تاريخ اليهود في إنگلترة

عودة للموسوعة

تاريخ اليهود في إنگلترة

تاريخ اليهود في إنگلترة يعود إلى عهد وليام الأول. أول سجل مكتوب لاستيطان اليهود في إنگلترة يعود إلى 1070، بالرغم من حتى اليهود من الممكن قد عاشوا هناك منذ العصر الروماني. وقد استمر الوجود اليهودي حتى مرسوم الطرد الذي أصدره الملك إدوارد الأول في 1290.

وبعد الطرد، لم يعد هناك مجتمع يهودي، عدا أفراد مارسوا اليهودية سراً، حتى حكم أوليڤر كروموِل. وبينما لم يسمح كروموِل رسمياً بعودة اليهود إلى بريطانيا، فإن مستعمرة صغيرة من اليهود السفارديم عاشت في لندن في 1656 وسُمح لها بالبقاء.


إنجـلترا من العصــور الوســطى حتى عصـر النهضــة

كان اقتصاد إنجلترا عشية الغزوالنورماندي عام 1066 بسيطاً جداً، مبنياً على المقايضة وحسب. وكان وليام الأول، أوالفاتح، يود حتى يحصل على ريعه من الأرض التي فتحها نقداً، ولذا قرر إدخال عنصر رأسمالي تجاري مالي. ووجد ضالته في أعضاء الجماعات اليهودية بسبب فائدتهم ونفعهم، وخصوصاً في تشجيع تداول العملات. ومن ثم شجع اليهود (كجماعة وظيفية استيطانية نافعة) على الاستقرار ليقوموا بدور الوسيط التجاري في هذه المنطقة الجديدة، وبدور محصلي أموال التاج. فاستوطن اليهود في إنجلترا وأسسوا جماعات في لنــدن وبريسـتول وكانـتربري، ووُضـعوا تحت حماية التاج ليعملوا في التجارة والربا، وإن كان قد تم استبـعادهم عن نقــابات الحـرفيين، أي أنهم أصبحوا جماعة وظيفية وسيطة في المجتمع الإقطاعي. ويُلاحَظ حتى يهود إنجلترا لمقد يكونوا إنجليــزيين، إذ كانـوا جــزءاً من الثقـافة الألمانــية والفرنسية المجــاورة، وكانــوا يتحـدثون الفرنسية فيما بينهم ويتسمون بأسماء فرنسية. وهذه العزلة الإثنية سمة أساسية للجماعة الوظيفية الوسيطة.

ومع بداية القرن الثاني عشر، بدأ وضعهم في التدهور نظراً للهجوم عليهم من قبل الكنيسة والبارونات، ثم أخيراً من قبل العناصر الشعبية في المدينة. وكان أعضاء الجماعة اليهودية محط كراهية خاصة لارتباطهم بالملك كأقنان بلاط، بل أصبحوا جزءاً أساسياً من الصراع الأساسي في العصور الوسطى في الغرب (أي الصراع بين الملك وبقية الفئات والطبقات في المجتمع). وتم الهجوم عليهم بشكل مخفف أثناء حملتي الفرنجة الأولى والثانية، وتزامن اعتلاء ريتشارد الأول (قلب الأسد) عام 1189 العرش مع تَصاعُد الحملة ضد الجماعة الوظيفية التجارية الوسيطة اليهودية. وحينما سافر مع حملة الفرنجة الثالثة، انتهزت القوى المعادية الفرصة وهاجمت أعضاء الجماعة اليهودية في أماكن عدة من أهمها يورك، وهوما كان يمثل خسارة مالية فادحة للملك على وجه الخصوص. كما قامت هذه العناصر بحرق صكوك الديون. وثأر الملك لنفسه، فأوفد إلى يورك أحد الأساقفة، فقام بمصادرة أموال زعماء الهجوم، وأنطق حاكم القلعة والشريف.وحينما عاد الملك نفسه عام 1194، طلب إجراء تحقيق في الموضوع برمته،وقرر تنظيم علاقة العنصر التجاري اليهودي ببقية المجتمع. فتم تأسيس نظام لتسجيل ديون اليهود تم بمقتضاه وضع صناديق في بلديات المدن الإنجليزية الرئيسـية، وأُودعـت فيها نسـخ من جميع الوثائق الخاصـة بالديون، وعُيِّن أربعة موظفين (مسيحيان ويهوديان) مسئولين عن هذا الصندوق. وأُسِّست سبعة وعشرون صندوقاً في جميع إنجلترا، تحت إشراف سلطة مركزية من أربعة موظفين أوصياء أوقضاة اليهود (بالإنجليزية: كاستوديانز أور جستيسز أوف ذا جوز Custodians or Justices of the Jews) تحت رئاسة خازن بيت المال اليهودي (بالإنجليزية: إكستشكر أوف ذا جوز Exchequer of the Jews). وسهَّل هذا الهيكل التنظيمي عملية حوسلة اليهود، لصالح الملك، من خلال الضرائب المفروضة عليهم ومن خلال الضرائب والفوائد التي يجمعونها.

