كولا دي ريينزو

عودة للموسوعة

كولا دي ريينزو

تمثال كولا دي ريينزو، من خلق جيرولاموماسيني، أقيم في 1877، بالقرن من كامپودوليو(بالقرب هضبة كاپيتولين) حيث اُغتيل.

كولا دي ريينزو/ريينزي (بالإيطالية: Cola di Rienzo) (ح. 1313 - 1354 م) هوزعيم شعبي من رجالات روما وقادة الحركة الإنسانية، وقاضي الشعب الروماني.

سيرته

عاد بترارك إلى أڤنيون وڤوكلوز (1345-1347)، وكان ولا يزال ينعم بصداقة آل كولنا، فسره ان يفهم حتى الثورة قد اشتعل لهيبها في روما، وأن ابن صاحب حانة وغسالة (22) قد انتزع السلطة من آل كولنا وغيرهم من الأشراف، وأعاد إلى الوجود الجمهورية المجيدة، جمهورية آل اسكبيو، وجراكس، وأرنولد من بريشيا Arnold of Brescia. وكان نكولا دي ريندسوجيريني Niccola di Rienzo Gabrini الذي اختصر العامة المقتصدون في الأسماء اسمه في ذلك الوقت فجعلوه "كولا دى ريندسو" Cola di Rinzo ثم اختصره الخلف المهملون فجعلوه ريندسي Rienzi، كان هذا الرجل قد التقى ببترارك في عام 1343، وذلك حين قدم إلى أفنيون، وهوشاب موثق، قبل ذلك الوقت بثلاثين عاماً ليطلع حدثنت السادس على ما آل اليه حال روما من البؤس، وليطلب إلى البابوية حتى تمد يد المعونة للشعب الروماني ضد النبلاء المتنازعين النهابين السلابين المسيطرين وقتئذ على العاصمة. وداخلت حدثنت الشكوك في هذا الرجل ولكنه رده بعد حتى نفحه بالفلورينات وشجعه بالأقوال لأنه كان يأمل في حتى يستخدم هذا القانونى المتحمس في النزاع الكثير الحدوث بين البابوات والأشراف.

وأثارت خرائب روما وآدابها القديمة خيال ريندسوكما اثارت خيال بترارك، فارتدى الضمة الرومانية (Toga) البيضاء التي كان يلبسها أعضاء مجلس الشيوخ القدامى، وأخذ يتحدث إلى الرومان بحماسة لا تقل عن حماسة أبني جراكس وبلاغة لا تكاد تقل عن بلاغة شيشرون، ويشير إلى بقايا السوق الرومانية الكبرى ذات الجلال والفخامة، والحمامات الكبرى، ويذكر الرومان بالأيام الخوالي حين كان الأباطرة أوالقناصل يشرعون القوانين من فوق هذه التلال ويصدرون الأوامر للمدينة وللعالم أجمع، ويدعوهم إلى الاستيلاء على زمام الحكم، وإعادة الجمعيات الشعبية، واختيار تربيون له من القوة ما يستطيع به حتى يحميهم من الأشراف الغاصبين. واستمع إليه الفقراء وهم فزعون مرتاعون، وتساءل التجار هل يستطيع ذلك التربيون المرتقب حتى يجعل روما مكاناً آمناً تقوم فيه الصناعة وتنشط التجارة، وسخر منه الأشراف، واتخذوا ريندسوهدفاً لمرحهم وفكاهاتهم على موائد العشاء، وتوعدهم هوبأن يختار طائفة منهم يشنقهم حين يندلع لهيب الثورة.

وما كان أشد فزعهم حين اندلع لهيبها عملا. فقد وقع في 20 مايومن عام 1347 حتى اتى حشد من الرومان وازدحموا في الكبتول. وظهر ريندسوأمامهم يحف به أسقف أرفيتونائباً عن البابا. وأعرب عودة الجمهورية، وتوزيع الصدقات على المعوزين، واختير الرجل حاكما بأمره، وأجازوا له في اجتماع آخر عقد فيما بعد حتى يتخذ لنفسه اللقب الشعبي القديم- لقب تربيون. واحتج على ذلك ايتفانوكولنا عضوالشيوخ الهرم، فأمره كولا حتى يخرج هووغيره من النبلاء من المدينة. واستشاط هؤلاء الأشراف غضباً ولكنهم اضطروا إلى إطاعة الثوار المسلحين، فانسحبوا إلى ضياعهم في الريف. وأسكرت ريندسوخمرة النصر فأخذ يتحدث عن نفسه كأنه "المنقذ الأعظم للجمهورية الرومانية المقدسة " الملهم "بقوة يسوع المسيح "(23).

وكانت إدارته للشئون البلدة أحسن ما تكون الإدارة، فقد نظم أثمان المواد الغذائية ليمنع المكاسب غير المشروعة، وحفظ ما زاد من الغلال في اهراء، وبدأ العمل في تجفيف المستنقعات الموبوءة ببعوض الملاريا، وغرست أرض كمبانيا. وانشئت محاكم جديدة لتوزيع العدالة بإنصاف لا رحمة فيه ولا هوادة، فكان يحكم على الراهب وعلى البارون بالإعدام إذا ارتكبا نفس الجرم، وشنق عضوشيوخ قديم لأنه سرق مركباً تجارياً، وقبض على القتلة الذين تستأجرهم الأحزاب المتنازعة، وأنشئت محكمة للصلح وفقت في بضعة أشهر بين المتخاصمين في 1800 نزاع. وارتاع الأشراف الذين اعتادوا حتى يتصرفوا في القوانين على هواهم إذ وجدوا أنهم قد القيت على عاتقهم تبعة الجرائم التي ترتكب في ضياعهم، وفرضت على بعضهم غرامات فادحة، وسيق بيتروكولنا رغم مهابته وخيلائه إلى السجن حافي القدمين. وعرض القضاة المتهمون بالعبث بالعدالة مصلوبين في الميادين العامة، وفلح الزراع حقولهم في أمن وسلام لم يعهدوا لهما مثيلا من قبل، وكان التجار والحجاج القادمون إلى روما يُقَبَلون شعار الجمهورية التي بعثت من حديث والتي أمنت الطرق العامة بعد حتى ظلت نصف قرن من الزمان مباءة لقطاع الطريق(24). ودهشت إيطاليا على بكرة ابيها مما وقع في روما من تغير وتحول، وحمل بترارك إلى ريندسوقصيدة تفيض بالثناء والاعتراف بالجميل.

واغتنم التربيون هذه الفرصة, افاد منها كما يفيد السياسي المحنك الجريء، فأوفد الوفود إلى جميع أنحاء شبه الجزيرة، ونادى المدن حتى ترسل ممثليها ليتألف منهم برلمان عظيم يضم أشتات "إيطاليا المقدسة " ويحكمها على نظام البلديات المستقلة المتحدة، وتكون روما عاصمة العالم كما كانت من قبل. وتمهيداً لهذه الغاية جمع مجلساً من القضاة نادىهم من كافة أنحاء إيطاليا، وعرض عليهم السؤال الآتي: هل من حق الجمهورية الرومانية، وقد بعثت إلى الوجود، حتى تستعيد جميع الامتيازات والسلطات،يا ترى؟ ولما أجاب المجلس عن هذا السؤال بأن ذلك من حقها، عرض ريندسوعلى الجمعية الشعبية قانوناً يعيد إلى الجمهورية جميع هذه المنح والسلطات. ومحا هذا الإعلان الكامل مئات من الهبات، وحوادث النزول عن العروش، والتتويج، وهدد الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والمدن المستقلة، وسلطة الكنيسة الزمنية جميعها. وبعثت خمس وعشرون من حكومات المدن المستقلة بممثليها إلى برلمان ريندسو، ولكن المدن الكبرى-البندقية، وفلورنس، وميلان-ترددت في النزول عن سيادتها العليا إلى دولة اتحادية. وسر حدثنت السادس من تقوى ريندسو، ومن إشراك أسقف أرفيتومعه في السلطة رسمياً, ومما أفاءه على الحجاج من حماية، ومن مشروعه الذي يرمي إلى إقامة عيد عام في سنة 1350 ينتظر حتى يدر على البلدة مالا جما، ولكنه شرع يسائل نفسه: أليس هذا الجمهوري العظيم الآمال رجلا مثاليا مندفعا اندفاعا يفترض أن يؤدي به إلى الدمار،يا ترى؟

ريينزويقسم بالقصاص لمقتل أخيه الأصغر. بريشة وليام هولمان هنت، 1848-9.

ثم تحطم هذا الحلم النبيل، وكان تحطمه مثاراً للعجب والأسى معاً. ذلك حتى السلطة، كالحرية، امتحان لا يجتازه بنجاح إلا من اتصف بالذكاء والرزانة والهدوء. أما ريندسوفقد بلغت قوته الخطابية مبلغاً يمنعه حتىقد يكون من رجال الحكم الواقعيين. وأصبح يؤمن بعباراته الخلابة، ووعوده، ومطالبه، وسمت عقله أقوالُه المنمقة. ولما اجتمعت الجمعية الاتحادية ( في شهر أغسطس من عام 1347)، اتفق على حتى تبدأ أعمالها بمنحه لقب فارس. واتخذ طريقه في مساء ذلك اليوم يحف به حرسه إلى مكان التعميد في كنيسة القديس لاتران، وألقى بنفسه في الحوض العظيم، الذي تطهر فيه قسطنطين من وثنيته وذنوبه، كما تقول السيرة، ثم ارتدى ثياباً بيضاء، وقضى الليل نائماً على أريكة عامة وضعت بين أعمدة الكنيسة، فلما أصبح الصباح أصدر إلى الجمعية وإلى العالم أجمع مرسوماً يعلن فيه حرية جميع المدن الإيطالية، ويمنح أهلها جميعاً حق المواطنية الرومانية، ويحتفظ لسكان روما وإيطاليا دون سواهم بحق اختيار الإمبراطور. ثم أستل سيفه ولوح به في ثلاث جهات ونطق بوصفه ممثل روما: "ذلك ملكي، وذاك لي، وذاك ". واندفع من ذلك الحي في الإسراف والمباهاة، فكان يمتطي صهوة جواد أبيض، ويخفق من فوق رأسه فهم ملكي، ويتقدمه ألف حارس مسلح، ويرتدي ثوباً من الحرير الأبيض ذا أهداب من المضى(25). ولما عاب عليه استفانوكولنا أهدابه المضىية أعرب حتى الأشراف يأتمرون به (وأكبر الظن حتى هذا سليم)، وأمر بالقبض على عدد منهم، وأمر بهم فسيقوا مكبلين بالأغلال إلى الكبتول، وعرض على الجمعية حتى يعدموا، ثم ندم على ذلك العرض، وعفا عنهم، وانتهى الأمر بأن عينهم في بعض مناصب الدولة في كمبانيا. وكان جزاؤه منهم حتى حشدوا قوة من مرتزقة الجند معادية للجمهورية، وخرج حرس المدينة الوطني لملاقاتهم، وهزمهم، وقتل في المعركة استفانوكولنا وولده (20 نوفمبر سنة 1347).

وسكر ريندسوبخمرة النصر فأخذ يغفل شيئاً فشيئاً شأن ممثلي البابا الذي أشركه معه من قبل في منصبه وسلطانه. وأخذ كردالة إيطاليا وفرنسا ينذرون حدثنت بأن إيطاليا الموحدة ستجعل الكنيسة أسيرة للدولة- وأن هذا الأسر يصبح أشد وأكثر توكيداً إذا قامت إمبراطورية تحكمها روما. وعملا بهذا التحذير كلف حدثنت مندوبه في روما برتران دى دوBertrand de Deux حتى يعرض على ريندسوواحدة من اثنتين: خلعه من منصبه أوتقييد سلطانه بحيث يقتصر على الشئون الدنيوية الخاصة بمدينة روما. وخضع دولا بعد حتى قاوم بعض المقاومة، ووعد بإطاعة البابا، واسترد المراسيم التي ألغي بها الامتيازات الإمبراطورية والبابوية. لكن هذا الخضوع لم يرض حدثنت فاعتزم حتى يخلع التربيون المعاند، وأصدر في الثالث من ديسمبر مرسوماً بابوياً يضم فيه كولا بالإجرام والإلحاد، ويهيب بالرومان حتى يطردوه من البلاد. وأشار المندوب إلى أنهم إذا لم يعملوا هذا لن يقام عيد. وكان الأعيان في هذه الأثناء قد حشدوا جيشاً آخر، زحف على روما. وأمر ريندسوحتى تدق الأجراس تدعوالشعب إلى حمل السلاح، لكن هذه الدعوة لم يستجب لها إلا عدد قليل، لأن كثيرين قد أغضبهم فدح الضرائب التي فرضها عليهم، ومنهم من فضل ما ينالونه من المكاسب في العيد عما تلقيه عليهم الحرية من تبعات. ولما اقتربت قوى الأشراف من الكبتول خارت قوى ريندسو، وخلع شارة منصبه، وودع أصدقاءه، وأجهش بالبكاء، وحبس نفسه في كاستلوسانتا أنجليوCastello Sant' Angelo (15 ديسمبر سنة 1347)، وعاد الأشراف الظافرون فدخلوا قصورهم في المدينة واختار المندوب البابوي اثنين منهم ليحكما روما.

وفر ريندسوإلى نابلي، وكان لا يزال مغضوباً عليه من الكنيسة وإن لم يصب بأذى من جانب الأعيان، ثم فر من نابلي إلى غابات الجبال في أبرودسي Abruzzi القريبة من سلمونا Sulmona، وهناك لبس أثواب التائبين، وقضى عامين يعيش عيشة الزهاد المنبترين للدين. وبعد حتى مرت به عشرات المئات من المشاق والمحن اتخذ سبيله سراً متنكراً إلى براج مجتازا إيطاليا وجبال الألب والنمسا، ومثل في تلك المدينة في حضرة الإمبراطور شارل الرابع، وأخذ وهوغاضب يندد بالبابوات، ولكنه أبى حتى يجيب البابا حدثنت إلى مطلبه من إرسال كولا ليزج في سجن أفنيون، وأبقاه معتقلا تحت الحراسة في إحدى القلاع القائمة على نهر الألب. وقضى كولا في العزلة وعدم النشاط عاماً كاملاً لم يطق بعده صبراً عليهما، فطلب حتى يرسل إلى بلاط البابا. وهرع الناس إلى رؤيته وهوفي طريقه إلى أفنيون، وعرض عليه بعض الفرسان الأنجاد حتى يحموه بسيوفهم. وبلغ أفنيون، وعرض عليه بعض الفرسان الأنجاد حتى يحموا الرجل الذي أراد حتى يهبهم الحرية. ومما اتى في هذه الدعوة: إلى أهل روما ... البواسل الأنجاد ... الذين سادوا الأمم!

إن زعيمكم السابق أسير الآن في أيدي الأجانب، وكأنه-ويا للهول حقاً!- لص من لصوص الليل أوخائن لبلاده، يعرض قضيته وهومصفد في الأغلال، تأبى أعلى محكمة أرضية حتى تمكنه من الدفاع المشروع عن نفسه... إذا روما بلا ريب لا تستأهل هذه المعاملة. لقد كان أهلها من قبل غير خاضعين لقانون أجنبي... أما الآن فيساء إليهم بلا تمييز بينهم. ويلقون هذه المعاملة وهم براء من إثم الجريمة بل وهم جديرون بالثناء العظيم الذي يستحقه أهل الفضيلة ... وليست التهمة الموجهة إليه هي خيانة الحرية، بل هي الدفاع عنها، وليس ذنبه أنه سلم الكبتول بل ذنبه أنه حماه. وإن أعظم التهم الموجهة إليه، والتي يجب حتى يكفر عنها فوق المشنقة هي أنه قد جرؤ على التوكيد بأن الإمبراطورية الرومانية لا تزال قائمة في روما، وأنها لا تزال مسيطرة على الشعب الروماني. ألا تباً لهذا الزمان! وتباً لتلك الغيرة الشنيعة، وذلك الحقد المنبتر النظير! أين أنت أيها المسيح! يا أعدل القضاة ويا أحكم الحاكمين،يا ترى؟ أين عيناك اللتان تعودت حتى تبدد بهما سحب شقاء البشرية؟... لم لا تقضى ببرقك وصواعقك على هذه المحاكمة الدنسة؟(26).

ولم يطالب حدثنت بإعدام كولا، بل أمر بأن يوضع تحت الحراسة في برج القصر البابوي بأفنيون. وبينما كان ريندسو يفهم الكتاب المقدس وكتاب ليفي في سجنه، استولى تربيون آخر يدعى فرانتشسكوبرنتشلي Francesco Baroncelli على زمام السلطة في رومة، ونفي أعيان المدينة، وأهان المندوب البابوي، وتحالف هووالجبليون مؤيدوالأباطرة ضد البابوات، وأطلق إنوسنت السادس، الذي خلف حدثنت في الكرسي البابوي، كولا من سجنه، وأوفده ، وتحالف هووالجبليون مؤيدوالأباطرة ضد البابوات، وأطلق إنوسنت السادس، الذي خلف حدثنت في الكرسي البابوي، كولا من سجنه، وأوفده إلى إيطاليا مساعداً للكردنال ألبرنودس Albornoze الذي عهد إليه اعادة سلطة البابوية في روما. وبينما كان الكردنال الماكر، والطاغية المستضعف يقتربان من العاصمة دبرت فتنة في المدينة، خلع على أثرها برنتشلي وقتل، وأسلم الرومان المدينة لألبرنودس. ورحب العامة بريندسو، واقاموا له أقواس النصر، وهتفوا باسمه وقد احتشدوا في الشوارع إظهاراً لفرحهم. وعينه ألبرنودس عضواً في مجلس الشيوخ، وعهد اليه الأعمال غير الدينية في حكومة روما (1353).

ولكن السنين التي قضاها في السجن قد سببت ترهل جسمه، وحطمت شجاعته، وفلت من حدة عقله، وقد كان من قبل قوياً ساطعاً غير هياب ولا وجل. فكانت سياسته متمشية من أغراض البابا، بتهيب المغامرات العظيمة التي كان يندفع إليها في حكمه وهوشاب. وكان الأعيان لا يزالون يحقدون عليه، وصعاليك المدينة يرون فيه الآن رجلا حذراً متحفظاً متجرداً من المثل العليا، فانقلبوا عليه وعدوه خائناً لقضيتهم. ولما أعرب آل كولنا الحرب عليه وحاصروه في بلسترينا، أوشك جنوده الذين لم يتناولوا مرتباتهم حتى يتمردوا عليه، فاقترض المال ليؤدي منه مرتباتهم، وفرض الضرائب ليفي بدينه، وأغضب بذلك الطبقة الوسطى. ثم زحفت جموع الغوغاء الثائرة على الكبتول، ولم يكد ينقضي شهران على عودته إلى الحكم، وأخذت تنادى "ليحيى الشعب! الموت للخائن كولا دي ريندسو! ". فخرج إليهم من قصره في دروع الفرسان وحاول حتى يسيطر على الجماهير بفصاحته وزلاقة لسانه، ولكن الثائرين علا صياحهم على صوته، وألقوا عليه وابلا من القذائف، فأصاب سهم منها رأسه وانسحب على أثر ذلك إلى القصر. وحينئذ أشعل الغوغاء النار في الأبواب واقتحموها، ونهبوا الحجرات. واختفى ريندسوفي إحداها، وأسرع فحلق لحيته، وارتدى ثياب حمال، وكوم بعض بتر من الفرش على رأسه، وخرج من القصر، ومر ببعض الغوغاء دون حتى يكشفوا أمره. ولكن سواره المضىي نم عليه، وسيق أسيراً إلى سلم الكبتول، حيث كان هومن قبل قد حكم على الناس بالإعدام. وطلب إلى الشعب حتى يستمع له، وحاول حتى يستميل قلوب العامة بخطبته، ولكن أحد الصناع خشي حتى يتأثر هؤلاء بفصاحته، فبتر عليه كلامه بضربة سيف في بطنه. وتبعه مائة من أشباه الأبطال فأنفذوا خناجرهم في جسده الميت. ثم سحبت جثته والدم يسيل منها في شوارع المدينة وعلقت في حانوت قصاب كما تعلق جيف البهائم. وبقيت على هذه الحال يومين تعرضت في خلالهما لإهانات الشعب وحجارة الغلمان(27).


ذكراه

ما يسمى Casa di Rienzi وكان بعد في سياقه الحضري قبل افتتاح Via del Mare بالألوان المائية بريشة إتورى روزلر فرانتس (نحو1880).

المراجع

  • ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  1. ^ ريينتسي أوريينسو، كولا دي الموسوعة العربية الميسرة، 1965
هذه بذرة منطقة عن حياة شخصية بحاجة للنمووالتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.
تاريخ النشر: 2020-06-06 05:32:54
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, مواليد 1313, وفيات 1354, أشخاص من روما, أشخاص من روما العصور الوسطى, ثورات شعبية في اوروبا أواخر العصور الوسطى, سياسيون إيطاليون مغتالون, إيطاليو القرن 14

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بودولياك: نحن في وضع دفاعي والجيش الروسي يتقدم للأمام بقوة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 03:06:58
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 91%

نتانياهو يوافق على جولة محادثات جديدة حول غزة بالدوحة والقاهرة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 00:26:25
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

التضخم يتباطأ في فرنسا ويرتفع في إيطاليا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 03:06:43
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 90%

بطولة فرنسا: ليل يستعيد التوازن ويُشدد الخناق على موناكو

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 03:06:41
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 92%

نتانياهو يوافق على جولة محادثات جديدة حول غزة بالدوحة والقاهرة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 00:26:29
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 58%

فرنسا.. مجلس الدولة يؤيد ترحيل الإمام التونسي محجوب المحجوبي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 00:26:15
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: غير مستعجلين لخفض سعر الفائدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 03:06:54
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 97%

تشافي: "علينا التركيز على الليغا والضغط على ريال مدريد"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 03:06:02
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

فرنسا.. مجلس الدولة يؤيد ترحيل الإمام التونسي محجوب المحجوبي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 00:26:23
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 55%

زيلينسكي: نحتاج إلى صواريخ ATACMS لضرب القرم

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-30 03:06:56
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 91%

تحميل تطبيق المنصة العربية