إدوارد لي ثورندايك
إدوارد لي ثورندايك |
---|
إدوارد لي ثورندايك Edward Lee Thorndike (و.31 أغسطس 1874 -تسعة أغسطس 1949) هوعالم نفس أمريكي، أمضى تقريباً جميع حياته العملية في كلية المفهمين، جامعة كلومبيا. أدى عمله حول السلوك الحيواني وعملية التفهم إلى نظرية الارتباطية، وساعد على إرساء الأسس الفهمية لفهم النفس التربوي الحديث. كما عمل على حل المشاكل الصناعية، مثل اختبارات الموظفين. وكان عضواً في مجلس ادارة مؤسسة فهم النفس، كما شغل منصب رئيس جمعية فهم النفس الأمريكية في 1912.
ويعتبر ثورندايك الأب الروحي لفهم النفس التربوي رغم ما تعرضت له نظريته من انتقادات. إذ أنه كان بمثابة القوة الدافعة لمن اتى بعده من أصحاب النظريات.
النشأة
ثورندايك كان من مواليد وليامزبرگ، مساتشوستس، الولايات المتحدة، والدته ربة منزل ووالده كان وزيرا، بعد انهاء ثورندايك لدراسته الثانوية في عام 1891، التحق بجامعة وسليان وتخرج منها عام 1895. ثم واصل تعليمه في جامعة هارڤرد، وفي عام 1897 هجر هارفارد وبدأ العمل في جامعة كولومبيا، حصل على درجة الدكتوراه في فهم النفس عام 1898 صرف تقريبا تام حياته المهنية في كلية المفهمين بجامعة كلومبيا، وقد بدأ تأثير أبحاثه على موضوع التفهم والتعليم بالظهور منذ مطلع القرن العشرين.
بداياته
كان ثورندايك ابنا لقس ميثودي في (لويل - مساتشوستس) وفي 29 أغسطس عام 1900 تزوج من إليزابث مولتون وأنجبوا خمسة أطفال، إثر تخرجه عاد ثورندايك إلى اهتماماته الأولية، في فهم النفس التربوي. في 1898 قدم دكتوراه في جامعة كلومبيا تحت إشراف جيمس م.س. كين كاتل، أحد الرواد المؤسسين للقياس النفساني Psychometrics "القياسات السيكولوجية - بالإنگليزية: Psychometrics". وتوظف في كلية النساء كليڤلند، اوهايو. وبعد عام انتقل من وظيفته الأولى وعمل موجهًا في قسم فهم النفس في كلية المفهمين في جامعة كلومبيا، حيث بقى لبقية طيلة حياته المهنية، يفهم ويبحث في أمور التفهم الإنساني والتعليم والاختبارات العقلية. في 1937 ثورندايك أصبح الرئيس الثاني لجمعية القياس النفساني، سار على خطى لويس ليون ثرستون مؤسس الجمعية ومؤسس مجلة القياس النفساني.
تدريب المفهمين أواخر القرن 19
لقد كان تدريب المفهمين ما بين عامي 1860 و1890 قائما بشكل عام على القيم التي وضعها التربوي يوهان هاينريش بستالوتزي وعلى بعض الأساليب التعليمية التي تجددت نتيجة لبعض الأبحاث التي اهتمت بفكرة "ماذا يجري في خبايا عقل الطفل البالغة التعقيد". وفي أواخر القرن التاسع عشر سادت النظرة القائلة بأن تطبيق مبادئ فهم النفس على التربية يؤدي حتما إلى إيجاد تعليم قائم على أسس فهمية وهي النظرة التي اتىت نتيجة الدراسات التي قام بها كلا من يوهان فريدريش هربارت (1776–1841) (بالألمانية: Johann Friedrich Herbart) وشارلز ده گارمو(1849-1934) بالإنگليزية: Charles De Garmo
وفي الوقت الذي أخذت فيه أفكار هربارت في التأثير على البحوث التربوية في الولايات المتحدة كانت أبحاث ڤيلهلم ڤونت (1832-1920) في أوروبا (ألمانيا) لا تزال في بداية الاعتراف بها من قبل الأمريكيين، وقد قام گرانڤيل ستانلي هول (1844-1924) بالإنگليزية: Granville Stanley Hall (أحد تلامذة فوندت) عام 1883 بإنشاء مختبر للأبحاث السيكولوجية في جامعة جونز هوپكنز في بلتيمور، مريلاند، الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت تقريبا كانت كتابات الباحثين والدارسين تمهد الطريق أمام المفهمين لاستخدام فهم النفس الحديث
أبحاث ثورندايك
كانت بدايات ثورندايك في مجال نظريات التفهم والتعليم من خلال أبحاثه التي طرحها في عامي 1913 - 1914 عندما نشر كتابه فهم النفس التربوي المؤلف من ثلاثة أجزاء حيث قام فيه بطرح أفكاره الناتجة عن أبحاثه التجريبية والإحصائية وتوضيح مبادئ قوانينه التي اعتمد عليها في وضع نظريته الخاصة فيما يتعلق بكيفية التفهم سواء التفهم الإنساني أوالتفهم الحيواني
طريقة البحث لدى ثورندايك
تقوم طريقة ثورندايك في البحث على أساس المشاهدة وحل المشكلات وذلك على النحوالتالي:
- ضع الإنسان أوالحيوان في موقف يحتاج حل معضلة ما. مثل: محاولة الهرب من مكان مغلق
- رتب توجهات الإنسان أوالحيوان أي ردود أفعاله أواستجاباته المتسقطة
- اختر الاستجابة السليمة من بين خيارات متعددة
- راقب سلوك الحيوان أوالإنسان
- سجل هذا السلوك في صورة كمية (رقمية) أي باستخدام المقاييس والمعايير
وقد استخدم ثورندايك أسلوبه هذا في تجاربه الأولى على القطط وفي تجاربه أيضا في جامعة هارفرد ومن بين أشهر تجاربه الأولى هي تجربة الإثابة بالحلوى وهي التجربة التي استخدمت فيما بعد على تجارب الاشراط الإجرائي.
القطط وصناديق المتاهة
من بين أبرز مساهمات ثورندايك تجاربه على القطط وعن كيفية تفهمها الهروب من صناديق المتاهة التي كان يحبسها فيها بالإضافة إلى صياغته لقانون الأثر (قانون التأثير) بالإنگليزية: Law of effects على ضوء أبحاثه التجريبية التي قام بها
حيث نص قانون الأثر لديه على حتى الاستجابات التي تليها نتائج سقمية وسترتبط بالوضع والظروف المعنية وبالتالي فإن هذه الاستجابات ستتكرر (على الأرجح) حدثا كانت الظروف مماثلة للوضع السابق، وذلك بسبب العلاقة الارتباطية التي نشأت سابقا أما إذا أدت الاستجابات إلى نتائج غير سقمية فإنها على الأرجح لن تتكرر نتيجة عدم نشوء العلاقة الارتباطية الآنفة الذكر
وقد اتىت تجارب ثورندايك هذه كردة عمل منه على غيره من الباحثين الذين كانوا يرون حتى الحيوانات تستعمل حدسها وبصيرتها في حل مشاكلها وقد نطق معلقا على هذا:
” | في المركز الأول، إذا أغلب الخط لا تعطينا فهمَ نفسٍ، بل تزودنا بقصيدة مدح للحيوانات. جميع كتاباتهم كانت عن الذكاء الحيواني ولكنها أبدا لم تكن عن الغباء الحيواني | “ |
وليثبت ثورندايك بأن قططه تتفهم كيفية الهروب من الصناديق وأن هروبها هذا لم يكن بمحض الحدس والبصيرة، فقد قام باستعمال رسوم بيانية تسمى منحى التفهم بالإنگليزية: learning curves حيث يتم رسم هذه الرسوم البيانية اعتمادا على الوقت اللازم للقطة للهروب والإفلات من صناديق المتاهة، وقد وضح ثورندايك بأنه لوكانت القطط تعتمد على بصيرتها في حل لغر الصناديق لكانت منحنيات التفهم المتعلقة أظهرت خلا في شكلها ونوعا من عدم الانسجام، إلا حتى الرسومات البيانية اتىت منسجمة ومشروحة بأن ما تقوم به القطط يعتبر تفهما تدريجيا خاصة وأن المنحنيات كانت تبدي تغيرات تدريجية دالة على ازدياد في مستوى تفهم القطط لمسألة كيفية الهروب من الصناديق.
قام ثورندايك بجمع ملاحظاته وقدمها وأكد فيها بأن العلاقة الارتباطية بين لغز الصناديق وردود أفعال القطط في كيفية الهروب من الصندوق اتىت معززة في جميع تجربة جديدة (أي أظهرت علاقة ارتباطية أقوى) مما يشير على حتى الحاصل تفهم وقد تم تبني هذه الفكرة فيما بعد من قبل بوروس فردريك سكينر (1904–1990) بالإنگليزية: Burrhus Frederic Skinner في أبحاثه عن السلوك وعن التكيف الفعال كما تم الاعتماد على هذا التحليل الترابطي في نظريات السلوك في منتصف القرن الماضي وبقي الاعتماد عليه في نظريات السلوك الحديثة أيضا.
اتىت أفكار ثورندايك متممة لبعض أفكار جون ديوي (1859–1952) بالإنگليزية: John Dewey في فهم النفس الوظيفي حيث قام بتطوير بعض أفكار ديوي وخرج بنظريته التي سماها الارتباطية والتي أصبحت مطلبا تربويا لخمسين سنة تالية.
قوانين ثورندايك
وضع ثورندايك نظريته الارتباطية والتي رأى من خلالها بأن عملية التفهم تتأثر وتعتمد على ثلاث قوانين رئيسية هي :
- قانون الاستعداد: وهوأول قوانين ثورندايك الأولية وهومبدأ يعبر عن خصائص الظروف التي تجعل الاستعداد للقيام باستجابة معينة (كيفية الهروب من المتاهة) وفقا لوضع محدد (وضع معين كالحبس في صندوق المتاهة) مرتبط بفكرة الإثابة والعقاب، فالاستجابة تكون مشبعة في الحالة الأولى (الإثابة) وتكون غير مشبعة في الحالة الثانية (العقاب).
- قانون المران (أوالتدريب): وهوثاني القوانين ويرى فيه ثورندايك بأن العلاقة الارتباطية بين الوضع (الحبس في الصندوق) والاستجابة (كيفية الهروب) تقوى حدثا تتكررت هذه الاستجابة على ذلك الوضع
- قانون الأثر (الثأثير): ويرى فيه ثورندايك بأن العلاقة الارتباطية بين الوضع والاستجابة تزداد قوتها إذا كانت نتيجة الاستجابة سقمية "ارتباط ذوإشباع" وتضعف قوتها إذا كانت نتيجتها غير سقمية "ارتباط ذوضيق".
النظرية الارتباطية
- منطقة مفصلة: الارتباطية
| ||
|
كانت تقوم طريقة ثورندايك في البحث على المشاهدة وحل المشكلات: كوضع الإنسان أوالحيوان في موقف يحتاج حل معضلة ما كمحاولة الهرب من مكان يحبس فيه. ومن بين تجاربه الأولى تجربة الإثابة بالحلوى وكان اعتقاده قويا بأن الإثابة هي مفتاح التفهم. ولم يكن ثورندايك يهتم بالبعد الاجتماعي لفهم النفس التربوي.
يرى ثورندايك حتى القوانين الثلاث (الاستعداد والتدريب والأثر) تحكم جميع عمليات التفهم: بالنسبة لقانون الاستعداد فعندما تكون وحدة توصيل ما في حالة استعداد للقيام بهذا التوصيل فإن إنجاز هذا التوصيلقد يكون مشبعا وعندما تكون وحدة ما غير مستعدة للقيام بهذا التوصيل فإن إنجاز هذا التوصيلقد يكون مضايقا.
أما قانون المران أوالتدريب فهويضم قانوني الاستعمال وعدم الاستعمال. وينص قانون الاستعمال على أنه في حالة حدوث رابطة قابلة للتعديل بين موقف واستجابة فإن قوة هذه الرابطة تزداد بافتراض حتى العوامل الأخرى ثابتة أما قانون عدم الاستعمال فهوفي حالة عدم حدوث رابطة قابلة للتعديل بين موقف واستجابة على مدى فترة زمنية محددة فإن قوة تلك الرابطة تضعف.
أما قانون الأثر فينص على أنه عندما تحدث رابطة قابلة للتعديل بين موقف واستجابة ويصاحب هذه الرابطة أويتلوها حالات الإشباع فإن هذه الرابطة تتعزز وعندما تصاحب هذه أوتتلوها حالات الضيق فأن قوة هذه الرابطة تتضاءل.
وبالتالي فالروابط التي يحدثها سلوك المتفهم بين الموقف واستجابته تزداد قوة عندما تصاحبها حالة إشباع. ومفهوم حوافز الإثابة أوالمكافأة في حالة الإشباع والعقاب في حالة الضيق ليس مفهوما جديدا. ففي عهد ثورندايك ظل المدرسون يستعملون الإثابة والعقاب لسنوات. وأكد ثورندايك حتى الأثر الناجم عن الإشباع أوالضيق يتناسب تناسبا طرديا مع شدة جميع منهما. لكنه تراجع بعد ذلك عن التأكيد على دور العقاب في التفهم.
ويصنف ثورندايك التفهم في أربعة أنماط وهي : تكوين الرابطة، وتكوين الرابطة مع الأفكار، والتحليل أوالتجريد، والتفكير الانتقائي أوالاستدلالي. ويعتبر تكوين الرابطة هوأدنى هذه الأنماط.
وقد استوعب ثورندايك حتى المفهم العادي قد يقابل مشكلات جمة إذا حاول تطبيق قوانينه داخل الفصل إذ حتى ما كان يقصده هوأهمية التعهد على هذه القوانين قبل ممارسة العملية التعليمية التفهمية للإفادة من الاعتبارات التالية : سهولة التعهد على الروابط التي لابد من إحداثها أوتجنبها. وضرورة التعهد على الحالات التي تبهج التلاميذ أوتضايقهم.كما أنه لابد من تشخيص الأخطاء لمنع تكرار حدوثها. وهناك حاجة دائمة لوضوح الشيء الذي يراد تعليمه وتفهمه حتى يتسنى للتدريب تقوية الارتباطات السليمة والتخلص من الارتباطات الخاطئة. وفي نفس الوقت فإن بعض الارتباطات الضرورية التي لا يعيها المدرس قد تضعف بسبب عدم الاستعمال.
مراجع وهوامش
- ^ Saettler, 2004, pp.52-56
- ^ Zimmerman, Barry J.; Schunk, Dale H. (2003), Educational Psychology: A Century of Contributions, Lawrence Erlbaum Associates, ISBN 0805836829
- ^ ملخص سيرة إدوارد لي ثورندايك (إنكليزي)
- ^ Methodism - المنهاجية: حركة مسيحية بروتستانتية
- ^ Psychometrics: هوحقل الدراسة المهتم بالنظريات التعليمية حيث يقوم بربطها بتقنيات القياس التربوي والنفسي، التي تتضمن مقاييس للفهم والقدرات والمواقف والميزات الشخصية
- ^ تسيمرمان، باري جي. شونك دايل إتش. (2003) فهم النفس التربوي: قرن من المساهمات، مؤسسة لورانس إيرلباوم ISBN 0805836829
- ^ كورين بالإنگليزية: Curren عام2003 صفحة265
- ^ ثورندايك بالإنگليزية: Thorndike عام1911 صفحة22
- ^ ملخص للنظرية الارتباطية ولقوانين ثورندايك مسقط فلسفة دوت أورگ (إنكليزي)
- ^ الشاذلي محمد. "نظريات التفهم: نظرية الارتباط لثورندايك". مجلة التربية والتعليم.
وصلات خارجية
- سيرة إدوارد لي ثورندايك (إنكليزي)
- الكلاسيكيون في تاريخ فهم النفس - اختبارات وتجارب على الحيوان من قبل ثورندايك (إنكليزي)
- إدوارد لي ثورندايك (إنكليزي)
نطقب:نظريات التفهم والتعليم
فهم النفس البوابة تاريخ فهماء نفسانيون مشروع |
فهم نفس بحثي | أبحاث فهم النفس الكمي · أبحاث فهم النفس الكيفي · البيولوجي · Cognitive · المقارن · Developmental · Evolutionary · التجريبي · فهم النفس العصبي · الشخصية · الفسيولوجي · الاجتماعي · الإيجابي · فهم الأمراض النفسية · Psychophysics |
فهم نفس تطبيقي | Assessment · السريري · إرشاد · التربوي · الشرعي / القانوني · Health · الصناعي والمؤسسي · Relationship counseling · المدرسي · الرياضي | |
مدارس واتجاهات | Behaviorism · Cognitivism · Cognitive Behavioral · وجودي · Family Systems · Feminist · Gestalt · Humanistic · التحليل النفسي · التحليلي · Psychodynamic · Transpersonal | |
كتـّاب مهمون تاريخياً |
ب.ف. سكنر · جان پياجيه · سيگموند فرويد · اوتورانك · ألبرت بندورا · Leon Festinger · كارل روجرز · Stanley Schachter · نيل ميلر · إدوارد ثورندايك · ابراهام مازلو· Gordon Allport · إريك إريكسون · Hans Eysenck · وليام جيمس · داڤيد مكللاند · ريموند كاتل · جون ب. واطسون · كورت لوين · دونالد هب · جورج ميلر · كلارك هل · Jerome Kagan · كارل يونگ · إيڤان پاڤلوڤ | |
قوائم | المواضيع · المجالات · الأدوية · الاضطرابات العصبية · المنظمات · أساليب البحث · مدارس النظريات · فهماء النفس · العلاجات النفسية · المطبوعات · خط زمني |