واتَّسم حكم الملك جون (1199 ـ 1216) بالصراع بينه وبين الكنيسة والبارونات، فأصدر الملك قراراً بوضع أعضاء الجماعة اليهودية تحت سلطته القانونية المباشرة أوتحت سلطة الحكام المحليين، الأمر الذي كان يعني إنهاء أية سيطرة للبارونات أوالكنيسة علىهم. وضمنت هذه التنظيمات كثيراً من حقوق أعضاء الجماعة اليهودية وضمن ذلك حق القَسَم على التوراة، وأنقد يكون لهم محاكمهم الخاصة لفض المنازعات التي تقوم فيما بينهم.

ويتبدَّى وضع أعضاء الجماعة اليهودية المتميِّز في الأمر الصادر للشرفاء والموظفين المحليين عام 1217 بانتخاب أربعة وعشرين شخصاً من سكان المدن لحماية السكان اليهود فيها. كما طُلب إلى أعضاء الجماعة اليهودية ارتداء شارة خاصة (عبارة عن شريطين أبيضين) لحمايتهم. وأدَّى هذا إلى ازدهارهم، فرغم أنهم كانوا أقلية صغيرة لا يزيد عدد أعضائها (بحسب أحد التقديرات) على أربعة آلاف، فإن أموالهم وممتلكاتهم كانت كبيرة. وتتضح ضخامة حجم هذه الممتلكات إذا عهدنا حتى أعضاء الجماعة كانوا يؤدون نحو8% من جملة الضرائب التي تجمعها الدولة.

ولكن وضع أعضاء الجماعة اليهودية أخـذ في التدهـور لعـدة أسباب:

1 ـ أدَّى تَزايُد نفوذ أعضاء الجماعة إلى تَزايُـد سـخط البارونـات عليهم.

2 ـ كانت المدن الإنجليزية في تلك الآونة قد بدأت تزداد قوة وبدأ إسهامها في الخزانة الملكية في التَزايُد، فأخذت تطالب بضرورة التخلص من أعضاء الجماعة اليهودية.

3 ـ أدَّى تَزايُد الجهد الذي يبذله أعضاء الجماعة اليهودية في جمع مستحقاتهم إلى تَزايُد السخط عليهم. وفي الوقت نفسه، فإنهم هم أنفسهم كانوا يزدادون فقراً بسبب تَزايُد الضرائب عليهم من قبل البلاط.

4 ـ شهدت هذه الفترة بداية ظهور بيوتات المال الإيطالية والفرنسية، مثل اللومبارد والكوهارسين، التي جعلت الاستغناء عن رأس المال اليهودي ممكناً. أما بالنسبة للأعمال التجارية، فقد حل التجار الفلمنكيون والفرنسيون والألمان والإيطاليون محل التجار اليهود.

إلى غير ذلك، تحالفت عدة عناصر في جعل أعضاء الجماعة الوظيفية اليهودية عنصراً لا نفع له، وصدرت القوانين التي حدَّت من حقوقهم ومن المناطق التي يحق لهم السكنى فيها. وبالتدريج أخذت الكنيسة والبارونات في تحقيق المزيد من الفوزات في معركتهم مع الملك جون الذي اضطر إلى قبول سيادة الكنيسة عام 1213 وإلى الاعتراف بحقوق البارونات حينما وقَّع الماجنا كارتا عام 1215. لكن تردِّي وضع الملك كان يعني، بطبيعة الحال، تردِّي وضع اليهود. وقد تردت حالتهم إلى درجة أنهم طلبوا عام 1255 الرحيل عن إنجلترا. لكن الملك رفض طلبهم ثم قام ببيعهم ووضعهم بعض الوقت تحت حماية أخيه الذي قام بتزويدهم بالحماية المطلوبة أثناء تهمة الدم التي وجهت ضدهم (عام 1255) كما قام بتوظيفهم لحسابه. وأثناء حرب البارونات (1264 ـ 1267) ضد هنري الثالث (1216 ـ 1272)، شُنَّت هجمات على أعضاء الجماعة اليهودية. وقد حاول إدوارد الأول، بعد اعتلائه العرش عام 1272، حتى يجد حلاً لمسألة يهود إنجلترا. فكان يرى حتى أعضاء الجماعة اليهودية أصبحوا مجموعة بشرية صغيرة لم تَعُد تؤدي وظيفة اقتصادية، ومن ثم حاول توجيههم للعمل بالزراعة والتجارة والحرف ومنعهم من الاشتغال بالربا، فأصدر قانون اليهودية عام 1275. ولكن هذه المحاولة كان محكوماً عليها بالفشل بسبب طبيعة المجتمع الغربي في العصر الوسيط وتقسيمه الهرمي الصارم. وإذا كان الأثرياء من أعضاء الجماعة اليهودية قد أمكنهم شراء الأرض، فإن الفقراء اضطروا إلى السبل غير الشريفة للعيش مثل برد حواف العملات المضىية وهوما كان يُنقص قيمتها. وحينما اكتُشف أمر بعضهم بعد عام 1278، أمر الملك بتفتيش بيوتهم كما أمر بسجنهم وشنق 239 يهودياً.

واضطر الملك في نهاية الأمر إلى إصدار أمر بطرد اليهود من مقاطعة جاسكوني، ولكن رجال الكنيسة والبارونات كانوا يعهدون حتى سر احتفاظ الملك بأعضاء الجماعة اليهودية هوأنه يوظفهم لحسابه ويحقق الأرباح من خلالهم، فقرروا إعطاءه عُشر الأملاك المنقولة إذا هوطرد رعاياه اليهود. وبالعمل، تم طردهم نهائياً عام 1290، ولم يكن عددهم يزيد على أربعة آلاف، وإن كانت بعض المراجع تذكر حتى عددهم كان 12 ألفاً، بل 16 ألفاً.

وحيث إذا أعضاء الجماعة اليهودية كانوا يُعدّون عنصراً فرنسياً، جاز لهم ملك فرنسا في بداية الأمر بالاستقرار فيها. ولكنه سحب تصريحه إثر ضغوط من الكنيسة، فاستقروا في الفلاندرز، ويُنطق أيضاً في إسكتلندا. ويُلاحَظ حتى كره الإنجليز لليهود هوكره تكنه المجتمعات كافة لأعضاء الجماعة الوظيفية الوسيطة لا لليهود وحدهم. فحينما حل الفلمنكيون والإيطاليون والألمان من أعضاء العصبة الهانسية محل يهود إنجلترا، أصبحوا محط كراهية بعض قطاعات المجتمع رغم أنهم مسيحيون. وفي عام 1381، ثار العمال الإنجليز ضد التجار الأجانب، وطاردوا جميع المنضمين إلى العصبة الهانسية واقتفوا آثارهم في أماكن العبادة داخل الكنائس، وقتلوا جميع من لم يستطع النطق بلفظتي «الخبز والجبن» بلهجة إنجليزية. وفي عام 1457، وبعد حتى احتل الإنجليز أنفسهم مواقع مهمة في التجارة الخارجية والنقل البحري وأخذت المزاحمة بينهم وبين التجار الأجانب تزداد بشدة، تَعرَّض جميع تجار جنوا في لندن للاعتنطق والسجن كما صودرت بضائعهم.


إنجلــترا منــذ عصـــر النهضــة

ظلت إنجلترا خالية من اليهود تقريباً حتى نهاية القرن السادس عشر. ومع بداية القرن السابع عشر، ساد إنجلترا (بعد ظهور الحركة البيوريتانية) جواسترجاعي قوي يستند إلى أسطورة عودة المسيح. وظهر فكر مسيحي صهيوني يدعوإلى ضرورة تَواجُد اليهود في جميع أنحاء الأرض وضرورة هدايتهم، أي تنصيرهم كشرط أساسي للخلاص. ولا شك في حتى هذه الفرق الاسترجاعية المسيحانية (لقاء المشيحانية) تعود في جانب منها إلى تطلعات المجتمع الإنجليزي التجارية الاستعمارية. وقد لعب التجار من يهود المارانو(برتغاليين وإسباناً)، الذين استقرت أعداد كبيرة منهم في لندن، دوراً مهماً في الحرب مع إسبانيا سواء من الناحية المالية أم الناحية الاستخبارية (قام أنطونيوفرنانديز بجمع المعلومات عن القوات الإسبانية وتوصيلها للإنجليز). ومن ثم، بدأ التفكير في الأوساط البيوريتانية في الاستفادة من خبرات اليهود التجارية واتصالاتهم الدولية. وكان كرومويل شخصياً من أكبر المتحمسين لذلك، وخصوصاً أنه كان يرى إمكانية استخدام اليهود كجواسيس له. وتَقدَّم منَسَّى بن إسرائيل، عام 1655، بطلب السماح لليهود بالاستيطان. كما حتى بعض أثرياء اليهود المارانوقدَّموا إلتماساً عام 1656 لإقامة مقبرة خاصة بهم وطالبوا بتوفير الحماية لهم عند ممارستهم شعائرهم الدينية باعتبارهم يهوداً. ومع حتى الطلب لم يُقبَل ولم يُرفَض رسمياً، فإن الاعتراف بالمارانوكيهود كان في حد ذاته اعترافاً بحق اليهود في الاستقرار في إنجلترا، ولذا أصدر كرومويل قراراً لسلطات لندن بأن تزيح جميع الحواجز من طريق استقرار الجماعة اليهودية، بل جاز لهم بإنشاء معبد يهودي ثم مقبرة خاصة بهم. وتم الاعتراف بالجماعات اليهودية في عصر تشارلز الثاني (عام 1664). وأُعيدت أملاكهم التي صودرت أثناء الحرب مع إسبانيا (لأنهم كانوا يُعتبَرون حتى ذلك الوقـت مسـيحيين إسـبان أمـام القانون). وفي عام 1673، حصلوا على وعد بحرية العبادة وأُعيد تأكيد هذا الوعد عام 1685. وفي عام 1698 تم تقنين ممارسة الديانة اليهودية من خلال تشريع برلماني.وبالتدريج، ازداد يهود إنجلترا أهمية بتزايد أهمية لندن ـ قياساً إلى أمـستردام ـ كمركز للتجــارة العالمية.

واستقرت أعداد صغيرة من اليهود الإشكناز (ممن أتوا من ألمانيا ووسط أوربا) في إنجلترا، ولكن ظلت الأغلبية العظمى من أعضاء الجماعة اليهودية فيها من السفارد. ولم يُفرَض على أعضاء الجماعة اليهودية السكنى في جيتوخاص بهم، بل ألغيت معظم القيود المفروضة عليهم، كما حصلوا على حقوق المواطنة بالتدريج ابتداءً من عام 1718 حينما صدر قرار بالسماح لليهود المولودين في إنجلترا، حتى لوكانوا من أبوين أجنبيين، بأن يمتلكوا الأراضي الزراعية. ولم تقم ضد يهود إنجلترا أية حركات شعبية عنيفة. ولعل هذا يعود إلى أنه حينما أُعيد توطين اليهود، تم توطينهم كعنصر تجاري مُستوعَب في التشكيل التجاري الأكبر. ولذا، فإنهم لمقد يكونوا متميِّزين وظيفياً، ولم يكن لهم حقوق خاصة، كما لمقد يكونوا موضوعين تحت حماية الملك أوغيره من السلطات، وإنما كانوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع.

وساعد جميع ذلك على نموالجماعة اليهودية في إنجلترا وعلى تزايد حجم المهاجرين اليهود القادمين من أمستردام وإسبانيا والبرتغال. كما ازداد هؤلاء ثراءً وأهمية بتزايُد أهمية لندن (قياساً إلى أمستردام) كمركز للتجارة العالمية. وعمل أثرياء اليهود في السمسرة والتجارة الخارجية، وكانوا مُمثَّلين بشكل كبير في مستعمرات الإمبراطورية البريطانية المتنامية، وخصوصاً في نيويورك وبومباي وجزر الهند الغربية. ومن الشخصيات اليهودية البارزة في تلك الفترة سامسون جدعون ويوسف سالفادور اللذان قدما استشارتهما المالية المهمة للوزارات الإنجليزية المتعاقبة.

وظلت الجماعة اليهودية في إنجلترا مُشكَّلة في أغلبها من السفارد وإن بدأت بعض الجماعات الصغيرة من اليهود الإشكناز القادمين من أمستردام وهامبورج ثم ألمانيا وشرق أوربا الاستقرار في إنجلترا في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر. وكان أغلب اليهود الإشكناز أقل في المرتبة الاجتماعية من السفارد، وعمل قطاع كبير منهم كباعة متجولين في القرى والمناطق الريفية، وبالتالي نمت تجمعات من يهود الإشكناز في كثير من المدن الريفية والموانئ والمراكز الصناعية. وأسَّس الإشكناز المعبد الكبير في لندن عام 1722.

وبدأت حركة حصل بموجبها أعضاء الجماعة اليهودية على حقوقهم المدنية في القرن الثامن عشر حيث صدر عام 1718 قرار بالسماح لليهود المولودين في إنجلترا حتى لوكانوا من أبوين أجنبيين بأن يمتلكوا الأراضي الزراعية. وفي عام 1753، قُدِّم مشروع للبرلمان البريطاني يطالب بمنح اليهود المولودين خارج البلاد حقوق المواطنة نفسها الممنوحة لأبنائهم. لكن هذا المشروع سرعان ما فشل، الأمر الذي دفع كثيراً من أثرياء اليهود إلى التخلي عن اليهودية واعتناق المسيحية. وتمضى بعض التقديرات إلى حتى عدد المتنصِّرين من اليهود في القرن التاسع عشر بلغ 29 ألفاً، أي نحوثُلث يهود إنجلترا. وهذا الرقم مرشد أيضاً على تَزايُد اندماج اليهود في المجتمع البريطاني.

وأتاحت الحروب النابليونية لبعض العائلات اليهودية الإشكنازية، مثل عائلتي روتشيلد وجولدسميد، احتلال مواقع مرموقة في المجتمع الإنجليزي بفضل خدماتهم المالية المهمة، الأمر الذي منح ثقلاً للحركة المطالبة بانعتاق اليهود. وفي الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، سُمح لليهود بالعمل في وظائف مدنية، وعُيِّن أول شريف يهودي عام 1835. ووصلت هذه الحركة إلى قمتها بدخول ليونيل دي روتشيلد البرلمان عام 1858. كما أصبح ابنه ناثانيل دي روتشيلد أول يهودي بريطاني يحصل على لقب لورد عام 1885. وفي عام 1890، تم إلغاء آخر القيود الدينية على اعتلاء مناصب ووظائف سياسية، وبالتالي أصبح انعتاق اليهود كاملاً. واحتل بعض أعضاء الجماعة مواقع ومراكز مهمة في الإدارات والوزارات البريطانية اللاحقة.

ولكن، مع نهاية القرن التاسع عشر، تغيَّر التكوين الإثني ليهود إنجلترا نتيجة تَدفُّق جحافل يهود اليديشية من شرق أوربا ووسطها على إنجلترا، وغيرها من الدول، بسبب تَعثُّر التحديث. وفيما يلي إحصاء بعدد يهود إنجلترا من عام 1690 حتى عام 1985:

السنة 1690 1734 1753 1800 1830 1845 1849 1851 1853 1880
عدد أعضاء الجماعة اليهودية 350 - 400 6000 8000 20.000 27.000 35.000 40.000 35.000 25.000 60.000
السنة 1890 1900 1910 1920 1930 1940 1950 1960 1970 1985
عدد أعضاء الجماعة اليهودية 100.000 160.000 242.000 297.000 333.000 385.000 450.000 450.000 410.000 330.000


إلى غير ذلك، فبينما كان يوجد في عام 1853 نحو25 ألف يهودي في إنجلترا، وصل عددهم إلى 242 ألفاً عام 1910، أي بزيادة نحوعشرة أضعاف خلال ستين عاماً في مجتمع متجانس مثل المجتمع الإنجليزي. ورغم صدور تشريعات تَحُد من هجرتهم، فإن عدد يهود إنجلترا وصل عام 1914، أي عشية وعد بلفور، إلى ما بين 250 ألفاً وإلى 300 ألف نصفهم من يهود اليديشية، أي حتى عدد يهود إنجلترا من يهود اليديشية زاد خمسة عشر ضعفاً فيما يقارب أربعين عاماً. وخلق هذا جواً من القلق في إنجلترا، وسادت شائعات تقول إذا عدد المهاجرين بلغ 750 ألفاً.

إنجلترا في الوقت الحاضر

كان يهود إنجلترا آخذين في التناقص بسبب الاندماج والهجرة رغم وصول أعداد كبيرة من يهود ألمانيا إلى إنجلترا في فترة الحرب العالمية الثانية. وبلغ عدد يهود إنجلترا 430 ألفاً في أوائل الخمسينيات ولكنه تناقص إلى 320 ألفاً عام 1989 (من مجموع عدد السكان البالغ 65.861.000)، وكان معظمهم يهجرز في لندن (بنسبة 60%) والبقية في مانشستر وليدز وجلاسجو. وفي عام 1992 بلغ عدد يهود إنجلترا 298.000 يوجد 200 ألف منهم في لندن.

ومما يُذكَر حتى السفارة الإسرائيلية في بريطانيا أشارت عام 1988 إلى حتى هناك حوالي 30 ألف إسرائيلي مقيم في إنجلترا، خمسة آلاف منهم مسجلون كاحتياطيّ في الجيش البريطاني، أي أنهم اكتسبوا المواطنة البريطانية. وبهذا المعنى يمكن الحديث عن «دياسبورا إسرائيلية» في إنجلترا، وأن عدد الهاربين من صهيون لا يقل كثيراً عن عدد الهاربين من جحيم النازية.

ويعاني يهود إنجلترا من ظاهرة موت الشعب اليهودي، أي تَناقُص عددهم مع احتمال اختفائهم. وفي حالة إنجلترا، يتبدَّى هذا في تَزايُد متوسط الأعمار بين أعضاء الجماعة اليهودية عنه على المستوى القومي وتَزايُد نسـبة الوفيات بينهم عن نسـبة الوفيات على المستوي القومي أيضاً. ففي عام 1984، كان معدل الوفيات بين اليهود 15 من جميع ألف لقاء 11.8 لكل السكان. ويزيد عدد الوفيات على عدد المواليد بمعدل 1300 حالة سنوياً. ويبدوحتى ظاهرة الإحجام عن الإنجاب، وكذلك عدم الخصوبة التي يتسم بها يهود العالم (الغربي بالذات) سائدة في إنجلترا. ولذا، فإن الزيادة الطبيعية لا تؤدي إلى تعويض الأعداد التي تفقد، كما حتى عدد اليهود يتناقص بسبب تَصاعُد معدلات الفهمنة والاندماج، وهما أمران مرتبطان أحدهما بالآخر تماماً. ونسبة الزواج المختلط مرتفعة إلى حد يصل إلى 40 ـ 50%. كما حتى عدد الزيجات اليهودية أخذ في التناقص، إذ سُجِّل في عام 1960 نحو3664 حالة زواج، ثم تناقص العدد ليصبح 1153 عام 1984 ثم 1.031 فقط عام 1992. ويُلاحَظ تَزايُد نسبة الطلاق بين أعضاء الجماعة اليهودية إذ بلغت نحو35%. وربما كانت النسبة العامة في إنجلترا لا تختلف عن ذلك كثيراً، ولكنها تكتسب دلالة خاصة بالنسبة إلى عدد يهود إنجلترا إذ حتى الطلاق مؤشر على تَفسُّخ الأسرة اليهودية وهي الإطار الذي احتفظ من خلاله أعضاء الجماعات اليهودية المتنوعة بهوياتهم. ويعتبر يهود إنجلترا أنفسـهم يهـوداً من الناحية الدينية وحسب، وبريطانيين من الناحية العرْقية. ومن المفارقات حتى هذا التصور يساعد على تَزايُد الاندماج لأن الأمور الدينية، في المجتمعات الفهمانية، تُعتبَر أموراً خاصة للغاية لا تحدد سلوك الأفراد إلا في أضيق الحدود ولقد شبهها ماكسيم رودنسون بالانضمام إلى ناد للعب الشطرنج. وبالتالي، تصبح هوية اليهودي البريطاني هوية بريطانية بالدرجة الأولى. ومن بين العناصر الأخرى التي تساهم في تناقص عدد يهود إنجلترا هجرتهم خارجها. ففي عام 1971، كان يوجد 44 ألف يهودي، أي 12% من جملة يهود إنجلترا، خارجها. وكان هؤلاء المهاجرون من مواليد إنجلترا، ولمقد يكونوا من العناصر المهاجرة حديثاً التي تستقر بعض الوقت ثم تستأنف الهجرة بعد فترة وجيزة.

وقد تغيَّر البناء الوظيفي والمهني ليهود إنجلترا، فهجرت أعداد كبيرة منهم الأعمال اليدوية شبه الماهرة، وبدأوا ينخرطون بأعداد متزايدة في الوظائف والمهن التي يصبح اليهودي هوصاحب العمل فيها (مثل أصحاب المحال الصغيرة ومصففي الشعر وسائقي التاكسيات). وبلغت نسبة أعضاء الجماعة اليهودية العاملين في مثل هذه المهن نحو15% من جملة أعضاء الجماعة اليهودية في إنجلترا (6% على المستوى القومي). وبطبيعة الحال، زاد عدد اليهود الذين يدخلون المهن والوظائف الإدارية، كما هوالحال مع الجيل الثالث من المهاجرين في جميع أنحاء العالم الغربي. وتناقص عدد اليهود في قطاع المال، وزاد عددهم في قطاع الصناعات الاستهلاكية، مثل الخياطة والملابس، بسبب الميراث الاقتصادي الشرق أوربي. وفي الستينيات، تَركَّز 20% من جملة الذكور اليهود العاملين في صناعة النسيج، و7 ـ 8% في قطاع الملابس الجاهزة والأثاث و22% في المهن. وهذا هوالنمط العام السائد في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وفرنسا. وكل هذا يعني حتى عدد العمال اليهود آخذ في التناقص وأنهم لم يعودوا جماعة وظيفية وسيطة وإنما بدأوا يتحولون إلى طبقة وسطى، وهذا أمر يصاحبه تزايد في نسبة الاندماج.

وتناقص عدد أعضاء الجماعة اليهودية الذين يعلنون ارتباطهم بالعقيدة اليهودية، فقد ذكر 110 آلاف يهودي عام 1977 أنهم أعضاء في هذا المعبد اليهودي أوذاك (أي ثلث أعضاء الجماعة اليهودية لقاء النصف في الولايات المتحدة). وتناقص العدد في التسعينيات بسبب تَزايُد معدلات الفهمنة وعناصر أخرى. وينقسم اليهود، من الناحية الدينية، إلى سفارد وإشكناز، وإلى أرثوذكس (معتدلين ومتطرفين) وإصلاحيين. والتنظيم الديني للسفارد هوأبرشية اليهود الأسبان والبرتغاليين، وهي أقدم التنظيمات (أُسِّست عام 1657). يضم هذا التنظيم الأرستقراطية السفاردية القديمة التي كانت تمنع الإشكناز من الانضمام إليها. أما الأغلبية الإشكنازية، فنظمت نفسها بطريقة إنجليزية يهودية أنجليكانية، فلم تظهر حركة إصلاح ديني جذرية على الطريقة الألمانية، وإنما ظل الإصلاح الديني على الطريقة الإنجليزية الأنجليكانية، فتم تعديل الطقوس حتى تصبح أكثر لياقة وفخامة من منظور بريطاني، وظل اليهود هناك يهوداً أرثوذكس، ولكن معتدلين، تماماً كالكنيسة الأنجليكانية، أي كاثوليكية بدون البابا. وثمرة هذه العملية هوظهور جماعة يهودية تتخذ شكل هيئة أرثوذكسية رسمية تتبع مؤسسة رسمية هي المعـبد الموحَّد ومركزها لندن، وهـي التي تُعيِّن الحاخام الأكبر لبريطانيا. والمعبد الموحَّد هيئة أرثوذكسية معتدلة، فهي تتبع المعايير الأرثوذكسية داخل المعبد ولكنها لا تطبقها خارجها. ولا يصاحب هذه الهـوية أي تعبير حيـوي عنها في المجـالات الاجتماعية أوالثقافية. ولم تَعُد هذه المواقف المعتدلة تُرضي اليمين أواليسار، ولذا أسس الأرثوذكس الحقيقيون هيئاتهم الدينية المستقلة. فأسس المهاجرون من يهود اليديشية اتحاد المعابد (1887). والاتحاد له محكمته الشرعية (بيت دين) الخاصة. ولكن هناك اتحاد أكثر أرثوذكسية وهواتحاد الأبرشيات الأرثوذكسية العبرية الذي أُسِّس عام 1916. ولكن لا ينتمي سوى 3.5% من يهود إنجلترا لهذين الاتحادين، فالغالبية العظمى تنضم إلى المعبد الموحَّد (34018 عام 1992) أوإلى الاتحادين الإصلاحيين، وهما معابد بريطانيا العظمى الإصلاحية واتحـاد المعـابد الليبــرالية والتقـدمية (26 ألفاً عام 1992).

ولا يمكن الحديث عن صوت يهودي في إنجلترا، فعدد أعضاء الجماعة اليهودية لا يزيد على 0.6% من عدد السكان، أي أنهم لا يشكِّلون جماعة ضغط من الناحية العددية أوحتى من الناحية الاقتصادية بحيث يمكنهم التأثير في مسار الانتخابات، كما حتى أصواتهم موزعة بين عدة دوائر. والدائرة الوحيدة التي يُوجَد فيها تَركُّز يهودي نوعاً ما هي دائرة هندون الشمالية التي لم تنتخب مرشحاً يهودياً وإنما انتخبت مارجريت تاتشر. ويبلغ عدد الأعضاء اليهود في البرلمان الإنجليزي (عام 1974) ستة وأربعين عضواً وانخفض إلى ثمانية وعشرين عام 1983 من أصل 650 عضواً. والنواب اليهود يمثلون دوائر انتخابية لا يُلاحَظ فيها وجود يهودي غير عادي.


انظر أيضاً

  • Early English Jewish literature
  • Rothschild family
  • Chuts (19th Century Dutch Jewish immigrants)
  • Jewish Museum (Camden)
  • Council of Christians and Jews
  • List of British Jews
  • History of the Jews in Scotland
  • History of the Jews in Ireland
  • Starr (law)
  • The War on Britain's Jews?, a 2007 documentary film by Richard Littlejohn
  • Polish British
  • Jacob Barnet affair

الهامش

  1. ^ http://www.culture24.org.uk/history+%2526+heritage/archaeology/art70400

Bibliography

  • Anthony Julius. Trials of the Diaspora: A History of Anti-Semitism in England (Oxford University Press; 2010) 811 pages; Examines four distinct versions of English anti-Semitism, from the medieval era (including the expulsion of Jews in 1290) to what is argued is anti-Semitism in the guise of anti-Zionism today.
  • David S. Katz, The Jews in the History of England, 1485–1850 (Oxford: Oxford University Press, 1994) xvi, 447 pp.
  • David S. Katz, Philo-Semitism and the Readmission of the Jews to England, 1603–1655 (Oxford: Oxford University Press, 1982) x, 286 pp.

وصلات خارجية

  • York 1190: Jews and Others in the Wake of the Massacre (academic conference, March 2010)
  • Virtual History Tour of Jewish England
  • England related articles in the Jewish Encyclopedia
  • Articles on British Jewish history
  • Jews in England 1066-1290, 1553-1970 (from Encyclopaedia Judaica 1971)
  • Words of English Thinkers on the Jewish People
  • Jewish Communities & Records - United Kingdom
  • Tracing the First Jews of Britain
  • Chabad-Lubavitch Centers in England
  • The Jewish Chronicle (UK)
  • A reading of Israel Zangwill's historical satire The King of Schnorrers (1894)
تاريخ النشر: 2020-06-06 01:33:28
التصنيفات: Jewish English history, Antisemitism in England, Massacres in England

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

التشطيبات النهائية لمحطة ماسبيرو ضمن الخط الثالث للمترو

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:33
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

حركة الصادرات والواردات والحاويات بميناء دمياط البحري.. الجمعة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:32
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

تعاون فني جديد بين مصر للطيران للصيانة وطيران الاتحاد

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:32
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

حيلة جديدة لتعطيل تطبيق واتساب بدون حذفه عن هاتفك !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:57
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

إيساب روكي يطلب يد ريهانا بطريقة غريبة: كتبها بالذهب على أسنانه !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:56
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

هل يجوز الجمع بين صيام «الست البيض» وأيام القضاء الواجب؟

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:35
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

فرح الديباني: الرئيس ماكرون فاجأنى بتقبيل يدى

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:29
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

ليبيا: مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة حول ليبيا في 26 ماي الجاري

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:18:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

انتشال امرأة صينية حية من تحت أنقاض مبنى بعد انهياره بـ 6 أيام ! .. فيديو

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:57
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 62%

7 خطوات لمعادلة شهادة التعليم العالي من خارج الدولة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:56
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

وزير الأوقاف: عودة فتح المساجد إلى حالتها الطبيعية قبل الغلق

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:31
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

حرب صلاحيات تنزيل برنامجي أوارش وفرصة تشتعل بين وزراء حكومة أخنوش؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:39
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 79%

فاجعة.. احتراق شخصين داخل سيارة في ممر تحت أرضي بطنجة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:37
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 78%

لضرب الأهداف البرية والبحرية.. المغرب يفاوض لحسم صفقة صواريخ هجومية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:38
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 79%

الرميلي: الدار البيضاء بحاجة إلى ملعب يتسع لـ 100 ألف متفرج

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:36
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 75%

مركز جسور بالكنيسة الأسقفية ينظم دائرة طبول السبت 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:34
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

إسبانيا تسلم للمغرب أحد المدانين في هجمات 11 مارس الإرهابية بمدريد

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:18:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

«لا نملك سوى أرض واحدة».. العالم يُحيي يوم البيئة العالمي 2022

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-06 18:17:33
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية