دير عطية

عودة للموسوعة

دير عطية

ديرعطية
ديرعطية
ديرعطية
المسقط في سوريا
الإحداثيات: Coordinates:
البلد  سوريا
المحافظة محافظة ريف دمشق
المنطقة النبك
الارتفاع 1٬250 m (4٬100 ft)
التعداد(2004)
 • الإجمالي 29٬254


ملف:Dair Atiah.PNG
تعليق

دير عطية مدينة صغيرة في سورية ، تقع بين جبال القلمون وسلسلة جبال لبنان الشرقية ، تبعد 88 كم إلى الشمال من العاصمة دمشق، على الطريق المؤدي إلى مدينة حمص، تعداد سكانها لعام 2003 يزيد عن 20000 ألف نسمة.

نظراً لطبيعة هذه المنطقة الشبه جافة حيث لا يزيد معدل الأمطار عن 125 ملم سنوياً، مما أدى إلى إغتراب أهلها شرقاً وغرباً ، حيث سافر الكثير منهم في أوائل القرن العشرين إلى الأمريكيتين،وبعد ظهور فرص العمل في دول الخليج وحتى شرق آسيا الأمر الذي أدى إلى نقل تجارب هؤلاء المغتربين الناجحة فيتم تطبيقها في مدينتهم التي لطالما يطلقون عليها الضيعة،آه منها حدثة يتشوق لها جميع المغتربين مرددين لها جميع حين . تتميز ديرعطية بمتحفها الذي يضم آثاراً من جميع العصور التي مرت بها هذه المدينة، والمدينة الرياضية التي تريك مدى تطور وتنظيم ورقي هذه البلدة، كما يوجد بها مركز ثقافي، ونشاطات أخرى متفرقة. تنتشر فيها كروم العنب وأشجار المشمش والكرز والتين وفواكه كثيرة أخرى لها طعمها الخاص .

افتتحت بدير عطية عام 2003 أول جامعة خاصة في سورية .

عاش سكان ديرعطية مسلمون منهم ومسيحيون جنباً إلى جنب،غلب على طابع علاقاتهم التسامح والمحبة.

تعود أهل هذه المدينة على مشروب يقدم ساخناً يدعى المته حيث استحضرها أهل ديرعطية المغتربين من أميركا الجنوبية، فإذا نادىك أحدهم " تعال نشرب متة" فهي ليست دعوة لشرب المتة فقط ، إنما هي إحدى علامات كرم أهل هذه المنطقة ففي أي وقت تقرع باب أحدهم سيستقبلك بحدثات ترحاب وود .

يشتهر أهل ديرعطية بنسبة المثقفين وخريجي المعاهد والجامعات العالية في مختلف الاختصاصات .

مجموعة مختارة من الصور.


تاريخ ديرعطية

يقرن المؤرخون اسم ديرعطية بالقائد الروماني تيودوس بولس ومعنى ذلك عطاء الله وارتبط هذا الاسم بأذهان الأجيال التي تعاقبت على ديرعطية في مسيرة عمرها الممتدة إلى أكثر من ألف عام على الرغم من عدم وجود مكتشفات أثرية تشير للعمر الحقيقي للبلدة باستثناء القنوات الرومانية القديمة ولهذا اتصف سكان البلدة بأنهم مثالا للحيوية والتجديد والمقدرة على الانتنطق من فترة إلى فترة والتعامل مع الواقع ببساطة شديدة . تقع ديرعطية على المنحدر الشمالي لهضبة القلمون بين جبال لبنان الشرقية غربا وجبل ديرعطية شرقا متوسطة الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص شمال مدينة النبكثمانية كم

إن العوامل الطبيعية لديرعطية ساعدت في تمكين الإنسان من الاستفادة من المياه الجوفية الواقعة في هذا الوادي المحصور بين جبلين ولهذا نجد الكثير من الأقنية الرومانية والتي تبدأ في منطقة يبرود القريبة من ديرعطية .

تتمتع ديرعطية بمناخ معتدل صيفا وبارد شتاء إذ حتى ديرعطية تقع على ارتفاع1250متر

عن سطح البحر الأمر الذي جعلها تشع حيوية في الصيف وتعاني من صقيع الشتاء إذ يمضي أهلها أوقاتهم بجانب مواقد الحطب يتناولون حديث الذكريات

تدل الشواهد التاريخية الموجودة في ديرعطية أنها ليست اقل قدما من النبك أوقارة المجاورتين لديرعطية حيث إذا البلدتين مرّتا بنفس الظروف الطبيعية لديرعطية كما إذا تسميتها تعيد للأذهان عهد القرون الأولى للمسيحية وكذلك للفترة البيزنطية التي انتشرت فيها الأديرة على نطاق واسع في القرن الخامس الميلادي اوحتى قبل ذلك إلى الفترة الآرامية التي ازدهرت فيها أساليب الري والزراعة والموجود مثيلاتها في ديرعطية كما تشير وثائق الوقف الخاصة بديرعطية والتي تعود إلى أوائل القرن الثامن الهجري الذي شهد نهضة ديرعطية الأولى والتي تضمنت وجود قناة قديمة وارض معتملة وسهل ووعر وصير

على الرغم من وجود جميع تلك المقومات التاريخية إلا حتى اسم ديرعطية لم يرد في خط ومؤلفات الرحالة والجغرافيين والمؤرخين في العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة غير حتى المسقط الجغرافي لديرعطية يقدم تعليلا مقنعا لهذا الإغفال الذي لا يدخل الإهمال وإنما لأن الرحالة والباحثين سلكوا الطريق السلطاني الذي يمر على بعد ثلاث كيلومترات إلى الغرب من ديرعطية وكذلك وجود مجموعة من التلال إلى الغرب من ديرعطية القديمة ولاسيما رابية القاموع قد أدت إلى حجبها عن الأنظار ويزيد من ذلك الاحتجاب وجود البلدة القديمة في المنطقة المنخفضة من منحدرات وادي المجر وسط منظومة من التلال تحيطها من معظم الجهات باستثناء الشرق .

إن اجتياز المنطقة في فصل الشتاء القاسي البرودة قد جعل المسافرين على الطريق السلطاني لايلوون على شيء في حركتهم بين قارة والنبك لما يتعرضون له من تيار ريح بارد مثله من وادي الزمراني في جبال لبنان الشرقية الواقعة للغرب من البلدة.

ومازالت ذكرى البرودة القارسة محفورة في ذهن ذلك الشاعر العاشق عندما نطق :

ولما سقتني في الهجير رضابها تذكرت أني بين قارة والنبك

هذا بالإضافة إلى القول المعروف والمتداول بين أهالي المنطقة ما بين قارة والنبك البنات البكر بتبكي .

وتدل الشواهد المتبقية إلى حتى السيدة خاتون وفدت إلى دير عطية منذ ما يزيد عن سبعمائة سنة وحطت رحالها على القناة الرومانية المعروفة بعذوبة مائها وبرودته حتى في فصل الصيف وقد أعجبت السيدة خاتون وصحبها بجمال الطبيعة ونقاوة الهواء فطابت لها الإقامة وجعلت دير عطية مقرها الرسمي.

إن الوثيقة التاريخية التي أوصت بها السيدة خاتون وأعطت بها الأراضي لعدد من جنودها ومساعديها جعلها تحرص على إقامة تجمع نموذجي يضم حماماً عاماً يُعتبر من أقدم الحمامات في سورية كذلك أقامت أربع طواحين للحبوب التي تشتهر دير عطية بإنتاجها.

ان السيدة خاتون وهي ابنة أحد القادة الأيوبيين جعلت طواحين الحبوب والحمام العام وقفاً ذرياً يوزع إيراداته على مجموعة من العائلات من أبناء البلدة في وثيقة تاريخية.

كما جعلت السيدة خاتون الوقف للذكور دون الإناث وقد خصصت جزء من موارد أملاكها في دمشق لصيانة القناة الرومانية ولذلك لم تكن أراضي دير عطية تخضع للطابو[التمليك] حتى عهد قريب.

في تنشيط للذاكرة الشعبية من أبناء البلدة والمناطق المجاورة تشير بعض الروايات إلى ان ديرعطية شهدت في أواخر القرن الماضي حدثين هامين أحدهما صحي والآخر اقتصادي ففي المجال الصحي تقول الروايات إذا أهالي ديرعطية تعرضوا إلى وباء الكوليرا وأطلقوا عليه الواغش وقد توفي في يوم واحد ما يزيد عن خمس وسبعون شخصا وفي المجال الاقتصادي تشير الروايات الشفهية إلى حتى ديرعطية تعرضت شأنها في ذلك شأن أكثر مناطق بلاد الشام إلى مجاعة شديدة مع بداية الحرب العالمية الأولى وذلك بسبب الحروب العثمانية حيث استولت الدولة العثمانية في ذلك الوقت على جميع المحاصيل الزراعية وصادرتها كذلك سلبت الفلاحين ما يمتلكون من حيوانات ولم تكتف بذلك بل جندت شباب البلدة وأخذتهم للحرب وهوما يُعهد لدى كبار أهالي البلدة بـ [حرب التجمع] وتأكد روايات المعمرين من أهالي البلدة حتى عددا من أبناء البلدة قد مضى للمشاركة في حرب البلقان التي جرت في أواخر القرن الماضي وكذلك حرب اليمن والتي كانت تم بين القوات العثمانية وهذه ونظرا لانعدام القوت اليومي قد اضطروا إلى خبز التمير وهونبات عشبي درني ينموتحت سطح التربة مثل ثمار البطاطا ولكن بحجم اصغر بكثير .

لقد أدى ذلك إلى مجاعة كبيرة وإزاء هذا الواقع المؤلم اضطر كثير من أهالي البلدة للهجرة إلى أمريكا الجنوبية خاصةً الأرجنتين إذ تبلغ نسبـة المهاجرين إلى ما يُقارب 25% - وقد حقق هؤلاء المغتربون نجاحات باهرة في المجال الاقتصادي حيث يؤكد الكثير ممن عادوا إلى الوطن حتى عدداً من أبناء دير عطية يمتلكون مزارع كبيرة ومتاجر متميزة ومصانع مشهورة وقد كان للأموال التي يعود بها هؤلاء المغتربون أويرسلونها لأهاليهم كبير الأثر في تطور القرية وتقدمها مما أدى إلى توفير حياة رغيدة لأبنائها خاصةً في مجال التعليم مما ساعد في القضاء على الأمية بشكلٍ تام بين الرجال والنساء وقد استمرت الهجرة إلى أمريكا الشمالية حتى عام 1930 تقريباً إذ شهدت البلدة موجة جديدة من الهجرة في اتجاهٍ آخر ألا وهوفلسطين وقد عمل أبناء البلدة في المجال العمراني نظراً لما يتمتعون به من كفاءةٍ عالية في هذا المجال خاصةً بناء الحجر والقناطر وقد تأثرت هذه الفترة من الهجرة بما صاحبها من نكبة 1948 حيث عاد الأهالي إلى البلدة غير حتى ظروف الحياة الاقتصادية الصعبة في دير عطية وما اتصف به الأهالي من مستوى معيشي عالٍ وقلة الموارد الاقتصادية نظراً لشح الماء الذي أثر على الزراعة دفع الأهالي إلى البحث عن طرق جديدة للهجرة إلى جانب عمل الاهالي في موسم الحصاد فيما عهد بحصيدة شمال التي يشهجر فيها الرجال والنساء ويتبارزون ايضا في السرعة والمهارة كانت السعودية هي المحطة الجديدة هذه المرة ثم تبعها أفواج من الشباب إلى الكويت وفي الستينات من القرن الحالي بدأت طلائع المغتربين من الشباب الباحث عن الأمل المُشرق والغد الواعد بالسفر إلى ليبيا ودولة الإمارات مما يشير على مدى اعتماد أهالي البلدة على الهجـرة وحبهم للسفر والسعي إلى تحسين ظروف معيشتهم ولهذا يربوعدد المهاجرين من أبناء البلدة عن 60% من سذكور القرية ممن هم في سن العمل المناسبة.

إن هؤلاء المغتربين وبالرغم مما يتحملونه من مشاق السفر وآلام الغربة كان لهم دور كبير بما تشهده دير عطية اليوم من تطور عمراني ونهضة شاملة ومستوى فهمي واجتماعي متقدم يتميز عن كثير من مثيلاتها في قرى ومدن القطر العربي السوري.

يتميز أبناء دير عطية بروح الجماعة وحب التعاون والهوس الثقافي حتى يُمكن القول إذا الأمية بين الذكور تكاد تكون معدومة منذ مطلع القرن العشرين كما حتى تعليم الإناث قد بدأ في مراحل متقدمة مما يمكن القول حتى 50% من الإناث يعهد القراءة منذ مطلع القرن العشرين.

أهالي دير عطية مضيافون ويحبون الغرباء ولهذا فان ديرعطية شهدت موجة من الهجرات إليها ووجد الوافدون إلى ديرعطية جميع متطلبات الحياة من أمن وأمان وقد انصهر هؤلاء الناس ضمن أهالي البلدة واصبحوا من أهلها غير حتى التسمية التي أطلقت عليهم فإنها وما تزال حتى الآن دلالة حقيقية على المناطق التي وفدوا منها مثل بيت الزحيلي نسبة إلى زحلة وبيت الحمصي نسبة إلى حمص وبيت الفليطاني نسبة إلى فليطة وبيت القرواني نسبة إلى القريتين وبيت الهندي وبيت المصري وبيت البريجاوي إذا ما تقدم يعطي انطباعا عن ما تتصف به البلدة من إمكانيات الاستقرار وعوامل الحياة المناسبة .

لقد استمرء أهالي البلدة هذه الصفة الحميدة وساروا عليها ولهذا فإنك لا تجد في دير عطية وحتى وقت قريب أي فندق أومطعم لأن أي عابر سبيل يفد إلى دير عطية لابد وأن يجد من يوفر له حسن الضيافة وطيب الإقامة ومعروف حتى بيوت أهالي دير عطية مفتوحة الأبواب مُرحبة بالضيوف سواء من أهالي البلدة أومن خارجها ولعل ما اشتهر به أهالي دير عطية أنهم في الماضي كانوا يُكثرون من تجهيز العروس بالفرش والمخدات تحسباً لقدوم هؤلاء الضيوف مما يجعل منازل القرية في استعداد دائم. إن دير عطية مازالت حتى اليوم بدون فندق مع كثرة الوافدين إليها خاصةً في فصـل الصيف الذين لا يجدون صعوبة في إيجاد أصدقاء ومعارف يُحسنون ضيافتهم ويكرمون إقامتهم.


الاقتصاد

كانت بلدة دير عطية حتى عهدٍ قريب تعتمد في حياتها الاقتصادية على موردين أساسيين هما الزراعة والصناعة. ففي المجال الزراعي: اشتهرت دير عطية بزراعة الأشجار المُثمرة كالعنب والمشمش والجوز والإجاص، وقد أدت هذه المحاصيل الزراعية إلى ازدهار صناعة الدبس وشهدت دير عطية في وقت من الأوقات وجود خمس معاصر للدبس تصدر منتجاتها إلى القُرى المجاورة وبعض المدن ولم يقتصر إنتاج دير عطيـة على الدبس فقط بل أصبح القمردين من المنتجات الصناعية المعروفة في دير عطية والمتميزة بطعمٍ لذيذ لا يتصف به غيره.

كذلك اشتهرت دير عطية بزراعة الجزر والبطاطا واللفت نظراً لطبيعة أراضيها وعذوبة مائها حتى حتى الباعة المتجولون في مدينة دمشق ينادون لترويج بضاعتهم باللفت الدير عطاني المشهور في صناعة المخلل إلى جانب الجزر أيضاً.

كما اشتهرت دير عطية بإنتاج أصناف عديدة من القمح الأبيض والأسمر المروي والبعلي نظراً لطبيعة مناخ البلدة ووجود زراعة السقي والبعل وكان القمح مصدراً هاماً للدخل ووسيلة هامة يُحدد على أساسها المستوى الاقتصادي للعائلة وذلك لقيمته الاقتصادية والغذائية ولهذا تجد تجارا كثيرون يتجولون في البلدة يشترون القمح والبرغل والكشك ومن هنا احتل القمح مكانة الصدارة في المجال الاقتصادي ويُقام على إيراداته مشاريع الزواج والبناء ولهذا فإن مادة القمح في دير عطية رمزاً أساسياً ومادة مُقدسة لهم فهي مصدر قوتهم اليومي سواءً بالخبز أوالبُرغل أومشتقاته من المأكولات اليومية.

لم يقتصر نشاط الأهالي على المجال الزراعي فقط بل امتد إلى المجال الصناعي أيضاً: وكانت دير عطية تشتهر بصناعة البسط والعبي المصنوع من صوف الغنم وشعر الماعز ووبر الجمال وحتى وقت قريب تضم ديرعطية سوقاً يُسمى بسوق الحدادين وهذا السوق يضم في جنباته صُنَّاعاً مهرة يُنتجون ما يحتاج إليه الفلاحون من معدات تُستخدم في الزراعـة وفي حياتهم اليومية وكانت صادرات هذا السوق تصل إلى القرى المجاورة بل وتُنافس صناعات أخرى.

لقد اشتهرت دير عطية أيضاً بصناعة تراثية أخرى ألا وهي صناعة جران القهوة التي كانت مطلوبة في ذلك الوقت وكانت أشجار الجوز المنتشرة في دير عطية مصدراً أساسياً لهذه الصناعة إلى جانب صناعة النوارج والأبواب والكثير من الصناعات الأخرى.

لقد عهد أهالي دير عطية في بناء القناطر وبناء أحجار النحيت ولهذا فإن الكثير من هؤلاء الصُناع المهرة كانوا يُغادرون البلدة مع بداية فصل الشتاء القارس البرودة إلى دمشـق للمساهمة في مشاريع البناء لتوفير مصـدر للرزق لعائلاتهم وقد أدى ذلك إلى وجـود أعداد كبيرة من أبناء البلدة في مدينة دمشق وأقاموا أحياء بكاملها أدت فيما بعد إلى استقرارٍ تام فيها.

الحياة الاجتماعية

يميز أهالي دير عطية بالألفة والمحبة والتعاون فيما بينهم وقد اشتهرت البلدة بروح المودة من خلال تآلف أسري يضم جميع سكانها فمنذ القدم كانت القرية تعبير عن منزل واحد فعندما تُغلق بواباتها الأربع عند مغيب الشمس تصبح البلدة في الداخل أسرة واحدة همها واحد وفرحها واحد يسهر على أمنها أشخاص أقوياء أشداء لا يخشون الطامعين من البدوولهذا اشتهر أشخاص فيها بالقوة والشدة والصلابة وذاع صيتهم بين الناس في سائر المنطقة والبادية أيضاً أمثال الغُبيس الذي عهد بالسطوة والقوة إلى جانب ذلك اشتهرت دير عطية بروح الفُكاهة والمرح ولهذا فإن حياً كاملاً من أحيائها وهوالمسرح اشتهر بمرح وظُرف أهله. وفي جلسات السمر في فصل الشتاء حول الموقد تقدم صواني التين اليابس والزبيب والجوز والرمان وكانت تُعقد حلقات التسلية والمرح على أنغام المجوز وصوت الربابة وحدثات شاعر الزجل أونغمة العتابا والميجانا التي تشتهر بها البلدة.

إن الحياة الاجتماعية التي تتصف بالتضامن والتآلف كانت تتمثل بشكلٍ جلي في مواسم قلع البطاطا والدراس والدراية كذلك الشطاح وهي عملية تحضير العنب ليكون زبيباً وما يحمله هذا اليوم من ذكريات فرح ومرح تجعله يوماً مشهوداً أومنظوراً لكافة أفراد العائلة كبارً أوصغاراً ويُذكرك كبار السن بأن هذا اليوم كان عيداً حقيقياً ولهذا يُسمى لغاية اليوم عيد الصليب.

إن الأعياد الكثيرة التي كانت تتوالى في حياة القرية وتتنوع لتُرضي جميع الأعمار والفئات كانـت مدخلاً للفرح إلى النفوس مما يزيل عنها عناء التعب والإرهاق ويُخفف عن أمهاتها آلام الفراق والغربة للعديد من الأبناء في مناطق المهجر المتوزعة في أنحاء العالم.

ومازالت أحاديث الكثيرين من أبناء البلدة زاخرة بالذكريات عن أشخاص مجدون استطاعوا حتى يختموا القران الكريم على يد أحد جال الدين وما صاحب ذلك الاحتفال من فرحة عمت أراتى القرية كاملة

وحتى عهد قريب كان التلة التي يقام عليها مزار الشيخ عطية مقصدا للكثيرين من أبناء القرية والقرى المجاورة طلبا للتبريكات نظرا لما يدور حول هذا المكان من معتقدات دينية عند أهالي القرية من مسلمين ومسيحيين

ويتذكر المُعمرون من أهالي البلدة حتى دير عطية كانت تضم منطقة تُسمى الميدان وهي مكان قريب من الشيخ عطية تتسابق فيه الخيول وتنطلق منه السيارة وهي إحدى مظاهر الفرحة الدينية والتي مازالت آثارها موجودة في المتحف حتى الآن.

أوائل وأرقام

يربـط المؤرخون بين بلدة دير عطية ومدينة القدس في مقارنة إلى مدى أهميتها عندما اختارها الروس لإنشاء مدرسة فيها متزامنة مع افتتاح مدرسة في العاصمة المقدسة وذلك في عام 1882 ويؤكد المؤرخون حتى المدرسين في هذه المدرسة كانوا من أهالي دير عطية مما يُعطي تأكيداً عن المكانة الفهمية التي تتمتع بها البلدة ومدى حب أبناء البلدة للفهم والتعليم. يؤكد المؤرخون حتى عام 1882 شهد في دير عطية افتتاح مدرسة أخرى إذ قام اليسوعيون بفتح أول مدرسة في بلاد الشام خارج بيروت ولعل وجود المُطران أبوفانيوس الزايد وهوأحد أبناء البلدة في مكانةٍ دينيةٍ عالية يُعطي دليلاً على مدى الاهتمام بالنواحي الفهمية والدينية في دير عطية.

في مطلع القرن العشرين شهدت دير عطية إقامة مدرسة إسلامية يردها طُلاَّبُ الفهمِ من جميع أنحاء بلاد الشام وقد أسسها الشيخ عبد القادر القصاب وكانت تدرس أصول اللغة العربية وبعض العلوم العصرية إلى جانب العلوم الدينية وقد أخذت هذه المدرسة شهرة كبيرة نظراً للأعداد الوفيرة التي تخرجت منها.

منذ مطلع القرن العشرين تميزت دير عطية بأن اثنين من أبنائها يُعتبران من أبرز المحامين في سورية وذلك قبل حتى يتم افتتاح كلية الحقوق بجامعة دمشق وكان لهذين المحاميين دور كبير في تطوير الفهم في دير عطية.

تفخر دير عطية أنها تضم أول جمعية تعاونية زراعية في سورية وقد تأسست هذه الجمعية في عام 1936 وقامت الجمعية بإنجازات هامة تمثلت في شق قناة للري امتدت أكثر منخمسة كيلومترات وقامت باستصلاح الأراضي ووفرت الميكنـة الزراعية إذ تم توفير أول جرار زراعـي مما منح الزراعة دفعة كبيرة. وقامت الجمعية أيضاً بمنح القروض المُيسرة للمزارعين.

تُعد رابطة المثقفين في دير عطية من أول الجمعيات الثقافية في سورية وقد ترافق إنشاؤها مع بداية عهد الاستقلال وتميزت الرابطة بأنشطتها الثقافية المتنوعة وكان لها دور هام في إثراء الحركة الثقافية بالبلدة من خلال مخطتها.

  • يُعتبر المُخطط العمراني لبلدة دير عطية من الأعمال الريادية لبلديات القطر العربي السوري إذ كانت دير عطية أول بلدة يوضع لها مخطط عمراني وذلك في عام 1934 ويتميز هذا المخطط بالشوارع المستقيمة المتوازية والممتدة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب مما منح البلدة تطوراً عمرانياً مُبنادىً ميزها عن غيرها من المدن والقرى السورية.
  • تعرضت دير عطية عام 1937 لكارثةٍ طبيعية تُعد الأسوأ في تاريخ البلدة، إذ جرفها سيل كبير دمر أغلب بيوتها وشرد أهلها وجرف ما يمتلكون من محاصيل زراعية ومواشي وحيوانات وممتلكات وقد تلقت البلدة تبرعات كبيرة من أبنائها المغتربين لإغاثة المتضررين غير حتى هؤلاء المتضررين قرروا التبرع بهذه المبالغ لإقامة مدرسة في دير عطية وكانت أول مدرسة تُقام بالحجر والأسمنت المُسلح كذلك تم إنشاء مقر للبلدية في عام 1938 وبنفس الطريقة.
  • أقيمت في دير عطية أول مدرسة إعدادية للبنات خارج مراكز المحافظات في القطر العربي السوري وذلك في عام 1953 وذلك على نفقة الأهالي وتحولت هذه المدرسة الإعدادية إلى أول ثانوية للبنات خارج محافظات القطر وتم ذلك في عام 1961
  • يوجد في ديرعطية مركز ومعهد التقنيات الذي يقوم بدور كبير في حمل مستوى الثقافة وفي التآلف مع التقنيات الجديدة كونه يحوي أسرع خط انترنت في منطقة القلمون يديره نخبة من خيرة المهندسين والتقنيين في المنطقة.
  • لقد ساهم المغتربون من أبناء البلدة في بناء مستوصف صحي واستمرت تبرعات أبناء البلدة في

المجال الصحي إدراكاً منهم لأهميته مما أدى إلى إنشاء مستشفى باسل الأسد الذي يُعد من أكبر المسشفيات في سورية بل وأحدثها نظراً لما يضم في أقسامه من أجهزةٍ طبيةٍ حديثة ومتطورة جداً.

  • تم في ديرعطية انشاء أول جامعة خاصة في سوريا وهي جامعة القملون

هذه النظرة أعدت بالإستناد إلى كتاب ديرعطية للمؤلف مصطفى حاج إبراهيم معدل من


وصلات خارجية

  • مسقط جامعة القلمون
  • مسقط مدرسة القصاب بديرعطية
  • مسقط ديرعطية نت
  • مسقط ديرعطية كوم
تاريخ النشر: 2020-06-05 18:54:31
التصنيفات: صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, Articles with short description, صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, مدن سوريا, مدن بلاد الشام, جبال القلمون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إخماد حريق شب داخل شقة ببولاق الدكرور

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:23
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

أسامة الرفاعي: الحياة السياسية تحتاج لقانون جديد للأحزاب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:37
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

المتحف المصري يعلن عن أنشطة تعليمية وورش فنية للأطفال

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:49
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

راضي شامخ: حتى الآن لم يتم تطبيق اللامركزية في مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:24
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

قراصنة يسيطرون أمس على منصة العملات المشفرة "تورنادو كاش"

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:26
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

جهاز دمياط يشن حملة لإزالة التعديات جنوب المنطقة الصناعية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

سعر اليورو مقابل الجنيه المصري في ختام تعاملات اليوم الأحد 21-5-2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:41
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

قيادى بحركة فتح: "القدس لن تهود أو تصادر بمجرد حدوث اجتماع"

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:33
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 61%

نائب محافظ البحيرة تستقبل مساعد وزير التعليم للأبنية التعليمية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:20
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

ماذا لو عاد معتذرًا.. بلقيس فتحى تطرح أحدث أغنياتها “عرفتوه”

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:29
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

جنات تطرح أحدث أغنياتها "وكأنك سكر" بالتعاون مع آلاء لاشين (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:27
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

تتويج الفيلم التونسي "نصف روح" في فلسطين

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:23
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 64%

قصة مسلسل ألب أرسلان 2 ومواعيد عرضه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:30
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

"عقرهما كلب".. إصابة رجل وطفل أثناء سيرهما ليلاً فى بيلا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:22
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 57%

الحوار الوطني

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:25
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

خالد النبوى يروج لفيلم "أهل الكهف" بصورة رفقة عمرو عرفة: شخصية جديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:28
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

"أحبه وحزن على وفاته".. حكاية طه حسين مع الشيخ علي الرزاز

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:51
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 61%

"قصة صورة".. صورة نادرة للشاعر العراقى مظفر النواب بعد هروبه من السجن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:21:49
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية