القمة العربية، تونس 2019

عودة للموسوعة

القمة العربية، تونس 2019

القمة العربية، تونس 2019
البلد المضيف  تونس
التاريخ 31 مارس 2019
مكان الانعقاد قصر المؤتمرات، تونس

القمة العربية الثلاثون أوقمة تونس هي قمّة نُظمت في 31 مارس 2019 في تونس العاصمة في تونس.

خلفية

عُقدت القمّة السابقة في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية في الخامس عشر من أبريل/نيسان عام 2018. وكعادة كلّ القمم؛ فقد خرجت بعددٍ من القرارات لعلّ أبرزها ما يتعلقُ بوضعِ فلسطين بشكلٍ عام حيثُ نصّت على بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل كما طالبت دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أوالاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل. وبالرغمِ من ذلك فإنّ معظم هذهِ القرارت لم تلقى تطبيقًا على أرضِ الواقع أوحتى نتيجة؛ بل ازدادت هرولة الدول العربيّة نفسها نحوالتطبيع معَ الكيان الصهيوني ففي عامٍ واحدٍ فقط عُزفَ ما يُسمّى بالنشيد الوطني الإسرائيلي في الدوحة عاصمة قطر وفي أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة وفي الرباط عاصمة المغرب كما شاركت الدول الثلاث إلى جانبِ عددٍ من الدول العربيّة الأخرى على غِرار الكويت، السعودية، اليمن وسلطنة عمان والقائمة تطول في مؤتمر وارسوالذي قيلَ إنّه يهدفُ لمكافحة المد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وقد حضرهُ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوالذي جلسَ على نفسِ الطاولة إلى جانبِ رؤساء خارجيّة باقي الدول العربية وهي سابقة في تاريخ التطبيع معَ الكيان.

إلى جانبِ القضية الفلسطينية والتي تُعتبر إحدى أبرز قضايا الشارع العربي إذا لم تكن الأهم عملًا فالدول العربيّة تمر من أزمات ومن انقسامات حادّة أثرت بشكلٍ مباشر وغير مباشر على باقي القضايا؛ فمن جهة أولى لا زالت الأزمة الدبلوماسية مع قطر تُلقي بظلالها على كافّة الأحداث وقد أثرت بطريقةٍ ما على القضيّة الفلسطينية بشكلٍ عام وقطاع غزة بشكل خاص حيثُ ظهرَ الانقسام القطري-السعودي جليًا من خِلال دعم الأولى لحركة المقاومة الإسلامية حماس مُقابل نبذها من قِبل الثانية والتي شنّ كُتّابها في وسائل الإعلام التابعة للحكومة شهجومًا شرسًا عليها واصفينَ إيّاها تارةً «بالعميلة لإسرائيل» وتارةً أخرى «بالعميلة لقطر» أوحتى «العميلة لإيران». من جهة ثانية؛ فالوضعُ لم يتغيّر كثيرًا بالنسبة لباقي الدول العربيّة حيثُ لا زالت الحرب الأهلية السورية قائمة معَ محاولات حثيثة للنظام في السيطرة على آخرِ قلاع المعارضة لقاء سعيِ الروس إلى استرجاع مكانة بشار الأسد الدوليّة وهو«الرئيس المنبوذ» عربيًا وإقليميًا (باستثناء طهران) وحتى دوليًا (باستثناء موسكو) بسببِ ما قامَ به من إجرامٍ وتهجير وقتلٍ لفئات كبيرة منَ الشعب السوري منذُ انطلاق الثورة عام 2011. في هذا السياق؛ دعت حركة النهضة التونسيّة إلى القيام بمصالحة وطنية شاملة بين جميع الأطياف في سوريا، ما يُمثل تغيرًا طفيفا في سياسات الحزب الإسلامي الذي ظلّ على مدار السنوات الماضية يُقاطع النظام السوري لكنّه دعى إلى مشاركته في المصالحة الوطنية.

على المستوى السياسي أيضًا؛ فقد عادت الاحتجاجات الشعبيّة للشوارع العربية حيثُ انطلقت الشرارة في السودان في احتجاجات حاشدة لإسقاط نظام عمر البشير الذي يحكمُ الدولة منذ حوالي 30 سنة كما شهدت الجزائر تظاهرات شعبيّة ضخمة طالبت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة – الذي يحكمُ البلاد هوالآخر منذ عام 1999 – بعدم الترشح لعُهدة خامسة ثمّ تطورت الأمور في وقتٍ لاحق وأصبحَ مطلب الشعب إسقاط النظام.


إعلان تونس

تناول البيان الختامي للقمة العربية في تونس عددا من الملفات الإقليمية الملحة، مشددا على ضرورة العمل العربي المشهجر في لقاءة التحديات التي تعصف بالمنطقة العربية وكيفية التعامل معها.

واتى نص البيان الختامي للقمة، والذي تلاه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، على النحوالتالي:

«نحن قادة الدول العربية المجتمعون في مدينة تونس بالجمهورية التونسية يوم 31 مارس 2019 في الدورة العادية الثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بدعوة كريمة من سيادة الرئيس الباجي قايد السبسي، رئيس الجمهورية التونسية.

- انطلاقا من تقييمنا الكامل والمعمق للعلاقات العربية العربية والأوضاع السائدة في منطقتنا، وما تقابله بلداننا من تحدّيات جدّية وما يتهدّد أمنها واستقرارها وتنميتها من مخاطر، إلى جانب تداعيات التحولات الهامة التي تشهدها العلاقات الدولية على النظام الإقليمي العربي.

- وتأكيداً لالتزامنا الثابت بمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية وأهدافه، وتمسّكنا بالقيم الكونية السامية ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، - وتكريسا لمسؤوليتنا المشهجرة في النهوض بأوضاع المنطقة العربية وتعزيز التضامن بين بلداننا.

- وحرصا على حاضر أمتنا ومستقبل الأجيال القادمة.

نؤكد:

أولا: حتى ما يجمع البلدان والشعوب العربية أكثر بكثير ممّا يفرّقها، بفضل قوّة الروابط الحضارية العريقة والتاريخ والمصير المشهجر، وعرى الأخوة ووحدة الثقافة والمصالح المشهجرة، وأنّ استمرار الخلافات والصراعات في المنطقة، ساهم في استنزاف الكثير من الطاقات والإمكانيات العربية، وتسبب في إضعاف التضامن العربي وأثّر في الأمن القومي العربي، كما أعطى التدخل في شؤون المنطقة.

كما أنه من غير المقبول استمرار الوضع الراهن، الذي حوّل المنطقة العربية إلى ساحات للصراعات الدولية والإقليمية والنزاعات الممضىية والطائفية، وملاذات للتنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في بلداننا.

ونشدّد على أنّ تحقيق الأمن وتوطيد مقوّمات الاستقرار في المنطقة، يستوجب تكثيف الجهود لإنهاء كلّ أشكال التوتّرات والصراعات، والهجريز على معالجة مسببات الوهن ومظاهر التشتت، وأخذ زمام المبادرة في تسريع مسارات تحقيق التسويات السياسية الكاملة للأزمات القائمة.

كما نؤكد، أنّ المصالحة الوطنية والعربية، تمثل نقطة البداية الضرورية لتعزيز مناعة المنطقة العربية وأمنها واستقرارها وتحصينها ضدّ التدخلات الخارجية.

وإذ نرحب بمبادرة سيادة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي باختيار "قمة العزم والتضامن" عنوانا للقمة العربية الثلاثين، فإننا نؤكد حرصنا على مواصلة الجهود المشهجرة، وفق رؤية موحّدة، من أجل تمتين أواصر التضامن العربي وتوطيد مقومات الأمن القومي العربي بمفهومه الكامل، بما يحفظ للدول والشعوب العربية الأمن والاستقرار، ويرتقي بأوضاعها الاجتماعية، ويعزز قدرتها على لقاءة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، ويضمن انخراطها الفاعل والإيجابي في منظومة العلاقات الدولية.

ثانيا: نجدّد تأكيدنا على المكانة المركزية للقضية الفلسطينية في عملنا العربي المشهجر وفي كلّ تحركاتنا في المحافل الإقليمية والدولية، وعزمنا على مواصلة بذل الجهود من أجل إعادة إطلاق مفاوضات جادّة وفعالة ضمن جدول زمني محدّد، تساعد على التوصل إلى تسوية تحقق السلام العادل والكامل وفق مرجعيات العملية السلمية وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كما طرحت سنة 2002، ومبدأ حلّ الدولتين.

ونؤكّد، أنّ تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، يرتكز بالأساس على التسوية العادلة والكاملة للقضية الفلسطينية ولمجمل الصراع العربي الإسرائيلي.

كما نؤكد مواصلة تقديم جميع أشكال الدعم السياسي والمعنوي والمادي للشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية الوطنية، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ووقوفنا إلى جانبه في صموده ونضاله من أجل استرداد حقوقه المشروعة وفي مقدّمتها حقّه في تقرير المصير وفي إقامة دولته المستقلة على حدود 04 جوان / حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 وإطلاق سراح الأسرى.

وإذ نجدّد تأكيد التزامنا بتوفير الدعم المالي لميزانية دولة فلسطين وشبكة الأمان المالية، بما يمكّنها من لقاءة الضغوط والصعوبات الاقتصادية والمالية التي تتعرض لها، وبما يسهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، فإننا ندعوالمجتمع الدولي إلى مواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا"، وتأمين الموارد والمساهمات المالية اللازمة لميزانيتها وأنشطتها بهدف تمكينها من مواصلة تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.

وفي ظل تواصل الممارسات العدوانية الإسرائيلية، فإنّنا ندعوالمجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، ووضع حدّا لاعتداءات إسرائيل، وانتهاكاتها الممنهجة للمقدّسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، ونحذر من الخطط والمحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تقسيمه وتغيير الوضع التاريخي القائم فيه، بما في ذلك قرار محكمة الاحتلال إغلاق مصلى باب الرحمة، ومخطّطاتها الاستيطانية التوسعية غير القانونية على حساب الأراضي الفلسطينية، ونطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2334 في هذا السياق.

كما نجدّد تأكيدنا على رفض جميع المراحل والإجراءات الأحادية التي تتخذها إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس الشرقية، وخصوصا في المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، ونطالب دول العالم بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وعدم نقل سفاراتها إليها، التزاما بقراري مجلس الأمن رقم 476 و478 بهذا الخصوص.

ونؤكّد أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، وخصوصا المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، ودورها الرئيس في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.

كما نؤكد على تطبيق قرار المجلس التطبيقي لمنظمة اليونسكوالصادر عن الدورة 200 بتاريخ 18-10-2016 ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء الانتهاكات الإسرائيلية والإجراءات التعسفية التي تطال المسجد الأقصى والمصلين فيه، واعتبار إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية، السلطة القانونية الحصرية والوحيدة على الحرم في إدارته وصيانته والحفاظ عليه وتنظيم الدخول إليه.

ونجدّد رفضنا وإدانتنا لما يسمى "بقانون الدولة القومية اليهودية"، باعتباره تكريسا للممارسات العنصرية، وتنكرا لحقوق الشعب الفلسطيني وخاصة حقّه في تقرير المصير.

ثالثا: نؤكّد حرصنا على وحدة ليبيا وسيادتها، ونجدّد رفضنا للحلول العسكرية ولكلّ أشكال التدخّل في شؤونها الداخلية، وندعوإلى الإسراع بتحقيق التسوية السياسية الكاملة في إطار التوافق والحوار دون إقصاء، وعلى أساس الاتفاق السياسي، ووفق المسار الذي ترعاه الأمم المتّحدة، بما يعيد الأمن والاستقرار إلى ليبيا وينهي معاناة الشعب الليبي الشقيق.

وإذ نؤكّد دعمنا لخطة العمل التي قدمها الدكتور غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا واعتمدها مجلس الأمن الدولي، فإننا نرحب بكلّ المراحل الرامية لتهيئة الظروف الملائمة لتطبيق مختلف مراحلها.

كما نجدّد تثميننا لدور دول جوار ليبيا، وخاصّة لمبادرة سيادة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي الثلاثية، بالتنسيق مع الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية مصر العربية، لمساعدة الأطراف الليبية على تجاوز الخلافات وتحقيق التسوية السياسية الكاملة.

ونؤكد دعمنا لكل الجهود الهادفة للقضاء على التنظيمات الإرهابية واستئصال الخطر الذي تمثله على ليبيا وعلى جوارها وعموم المنطقة.

رابعا: نجدّد حرصنا على ضرورة التوصّل إلى تسوية سياسية تنهي الأزمة القائمة في سوريا، استنادا إلى مسار جنيف، وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يضع حدّا لمعاناة الشعب السوري الشقيق ويحقق تطلعاته إلى العيش في أمن وسلام، ويحافظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها.

ونؤكّد رفضنا للخيارات العسكرية، التي تزيد في تعقيد الأزمة وتعميق معاناة الشعب السوري، وندعوإلى تسريع مسار الانتنطق إلى وضع سياسي، تساهم في صياغته والتوافق عليه جميع مكونات الشعب السوري.

كما نؤكّد أهمية الدور العربي في مساعدة الشعب السوري الشقيق على الخروج من الأزمة الراهنة، بما يمكّن سوريا، باعتبارها جزء أصيلا من العالم العربي، من استعادة مكانتها الطبيعية على الساحة العربية، وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتحصينها ضدّ التدخلات الخارجية والاختراقات.

وإذ نؤكد أنّ الجولان أرض سورية محتلة، وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي، فإننا نعرب عن رفضنا لمحاولات فرض سياسة الأمر الواقع وتكريس سيادة إسرائيل على الجولان، لما يمثله ذلك من انتهاك خطير للقرارات الدولية وتهديد للأمن والاستقرار، وتقويض لكلّ آفاق تحقيق السلام في المنطقة. ونشدّد على أنّ أيّ قرار أوإجراء يستهدف تغيير الوضع القانوني والديمغرافي للجولان غير قانوني ولاغ، ولا يترتب عنه أي أثر قانوني، طبقا لقراريْ مجلس الأمن الدولي رقم 242 لسنة 1967 ورقم 497 لسنة 1981، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.

كما نؤكد الدعم العربي الكامل لحق سوريا في استعادة الجولان المحتل.

خامسا: إزاء استفحال أزمة النزوح واللجوء السوري، علاوة على استمرار وتفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين المزمنة والمحاولات المستمرة لإسقاط حقهم المشروع بالعودة، ندعوالمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء ووضع كلّ الإمكانيات المتاحة لإيجاد الحلول الجذرية والناجعة، ومضاعفة الجهود الدولية الجماعية لتعزيز الظروف المتاحة والمواتية لعودة النازحين واللاجئين إلى أوطانهم بما ينسجم مع الشرعية الدولية ذات الصلة ويكفل احترام سيادة الدول المستضيفة وقوانينها النافذة واستمرار تقديم الدعم اللازم للاجئين والنازحين وللدول المستضيفة لهم.

سادسا: نساند الجهود الإقليمية والدولية من أجل إعادة الشرعية إلى اليمن ووضع حدّ لمعاناة الشعب اليمني الشقيق. ونجدّد التأكيد على ضرورة التزام ميليشيات الحوثي باتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار وتطبيق اتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة خلال شهر ديسمبر 2018، ومواصلة المفاوضات من أجل التوصّل إلى تسوية سياسية، وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التطبيقية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي، بما ينهي الأزمة القائمة بعيدا عن التدخلات الخارجية الإقليمية، ويحفظ استقلاله ووحدته ويعيد له ولمنطقة الخليج العربي الأمن والاستقرار. كما نؤكّد على أهمية تكثيف تقديم المساعدات الإنسانية، للشعب اليمني للقاءة التدهور الخطير للوضع الإنساني والصحي والاقتصادي في اليمن.

سابعا: نثمّن ما حقّقه العراق من نجاحات في دحر التنظيمات الإرهابية، ونجدد تقديرنا للتضحيات التي قدّمها الشعب العراقي في الدفاع عن سيادة بلاده وأمنها، كما نؤكّد حرصنا على وحدة وسلامة أراضيه، ودعمنا لجهوده في إعادة إعمار المناطق المحررة.

ثامنا: نؤكد عزمنا على مزيد تطوير علاقات التعاون والتنسيق الأمني بين بلداننا، وتكثيف الجهود لمحاربة التطرّف والإرهاب بجميع أشكاله، واجتثاثه من جذوره والقضاء على مصادر تمويله، من خلال تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، واتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية لتجريم الفكر المتطرف والتكفيري. كما نجدّد حرصنا على تعزيز قيم التسامح والاعتدال والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومقاومة كلّ مظاهر الإقصاء والتهميش والإحباط، التي تسعى التنظيمات الإرهابية والتيارات الظلامية لاستغلالها، وذلك حماية لشعوبنا ولمقدرات بلداننا ودفاعا عن أمنها ومناعتها.

تاسعا: نؤكّد دعمنا للحوار بين الأديان باعتباره عاملا أساسيا في نشر وتعزيز قيم التسامح والتضامن الإنساني واحترام الاختلاف، وفي لقاءة الغلووالتطرّف. وفي هذا الإطار، نجدّد ترحيبنا باللقاء الذي تمّ بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبابا الفاتيكان البابا فرنسيس أثناء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال شهر فيفري 2019.

عاشرا: نؤكد على حتى تكون علاقات التعاون بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبدإ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة أوالتهديد بها وفقا لقواعد القانون الدولي، والامتناع عن الممارسات والأعمال التي من شأنها تقويض بناء الثقة وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وإذ نجدد رفضنا وإدانتنا لاستهداف أراضي المملكة العربية السعودية ومدنها بالصواريخ الباليستية، فإننا نشدد على حرصنا على أمنها واستقرارها باعتباره مقوما أساسيا لأمن منطقة الخليج العربي وعموم المنطقة العربية.

كما نؤكّد السيادة المطلقة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبوموسى) ونؤيد جميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها عليها، وندعوالجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى التجاوب مع مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أواللجوء إلى محكمة العدل الدولية، بما يسهم في بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي.

حادي عشر: نؤكد التضامن الكامل مع الحكومة السودانية في جهودها لتعزيز السلام والتنمية، وصون السيادة الوطنية، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني، ونرحب بالتحسن الأمني المطّرد في دارفور، ونساند استراتيجية خروج بعثة اليوناميد من دارفور بحلول شهر ديسمبر 2020. كما نؤكّد دعم جهود تفعيل مبادرة فخامة رئيس جمهورية السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي، وندعوالدول العربية ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص للاستثمار في المشاريع التي توفرها هذه المبادرة، ونجدّد الدعوة لحمل اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

ثاني عشر: نؤكد دعمنا المتواصل للأشقاء في جمهورية الصومال الفيدرالية لنشر الأمن والاستقرار ومحاربة الارهاب، وإعادة بناء وتقوية المؤسسات الوطنية ولقاءة التحديات الاقتصادية وتطبيق خطة التنمية الوطنية الصومالية.

ثالث عشر: نرحب بإجراء الانتخابات الرئاسية في جمهورية القمر الاتحادية بتاريخ 24 – ثلاثة – 2019 في مناخ من الهدوء والنزاهة، والتي شارك في مراقبتها كلّ من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، وأفضت إلى انتخاب فخامة الرئيس غزالي عثمان، كما نؤيد سعي جمهورية القمر الاتحادية إلى الوصول إلى مصاف الدول الصاعدة بحلول سنة 2030.

رابع عشر: نثمن ما تحقق من نتائج إيجابية في مختلف منتديات التعاون العربي مع التجمعات والفضاءات الإقليمية، ونرحب في هذا الإطار، بعقد أول قمة عربية أوروبية في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية يومي 24 و25 فيفري 2019، ونتطلّع إلى عقد القمة العربية الإفريقية الخامسة في المملكة العربية السعودية سنة 2019 وكذلك إلى عقد القمة العربية الخامسة مع دول أمريكيا الجنوبية في أقرب الآجال.

خامس عشر: نؤكد الأهمية المحورية للتنمية الكاملة في النهوض بأوضاع المنطقة، وتحصين المجتمعات العربية ضدّ آفات التطرف والإرهاب، وتقليص مظاهر الإقصاء والتهميش، ونؤكّد على ضرورة مزيد تطوير الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الكاملة والمستدامة، من خلال الاستثمار في قدرات الإنسان العربي وتأهيله فهميا ومعهديا وقيميا. كما نشدد على العمل على تحسين مؤشرات التنمية البشرية في البلدان العربية وتوسيع مجالات مشاركة الشباب في الشأن العام وآليات اتخاذ القرار، ودعم دوره في تحقيق التنمية الاقتصادية والنهضة الاجتماعية، إلى جانب تعزيز دور المرأة ومشاركتها في مختلف مناحي الحياة العامّة، ومزيد توفير مسببات تمكينها اقتصاديا واجتماعيا. كما نؤكد على مزيد هجريز الجهود على دعم خطط التربية والتعليم والبحث الفهمي، وتمكين الشباب العربي من الأخذ بناصية العلوم والتكنولوجيات الحديثة.

وفي هذا الخصوص، نشيد بمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة بتأسيس "المجموعة العربية للتعاون الفضائي" ونثمّن دورها وإسهاماتها في تطوير التعاون العربي في مجال علوم الفضاء واستخداماته لصالح تقدم الدول العربية. ونرحّب بمبادرة صاحب السمومحمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بتخصيص مشروع قمر صناعي يعمل عليه الفهماء العرب كأول مبادرة تعاون في نطاق المجموعة العربية للتعاون الفضائي، ودعوة الفهماء العرب المعنيين للانخراط في هذا المشروع.

سادس عشر: نجدّد التأكيد على أهمية البعد الاقتصادي والتنموي في العمل العربي المشهجر، ونشيد وبنتائج الدورة الرابعة للقمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية المنعقدة ببيروت يوم 20 جانفي2019. كما نؤكد الحاجة الملحة في وطننا العربي اليوم، لمضاعفة الجهود المشهجرة من أجل دفع التعاون الاقتصادي وتفعيله، من خلال استثمار المزايا التكاملية والإمكانيات والموارد الطبيعية والمالية والطاقات البشرية المتوفرة في البلدان العربية. ونجدد التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود من أجل حمل حجم التبادل التجاري وإقامة المشاريع الاستثمارية، بما يمكنّ من بناء تكتل اقتصادي عربي،قد يكون قادرا على الانخراط الإيجابي في المنظومة الاقتصادية العالمية، والإسهام في دفع مسارات التنمية في البلدان العربية وتوفير فرص العمل للشباب العربي.

سابع عشر: نجدّد دعمنا لجامعة الدول العربية، باعتبارها حاضنة العمل العربي المشهجر، ونؤكّد على ضرورة تسريع نسق مسار تطويرها واستكماله باتّجاه إضفاء مزيد من النجاعة والفعالية على أداء أجهزتها، بما يمكّن من تفعيل الدور العربي واستعادة زمام المبادرة في معالجة الأوضاع والقضايا العربية وإيجاد الحلول والتسويات المناسبة لمختلف الأزمات والصراعات. ونشيد، في هذا الإطار، بالجهود الدؤوبة لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية. كما نؤكد أهمية التجمعات الإقليمية العربية المتمثلة في اتّحاد المغرب العربي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، في تعزيز وإسناد العمل العربي المشهجر، ودفع مسار التكامل والتعاون بين الدول العربية، وفي التفاعل مع بقية التجمعات الإقليمية الأخرى.

وفي الختام، نجدّد الإعراب عن فائق التقدير وخالص الشكر للجمهورية التونسية وللشعب التونسي الشقيق على كرم الضيافة وحسن تنظيم القمّة. كما نعرب عن عميق الامتنان لسيادة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي على ما بذله من جهود قيّمة في تسيير اجتماعات القمة بكلّ حكمة وتبصّر، وفي تعميق التشاور وإحكام التنسيق في إطار محادثة بناء وفاعل، ممّا جعل "قمّة العزم والتضامن" محطة هامة في مسيرة العمل العربي المشهجر، وفي تكريس الإرادة الصادقة التي تجمعنا من أجل تعزيز التضامن العربي وتوحيد صفوفنا للقاءة التحديات والنهوض بأوضاع المنطقة وتوطيد مقومات أمننا القومي، بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوبنا وانتظاراتها.»


القادة المشاركون

الدولة رئيس الوفد الحضور
 تونس الرئيس الباجي قائد السبسي حاضر
 السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حاضر
 الأردن الملك عبد الله الثاني حاضر
 قطر الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني حاضر
 الكويت الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح حاضر
 لبنان الرئيس ميشال عون حاضر
 اليمن الرئيس عبد ربه منصور هادي حاضر
 العراق الرئيس برهم صالح حاضر
 فلسطين الرئيس محمود عباس حاضر
 جيبوتي الرئيس إسماعيل عمر جيلي حاضر
 موريتانيا الرئيس محمد ولد عبد العزيز حاضر
 مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي حاضر
 ليبيا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج حاضر
 الجزائر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح حاضر
 السودان النائب الأول لرئيس الجمهورية ووزير الدفاع أحمد بن عوف حاضر
 عُمان نائب رئيس الوزراء وممثل السلطان قابوس، أسعد بن طارق آل سعيد حاضر
 البحرين نائب رئيس الوزراء محمد بن مبارك بن حمد آل خليفة حاضر
 الإمارات العربية المتحدة حاكم الفجيرة وعضوالمجلس الأعلى لحكام الإمارات حمد بن محمد الشرقي حاضر
 جزر القمر وزير الخارجية محمد الأمين صيف حاضر
 الصومال وزير الخارجية أحمد عيسى عوض حاضر
 المغرب وزير العدل محمد أوجار حاضر
 سوريا عضوية معلقة


الضيوف

  • خطأ في النطقب، لا يوجد مدخل باسم الأمم المتحدة الأمم المتحدة: الأمين العام أنطونيوغوتيريس (ألقى حدثة).
  • الاتحاد الأفريقي: رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي (ألقى حدثة).
  •  الاتحاد الاوروبي: الممثلة العليا لسياسة الأمن والشؤون الخارجية للاتحاد والنائبة الثانية لرئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني (ألقت حدثة).
  • البرلمان العربي: رئيس البرلمان مشعل بن فهم بن محمد السلمي (ألقى حدثة).
  • منظمة التعاون الإسلامي: الأمين العام يوسف بن أحمد العثيمين (ألقى حدثة).
  • اتحاد المغرب العربي: الأمين العام الطيب البكوش.

انظر أيضاً

  • تاريخ القمم العربية منذ التأسيس
  • قائمة مؤتمرات القمة العربية

وصلات خارجية

  • المسقط الرسمي
  • الصفحة الرسمية على الفيسبوك
  • الصفحة الرسمية على تويتر
  • القناة الرسمية على اليوتيوب

المصادر

  1. ^ Empty citation (help)
  2. ^ "جدل بسبب عزف النشيد الإسرائيلي في الدوحة". RT Arabic. Retrieved 31 March 2019.
  3. ^ "الإمارات: عزف النشيد الوطني الإسرائيلي للمرة الأولى في أبوظبي". فرانس 24 / France 24. 28 October 2018. Retrieved 31 March 2019.
  4. ^ "عزف النشيد الإسرائيلي في أغادير يثير سخط الجمهور المغربي". euronews. 11 March 2018. Retrieved 31 March 2019.
  5. ^ "مؤتمر وارسو: "صدمة" لإيران أم "مؤامرة" للتطبيع مع إسرائيل؟". 17 February 2019. Retrieved 31 March 2019 – via www.bbc.com.
  6. ^ "لمصلحة من تعمل حماس؟". Okaz. 21 March 2019. Retrieved 31 March 2019.
  7. ^ النهضة" التونسية تدعوإلى مصالحة وطنية شاملة في سوريا". www.aa.com.tr. Retrieved 31 March 2019.
  8. ^ "مظاهرات متفرقة في جنوب وسط السودان". 23 December 2018. Retrieved on 24 December 2018 – via www.bbc.com. Archived 24 December 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  9. ^ مظاهرات في الجزائر احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة Archived 23 February 2019[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  10. ^ "نص البيان الختامي للقمة العربية في تونس". روسيا اليوم. 2019-03-31. Retrieved 2019-04-01.
تاريخ النشر: 2020-06-05 19:51:51
التصنيفات: Pages with empty citations, Webarchive template wayback links, Webarchive template warnings, Portal templates with redlinked portals, 2019 في تونس, مؤتمرات 2019, مؤتمرات القمة العربية, مؤتمرات دبلوماسية في القرن 21, مؤتمرات دبلوماسية في تونس

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رحيل ليفاندوفسكي المحتمل لا يثير قلق لام

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:17:24
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 93%

تمديد مهلة استقبال ملفات استضافة كأس آسيا 2023

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:17:31
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 99%

فرناندينيو يعود إلى نادي بداياته

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:17:27
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 99%

رغيف الخبز المصري.. بمكونات جديدة | آخر الأخبار

المصدر: CNBC عربية - الإمارات التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:17:49
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 74%

صادرات العالم إلى روسيا تنخفض بشكل حاد.. هبطت بنحو 50%

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:17:22
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 91%

طلاب الثانوية: امتحان الألماني صعب .. والفرنسي متوسط المستوى

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:18:13
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

شوبير: الأهلي يعد سامي قمصان لقيادة الفريق في المستقبل

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:17:57
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 45%

شوبير: موقف ميشيل يانكون غير واضح من الجهاز الفني الجديد للأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:17:58
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

المرشح لتدريب جيل فيسنتي: لم أوقع على عقود تدريب الفريق حتى الآن

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:17:59
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 50%

مايا مرسي تشارك في اجتماع اللجنة التيسيرية لبرنامج تمكين المرأة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-28 12:18:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية