القابون

القابون
القابون
	حي
	القابون
	الإحداثيات:
البلد	سوريا
المدينة	دمشق

القابون، حي عريق يقع في شمال شرق العاصمة السورية دمشق، يبعد عن مركز المدينة أربعة كم في منطقة مهمة بين الغوطة شرقا(بلدتي عربين وحرستا) والمدينة غربا(أراضي الصالحية)، ويجاور أحياء برزة من الشمال وجوبر من الجنوب. ويخترقه الاتستراد الدولي السريع (طريق دمشق-حمص) وعقدة طرقية مهمة (عقدة القابون). وفي الحي كراج انطلاق ووصول باصات البولمان فلذلك يعتبر القابون بوابة دمشق وأول ما يراه القادمون إلى دمشق من المناطق السورية الأخرى.

أصل التسمية

يعود تاريخ القابون إلى العهد الآرامي حيث حتى المنطقة كانت تعهد باسم "آبونا" ومعناها مكان تجمع المياه ثم حرفت الحدثة إلى القابون. حدثة (القابون) حدثة سيريانية تعني العامود وبمعنى آخر مكان تجمع المياه.

يمر بحي القابون نهرا يزيد وتورا، وهما فرعان من نهر بردى ما جعلها منطقة اصطياف واستجمام للأمراء والملوك وقد أقام بها السلطان سليم فترة من الزمن حين سقم فعهد مكان إقامته باسم "مصطبة السلطان سليم." وقد اشتهرت هذه المصطبة بوفرة الأشجار المثمرة كالمشمش والتفاح والخوخ والتوت والعنب والجارنك ونقل إليها الكثير من الورود والزهور الطبية كالختمية وغيرها. استولى على هذه المصطبة الفرنسيون في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا وأقاموا بما يعهد بالــ camp ليقيم به ضباطهم، وبعد الاستقلال أصبحت ثكنات عسكرية.

كانت تضم القابون معالم هامة (خانات ومساجد، حمامات، قصور) ولكن تهدمت جميعها إثر الزلازل القديمة ويقيت آثار تاريخية، وكان هناك عيد خاص بالقابون اسمه "عيد خميس البيض" كان يجري الاحتفال به في أول خميس من شهر نيسان في الربيع جميع عام ومرتبط بزهر اللوز الأبيض الذي يغطيها في الربيع وببيض الدجاج وتلوينه والالعاب المرتبطة به .

أهالي قابون

مسقط الحي بين الغوطة والمدينة يعطي أهالي حي القابون خلفية ريفية بطابع مدني عصري، لا سيما حتى القابون هوحي حديث الضم لمدينة دمشق حيث كان عبر العصور جزء من الغوطة الشرقية لدمشق، وبلدة ريفية سكانها فقراء قليلون يعملون بالزراعة ثم ما لبثت حتى تطورت مع الأحياء المجاورة بعد الخمسينات وتزايد عدد سكانها لتضم إلى المدينة.

أما حي تشرين شمال القابون فهويتبع إداريا للقابون لكن يتميز بكثافة السكان الذين تشكل غالبيتهم عائلات من مختلف محافظات سورية ومن مختلف الطوائف والأعراق.

يقدر عدد أهالي القابون بـ 40 ألف نسمة بينما يرتفع عدد سكان القابون على اختلاف هوياتهم ليقدر بأكثر من 80 ألف نسمة من الطوائف المتنوعة بينما جميع أهالي الحي من المسلمون السنة.

ويتحدث أهل القابون بلهجة مماثلة للهجة الغوطة لكن أرق منها وأقرب إلى اللهجة الشامية

عهدت القابون برفضها للذل وقدمت القابون الكثير من الشهداء في الحرب العالمية الأولى منهم الشهيد محمد أديب منصور الحموي وعبد السلام عبد الواحد وغيرهم كثير.

وشارك أهالي القابون في مقارعة الاستعمار حتى حتى فرنسا قصفتها بالطائرات وقدمت الكثير من الشهداء لتحرير سورية من فرنسا زاد عددهم عن خمسة عشر شهيد نذكر منهمالشهيد جميل البعلي وخليل عبد الحي وسعيد الخشن وسليمان الحلبوني الذي خط عنه أدهم الجندي في كتابه الثورة السورية، والشهيدة غزالة عثمان والشهيد محمد هولوالهبول.

وفي حرب 1948 قدمت الشهيد الملازم أول محمود البغدادي وغيره وفي حرب حزيران 1967 قدمت الشهيد فوزي البعلي وفي عام 1972 قدمت الشهيد العقيد الطيار أحمد حامد اجنيد وفي حرب تشرين قدمت كوكبة كبيرة من الشهداء منهم الشهيد علي جابرة والطيار أحمد ليلا وخليل الزهوري والأستاذ الشيخ غالب الرفاعي (ضابط المدفعية).

وفي العصر الحديث كان بها الكثير من المنشدين والمطربين كالزهوري والحواط ومؤسس رابطة المنشدين حمزة شكور وغيرهم كثير.

ومن حارتها ومزارعاها مغرسة الشوك والطاحون ومغرسة الحمام وحي السهل والعارضية وحي البعلة المنسوب إلى هنيبعل القائد القرطاجي الشهير. وخرج منها الكثير من الأبطال في الرياضة ووصل البعض منهم إلى بطولات على مستوى سورية وآسيا وبعضهم وصل في أنواع الرياضة إلى بطولة العالم، كالرفاعي والحلبوني وقاسم وخريبين وأسماء كثيرة أخرى لمعت.

أبرز فهمائها العلامة محمد حمزة والعلامة محمد علي منصورالحموي وعلى المستوى الفهمي لمعت أسماء كثيرة كالبروفسور حافظ اجنيد الذي أدهش الكثيرين في جامعات روسيا وبرع في فهم الكيمياء والنبات. وفي علوم اللغة العربية والفقه نبغ الشيخ أحمد حمزة والعلامة محمد حمزة، والعلامة محمد علي منصور الحموي الذي عهد بشجاعته وجرأته في قول حدثة الحق. ولنساء القابون ميزات بالشجاعة والبطولة وبرز الكثير منهن كالمجاهدة المناضلة لطفية عبد الواحد والمربية قمر بكار (وهي من مدينة دوما ومتزوجة في القابون).

القابون والثورة السورية 2011-2013

حي القابون وآثار التدمير بعد الثورة السورية

يعتبر القابون شرارة الثورة السورية في دمشق فكان مع حي برزة أول الأحياء التي خرجت في مظاهرات منتظمة وشهدت حراكا سلميا ابتداء من 25 آذار/مارس 2011

لكن الحقيقة حتى الأهالي أشعلوا الثورة قبل ذلك بكثير فيعتقد بأن أولى مظاهرات دمشق مظاهرة المسجد الأموي (قبل 18 آذار) كان لأهالي القابون الدور الأكبر فيها وكانوا من حرك المظاهرة في قلب دمشق وفي حي القابون. كما ان للقابون ماض في التظاهر ومقارعة نظام البعث، تجسد ذلك في انتفاضة المقبرة وانتفاضة حوادث الاتستراد الدولي في أيام الرئيس حافظ الأسد.

قدم القابون مئات الشهداء منذ شهر نيسان/أبريل 2011 حيث كان الأهالي يخرجون في مظاهرات سلمية تقابلها قوات الأمن بإطلاق الرصاص واعتنطق الشبان ويستهدفها القناصة.

وفي 15 تموز/يوليو2011 أدى إطلاق النار الكثيف على المتظاهرين وملاحقتهم بالرصاص واستهداف القناصة إلى مقتل 14 شخصا وجرح المئات فيما يعهد بمجزرة "جمعة أسرى الحرية" التي يعتقد حتى النظام ارتكبها لعرقلة تحركات المعارضة السياسية في الحي حيث كان من المقرر عقد مؤتمر المعارضة السورية في صالة في حي القابون، لكن نتيجة المجزرة لم تتمكن المعارضة من الاجتماع في الداخل وفشلت المساعي السياسية لحل الأزمة بعمل جرائم النظام وأفعاله.

في 18 تموز/يوليو2012 أدى القصف العنيف بالمروحيات والمدفعية على حي القابون واستهداف القناصة لأي حركة إلى مقتل 90 إنسان فيما يعهد بمجزرة حي القابون التي كانت في ظل ما يسمى بـ"بركان دمشق وزلزال سوريا" بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي التي حاول الجيش الحر فيها السيطرة على أحياء دمشق وشن ضربة ضد النظام.

في 27 آب/أغسطس 2012 في حادثة هي الأولى من نوعها في دمشق أسقط الجيش السوري الحر طائرة مروحية للنظام فوق حي القابون كانت تشن ضربات عديدة ضد المدنيين في القابون والأحياء المجاورة.

منذ شهر أيلول/سبتمبر 2012 يتعرض القابون وأهاليه لحالة من الحصار ويعانون من ضيق العيش، كما يقدم الحي جميع أيام شهداء جدد كثير منهم من أبناء القابون المقاتلين في الجيش السوري الحر وآخرون يستشهدون برصاص القناصة ويستهدف الحي بقذائف الهاون جميع بضعة أيام مما يسقط قتلى وجرحى أويقتصر الأمر على الأضرار المادية .

في 21 كانون الأول/ديسمبر 2012 أدى تفجير السيارة المفخخة في الشارع الرئيسي في القابون إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح آخرين إضافة إلى أضرار مادية كبيرة وسقوط أحد الأبنية.