قبل اثنين من المسلحين، ليلقى حتفه على الفور، ولا يُخط له حتى يشهد براءة موكله التي اتىت بعد فترة من اغتياله، لأن أجهزة الأمن فشلت في تقديم أي أدلة تربط المتهم بالتفجيرات.

الجميل حتى صانع الفيلم لم ينه فيلمه باغتيال شهيد، بل اختار حتىقد يكون المشهد الأخير في قاعة المحكمة التي تنظر قضية فهيم أنصاري، حيث واصل رفاق شهيد تأدية مهمته القانونية حتى نجحوا فيها على أكمل وجه، لإيصال رسالة بأن اغتيال شهيد عزمي، وبرغم جميع ما سببه من وجع وأسى للمدافعين عن حقوق الإنسان، لم يقض على إصرارهم في استكمال مهمتهم النبيلة، في إيقاف العبث الأمني بالقانون، واستغلال مشاعر الخوف التي يشعر بها الشعب الهندي، لتقديم كباش فداء إلى الإعدام، بدلا من لقاءة حقيقة الفشل الأمني الذي يعجز عن توجيه ضربات قوية وناجعة للإرهاب.

كما قرأت، لم يلق الفيلم في البداية استقبالا جماهيريا جيدا، لكنه بتأثير الإستقبال النقدي الجيد، الذي جعل بعض المتضايقين من مضمونه يقرون بالتميز الفني الذي خلق به، مما أدى إلى ازدياد إيراداته تدريجياً، ليحقق إجمالي إيرادات وصلت إلى 400 مليون روبية، وهوما يعتبر نجاحا تجاريا مدهشا، قياساً إلى ميزانيته المنخفضة، وموضوعه المستفز للكثيرين الذين لم يقدروا تضحيات شهيد عزمي في حياته، ولم يحزنوا كثيرا على رحيله، لأن فكرة الدفاع عن أي متهم، حتى لوكان متهما في قضية إرهابية، تزعجهم وتربكهم، وهوما نشهده ونعيشه في بلادنا في السنوات الأخيرة، حيث يتشدق الكثيرون بمبادئ قانونية مثل (المتهم برئ حتى تثبت إدانته) و(لكل متهم الحق في الدفاع الذي يختاره والحق في المحاكمة العادلة)، لكنهم يصفقون لانتهاك هذه المبادئ التي تمثل جوهر العدالة، ويرحبون بتحول النظام القضائي إلى مكان لتصفية الحسابات والثأر والإنتقام وغيرها من المعاني البدائية التي تجاوزتها جميع المجتمعات المتحضرة، في الوقت الذي يبقى فيه مصير المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان، مهدداً كمصير شهيد عزمي، ويظلوا عرضة للاغتيال المعنوي والتنكيل الأمني، وربما بالقتل على أيدي المواطنين الشرفاء الذين تعرضوا لغسيل الدماغ أوالقتلة المأجورين المكلفين بإراحة السلطة مما يعرضها للصداع، في حين يتواصل تدهور قيمة العدالة وتصبح منصة القضاء مرتبطة في أذهان الناس بأسماء مثل ناجي شحاتة وشعبان الشامي وحسن فريد والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكله السّبع وأمر به ضباط الأجهزة السيادية وهم يُملون الأحكام بالتليفون.

  • فصل من كتابي (من صندوق الدنيا) الذي يصدر قريباً عن دار المشرق بإذن الله.
تاريخ النشر: 2020-06-05 07:07:34
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تاوريرت: نشوب عراك دام بعد حادث سير بين دراجة وسيارة والأمن يتدخل

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:23:23
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 79%

روسيا تطرد 8 دبلوماسيين يونانيين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:24
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

السودان: يجب التوصل لتفاهمات حول سد النهضة تراعي مصالح الدول الثلاث

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:57
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

عسير: ضبط (52560) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:23:29
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

السودان يستدعي سفيره لدى إثيوبيا بعد «إعدام» 7 جنود ومدني

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:23:22
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 95%

قتلى وجرحى بضربة صاروخية على مركز تسوّق «مكتظ» في وسط أوكرانيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:23:20
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 85%

الولايات المتحدة أمام معضلة اتهام ترمب من عدمه

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:23:17
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 88%

ليتوانيا تعلن وقوع هجوم سيبراني استهداف مواقع حكومية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:44
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

مقتل شخصين إثر اندلاع حريق في مجمع تسوق بوسط أوكرانيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:31
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

لجان المقاومة تحدد القصر الرئاسي وجهة لمواكب «30 يونيو»

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:56
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 65%

الأردن: 5 وفيات ومئات الإصابات جراء تسرب غاز بميناء العقبة (

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:38
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

الكرملين: بوتين سيشارك في قمة "مجموعة العشرين" في إندونيسيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:34
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

إحداث لجنة استطلاعية بشأن الأحداث المرتبطة بمحاولة اقتحام السياج الحديدي

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:23:27
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 81%

كوفيد-19 : 715 إصابة جديدة وأزيد من 6 ملايين و540 ألف ملقح بالكامل

المصدر: MAP ANTI-CORONA - المغرب التصنيف: صحة
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:23:13
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 88%

إسرائيل: نعمل على إنشاء تحالفا للدفاع الجوي في الشرق الأوسط

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:27
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

عضو بالسيادة السوداني يدين قتل الجيش الإثيوبي جنودا سودانيين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:41
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

اليونان تمنع أكثر من ألف مهاجر من تركيا من النزول على جزرها

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:23:21
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 91%

فريال أشرف تحقق ذهبية الكاراتيه لدورة ألعاب البحر المتوسط

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-06-27 18:22:22
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 36%

تحميل تطبيق المنصة العربية