الحسين بن مطير الأسدي (،يا ترى؟ - 170هـ/786م) شاعر عربي مخضرم شهد العصر الأموي والعصر العباسي الأوَّل، تُنسَب إليه قصائد قليلة.

سيرته

لا يُعرَف تاريخ ميلاد الحسين بن مطير على وجه الدقة، ولكن يُرجَّح أنَّه ولِدَ إمَّا في نهاية القرن الأوَّل الهجري أوفي بداية القرن الثاني، ويُقدِّر عمروفاروخ أنَّه ولِدَ بين عامي 90 و95 من التقويم الهجري، والأخبار عنه قليلة، ولا تفصح كثيراً عن سيرته الذاتيَّة، ومن المؤكِّد أنَّه عاصر الدولتين الأمويَّة والعباسيَّة. كان الحسين مولى لرجلٍ من بني أسد، ويُنطق أنَّ مولاه أعتقه، وتذكر روايات أخرى أنَّه محرر مولاه حتى أُعتِقَ. سكنَ الحسين بن مطر في بلدة زُبَالة، مدينة من التغلبية، في الطريق الواصل بين الكوفة ومكة، وكانت المدينة عامرة بالأسواق والتُجَّار. تطبَّع الحسين بطباع أهل البادية، فكان يلبس ملابسهم، ويتحدَّث مثل حديثهم. . تُوفِّي الحسين بن مطر الأسدي في عام 170هـ وفق ما ذكره ابن شاكر.

شعره

الأغراض في شعره تتنوع بين المديح والرثاء والوصف والغزل والحكمة، وأسلوبه في الشعر تقليدي من ناحية الشكل والمضمون، وأجاد الرجز، واشتهر بوصف السحاب، حتى عدَّه ابن المعتز وأبوهلال العسكري أنَّه هوالحسين بن مطير بن مكمل، مولى لبني أسد بن خزيمة، ثم لبني سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد. وكان جده مكمل عبداً، فاعتقه مولاه. وقيل بل محرره، فسعى في ممحررته حتى أداها وآعتق.

أبلغني أحمد بن عبيد الله بن عمار، عن محمد بن داود بن الجراح، عن محمد بن الحسن بن الحرون: أنه كان من ساكني زبالة ، وكان زيه وكلامه يشبه مذاهب الأعراب وأهل البادية. وذلك بين في شعره.

ومما يشير على إدراكه دولة بني أمية، ومدحه إياهم، ما أبلغنا به يحيى بن علي بن يحيى إجازة، نطق: أبلغني أبي، عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن مرون بن أبي حفصة، نطق: دخلت أنا وطريح بن إسماعيل الثقفي، والحسين بن مطير الأسدي، في عدة من الشعراء، على الوليد بن يزيد وهوفي فرش قد غاب فيها ، وإذا رجل حدثا أنشد ساعر شعراً، وقف الوليد على بيت بيت منه، ونطق: هذا أخذه من موضع كذا وكذا، وهذا المعنى نقله من شعر فلان، حتى أتى على أكثر الشعراء. فنطقت: من هذا،يا ترى؟ نطقوا: هذا حماد الراوية. فلما وقفت بين يدي الوليد لأنشده، قلت: ما كلام هذا في مجلس أمير المؤمنين وهولحانة. فتهانف الشيخ، ثم نطق: يا بن أخير، أنا رجل أحدث العامة، وأتحدث بكلامها، فهل تروي من أشعار العرب شيئاً،يا ترى؟ فمضى عني الشعر كله، إلا شعر ابن مقبل فقلت: نعم، لابن مقبل. فأنشدته:

ثم جزت. فنطق: قف. ماذا يقول،يا ترى؟ فلم أدر ما يقول. فنطق: يا بن أخير، أنا أفهم الناس بكلام العرب، ينطق: تراءى الموضعان: إذا تقابلا.

أبلغني أحمد بن عبيد الله بن عمار، والحسن بن علي، ويحيى بن علي، نطقوا: حدثنا الحسن بن عليل العنزي نطق: حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي، نطق: حدثني أبي: حتى الحسين بن مطير وفد على معن بن زائدة لما ولي اليمن وقد مدحه، فلما ولج عليه انشده:

فنطق له معن: يا أخا بني أسد، ليس هذا يمدح، إنما المدح قول نهار بن توسعة أخي بني تيم الله بن ثعلبة، في مسمع بن مالك.

نطق: وأول هذا الشعر:

أبلغني ابن عمار ويحيى بن علي، نطقا: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، نطق: حدثني أبوالمثنى أحمد بن يعقوب بن أخت أبي بكرٍ الأصم نطق: كنا في مجلس الأصمعي، فأنشده رجل لدعبل بن علي:

أين الشباب وأية سلكا

فاستحسنا قوله:

فنطق الأصمعي: هذا أخذه من قول الحسين بن مطير:

أبلغني يحيى بن علي بن يحيى، نطق: حدثني محمد بن القاسم الدينوري، نطق: حدثني محمد بن عمران الضبي، نطق: نطق المهدي للمفضل الضبي: أسهرتني البارحة أبيات الحسين بن مطير الأسدي. نطق: وما هي يا أمير المؤمنين،يا ترى؟ نطق: قوله:

فنطق له المفضل: مثل هذا فليسهرك يا أمير المؤمنين.

وقد أبلغني بهذا الخبر عمي رحمه الله أتم من هذا، نطق: نسخت من كتاب المفضل بن سلمة: نطق أبوعكرمة الضبي: نطق المفضل الضبي: كنت يوماً جالساً على بابي وأنا محتاج إلى درهم، وعلي عشرة آلاف درهم ، إذ اتىني رسول المهدي، فنطق: أجب أمير المؤمنين. فنطقت: ما بعث إلي في هذا الوقت إلا لسعاية ساع. وتخوفته، لخروجي- كان – مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن ، فدخلت منزلي، فتطهرت وليست ثوبين نظيفين، وصرت إليه. فلما مثلت بين يديه سلمت ، فرد علي، وأمرني بالجلوس. فلما سكن جأشي، نطق لي: يا مفضل، أي بيت نطقته العرب أفخر،يا ترى؟ فتشككت ساعة، ثم قلت: بيت الخنساء. وكان مستلقياً فاستوى جالساً، ثم نطق: وأي بيت هو،يا ترى؟ قلت قولها:

فأومأ إلى إسحاق بن بزيع ، ثم نطق: قد قلت له ذلك فأباه. فقلت: الصواب ما نطقه أمير المؤمنين. ثم نطق: حدثني يا مفضل. قلت: أي الحديث أحب إلى أمير المؤمنين،يا ترى؟ نطق: حديث النساء. حتى انتصف النهار، ثم نطق لي: يا مفضل، أسهرني البارحة بيتا ابن مطير، وأنشد البيتين المذكورين في الخبر الاول. ثم نطق: ألهذين ثالث يا مفضل،يا ترى؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. فنطق: وما هو،يا ترى؟ فأنشدته قوله:

وكان المهدي رقيقاً فاستعبر، ثم نطق: يا مفضل، كيف من الممكن أن حالك،يا ترى؟ قلت: كيف من الممكن أنقد يكون حال من هومأخوذ بعشرة آلاف درهم،يا ترى؟ فأمر لي بثلاثين ألف درهم، ونطق: اقض دينك، وأصلح شأنك، فقبضتها وانصرفت.

أبلغني يحيى بن علي، عن علي بن يحيى إجازة وحدثنا الحسن بن علي نطق: حدثنا محمد بن القاسم عن عبد الله بن أبي سعد ، نطق: حدثني إسحاق بن عيسى بن موسى بن مجمع، أحد بني سواربن الحارث الأسدي، نطق: أبلغني جدي موسى بن مجمع، نطق: نطق الحسين بن مطير في المهدي قصيدته التي يقول فيها:

فلما أنشدها المهدي أمر له بسبعين ألف درهم وحصان جواد.

وكان الحسين من الثعلبية ، وتلك داره بها. نطق ابن أبي سعد: وأرانيها الشيخ.

أبلغني محمد بن خلف وكيع، نطق: حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه، نطق: حدثني عبد الله بن أبي سعد عن إسحق بن عيسى، نطق: ولج الحسين بن مطير على المهدي، فأنشده قوله:

فأمر له لكل بيت بألف درهم.

أبلغني أحمد بن عبيد الله بن عمار، نطق: حدثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ، نطق: حدثني أبي، نطق: خرج المهدي يوماً، فلقيه الحسين بن مطير، فأنشده قوله:

فنطق: كذبت يا فاسق، وهل هجرت من شعرك موضعاً لأحد، بعد قولك في معن بن زائدة حيث تقول:

أخرجوه عني، فأخرجوه.

وتمام الأبيات:

أبلغني أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى إجازة نطق: حدثني ابن مهرويه نطق: حدثني علي بن عبيد الكوفي نطق: حدثني الحسين بن أبي الخصيب المحرر عن أحمد بن يوسف المحرر، نطق: كنت أنا وعبد الله بن طاهر عند المأمون وهومستلق على قفاه، فنطق لعبد الله بن ظاهر: يا أبا العباس، من أشعر من نطق الشعر في خلافة بني هاشم،يا ترى؟ نطق: أمير المؤمنين أفهم بهذا وأعلى عيناً. فنطق له: على ذلك فقل، وتحدث أنت أيضاً يا أحمد بن يوسف. فنطق عبد الله بن طاهر: أشعرهم الذي يقول:

فنطق أحمد بن سوف: بل أشعرهم الذي يقول:

فنطق: أبيت يا احمد إلا غزلاً! أين أنتم عن الذي يقول:

أبلغني الحسن بن علي نطق: حدثنا أبوخليفة عن التوزي، نطق: قلت لأبي عبيدة: ما تقول في شعر الحسين بن مطير،يا ترى؟ فنطق: والله لوددت حتى الشعراء قاربته في قوله:

أبلغني علي بن سليمان الأخفش، نطق: أنشدنا محمد بن يزيد للحسين بن مطير، نطق: كان سبب قوله هذه الأبيات حتى والياً ولي المدينة، فدخل عليه الحسين بن مطير، فقيل له: هذا من أشعر الناس. فأراد حتى يختبره، وقد كانت سحابة مكفهرة نشأت، وتتابع منها الرعد والبرق، واتىت بمطر جود. فنطق له: صف هذه السحابة. فنطق:

الشعر مختلط، بعضه للنعمان بن بشير الأنصاري، وبعضه ليزيد بن معاوية، فالذي للنعمان بن بشير منه الثلاثة الأبيات الأول والبيت الخير، وباقيها ليزيد بن معاوية . ورواه من لا يوثق به وبروايته لنوفل بن أسد بن عبد العزى. فأما من ذكر أنه للنعمان بن بشير فأبوعمروالشيباني؛ وجدت ذلك عنه في كتابه، وخالد بن كلثوم، نسخته من كتاب أبي سعيد السكري في مجمنوع شعر النعمان. وتمام الأبيات للنعمان بن بشير بعد الأربعة الأبيات التي نسبتها إليه، فإنها متوالية ، نطق:

والغناء لمعبد: خفيف رمل بالوسطى عن عمرو. وذكره إسحاق في خفيف الرمل بالسبابة في مجرى البنصر، ولم ينسبه إلى احد. وفيه للغريض ثقيل أول بالوسطى، عن الهشامي وحنين.

المصادر

المراجع

• عمر فروخ، تاريخ الأدب العربي: الأعصر العباسيَّة. دار الفهم للملايين - بيروت. الطبعة الرابعة - 1981، ص. 82.
• حسين عطوان، شعر الحسين بن مطير الأسدي. نُشِر في مجلة "معهد المخطوطات العربية" - القاهرة. عدد مايو1965
• عمروفاروخ، ص. 82
• حسين عطوان، ص. 123
• عفيف عبد الرحمن، مُعجم الشعراء العباسيين. جروس برس - طرابلس. دار صادر - بيروت. الطبعة الأولى - 2000، ص. 131
• خير الدين الزركلي. الأعلام. دار الفهم للملايين - بيروت. الطبعة الخامسة - 2002. الجزء الثاني، ص. 260
• عفيف عبد الرحمن، ص. 131
• عمروفاروخ، ص. 82-83
• حسين عطوان، ص. 123-124
• خير الدين الزركلي، ج. 2، ص. 260
• حسين عطوان، ص. 124
• عمروفاروخ، ص. 83
• حسين عطوان، ص. 124-126
• حسين عطوان، ص. 124-129
• شعر الحسين بن مطير الاسدى/ جمعه وقدم له حسين عطوان. على مخطة الملك فهد الوطنية. تاريخ الاطلاع: 11 ديسمبر 2016
• شعر الحسين بن مطير الاسدي / جمعه وحققه محسن غياض. على مخطة الملك فهد الوطنية. تاريخ الاطلاع: 11 ديسمبر 2016