الكليات (كتاب)
عودة للموسوعةكتاب الكليات للقاضي الحنفي أبوالبقاء أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي من مدينة كَفَهْ بالقرم، والكليات معجم موسوعي فريد من نوعه في المصطلحات والفروق اللغوية، حقّقه عدنان الدرويش ومحمد المصري وأصدرته وزارة الثقافة السورية في عدة مجلدات ثم طبعته مؤسسة الرسالة في 1300 صفحة عام 1419هـ - 1998م. فيه مصطلحات تخص الفلسفة، وفهم الكلام، والمنطق، وأصول الفقه، والفقه الحنفي، والنحووالصرف، والبلاغة والعروض، والحديث والتاريخ والعلوم وغيرها، ويضم حديثه عن المصطلحات تحليلها الصوتي والاشتقاقي ويستطرد إلى مسائل فكرية ذات صلة بها، بما يجعله موسوعة فكرية عامة. وقيل إذا اهتمام الكفوي بلفظة (كلّ) وما تدل عليه من تعميم واستقصاء وإحاطة، كان أحد الأسباب التي جعلته يسمي كتابه (الكليات). وانتقد كتابه بإغفاله ذكر المصادر غالبًا، وغلبة التجريد والمنطق والأصول فيه. كقوله في باب التذكير والتأنيث: "تعريف المذكر عدمي، وتعريف المؤنث وجودي". ومزجه للنحوبالفقه،
مقدمة الكتاب
اتى في مقدمة كتاب ابي البقاء صيغة مبتكرة لحمد الله والصلاة على رسوله على الصيغة التالية
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم؛ خير مَنْطُوق بِهِ أَمَام جميع مقَال، وَأفضل مصدر بِهِ جميع كتاب فِي جميع حَال، مُقَدّمَة تَنْزِيل الْقُرْآن، وَآخر دَعْوَى سكان منَازِل الْجنان، لمن رسمت آيَات جبروته على صفحات الْأَنْفس والآفاق، ورقمت سطور عظموته فِي جباه السَّبع والطباق، ثمَّ أولى مَا قفي بِهِ ذَلِك، وَأَحْرَى مَا شفع بِهِ للسالك، هُوَ التحنن والاستغماد والاستجلاب، حَسْبَمَا سرد رب الأرباب، على أنفس جَوْهَرَة توجت بهَا هَامة تهَامَة، وأصوب سهم استخرج من كنَانَة كنَانَة، وأسنى أنوار السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وأبهى أسرار ملكوته بالطول وَالْعرض، وَأحمد من حمد وَحمد، وأوفى من وعد وعهد، مُحَمَّد الَّذِي ابتهجت بيمن أخمصيه سرة الْبَطْحَاء، وباهت بترب نَعْلَيْه حظائر الْقُدس فَوق الْقبَّة الشماء، وعَلى حواريه الَّذين اجتهدوا فِي تأسيس قَوَاعِد الْكَلم، واستفرغوا فِي تشييد ضوابط الحكم. |
ثم ذكر ما تفهمه وخبرته وحبه للخط، وأن تاليفها يخلد الذكر ويفيد الناس وأنه يسعى لنيل هذا، ثم شكر الوزير "مصطفى باشا" على عادة مؤلفي ذلك الزمان في تقديم إهداء إلى أحد الكبار، وبعد ذلك وصف كتابه
فَجرى مِنْهُ كتاب بديع الْمِثَال، منيع المنال، مُحِيط تنصب إِلَيْهِ الجداول وَلَا يزْدَاد، وتغترف من لجته السحب فَمَا لَهُ من نفاد، تزهى بِهِ الألسن، وترمق نَحوه الْأَعْين، ويحمله الحذاق على الأحداق. من سَافر فِيهِ نظر، وَكَانَ الذَّوْق السَّلِيم رَفِيقه، فهم أَنه تأليف جليل، يضْرب بِهِ الْأَمْثَال على الْحَقِيقَة. نعم قد جمعت فِيهِ مَا فِي تصانيف الأسلاف من الْقَوَاعِد وَلَا كالروض للأمطار، وتسارعت لضبط مَا فِيهَا من الْفَوَائِد وَلَا كَالْمَاءِ إِلَى الْقَرار، منقولة بأقصر عبارَة وأتمها، وأوجز إِشَارَة وأعمها، وترجمت هَذَا الْمَجْمُوع الْمَنْقُول، فِي المسموع والمعقول، ورتبتها على تَرْتِيب خط اللُّغَات، وسميتها بالكليات، راجيا من الله محوالسَّيِّئَات، وتخليد الذّكر الْجَمِيل على الْأَيَّام، والتعيش بعد مشارفة الْحمام. وَالْجَامِع الْفَقِير، إِلَى الله الْغَنِيّ الْخَبِير، أَبُوالْبَقَاء الْحُسَيْنِي الكفوي الْحَنَفِيّ، خص باللطف الْجَلِيّ والخفي، يسْأَل مِمَّن نظر فِيهِ أَن يصلح ببنانه مَا عثر عَلَيْهِ فِيهِ من زلل الْقَلَم الفاتر، وخلل الخاطر الضَّعِيف الخائر، أَويستر بِعَين الْحبّ نقصي كَيفَ مَا كَانَ، فَإِن رقصي على مِقْدَار تنشيط الزَّمَان، وَمَا قل من زل فِي جرداء التَّأْلِيف، بل هُوَ مصايبه. (وَمن ذَا الَّذِي ترْضى سجاياه كلهَا ... كفى الْمَرْء نبْلًا أَن تعد معايبه) وَيَد الأفكار قَاصِرَة عَن تنَاول مَا يرام، والصباغة فِي الصِّنَاعَة على النصاعة أصعب مرام، وَالله يَقُول الْحق وَهُوَ يهدي السَّبِيل. نعم الْمولى وَنعم الْوَكِيل. |
المحتوى
يحتوي كتاب الكليات على ستة آلاف مادة تقريبًا، صنّفت بحسب أوائل الحدثات، ولكن دون التزام الدقة التامة في مراعاة الحرفين الثاني والثالث. ولذلك اضطر المحققين إلى وضع فهارس تستدرك هذا النقص بدء من الملجد الثاني، لتعيد الترتيب على نحومعجمي دقيق لتعين الباحث في الكتاب على إيجاد ما يطلبه. والكتاب في استعانة بالشعر وبعضه من تأليف أبوالبقاء
وَخط ذَوَات الْيَاء بِالْألف جَائِز | وَخط ذَوَات الْوَاوبِالْيَاءِ بَاطِل | |
وَقصر ذَوي أعطى يجوز بِلَا مرا | وَمد ذَوي قصر خطاء وعاطل | |
وتذكير تَأْنِيث من الْعَكْس أسهل | فَلَا تنس واحفظ أَنْت فِي الْعَصْر كَامِل |
ومواد الكتاب تكاد تستوعب المصطلحات التي سبقته خلال القرون العشرة السابقة.
التطور الدلالي للمفردات
مما يميز كتاب أبوالبقاء الكفوي لاستيعابه جميع ما يحيط بالمفردات وهوكما نطق عنه المحققين «هوأيضا مرجع زخّار للمهتمين بالدراسات اللغوية، وبخاصـة لهـؤلاء الـذين يقومون بمحاولات في تتبع مسار حياة الألفاظ العربيـة، كيـف تعيش وتَشِب وتغنى، ثم كيف من الممكن أن يتغير مدلولها بمقتضيات المعطيات الحضارية»
الفكر الاصطلاحي
نشر في جامعة الموصل دراسة عن الفكر الاصطلاحي ومساهمة الكفوي فيه وذكر في ملخص الدراسة « لم يكن تناول الكفوي له للاصطلاح طريقاً واحداً، ولم يتّبع أسلوباً محدداً فيه، إنما أتى بطرائق عدة؛ فقد قدّم أسلوبه في تناول المصطلحات بشكل عام في صيغة فهمية محددة منضبطة بالتناول المختص مفصِّلاً القول فيه، وتناولها مرة في صيغة متداخلة بين العلوم، وتناولها مرة في صيغة مجملة دون بيان أوتفسير أوإيراد شواهد. ويتخذ البحث مساراً نقدياً لبيان عناية الكفوي بطبيعة الفهم اللازمة للمصطلح من خلال استشهاده بمجموعة من الشواهد والأمثلة، وإيضاح الصيغ الدلالية الدقيقة للفرق بين المصطلحات، فضلاً عن بيان أهميتها وتوضيح ميدان اشتغالها.» وانطلاقاً من طرائق الكفوي واشتغاله في الفكر الاصطلاحي تم تقسيم البحث إلى فرعين
- الأول: الفكر الاصطلاحي: المفهوم والإشكالية
- الثاني: معجم (الكليات): المنهج والقيمة.
المصادر
- ^ كتاب الكليات، أبوالبقاء، مسقط مدرسة الفقاهة نسخة محفوظة 23 مايو2019 على مسقط واي باك مشين.
- ^ ياسر السيد مرسي، كلية اللغة العربية الزقازيق، التطور الدلالي في كتاب الكليات نسخة محفوظة 28 أبريل 2019 على مسقط واي باك مشين.
- ^ مسقط المجلات الأكاديمية العراقية، بحث: الفكر الاصطلاحي في معجم (الكليات) للكفوي، د. محمد سالم سعد الله، لمياء حسين الهاشمي، جامعة الموصل نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
التصنيفات: كتب, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, بوابة كتب/مقالات متعلقة, بوابة اللغة العربية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات