ابن ميادة

عودة للموسوعة

ابن ميادة

شعر ابن ميادة. تجميع وتحقيق د. حنا جميل حداد، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، سوريا، 1982. لقراءة الكتاب، اضغط على الصورة.

الرماح بن أبرد بن ثوبان الذبياني الغطفاني ويكنى أبوشرحبيل وينطق أبوحرملة، وميادة أمه وأشتهر بنسبته إليها، وهوشاعر عربي من المخضرمين من شعراء العصر الأموي والعباسي، كان يهجوالشعراء ويتعرض لهم في شعره، ومدح من الأمويين الوليد بن يزيد وعبد الواحد بن سليمان، ومن العباسيين أبوجعفر المنصور وجعفر بن سليمان، ومن فهماء العرب من يراه أشعر قومه وخير من النابغة الذبياني، وأشعر شعراء غطفان في الجاهلية والإسلام. وتوفي عام 149هـ، الموافق عام 766م.

وقد حقق محمد نايف الدليمي بعضا من شعره (مطبعة الجمهور، الموصل 1970 م).

سيرته

هوالرماح بن أبرد بن ثوبان الذبياني الغطفاني المضري، أبوشرحبيل وينطق أبوحرملة. وميادة أمه وكانت أم ولد وهي صقلبية من أهل إسپانيا. كان ابن ميادة رجلاً طويلاً عظيم الجسم لباساً عطراً كثير المغامرات في طلب النساء، وأشهر مغامراته كانت في سبيل امرأة هي أم جحدر بنت حسان المرية.

ابن ميادة شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. مدح من الأمويين بن يزيد وعبد الواحد بن سليمان، ومن العباسيين المنصور وجعفر بن سليمان. قدمه بعضهم على النابغة عندما زعموا أنه أفضل من النابغة.

وكان ابن ميادة أحمر سبطاً عظيم الخلق طويل اللحية، وكان لباساً عطراً، ما دنوت من رجلٍ كان أطيب عهداً منه. أتقن فنون المدح والرثاء والهاتى والمناقضات والنسب وكان يحب المهاجاة.

واتى في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني: "اسمه الرماح بن أبرد بن ثوبان بن سراقة بن حرملة، هكذا نطق الزبير بن بكار في نسبه. ونطق ابن الكلبي: ثوبان بن سراقة بن سلمى بن ظالم وينطق سراقة بن قيس بن سلمى بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر".

كان يزعم حتى أمه فارسية وأمه ميادة أم ولدٍ بربرية، وروي أنها كانت صقلبية. ويكنى أبا شرحبيل، وقيل بل يكنى أبا شراحيل.

وكان ابن ميادة يزعم حتى أمه فارسية، وذكر ذلك في شعره فنطق:

أنا ابن سلمى وجـدي ظـالـم وأمي حصانٌ أخلصتها الأعاجم
أليس غلامٌ بين كسرى وظالـمٍ بأكرم من نيطت عليه التمـائم

كذبه موسى بن سيار حتى أمه فارسية.

أبلغني بذلك الحرمي بن أبي العلاء نطق حدثنا الزبير بن بكار نطق حدثني أبومسلمة مرهوب بن سيد وأبلغني الحرمي “نطق حدثنا الزبير” نطق حدثني موسى بن زهير الفزاري نطق أبلغني موسى بن سيار بن نجيح المزني نطق: أنشدني ابن ميادة أبياته التي يقول فيها:

أليس غلام بين كسرى وظالم بأكرم من نيطت عليه التمائم

فقلت له: لقد أشحطت بدار العجوز وأبعدت بها النجعة، فهلا غربت “يريد أنها صقلبيةٌ ومحلها بناحية المغرب” فنطق: إي بأبي أنت، إنه من جاع انتجع، فدعها تسر في الناس فإنه “من يسمع يخل”. نطق الزبير نطق ابن مسلمة: ولما نطق ابن ميادة هذه الأبيات نطق الحكم الخضري يرد عليه، رد عليه الحكم الخضري فخره بأمه وهجاه:

وما لك فيهم من أبٍ ذي دسيعةٍ ولا ولدتك المحصنات الكـرائم
وما أنت إلا عبدهم إذا تربـهـم من الدهر يوماً تستربك المقاسم
رمى نهبلٌ في فرج أمك رميةً بحوقاء تسقيها العروق الثواجم

نطق أبومسلمة: ونهبل عبدٌ لبني مرة كانت ميادة تزوجته بعد سيدها، وكانت صقلبية. وابن ميادة شاعرٌ فصيحٌ مقدم مخضرم من شعراء الدولتين. وجعله ابن سلام في الطبقة السابعة، وقرن به عمر بن لجأ والعجيف العقيلي والعجير السلولي.

كان يتعرض للمهاجاة ويقول لأمه اصبري على الهجو.

أبلغني علي بن سليمان الأخفش نطق حدثنا الحسن بن الحسين السكري نطق حدثنا محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي نطق: كان ابن ميادة عريضاً للشر، طالباً مهاجاة الشعراء ومسابة الناس. وكان يضرب بيده على جنب أمه ويقول:

اعرنزمي مياد للقوافي أي إني سأهجوالناس فيهجونك

وأبلغنا يحيى بن علي عن أبي هفان بهذه الحكاية مثله، وزاد فيها:

اعرنزمي مياد للقوافي
واستسمعيهن ولاتخافي
ستجدين ابنك ذا قذاف


استنشد امرأة أمام أمه ما هجيت به. أبلغني الحرمي بن أبي العلاء نطق حدثنا الزبير بن بكار نطق حدثنا داود بن علفة الأسدي نطق: جاورة امرأةٌ من الخضر: “رهط الحكم الخضري” أبيات ابن ميادة، فاتىت ذات يوم تطلب رحىً وثفالاً لتطحن، فأعاروها إياهما فنطق لها ابن ميادة: يا أخت الخضر، أتروين شيئاً مما نطقه الحكم الخضري لنا، يريد بذلك حتى تسمع أمه، فجعلت تأبى، فلم يزل حتى أنشدته:

أمياد قد أفسدت سيف ابن ظالم ببظرك حتى عاد أثلم بـالـيا

نطق: وميادة جالسةٌ تسمع. فضحك الرماح، وثارت ميادة إليها بالعمود تضربها به وتقول: أي زانية! هيا زانية! أإياي تعنين! وقام ابن ميادة يخلصها، فبعد لأيٍ ما أنقذها، وقد انتزعت منها الرحى والثفال.


إنشاده شماطيط هاتى أمه

أبلغني الحرمي بن أبي العلاء نطق حدثنا الزبير بن بكار نطق حدثني أبوحرملة منظور بن أبي عدي الفزاري نطق حدثني شماطيط – وهوالذي يقول:

أنا شماطيط الذي حدثت به
متى أنبه للغداء أنتـبـه
حتى ينطق شرهٌ ولست به

نطق: كنت جالساً مع ابن ميادة فوردت عليه أبياتٌ للحكم الخضري يقول فيها:

أأنت ابن أشبانية أدلجت بـه إلى اللؤم مقلاتٍ لئيمٍ جنينها

– أشبانية: صقلبية – نطق: وأمه ميادة تسمع فضرب جنبها ونطق:

اعرنزمي مياد للقوافي

فنطقت: هذه جنايتك يابن من خبث وشر، وأهوت إلى عصاً ترغب ضربه بها؛ ففر منها وهويقول:

يا صدقها ولم تكن صدوقا

فصحت به: أيهما المعني،يا ترى؟ فنطق: أضرعهما خدين وألأمهما جدين؛ فضربت جنبها الآخر وقلت: فهي إذاً ميادة، وخرجت أعدوفي أثر الرماح، وتبعتنا ترمينا بالحجارة وتفتري علينا حتى فتناها.

أمه ميادة وسيرة تزوجها أبرد

أبلغني يحيى بن علي بن يحيى نطق حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه نطق حدثني أبوداود الفزاري: حتى ميادة كانت أمةً لرجلٍ من كلب زوجةً لعبدٍ له ينطق له نهبل، فاشتراها بنوثوبان بن سراقة فأقبلوا بها من الشأم، فلما قدموا وصبحوا بها المليحة “وهي ماءة لبني سلمى ورحل بن ظالم بن جذيمة” نظر رجلٌ من بني سلمى إليها وهي ناعسة تمايل على بعيرها، فنطق: ما هذه،يا ترى؟ نطقوا: اشتراها بنوثوبان؛ فنطق: وأبيكم إنها لميادةٌ تميد وتميل على بعيرها، فغلب عليها “ميادة”. وكان أبرد ضلةً من الضلل ورثةً من الرثث جلفاً لا تخلص إحدى يديه من الأخرى، يرعى على إخوته وأهله، وكانت إخوته كلهم ظرفاء غيره. فأوفدوا ميادة ترعى الإبل معه فسقط عليها، فلم يشعروا بها إلا قد أقعسها بطنها، فنطقوا لها: لمن ما في بطنك. نطقت: لأبرد، وسألوه فجعل يسكت ولا يجيبهم، حتى رمت بالرماح فرأوا غلاماً فدغما نجيباً، فأقر به أبرد. ونطقت بنوسلمى: ويلكم يا بني ثوبان! ابتطنوه فلعله ينجب؛ فنطقوا: والله ما له غير ميادة، فبنوا لها بيتاً وأقعدوها فيه، فاتىت بعد الرماح بثوبان وخليل وبشير بني أبرد، وكانت أول نسائه وآخرهن، وكانت امرأة صدق، ما رميت بشيء ولا سبت إلا بنهبل. نطق عبد الرحمن بن جهيم الأسدي في هجائه ابن ميادة:

لعمري لئن شابت حليلة نهبلٍ لبئس شباب المرء كان شبابها
ولم تدر حمراء العجان أنهبلٌ أبوه أم المري تب تبابـهـا

هجا بني مازن فرد عليه رجل منهم نطق أبوداود: وكان ابن ميادة هجا بني مازن وفزارة بن ذبيان، وذلك أنهم ظلموا بني الصارد – والصارد من مرة – فأخذوا مالهم وغلبوهم عليه حتى الساعة؛ فنطق ابن ميادة:

فلأوردن على جماعة مـازنٍ خيلاً مقلصة الحصى ورجالا
ظلوا بذي أركٍ كأن رءوسهم شجرٌ تخطاه الربيع فـحـالا

فنطق رجل من بني مازن يرد عليه:

يابن الخبيثة يابن طلة نهـبـلٍ هلا جمعت كما زعمت رجالا
أببظر ميدة أم بخصيي نهـبـلٍ أم بالفساة تنـازل الأبـطـالا
ولئن وردت على جماعة مازنٍ تبغي القتال لتلـقـين قـتـالا

نطق: وبنومرة يسمون الفساة لكثرة امتيارهم التمر، وكانت منازلهم بين فدك وخيبر فلقبوا بذلك لأكلهم التمر. ونطق يحيى بن علي في خبره – ولم يذكره عن أحد -: ونطق ابن ميادة يفتخر بأمه: شعره في الفخر بنسبه:

أنا ابن ميادة تهوي نجبـي صلت الجبين حسنٌ مركبي
تحملني أمي وينمينـي أبـي فوق السحاب ودوين الكوكب

نطق يحيى بن علي في خبره عن حماد عن أبيه عن أبي داود الفزاري: إذا ابن ميادة نطق يفخر بنسب أبيه في العرب ونسب أمه في العجم:

أليس غلامٌ بين كسرى وظالم بأكرم من نيطت عليه التمائم
لوحتى جميع الناس كانوا بتلعةٍ وجئت بجدي ظالمٍ وابن ظالم
لظلت رقاب الناس خاضعةً لنا سجوداً على أقدامنا بالجماجم


كان له أخوان شاعران وقد أتاهم الشعر من قبل جدهم زهير: أم بني ثوبان – وهوأبرد أبوابن ميادة والعوثبان وقريض وناعضة، وكان العوثبان وقريض شاعرين – أمهم جميعاً سلمى بنت كعب بن زهير بن أبي سلمى.

مهاجاته لعقبة بن كعب بن زهير وينطق: إذا الشعر أتى ابن ميادة عن أعمامه من قبل جدهم زهير. نطق إسحاق في خبره هذا: وحدثني حميد بن الحارث حتى عقبة بن كعب بن زهير هبط المليحة على بني سلمى بن ظالم فأكلوا له بعيراً، وبلغ ابن ميادة حتى عقبة نطق في ذلك شعراً، فنطق ابن ميادة يرد عليه:

ولقد حلفت برب مكة صادقاً لولا قرابة نسوةٍ بالحاجـر
لكسوت عقبة كسوةً مشهورةً ترد المناهل من كلامٍ عائر

وهي قصيدة؛ فنطق له عقبة:

ألوماً أنني أصبحـت خـالاً وذكر الخال ينقص أويزيد
لقد قلدت من سلمى رجالاً عليهم مسحةٌ وهم العبـيد

فنطق ابن ميادة:

أن تك خالنا فقبحت خـالاً فأنت الخال تنقص لا تزيد
فيوماً في مزينة أنت حـر ويوماً أنت محتدك العبـيد
أحق الناس حتى يلقى هواناً ويؤكل ماله العبد الطريد


أوصاف ابن ميادة

نطق إسحاق فحدثني عجرمة نطق: كان ابن ميادة أحمر سبطاً عظيم الخلق طويل اللحية، وكان لباساً عطراً، ما دنوت من رجلٍ كان أطيب عهداً منه.

مقارنة بينه وبين النابغة

نطق إسحاق: وحدثني أبوداود نطق: سمعت شيخاً عالماً من غطفان يقول: كان الرماح أشعر غطفان في الجاهلية والإسلام، وكان خيراً لقومه من النابغة، لم يمدح غير قريش وقيس، وكان النابغة إنما يهذي باليمن مضللاً حتى مات.

هوكثير السقط في شعره

نطق إسحاق: وحدثني أبوداود حتى بني ذبيان تزعم حتى الرماح بن ميادة كان آخر الشعراء. نطق إسحاق: وحدثني أبوصالح الفزاري حتى القاسم بن جندبٍ الفزاري، وكان عالماً، نطق لابن ميادة: والله لوأصلحت شعرك لذكرت به، فإني لأراه كثير السقط؛ فنطق له ابن ميادة: يابن جندب، إنما الشعر كنبلٍ في جفيرك ترمى به الغرض، فطالعٌ وواقعٌ وعاصدٌ وقاصد.

كان زمن هشام وبقي إلى خلافة المنصور

أبلغنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري نطق حدثنا عمر بن شبة نطق: كان ابن ميادة حديث العهد لم يدرك زمان قتيبة بن مسلم، ولا ولج فيمن عناه حين نطق: “أشعر قيسٍ الملقبون من بني عامر والمنسوبون إلى أمهاتهم من غطفان”، ولكنه شاعر مجيدٌ كان في أيام هشام بن عبد الملك وبقي إلى زمن المنصور.

مدح بني أمية وبني هاشم

أبلغنا يحيى بن علي نطق: كان ابن ميادة فصيحاً يحتج بشعره، وقد مدح بني أمية وبني هاشم: مدح من بني أمية الوليد بن يزيد وعبد الواحد بن سليمان، ومدح من بني هاشم المنصور وجعفر بن سليمان.

كان ينسب بأم جحدر وشعره فيها

أبلغني الحرمي بن أبي العلاء نطق حدثنا الزبير بن بكار نطق حدثني موسى بن زهير بن مضرس نطق: كان الرماح بن أبرد المعروف بابن ميادة ينسب بأم جحدر بنت حسان المرية إحدى نساء بني جذيمة، فحلف أبوها ليخرجنها إلى رجل من غير عشيرته ولا يزوجها بنجد؛ فقدم عليه رجلٌ من الشأم فزوجه إياها؛ فلقي عليها ابن ميادة شدة، فرأيته وما لقي عليها، فأتاها نساؤها ينظرن إليها عند خروج الشأمي بها. نطق: فوالله ما ذكرن منها جمالاً بارعاً ولا حسناً مشهوراً، ولكنها كانت أكسب الناس لعجب. فلما خرج بها زوجها إلى بلاده اندفع ابن ميادة يقول:

ألا ليت شعري هل إلى أم جحدرٍ سبيلٌ فأما الصبر عنها فلا صبرا
إذا نزلت بصرى تراخى مزارها وأغلق بوابان من دونها قصـرا
فهل تأتيني الريح تدرج موهـنـاً برياك تعروري بها جرعاً عفرا

نطق الزبير: وزادني عمي مصعب فيها:

فلوكان نذرٌ مدنـياً أم جـحـدرٍ إلي لقد أوجبت في عنقي نـذرا
ألا لا تلطي الستر يا أم جحـدرٍ كفى بذرا الأعلام من دوننا سترا
لعمري لئن أمسيت يا أم جحـدرٍ نأيت لقد أبليت في طلبٍ عـذرا
فبهراً لقومي إذ يبيعون مهجتـي بغانيةٍ بهراً لهم بعدهـا بـهـرا

نطق الزبير: بهراً ها هنا: يدعوعليهم حتى ينزل بهم من الأمور ما يبهرهم، كما تقول: جنادىً وعقراً. وفي أول هذه القصيدة – على ما رواه يحيى بن علي عن حماد بن إسحاق عن أبيه عن حميد بن الحارث – يقول:

ألا لا تعدلي لوعةٌ مثل لوعـتـي عليك بأدمى والهوى يرجع الذكرا
عشية ألوي بالرداء على الحـشـا كأن ردائي مشعلٌ دونه جـمـرا

زاوج أم جحدر وما نطقه في ذلك

نطق حميد بن الحارث: وأم جحدر امرأة من بني رحل بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة.

أبلغني يحيى بن علي نطق حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه وأبلغني الحرمي بن أبي العلاء عن الزبير عن موهوب بن رشيد عن جبر بن رباط النعامي: حتى أم جحدر كانت امرأة من بني مرة ثم من بني رحل، وأن أباها بلغه مصير ابن ميادة إليها، فحلف ليزوجنها رجلاً من غير ذلك البلد، فزوجها رجلاً من أهل الشأم فاهتداها وخرج بها إلى الشأم، فتبعها ابن ميادة، حتى أدركه أهل بيته فردوه مصمتاً لا يتحدث من الوجد بها؛ فنطق قصيدة أولها:

خليلي من أبنـاء عـذرة بـلـغـا رسائل منا لا تـزيدكـمـا وقـرا
ألما على تيماء نـسـأل يهـودهـا فإن لدى تيماء من ركبهـا خـبـرا
وبالغمر قد جازت وجاز مطـيهـا عليه فسل عن ذاك نيان فالغـمـرا
ويا ليت شعري هل يحلن أهـلـهـا وأهلك روضاتٍ ببطن اللوى خضرا


سيرة عشقه لها

أبلغني الحرمي بن أبي العلاء نطق حدثني أبوسعيد “يعني عبد الله بن شبيب” نطق حدثني أبوالعالية الحسن بن مالك وأبلغني به الأخفش عن ثعلب عن عبد الله بن شبيب عن أبي العالية الحسن بن مالك الرياحي العذري نطق حدثني عمر بن وهب العبسي نطق حدثني زياد بن عثمان الغطفاني من بني عبد الله بن غطفان نطق: كنا بباب بعض ولاة المدينة فغرضنا من طول الثواء، فإذا أعرابي يقول: يا معشر العرب، أما منكم رجلٌ يأتيني أعلله إذ غرضنا من هذا المكان فأبلغه عن أم جحدر وعني،يا ترى؟ فجئت إليه فقلت: من أنت،يا ترى؟ فنطق: أنا الرماح بن أبرد، قلت: فأبلغني ببدء أمركما؛ نطق: كانت أم جحدر من عشيرتي فأعجبتني، وكانت بيني وبينها خلة، ثم إني عتبت عليها في شيء بلغني عنها، فأتيتها فقلت: يا أم جحدر إذا الوصل عليك مردود؛ فنطقت: ما قضى الله فهوخير. فلبثت على تلك الحال سنة، ومضىت بهم نجعةٌ فتباعدوا، واشتقت إليها شوقاً شديداً، فقلت لامرأة أخٍ لي: والله لئن دنت دارنا من أم جحدر لآتينها ولأطلبن إليها حتى ترد الوصل بيني وبينها، ولئن ردته لا نقضته أبداً، ولم يكن يومان حتى رجعوا، فلما أصبحت غدوت عليهم فإذا أنا ببيتين نازلين إلى سندٍ أبرق طويل، وإذا امرأتان جالستان في كساءٍ واحدٍ بين البيتين، فجئت فسلمت، فردت إحداهما ولم ترد الأخرى، فنطقت: ما اتى بك يا رماح إلينا،يا ترى؟ ما كنا حسبنا إلا أنه قد انبتر ما بيننا وبينك؛ فقلت: إني جعلت علي نذراً لئن دنت بأم جحدر دارٌ لآتينها ولأطلبن منها حتى ترد الوصل بيني وبينها، ولئن هي عملت لا نقضته أبداً وإذا التي تحدثني امرأة أخيها وإذا الساكتة أم جحدر؛ فنطقت امرأة أخيها: فادخل مقدم البيت فدخلت، واتىت فدخلت من مؤخره فدنت قليلاً، ثم إذا هي قد برزت، فساعة برزت اتى غرابٌ فنعب على رأس الأبرق فنظرت إليه وشهقت وتغير وجهها؛ فقلت: ما شأنك،يا ترى؟ نطقت: لا شيء، قلت: بالله إلا أبلغتني؛ نطقت: أرى هذا الغراب يخبرني أنا لا نجتمع بعد هذا اليوم إلا ببلد غير هذا البلد، فتقبضت نفسي، ثم قلت: جاريةٌ والله ما هي في بيت عيافة ولا قيافة، فأقمت عندها، ثم تروحت إلى أهلي فمكنت عندهم يومين، ثم أصبحت غادياً إليها، فنطقت لي امرأة أخيها: ويحك يا رماح! أين تمضى،يا ترى؟ فقلت: إليكم؛ فنطقت: وما تريد،يا ترى؟ قد والله زوجت أم جحدر البارحة، فقلت: بمن ويحك،يا ترى؟ نطقت: برجل من أهل الشأم من أهل بيتها، اتىهم من الشأم فخطبها فزوجها وقد حملت إليه، فمضيت إليهم فإذا هوقد ضرب سرادقاتٍ، فجلست إليه فأنشدته وحدثته وعدت إليه أياماً، ثم إنه احتملها فمضى بها فقلت:

أجارتنا إذا الخطـوب تـنـوب علينا وبعض الآمنين تـصـيب
أجارتنا لست الـغـداة بـبـارحٍ ولكن مقيمٌ ما أقـام عـسـيب
فإن تسأليني هل صبرت فإننـي صبورٌ على ريب الزمان صليب

نطق علي بن الحسين: هذه الأبيات الثلاثة أغار عليها ابن ميادة فأخذها بأعيانها، أما البيتان الأولان فهما لامرىء القيس نطقهما لما احتضر بأنقرة في بيتٍ واحدٍ وهو:

أجارتنا إذا الخطوب تنوب وإني مقيمٌ ما أقام عسيب

والبيت الثالث لشاعر من شعراء الجاهلية، وتمثل به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في رسالة خط بها إلى أخيه عقيل بن أبي طالب، فنقله ابن ميادة نقلاً. ونرجع إلى باقي شعر ابن ميادة:

جرى بانبتات الحبل من أم جحدرٍ ظباءٌ وطيرٌ بالفراق نـعـوب
نظرت فلم أعتف وعافت فبينت لها الطير قبلي واللبيب لبـيب
فنطقت حرامٌ حتى نرى بعد هـذه جميعـين إلا حتى يلـم غـريب
أجارتنا صبراً فيا رب هـالـكٍ تبتر من وجدٍ عليه قـلـوب

رحل إلى الشأم لرؤيتها فردته نطق: ثم انحدرت في طلبها، وطمعت في حدثتها: “إلا حتى نجتمع في بلد غير هذا البلد”. نطق: فجئت فدرت الشأم زماناً فتلقاني زوجها فنطق: مالك لا تغسل ثيابك هذه! أوفد بها إلى الدار تغسل، فأوفدت بها؛ ثم إني وقفت أنتظر خروج الجارية بالثياب، فنطقت أم جحدر لجاريتها: إذا اتى فافهميني؛ فلما جئت إذا أم جحدرٍ وراء الباب فنطقت: ويحك يا رماح! قد كنت أحسب حتى لك عقلاً! أما ترى أمراً قد حيل دونه وطابت أنفسنا عنه،يا ترى؟ انصرف إلى عشيرتك فإني أستحي لك من هذا المقام؛ فانصرفت وأنا أقول:

صوت عسى إذا حججنا حتى نرى أم جحدرٍ ويجمعنا من نخلـتـين طـريق
وتصطك أعضاد المطي وبينـنـا حديثٌ مسـر دون كـل رفـيق

في هذين البيتين لحنٌ من الثقيل الثاني ذكر الهشامي أنه للحجبي شعره فيها ونطق حين خرج إلى الشأم – هذه رواية ابن شبيب -:

ألا حييا رسماً بذي العش مقـفـراً وربعاً بذي الممدور مستعجماً قفرا
فأعجب دارٍ دارهـا غـير أنـنـي إذا ما أتيت الدار ترجعني صفـرا
عشية أثني بالرداء على الحـشـى كأن الحشى من دون أشعرت جمرا
يميل بنا شحط النوى ثم نلـتـقـي عداد الثريا صادفـت لـيلةً بـدرا
وبالغمر قد جازت وجاز مطـيهـا فأسقى الغوادي بطن نيان فالغمـرا
خليلي من غيظ بن مـرة بـلـغـا رسائل مني لا تزيدكـمـا وقـرا
ألا ليت شعري هل إلى أم جحـدر سبيل، فأما الصبر عنها فلا صبرا
فإن يك نذرٌ راجـعـاً أم جـحـدرٍ علي لقد أوذمت في عنقـي نـذرا
وإني لاستنشي الحديث من أجلـهـا لأسمع منها وهي نـازحةٌ ذكـرا
وإني لأستحيى مـن الـلـه حتى أرى إذا غدر الخلان أنوي لهـا غـدرا

أبلغني محمد بن مزيد نطق حدثنا حماد عن أبيه نطق أنشدني أبوداود لابن ميادة وهويضحك منذ أنشدني إلى حتى سكت:

ألم تـر حتى الـصـاردية جـاورت ليالي بالمـمـدور غـير كـثـير
ثلاثاً فلـمـا حتى أصـابـت فـؤاده بسهمين من كحلٍ دعت بهـجـير
بأصهب يرمي للـزمـام بـرأسـه كأن على ذفراه نـضـخ عـبـير
جلت إذ جلت عن أهل نجدٍ حمـيدةً جلاء غـنـىً لا جـلاء فـقـير
ونطقت وما زادت على حتى تبسمـت عذيرك مـن ذي شـيبةٍ وعـذيري
عدمت الهوى ما يبرح الدهر مقصداً لقلبي بسهمٍ فـي الـيدين طـرير
وقد كان قلبي توفي للـوجـد مـوتةً فقد هم قلبي بعـدهـا بـنـشـور

نطق: فقلت: وما أضحكك،يا ترى؟ فنطق: كذب ابن ميادة، والله ما جلت إلا على حمار وهويذكر بعيراً ويصفه وأنها جلت جلاء غنى لا جلاء فقيرٍ، فأنطقه الشيطان بهذا كله كما سمعت.

أبلغني الحرمي نطق حدثنا الزبير بن بكار نطق حدثني موسى بن زهير نطق: مكثت أم جحدر عند زوجها زماناً ثم توفي زوجها عنها ومات ولدها منه، “فقدمت نجداً على إخوتها وقد توفي أبوها “.

آخر عهده بها

أبلغني سيار بن نجيح المزني نطق: لقيت ابن ميادة وهويبكي فقلت له: ويحك! مالك،يا ترى؟ نطق: أخرجتني أم جحدر وآلت يميناً ألا تحدثني، فانطلق فاشفع لي عندها؛ فخرجت حتى غشيت رواق بيتها فوجدتها وهي تدمك جريراً لها بين الصلاية والمدق ترغب حتى تخطم به بعيراً تحج عليه؛ فنطقت: إذا كنت جئت شفيعاً لابن ميادة فبيتي حرامٌ عليك حتى تلقي فيه قدمك. نطق: فحجت، ولا والله ما حدثته ولا رآها ولا رأته. نطق موسى نطق سيار: فقلت له: اذكر لي يوماً ما رأيته منها؛ فنطق لي: أما والله لأبلغنك يا سيار بذلك: بعثت إليها عجوزاً منهم فقلت: هل ترين من رجالٍ،يا ترى؟ فنطقت: لا والله، ما رأيت من رجل؛ فألقيت رحلي على ناقتي ثم أوفدتها حتى أنختها بين أطناب بيتهم؛ ثم جعلت أقيد الناقة، فما كان إلا ذاك حتى دخلت وقد ألقت لي فراشاً مرقوماً مطموماً، وطرحت لي وسادتين على عجز الفراش وأخريين على مقدمه؛ نطق: ثم تحدثنا ساعةً وكأنما تلعقني بحديثها الرب من حلاوته، ثم إذا هي تصب في عس مخصوبٍ بالحناء والزعفران من ألبان اللقاح، فأخذت منها ذلك العس وكأنه قناةٌ فراوحته بين يدي، ما ألقمته فمي ولا دريت أنه معي حتى نطقت لي عجوز: ألا تصلي يابن ميادة لا صلى الله عليك فقد أظلك صدر النهار! ولا أحسب إلا أنني في أول البكرة؛ نطق: فكان ذلك اليوم آخر يومٍ حدثتها فيه حتى زوجها أبوها، وهوأظرف ما كان بيني وبينها.

أبلغني الحرمي بن أبي العلاء نطق حدثنا الزبير بن بكار نطق حدثني حكم بن طلحة الفزاري ثم المنظوري نطق: نطق ابن ميادة: إني لأفهم أقصر يومٍ مر بي من الدهر، قيل له: وأي يوم هويا أبا الشرحبيل،يا ترى؟ نطق: يومٌ جئت فيه أم جحدر باكراً فجلست بفناء بيتها فدعت لي بعس من لبن فأتيت به وهي تحدثني، فوضعته على يدي وكرهت حتى أبتر حديثها إذا شربت، فما زال القدح على راحتي وأنا أنظر إليها حتى فاتتني صلاة الظهر وما شربت.

نطق الزبير: وحدثني أبومسلمة موهوب بن رشيد بمثل هذا، وزاد في خبره: ونطق ابن ميادة فيها أيضاً:

ألم تـر حتى الـصـاردية جـاورت ليالي بالمـمـدور غـير كـثـير
ثلاثاً فلـمـا حتى أصـابـت فـؤاده بسهمين من كحل دعت بهـجـير
بأحمر ذيال الـعـسـيب مـفـرج كأن على ذفراه نـضـخ عـبـير
حلفت برب الراقصات إلى مـنـىً زفيف القطا يبترن بطن هـبـير
لقد كان حب الصاردية بـعـدمـا علا في سواد الرأس نبـذ قـتـير
يكون سفاهـاً أويكـون ضـمـانة على ما مضى من نعمةٍ وعصور
عدمت الهوى لا يبرح الدهر مقصداً لقلبي بسهمٍ في الـفـؤاد طـرير
وقد كان قلبي توفي للحـب مـوتةً فقد هم قلبي بعـدهـا بـنـشـور
جلت إذ جلت عن أهل نجد حمـيدةً جلاء غـنـىً لا جـلاء فـقـير

ومما يغنى فيه من أشعار ابن ميادة في النسيب بأم جحدر قوله:

ألا يا لقومي للهوى والتذكـر وعينٍ قذى إنسانها أم جحدر
فلم تر عيني مثل قلبي لم يطر ولا كضلوعٍ فوقه لم تكسـر
الغناء لإسحاق ثقيلٌ أول بالوسطى مات في صدر خلافة المنصور

نطق أحمد بن إبراهيم: توفي ابن ميادة في صدر من خلافة المنصور، وقد كان مدحه ثم لم يفد إليه ولا مدحه، لما بلغه من قلة رغبته في مدائح الشعراء وقلة ثوابه لهم.

وفاته

نطق أحمد بن إبراهيم: توفي ابن ميادة في صدر من خلافة المنصور، وقد كان مدحه ثم لم يفد إليه ولا مدحه، لما بلغه من قلة رغبته في مدائح الشعراء وقلة ثوابه لهم.

المصادر

  1. ^ "ابن ميادة". الحكواتي. Retrieved 2019-05-22.
تاريخ النشر: 2020-06-05 23:49:46
التصنيفات: وفيات 776, شعراء العصر الأموي, شعراء العصر العباسي, شعراء عرب, شعراء غزل, نجديون, أشخاص من شبه الجزيرة العربية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إقلاع رحلتى مصر للطيران إلى ياوندى لمؤازرة منتخب مصر ضد الكاميرون

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:36
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 41%

كاف: الكاميرون ومصر المواجهة الأكثر حضورًا فى أمم أفريقيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:39
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 47%

توقف حركة الملاحة فى مياه البحر المتوسط لارتفاع الأمواج وهبوب الرياح

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:41
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 37%

بالفيديو.. كنيسة 49 شهيدا من شيوخ شيهيت في تذكار استشهادهم

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:13
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

علاقته السرية بزميلته أنهت مسيرته.. ماذا تعرف عن رئيس CNN بعد استقالته؟

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:40
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 43%

متلازمة هافانا: تقرير استخباراتي أمريكي جديد حول أسباب المرض

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:48
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

قتلى وجرحى بينهم أطفال في غارة أمريكية على "جهاديين" في سوري

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:44
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

جهود الحفر تصل إلى 19 مترا لإنقاذ الطفل المغربى ريان من بئر 32 مترا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:41
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 37%

لاس فيجاس.. سر مدينة الحظ والملذات الغارقة.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:37
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 47%

تعرّف على تجربة إدارة نسائية لقرية بريطانية لمدة نحو قرن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:46
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

انقطاع المياه عن عدة مناطق بالقاهرة لمدة 10 ساعات.. اعرف التفاصيل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:35
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 44%

تراجع جديد فى سعر الذهب اليوم فى مصر وعالميا صباح الخميس 3 فبراير 2022

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:17
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

انفجار على متن سفينة نفطية قبالة نيجيريا.. ومخاوف من سقوط قتلى.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:34
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 44%

علم الفلك يبعث رسالة لـ " كيروش".. ابتعد عن التوتر والفوز حليفك اليوم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-03 12:21:39
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 35%

تحميل تطبيق المنصة العربية