صحراء المماليك (رواية)
صدرت عن دار الشروق في القاهرة طبعة جديدة من رواية «صحراء المماليك» للمحرر المصري الراحل خيري شلبي تعد الخامسة منذ صدورها للمرة الأولى في العام 2008.
يتميز أسلوب الرواية بالكوميديا السوداء، وينسب إلى خيري شلبي قوله إذا فكرتها كانت في داخله وفضل إخراجها كرواية للقاءة الواقع الذي امتلأ بأدوات وأساليب جديدة للتعذيب من الممكن أشد شراسة من الماضي.
وفي 434 صفحة يتحدث شلبي عن القيود الحديدية وتأثيرها في أجساد وأرواح المسجونين، وتعد رحلة مؤلمة في عالم التعذيب على امتداد نصف قرن تبدأ منذ قيام ثورة يوليوعام 1952م في مصر، وترصد علامات التعذيب وآثارها من خلال أحد الأشخاص الذين تناط بهم قيادة السجون، وإرغام المتهمين على الإدلاء بالإعترافات السليمة وغير السليمة.
ويبدوحتى المحرر خيري شلبي اختار عنوان روايته بالاستناد إلى ما ورد من وثائق تاريخية حول تفنن المماليك بأساليب التعذيب في العالم العربي وخاصة مصر في ظل الحكم العثماني، الذي ابتكر طريقة الخازوق وسيلة للإعتراف والإعدام البطيء. وكان معظم المماليك من الغلمان عملهم الوحيد في الحرب مهنة العسس أي المخابرات والجندية، وكانوا أقوياء البنية من بلدان البلقان الأوروبية أمسكوا بيد من حديد بلاط العثمانيين وأدخلوا نساءهم إلى دهاليز الحرملك لبسط سلطتهم على جميع مفاصل الحكم زمن الخلافة العثمانية.
ومن أجواء الرواية نقرأ: «... تحت مظلة انتظار الأتوبيس تعرَّف ناس على ناس، قامت علاقات وصداقات أدت إلى مصاهرات وافتتاح مسارات جديدة لأكل العيش في مشاريع تنشأ في الحال- من الممكن في وقفة من الوقفات- بين واحد يبحث عن كفاءة وواحد يملكها، بين باحث عن محل ومن يدله على أكثر من محل، ولربماقد يكون المحل الجديد فاتحة خير على المرشد والمالك والمستأجر، ولربما وجدت أنت بين الواقفين معك من يصلح لك الكهرباء أوالسباكة أوهجريب ورق الحائط أوتقفيل البلكونات أوتجهيز مطابخ بالألوميتال... جميع ذلك حتى من دون حتى تسأل، يكفي حتى تنصت إلى محادثة يدور بين اثنين أوأكثر بجوارك مباشرة، ما أسهل حتى تتدخل في الحوار بصنعة لطافة، المجال عند المصريين مفتوح على طول الخط يسمح لعابري السبيل حتى يصيروا أصدقاء في لمح البصر على أثر حدثة أوقفشة أوغمزة أونكتة أولمسة خير أودقة جدعنة».
خيري شلبي (1938– 2011) هوأحد أبرز كُتَّاب الرواية في العالم العربي، وحائز على جائزة الدولة التقديرية عام 2005 له أكثر من 70 كتاباً ما بين الرواية والسيرة والمسرحية والدراسة، من أشهرها: «وكالة عطية»، «صالح هيصة»، «زهرة الخشخاش» و«نسف الأدمغة». وترجمت أعماله إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية والصينية والكورية والأردية.
الهامش
نطقب:خيري شلبي