أنا كارنينا

عودة للموسوعة

أنا كارنينا

ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع
أنا كارنينا
غلاف أول نسخة من آنا كارنينا. موسكو، 1878.
المؤلف ليوتولستوي
البلد روسيا
اللغة روسي
الموضوع رواية
الناشر
الإصدار 1877
عدد الصفحات 846

أنّا كارنينا (بالروسي:Анна Каренина) أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إذا لم نقل الرفض التام. فمن أحب بها قد أحب لأنه رأى فيها عصارة فن تولستوي وخاتمة أعماله الكبرى، ومن انتقدها فحمل عليها قد حمل لأنه رأى فيها خللاً فنياً، ورأى أحداثاً ثانوية كبيرة تواكب الحدث الرئيسي وتكاد تطغى عليها.

تطفوعلى سطح الحدث في الرواية نماذج بشرية متنوعة، معظمها مريض سقم الطبقية، سقم النبل، سقم الإرث الثقيل، والنماذج البشرية، هذه هي غالباً نماذج مهتزة غير سوية، تتفاعل في داخلها صراعات كثيرة، أبرزها ما بين القلب والعقل أوبين الحب والواجب، وما بين القشور واللباب، وما بين تخلف الإكليروس وحركة التنوير في أوساط المثقفين الروس.

والفريد في كتابات تولستوي هوأنك كقارئ لن تتأثر بكتابة تولستوي المحايدة تماماً في رأيه بكل شخصية، إنما يهجر المحرر لك المجال لتحدد رأيك وموقفك وذلك إثارة للنقاش بين جميع من يقرأ الرواية. فـ (أنّا كارنينا) ليست ككل الروايات، حيث في الغالب يتأثر القارئ برأي المؤلف بالشخصية على عكس كتابات ليون تولستوي. كما حتى عقلية تولستوي العقلانية أدركت أنه لا توجد أي شخصية لا تنطق إلا بالخير ، وأخرى تسخر الشر في جميع ما تعمله في الرواية، إنما آمن تولستوي حتى لكل إنسان قلباً وعقلاً ومصلحة عليا؛ فلا أحد يقوم بأمر ما إلا وله مبرره الخاص الذي قد يحدث، وقد لاقد يكون مطابقاً للمُثُل العليا التي يسعى الروائييون عادة إلى تعزيزها في المجتمعات، حيث جميع من في الرواية مثير للشفقة وكلهم أنانيون، وكلهم كان لهم المبرر المقنع والمنطقي لما قام به.كما حتى تولستوي وكروائي لم يعتد في كتاباته عن الإبتعاد عن أهمية التمسك بالتعاليم الدينية كمَخرج هوالأفضل،لكل ما يقابله الفرد من أحداث، فربماقد يكون ذلك نتيجة إيمانه بأن الحكمة الإلهية والتعاليم الدينية تعلوعلى جميع الحلول والحكمة الإنسانية الوضعية، وهذا ما يلمسه القارئ في الرواية.

تعد هذه الرواية من أكثر الروايات إثارة للجدل حتى اليوم، ولأن تولستوي يناقش فيها إحدى أبرز القضايا الإجتماعية التي قابلت كافة المجتمعات الإنسانية، خاصة الأوروبية بُعَيْدَ الثورة الصناعية، وما نتج عنها من اهتمام بالمادة، وما ظهر من أمراض تتعلق بالمال لدى الطبقات الأرستقراطية آنذاك.

أحداث الرواية

نص رواية أنا كارنينا- تولستوي انقر على الصورة للمطالعة

" يقولون إذا النساء يحببن في الرجال حتى رذائلهم.. وأنا أكره فيه فضائله!. لا أستطيع حتى أعيش معه! لكن ماذا أعمل .. لقد كنت شقية.. وكنت أعتقد حتى الإنسان لا يمكن حتىقد يكون أكثر شقاء مما كنت ، لكن الحالة الفظيعة التى أجتازها الآن تفوق جميع ما تصورت، أتصدق إنى أكرهه برغم فهمى بأنه رجل طيب ! بل رجل رائع! وإنى لا أساوى أصبعا من أصابعه؟.. إنى أكرهه بسبب كرمه....

هذه هى اللحظة الحرجة في أبرز رواية عهدتها البشرية ، آنا كارنيينا لتيليستوى، من الممكن أصبحت آنا أشهر إمرأة في التاريخ ، رغم إنها شخصية روائية .. ولكن لم يهتم العالم كله بإمرأة مثلما إهتم بآنا.. بل من الممكن دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعدد الأفلام التى صورت هذه الرواية وتجاوزت 15 فيلما على مستوى العالم بمختلف ثقافاته وإختلاف مفهومه للشرف والخيانة الزوجية وتباين الأديان والمعتقدات.. وفي مصر لعبت الشهيرة " فاتن حمامة " دور آنا في فيلم " نهر الحب" أمام العالمى " عمر الشريف".


آنا كارنينا

آنا كارنينا هى طاغية الجمال، " ولا أغالي إذا جهرت برأيى في سحرك وجاذبيتك.. فلسحرك سلطان عظيم.. ولقد ذهلت عن نفسي طيلة اجتماعي إليك. وكان شغفي بك كثيراً.. وإعجابى بمحاسنك ومناقبك أكثر وأشد.."؟" ليس فقط الجمال الظاهر رغم تمتعها بكل عناصره المبهره .. لكن ايضا سحر الحضور الذى يستحوذ على من يراها .. هى شخصية فاتنة ، ساحرة وجميلة بذلك الجمال الظالم ...كانت خارقة الجمال،"فى اللحظة التى إلتفت أليها ، إستراحت على وجهه عيناها الغبراوان، اللتان زادتها سوادا كثافة أهدابهما، وإبتسامة خفيفة ترف على شفتيها الحمراوين، إذا طبيعتها تطفح بشئ يظهر –برغم إرادتها – في بريق عينيها وفي إبتسامتها..." لقد أفاض وأسرف "تولتسوى" من الممكن إلى حد التبذير... في وصف جمال آنا وسحرها " حتى لتراها وتحسها إنسانة حقيقية تراها .. وتشم عطرها .. هى أجمل وأرق وألطف نساء الدنيا.. وإلى ذلك فهى زوجة أبرز رجل في الدولة ، ولها إبن آيه في الذكاء والجمال... أين الصراع ؟،يا ترى؟ وأين الدراما؟؟،يا ترى؟ لب القضية أنها لا تطيق الكذب، هى إنسانة صادقة مع نفسها..مخلصة .. ولذلك عندما تقع في الحب.. لا تخفى حبها.. بل تطالب زوجها العظيم بالطلاق، لم تعمل ما تعمله معظم أوجميع الزوجات الخائنات.. حتى يمتلكن عشيق أوأكثر في الخفاء.. هى تحدت المجتمع؛ وستدفع الثمن.

تبدا السيرة الأشهر في عالم الأدب ، بزيارة آنا لشقيقها، إثر خلاف كاد حتى يعصف بأسرته ، حيث إكتشفت زوجته ، أنه يخونها مع المربية، وتنجح آنا في إنهاء تلك العاصفة بما لها من سحر لا يقاوم على جميع من تقترب منه، ولكنها تقع للمرة الأولى في حياتها في حب الضابط الفارس " فرونسكي".

وفي أول تصريح من الفارس عندما تسأله لما هوعلى نفس القطار،يا ترى؟ يجيب" تعهدين جيدا إنى جئت لأكون حيث تكونين، إنه أمر لا حيلة لى فيه" وكانت العاصفة في المحطة ضارية ولكنها بدت لآنا ممتعة لأنها سمعت الحدثة التى تتوق إلى سماعها – وإذا خشيتها بعقلها- فتجيب "إنه غير لائق هذا الذى تقول.. كفى .. كفى.. ولكنها بعد لحظات تقابل زوجها وتحدث نفسها: رباه لم تبدوأذناه بهذه الهيئة،يا ترى؟ ولأول مرة تنبهت إلى النفور الذى أحسته نحوه حين لقيته.. وهذه اللحظة هى بداية الصراع.. الذى سيصل إلى ذروته بإنتحار آنا تحت عجلات القطار في نفس المكان الذى بدات فيه طريقها القصير... بعد حتى تستقر في طريق الحب الحرام تقول عن زوجها " أنت لا تعهده كما أعهده أنا، هل يستطيع إنسان عنده ذرة من الإحساس حتى يعيش في بيت واحد مع زوجته التى تخدعه،يا ترى؟ بل إنه يخاطبنى ب" عزيزتى" إنه فاقد الضمير والشعور.. بل إنه ليس رجلا ، ليس إنسانا على الإطلاق..إنه دمية لا أكثر.. لوكنت مكانه-شخصية آنا- لقتلت ومزقت زوجة مثلى !!!إنه لا يستطيع حتى يفهم إنى أصبحت زوجتك أنت؟وتزيد في مسببات مقتها له وتقول: إنه لا يعهد غير الطموح- وليس في دنياه إلا المناصب، وما آراؤه السامية وولعه بالثقافة وتعلقه بالدين، غير بعض الوسائل إلى مطامعة

وبرغم جميع ما نطقته عن زوجها .. وبعد ولادة إبنتها غير الشرعية ، وإصابتها بحمى النفاس التى أوشكت ان تودى بحياتها ... نطقت بصدق من يغادر الحياة لنفس الزوج : هناك إمرأة أخرى بداخلى .. هى التى أحبت فرونسكى .. أنا خائفة منها.. لقد حاولت حتى أكرهك.. انا الآن على حقيقتى..إنى أحتضر..ولا أريد سوى مغفرتك.. إنى مخطئة ..." وبعد حتى تتعافى تماما من الحمى تعود لفرونسكى وتعود لكراهيتها لزوجها. ثم تتخلى عن ابنها الرائع في سبيل ذلك.

فرونسكى

الضابط والفارس الممشوق الفاتن للنساء ، صاحب الإنتصارات المدوية في دنيا الغرام ، من أسرة نبيلة ومنصب حربى مرموق يعد بأفضل مستقبل لفارس مشهور ، له دستوره الخاص في شأن النساء: -:المجتمع.. قد يسخر من العاشق الذى يفشل في حبه لفتاه، أولإمرأة غير متزوجة! ولكنه لا يسخر مطلقا بل قد يصفق، للرجل الذى يطارد بحبه بكل إستهتار زوجة رجل آخر..ويجعل هدفه الأول في الحياة حتى يغريها بالسقوط... - يحرم على الرجل حتى يكذب على رجل مثله، لكنه يجيز له حتى يكذب على إمرأة ، ويحرم على إمرأه حتى تغش أحدا سوى زوجها ، ويحرم على الإنسان حتى يغفر الإهانة لكنه يجيز حتى يهين غيره -من حق جميع فرد في المجتمع حتى يفهم بأمر علاقته بمدام كارنينا ، ولكن ليس من حق أحد حتى يتحدث عن ذلك علانية، وهومستعد لإجبار من يتحدث على الصمت وعلى إحترام شرف المرأه التى يحبها..


الحدث الدرامى اليقينى هوحتى " آنا " أحبت فرونسكى حبا جما.. وأنها مقتت زوجها لأبعد مدى .. وأنها صادقة مع نفسها ..وأنها بكل ما تملك من مشاعر تعشق إبنها أكثر من أى أم ، وهذا هوقمة الصراع في هذه الرواية الخالدة .. الأبن والزوج في كفة.. والحب والحبيب في كفة أخرى .. وهى في المنتصف .. ونطقت ذات يوم لزوجه شقيقها "أنا لا أذى أحدا غير نفسى ..فلست أملك حق إذاء الغير..ثم نطقت .. إنى أحب إبنى وفرونسكى بالتساوى فيما اعتقد.. أحب كلاهما أكثر مما أحب نفسى .. هذان هما المخلوقان اللذان أحبهما.. لكن جميع واحد يطرد الآخر من حياتى.. ليس في وسعى حتى أحصل عليهما معا .. وقد كان..!!!

وإتخذت أخطر قرار ممكن إتخاذه من زوجة وأم ، حتى تهجر الزوج والأبن وترحل مع الحبيب.. وهذه هى لحظة إنتحار " آنا" لأنها الأن سقطت تحت رحمة – ولا رحمة – المجتمع.. فلقد نبذها المجتمع وعاشت في وحدة قاسية بعد حتى كانت تتمتع بحب الجميع وإنبهارهم بها أينما حلت .. وحرمت من إبنها .. ثم الطامة الكبرى وهى بداية نهاية تعلق " فرونسكى " بها بل زهده فيها وايضا بدايه إحساسه بأن علاقته بها تخنقه وتضيع عليه الفرص الثمينة في الترقى في الجيش والحصول على أعلى المناصب وهوحلم عمره بل أنه بدأ يرى جمالها و" كأنه إكتسب طابع الاذى والخطر!!"


وبداية شعور آنا بتغير مشاعر فرونسكى .. وبرغم حسنها الباهر.. " كانت تعانى ما يعانيه مضارب في البورصة" !! يصف لنا تلستوى مراحل إنهيار آنا في إدمانها للمورفين الذى بدونه محال حتى تنام ولوللحظات..كانت الآن قد تيقنت من "برود" ما قد بدأ يظهر ويتفاقم ، ولم تكن تملك حتى تعمل شيئا، لم يكن في وسعها حتى تغير صلتها به .. بعد حتى إستغنت عن جميع الدنيا .. وكان المورفين هوالدواء لخاطر لعين يلح على ذهنها بإستمرار.. ما عساه حتى يحدث لوكف عن حبها يوما؟،يا ترى؟ وهوما وقع بالعمل بعد قليل .. وأصبحت آنا في تلك الفترة التى ترغب حتى تختبر فيها سحرها على من تراه من الرجال .... كمضارب البورصة .... لترى هل خسرت قيمة أسهمها؟،يا ترى؟ وها هى تقرأ في عينيى فرونسكى ، الفتور والبرود والتجاهل، وأدركت بشكل يقينى ، أنه إلى جانب الحب الذى يربطهما فقد نشب بينهما صراع شرير ، رهيب ، يتعذر عليها إقتلاعه من قبه وقلبها أيضا...وجميع يوم يمر يزيد الشقة إتساعا.. وإستقر في وجدانها حتى فرونسكى يستشعر الأسف بل والندم بتورطه في مأزق إرتباطه بها ..وهكذا أضمر كلاهما لصاحبه الحقد والضغينة .. إقتناعا من جميع طرف حتى الآخر هوالمخطئ..فقد ظل فرونسكى كما بدا من البداية الفارس الوسيم المفتون بنفسه ، العاشق للنساء .. جميع النساء.. وهى تجاهد حتىقد يكون لها وحدها ..وحدثا تناقص حبه لها .. أيقنت حتى هذا النقص إنما يصب في حب إمرأة أخرى .... وبدأت الغيرة القاتلة بل الشك المدمر... وبدأت في جميع لحظة تلقى عليه اللوم لفقدانها إبنها ، ولوضعها المخزى في المجتمع .. وللمنفى الإجتماعى الذى تعيش فيه بعيد عن أى صداقات .... حتى حتى إحدى صديقاتها المقربات إعتذرت عن إستقبالها في بيتها ... لأن لها بنات على وشك الزواج .. وإستقبال آنا قد يعوق زقابلن ...

ويزيد إحساس آنا بالوحشة والتعاسة ، حتى إنتهت إلى قناعة لا ريب فيها .. حتى الحب قد إنتهى ... ولأنها أعطت لذلك الحب جميع حياتها .. فإن حياتها إنتهت معه ... ولمعت فكرة الموت كمرادف لإنتهاء الحياة ..هووسيلتها الآن لتنتقم من فرونسكى بالإنتحار..وبدأت تصور لنفسها مدى لذة الألم الذى يفترض أن يقاسيه بعد موتها ... والندم الذى سيندمه .. والحب الذى سيريقه على ذكراها... ولكن بعد فوات الأوانٍ.

ثم تأتى المشاهد التى تقترب من النهاية وتحدث آنا نفسها .. لقد مضى... إنتهى جميع شئ.. وتعاودها ذكرى الظلمة التى سادت مخدعها بالأمس.. حين إنطفئت الشمعة ، فملأ قلبها رعب بارد .. وشعرت بهلع من الوحدة .. ثم تكذب يقينها .. وتقول إنه يفترض أن يعود .. وحتى لولم يبرر موقفه .. سأصدقه.. لأنى لولم أعمل فلن يبقى أمامى غير شئ واحد .. لست أجرؤ عليه... ولكنه لم يعد وأوفد برقية لها " لن أستطيع الحضور- فرونسكى" فأشلعت البرقية في صدرها رغبة الإنتقام وحدثت نفسها" إذن فأنا أعهد ما ينبغى حتى اعمل... سأصارحه بكل شئ قبل حتى أختفى من حياته إلى الأبد .. ما كرهت في حياتى شخصا كراهيتى الآن لهذا الرجل- نلاحظ الآن أنها بدأت بكراهيه زوجها وإنتهت بكراهية حبيبها- وعادت إلى المحطة .. كما بدأت من المحطة ...

واثارت ضحكات المسافرين سخطها وحنقها وحدثت نفسها " هل في الدنيا شئ يسر به الإنسان،يا ترى؟ بل يضحك له،يا ترى؟ إنها لتود حتى تصم أذنيها كى لا تسمع الضحكات.. ودوت صفارة القطار وفحيح البخار المحبوس- في صدرها- وجلجلة السلاسل- قيدها وسجنها- وتحركت أحجار الرصيف!!!وتحرك القطر بمحاذتها ودرجت على القضبان في نعومة ..وأطلت شمس الغروب – النهاية- من نافذة القطار.. وهزت نسمة خفيفة ستائرها... فنطقت آنا" إلى أين كنت قد وصلت بتفكيرى؟؟،يا ترى؟ إلى أنى لست أجد لحياتى مخرجا.. ينتشلنى من تعاستى.. لقد خلقنا جميعا تعساء..ونحن نعهد ذلك ولكننا نتفنن في إختلاق الوسائل كى نخدع بعضنا البعض..ونطقت لنفسها مرة أخرى – واضح حتى تيلستوى يصر على انها وحيدة تماما لا تجد من تحدثه سوى نفسها – تخاطب القوة المجهولة التى نسجت عذابها .. كلا لن أدعك تستمرين في عذابى!!

ثم عادت إلى ذكرى أول لقاء في نفس المكان .. وأدركت ما ينبغى ان تعمله.. ورسمت علامة الصليب.. وأعادت تلك الحركة سلسلة كاملة من ذكريات الصبا والطفولة ..وفجأة إنقشعت من امامها الظلمة التى كانت تكتنف جميع شئ.. ولاحت لها الحياة بكل متعها الماضية المشرقة ثم القت بنفسها بين العجلات الثقيلة .. واصابها رعب قاتل .. أين أنا،يا ترى؟ ماذا أصنع،يا ترى؟ ولماذا،يا ترى؟ وحاولت حتى تنهض.. تتراجع.. ولكن شيئا هائلا قاسيا صدم رأسها فصاحت .. يا إلهى إغفر لى.. واحست ان المقاومة باتت عقيمة .. والنور الذى قرأت على هديه الكتاب الحافل بالمتاعب والزيف والأحزان والشرور.. توهج لحظة .. أبهى مما كان.. فأضاء في وعيها جميع ما كان غارقا في الظلام.. محجوبا عن بصيرتها .. ثم إختلج.. وبدأ يغيض ويتضاءل ... حتى إنطفأ إلى الأبد...ٍ

غلاف اسطوانة فيلم آنا كارنينا، بطولة گريتا گاربو.

هكذا أنهى تيلستوى اهم رواية في تاريخ الأدب ويهجرنا نبحث وندرس ونتفهم ، ونستفيد من تجربة إنسانية عالمية ، جميع العالم بكل ثقافاته ودياناته ومعتقداته ، تأثر بها .

هى إذن ضحية نفسها ، ظروفها، جمالها الفاتن، زوجها ، حبيبها، صدقها، ميول إنتحارية اصيلة في نفسها ، بإعتبار حتى الانتحار ليس الهرس تحت عجلات القطار فقط .. الأنتحار هوالإنخراط في علاقة غير مشروعة ، وغير مقبولة إجتماعيا، ، الأنتحار هوحتى تتخلى أم عن إبنها مهما كان السبب، الأنتحار هوترفض زوجا يكرس حياته لنجاحه الشخصى وأيضا لإسعادها وإحترامها لما يشبه التقديس؟

كان الفيلم المصرى حريصا على عدم الإصطدام بالتنطقيد المصرية ، فلم يفصح ويكشف حتى " نوال" إنفصلت عن زوجها وأقامت مع الضابط " خالد" .. ولكن في نهاية الفيلم يقولها العملاق " زكى رستم " بكل وضوح.. لوطلقتك يا نوال أبقى بأشجع الزنى"


نقد

يقول الأستاذ الدكتور حلمي مراد في مقدمة الطبعة العربية الصادرة عن المؤسسة العربية الحديثة ، يقول: إستغرقت كتابة الرواية من مؤلفها نحوخمس سنوات، بدأها في ربيع 1873 وأتمها في أكتوبر 1877، والطريف حتى أصل السيرة كانت لفتاة حقيقية لجار حقيقى للمؤلف ، إستدعى قريبة له لترعى شئون منزله ، ووقع بينهما ما حدث، ثم أحضر فتاة ألمانية حسناء، لتكون مفهمه لأولادة نظرا لوفاة زوجته، وأحب الفتاة فما كان من قريبته " وإسمها آنا ستيبانوفنا"، حتى إدعت أنها ذاهبه لزيارة بعض الأقارب ، ثم توجهت لمحطة القطار وهناك ، ألقت بنفسها تحت عجلات قطار البضاعة. ولقد أتيح للمؤلف حتى يراها عقب الحادث.

معرض الصور

المصادر

  • دراسة تحليلة، د. أيمن أبوالحسن.
تاريخ النشر: 2020-06-06 00:29:01
التصنيفات: روايات 1877, روايات روسية, روايات ليو تولستوي, الزنا في الخيال, Masterpiece Theatre, روايات رومانسية, أدب روسي, روايات روسية تحولت أفلام, روايات نشرت أولاً في حلقات, Works originally published in The Russian Messenger

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ضبط مواطنَين لارتكابهما مخالفة الصيد دون ترخيص بتبوك السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-09-19 09:24:18
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الرابعة إلى ليبيا السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-09-19 09:24:19
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

ضبط 29 شخصا لارتكابهم مخالفات رعي في أماكن ممنوعة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-09-19 09:24:17
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

"كن قويا!" زيلينسكي يتفقد جنودًا أوكرانيين يعالجون في بنيويورك

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 12:07:24
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 99%

فقدت يديها وقدميها.. بسبب «وجبة سمك» ! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-09-19 09:24:13
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 57%

إقراض الصين لإفريقيا عند أدنى مستوياته في عقدين .. تحول للاستراتيجية

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-09-19 09:23:07
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 40%

أستراليا تعلن تشكل ظاهرة إل نينيو وتخشى اندلاع حرائق

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 12:07:25
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 86%

بريطانيا : 747 ألف دولار تعويضا لكل مدير مكتب بريدي أدين خطأ بالسرقة

المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-09-19 09:23:04
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 41%

عائلة فرنسية محتجزة في إيران منذ 500 يوم تفتقد معلومات عنها

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-19 12:07:23
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 98%

ميلان يستضيف نيوكاسل فى مواجهة تاريخية بدورى أبطال أوروبا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-19 09:22:22
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 38%

تحميل تطبيق المنصة العربية