البحث والإنقاذ

عودة للموسوعة

البحث والإنقاذ

عملية البحث والإنقاذ
A Canadian Forces CH-149 Cormorant helicopter hoists a man from a Canadian Coast Guard cutter
A SAR cruiser of the German Maritime Search and Rescue Service

البحث والإنقاذ (SAR) هوالبحث عن وتقديم المساعدات إلى الناس الذين هم في محنة أوخطر وشيك.

وعمليات البحث والانقاذ بشكل عام تضم الكثير من المجالات الفرعية، وتستند في معظمها على اعتبارات التضاريس. وتضم هذه البحث والانقاذ في الجبال، البحث والإنقاذ البري، والبحث والانقاذ في المناطق الحضرية في المدن، البحث والانقاذ القتالي في ساحة المعركة، والبحث والانقاذ البحري.

تعريفات

التاريخ

أنواع البحث والانقاذ

الانقاذ في الجبال

Rescue helicopter "Christophorus 8"
Rescue rope training

بحث والانقاذ البري

البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية

بحث والانقاذ القتالي


الإنقاذ الجوي البحري

Search and Rescue students give the "I am all right" signal to let the SAR instructors know that they are ready for further instructions at the pool on board Naval Station San Diego.

والإنقاذ البحري هوالعمل الذي يرمي إلى دفع خطر الهلاك أوالضياع أوالأذى عن الإنسان الذي فقد سفينته، أوأصبحت هذه السفينة في حكم المفقودة، والحيلولة دون تلف الأمور التي سقطت في البحر على أثر حادث بحري وبذل المساعدة للسفن المهددة بالغرق للحيلولة دون ذلك.

ومنذ عهد الإنسان البحر هابه وما يزال يهابه، وعندما أنزلت سفينة الركاب البريطانية المشهورة «تيتانيك» Titanic إلى البحر سميت بالسفينة التي لا تغرق لكنها غرقت في أول رحلة لها عام 1912.

ويمكن تلخيص عمليات الإنقاذ البحري في نوعين رئيسيين هما: إنقاذ الأشخاص وإنقاذ السفن.

تاريخ الإنقاذ البحري

يعود نشوء تنظيمات الإنقاذ الأولى إلى القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر حيث أُحدِثَت في بعض النقاط من السواحل محطات مزودة بمعدات خاصة. أمّا أول جمعية إنقاذ في أوربة فظهرت على الشواطئ البريطانية في بداية القرن التاسع عشر، ثم استكملت في عام 1854 تنظيمها وشكلها الحاليين باسم «مؤسسة سفن الإنقاذ الوطنية الملكية» Royal National Life-boat Institution.

أمّا في الولايات المتحدة الأمريكية فقد أقامت جمعية مساشوستس الإنسانية أول محطة إنقاذ مزودة بقارب، ثم ظهرت بعدها جمعيات أخرى، وانتهى المطاف بأن تولّت هذه المهمة قوات خفر السواحل Coast Guard.

الإنقاذ البحري في القانون الدولي والتشريعات الوطنية

لم تعد ترتيبات الإنقاذ وسلامة الأرواح في البحار تتوقف على شهامة ربابنة السفن والملاحين فحسب بل جعل القانون الدولي والتشريعات الوطنية هذه المهمة واجباً قانونياً، إذ نصت المادة 11 من الاتفاقية الدولية لعام 1910 المتعلقة بتوحيد بعض قواعد الإسعاف والإنقاذ في البحار على ما يلي: «على جميع ربان حتى يقدم المساعدة إلى أي إنسان مهدد بالغرق في البحر ولوكان عدواً، على ألاّ تتعرض فيها سفينته وبحارته وركابه إلى خطر جدي...» وأضافت المادةتسعة من الاتفاقية نفسها: «لا يجب أيُ جُعْل على الأشخاص المنقَذين شريطة عدم الإخلال بأحكام القوانين المحلية». وتأكد هذا الحكم في القاعدةعشرة من ملحق الاتفاقية الدولية لسلامة الأرواح في البحار لعام 1978 وفيها: «على ربان السفينة في البحر عند تلقيه إشارة صادرة من أي سفينة أوطائرة مائية أوقارب تابع لأي منهما في حالة خطر حتى يتوجه بأقصى سرعة لمساعدة الأشخاص المعرضين لكارثة...» ثم أكدت المادة 98 من الاتفاقية الدولية لقانون البحار لعام 1982 المضمون نفسه.

أما الترتيبات التي يجب حتى تتوافر في جميع سفينة لضمان حياة المبحرين فقد نادى إلى الاهتمام بها الهياج في الرأي العام الذي أحدثه غرق الباخرة «تيتانيك» والذي أدى إلى عقد أول اتفاقية دولية لسلامة الأرواح في البحار لعام 1914، وقد روجعت هذه الاتفاقية وعدّلت في الأعوام 1929 و1948 و1960 و1974. وفي عام 1979 تبنى مؤتمر هامبورگ الخاص بالنقل البحري قراراً يطلب فيه من ربابنة السفن والملاحين استخدام الكتيب المتعلق بكيفية إجراء البحث والإنقاذ طالما وقوع كوارث بحرية. وهوالكتيب الصادر عن المنظمة البحرية الدولية International Maritime Organization (IMO)


ترتيبات الإنقاذ على متن السفن

في ترتيبات الإنقاذ التي تجري على السفن في عُرض البحر يمكن التفريق بين ترتيبات وقائية حددتها الاتفاقية الدولية لسلامة الأرواح في البحار وهي تضم السفن كلها بحسب أنواعها والنشاط الذي تمارسه، وترتيبات تتخذ في حالات الخطر.

وتضم الترتيبات الوقائية ما يلي: تصميم السفينة وبناءها والتجهيزات اللازمة لسلامة الملاحة فيها، ومستويات تأهيل الربابنة والضباط والمهندسين وشروط منحهم الشهادات التي يمارسون وظائفهم بموجبها، وأهم الأجهزة التي يجب حتى تحملها السفينة لسلامة الأرواح، ولاسيما أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكية.

أما الترتيبات التي تنفذ في حالات الخطر فنوعان: إطلاق إشارات الخطر والاستغاثة واستعمال وسائل النجاة.

إشارات الخطر

اتى في الملحق أربعة للأنظمة الدولية بشأن منع التصادم في البحار لعام 1972 ما يلي: «تستخدم أوتظهر الإشارات التالية إما مشهجرة وإما منفصلة للدلالة على الخطر والحاجة إلى المساعدة:

ـ طلقة بندقية أومدفع أوأي إشارة أخرى متفجرة تطلق على مدد تستغرق دقيقة تقريباً.

ـ إصدار أصوات متصلة بوساطة أي جهاز من أجهزة التأشير في الضباب.

ـ صواريخ أوقذائف تقذف نجوماً حمراء تطلق واحدة منها جميع مرة على دفعات منظمة.

ـ إرسال إشارة بالبرق اللاسلكي أوبأي طريقة أخرى لإرسال الإشارات مكونة من مجموعة الحروف SOS بطريقة المورس [... ـ ...].

ـ إرسال إشارة بالهاتف اللاسلكي تتكون من حدثة منطوقها «مَي دِي May day» (لقاء اللفظ الفرنسي M'aidez).

ـ حمل الإشارة المتفق عليها دولياً في حالة الخطر وهي فهما إشارة يمثلان الحرفين: N في الأعلى وتحته حرف C.

ـ حمل إشارة مكونة من فهم مربع في أعلاه وأسفله كرة أوأي شيء مشابه للكرة.

ـ إشعال نار على السفينة (مثل إشعال برميل قطران أوبرميل نفط أوغيرهما).

ـ إطلاق صاروخ معلق بمظلة يصدر ضوءاً أحمر.

ـ إشارة دخان يصدر عنها دخان بلون برتنطقي فاتح.

ـ حمل الذراعين ممدودين على الجانبين وإنزالهما ببطء على نحومتكرر.

ـ إشارة الإنذار العائدة للبرق اللاسلكي.

ـ إشارة الإنذار العائدة للهاتف اللاسلكي.

ـ إشارة ترسل من الأجهزة اللاسلكية لتحديد مسقط السفينة في الحالات الطارئة.

يحظر استخدام أي من الإشارات المذكورة آنفاً إلاّ لأغراض الدلالة على الخطر والحاجة إلى المساعدة، كما يحظر استخدام الإشارات التي يمكن حتى تلتبس بالإشارات السابقة.

ـ وثمة إشارات لاسلكية معتمدة تستعملها السفن المستغيثة لكي تلتقطها المنبهات الأوتوماتية على السفن الأخرى، كما تستعمل بترة قماش برتنطقية اللون عليها مربع أسود ودائرة أوأي رمز مناسب لجلب انتباه الطائرات.

وسائل النجاة

وهي الوسائل التي تستعمل لإنقاذ الأشخاص عند تعرضهم للخطر وتصنف على النحوالتالي:

ـ الوسائل الفردية: جميع سفينة ملزمة بحمل وسيلة نجاة فردية لكل فرد من أفراد طاقمها ولكل إنسان على متنها (مع عدد احتياطي في سفن الركاب). وهناك أنواع من هذه الوسائل كسترات النجاة Life jacket والأحزمة والصِّدارات، ومعظمها محشوبالفلين. إلا أنه منذ عام 1960 جاز باستعمال سترات النجاة القابلة للنفخ بالهواء.

ـ أطواق النجاة: هي حلقات دائرية من قماش كتاني محشوة بالفلين أوبخشب خفيف، توضع في جوانب السفينة العليا، وترمى للمعرضين للغرق يتمسكون بها ريثما ينقذون. تجهز الأطواق بعوامات إشارة تعطي أنواراً تضيء ذاتياً فور إلقائها في الماء. ويحمل الطوق علاَّماً (جهاز تأشير) ينشر دخاناً بلون برتنطقي فاتح نهاراً ويضيء في الليل مدة ساعتين على الأقل.

ـ أطواف النجاة الصلبة: تصنع بأشكال مختلفة وتحتوي على خزانات طفومعدنية، ويشترط حتى تكون قابلة للإسقاط في الماء من دون حتى تصاب بعطب وألا يزيد وزنها على 181.5 كغ وأن تطفوطفواً جيداً ومتوازناً وتكون محاطة بحزام حبلي يتمسك به المعرضون للغرق.

ـ أطواف النجاة القابلة للنفخ: دخلت هذه الأطواف مجال الاستعمال في السفن البريطانية عام 1956، ثم سمحت الاتفاقية الدولية لسلامة الأرواح في البحار باستعمالها عام 1960 وعم استعمالها في جميع من سفن الركاب وسفن البضائع والقاطرات البحرية. وتصنع هذه الأطواف من أقمشة مطاطية قابلة للنفخ تلقائياً، وقد حلت محل الأطواف الصلبة في كثير من السفن.

ـ قوارب النجاة: هي قوارب مكشوفة ذات جوانب متينة البناء تزود من الداخل بخزانات طفو. ويتمتع القارب بتوازن عال في أثناء الإبحار وبارتفاع طفوكاف عند تحميله بكامل حمولته من الأشخاص والمعدات، كماقد يكون جانباه مجهزين بحزام حبلي للإمساك به من الماء.

وتزود القوارب المعدة لأكثر من اثني عشر شخصاً، إضافة إلى المعدات الملاحية والمواد التموينية بالمعدات التالية: إشارات خطر مظلية وأنوار إشارة وكشاف كهربائي صالح لإشارات مورس ومرآة إشارة بضوء النهار وصافرة وخيط صيد مع ست صنارات ومواد إسعاف أولي وتعليمات عن كيفية استعمال مختلف المعدات والتجهيزات. كما يوضع في القارب جهاز لاسلكي في مكان معين، ويكون لكل قارب بحار مؤهل من بحارة السفينة يحمل شهادة قيادة قارب نجاة.

ـ جهاز قذف حبل الرمي (الحدّاف): على جميع سفينة حتى تحمل جهازاً لقذف حبل الرمي حتى مسافة 229 متراً في طقس هادئ مع دقة في التوجيه كافية، ويجب حتىقد يكون مع الجهاز أربعة حبال رمي وأربع خرطوشات أوقذائف صاروخية وتبلغ قوة تحمل الحبل نحو113 كغ على الأقل.

عمليات الإنقاذ المنظمة من الشواطئ

نصت الاتفاقية الدولية للبحث والإنقاذ لعام 1972 على تنظيم عمليات الإنقاذ من الشواطئ وفق الخطوط العامة التالية:

تقوم الدول الأطراف في منطقة جغرافية ما بالاتفاق فيما بينها على تحديد «مناطق درس وإنقاذ» بأبعاد معينة، بصرف النظر عن حدود الولاية الوطنية في البحر للدول المعنية، وتقيم جميع دولة في القسم الذي يخضع لولايتها من منطقة البحث والإنقاذ «مركزاً واحداً أوعدة مراكز لتنسيق الإنقاذ» تكون مهمتها تطوير التنظيم الفعال لخدمات البحث والإنقاذ وتنسيق العمليات في المنطقة المحددة لكل مركز. ويربط بكل مركز تنسيق مراكز إنقاذ فرعية، وتزود مراكز التنسيق هذه بمحطات لاسلكية ساحلية ووسائل الاتصال اللازمة مع وحدات الإنقاذ التابعة لها ومع مراكز التنسيق الأخرى المجاورة. كذلك تقوم الحكومة المعنية بتكوين وحدات إنقاذ عامة أوخاصة في مواقع محددة تجهز بالوسائل المناسبة.

وقد يحدث أحياناً حتى تقع الكارثة قرب الشاطئ من جنوح سفينة إليه، فالمحطات الساحلية تعتمد على وسائل تسمى «أجهزة الإنقاذ الصاروخي» ويدير هذه المحطات عادة قوات من خفر السواحل. وتزود بمثل هذا الجهاز في العادة المحطات المقامة قرب المناطق الصخرية أوالشواطئ المرتفعة وفي الأماكن التي لا تستطيع فيها قوارب النجاة الاقتراب من الشاطئ.

إنقاذ السفن في عرض البحر

قد تتعرض السفن في عُرض البحر لحوادث خطيرة تضطر ربابنتها إلى طلب المساعدة من مصادر خارجية. وهناك حالتان للإنقاذ: الحالة الأولى عندما تكون السفينة ما تزال عائمة ولا خوف عليها من الغرق، أوجانحة جنوحاً خفيفاً كأن يحدث عطب في المحارة أوفي الدفة أوفي أجهزة الدفع الميكانيكي، فتصبح السفينة عاجزة كلياً أوجزئياً عن استئناف الإبحار، فهنا يمكن حتى تطلب السفينة المعطوبة مساعدة سفينة أخرى في الجوار، فإذا كانت السفينة في خطر داهم فلا شك في حتى الربان والبحارة سيرحبون بالمساعدة من دون أي شرط وتخضع جُعالة الإنقاذ في هذه الحالة إمّا إلى قانون المكان، وإما إلى الأعراف الدولية. أما إذا كانت السفينة وبحارتها غير معرضين لخطر مباشر فغالباً ما يجري عقد بين ربان السفينة المستنجدة والسفينة المنجدة. ولا يستحق جُعْل الإنقاذ ما لم ينجح.

أما في الحالات الصعبة كجنوح السفينة على كثيب رملي بحري بعد سرعة كبيرة فيكون الاعتماد على شركات إنقاذ مجهزة بقاطرات قوية ورافعات عائمة ومضخات قوية.

ولما كانت الغواصات تتميز بخصائص معينة تختلف عما تكون عليه الأمور في البتر البحرية الأخرى سواء أكانت تجارية أم حربية، فإنه من المفيد شرح إنقاذها بشكل موجز.

إنقاذ رجال الغواصات

قد تعجز الغواصات عن الصعود إلى سطح الماء لخلل فني أصابها. وعندما يتقرر إخلاؤها، يتوجه طاقمها إلى قطاعات النجاة مرتدين سترات النجاة، ويتوزعون زمراً صغيرة. تدخل الزمرة حجرة صغيرة تدعى حجرة الغَمْر Lock وتكون ذات نهاية أسطوانية، ويكون الدخول من نافذة في قعر الحجرة، وثمة نافذتان أخريان إحداهما في قمة الحجرة والأخرى على الجانب. تغلق نافذة القعر بعد دخول الزمرة ويفتح صمام تدفّق الماء فيدخل الماء إلى الحجرة حتى يصبح مستواه أعلى من النافذة الجانبية، ويجري عندها إدخال الهواء المضغوط إلى الجزء العلوي من الحجرة لإيقاف استمرار ازدياد الماء ليستطيع الرجال التنفس براحة في فقاعة الهواء فوق سطح الماء في الحجرة. وينفخ الرجال سترات النجاة استعداداً للمغادرة، ثم يملأ الأول من الخارجين رئتيه بالهواء، ويمر من النافذة الجانبية ويزفر بأقوى ما يستطيع في أثناء صعوده السريع إلى السطح، إذ إذا أي كمية هواء تظل في صدره ستتمدد على السطح بتناقص ضغط الماء ويمكن حتى تؤدي إلى انفجار في رئتيه، ويتوالى سائر الأفراد على هذه الطريقة، ثم يغلق آخر رجل النافذة الجانبية بعد مروره منها (ويمكن حتى يُغلق من داخل الغواصة)، وتفرغ الحجرة من الماء لتدخلها الزمرة التالية لمتابعة عملية الإنقاذ.

وترسل أحياناً من السطح إلى الغواصة المعطوبة في الأسفل، حجرة إنقاذ أسطوانية كتيمة ذات نافذتين علوية وسفلية، تتصل من الأسفل، وعلى تام جدران الأسطوانة، بجزء مكمل للحجرة يسمى الثوب Shirt. تحدد الغواصة المعطوبة مسقطها بإطلاق عوامة تطفوعلى السطح ساحبة معها سلكاً متصلاً بنافذة على سطح الغواصة تستعين به حجرة الإنقاذ التي يقودها اثنان من الملاحين المهرة في إيجاد طريقها إلى نافذة الغواصة بأن تلف السلك على ملفاف Winch داخل الثوب.

الإنقاذ بوساطة الطائرات العمودية (الحوامات)

منذ الحرب الكورية (1950- 1953) أثبتت الحوامة فعالية مهمة في عمليات الإنقاذ، لما تتمتع به من خصائص ومزايا لا تتوافر لأصناف الطيران الأخرى. فهي قادرة على التدخل السريع إلى جانب إمكان التحليق مدة طويلة فوق الهدف، كما يمكنها حتى تهبط فوق سطح الماء إذا ما زودت بطوافات على شكل «بالون» كبير يوضع بدل الزحافة أوالعجلة، وبإمكانها حتى تهبط على سطح السفن وخاصة الكبيرة منها مثل ناقلات النفط، ولهذه الغاية يرسم في مكان محدد على سطح السفينة دائرة في وسطها حرف H دلالة على حتى في وسعها استقبال الحوامات عند اللزوم.

وثمة أنواع من الحوامات مزودة بأجهزة تلفزيونية للعمل في حالات الرؤية السيئة، وأجهزة تعمل بالأشعة تحت الحمراء للعمل في الليل. وقد أصبحت الحوامة وسيلة أساسية من وسائل الإنقاذ التي تستعملها السلطات الساحلية البحرية (خفر السواحل) في الدول البحرية.

الإنقاذ البحري والاتصالات اللاسلكية

إن النظام الدولي للاستغاثة والسلامة في البحار، الذي تعمل المنظمة البحرية الدولية IMO على إقامته، يستند في أساسه إلى تقنيات الاتصالات اللاسلكية المتطورة، والاتصالات عن طريق السواتل الصنعية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية ITU، وقد مر هذا النظام بمراحل تاريخية فرضتها التجارب والتطور الفهمي والتقني.

إن أول حادث استخدم فيه البرق اللاسلكي لإنقاذ الأرواح في البحار كان في آذار 1899، عندما استخدمت سفينة منارة قرب دوفر جهاز برق لاسلكياً من طراز ماركوني لإرسال إشارة تنبئ بجنوح السفينة التجارية «إلبة» Elbe، وأوفد إليها قارب نجاة فور تلقي البرقية فوصل في الوقت المناسب، وأنقذت بحارة السفينة. وفي عام 1900 جرى حادث مشابه في روسية، فأوفدت برقية باستخدام جهاز مصنوع فيها، وأنقذ صيادون حوصروا بالجليد في خليج فنلندة.

وفي عام 1903، وبعد أول اتصال لاسلكي جرى عبر المحيط الأطلسي، عقد في برلين]] مؤتمر لإقامة تنظيم دولي للاتصالات اللاسلكية.

وفي عام 1909 اصطدمت السفينتان رِبَبْليك Republic وفولتورنوVolturno في عرض البحر قرب شواطئ الولايات المتحدة الأمريكية، وتلقت محطة لاسلكية ساحلية نداء الاستغاثة، وبعد 30 دقيقة وصلت سفينة مزودة بجهاز راديوإلى مسقط الحادث وأمكنها إنقاذ 1700 إنسان وتجنب كارثة محققة.

خدمة التنصت على السفن: حين غرقت السفينة تيتانيك بعد ساعة من اصطدامها بجبل جليدي عائم لقي 1500 إنسان حتفهم، وأُنقذ أكثر من 700 إنسان بمساعدة سفينة الخطوط المنتظمة كارباثيا Carpathia التي التقطت برقية الاستغاثة، على حين لم تستطع السفينة كليفورنيا California تقديم أي مساعدة مع أنها كانت على مقربة من الحادث نسبياً، لأن ضابط اللاسلكي لم يكن قائماً بخدمة التنصت، ولولا ذلك ما بلغت الكارثة هذا المبلغ المروّع. وفي إثر هذا الحادث وضعت الاتفاقية الدولية الأولى لسلامة الأرواح في البحار «سولاس» SOLAS ؛ وهي الحروف الأولى من تعبير Safety of Life at Sea باللغة الإنجليزية، واتفق على إلزام السفن التي تقوم بنقل أكثر من خمسين راكباً حمل أجهزة لاسلكية لا يقل مداها عن 100 ميل بحري، وإلزام سفن الركاب الكبيرة بتوفير خدمة تنصت لاسلكي دائمة.

ـ نظام الإنذار الآلي بالبرق اللاسلكي: تبنت الدول المعنية في عام 1929 اتفاقية «سولاس» جديدة استفادت من التطور التقني الذي تحقق في المدة بين الاتفاقيتين، وتبنت نظام إنذار آلي للبرق اللاسلكي، وأعفت السفن المجهزة بهذا النظام من التنصت الدائم.

تزويد قوارب النجاة بأجهزة لاسلكية

شرع منذ عام 1914 بتزويد قوارب النجاة بأجهزة لاسلكية ولم يكن هذا من قبل ذلك إجبارياً، وعلى أثر غرق السفينة تريفيسَّا Trevessa عام 1923، والتاتى طاقم السفينة إلى قاربي نجاة وبقائهم تائهين في البحر مدة 22 ـ 27 يوماً قبل وصولهم إلى جزيرة موريس، هجرزت القناعة بضرورة إيجاد قاعدة ملزمة بتزويد قوارب النجاة بأجهزة لاسلكية في سفن الركاب الكبيرة.

تزويد سفن الشحن بأجهزة البرق اللاسلكي والهاتف اللاسلكي

في أثناء مراجعة اتفاقية سولاس للمرة الثالثة عام 1948؛ ألزمت جميع من سفن الركاب وسفن الشحن من حمولة 1600 طن متري فما فوق حتى تزود بأجهزة برق لاسلكي، وروعيت المستجدات الحاصلة في مجال الاتصالات اللاسلكية آنئذ ولاسيما استخدام الهاتف اللاسلكي.

أجهزة الإرشاد اللاسلكية لتحديد مواقع الكوارث RLS

وهي الأحرف الأولى من العبارة الفرنسية Radiobalise Pour la Localisation des Sinistres تقوم هذه الأجهزة بإرسال إشارة الاستغاثة آلياً طالما غرق السفينة المفاجئ، ويمكن استعمالها على قوارب وأطواف للنجاة. وفي عام 1979 اتخذت المنظمة البحرية الدولية IMO قرارات أوصت بموجبها حتىقد يكون وجود هذه الأجهزة على السفن إجبارياً، وقد طبقت ذلك بعض الدول.

الإنقاذ البحري والسواتل الصنعية

في عام 1962 وضع أول ساتل صنعي عالمي للاتصالات «تلستار» Telstar على مداره وصار بالإمكان إرسال برقيات لاسلكية موجهة إلى الساتل الصنعي، وهويحولها إلى المكان المقصود على وجه الأرض، وصار نقل الصوت والصورة آنياً من مكان إلى آخر على سطح الكرة الأرضية أمراً ممكناً وبمواصفات عالية.

في عام 1966 بدأت المنظمة البحرية الدولية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات اللاسلكية تعمل على إقامة نظام اتصالات لاسلكية للملاحة البحرية بالاستعانة بالسواتل الصنعية، وقد تحققت فوائد كثيرة بوساطة هذه الاتصالات. وفي عام 1976 عقدت اتفاقية دولية تحت إشراف المنظمة البحرية الدولية، غايتها إحداث منظمة دولية للاتصالات اللاسلكية البحرية عن طريق السواتل الصنعية سميت «إنمارسات» Inmarsat، ودخلت حيز التطبيق عام 1979.

ويستعمل نظام إنمارسات سواتل صنعية فوق المحيط الأطلسي والمحيط الهندي والمحيط الهادئ، تغطي من مواقعها الثلاثة الكرة الأرضية حتى خط العرض 75ْ شمالاً ومثله جنوباً، وبقيت خارج مداها المناطق القطبية فقط حيث الملاحة قليلة الكثافة.

إن المزية الأساسية لهذا النظام في نظر المنظمة البحرية هوتحسين الاتصالات بقصد السلامة البحرية، وتعد المنظمة البحرية الدولية نظاماً جديداً كلياً للاستغاثة والسلامة، يعتمد في معظمه على نظام إنمارسات، ويرمز للنظام الجديد المستقبلي باسم FSMDSM وهي الحروف الأولى من تعبير Futur systéme mondial de détresse et de sécurité en mer، وهذا النظام بدأ عمله في التسعينات. ومن جهة أخرى فقد طلبت المنظمة البحرية الدولية إدخال أجهزة الإشارة اللاسلكية لتحديد مواقع الكوارث في نظام إنمارسات، وكانت تجربة رائدة عندما تمّ ربط أجهزة الإشارة اللاسلكية لتحديد مواقع الكوارث (الذي يرمز له بـ RLS) بالسواتل الصنعية العاملة على المدارات القطبية، وقد يوفر ذلك تغطية عالمية فيصبح بالإمكان تحديد مسقط جهاز الإشارة اللاسلكية الذي يبث في مكان ما بدقة كبيرة. وقد حدثت بالعمل عمليات إنقاذ بالتقاط إشارات الاستغاثة من هذا النظام الجديد الذي رمز إليه بالحروف COSPAS-SARSAT وتشارك فيه جميع من: كندا وفرنسة وروسية الاتحادية والولايات المتحدة والنروج والمملكة المتحدة.

ولنقد يكون لإشارات مورس في المستقبل أي مكان أمام استخدام الهاتف اللاسلكي والنداء الاصطفائي الرقمي والطباعة اللاسلكية.


مسؤولية التقسيمات الدولية في البحث والانقاذ

المياه الدولية

الأمم المتحدة

البحث والإنقاذ حسب الدولة

استراليا

BSAR searchers at Mount Dom Dom

أذربيجان

بلجيكا

البرازيل

كندا

Canadian Forces CC-115 Buffalo fixed wing SAR aircraft from 442 Transport and Rescue Squadron.
CH-146 Griffon in SAR markings
ملف:HMCS Saskatoon.jpg
and CH-149 Cormorant SAR helicopter

الدنمارك

Royal Danish Air Force S-61A with its rescue swimmer

إستونيا

فنلندا

ألمانيا

A cruiser of the DGzRS and a SeaKing helicopter of the German Navy

هونج كونج

أيسلندا

Icelandic Coast Guard Eurocopter AS-365N Dauphin 2 helicopter

أيرلندا

A search and rescue demonstration by an Irish Coast Guard Sikorsky S-61 helicopter and a RNLI lifeboat.

شرق المتوسط

حدود البحث والإنقاذ، حسب تدريب قامت به البحرية الملكية البريطانية مع البحرية القبرصية، فيثمانية مارس 2019. المصدر: تغريدة من السفارة البريطانية في نيقوسيا.


إسرائيل

مروحية تابعة لـ ماگن داڤيد أدوم

إمكانات البحث والإنقاذ الإسرائيلية

  • جيش الدفاع الإسرائيلي
  • الهيئة الطبية (اسرائيل)
  • قيادة الجبهة الداخلية
    • Bahad 16
    • Oketz Unit
  • شرطة اسرائيل
  • IsraAid
  • ماگن داڤيد أدوم
  • زكا

إيطاليا

Italian AgustaWestland AW139 for sea rescue.

ماكاو

مالطا

هولندا

نيوزلندا

النرويج

The veteran Norwegian rescue ship Biskop Hvoslef

البرتغال

پولندا

Polish Navy W-3 Sokół SAR helicopter hoists a crew member

جنوب أفريقيا

إسبانيا

CASA CN-235 Maritime Patrol aircraft of the Sociedad de Salvamento y Seguridad Maritima.
  • البحرية الاسبانية
  • القوات الجوية الاسبانية
  • خدمة مراقبة الجمارك
  • خدمة الملاحة البحرية من الحرس المدني
  • معهد البحرية الاجتماعية
  • الصليب الأحمر الإسباني

السويد

سويسرا

REGA Agusta A109 K2.

أوكرانيا

المملكة المتحدة

Royal Air Force Westland Sea King

الولايات المتحدة الأمريكية

نطقب:الرئيسية

ڤيتنام

الطائرات

  • AgustaWestland AW109
  • AgustaWestland AW139
  • AgustaWestland AW101
    • AgustaWestland CH-149 Cormorant
  • Bell UH-1 Iroquois
    • Bell CH-146 Griffon
  • Boeing Vertol CH-46 Sea Knight
    • Boeing Vertol CH-113 Labrador and 113A Voyageur
  • Eurocopter Dauphin
    • HH-65 Dolphin
    • Eurocopter AS365 Dauphin
  • Eurocopter Super Puma
  • Sikorsky S-61
  • Sikorsky S-70
    • Sikorsky HH-60 Jayhawk
    • Sikorsky HH-60 Pave Hawk
  • Sikorsky S-76
  • Sikorsky CH-148 Cyclone
  • Westland Sea King

انظر أيضاً

  • Bayesian search theory
  • Cave rescue
  • Coast Guard
  • Cospas-Sarsat
  • Emergency Position-Indicating Radio Beacon (EPIRB)
  • International Search and Rescue Competition
  • Rescue robot
  • Search and Rescue Optimal Planning System (SAROPS)
  • Ski patrol

المصادر

  1. ^ الإنقاذ البحري. "أحمد هشام أورفلي". الموسوعة العربية.

وصلات خارجية

  • البحث والإنقاذ at the Open Directory Project
  • Rotary rescue Extract from Jane's Defence Weekly article (3 August 2006)
  • InternetSAR.org Volunteer Project
  • Norwegian Meteorological Institute -- Maritime Drift Models Handbook
تاريخ النشر: 2020-06-05 18:08:19
التصنيفات: Articles with short description, صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, Commons category link is locally defined, الإنقاذ, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مقترح بتكوين لجان مشتركة قطاعيّة بين تونس وزامبيا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

نجم البطولة الالمانية يمضي لريال مدريد

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:57
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

تامر هجرس يكشف لـ"الدستور" شخصيته في "شوجر دادي"

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:34
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 65%

وزير شئون القدس يوضح لـ"الدستور" خطورة تقسيم المسجد الأقصى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

حرائق الغابات تلقي بظلالها على كندا وتؤثر على جودة الهواء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:38
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

خبير اقتصادى: جولة الرئيس السيسى توسع آفاق التعاون بالقارة السمراء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:45
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

18 مصريا ضمن القائمة الطويلة لجائزة "كتارا" فئة الرواية المنشورة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:53
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

بسبب الحرائق.. الأبخرة الضبابية تجتاح الغابات الكندية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:37
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

بعد تحذير وزارة الصحة.. كيف يمكن حماية العيون خلال أداء موسم الحج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:47
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

سيدي بوزيد: استرجاع عقار دولي فلاحي بحكم قضائي.

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:22:02
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

بودربالة يستقبل سفير فنزويلا بتونس

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:22:00
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

تفاصيل تجربة أول رواية عربية مكتوبة باستخدام الذكاء الاصطناعى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

أول ظهور للفنان حسام داغر بعد خروجه من المستشفى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-07 18:21:33
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية