الفن الفاطمي

عودة للموسوعة

الفن الفاطمي

العالم العربي

هذه الموضوعة هي جزء من سلسلة:
الثقافة العربية

ابريق من الكريستال الصخري من كاتدرائية سان دوني، بغطاء مزركش من المضى الإيطالي، اللوڤر.
هلال من الكريستال الصخري من أوائل القرن 11 منقوش للخليفة الظاهر، 14th century gold mounting، Germanisches Nationalmuseum
بوابة باب الفتوح بناها الوزير الفاطمي بدر الجمالي.

الفن الفاطمي يشير إلى البتر الأثرية والعمارة الإسلامية في عهد الخلافة الفاطمية (909-1171)، وخاصة في مصر وشمال أفريقيا. تأسست الخلافة الفاطمية في المغرب العربي، حيث تعود جذورها إلى حركة دينية إسماعيلية شيعية تعود إلى القرن التاسع والتي نشأت في العراق وإيران. بقيت الكثير من المعالم الأثرية في المدن الفاطمية التي تأسست في شمال أفريقيا، بدءاً من المهدية، على الساحل التونسي، المدينة الرئيسية قبل فتح مصر عام 969، وبناء القاهرة، التي أصبحت الآن جزءاً من مدينة القاهرة المعاصرة. ولج الفاطميون مصر عام 358هـ وشيدوا فيها مدينة القاهرة وأصبحت مدينة مزدهرة رائعة، وأهم ماعمله الفاطميون هوالأهتمام بالفن واخراج طراز فني مصري اسلامي متميز. تميزت هذه الفترة بالازدهار على أعلى المستويات، والتي تجلت في إبداع بتر زخرفية فاخرة، بما في ذلك الكريستال الصخري المنحوت، والأواني الفخارية والخزفية، والخشب والعاج المنحوت، والمجوهرات المضىية وغيرها من المعادن، والمنسوجات، الخط والبتر النقدية. لم تكن هذه البتر انعكاساً للثروة الشخصية فحسب، بل كانت تستخدم كهدايا للملوك والسلاطين في الخارج. جُمعت أغلى الأمور وأقيمها في قصور الخلافة بالقاهرة. في عقد 1060، في أعقاب عدة سنوات من الجفاف التي لم يكن الجيوش تحصل أثنائها على رواتبها، تعرضت القصور لعمليات سرقة ممنهجة، ولحقت المخطات أضرار بالغة، وصُصهرت البتر المضىية، وتبقى عدد قليل من الكنوز المنتشرة في جميع أنحاء العالم المسيحي في العصور الوسطى. بعد ذلك، استمرت الأعمال الفنية الفاطمية على نفس الطراز، لكن تم تكييفها لعمل بتر أكثر عدداً وأقل قيمة.

في عام 1067-68 تعرضت الخزانة الفاطمية الكبرى للنهب عندما تمردت الجيوش وطالبت بروابتها. لا تذكر قصص هذا النهب فقط الكميات الكبيرة من اللؤلؤ والمجوهرات والتيجان والسيوف وغيرها من التجهيزات الامبراطورية، لكنها تذكر أيضاً الكثير من الأمور المصنوعة من مواد نادرة وبحجم هائل. نُهب من القصور ثمانية عشر ألف بترة من الكريستال الصخري والزجاج المشضوف، وضِعف هذا العدد من البتر المرصعة بالجواهر؛ وكذل أعداد كبيرة من السكاكين المضىية والفضية المرصعة بالمجوهرات؛ بتر الشطرنج القيمة ولعبة الطاولة، أنواع مختلفة من المرايا اليدوية، المزينة بمهارة، وستة آلاف زجاجة عطر مصنوعة منن الفضة المطلية بالمضى، وغيرها.

—Ettinghausen, Grabar & Jenkins (2001)

الخزف الفاطمي

ازدهرت صناعة الخزف في العصر الفاطمي ومن أشهر أنواع الخزف الفاطمي هوالخزف ذوالبريق المعدني، ظهر هذا النوع من الخزف في القرن الثالث الهجري وأرجع الفهماء سبب ظهوره إلي تحريم استعمال الأواني المصنوعة من المضى والفضة. وقد ازدهرت صناعة هذا النوع من الخزف في العصر الفاطمي ازدهاراً عظيماً، وأضاف فنان هذا العصر اضافات رائعة لهذا النوع من الخزف سواء من حيث التنويع في الأكاسيد المستخدمة في صناعته أوتنويع الزخارف المستخدمة في تزيين هذا النوع.

وقد تدهورت صناعة هذا النوع من الخزف في مصر في العصر الأخشيدي، ولكن يذكر مارتن حتى الفاطميين بلغوا درجة كبيرة من القوة جعلتهم يستدعون الفنانين من العراق إلى القاهرة للنهوض بصناعة هذا النوع من الخزف في مصر. وينقسم إلي مرحلتين:

  • الأولي: تبدوفيها الصلة بين زخارفها وبين زخارف الخزف ذوالبريق المعدني في العصر الطولوني.
  • الثانية: يظهر فيها تطوراً كبيراً بالأضافة إلى الأختلاف بينها وبين المجموعة الأولي في أشكال الأواني.

تعددت المناظر المصورة علي هذا النوع من الخزف في العصر الفاطمي ومنها مناظر الشراب والتي شاعت علي الخزف الفاطمي ويرجع وجود هذه المناظر إلى حتى الفاطميين كانت لهم كثير من الإحتفالات المتنوعة. وبالإضافة إلى مناظر الشراب ظهرت مناظر الموسيقيين والموسيقيات وهي مناظر مرتبطة بحياة الطبقة الأرستقراطية، وإلى جانب هذه المناظروجدت مناظر الرقص وقد ارتبطت هذه المناظر بما يتم داخل البلاط الفاطمي.

وكل هذه الموضوعات استمدها الفنان الفاطمي من الفنان الساساني والتي صور علي منتاجاته الفنية الكثير من مناظر الموسيقي والطرب والرقص والشراب وهي موضوعات متعلقة بما يتم في القصور الساسانية.

وظهرت مناظر الصيد علي الخزف الفاطمي وهي أيضاً موضوعات متعلقة بالبلاط الفاطمي، فقد كانت هواية الصيد من أكثر الأمور المحببة إلى نفوس الخلفاء والحكام فقد عٌرف الخليفة الفاطمي العزيز بالله بالخليفة الصياد. وقد وجدت حارة في العصر الفاطمي تعهد بحارة البيازرة أي حاملي الباز. وإلى جانب موضوعات الطبقة الأرستقراطية ظهرت موضوعات تخص حياة عامة الشعب من مناظر الحمالين وأصحاب الحرف، والألعاب الشعبية ومنها لعبة التحطيب وترويض الحيوانات ومهارشة الديكة.

وظهر أيضاً علي الخزف الفاطمي مناظر دينية مسيحية مما دفع الكثير من المستشرقين إلى القول بأن صناعها أقباط، ولكنت توقف المناظر الفنية تتوقف علي ذوق راعي الفن وليس علي الأنا الفاعلة له. بالإضافة إلى ذلك ظهرت مناظر الحيوانات، منها مناظر الإنقضاض، مناظر تتابع الحيوانات، مناظر تقابلها أوتدابرها، الحيوانات التي تحمل في فمها فرع نباتي، ومن هذه الحيوانات: الأرانب والغزلان والأسود والأفيال والأسماك.

وقد اختفي الخزف ذوالبريق المعدني في نهاية العصر الفاطمي ويرجع ذلكإلى تدهور الحالة الأقتصادية في نهاية هذا العصر مما أدي إلى قلة هذا النوع من الخزف المرتفع الثمن وظهور أنواع أخري أقل منه ثمناً وقيمة.

قد انتشرت في نهاية العصر الفاطمي أنواع متعددة من الخزف منها:

  • الخزف ذي الزخارف المحفورة أوالمحزوزة
  • زخارف هذا النوع يعلوها طلاء زجاجي شفاف أوطلاء ذولون واحد. وجدت أعداد كبيرة منه في مدينة الفسطاط مما يشير علي أنها كانت مركز صناعته.

ألوان هذا النوع من الخزف هي الأزرق، البنفسجي، الأخضر الفاتح، الأبيض المائل للصفرة.

  • إلى جانب هذا النوع من الخزف ظهر نوع أخر اقتصر الدهان فيه علي أجزاء منه دون أجزاء أخري، كانت زخارفه تنقش علي طبقة البطانة ثم تهجر لتجف ثم تطلي بطلاء شفاف ثم توضع في الفرن لتثبيت الطلاء.
  • ظهر في العصر الفاطمي نوع من الخزف البسيط أوالريفي قوام زخرفته خطوط ونقاط ورسوم بسيطة بالألوان البيضاء والصفراء والخضراء ويٌعهد هذا النوع باسم خزف الفيوم وهوتقليداً للخزف الصيني.


أشهر الخزافين

قد ظهر علي الخزف الفاطمي وخاصة ذوالبريق المعدني منه كتابة أسماء بعض الفنانين. وقد اتفق فهماء الفنون علي حتى هناك مدرستين رئيسيتين في صناعة الخزف ذوالبريق المعدني وهما:

  • مدرسة مسلم بن الدهان:

– يٌعد من أعلام صناع الخزف في العصر الفاطمي، اتى توقيعه بأسم مسلم بن الدهان وتارة بأسم أبوالقسم مسلم بن الدهان وأحياناً مسلم فقط.

– تميز اسلوبه في الزخرفة بالبساطة وحرية الحركة والجرأة في التعبير، وهويميل إلى رسم موضوعه الرئيسي بحيث يتوسط الأناء ويحاول ايجاد زخارف نباتية للموضوع بحيث لايهجر أي جزء خإلى من الزخارف.

– وبالنسبة لزخارفه الآدمية، تناولت جميع الموضوعات المتعلقة بتسليات البلاط، مثل: موضوعات الشراب، الموسيقي والرقص والغناء، بالأضافة إلى الموضوعات التي تتعلق بحياة عامة الشعب، مثل: مناظر الحمالين، رسوم التحطيب، المصارعة، مهارشة الديكة.

– ويتضح في رسومه الآدمية التي تتعلق بالحياة الأرستقراطية الأشخاص بدون لٌحي وعيونهم جميلة هادئة يعلوها حاجبان مقوسان. أما بالنسبة لملامح الأشخاص في الموضوعات الشعبية فإن وجوههم كانت معبرة مليئة بالأنفعالات، تتسم ملابسهم بالبساطة الشديدة وهي خالية من الزخارف في معظم الأحيان.

– أما فيما يتعلق بالحيوانات والطيور فإنها كانت ترسم بأجسام ممتلئة وسمينة تمتاز بالقوة والبعد عن العنف، ومن الحيوانات التي شغف بها مسلم هي الأرنب والغزال. أما الطيور فإنه رسم بالطاووس بكثرة.

– يوجد مرحلتين لمسلم في رسمه لحيواناته وطيوره؛ الأولي فترة مبكرة تمتاز رسومه فيها بالبساطة والبدائية والقرب من أسلوب الرسوم الطولونية. والثانية تمتاز بالقرب من الطبيعة واكساب الحيوانات قدر كبير من المرونة والحيوية.

ومن الفنانين اللذين تتلمذوا علي يد مسلم وبالتإلى تشابه أسلوبه معه:

  • جعفر المصري: فقد كان أسلوبه الفني قريباً من أسلوب مسلم، فتشابهت رموسه الآدمية مع رسوم مسلم، الا حتى الوجوه عند جعفر كانت أكثر تقدماً منها عند مسلم من حيث الاتقان والدقة في رسم التفاصيل، كما تميز باستخدام عنصر نباتي واحد في زخرفة ثياب أشخاصه وهذا العنصر تعبير عن ورقة نباتية متعددة الفصوص. أما بالنسبة لرسومه الحيوانية كانت أقل اتقاناً من رسوم مسلم.
  • علي البيطار: وهومن الصناع المبكرين للخزف الفاطمي، ومن المعتقد أنه كان يعمل في منطقة الفسطاط، وكان أسلوبه قريب الصلة من أسلوب مسلم. ويشبه أسلوبه أسلوب الزخارف التي سادت في العصر الطولوني. فقد غلب علي رسومه الآدمية الروح الطولونية التي تتميز بالخشونة بالأضافة إلى ضخامة العناصر وعدم الدقة في رسمها. وقد استخدم الزخارف الهندسية في زخرفة ملابسه المتمثلة في أشكال سداسية تملؤها معينات صغيرة.

أما رسوم الطيور والحيوانات يغلب عليها طابع البساطة والبدائية.

  • الطبيب: من مصوري الخزف في العصر الفاطمي والتي كان له شخصية متميزة قريبة الصلة بأسلوب مسلم. وقد استخدم أكثر من لون واحد من ألوان البريق المعدني. كانت رسوم الحيوانات لديه أكثر رشاقة وحيوية منها عند مسلم، إلا إنه كان من الصعب فهم هويتها.وكان يرسم حيوانات غير مألوفة في التصاوير الخزفية في العصر الفاطمي مثل الكلاب والفهود والثعالب، كما أنه أظهر براعة واضحة في رسوم الطيور مع الدقة في رسم التفاصيل.
  • أحمد الصياد: يٌعد من صناعالخزف الفاطمي المبكرين، وكان أسلوبه في الرسم قريب من أسلوب الطبيب. يجمع في زخرفة البترة الواحدة بين طريقتين في الرسم، أسلوب الرسم بالبريق المعدني بالأضافة إلى طلائه بألوان أخري من تحته. يتميز بالزخارف النباتية في تصاويره.
  • الشريف أبوالعشاق: يمثل في أسلوبه الفني فترة انتنطقية عن أسلوب مدرسة مسلم. وقد ورد أسمه باشارات متعددة (عمل شريف عشاق، الشريف أبوالعشاق). تتميز تصاويره الحيوانية بأنها ذات أجسام ممتلئة وضخمة ولكنها لا تفقد حيويتها ورشاقتها.
  • ابن الساجي: من فناني فترة الأنتنطق في العصر الفاطمي، ويٌعد أسلوبه أكثر تطوراً من أسلوب الشريف أبوالعشاق. وأسلوبه الفني أقرب إلى اسلوب سعد منه إلى مسلم.
  • مدرسة سعد: يٌعد من أعلام مزوقي الخزف الفاطمي، ويمثل فترة متطورة عن مسلم. تتميز منتجاته الفنية بأنها لاتكون مغطاة بالطلاء إلا نادراً، استخدم البريق المعدني النحاسي والزيتوني المائل إلي الأصفرار. وعن رسومه الآدمية تميل إلى الطابع الأنثوي في ملامح الرجال.

كما أنه اهتم برسم الموضوعات الزخرفية التقليدية مثل: رسوم الأسماك والطيور المتقابلة ورسوم الأرابيسك والفروع النباتية. كان من أبرز الموضوعات التي مثلها سعد علي الخزف الفاطمي، الموضوعات التي تمثل رجال الدين المسيحي، ومنها البترة التي تحمل رسم قسيساً ويمسك مبخرة في يديه وعلي جانبه علامة عنخ أمون التي رمز بها المسيحين إلى الصليب، مما أدي إلى قول المستشرقين بأن هذا الخزاف كان قبطياً، يرد علي ذلك بأن الموضوعات الفنية تتوقف علي ذوق راعي الفن وليس علي شخصية الفنان، كما أنه عثر علي بترة من الخزف ذي البريق المعدني وعليها امضاء سعد بأسمه كاملاً (سعد عمر بن مؤمن موسي) وهذا الاسم يشير علي أنه مسلماً.

تميزت رسومه الحيوانية بالقرب من الطبيعة والعناية بالنسب التشريحية بالإضافة إلى طابع الحيوية والحركة.

  • كرم وابراهيم: من الفنانين اللذين تأثروا بأسلوب سعد سواء في الزخرفة أوفي طريق الرسم.

مراكز صناعة الخزف

  • الفسطاط: تعتبر أحد المراكز الهامة لصناعة الخزف في العصر الإسلامي.
  • القاهرة: بما انها عاصمة الخلافة الفاطمية فكانت مركزاً فنياً لصناعة الخزف وذلك لتكون هذه الصناعة قريبة من القصور الملكية حتي تكون تحت اشراف الخلفاء.
  • الإسكندرية: كانت مركزاً محلياً لصناعة التحف الخزفية ذات الزخارف والرسوم البارزة ذات اللون الواحد.
  • الفيوم: قد ظهر نوع من الخزف أطلق عليه خزف الفيوم، قد خلق هذا النوع من الخزف لأول مرة في الفيوم ثم نٌقل الس الفسطاط لترويجه.

الزجاج في العصر الفاطمي

قد ازدهرت صناعة الزجاج في العصر الفاطمي ازدهاراً كبيراً، وخاصة في الزخرفة بالبريق المعدني، كما اشتهر العصر الفاطمي ايضاً بصناعة التحف المصنوعة من البللور الصخري وذلك لوجود خام البللور الصخري في مصر. وقد تنوعت وتعددت أشكال الأواني المصنوعة من الزجاج في العصر الفاطمي، مثل بتر الشطرنج، الكؤوس، زهريات، قماقم، لعب أطفال، تماثيل للطيور والحيوانات.

طرق صناعة وزخرفة الزجاج: يتم تشكيل الأواني الزجاجية بطريقتين:

1-التشكيل بالنفخ في الهواء: تتم بعد انصهار مكونات الزجاج فتصبح عجينة لينة، فيلتقط الصانع بنهاية أنبوب معدني بترة عجينة وينفخ فيها من بداية الأنبوب فيندفع الهواء المضغوط الي وسط العجينة فتنتفخ جوانبها، وتعتمد هذه الطريقة علي مهارة الصانع في النفخ.

2-التشكيل بالنفخ في النطقب: بعد انصهار مادة السليكا حتي تصبح عجينة لينة، يلتقط الصانع بترة من هذه وهي ساخنة بنهاية أنبوب معدني، وينفخ فيه فتأخذ العجينة شكلاً كروياً فيضعها داخل نطقب من الفخار أوالمعدن أوالخشبقد يكون مضلعاً أوعلي هيئة خلايا النحل، فيأخذ بدن القنينة الخارجي نفس شكل التضليع أوخلايا النحل. ثم تضع الأواني في فرن ذومسقط دائري مسقوف من الطوب به فتحة لتزويد الوقود، يوجد بجانبه مكان مسقوف يٌعهد بجيب التبريد وبه درجة الحرارة مناسبة وأقل من درجة حرارة الفرن الرئيسي.

– يتم زخرفة الأواني الزجاجية بعدة طرق:

1- الزخرفة بالأضافة (الباربوتين): تتم باضافة خطوط رفيعة أوسميكة علي بدن الآنية.

2– الزخرفة بالختم: تتم باضافة أقراص زجاجية مستديرة علي بدن الآنية وهي ساخنة ويضغط عليها بخاتم معدني عليه زخارف بارزة أوغائرة.

3- الزخرفة بالبتر: تتم هذه الطريقة بعد تشكيل الآنية ثم تهجر لتبرد وتنقش الزخارف علي سطحها بالبتر، وتتطلب هذه الطريقة حتى تكون الآنية الزجاجية ذات جدار سميك.

4- الزخرفة بالملقاط أوالمنقاش: بعد تشكيل الآنية، يٌنقش علي بدنها وهي ساخنة بألة تشبه الملقاط، وذلك عن طريق سحب أجزاء الي الخارج من العجينة الزجاجية.

5– الزخرفة بالبريق المعدني: استخدمت هذه الطريقة منذ منتصف ق 2ھ. ويعتقد (د. زكي حسن) حتى استخدام البريق المعدني في زخرفة الزجاج قد نشأ في العراق في ق 3ھ، ولكن يعتقد (أ.د محمود ابراهيم) حتى اكتشاف مادة البريق المعدني من الممكن كان في مصر في عصور سابقة علي الأسلام ودخول العرب اليها.

– وقد اشتهر العصر الفاطمي بوجود ثلاثة أنواع من الزجاج:

1- الزجاج ذي البريق المعدني.

2-البللور الصخري: اشتهر العصر الفاطمي بصناعة هذا النوع من الزجاج، وكانت معظم الكؤوس والأواني الزجاجية التي يستعملها الخلفاء كانت من البللور لأ عتقاد الناس حتى الشرب في أواني البللور له فوائد عديدة. ومن المنتجات التي وصلتنا منه فناجين وأطباق وكؤوس وبعض التماثيل الصغيرة التي يٌعتقد أنها بتر شطرنج.

3–الزجاج المقطوع: وهونوع من الزجاج السميك وتقليد للبلور الصخري. ومن المنتجات التي وصلتنا منه: مجموعة من الكؤوس الزجاجية اٌطلق عليها كؤوس القديسة هدويج، تتألف زخارفها من أسود وطيور ناشرة أجنحتها وأشجار ومراوح نخيلية. وعددها ثلاث عشرة كأساً.


مراكز صناعة الزجاج

أما مراكز صناعة الزجاج في مصر في العصور الوسطي، كانت الفسطاط والفيوم والإسكندرية والأشمونيين.

العمارة الفاطمية

منطق رئيسي: العمارة الفاطمية

إن الصروح الأكثر شهرة في فن العمارة الفاطمي كانت كلها في مصر: الجوامع الكبيرة كجامع الأزهر وجامع الحاكم، والصغيرة كجامع القمر، أوما اختفى منها في عصرنا الحالي مثل جامع العرافة والذي يمكن إعادة بناءه على درجة من الثقة، والأضرحة في القاهرة، أوس، وأسوان والقصور بما يضم القصور الملكية العظيمة ضمن جدران القاهرة نفسها أوالأجنحة الموجودة عبر المدينة والتي عهدت من خلال النصوص الأدبية والشروحات، والتحصينات والبوابات والإحتفالات والشعائر.

هناك عدة إعتبارات واسعة تلعب دوراً في فهم هذه الأبنية. أحد هذه الإعتبارات هوالتوازن بين العناصر المصرية الداخلية (بعضها جلب لمصر من العراق خلال القرن التاسع) والعناصر المستوردة. تعتبر العناصر المستوردة بشكل عام مقتبسة من شمالي أفريقيا خلال فترة التاريخ الفاطمي الباكر وشمال مابين النهرين بعد منتصف القرن الحادي عشر. القضية الأخرى هي درجة أصالة أشكال فن العمارة الفاطمي وغاياتها. إذا هذا الموضوع أكثر تعقيداً من مجرد وضع قائمة للتأثيرات وإن السؤال بكليته يحتاج لبعض من التفصيل. ظهر في الفترات الفاطمية مجرد مفهم عمراني وحيد حديث بشكل حقيقي، رغم حتى جذوره كانت أقدم من السلالة الفاطمية، إنه الأضرحة والتي يعود الفضل في تطويرها أحياناً للتراث الشيعي. لكن المصادر الحقيقية لذلك هي دينية وفهمانية. كانت الجوامع والقصور وحتى جدران المدينة قد وجدت من قبل، لقد تابع الفاطميون استخدام نفس الأسلوب العمراني للجوامع التي بنيت منذ عدة قرون. لا يوجد أي مرشد على حتى قصورالفاطميين كانت قد اختلفت بشكل كبير في الشكل عما كان يعتبر قصراً مدنياً ملكياً في بغداد أوسامراء أوحتى القسطنطينية. كانت جدران وبوابات المدينة نادرة قبل القرن العاشر ومن الصعب اثبات الأصالة الفاطمية. غير حتى جدران المدن لها نفس الغاية والشكل بشكل عام مما يحد من قيمتها العمرانية التاريخية.

غير حتى هذه الإنطباعات السريعة عن إستمرارية هذه الصروح في العمل لمضللة، لأن التغييرات التي أدخلت كانت واسعة المدى. لم تكن الجوامع الصغيرة – مثل جامع الأقمار وجامع الصالح طلائع وغيرها والتي ذكرها المقريزي- مجرد نسخ مصغرة عن تلك الجوامع الكبيرة ذات الأعمدة ولكن كانت تعبيرات عن التحول في رعاية المباني الدينية العامة من السلطة المركزية للدولة إلى جهات خاصة. وأصبح هذا التغيير لارجعة فيه واستمر على مدى عدة قرون بعد ذلك حيث أصبح لدى جميع المدن المسلمة تقريباً، وخصوصاً من العراق إلى المغرب، جوامع صغيرة خاصة وغيرها من المعالم الدينية المتكيفة مع الواقع المادي للمدن وهذا يعكس تعدديةطرق الإيمان وليس تصوراً واحداً للتكوين السليم للمجتمع الإسلامي. لم تظهر تغييرات وظيفية في المساجد ذات التجمعات الكبيرة بشكل فوري، ولكن المقريزي يبين حتى هذه الأبنية إحتوت إحتفالات ملكية رسمية عند جميع المجتمع المسلم مثل الدخول الرسمي، وتغييرات الأثواب الرسمية، وإشعال البخور، واختفاء بعض الخلفاء وراء الستائر، والمواكب وترديد الهتافات؛ ومن غير المؤكد فيما إذا كانت هذه الإحتفالات قد سلمت من أزمة منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، ولكن المواكب الشكلية والرسمية في معظم جوانب الحياة الملكية كانت قد استمرت بالتأكيد، ولقد نوقش طابعها الغير عادي في إطار التنطقيد الإسلامية مراراً.

إذا ما نظرنا إلى الأشكال المعمارية فإننا نلحظ ظهور شكل حديث واحد فقط في العصر الفاطمي، وهوالمقرنصات.لا يوجد حتى الآن أي تفسير مقنع حقاً لأصلها، وهناك بعض النقاش حول ما إذا كانت من أصل شرق إيراني مستورد إلى مصر، أوأنها إبداع محلي، أوأنها اختراع شمال أفريقي وهذا احتمال ضعيف.13تكمن أهمية المقرنصات في حتى مثل هذا الضريح والمباني الصغيرة الأخرى الدينية، أصبحت شائعةً في العصر الفاطمي ومنذ ذلك الحين تظل سمة ثابتة ضمن العمارة الإسلامية لقرون قادمة. هنالك تطور شكلي آخر ذوتاريخ مماثل ولكن أقل وضوحاً، هوالقابلة الرئيسية مع البوابة المركزية غنية التزيين مع مآذن في الزوايا. وجدت البوابات المزينة بالعمل في العمارة الإسلامية الغربية في القرن التاسع الميلادي، ولكنها وجدت أيضاً في الجوامع الفاطمية في تونس وأصبحت عنصراً رئيسياً من عناصر تكوين القابلة.يبدوحتى البويهيين في إيران كانوا قد استخدموا ذات النوع من التشكيل في نفس الوقت تقريباً، وذلك طالما صحة تأريخ وتحديد قابلة جورجير في أصفهان. أما التطور اللاحق في القابلات مع أوبدون مآذن فليس بحاجة إلى إثبات.

يمكن لإثنتين من الإنشطة الفاطمية الغير معروفة جيداً حتى توضح وتصقل معهدتنا حول إهتماماتهم المعمارية. ويتناول أولها الحرم الشريف في القدس. لم يُخط التاريخ الأثري والثقافي لهذا الحرم العظيم بعد رغم توفر كم هائل من الوثائق المتاحة. يتبين بشكل واضح من خلال النقوش والنصوص ومن وصف ناصر خسروالرائع عن المعالم، بأن الفاطميين، إلى جانب الأمويين، كانوا مسؤولين عن البناء الأكثر اتساقاً للحرم. ومن السليم، بطبيعة الحال، حتى تقصير أسوار المدينة في عهد الإمام الخليفة الظاهر والزلازل المدمرة في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي استلزم عمليات إعادة إعمار كبرى. لكن الملفت للنظر هونوعيتها، كما في حالات الفسيفساء المشهورة في المسجد الأقصى وعلى البوابة الغربية والتي وصفها الرحالة الفارسي. إذا تقنية الفسيفساء لكلا المفهمين الأثريين ومواضيع الزخرفة في المسجد هي أيضاً ملفتة للنظر لطابعها التقليدي والقديم، وحتى المثلثات الركنية في المسجد الأقصى ذات الأصالة المعمارية الحقيقية. لم يبق شيء من البوابة الغربية، ولكن، وبما أنها كانت قد أصبحت المدخل الرئيسي إلى الحرم، فمن المنطقي حتى نعتبر ذلك تعبيراً عظيماً خاصاً عن السلطة الفاطمية. وإذا ذكرنا هدم الإمام الخليفة الحاكم لكنيسة القيامة وإعادة بناءها لاحقاً، والتي من أجلها أوفد الإمبراطور البيزنطي الأمور الثمينة المسجلة رسمياً في الممحرر الحكومية الفاطمية، فإنه يمكننا الإستنتاج بأن الفاطميين، وبصيغة مختلفة، كانوا قد أعادوا إلى القدس الصراع بين الإسلام والمسيحية البيزنطية والذي ميز العصر الأموي، وكانوا، على غرار من سبقهم، قد عبروا عن ذلك بشكل معماري.

المثال الثاني يضم نشاطات البناء الفاطمية في مكة والمدينة وهذه النشاطات لم تُوثّق بشكل كافٍ. وكما توضح المصادر التاريخية فإن سيطرة الفاطميين على هاتين المدينتين المقدستين في الإسلام قد أربكها نشاطات العباسيين من العراق والإضطرابات المحلية والهجمات القرمطية. غالباً ماهُجِر الحج لفقدان الأمان. غير حتى الإصرار الرسمي على الوجود الفاطمي كان قد تم تأكيده بنحت نصوص كبيرة على الكعبة، ومن الملفت للإنتباه حتى نقوش الخليفة العباسي المكتفي والتي حلت مكان النقوش الفاطمية في عام 1100 ميلادي/ 550 هجري تحتوي على إشارات شيعية "لنقاء أسلاف" الخليفة العباسي وأحفاده. تشير جميع هذه الأمثلة للنموذج التالي. إذا فن العمارة الفاطمي هومن حيث المبدأ محافظ وتقليدي. يشتمل على عناصر بنائية وإنشائية معروفة وإن إهتمام السلالة الفاطمية بمكة أوالمدينة أوالقدس هوأسلوب للتعبير عن شرعيتها، وربما في حالة القدس قد ظهر هذا بشكل أكبر لأن السيطرة عليها كانت أسهل مقارنةً بالأماكن المقدسة في الجزيرة العربية ولأنها كانت مركزاً مهماً للعمارة الأموية. ومهما كانت الأسباب فإن تقبل المجتمعات المسلمة كان فقط من خلال الترميم وأحياناً تعديل الصيغ المعروفة والقديمة. كانت التغييرات على نوعين. أحدها الإستخدام الإحتفالي للجوامع والمقدسات الأخرى من قبل21 الخلفاء وهناك أدلة على حتى هذه الممارسة كانت موجودة في العهود الأموية والعباسية والطولونية. ولكن لم تكن أبداً بنفس الأسلوب المنظم عند الفاطميين. لم يستمر هذا التجديد بعد ذلك إلا أنه لمن المثير للإهتمام حتى الإحتفال بوجود الحاكم في الجامع قد ظهر من حديث في عصر العثمانيين وهم آخر سلالة حاكمة إسلامية في حوض المتوسط. كذلك كان هناك تغييرات رسمية بدت من خلالها الأضرحة والمقرنصات وقابلات الأبنية في الأبنية الدينية كإبتكارات صغيرة ولم يكن أي منها قد اخترع في العهد الفاطمي. إلا أنها كلها قد أصبحت جزءاً من فن العمارة الإسلامي بشكل عام ويمكن طرح السؤال فيما إذا كان إعتماد الفاطميين لها قد جعلها مقبولةً من قبل التراث ككل. يساهم فن العمارة بسهولة أكثر من باقي الفنون الأخرى بصياغة فرضيات المعاني التاريخية والثقافية لسلالة حاكمة أوعصر ما بسبب إرتباطه الإجتماعي التلقائي. وبوضع هذه الفرضيات بعين الإعتبار فإننا نتمكن بسهولة من دراسة الفنون الأخرى.

لقد خط الكثير عن الرسوم الفاطمية منذ حتى خط إيتينغ هاوزن منطقته الأصلية منذ ماينوف عن خمسة وثلاثين سنة ماضية، بالإضافة للعديد من الأجزاء المكتشفة والتي نسبت صواباً أم خطأً للفترة الفاطمية. إذا معاني هذه الأجزاء نادراً ما كان واضحاً وغالباً ما كانت متفاوتة بالقيمة. إنه لمن شبه المحال فرز المخططات من الرسوم الحقيقية، والخربشات التوضيحية والرسوم العامة من رسوم البلاط، والرسوم الباكرة من الرسوم اللاحقة أوالمتأخرة في هذا الوقت من الزمن. وإذا أضفنا، ويتوجب علينا ذلك، لفن الرسم فهنالك أمثلة عديدة أخرى من أعمال السيراميك البراقة بموضوعات واسعة التنوع، والأعمال الحرفية الخشبية كالقابلات التي من المفترض أنها تعود للقصر الفاطمي، أوالأعمال العاجية والمعدنية والتماثيل مع تمثيلات متفرقة للأفراد والحيوانات، وهذه الإضافات تجعل الأمور أكثر تعقيداً. لأن الآراء حول الأسلوب والأنماط لهذه الفنون تتأثر بالأساليب والأغراض المتنوعة. بالإضافة لذلك فإنه من الصعب حتى نجد لأي لوحةً أوأيّاً من الأعمال الفنية الأخرى تاريخاً واحداً. وفي الحقيقة فإن الرسومات من قصر كابيلا في باليرموفي صقلية تعود لتاريخ 1140 ميلادي/ 535 هجري. وهي فترة كررت فيها الثقافة القاطمية نفسها في المراحل السابقة. يمكننا حتى نعتبر وجود فن رسم في العصور السابقة حيث حتى الكثير من الخط تذكر رسومات جدارية في منازل خاصة وقصور وجوامع في منتصف القرن الحادي عشر، وغالباً ما احتوت المخطات الضخمة للخلفاء على مخطوطات توضيحية ذات أهمية من الممكن تفوق بكثير ما بقي اليوم. لا يمكن ربط أي إشارة في مراجع المخطة بشكل مباشر لرسومات معروفة اليوم. وبالتالي بإستثناء رسومات باليرموالغير مكتملة التفسير والتي نفذت في سياق فترة تاريخية وثقافية خاصة جداً، فإن الكم الضخم من المستندات يفتقد لتفاسير واضحة أوحتى إشارة أوفكرة توضيحية يمكن للمرء حتى يتخيل، على الأقل من الناحية النظرية والإفتراضية، بأنها ستمكن من فهم الباقي.

وبالتالي فإنه في ضوء اليأس المنهجي في التعامل مع هذا الكم من المعلومات الغير متكاملة والغير واضحة فإنه يمكن حتى نضع عدداً من الملاحظات حول الفرضيات الموضوعة حول فن العمارة. أولاً إذا عدد التمثيلات الفنية التي تخص الفاطميين في مختلف النواحي الفنية هوعالٍ بشكل كبير. لقد ساهم المناخ في مصر والأمان النسبي من الغزوات المدمرة للعديد من القرون من طبيعة الحال في حفظٍ أفضل لممتلكاتها مقارنةً بأي مكان آخر في العالم الإسلامي. لكن رغم ذلك فإنه من المنطقي حتى نستنتج بأن الثروة الفاطمية من الأعمال الفنية تختلف عن تلك الموجودة في أجزاء أخرى من العالم الإسلامي خلال الجزء الأخير من القرنين العاشر والحادي عشر. لاتمتلك أعمال السيراميك الفنية ذات الدلالات من العراق أوشرق إيران ولا حتى ما تظل من أجزاء اللوحات المثيرة للأسى من نيسابور أوبازار لاشكاري ولا الأعمال الجصية من أفارسيب وترمز، تنوعاً متقارباً في المواضيع. لايمكننا حتى نعزوهذا لعدم كفاية الأدلة، لأن الظاهرة المصرية قد أوضحت بشكل كبير أنه عند درجة معينة من الإشباع فإن التمثيلات الفنية تمتد لتضم تقريباً تام درجات العمل والنشاط الفني وتهجر في الحقيقة آثاراً أكثر مما تم إيجاده. ومن ناحية أخرى وخلال القرن الثاني عشر فإن تام أراتى العالم الإسلامي عدا المناطق الغربية كانت قد شهدت زيادة كبيرة جداً في التمثيلات الفنية بكل الأنواع والوسائل. لا يمكن الجزم بالأثر الفاطمي على الفنون في إيران وأناطوليا لاحقاً من خلال الدليل الرقمي فقط، ولكن ولمرة أخرى، قد بقيت الإبداعات الفاطمية المصرية ميزة لعدة قرون لاحقة.

الميزة الثانية للبقايا المصرية هي حتى حفظها قد جرى بدون أي تمييز بحيث حتى إبداعات جميع طبقات المجتمع قد حفظت وفق عشوائية أثرية شبه مطلقة. في الحقيقة وبسبب السرقات المتكررة لمراكز الخلافة ولغياب التنقيب المنظم، فإن البقايا من الممكن أكثر تمثيلاً للطيف الواسع للمجتمع الفاطمي مقارنة لما عثر في سامراء في العراق ومدينة الزهراء في إسبانيا. للأسف وبرغم دراسات البروفسور جويتن الرائدة إلا أننا لا نستطيع حتى الآن حتى نصل لوصف دقيق لهذا المجتمع. لكن على أية حال يمكننا حتى نعتبر أولاً المجتمع الفاطمي بأنه كان هرميّ البنية، حيث يوجد فقراء وأناس بسطاء أكثر من المثقفين والأغنياء، وثانياً بأن بعض التوافق قد عثر بين تقنية الأسلوب وبين المستوى الإجتماعي الذي ملكه أواستخدمه. لكن حتى هذا الإفتراض الثاني لمختلف عليه، حيث حتى ملكية شيء ثمين كانت عندها وما تزال ليومنا هذا في بعض الأحيان حكراً على الفقراء. إذا الفكرة هنا هي حتى الإستغلال الفعال للحفظ العرضي لعدد كبير من المواد الفنية الفاطمية التي وجدت يحتاج تحديد وتقييم متغيرين: القيمة الإجتماعية للأسلوب المستخدم وتخيلنا عن التذوق الفني للمجموعة الإجتماعية. وبما حتى كلا المتغيرين لم يفهم فإنه يمكننا فقط حتى نصيغ الفرضية بأنه تحت الحكم الفاطمي استطاعت شرائح واسعة من المجتمع حتى تعبر عن بعض من ذوقها أوحاجاتها المرئية أومتطلباتها الجمالية أكثر من أي وقت مضى أوفي أي مكان آخر من العالم الإسلامي. وبالتالي لمن المؤسف حتى القليل من الصروح المتبقية مؤرخة أوقابلة للتأريخ، لأننا لا نستطيع حتى نوضح فيما لوكان توسيع القاعدة الإجتماعية للصيغ المتنوعة عملية بطيئة، أوكان قراراً مدروساً، أوكما وضحت في منطقة سابقة، نتيجة للسرقات في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي.

الميزة الثالثة للتمثيلات الفنية الفاطمية هونمطها وقد نوقش هذا مراراً. لقد جذب جانبان للنمط الفني الإنتباه بشكل خاص. الأول مصدرها. لقد بُرهن بشكل كبير على وجود عناصر عباسية عراقية، وطرق مصرية شعبية، وذكريات إغريقية ومصرية قديمة، وأدوات فنية بيزنطية هامة. يمكن توضيح جميع هذه المصادر بسهولة، فالعراق في القرن التاسع الميلادي كان مركزاً للعالم الإسلامي وكانت أنماطه الفنية قد تغلغلت في مصر حتى قبل الفاطميين بقرن من الزمن، كذلك فقد رعى الحكم الفاطمي بشكل مؤكد الإدراك الذاتي المحلي، إضافة لذلك فقد أدى نمومصر لإعادة الإكتشاف العرضي أوالمقصود للصروح السابقة للبلاد، ولقد كانت بيزنطة المقدونية من أكثر منافسي الفاطميين قوة في ذلك العصر وكانت بمثابة نموذج يستفاد منه إضافة لكونها شريكاً تجارياً للخلفاء في القاهرة. مما يثير الإستغراب غياب التأثيرات الإسلامية الغربية أوالمتوسطية الغربية في التمثيلات الفنية الفاطمية رغم ظهورها الواضح في فن العمارة. إذا هذا الغياب الظاهر من الممكن غير حقيقي لأنه يظهر لنا في حالتين محدودتين وجود علاقة بين الفاطميين والغرب المسلم. إحداهما هوحول المنحوتات العاجية حيث من الممكن حتى اللويحات الفاطمية، كالموجودة في متحف برلين، حتى تكون قد أخذت أبعادها الثلاثية ورونقها الأثري الخادع من المنحوتات العاجية في قرطبة في القرن العاشر للميلاد. المثال الآخر هوالأعمال الفنية المعدنية ـــ حيث من شبه المحال التفريق بين الأعمال الفاطمية وبين تلك في الغرب الإسلامي.34 إذا تفسير ذلك أنه يعود ببساطة للقواسم المشهجرة بين المركزين المتوسطيين، أوعلى أنه يعود لتأثير أحدهما على الآخر، لايزال مثار جدل. الفكرة هنا هي بتنوع مصادر الفن التقديمي الفاطمي. وقد يعكس هذا ببساطة نشوء مركز غني وراع للفهماء يأتيه المميزون والحرفيون بأنفسهم أوبدعوة من أجل العمل والنجاح. قد يعني هذا أيضاً حتى التراث الفاطمي لم يطور نمطاً فنياً واحداً له وإنما قد بنى بشكل عفوي وتلقائي، أومقصود ومدروس، تراثات تطورت في أماكن أخرى.

إن صعوبة التعريف نفسها تظهر للهوية والصيغة وهما الجانب الآخر المتكرر النقاش للنمط الفني الفاطمي. لقد نوقش بأن هنالك نوعين من التمثيلات الفنية. الأول أنماط زخرفية ثنائية البعد تخرج عن الواقع المادي. الآخر أكثر خصوصية، فسواء سمي واقعياً أوخيالياً أومكانياً فإنه يستخدم أساليب تمثيلية قريبة إلى حد كبير من الأصل التقليدي والذي يشير إلى الحيز والحجم. يمكن بسهولة حتى نربط هذا النمط الثاني، وكما وقع مراراً من قبل، بالكثير من النصوص المحفوظة التي تشرح الممضى الطبيعي في أعمال الرسامين الفاطميين. وفيما لوكانت هذه النصوص تعكس واقعاً حقيقاً للكليشات الأدبية فإنه لمن المقبول حتى نفترض حتى الفن الخيالي لبعض اللوحات يعود للنزعة الحقيقة تجاه صيغ طبيعية أكثر مما كان موجوداً من قبل.

إن تحديد الأهمية التاريخية لهذه الأنماط والأساليب الفنية أصعب بكثير من تعريفها أوشرحها. إذا كان من السليم نسبها للقرن الفاطمي الثاني بدلاً من الأول فإنه لمن الجائز عندها حتى نراها سباقة للواقعية والتي تظهر لاحقاً في الجزء التالي من القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر للميلاد وخاصة الفن العربي في منطقة الهلال الخصيب. ولكن إذا كانت حقاً سباقة فإنها ليست بنيوية بشكل رسمي. فهي التي تحدد كيفية التعاطي مع التمثيل الفني بدلاً من أسلوب التمثيل الفني. يتبين لنا أنه تحت الحكم الفاطمي يظهر أننا نكتشف للمرة الأولى ضمن تراث العصر الإسلامي الوسيط الإهتمام بالواقع المادي للعالم المحيط. يجب حتى يبقى هذا الحكم موضع مراجعة لأنه من الممكن حتى ما يظهر اليوم نوعاً من الواقعية لم يكن إلا تأثيراً للصيغ الإغريقية ذات المزايا الخيالية على مصر الفاطمية. هنالك أيضاً مزايا أخرى يمكن إعتبار الأسلوب الفني الفاطمي سباقاُ بها. مثل التغييرات التي حصلت على الفن الإيراني في القرن الثاني عشر ميلادي ولكن قبل قرن من ذلك جمعت التمثيلات الفنية الفاطمية تنوعاً غير إعتيادي من المصادر الفنية بطيف واسع من النوعية والتأثير. رغم أنه ناقش البعض بأن الحرفيين الفاطميين كانوا قد هاجروا إلى إيران بعد سقوط السلالة الحاكمة37 إلا حتى تأثيرهم، فيما لوكان لهم تأثير بالأساس، كان من الممكن محدوداً ببعض الأساليب التقنية مثل أعمال السيراميك ومن الصعب شمول الصيغ الفنية نفسها بهذا التأثير. نذكر مرة أخرى حتى الظاهرة الفاطمية ترتبط هيلكياً وليس رسمياً بالفترة الإيرانية اللاحقة.

إذا انتقلنا في الموضوع للفن الفاطمي فإننا نصل لنتيجة مشابهة. فالفن الملكي الصرف غير معروف سوى من خلال النصوص. يمكن حتى نستنتج من وصف ناصر خسروللّوحات في قاعة العرش واللائحة الطويلة للأشياء التي وجدت في كنوزهم، بأن التحف والأمور الكثيرة الباهظة الثمن مثل حدائق المضى والفضة لم تكن ذات أصالة أوطابع إيديولوجي عظيم. مال فن الأمراء المسلمين للتأكيد على نفس المواضيع، وعلى حد فهمي لا يوجد أي مرشد يظهر حتى الفاطميين قد حاولوا إدخال رموز للسلالة الحاكمة أورموز دينية أوشخصية في فنهم.39 غير حتى بعضاً من الأمراء المسلمين قد عمل ذلك.

تختلف الأمور كثيراً عندما ننتقل للمستويات الإجتماعية الأخرى. حيث حتى المواضيع المتنوعة التي وجدت في اللوحات والأعمال الخشبية والعاج أوالسيراميك الفاطمي هي قيد البحث من قبل الكثير من الفهماء، وسأقتصر على بضع الملاحظات العامة وربما السليمة لفترة مؤقتة فقط. توجد أمثلة من الرسوم التوضيحية عن القصص الأدبية والأحداث الشائعة والمواضيع المثيرة والرموز الفلكية وأنشطة الأمراء والحيوانات، وربما حتى الرموز الدينية المسيحية. هذه المجموعة مماثلة للظاهرة الإيرانية في القرن التالي، ولكن في الأنماط فقط، فمن الصعب حتى تقترح علاقة مباشرة ممتدة من مصر إلى إيران. من الممكن هنالك تفسير واحد سليم لكلا المجالين هوجوهرياً التفسير الإجتماعي. كان نموالبرجوازيات القوية، كما هوواضح في درس البروفيسور گوتين، قد خلق رعاية أكثر تنوعاً مما كانت عليه من قبل وهذه الرعاية تسعى إلى التعبير عن الكثير من الإحتياجات الإجتماعية والشخصية والعرقية والأدبية والطائفية، أوغيرها أكثر من الرعاية الثابتة تماماً من الأمراء. تفسير آخر هوحتى مصر أصبحت، قبل إيران، على مفترق طرق من الإتصالات الدولية، وإن مثال الثقافات الغنية بالصور مثل الهند أوالعالم المسيحي أدت إلى تطور التمثيلات الفنية الإسلامية، في الوقت الذي لم تعد توجد فيه المبررات التاريخية للمنع الصارم للصور في هذه التمثيلات.

قبل محاولة إنهاء هذا الموضوع عن فن الفاطميين، يجب هنا ذكر نقطتين إضافيتين. أحدها يتعلق بالتقنيات الحرفية. ودون الخوض في أطراف معضلة الأسبقية المصرية أوالعراقية في تطوير السيراميك المزخرف، فإن الفاطميين هم أول من قولب هذه التقنية الإسلامية الفاخرة والفريدة لتغدووسيلة للعديد من المواضيع والأساليب الفنية الغير إعتيادية. المشكلة الأكثر تعقيداً هي مع صخر الكريستال ومشتقه المعروف، والمسمى بزجاج هيدويغ.40 إذ أنه بسبب مجموعة صغيرة من المواد الكريستالية الرائعة في الفترة الباكرة من تاريخ الفاطميين تميل الدراسات بشكل طبيعي جداً لإرجاع معظم الأمثلة المتبقية إلى كنف البلاط الفاطمي أولتلك التي تحاكي ذوقه. قد يحدث هذا سليماً، ولكن المصادر الأدبية تشير بوضوح إلى حتى صخور الكريستال قد صنعت للعديد من البلاطات وربماقد يكون من المناسب النظر إلى هذا الفن على أنه عموماً فن ملكي مع وجود أمثلة مصرية متفرقة محفوظة بالصدفة. وثمة صعوبة مماثلة في تحديد أصل الفنون في مجال المنسوجات. تتوفرمعلومات نصية كثيرة وقوائم طويلة من الحرائر المزينة بشكل متقن استخدمت في البلاط الفاطمي، خزنت بين كنوزه.41 لكن في هذه الفترة من البحث من غير الممكن تحديد هذه المنسوجات من بين المئات المتبقية منها، وما هوأكثر أهمية، حتى هناك بعض الشك فيما إذا كانت الفنون الفاخرة الرئيسية مرتبطة بمراكز معينة للتصنيع أوكانت متاحة في جميع بلاط هام.

إن لهذه الملاحظات على تقنيات الفن الفاطمي نتيجة مباشرة هامة لأغراضنا. إنه لمن شبه المحال تحديد أصالة التقنيات الفنية الفاطمية. وربما لم توجد تلك أصلاً. حيث كان العالم الإسلامي في القرن الحادي عشر الميلادي قد طور في أماكن مختلفة ولأسباب شتى الوسائل الرئيسية لتعابيره الفنية.وفي هذا الصدد، فإن الفن الفاطمي عثر في نهاية فترة من النموالفني. وسيكون القرن الثاني عشر مع مراكزه الجديدة في إيران والعراق والأناضول مختلفاً تماماً.

هجرز النقطة الأخيرة على فن الزخرفة الفاطمي. إنه لمن شبه المحال التعميم في هذا الموضوع المدروس بشكل غير كافٍ. تبدوالغرابة الأكبر في ابتعاد فن الزخرفة عند الفاطميين عن التجريد الكامل المعروف في العراق والمتأثر بالتصاميم الطولونية التي تفضل الأنماط النباتية الفاخرة أوأحياناً الطبيعية، حتى ولوكانت مجزأة، والحيوانات، قبل حتى يتأثر في القرن الثاني عشر مثل بقية العالم الإسلامي، بسحر الأشكال الهندسية المعقدة 42تميزت الفترة الفاطمية الوسطى بالزخارف الحيوية والمتألقة.

تقود الملاحظات السابقة رغم جزئيتها وعدم إكتمالها إلى استنتاجات عن الفن الفاطمي في ثلاثة مستويات مختلفة. أولها هومحلي بشكل أساسي. رغم حتى الإرتباطات الفاطمية مع شمال أفريقيا، وبشكل أعم الغرب الإسلامي، تصبح أقوى وأكثر إثارة للإهتمام مع جميع تنقيب حديث في تونس أودرس في الفن المغربي؛ إلا حتى الأثر الأكثر استمراراً للفاطميين كان في مصر التي تم تغيير طابعها الإجتماعي والإقتصادي والبيئي كلياً من قبل الفاطميين. وهذا لا يعني حتى التعايش المنفتح والغير مألوف بين مختلف الطوائف الدينية والعرقية، والذي كان مميزاً لمعظم العهود الفاطمية، قد استمر على مدى القرون اللاحقة. لقد كرس هذا النظام التجاري المنفتح نسبياً تحت رعاية السلالة الملتزمة روحياً فوز الذوق الإسلامي في مصر. ومهما كنا نعهد الكثير عن "الأمور" التي يملكها اليهود، فإنه يظهر أنها لا تمتلك ميزات يهودية حصراً، وحتى لوكان هذا موضوع نقاش إلا حتى فن مصر المسيحية تحت حكم الفاطميين - والذي كان يطلق عليه بشكل خاطئ الفن القبطي- قد أصبح يمثل الفن الشعبي. ومن هذا المنطلق يمكن النظر إلى العصر الفاطمي كتتويج لعملية طويلة، حكم فيها الطولونيون نصف قرن كقادة رئيسيين. ولكن اعتمد الفن الطولوني إلى حد كبير على نماذج عراقية. لم تقترض الفترة الفاطمية من أماكن أخرى فقط ولكن أيضاً اكتشفت مصادر محلية، كالإغريقية أوالزخارف المصرية القديمة التي عادت إلى الظهور. ولكن حتى على المستوى المحلي، لا يمكن حتى ينظر إليه كمجرد نهاية للتراث؛ لأن إنشاء مدينة القاهرة والفنون الحرفية، فضلاً عن الإزدهار التجاري للبلد كله، كانت أسساً مادية لقرونمن التاريخ المصري. جُعل هذا ممكناً من خلال الموهبة الإسلامية الإمبراطورية العالمية عند الفاطميين. أسس المسلمون الأوائل من عباسيين وطولونيين مؤسسات جديدة في المناطق الحضرية في جزء ملائم من وادي النيل، ولكن طموح الخلافاء الفاطميين هوالذي حول مدينتهم الملكية الخاصة إلى الحاضرة التي نعهدها اليوم بمدينة القاهرة.

للمستوى الثاني من الفن الفاطمي، والذي يمكن حتى يسمى المستوى المتوسطي، أهمية كبيرة في ذلك العصر لكن ذلك من الممكن أصبح أقل أهمية لدى التطورات اللاحقة. فمن النماذج البيزنطية في المظاهر والإحتفالات وحتى فن الرسم ذوالإلهام الفاطمي في صقلية النورماندية أوالأبنية ذا الطابع المعماري الرومانسي، يشكل "الإتصال" المتوسطي جانباً مستمراً من الفن الفاطمي، تماماً كما دعي مجتمعه بالمتوسطي. يعود هذا بالطبع، في جزء منه على الأقل، للنتائج العملية للتجارة المصرية والتحرر الطائفي عند الفاطميين.ولكن مما يثير الغرابة درجة الوعي تجاه المواضيع المتوسطية والتي تتخلل الخط مثل كتاب التذاكر أووصف المقريزي للكنوز الإمبراطورية. لقد أوصل سفراء بيزنطية أفكاراً رئيسية بتقديمهم هدايا فاخرة إلى البلاط في القاهرة، وباللقاء يوجد القليل من أعظم روائع الفن الفاطمي الآن في البندقية والتي كانت قد اتىت من بيزنطة.45 في اللقاء فهناك ضحالة مثيرة للإستغراب في مواضيع الشرق المسلم. من الصعب حتى نجزم فيما إذا كان هذا الذوق المتوسطي للفاطميين خياراً واعياً أم أنه عكس ببساطة الفشل السياسي في الشرق. لقد غيرت الحروب الصليبية والإنتصار النهائي للإسلام الشرقي طابع الذوق المصري، رغم حتى آثاراً من الإتجاهات المبكرة قد ظهرت من حين لآخر في فن العمارة المملوكي.

وأخيرا يوجد مستوى إسلامي، أوأسلمي كما يصفه مارشال هودجسون، من الفن الفاطمي. إنه الفن الأكثر سحراً وإثارة للدهشة على الإطلاق. وكما حاولت حتى أوضح من قبل، فإن الفن الفاطمي هوفن تقليدي في نواحي كثيرة ومن الصعب القول بأنه ابتكاري فيما يخص التقنيات، أنواع المواد، أوالوظائف المعمارية. ومع ذلك فإن إبداعاته- بما يضم المقرنصات، والأضرحة، والفن التمثيلي- هي تقريبا دائماً الأسبق للتغيرات العظيمة التي طرأت على معظم أجزاء العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر. يمكن للمرء حتى يقول، كما قيل بالنسبة للأضرحة، بأن الإبداعات الفاطمية قد تم اقتباسها من قبل العالم السني المسيطر وتم تحويلها إلى آليات لأفكارهم ورؤيتهم. وحيث حتى أغلبية هذه الإبداعات لم يكن ابتكاراً فاطمياً حقيقياً بل تطويراً لنماذج صغيرة من الفن الأسبق في القرن العاشر الميلادي، يمكن للمرء حتى يناقش بأن هذه الإبداعات كانت من البداية تعابير عن الذوق الشيعي، وهي نقطة يمكن إثباتها بإجراء مقارنة بين الفاطميين والبويهيين. بيد أنه، بالموازنة، أظن أنه لمن الخطأ تفسير الفن الفاطمي من منطلق طائفي. إذا تفسيراً لأصالتهم أكثر اقناعاً يمكن حتى يستند إلى نشوء مجتمع تجاري ذوطموحات إمبراطورية تحت حكمهم ويمتاز بثقافة الثقة بالنفس. كانت الأشكال والتقنيات المبتكرة على مدى القرون السابقة كافية لأهدافهم ولم يعد هناك حاجة لضبط أوتحجيم المدى اللانهائي من التعبيرات الفنية الفردية.


معرض الصور

الهوامش

  1. ^ "الخزف في العصر الفاطمي". منتدى عشاق الحضارة والآثار. 2011-10-31. Retrieved 2019-04-04.
  2. ^ "الفن الفاطمي أصله وازدهاره". بي بي سي. Retrieved 2019-04-04.
  3. ^ This ewer, inscribed with the name of Husain ibn Jawhar,a general of the Caliph al-Hakim bi-Amr Allah, was accidentally dropped by an assistant in the museum in 1998 and shattered beyond repair.

المصادر

تاريخ الفن

  • Bloom, Jonathan M. (2007), Arts of the City Victorious: Islamic art and architecture in Fatimid North Africa and Egypt, Yale University Press, ISBN 0-300-13542-4 
  • Jackson, Anna (ed.) (2001). V&A: A Hundred Highlights. V&A Publications.CS1 maint: extra text: authors list (link)
  • Ellis, Marianne (2001), Embroideries and samplers from Islamic Egypt, Ashmolean Museum, ISBN 1-85444-135-3 
  • Bloom, Jonathan M.; Blair, Sheila (2009), The Grove encyclopedia of Islamic art and architecture, Volumes 1–3, Oxford University Press 
  • Barrucand, Marianne, ed. (1999), L'Égypte fatimide: son art et son histoire : actes du colloque organisé à Paris les 28, 29 et 30 mai 1998, Presses de l'université de Paris-Sorbonne 
  • Yeomans, Richard (2006), The art and architecture of Islamic Cairo, Garnet, ISBN 1-85964-154-7 
  • Ettinghausen, Richard; Grabar, Oleg; Jenkins, Marilyn (2001), Islamic art and architecture 650-1250, Pelican history of art, 51 (2nd ed.), Yale University Press, ISBN 0-300-08869-8, http://acc.teachmideast.org/texts.php?module_id=12&reading_id=118 
  • Evans, Helen C.; Wixom, William D., eds. (2000), Glory of Byzantium: Arts and Culture of the Middle Byzantine Era, A.D. 843-1261, Metropolitan Museum of Art, ISBN 0-300-08616-4 
  • Qaddumī, Ghādah Ḥijjāwī (1996), Book of gifts and rarities, Harvard Middle Eastern monographs, 29, Harvard University Press, ISBN 0-932885-13-6 t

التاريخ

  • Hoffman, Eva Rose F., ed. (2007), Late antique and medieval art of the Mediterranean world, Blackwell anthologies in art history, 5, John Wiley & Sons, ISBN 1-4051-2072-X 
  • Brett, Michael (1975), Fage, J. D., ed., The Fatimid revolution and its aftermath in North Africa, The Cambridge History of Africa: From c. 500 B.C. to A.D. 1050, Volume 2, Cambridge University Press, pp. 589–636, ISBN 0-521-21592-7 
  • Hrbek, Ivan (1977), Oliver, R., ed., The Fatimids, The Cambridge History of Africa: From c. 1050 to c. 1600, Volume 3, Cambridge University Press, pp. 10–27, ISBN 0-521-21592-7 
  • Sanders, Paula A. (1994), Ritual, politics, and the city in Fatimid Cairo, SUNY series in medieval Middle East history, SUNY Press, ISBN 0-7914-1781-6 
  • Walker, Paul E. (1998), Daly, M. W.; Petry, Carl F., eds., The Ismaili Dawa and the Fatimid caliphate, The Cambridge history of Egypt, I, Cambridge University Press, pp. 120–150, ISBN 0521068851 
  • Sanders, Paula A. (1998), Daly, M. W.; Petry, Carl F., eds., The Fatimid state, 969-1171, The Cambridge history of Egypt, I, Cambridge University Press, pp. 151–174, ISBN 0521068851 
  • Walker, Paul E. (2002), Exploring an Islamic empire: Fatimid history and its sources, Ismaili heritage series, 7, I.B.Tauris, ISBN 1-86064-692-1 
  • Daftary, Farhad (2007), The Ismailıis: their history and doctrines (2nd ed.), Cambridge University Press, ISBN 0-521-61636-0 
  • Brett, Michael (2001), The rise of the Fatimids: the world of the Mediterranean and the Middle East in the fourth century of the Hijra, tenth century CE, The Medieval Mediterranean, 30, BRILL, ISBN 90-04-11741-5 
  • Bresc, Henri; Guichard, Pierre (1997), Fossier, Robert, ed., Explosions within Islam, 850-1200, The Cambridge illustrated history of the Middle Ages, Volume 2, Cambridge University Press, pp. 146–202, ISBN 0-521-26645-9 
  • Meri, Josef W. (2005), Medieval Islamic Civilization: An Encyclopedia, Routledge, ISBN 0-415-96690-6 

وصلات خارجية

  • Fatimid Rock Crystal Ewers, Most Valuable Objects in Islamic Art
  • The Masterpiece Minbar, extract from Saudi Aramco World (1998) of an article by Jonathan Bloom
  • Trésors fatimides du Caire, exhibition of Fatimid art at the Institut du Monde Arabe
  • Bronze animal statuary (aquamaniles, incense burners, fountain fixtures. perfume dispensers): lion 1, lion 2, lion 3, cheetah, stag, hind, gazelle, ram, hare, bird, parrot
  • Rock crystal ewers: Venice 1, Venice 2, Berlin
  • Carved ivory frame, Pergamon Museum of Islamic Art
تاريخ النشر: 2020-06-05 20:05:35
التصنيفات: CS1 maint: extra text: authors list, بلورات, نحت الحجر الصلب, فن إسلامي, فن مصري, فن عربي, الدولة الفاطمية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

موعد مباراة الأهلى وفاركو فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:39
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 43%

مواعيد عرض الحلقة 6 من مسلسل كشف مستعجل على DMC

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:43
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 48%

أسعار الاشتراكات بخطوط المترو الثلاثة بخصم يصل لـ55%.. انفوجراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:37
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 38%

مواعيد عرض الحلقة 21 من مسلسل الكبير أوى 7 على ON وON دراما

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:32
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 44%

جعفر العمدة الحلقة 20 .. صدمة إيمان العاصى بمكالمة مجدى بدر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:48
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 41%

مواعيد عرض الحلقة 21 من مسلسل سوق الكانتو على dmc و dmc دراما

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:45
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 47%

المكتب المديري للرجاء يقرر اللجوء إلى القضاء(بلاغ)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:36
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 79%

مانشستر سيتي يحطم بايرن ميونخ بثلاثية و يضع قدماً في نصف نهائي الأبطال

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:24:37
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

سوق الكانتو .. هل ينجح أمير كرارة فى تنفيذ وصية جده

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:31
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 50%

في غياب ترشحات اخرى: السنغال تبدي استعدادها لتنظيم كأس إفريقيا 2027

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:42
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

الحيدوسي يرفع 'الفيتو' امام التصريحات الإعلامية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:36
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

مواعيد عرض الحلقة 6 من مسلسل تحت الوصاية لـ منى زكي على dmc و dmc دراما

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:41
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 47%

تهور شاب بالشارع ينتهي به تحت عجلات شاحنة بمراكش

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-12 03:23:38
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 80%

تحميل تطبيق المنصة العربية