العلاقات الأمريكية السعودية

عودة للموسوعة

العلاقات الأمريكية السعودية

العلاقات الأمريكية السعودية

السعودية

الولايات المتحدة
البعثات الدبلوماسية
السفارة السعودية، واشنطن دي سي، الولايات المتحدة السفارة الأمريكية، الرياض، السعودية
المبعوث
السفير السعودي لدى الولايات المتحدة خالد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود السفير الأمريكي لدى السعودية جوسف و. وستفال (عملياً) كريستوفر هنزل (القائم بالأعمال)
الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ برفقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض، مارس 2017.

العلاقات الأمريكية السعودية، هي العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية. وهي علاقات خاصة، بدأت عام 1933 عندما تأسست أول علاقات دبلوماسية كاملة. على الرغم من الاختلافات بين البلدين- حيث تتمتع الولايات المتحدة بنظام حكم جمهوري دستوري، بينما تطبق السعودية نظام الملكي المطلق الإسلامي المحافظ، إلا حتى البلدين حلفين. كان للرئيسين السابقين جورج دبليوبوش وباراك أوباما علاقات وثيقة وقوية مع كبار أعضاء العائلة الملكية السعودية.

منذ بدء العلاقات الأمريكية السعودية المعاصرة عام 1945، كانت الولايات المتحدة مستعدة للتغاضي عن الكثير من الجوانب المثيرة للجدل في المملكة طالما أنها مستمرة في الحفاظ على تدفق النفط وتدعم سياسات الأمن القومي الأمريكية. منذ الحرب العالمية الثانية، استمر البلدان متحالفان في معارضة الشيوعية، وفي دعم استقرار أسعار النفط، استقرار حقول النفط وشحنه في الخليج العربي، واستقرار اقتصاد البلدان الغربية حيث توجد الاستثمارات السعودية. تحالف البلدان بشكل خاص ضد السوڤيت في أفغانستان وفي إخراج العراق من الكويت عام 1991. اختلف البلدان حول دولة إسرائيل، وكذلك حول الحظر المفروض على الولايات المتحدة وحلفائها من قبل السعودية وغيرها من الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط أثناء أزمة النفط 1973 (التي تسببت في حمل أسعار النفط بشكل كبير)، الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 (الذي عارضته السعودية)، جوانب "الحرب على الإرهاب"، وما يعتبره الكثيرون في الولايات المتحدة التأثير الوخيم للسعودية فيما بعد هجمات 11 سبتمبر. في السنوات الأخيرة، خاصة في عهد ادارة باراك أوباما، أصبحت العلاقة بين البلدين متوترة وشهدت تراجعاً كبيراً. إلا حتى العلاقات شهدت تقارباً كبيراً بعد زيارة الرئيس دونالد ترمپ للسعودية في مايو2017، التي كانت أولى رحلاته الخارجية منذ أصبح رئيساً للولايات المتحدة.

على الرغم من العلاقات القوية بين البلدين، إلا حتى استطلاعات الرأي بينهما أظهرت مشاعر سلبية بين الشعب الأمريكي والسعودي في السنوات الأخيرة، خاصة المشاعر الأمريكية تجاه مملكة الصحراء. في إحدى استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة زغبي الدولية (2002) وبي بي سي (بين أكتوبر 2005 ويناير 2006) تبين حتى 51% من السعوديين كانوا يحملون مشاعر عدائية تجاه الشعب الأمريكي في 2002؛ في 2005/2006، كان هناك انقساماً واضحاً في الرأي العام السعودي حيث ينظر 38% من السعوديين للنفوذ الأمريكي بإيجابية بينما يراه 38% نفوذاً سلبياً. في 2012، كان الطلبة سعوديون يمثلون رابع أكبر مجموعة في رابطة الطلبة الدوليين يدرسون في الولايات المتحدة، أي 3.5% من جميع الطلبة الأجانب الذين يكملون تعليمهم العالي في الولايات المتحدة. في استطلاع رأي أُجري في ديسمبر 2013 كان 57% من الأمريكان لديهم رأياً سلبياً في السعودية بينما 27% كان لديهم رأياً إيجابياً تجاهها.

لدى زيارته الرياض في مارس 2018، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ بالحكومة السعودية كعرض للدبلوماسية وكتحرك سياسي لفتح العلاقات التجارية. أفادت رويترز حتى الحكومة السعودية تعهدت بـ40 بليون دولار (بوساطة شركة بلاك ستون للدفاع وصندوق الاستثمار العام السعودي) لخطة البنية التحتية الطموحة الخاصة بدونالد ترمپ.

في أكتوبر 2018، وضعت قضية جمال خاشقجي الولايات المتحدة في موقف قاسي حيث ترمپ وصهره، جارد كوشنر، تربطهما علاقات شخصية ورسمية قوية مع محمد بن سلمان. في لقاء، وتعهد ترمپ بالوصول إلى نهاية القضية وأنه سيكون هناك "عقاب شديد" إذا تبين حتى السعودية متورطة في اختفاء أواغتيال خاشقجي. واتى رد من الوزير السعودي يقول إذا السعودية إذا "تعرضت لأي إجراء، فسوف ترد بإجراء أكبر"، مستشهداً بالدور "المؤثر والحيوي الذي تلعبه المملكة الغنية بالنفط في الاقتصاد العالمي" حسب هجري الدخيل، مدير عام قناة العربية الإخبارية السعودية، سيكون للاختلاف بين البلدين أثراً مباشراً على الاقتصاد العالمي. "إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على السعودية، فإننا سنقابل كارثة اقتصادية من شأنها حتى تعصف بالعالم بأكمله".

بعد أسابيع من الإنكار، قبلت السعودية بالاعتراف بموت خاشقجي في السفارة السعودية بإسطنبول أثناء "مشاجرة بالأيدي". وصف عادل الجبير وفاة خاشقجي بأنه "جريمة قتل" و"خطأ هائل". لكنه أنكر معهدته بمكان الجثة. في أعقاب القضية، وعدت الولايات المتحدة بإلغاء تأشيرات المواطنين السعوديين المسؤولين عن وفاة خاشقجي.

في نوفمبر 2018، دافع ترمپ عن السعودية، على الرغم من تورطها في مقتل خاشقجي. يعتقد خبراء في شئون الشرق الأوسط حتى الكونگرس سيفرض عقوبات على بعض المسئولين السعوديين وولي العهد. ومع ذلك، وحتى بدون فرض عقوبات، فإنه من المحال على محمد بن سلمان زيارة واشنطن أوإقامة علاقات مباشرة مع ادارة ترمپ.

ومع ذلك، في نوفمبر 2018، تعززت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية عندما رشح ترمپ جون أبي زيد، جنرال الجيش الأمريكي المتقاعد الذي يتحدث العربية، سفيراً للولايات المتحدة لدى السعودية.

التاريخ

قمة كوينسي: مؤسس المملكة العربية السعودية المعاصرة، الملك عبد العزيز آل سعود، يتحدث مع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزڤلت على سطح الطراد كوينسي في البحيرات المرة بمصر في طريق عودة الأخير من مؤتمر يالطا عام 1945.

العلاقات السعودية الأمريكية ولدت في العام 1933 وذلك عندما بدأت بواكير التعاون الاقتصادي بين البلدين متمثلة في قيام شركة الزيت العربية الأمريكية بحفر أول بئر للنفط في شرق المملكة. ثم طلبت شركات النفط الأمريكية العاملة في السعودية من واشنطن ممارسة دور أكبر لضمان الأمن والاستقرار السياسي في الخليج وهوما دفع الرئيس الأمريكي روزفلت عام 1943 الى الاعلان بان الدفاع عن المملكة يمثل مصلحة حيوية للولايات المتحدة ثم قام بارسال اول بعثة عسكرية أمريكية الى السعودية والتقى في عام 1945 بالملك عبدالعزيز على ظهر باخرة في قناة السويس وهواللقاء الذي «دشن» العلاقات الأمريكية السعودية، ومهما تكن أهمية فترة «التأسيس» في تلك العلاقات فإن الاستراتيجية التي أعربها الرئيس ايزنهاور في يناير من عام 1957 شكلت بداية «الشراكة السياسية» بين السعودية والولايات المتحدة، وهي الشراكة التي يظهر انها بدأت تنفك الآن!


لقاء روزڤلت وعبد العزيز

كل من شاهد اللقاء كان مفتوناً بهذا المشهد الملكي الرهيب فوق مياه البحيرات المرة المصرية .. حيث أتجهت المدمرة ميرفي أوالسفينة الحربية الأمريكية إلى ملتقى التاريخ .. على ظهر هذه السفينة التي غطيت بأبسطة ملونة وأنشئت عليها عدد من الخيمات ذات الأشرعة البنية اللون .. جلس الملك عبد العزيز في ثوبه العربي وعنطقه المحاط بإطار مضىي على كرسي ممضى ومن حوله وقفت الحاشية بنفس اللباس .. بالثوب والعنطق .. وبتلك النظرات المتقدة التي تلتمع فوق الوجوه السمراء .. جميع منهم كان يحمل سيفا أوخنجرا مغمودا في ذنده وملفوفا إلى جانبه بحزام مرصع بقشرة مضىية .. في الذيل أوفي مؤخرة المدمرة أنشئت زريبة مؤقتة ترعى فيها الماشية فالملك عبد العزيز لم يكن من هواة أكل اللحوم المجمدة كان يريد لحما حلالا مذبوحا على الطريقة الأسلامية .. هكذا كان المشهد على ظهر المدمرة ميرفي بينما كان هناك مشهد آخر على ظهر سفينة حربية أمريكية أخرى أوعلى ظهر الطراد الأمريكي كوينسي .. هناك وقف بإفتنان ثلاثة برتبة أدميرال وعدد من الدبلوماسيين الأمريكيين من المستوى الرفيع إلى جانب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فرانكلين دي روزفلت في إنتظار وصول الملك عبد العزيز .. شاهدوه وهوينقل من المدمرة ميرفي إلى الطراد كوينسي وما حتى وصل بسلام إندفع الملك للأمام وشد بأحكام على يد الرئيس .. عندئذٍ بدأ اللقاء المحال بين روزفلت وعاهل الصحراء ... وفي خمس ساعات فقط وثقوا معا مصير الدولتين وشكلوا سير الأحداث في الشرق الأوسط لأحقاب قادمة كان الموعد الرابع عشر من شهر فبراير عام 1945.

الحرب العالمية الثانية

كانت نهاية الحرب العالمية الثانية على الأبواب وقوات الحلفاء تتقدم في إتجاه برلين وبات النصر مؤكدا ووشيكا .. في ذلك الوقت كان في إنتظار الرئيس روزفلت مؤتمر يعقد في يالطا بينه وبين ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وجوزيف ستالين رئيس الإتحاد السوفييتي وذلك لمناقشة أوضاع العالم فيما بعد الحرب العالمية الثانية وإنشاء الأمم المتحدة .. ويبدوأنه كانت لدى روزفلت رؤية خاصة لم يفصح عنها حينئذ حول مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية والترتيبات الأمنية والإقتصادية الجديدة التي تلزم حتى تتحوط بها الأمة الأمريكية التي يقودها طوال أثني عشر عاما .. لذلك قرر روزفلت قبل سفره ترتيب ثلاث لقاءات قصيرة بينه وبين زعماء ثلاثة استوعب أهمية بلادهم في مستقبل الولايات المتحدة من الناحية الإستراتيجية وذلك على الرغم من حتى دورهم في الحرب كان هامشيا .. واتى ترتيب اللقاءات الثلاث منفصلة وعلى التوالي على النحوالتالي .. الملك فاروق ملك مصر فالأمبراطور هيلاسيلاسي أمبراطور الحبشة ثم الملك عبد العزيز المعروف بإبن سعود .. وكان إختيار الملك عبد العزيز في قائمة الزعماء الثلاثة دلالة على مدى السرعة التي تطورت بها العقلية الإستراتيجية الأمريكية ونظرتها العميقة إلى أهمية أقليم الخليج من الناحية الأستراتيجية فيما بعد الحرب.

العلاقات الدبلوماسية بدأت في عام 1942

قبل عام 1942 لم يكن لدي الحكومة الأمريكية أي إهتمام رسمي بالمملكة العربية السعودية .. حتى بعد قيام أحد الشركات البترولية الأمريكية في عام 1938 ببدء نشاطاتها وأبحاثها الجيولوجية والنفطية وأقامتها لجالية صغيرة من الجيولوجيين والمدربين والمهندسين الأمريكيين لنقل البترول إلى الأسواق العالمية .. ولم يلتقي أحد من أعضاء الهيئة الدبلوماسية الأمريكية رفيعة المستوى بالملك قبل هذا التاريخ .. إلا حتى أهمية المملكة طغت على السطح السياسي بالولايات المتحدة الأمريكية حينما تنبه لها المستشارون الإقتصاديون والعسكريون للرئيس الأمريكي روزفلت .. كونها قيمة إستراتيجية طويلة محتملة . منذ ذلك الوقت بدأت أمريكا تهتم حقيقية بالمملكة العربية السعودية .. وبدأت تهتم بشخصية الملك عبد العزيز كبطل عربي يمكن بطريقة ما حتىقد يكون عونا في حل بعض المشكلات التي يعهد الرئيس أنها قادمة لا ريب إلى هذه المنطقة من العالم وخاصة معضلة فلسطين

أول تمثيل دبلوماسي أمريكي

بدأت العلاقات السعودية الأمريكية بشكل إيجابي حينما قررت الولايات المتحدة الأمريكية حتى يقيم ممثلون دبلوماسيون لها بالمملكة .. وكان جيمس موس أول دبلوماسي أميركي مقيم في جدة .. وكانت المملكة في ذلك الوقت تعاني من أزمة مادية لتوقف شركات النفط .. وضعف المساعدات التي كانت تحصل عليها بسبب الحرب .. وخروج الدول المحاربة مستنزفة .. خاوية الوفاض .. وكان المطلوب من أمريكا حتى تساعد المملكة في هذا الشأن .. عندئذ أعرب روزفلت حتى المملكة العربية السعودية دولة حيوية لدفاعات الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك فهي تستحق المساعدة المالية.

بدأت الإتصالات الرسمية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تتضاعف بسرعة على المستويات العليا .. ففي يوليومن نفس العام أوفد روزفلت المقدم هارولد بي هوسكينز Lieutenant Colonel Harold B. Hoskins وهوعميل إستخباراتي يتحدث العربية ليسأل الملك عما إذا كان بإمكانه اللقاء مع حاييم وايزمان Chaim Weizmann وأخرين من الزعماء الصهاينة لمناقشة وعد اليهود ومستقبل فلسطين إلا حتى الملك عبد العزيز رفض إجراء مثل هذه المحادثات ولم يعط إي صلاحية للآخرين لكي يقوموا بذلك .. ولم يكن بالإمكان إهمال مثل هذه القضية فالضغوط اليهودية كانت تدفع إلى إعادة توطين اليهود وإنشاء دولة يهودية في فلسطين.

في اغسطس من نفس العام وجه وزير الخارجية كورديل هال Cordell Hull الدبلوماسي موس حتى يسأل الملك التصريح للولايات المتحدة الأمريكية لفتح قنصلية بالظهران لتقدم خدماتها للجالية الأمريكية الصغيرة التي تقيم على طول حقول البترول على ساحل الخليج .. ومنحت هذه الصلاحية في العام التالي .. في نفس الوقت .. أرتفعت درجة التمثيل في جدة لتصبح مفوضية .. وأحل محل موس ممثل رسمي أكبر ممتلئا بالحيوية وهورجل عسكري يعد من أبطال الحرب إسمه الكولونيل وليام إيدي Colonel William A. Eddy الذي لم يكن يفارق بزته العسكرية طول الوقت .. كان هوممثل وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية .. وكان له دور بارز في هذا اللقاء الذي جمع بين الرئيس والملك في سبتمبر 1943 دعي لزيارة واشنطن ولدان من أبناء عبد العزيز الأميران فيصل وخالد اللذان أصبحا فيما بعد ملكين للبلاد .. وفي واشنطن قوبلا بترحيب كبير وأقام نائب الرئيس هاري ترومان Vice President Harry Truman مأدبة عشاء لهما في البيت الأبيض .. ومكثا في بلير هاوس Blair House مكان الإستضافة الرسمي للحكومة. وجهز لهما قطارا خاصا أقلهما في رحلة لرؤية الساحل الغربي بالولايات المتحدة. وعند عودتهما إلى المملكة. قدما تقريرهما لأبيهما عما لقياه من حفاوة. وأبلغاه عما سمعاه من حتى الرئيس روزفلت يهوى جمع الطوابع مما منح الملك منفذا للتقرب الشخصي من الرئيس مباشرة .. فأوفد إليه مجموعة من الطوابع السعودية التي هي نادرة في الغرب. فيعشرة فبراير 1944 أوفد الرئيس روزفلت إلى الملك رسالة يشكره فيها على الطوابع. وعبر عن أسفه لعدم تمكنه من لقائه خلال رحلته للقاهرة وطهران. تلك الرحلة التي طار فيها روزفلت عبر الأجواء السعودية ورآها من الجو. وقد طرح في خطابه فكرة إحضار وسائل للري والزراعة لهذا الأقليم الصحراوي .. وعبر عن أمله في ملاقاة الملك عبد العزيز في رحلة أخرى قادمة في المستقبل .. وأعتبر الملك حتى حدثات الرئيس تحمل تعهدا منه بزيارته وبدا يسأل موس عن تسقطاته لوصول الرئيس .. واتىت رحلة الرئيس إلى يالطا بمثابة فرصة سانحة لموس لعقد هذا اللقاء .. وعلى الفور أمسك موس بهذا الخيط وعاد يطالب واشنطن بإقناع الرئيس للقاءة الملك أثناء رحلته إلى يالطا .. يقول آرشي روزڤلت Archie Roosevelt إبن عم الرئيس في مذكراته حتى موس لم يهجر أحدا في الدولة لم يحدثه عن رحلة الرئيس. كان موس لحوحا في هذا الشأن .. وعندما لم تتجاوب معه وسائل الإتصال الدبلوماسية الرسمية أستخدم الأسلوب الشخصي .. فأوفد مذكرة للبيت الأبيض مع إنسان ما. وما حتى وصلت الرسالة للرئيس المهتم أصلا بالمملكة العربية السعودية. أبدى موافقته على الفور. ولم يكن بحاجة إلى الكثير من الإقناع.


لقــاء وترتيبات

في ثلاثة فبراير عام 1945 أوفد مساعد وزير الخارجية الأمريكية جوزيف جروJoseph C. Grew برقية للكولونيل إيدي وممثلي الولايات المتحدة في القاهرة وأديس أبابا بشأن عمل الترتيب للقاءات تتم في الإسماعيلية على ظهر سفينة رجل الحرب الأمريكي بين الرئيس وبين الزعماء الثلاثة .. وحدد موعد اللقاء العاشر من فبراير أي بعد نحوأسبوع من إرسال البرقية .. لكن هذه الترتيبات لم تكن لتتم في موعدها بسبب التعقيدات التي نشأت نتيجة الحاجة للتكتم والسرية حول خط سير رحلة الرئيس .. وكان مقررا للرئيس حتى يسافر إلى المتوسط على ظهر السفينة كوينسي .. ثم يطير من مالطة إلى كريميا للقاء التاريخي مع ونستون تشرشل وجوزيف ستالين .. ثم يعود على ظهر السفينة كوينسي إلى المياه المصرية للقاء بفاروق ثم هيلاسيلاسي ثم الملك عبد العزيز.

كان من بين هذه الترتيبات حتى تقوم المدمرة البحرية إسكوادرون ( أوالأسطول ) 17 Destroyer Squadron 17 بمهمة حماية السفينة كوينسي ومرافقتها. وكان هذا هوالجزء الأسهل من الترتيبات، لكن الأصعب كانت تتمثل في الإجراءات والترتيبات التي سيتم بها نقل الملك عبد العزيز وحاشيته .

شهود العيان يحكون الكيفية التي تم بها هذا الإنجاز الرائع للدبلوماسية الفذة والكيفية التي تمت بها عملية التكيف الثقافي .. شهود ثلاثة لهذا الحدث الهام .. أولهم .. الكولونيل إيدي .. وقد خطه في شكل روائي في كتاب نشره في عام 1954 تحت عنوان : " فريدريك روزفلت يقابل إبن سعود F. D. R. Meets ibn Saud " .. أما الثاني .. فهوالكابتن البحري جون كيتنج Captain John S. Keating قائد المدمرة سكوادرون 17 التابعة للبحرية الأمريكية والذي كان على ظهر المدمرة في ذلك الوقت .. وقد شرح ذلك في منطق نشره في أحدى المجلات عام 1976 تحت عنوان " مهمة إلى مكة : الطراد ميرفي Mission to Mecca : The Cruise of the Murphy " .. وأخيرا وليام إم ريجدون William M. Rigdon المساعد البحري للرئيس روزفلت في ذلك الوقت .. وخطها في مذكرات بعنوان " بحار البيت الأبيض White House Sailor " عندما نتحدث عن هذا الإنجاز لا يمكن بأي حال حتى نتجاهل الشخصية الرئيسية التي تصنع الحدث وتعده للزعماء الكبار .. وكان إيدي هوهذه الشخصية والديناموالذي يحرك الأحداث للأمام .. وقد ظهر إيدي في الوقت والمكان المناسبين .. فهومن مواليد لبنان ويتحدث العربية بطلاقة .. فكان هوبمثابة القائم بالوساطة الثقافية بين الجانبين .. ولم يكن ذلك ليتحقق لولا أنه أستطاع حتى يكسب ثقة الملك وصداقته منذ الأشهر الأولى أثناء عمله كوزير أمريكي مفوض في جدة.

كانت الخطة أوالترتيبات الأمنية بسب الحرب تقتضي سفر الملك ومستشاريه من الرياض إلى جدة عن طريق البر .. ثم عندئذ يركبون المدمرة ميرفي في رحلة بحرية عبر البحر الأحمر إلى مصر .. ولقد أحتفظت الخطة بسريتها وأمكن التكتم عليها ولم يتم إبلاغها لأحد .. حتى حتى الكولونيل إيدي المفوض الأمريكي أضطر على سبيل التمويه إلى قبول دعوات وجهت له لحضور بعض المناسبات وهويفهم مسبقا أنه لن يحضرها .. وفي نفس الوقت وعلى الجانب الآخر .. أعرب الملك حتى قافلته ستتجه إلى مكة بينما هي تتجه بدلا عن ذلك إلى جدة .

نعود إذن إلى الكابتن البحري جون كيتنج Captain John S. Keating لكي نستكمل سيرة الترتيبات .. كان هوومعه قبطان المدمرة ميرفي القائد برنارد إي سميث Skipper Commander Bernard A. Smith قلقان حول البروتوكول وحول سلوك الطاقم حيال ذلك .. ونظرا لمتطلبات التكتم والسرية لم يخبرهما أحد بأن الكولونيل إيدي سيكون مرافقا للجانب العربي ومرشدا لهم في هذا الخصوص .. ولم يكن يتوفر لهما القدر الكافي من المعلومات .. فالأمريكيون على سبيل المثال يعهدون بأن الإسلام يمنع أكل لحوم الخنازير وأن الملك يحب أكل الحملان ولكنهم لا يعهدون خياراته أونظامه الغذائي أوما الذي يفضله من طعام .. لذلك كان عليهما بذل الجهد للحصول على بعض المعلومات التي تمكنهما من إستضافة الملك ومرافقيه .. جميع المعلومات التي حصلوا عليها من الأنسيكلوبيديا لم تكن كافية أيضا وأهمها حتى التدخين وشرب الخمر ممنوع في حضور الملك .. كما أنه لم تتوفر لديهما خريطة حديثة لميناء جده والخريطة الوحيدة التي كانت لديهم عن هذا الميناء يعود تاريخها إلى عام 1834 أي قبل مائة وأحد عشر عاما .. كما لم يسبق لأي سفينة بحرية أمريكية حتى رست هناك .. نقطة أخرى ظهرت على السطح حينما أبلغهم السعوديون بان الوفد المرافق للملك يتكون من مائتي إنسان .. ولم يكن بالأمكان حتى تستوعب ميرفي هذا العدد .. فنطق لهم القبطان سميث حتى أقصى ما تستطيع ميرفي حتى تستقبله لا يزيد عن عشرة أشخاص .. ولقد تفاوض إيدي على هذا الرقم وتمكن من أقناع القبطان بقبول عشرين شخصا على ظهر السفينة ومع ذلك عندما وصل الملك ومرافقوه كان هناك 48 شخصا على ظهر السفينة بما في ذلك عبد الله شقيق الملك وإبنيه محمد ومنصور ووزير المالية عبد الله سليمان الذي فاوض على إتفاق إمتياز البترول مع شركة ستاندارد أويل قبل ذلك بحقبة ومنجم الملك.

فات إيدي حتى يشرح لمستشاري الملك لما لا يسمح للنساء حتى يقمن بهذه الرحلة ..فلم يكن هناك مكان على ظهر المدمرة يمكن حتىقد يكون منعزلا للنساء حتى لا يتعرضن لنظرات الرجال.

على ظهر السفينة ميرفي

عندما وصل الملك رفض الإقامة في المكان الذي خصص له في السفينة واصر على النوم ومن معه ـ ال 47 المرافقين ـ على ظهر السفينة .. ورفض مرافقوه المقاعد الثابتة من جناح الضباط لأنها غير مناسبة .. وبسبب إعتلال ساق الملك وقدمه لم يستطع حتى يمشي بسهولة على أرضية السفينة المصنوعة من الحديد ففرشت الأبسطة والسجاجيد . على ظهر السفينة وضع مقعد الملك لقاءا لمقدمة السفينة في جميع الأوقات فيما عدا أوقات الصلاة عندئذ يتوجه الملك وفريقه بالقبلة في إتجاه مكة وفقا لما حدده لهم مرشد السفينة .. أما فيما يتعلق بوجبات الملك وطعامه له ولمن معه فقد أحضر معه قطيعا من الأغنام لذبحها لوجباته واصر على مشاركة البحارة الأمريكيين كضيوف له في تناولها .. ولقد عرض القبطان سميث عليهم ماشية ودواجن مجمدة ولكنهم أصروا على عدم تناول الأطعمة المحفوظة .. ولقد نجح إيدي في التفاوض على مثل هذه الأمور وأقنع الطرفين بأن يؤخذ عشرة فقط من قطيع الأغنام لتساق إلى مؤخرة السفينة في زريبة مؤقتة تنشأ خصيصا لها ونطق للملك بأن قواعد البحرية تمنع الطاقم من تناول طعام غير طعام السفينة أوالجراية .. وأن مخالفتهم لتلك التعليمات تؤدي لمعاقبتهم وبطبيعة الحال لم يكن الملك ليريد لأعضاء الطاقم حتى يحجزوا في سجن السفينة لسبب مثل هذا فتراجع عن أصراره .. لكن هذه القواعد التي سرت على البحريين الأمريكيين لم تكن لتسري بسهولة على المدنيين أوالضيوف العرب مراعاة لواجب الضيافة .. فبنيت المواقد الفحمية لزوم القهوة العربية بما في ذلك موقد بني أمام مخزن مفتوح للذخيرة وكان ذلك مروعا للأمريكيين .. وعندما سال الملك عن أسماء جميع أعضاء الطاقم استوعب إيدي نية الملك وفهم مقصده وهوأنه يستعد لمنحهم بعض الهدايا فأقنع كيتنج وسميث بأن عليهم قبول هداياه حتى لا يضايقوه إذا رفضوها ونطق لهما : إشرحوا لرؤسائكم أنه لم يكن ممكنا غير ذلك . أستغرقت رحلة ميرفي ليلتين ويوم تام أستطاع الملك عبد العزيز حتى يرى خلالها لأول مرة الخط الساحلي لبلاده على البحر الأحمر وكانت حالة الطقس جيدة في معظم الوقت ومع ذلك أصيب أغلب المرافقين الذين لم يسبق لهم ركوب البحر بالدوار فيما عدا الملك .. خلال هذه الرحلة شاهد الملك عروضا والعابا نارية بحرية وأدوات إرشادية ورأى لأول مرة عرضا للصور المتحركة وكان فيلما وثائقيا حول العمليات التي تقوم بها حاملة الطائرات على ظهر السفينة ووفقا لرواية إيدي فإن الملك سر بذلك إلا أنه نفر من السماح بترويجها في بلاده حتى لا تشغل الناس بمتعتها عن واجبات عقيدتهم ولقد أكل الملك التفاح لأول مرة وأكتشف لذاذة الطعم في كيكة التفاح.

إيدي كان هوالشخص الوحيد على ظهر السفينة الذي يتحدث اللغتين .. ويفهم الجانبين .. خط يقول حتى العرب ( يقصد مرافقي الملك ) والبحارة تأخووتصادقوا بدون حدثات وهذا في الحقيقة يدعوللإندهاش .. ولقد شرح البحارة للعرب كيف من الممكن أن يقومون بأعمالهم حتى أنهم سمحوا للعرب بمساعدتهم في لقاء حتى يسمح العرب لهم بأن يفحصوا ملابسهم وزيهم وخناجرهم وحاولوبالتخمين حتى يعهدوا كيف من الممكن أن صنعت ولأية أهداف .. ولقد أحتار العرب في تحديد هوية البحارة السود على ظهر السفينة .. وظنوا أنهم في الأصل عربا وأصروا على التحدث إليهم باللغة العربية كان الإنطباع الذي ألتقطه كيتنج منذ الوهلة الأولى لوصول الملك على ظهر السفينة ميرفي أنه أمام واحد من الملوك واصحاب المقام الرفيع


والآن إلى كوينسي

هكذا تمت الترتيبات بنجاح .. ونجحت خطة التكتم والسرية التي حذقها إيدي وتمرن عليها .. وتم نقل الملك إلى كوينسي الرابضة في المياه المصرية حيث كان ينتظر الرئيس .. وهنا يظهر شاهد العيان وتظهر مذكراته .. وليام إم ريجدون William M. Rigdon المساعد البحري للرئيس روزفلت هوشاهد العيان هوالذي رأى وأطلع على ملخص الرئيس حول ضيفه الملك .. ما يحبه وما يكرهه .. صفاته ومعتقداته .. عاداته العربية والإسلامية .. يقول عنه حتى لصاحب الجلالة شخصية ساحرة وقوية .. وأن اي تراخ حول معارضته للأهداف الصهيونية في فلسطين تعد تعارضا مع مبادئه .. بمجرد ما حتى وضع الملك قدميه على ظهر السفينة كوينسي وألتقى بالرئيس الأمريكي روزفلت وجها لوجه حتى صارت الألفة بينهما .. كلاهما بدأ بالبحث عن أوجه التشابه وليس أوجه الإختلاف .. كان الهجريز دائما على التوافق والإنسجام .. عما يجمع ولا يفرق . هذا ما أوضحه إيدي الذي كان دائما بينهما يلعب دور الوسيط والمترجم وهويروي تلك اللحظات الأولى من اللقاء .. يتحدث الملك حول كونه شقيقا وتوأما للرئيس فيرد عليه الرئيس بانه محظوظ فمازالت قدميه تستطيعان حمله إلي اي مكان يريد .. فيجيبه الملك .. بل أنت المحظوظ يا سيدي الرئيس .. فأقدامي تضعف على مر السنين وهذا الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه يعول عليه كثيرا .. فأنت متأكد من قدرتك على الوصول .. عندئذ نطق له الرئيس .. لدي كرسيان متحركان .. وهما أيضا توأمان .. فهل تقبل واحدا منهما كهدية شخصية مني لك .. فنطق له الملك ممتنا .. سأستخدمه يوميا ودائما سأتذكر بحب صديقي الواهب العظيم والعزيز

الكاريزما والتلقائية إقناع ومصداقية

دبلوماسية تنطوي على رقة ودماسة رغم الفارق الثقافي .. هومن الغرب ونحن من الشرق .. لكن للقلوب أحكامها الخاصة .. ولقد حدثت بالعمل التوأمة منذ اللحظات الأولى .. ولم يكتفي الرئيس بهديته الشخصية التي قربت القلوب .. فإذا به يقدم له هدية أخرى لتقرب المسافات .. وكانت الهدية تعبير عن الطائرة الركاب DC3 .. في هذه الطائرة مقعد يدور حول محور يسمح للملك دائما الإتجاه نحومكة أثناء الطيران وكانت هذه الطائرة أول نواة للخطوط الجوية السعودية الحديثة .. ودليلا على علاقة صداقة طويلة الأمد بين البلدين .

تبادل الحدثات .. لغة حوارية قد يفلح الكثيرون في أدائها .. بالتدرب والصقل واللقاءة والقدرة على التعبير .. لكنها تظل صنعة لها صناعها وجواهرجيتها الذين يتفننون في صنعها .. شأنها شأن اي صناعة أخرى .. يمكن حتى تصفها بالجمال وليس الصدق .. ويمكن حتى تتذوق الصنعة ولا تعيش في وجدانك .. ينقصها دائما العفوية والكاريزما أوالحضور .. فإن تحليت بها لكل ما ترغب من درجات المصداقية .. وهذا ما وقع بالعمل بين الملك والرئيس .. فالكاريزما والتلقائية أخرجتا الغريبين من غربتيهما فصارا يعهدان بعضهما البعض كما لوأنهما صديقين حميمين منذ زمن بعيد .. حان موعد الغذاء فمضىا معا لتناول الغذاء. ووفقا لتوجيهات ريجدون قدم القهرمان أوخدم السفينة على مائدة الغذاء ليمون الجنة Grapefruit ولحم كاف من الأغنام Lamb والأرز وبعض التوابل والمقبلات كالبيض وجوز الهند والصلصة والزبيب والفلفل الأخضر والطماطم والزيتون والخيار المخلل .. ويذكر ريجدون في مذكراته حتى الملك كان في بداية الأمر مترددا في تناول الطعام لكنه ما حتى بدأ يختار حتى إنفتحت شهيته .. وعندما حان موعد القهوة سأل الملك روزفلت عما إذا كان بإمكان خادمه الرسمي الذي يقدم له القهوة حتى يقدم شرف النخب من القهوة العربية فوافق الرئيس على ذلك وأخذ قدحين منها بإستمتاع واضح .. وبنفس الطريقة عمل الملك الذي كان مازال مستمتعا بوجبته ..

موقفٌ صعبٌ وقع بخطأ في الترجمة

تعبيرات المجاملة بين شخصين غريبين لا يعهد أحدهما لغة الآخر ولا يعهد كلاهما ثقافة الآخر تتطلب من المترجم الحرص والحذر في ترجمة الكلام .. وعلى الرغم من إجادة إيدي للغة العربية إلا أنه سقط في خطأ الترجمة حينما حاول الملك حتى يجامل الرئيس فنطق له بأن هذه الوجبة هي الأولى التي تناولها منذ مدة طويلة ولم يتبعها إضطرابات هضمية وأنه يود لوحتى الرئيس قد يكون كريما معه فيهديه هذا الطعام على سبيل الهدية .. ولكن سوء الترجمة أوالترجمة الحرفية لم توفي بالمعنى المقصود وأعطت الرئيس إنطباعا بأن الملك يريد هذا الطعام لنفسه .. ولقد خط ريجدون في مذكراته "بحار البيت الأبيض" حتى الملك كان يعني المجاملة وأن ايدي أخطأ الترجمة .

كان الرئيس روزفلت دائما متحدثا ماهرا لبقا خاصة في المواقف الصعبة التي تثير الدهشة والحرج .. وكان دائما يملك الرد مهما كانت حجم المشكلة وما حتى سأله الملك هذا السؤال حتى عثر المخرج .. فشرح له الرئيس حتى المأكولات في كوينسي ملتزم بتقديمها في فترة محددة من الزمن وفق تعاقد لا يمكن الإخلال به .. وبأنه قد سر بأن جلالته سر من الطعام وأسف كثيرا بأنه لم يلبى له هذا الطلب .. وأنه من الممكن يسمح جلالته له بان يجرب واحدة من مأكولاته ..

لغة الطعام وتبادل الأنخاب وتبادل المجاملات والهدايا بدايات لابد منها في مثل هذه اللقاءات .. لكنها ليست هي الموضوع .. فالرئيس قادم لزيارة الملك لأسباب تخص الدولة وليس الشخص وتخص مستقبل أمته وليس الحاضر .. وتخص إستراتيجية الدولة الشابة التي ترغب حتى تصبح دولة عظمى .. كان لابد أذن حتى يختلي الرئيس بالملك وأن يتناقشا معا بين أخذ ورد في محادثة جوهرية دامت نحوأربع ساعات كان روزفلت خلالها لا يعهد الكلل .. فكان رغم سقمه وإجهاده وإنشغاله بالكثير من القضايا والمفاوضات الشاقة التي أضعفت صحته وأنهت على حياته بعد شهرين فقط من هذا اللقاء يظهر حيويا متألقا

روزفلت .. ما بين الحيوية وشحوب الموتى

خلال لقائه .. لا حظ إيدي حتى الرئيس كان في قمة حالته كمضيف له تأثيره وحيوته وحديثه البارع الرائع .. ونطق بأن عيناه كانتا كما هما دائما تتميزان ببريقهما ولمعانهما وبتلك الإبتسامة الرائعة التي دائما يكسب بها الناس في اي وقت يتحدث فيه معهم كصديق .. ومع ذلك كان بإمكانه حتى يلقاه بعيدا عن الحراسة بوجهه الساكن الشاحب شحوب الموت .

الكثير من الأمريكيين الرسميين في رحلة روزفلت ولقائه بالملك عبد العزيز ألتقطوا بعضا من الحوار والحديث الذي تم بينهما ولكن معظم ماهومعروف يرجع مصدره إلى مذكرات مختصرة لإيدي .. الذي كان بصفته مترجما لكلي الجانبين الرجل الأمريكي الوحيد بعد الرئيس الذي سمع مجمل مادار من حديث .. يقول إيدي بأن الرئيس لف المناقشة وفقا لما ألمح به الملك عبد العزيز من أنه لا توجد موضوعات محددة للمناقشة كما أكد بأن الملك لم يطلب مساعدات إقتصادية ولم يناقش هذا الموضوع على الرغم من الضيق والمعاناة التي تقابلها المملكة في طول البلاد وعرضها بسبب الحرب التي بترت مصادر دخلها من منابعها .. وكان روزفلت مباشرا ودخل في صميم الموضوع فتحدث عن تعهد اليهود ومستقبل فلسطين بعد حتى أصبح واضحا في ذلك الوقت بأن الإنتداب الحكومي الذي منحته عصبة الأمم بطلب من الحكومة البريطانية قبل ذلك بعشرين عاما يفترض أن يوشك على النهاية بعد الحرب

قضية فلسطين .. الموضوع السائد في اللقاء

ولقد سال الرئيس الملك النصح فيما يتعلق بمشكلة اللاجئين اليهود القادمين من بلادهم في أوروبا .. فأجابه جلالته وفقا لما اتى في المذكرة الرسمية المشهجرة التي أعدت في ذلك الوقت بواسطة إيدي ويوسف ياسين مستشار الملك بأنه يرى حتى اليهود عليهم حتى يعودوا للعيش في البلاد التي أخرجوا منها .. أما بالنسبة لليهود الذين دمرت مساكنهم بالكامل والذين ليس لديهم فرصة العيش في أوطانهم فيجب حتى يعطوا مساحة للعيش في دول المحور التي إضطهدتهم .. فنطق له روزفلت حتى اليهود كانوا يعارضون العودة إلى ألمانيا ويعبرون عن رغبة وجدانية للذهاب لفلسطين. لم يهتم الملك كثيرا بالحجة التي طرحت بأن اليهود الأوروبيين الباقين على قيد الحياة خائفين من العودة إلى بلادهم .. ونطق بأن الحلفاء بالتأكيد يفترض أن يسحقون النازي وسوف يهزمونهم إلى الدرجة التي لن يعد فيها تهديد وإلا فما هي أهمية هذه الحرب وما هومعناها .. وذكر بان الأعداء والذين قاموا بعملية الإضطهاد لابد لهم حتى يدفعوا ثمن عدائهم وإضطهادهم .. وأكد بأنه هكذا يشن العرب الحرب .. ونطق طبقا لرواية إيدي بأن التعويضات يجب حتى يدفعها المجرمون وليس الأبرياء المتفرجون الذيم لم تكن لهم ناقة ولابعير .. وتساءل عن الجرح الذي سببه العرب ليهود أوروبا ليعاقبون عليه قائلا : مالجرح الذي سببه العرب ليهود أوروبا ،يا ترى؟ .. أنهم الألمانيون المسيحيون الذين سرقوا منازلهم ومعيشتهم .. دع الألمان يدفعون .. ونطق بأن العرب واليهود لايمكن حتى يتعاونوا معا لا في فلسطين ولا في أي مكان آخر .. ونبه إلى زيادة التهديدات على الوجود العربي وإلى الأزمة التي ستترتب على الهجرة المستمرة لليهود كما أكد بأن العرب يفترض أن يختارون الموت على حتى يهجروا أراضيهم لليهود . ولقد خط تشارلز بوهلين Charles E. Bohlen في مذكراته وهودبلوماسي أمريكي بارز كان بين الفريق الرسمي لروزفلت حتى الملك أثار نقطة أخرى حول فلسطين لم تذكر في مذكرة إيدي أوحتى في التقرير المشهجر الذي أعده .. ونطق في هذا الكتاب وهوبعنوان شاهد على التاريخ Witness to History حتى الملك منح خطبة مطولة حول مواقف العرب الأساسية تجاه اليهود وأنكر وجود أي صراع بين فرعي الجنس السامي في الشرق الأوسط بسبب التفاوت الثقافي والمهاري بين المهاجرين اليهود من أوروبا الشرقية وبين العرب المقيمين .

أمريكيون رسميون آخرون أرتحلوا مع روزفلت نطقوفي مذكرات عديدة لهم حتى الرئيس بدا غير متفهم لصلابة معارضة الملك للمزيد من الهجرة نحوفلسطين .. وكرر ذلك اكثر من مرة وكان يتلقىنفس الرد السلبي .. عندئذ طرح الرئيس فكرة نطق أنه سمع من تشرشل عن إعادة توطين اليهود في ليبيا والتي هي أكبر من فلسطين وأقل من حيث السكان .. فرفض الملك عبد العزيز هذه الفكرة أيضا قائلا بأن ذلك غير عادل لمسلمي شمال أفريقيا وأكد الملك حتى أمل العرب مبني على حدثة شرف من الحلفاء وعلى المعروفين في الولايات المتحدة الأمريكية بحبهم للعدالة .. وردا على ذلك منح روزقلت وعده المشهور بأن فلسطين ستصبح حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية للعامين المقبلين وأكد بأنه أنه لن يعمل شيئا لمساعدة اليهود ضد العرب ولن يعمل أي خطوة عدائية تجاه الشعب العربي وأن حكومته لن تصنع أي تغييرات في سياستها الأساسية في فلسطين بدون إستشارة مسبقة وكاملة مع كلي العرب واليهود.

روزفلت .. وداعاً

إنتهى اللقاء وعاد روزفلت ليخبر الكونجرس بالمشكلة العربية .. معضلة المسلمين واليهود .. مشيرا إلى حتى ما تفهمه من إبن سعود في خمس دقائق يعادل ما تفهمه في أكثر من دستين أوثلاثة من الخطابات المتبادلة.

وفي الخامس من إبريل أي قبل موته بأسبوع واحد أعاد روزفلت تكرار هذا الوعد كتابة وأوفد رسالة خطية للملك بالتحية معنونة بإسم صديقي الطيب العظيم يؤكد فيها الوعد الذي بتره على نفسه .. لكن لغة السياسة دائما تفرق بين الشخص أوالإنسان ورجل الدولة .. وكان الملك ممتنا بوعد روزفلت ويبني عليه أحلاما كبيرة لكن الموت سبقه قبل تحقيق الحلم واتى خلفه هاري ترومان ليقضي عليه نهائيا بعد تأييده لقرار التقسيم في فلسطين والإعتراف بدولة يهودية جديدة هناك.

بنى روزفلت حجر الأساس للعلاقات الأمريكية السعودية رغم قصر العمر. وأرسى معالم إستراتيجية واضحة تؤكد أهمية المملكة من الناحية الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية. واتى من بعده رؤساء وسياسيون ودبلوماسيون وخبراء ومفكرون وأساتذة جامعيون يدركون أهمية هذه العلاقة ويؤكدون على حتمية وجودها وإستمرارها. ومنهم كثيرون أقتربوا من الشارع السعودي وتعهدوا عليه وعلى أفراده ومواطنيه. هذا الشعب الطيب الكريم.


1956

President Eisenhower and Vice President Richard Nixon with their host, King Saud of Saudi Arabia, at the Mayflower Hotel in 1957

في يناير عام 1956 خط رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن رسالة إلى الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور يشكوفيها من «الدور السعودي» في الشرق الأوسط. ونطق إيدن في رسالته: «اعتقد انه من الواجب ان اتخاطب معك حول الوضع في الشرق الاوسط والذي يتطور بسرعة». وتحدث ايدن عن «الأموال السعودية» قائلا ان تلك الأموال «تدعم صحفا في سوريا والأردن ولبنان» وان بعض تلك الصحف «يسارية بشدة وشيوعية اوقريبة من الشيوعية» ثم أشار ايدن الى جهود سعودية مصرية سورية لفك ارتباط الأردن ببريطانيا من خلال تقديم دعم مالي بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي. وختم ايدن رسالته بتحذير ايزنهاور من مغبة وقوع الشرق الأوسط برمته في احضان الشيوعية، وشدد على ضرورة منع ذلك من خلال دعم «الأصدقاء» في الأردن والعراق، وعلى أهمية «ايجاد ضوابط لاستخدام الأموال السعودية، ومنع السعوديين من اللعب على الورقة الروسية»، مضيفا انه «اذا استمر السعوديون بصرف أموالهم والتصرف على هذا النحو، فلن يبقى شيء لغير الدب» ويعني الاتحاد السوفيتي. وردا على رسالة ايدن تم اعداد خطاب من ايزنهاور تشير مسودته الى «ادراك الولايات المتحدة للمشكلة» وانه «من الحيوي تقوية النفوذ الغربي في السعودية اذا كنا نريد النجاح في اقناع السعوديين باستخدام اموالهم لاغراض افضل»، غير ان الخطاب لم يرسل.

كانت بريطانيا في ذلك الوقت تقابل مشاكل عديدة في الشرق الاوسط قبل رحيلها عن المنطقة كما كانت خلافاتها مع السعودية تتصاعد بسبب معضلة واحة البريمي لذلك فقد سعت بريطانيا الى محاولة تحجيم الدور السعودي المناهض لها ولمصالحها، فيما كانت الولايات المتحدة تسعى لتثبيت أقدامها في الشرق الاوسط عبر بوابة السعودية، حيث كانت العلاقة السعودية الأمريكية تتعزز منذ بدأت ايام الملك عبدالعزيز. وفيما تحاول بريطانيا اقناع الولايات المتحدة بأهمية «اتباع سياسة متشددة» تجاه المملكة فانها كانت تصف النظام السعودي بانه «فاسد ومتخلف ومعاد للغرب» كما اتى على لسان الدبلوماسي البريطاني شكبروه اثناء مباحثات له مع مسؤولين في الخارجية الأمريكية قبيل زيارة رئيس الوزراء البريطاني إيدن إلى الولايات المتحدة بداية عام 1956. غير ان الولايات المتحدة لم تكن ترى ضرورة للمنهج المتشدد حيال السعودية، وقد عبر عن ذلك الرأي مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى حيث أورد في مذكرة مؤرخة 17/1/1956 «ان البريطانيين غير قادرين على استيعاب ان وضعهم في الخليج يتضمن صيغة امبريالية، وهم يكررون القول حتى نصائحهم ودعمهم لشيوخ الخليج وسلطان مسقط مرغوب فيه من قبل هؤلاء» وذكر انه أوضح للدبلوماسي البريطاني «ان القوميين العرب يعتبرون الوجود البريطاني في الخليج والأردن وجودا امبرياليا» مضيفا «ان علينا ان نقابل حقائق الحياة والاقرار بأننا لسنا في القرن التاسع عشر» مشروحا انه لم يكن راغبا في التلميح بان الولايات المتحدة ترغب في مغادرة بريطانيا الخليج اليوم اوغدا، «لكن لا جدوى من التظاهر بان الشيوخ الذين يرحبون بالدعم البريطاني ملائكة وان جميع من يعارضونه شياطين».

بالطبع لم تأخذ الولايات المتحدة هذا الموقف الذي يظهر الآن «عقلانيا» من باب انصاف السعودية ولا ممارسة لدور الحكيم بقدر ما كانت مصالحها في الخليج ومخاوفها من نجاح الشيوعية في التغلغل في الشرق الأوسط تفرض عليها التقارب مع السعودية، لقد صاغت تلك المصالح والمخاوف المرتبطة بالنفط جانبا مهما من المبادىء الرئيسية التي قامت عليها السياسة الأمريكية في الشرق الاوسط منذ عام 1957 وحتى سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991. كما ان مصالح ومخاوف السعودية أيضا دفعتها الى تعزيز علاقتها بالولايات المتحدة. لقد كانت السعودية تتنازع مع بريطانيا للسيطرة على واحة البريمي، كما كانت تسعى للحصول على وضع أفضل في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة بشأن قاعدة الظهران، وتريد من طبيعة الحال ابعاد شبح الشيوعية عن شبه الجزيرة، كما كانت تحاول منع امتداد القومية العربية، وتريد أيضا تطوير الخدمات الأساسية لمواطنيها وضمان عائد مناسب لبيع النفط.

الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور (يسار) ونائبه ريتشارد نيكسون (يمين) يستقبلان الملك سعود في 29 يناير 1957 في المطار ثم في البيت الأبيض، حيث تباحثا في إنشاء الحلف الإسلامي، والذي كانت أولى مهامه غزوسوريا.


الأهمية الاستراتيجية

لقد تعاقبت الادارات الامريكية وتولى رئاسة الولايات المتحدة رؤساء من الحزب الجمهوري وآخرون من الحزب الديموقراطي فبعد ايزنهاور الجمهوري اتى جون كندي الديموقراطي ثم ليندون جونسون الديموقراطي ثم نيكسون وفورد الجمهوريان، ثم كارتر الديموقراطي ثم ريغان الجمهوري لفترتين ثم بوش الاب وهوجمهوري ايضا ولم تتغير المبادىء الرئيسية للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط واستمرت الشراكة السعودية الامريكية وهي تجتاز اختبارات صعبة اقليمية ودولية مثل حربي 1967 و1973 وتداعياتهما كما تعززت تلك الشراكة في لقاءة مهام وحروب اخرى مثل لقاءة الاحتلال السوفيتي لافغانستان وجهود طرده منها التي استخدم فيها الطرفان اسامة بن لادن، والحرب العراقية الايرانية التي دعم خلالها الطرفان صدام حسين، وحرب تحرير الكويت.. كما قابلت الشراكة السعودية الامريكية جميع مراحل القضية الفلسطينية، ورغم تباعد مواقفهما الا ان الانحياز الامريكي لاسرائيل والحماس السعودي للفلسطينيين لم يتسبب في فك الشراكة.

ويعتقد بعض المحللين ان احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ونتائجها هي المسؤولة عن الارتباك الحالي في العلاقات السعودية الامريكية، وان تبعات تلك الاحداث يفترض أن تقود الى اعلان نهاية شراكة سياسية امتدت لما يقارب سبعين عاما. فهل هذا سليم،يا ترى؟ هل للامر علاقة «بالاموال السعودية» التي اشتكت منها بريطانيا عام 1956 ولم تتجاوب معها الولايات المتحدة،يا ترى؟ ام ان المسألة تعود الى النظام السعودي «الفاسد المتخلف المعادي للغرب» كما كان يصفه الانجليز في الخمسينيات فتحالفت معه الولايات المتحدة،يا ترى؟ وهل المطلوب اتباع سياسة امريكية «متشددة» تجاه السعودية وهوما طلبته بريطانيا عام 1956 ورفضته الولايات المتحدة من باب «لقاءة حقائق الحياة»،يا ترى؟ ان محاولة الاجابة على تلك الاسئلة مسألة صعبة، غير انه لا بأس من «لقاءة حقائق الحياة» مرة اخرى، فقد تساعد تلك اللقاءة على فهم ما يحصل.


لقاءة الحقائق

كان الرئيس ايزنهاور قد صمم برنامجه للقاءة الخطر الشيوعي وهوبرنامج يعتمد على استباق الاحداث، فلم يكن ايزنهاور يرغب في الانتظار ريثما يبلع الدب الروسي احدى دول الشرق الاوسط كي يتحرك وانما سعى الى تأمين السيطرة الامريكية من خلال ارسال قوات الى الشرق الاوسط واقامة قواعد عسكرية، كما انه اراد عبر برنامجه مساعدة دول في الشرق الاوسط للنهوض اقتصاديا اوتقديم مساعدات مالية لها، ولم يتم ربط ايا من ذلك بالاوضاع الداخلية للدولة المتلقية، ولم تكن الولايات المتحدة تكترث بطبيعة الانظمة الحاكمة ديكتاتورية كانت ام ديموقراطية، وبالطبع لم تكن هناك دولة واحدة ديموقراطية! ان المهم لدى الولايات المتحدة هوتعاون تلك الانظمة معها في لقاءة الشيوعية وتأمين مصالحها النفطية. ولقد كانت السعودية نقطة ارتكاز مهمة في السياسة الامريكية في الشرق الاوسط فهي دولة معادية للاتحاد السوفياتي وغنية بالنفط وتقدم تسهيلات عسكرية للولايات المتحدة.

الرئيس كندي مع الملك سعود في قصر الملك في پالم بيتش، فلوريدا، 1962. المصدر: AP

ولم يتغير الامر كثيرا بعد تولى كنيدي رئاسة الولايات المتحدة عام 1960 فقد عمل هووجونسون ضمن الاطار نفسه، غير انه في نهاية الستينات وطوال السبعينات كان للاحداث الدولية والاقليمية أثر كبير على سياسة الولايات المتحدة في الخليج، وكانت تلك الاحداث تعزز دور السعودية تارة وتخفضه تارة أخرى.

الرئيس جونسون يودع الملك فيصل قبل مغادرته واشنطن، 1966.


فيصل يحث جونسون على التخلص من عبد الناصر

تقول الرسالة التى بعثها الملك فيصل إلى الرئيس جونسون ( وهي وثيقة حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966 الموافق 15 رمضان 1386، كما حملت رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي ) ما يلي:

... من جميع ما تقدم يا فخامة الرئيس، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم حتى مصر هي العدوالأكبر لنا جميعاً، وأن هذا العدوإذا هجر يحرض ويدعم الأعداء عسكرياً وإعلامياً، فلن يأتي عام 1970 – كما نطق الخبير فى إدارتكم السيد كرميت روزڤلت – وعرشنا ومصالحنا في الوجود ...

لذلك فأننى أبارك، ما تجاوز للخبراء الأمريكان فى مملكتنا، حتى اقترحوه، لأتقدم بالاقتراحات التالية:

  • أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أبرز الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك ، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يحمل بعدها أي مصري رأسه خلف القناة، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر فى وحدة عربية.

بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول ( أرحموا شرير قوم ذل ) وكذلك لإتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام.

  • سوريا هي الثانية التى لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم، مع إقتطاع جزء من أراضيها، كيلا تتفرغ هى الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.
  • لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك ، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين، وحينها ينبتر أمل الخارجين منهم بالعودة ، كما يسهل توطين الباقى في الدول العربية.
  • نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البارزاني شمال العراق، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أى حكم فى بغداد يريد حتى ينادى بالوحدة العربية شمال مملكتنا فى أرض العراق سواء فى الحاضر أوالمستقبل. فهما بأننا بدأنا منذ العام الماضى (1965) بإمداد البارزاني بالمال والسلاح من داخل العراق، أوعن طريق هجريا وإيران.

يا فخامة الرئيس،
إنكم ونحن متضامنون جميعا سنضمن لمصالحنا المشهجرة ولمصيرنا المعلق ، بتطبيق هذه المقترحات أوعدم تطبيقها، دوام البقاء أوعدمه.

وأخيرا . أنتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة ، وللولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمووارتباط أوثق وازدهار .

المخلص :

—فيصل بن عبد العزيز
ملك المملكة العربية السعودية

الانسحاب البريطاني من الخليج

ففي يناير من عام 1968 اعلن رئيس الوزراء البريطاني هارولد ولسون اعتزام بريطانيا الانسحاب من الخليج بحلول نهاية عام 1971 وبهذا الاعلان اصبح الطريق ممهدا امام الولايات المتحدة لاخذ زمام المبادرة اوالجلوس في مقعد القيادة بدلا من تقديم الدعم لبريطانيا، ولذلك كان لابد للولايات المتحدة ان تعيد صياغة سياساتها في الشرق الاوسط خاصة ان هناك تخوفا من قيام الاتحاد السوفياتي بملء الفراغ الذي تخلفه مغادرة الانجليز.

الملك فيصل والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وزوجته پات نيكسون (27 مايو1971)

ومع استمرار ثبات اهداف السياسة الامريكية في الشرق الاوسط المتمثلة في ضمان تدفق النفط ومنع وصول الروس الى الخليج، اعدت ادارة الرئيس الامريكي نيكسون استراتيجية تقوم على اساس دعم عسكري قوي لايران والسعودية في نفس الوقت، ويعود سبب هذا الدعم الى ان نتائج التدخل العسكري الامريكي في فيتنام لم تكن مشجعة للتدخل في منطقة اخرى ولم يكن الرأي العام الامريكي يقبل بتدخل حديث لذلك رأت ادارة نيكسون ضرورة تأهيل إيران والسعودية عسكريا للقيام بمهام الدفاع عن الخليج حال ظهور الحاجة مع استعداد الولايات المتحدة لتقديم اسناد بحري وجوي وتقليص مشاركة القوات البرية ، وقد عهدت هذه السياسة بـ Twin pillar.

ولقد كانت إيران في ذلك الوقت تحظى بأفضلية على السعودية وكان شاه إيران يرغب في القيام بدور «شرطي الخليج» وشرحا لهذه السياسة حدد مساعد وزير الخارجية الامريكي جوسف سيسكوأمام الكونگرس في اغسطس 1972 ست نقاط:

  • دعم التطور السياسي في المنطقة،
  • دعم الحكومات القائمة للحفاظ على استقلالها مع تشجيعها على التعاون الاقليمي،
  • المساعدة في تحديث الجيشين السعودي والإيراني لتأهيلهما للدفاع عن بلديهما ورعاية أمن الخليج،
  • تكثيف الوجود الدبلوماسي الامريكي،
  • الابقاء على قوة بحرية صغيرة في البحرين تقوم بزيارة موانىء الخليج كرمز للاهتمام الامريكي.
  • ولقد كانت الولايات المتحدة ترغب في رؤية نتائج دمج الأموال السعودية بالقوة العسكرية الايرانية.

الحظر النفطي

وقد أوفد الملك فيصل وزير النفط أحمد زكي يماني في أبريل 1973 إلى واشنطن، حيث التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي هنري كيسنجر، وأبلغه بضرورة حتى تحث أمريكا إسرائيل على احلال السلام في الشرق الأوسط، وإلا فستضطر السعودية لفرض حظر نفطي. وقد نصح كيسنجر يماني بألا يكرر ذلك التهديد مع أي مسئول أمريكي آخر. فأبلغه يماني أنه قد ذكر ذلك بالعمل لوزير الخارجية جورج شولتس. وأحس يماني حتى كيسنجر من الممكن بحكم ديانته اليهودية يريد حتى يخفف من أمر التهديد السعودي. ولذلك نقل يماني التهديد إلى عدد من المسئولين الأمريكان في تلك الزيارة. وأردف قائلاً حين طلبتم منا حمل انتاجنا منسبعة مليون برميل إلى 20 مليون برميل، عملنا ذلك على الفور، ونحن نتسقط رد الجميل. إلا حتى أحداً في واشنطن لم يأخذ التهديد على محمل الجد.

الرئيس نيكسون يزور الملك فيصل في الرياض، 1974.

ورغم نشوب حرب أكتوبر 1973 وبتر امدادات النفط من الخليج فان الأهمية الاستراتيجية للسعودية لم تتأثر بل أنها أصبحت أكثر أهمية وهوما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في المحيط الهندي في قاعدة دييگوگارسيا.

سقوط الشاه

ومنذ عام 1979 دفعت الاحداث العلاقات السعودية الامريكية الى المزيد من الارتباط ففي ذلك العام سقط شاه ايران فخسرت الولايات المتحدة حليفا مهما، واتى الخميني مع شعار تصدير الثورة الاسلامية، كما نشبت حرب محدودة بين اليمن الجنوبي الموالي للاتحاد السوفياتي واليمن الشمالي المقرب من السعودية والولايات المتحدة، كما قام الروس بغزوافغانستان، ثم في عام 1980 بدأت الحرب العراقية الايرانية. كان الرئيس كارتر قد اعد استراتيجية جديدة في السنة الاخيرة لرئاسته في ضوء تلك المتغيرات وقد عززت تلك الاستراتيجية دور السعودية..لقد اوضح كارتر في عام 1980 ان اي محاولة من قبل قوة خارجية للسيطرة على الخليج يفترض أن تعتبر اعتداء على المصالح الحيوية للولايات المتحدة وان هذا الاعتداء يفترض أن يردع بأي وسيلة بما فيها القوة العسكرية وكانت هذه رسالة واضحة للاتحاد السوفياتي. وازاء هذه التطورات فقد رأت ادارة الرئيس كارتر ضرورة الاستعداد لاحتمالات التدخل العسكري المباشر في الخليج فتم انشاء قوات التدخل السريع للقاءة اي نزاع عسكري طارىء وتم ارسال طائرات «اواكس» الى السعودية.

وحين تسلم الرئيس ريغان رئاسة الولايات المتحدة عام 1980 ومع الاحتلال السوفييتي لأفغانستان اصبح الخطر السوفياتي هوالشغل الشاغل للإدارة الامريكية¾ وسعت تلك الإدارة الى تحفيز دول الخليج للتحالف معها في لقاءة الاتحاد السوفياتي، ولقد اصبحت السعودية في هذه الفترة نقطة ارتكاز مهمة لتطبيق السياسة الامريكية في الخليج فازدادت مبيعات السلاح والمساعدة العسكرية والتمرينات المشهجرة، كما اعيد تشكيل قوات التدخل السريع لضمان نجاحها -حين يلزم الامر- في تأمين تدفق النفط ومنع الروس من الوصول الى المنطقة.. كما تحددت اهداف عملية لتلك القوات وهي الدفاع عن السعودية وضمان بقاء مضيق هرمز مفتوحا وعدم توسع الحرب العراقية الايرانية. ومع استمرار تلك الحرب وبدء «حرب الناقلات» ازداد التعاون الامريكي السعودي الداعم للعراق وقد كانت استراتيجية الدعم تقوم على عدم السماح لأي من الطرفين بتحقيق الفوز، فيما كان التعاون السعودي الامريكي في افغانستان يستهدف حتما طرد الروس.

اختبار الكويت

بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية وانحسار الخطر السوفياتي قابلت العلاقات السعودية الامريكية اختبارا كبيرا تمثل في الغزوالعراقي للكويت في اغسطس عام 1990 وقد تعززت الشراكة بين البلدين في حرب تحرير الكويت في عهد الرئيس جورج بوش واستقبلت السعودية 400000 جندي امريكي، ومن اراضيها انطلقت حرب التحرير. غير ان وجود القوات الامريكية في السعودية تسبب في انكشاف الاوضاع الداخلية في المملكة على وسائل الاعلام الامريكية. ورغم انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 وزوال خطر الشيوعية، فان السياسة الامريكية لم تزل تعتبر استمرار تدفق نفط الخليج مصلحة حيوية بالنسبة لها، ولم تفقد السعودية اهميتها في عهد الرئيس كلينتون -وهوأول رئيس امريكي بعد انتهاء الحرب الباردة- ذلك ان السياسة التي تبنتها ادارة كلينتون في الخليج تتطلب دعما هائلا من «الاصدقاء» في المنطقة. لقد اعتمد كلينتون على سياسة «الاحتواءالمزدوج» لايران والعراق وكذلك العقوبات الاقتصادية، وكي تنجح مثل هذه السياسة لابد من وجود قوات عسكرية قريبة تحقق عنصر الردع ولابد ايضا من تعاون الدول المحيطة بايران والعراق لنجاح العقوبات الاقتصادية، واذا كان الخطر الشيوعي قد زال فان طبيعة النظامين الايراني والعراقي جعلت احتمال عدم استقرار الخليج امرا جديا.

ورغم قيام تنظيم القاعدة التابع لاسامة بن لادن بعمليات تفجير سفارتين امريكيتين في كينيا وتنزانيا والرد الامريكي بقصف معسكرات القاعدة في السودان وافغانستان الا ان العلاقات الامريكية السعودية لم تتأثر الى ان سقطت احداث الحادي عشر من سبتمبر .2001 انه من الخطأ الاعتقاد بأن انتماء عدد كبير من منفذي احداث الحادي عشر من سبتمبر الى الجنسية السعودية هوسبب الخلل الذي يشوب العلاقات الامريكية السعودية حاليا، كما انه من الخطأ الاعتقاد بأن الاوضاع الداخلية للمملكة هي السبب، فهذه الاوضاع بلاشك أفضل مما كانت عليه في العقود الاربعة الماضية. ان مصالح الولايات المتحدة الحيوية هي التي تصوغ سياساتها، ولقد وقع تبدل جذري في «مصادر الخطر» على تلك المصالح واستتبع الامر تبدل جذري في السياسات. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 زال الخطر الذي صاغ سياسات الولايات المتحدة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، ولقد رأينا في العرض السابق اثر ذلك الخطر على العلاقات الامريكية في الشرق الاوسط عموما وفي الخليج، واذ انشغلت ادارة الرئيس كلينتون في الفترة بين 1992 الى 2000 بدول اوروبا الشرقية من جهة وبمحاولة احتواء إيران والعراق من جهة أخرى، فانها غفلت عن تحديد «مصادر الخطر» المحتملة والمتمثلة في الجماعات الاسلامية المتشددة، ولم تتمكن تلك الادارة من صوغ استراتيجية جديدة للشرق الاوسط لفترة ما بعد الحرب الباردة.


ما قبل 11 سبتمبر

الملك خالد يزور الرئيس كارتر في البيت الأبيض، 1978.
في 11 فبراير 1985، استقبل الرئيس الأمريكي رونالد ريجان البيت الأبيض الملك فهد بن عبد العزيز. وكان الملك فهد في زيارة دولة لواشنطن، وكانت الأولى منذ 14 عاماً. وجرى استقباله بواحد وعشرين طلقة لدى وصوله للبيت الأبيض. وكانت تلك هي ثاني لقاء بين الزعيمين، بعد لقائهما في قمة الشمال والجنوب في عام 1981 في كانكون، المكسيك.
الرئيس الأمريكي رونالد ريجان يستقبل في البيت الأبيض الملك فهد بن عبد العزيز في 11 فبراير 1985.

وكان الملك السعودي فهد بن عبد العزيز في زيارته لواشنطن عام 1985؟، قد أهدى الرئيس الأمريكي رونالد ريگان سيفاً مرصعاً بالألماس وهدايا ثمينة أخرى، فرد عليه الرئيس ريجان باهدائه نسخة حديثة من كتاب "طيور أمريكا" لا يتعدى ثمنها 30 دولاراً.

الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية يهدي قلادة للرئيس الأمريكي باراك أوباما في أثناء زيارته للمملكة، ثلاثة يونيو، 2009.

بوش والحادي عشر من سبتمبر

فهمان أمريكيان حول مئذنة مسجد في السعودية أثناء زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمملكة، ثلاثة يونيو، 2009.
وزير الدفاع الأمريكي روبرت گيتس مع الملك عبد الله في الرياض لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسطستة أبريل 2011.

وإذا لم تكن سياسات الرئيس بوش تجاه الشرق الأوسط واضحة بعد حين سقطت احداث الحادي عشر من سبتمبر، فقد صاغت تلك الاحداث سياسات الرئيس بوش الابن تجاه المنطقة. ولعله من الجدير ملاحظة ان عوامل نفسية تحكمت الى حد بعيد في صياغة تلك السياسات فالهجمات اصابت الكبرياء الأمريكي في مقتل. ورغم ان الرد الأمريكي على تلك الهجمات بدا سريعا عبر حرب أفغانستان، الا ان الرد الحقيقي والأهم تجسد في استراتيجية الرئيس بوش التي أعربها في سبتمبر عام 2002، ان فهم تلك الاستراتيجية والأفكار التي تستند إليها هوأفضل وسيلة لفهم مصدر الخلل الحالي في العلاقات الأمريكية السعودية. فتلك الأحداث هي التي حفزت الادارة الأمريكية لصياغة سياسة جديدة تجاه الشرق الأوسط لحماية مصالحها. تنطلق استراتيجية الرئيس بوش من حقيقة فرضتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهي حتى «أمن» الولايات المتحدة وليس «مصالحها» فقط يأتي من الشرق الأوسط، أوكما نطق مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى وليام بيرنز «في الشرق الأوسط يعيش أقرب الأصدقاء لنا، ويوجد ثلثا احتياط النفط العالمي. ومنه اتى ارهابيوالحادي عشر من سبتمبر»...

وتسعى الاستراتيجية إلى ضمان أمن الولايات المتحدة الداخلي عبر تجفيف منابع الخطر فيما وراء البحار، وتعتبر الاستراتيجية الارهاب الدولي العدوالأول الذي حل محل الخطر الشيوعي. بل انها تعتبر الارهاب الدولي أكثر خطرا، فأحداث الفوضى والألم في الولايات المتحدة لا يحتاج كما تقول الاستراتيجية أكثر من «شبكات مستترة من الأفراد... وبثمن يقل عن ثمن شراء دبابة واحدة».

وإذ تشرع الاستراتيجية في بيان عناصر «القوة الأمريكية» المتوفرة في الترسانة العسكرية فإنها تحذر الدول التي تساند الارهاب وتقول: «سوف تحاسب الولايات المتحدة الدول التي تتورط في الارهاب من ضمنها تلك التي تمنح ملاذاً آمناً للارهابيين لأن حلفاء الارهاب هم أعداء الحضارة». وتؤكد الاستراتيجية حتى «على الولايات المتحدة حتى تدافع عن الحرية والعدالة لأن هذه المبادىء حق وصواب لجميع الشعوب أينما كانت، ولا تملك هذه الطموحات دولة واحدة، كما ما من دولة مستثناة منها وتشير الاستراتيجية إلى التوحيد بين القيم والمصالح الأمريكية، وتمضى إلى حد اعلان حتى الولايات المتحدة يفترض أن تشن «حرب أفكار لكسب المعركة ضد الارهاب الدولي» وإنها يفترض أن تدعم الحكومات المعتدلة والعصرية في العالم الاسلامي «لنضمن ألاّ توفر الظروف والعقائد التي يروجها الارهابيون أرضاً خصبة في أي دولة».

وباختصار شديد يمكن القول إذا الادارات الأمريكية المتعاقبة وحتى سقوط الاتحاد السوفييتي لم تكن معنية كثيراً بالشؤون الداخلية للدول الحليفة لها طالما حتى علاقاتها مع الأنظمة الحاكمة «مريحة» وطالما كانت تلك الأنظمة «تراعي» المصالح الأمريكية. وكثيرا ما كانت الإدارة الأمريكية تغض النظر عن تجاوزات تلك الأنظمة في مجال حقوق الانسان بل إنها كانت تحث تلك الأنظمة ـ بحجة مكافحة الشيوعية ـ على قمع الحركات الشعبية التي تطالب بالانفتاح السياسي... لقد كان ضمان تدفق المصالح الأمريكية يحتاج دعم الأنظمة المناهضة للاتحاد السوفييتي... أما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فقد أصبح ضمان «أمن ومصالح» الولايات المتحدة يحتاج فرض القيم الأمريكية حتى حتى الكويت التي حررتها الولايات المتحدة من قوات صدام حسين عام 1991 لم تتعرض في السنوات العشر اللاحقة إلى ضغط أمريكي لتعديل سياستها الداخلية بقدر ما تعرضت له بعد الحادي عشر من سبتمبر.

قيم ومصالح

فيثمانية نوفمبر 2002 ألقى مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى وليام بيرنز خطاباً مهماً في مجلس الشؤون العالمية في بليتمور بولاية ماريلاند نطق فيه إذا «الحقيقة المجردة هي حتى الشرق الأوسط الغارق في مستنقع النزاعات الداخلية يشكل تهديداً للشعب الأمريكي». ويضيف متحدثاً عن الاصلاح السياسي والاقتصادي في دول الشرق الأوسط قائلاً: «بالنسبة للولايات المتحدة من مصلحتنا العميقة تشجيع هذه التغييرات الهيكلية طويلة الأجل... تقع معظم هذه التحديات خارج سيطرتنا لكن لا واحدة منها تظل خارج نطاق نفوذنا»!. ولعله من المهم جداً التمعن في محتويات خطاب آخر ألقاه وليم بيرنز في مايو2003 شارحاً جانباًً من أجندة العمل الأمريكية طبقاً لاستراتيجية الرئيس بوش. لقد حدد بيرنز في خطابه المهم أربع نقاط ذات أهمية خاصة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، أولها: اعطاء «تحدي تحقيق انفتاح الأنظمة السياسية في المنطقة أولوية» ويقول شرحاً لهذه النقطة «لقد التحقت بالسلك الدبلوماسي الأمريكي منذ واحد وعشرين عاماً وخدمت في عهد أربع ادارات وقد أمضيت معظم ذلك الوقت في العمل على قضايا شرق أوسطية، والقول إننا لم نول اطلاقاً اهتماما كافياً لما ينطوي عليه تحقيق انفتاح بعض الأنظمة السياسية المتجمدة على المدى الطويل من أهمية خاصة في العالم العربي، هوانتقاد منصف لجميع جهودنا خلال تلك السنوات» ويضيف حتى تحقيق الانفتاح السياسي «ليس مجرد مسألة قيم أمريكية أوضمان حقوق الإنسان الأساسية... إنه أيضاً مسألة مصالح أمريكية واقعية» ثم يقول إذا «الاستقرار ليس ظاهرة جامدة لا متغيرة، والأنظمة التي لا تجد سبلاً للتكيف مع تطلعات شعوبها إلى المشاركة ستصبح أنظمة هشة قابلة للاحتراق» ثم يؤكد بعد ذلك حتى الشرق الأوسط «لا يتمتع بأي حصانة من هذه الحقيقة تميزه عن أي جزء آخر في العالم» وان بعض الأنظمة العربية ستجد صعوبة في التغيير «وقد لا يتقدم بعضها إلى الحد الكافي بالسرعة الكافية وقد لا يبذل بعضها محاولة جاهدة على الإطلاق وهذه هي الأنظمة التي يرجح انضمامها أكثر من غيرها إلى صفوف الدول الفاشلة حول العالم» ثم يشير بيرنز إلى حتى الرئيس بوش يعتقد انه «من مصلحتنا جداً في الأمد الطويل حتى ندعم التغيير الديموقراطي» مؤكداً حتى هذا التغيير ليس «مجرد تغيرات سطحية أوتجميلية أوتغيرات يتم تأجيلها بشكل مستمر... بل هي تغير حقيقي». وفي سبيل تحقيق هذا «التغير الحقيقي» أعدت إدارة الرئيس بوش برامج مفصلة ضمن «مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط» وهي برامج تندرج تحت عناوين الاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي والاصلاح التعليمي. إدارة الرئيس بوش ترى حتى الخطر الرئيسي على أمن ومصالح الولايات المتحدة هو«الارهاب الدولي» اوبعبارة أكثر صراحة هو«الإرهاب الإسلامي» لذلك فهي عازمة على تغيير البيئة التي تعتقد حتى هذا الإرهاب يزدهر فيها.

تغير المعادلات

إن الخلل القائم حاليا في العلاقات السعودية الامريكية هونتاج تغير المعادلات السياسية الدولية والإقليمية تغيرا جذريا.. فقد سقط الاتحاد السوفييتي وزال خطر الشيوعية، واندثر القوميون العرب، وبرزت الجماعات الإسلامية، وزال نظام صدام حسين، وايران تحت الاحتواء الأمريكي. والعراق ونفطه تحت الاحتلال الأمريكي، فيما يتنامى خطر «الإرهاب الإسلامي» الذي وصل الأراضي الأمريكية.. إذا جميع هذه المتغيرات لا بد وأن تغير المبادىء التي قامت عليها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ عهد الرئيس إيزنهاور وهوالعهد الذي بدأت فيه الشراكة الأمريكية السعودية.. ووسط هذه المتغيرات الجذرية لم تعد السعودية ركيزة أساسية من ركائز السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بقدر ما هي ساحة تغيير. لقد تقلصت القيمة الإستراتيجية للدور السياسي السعودي وإن استمر النفط في الحفاظ على أهميته غير أنه فقد قيمته ـ وسط هذه المتغيرات ـ كأداة سياسية مؤثرة في العلاقات الأمريكية السعودية، ويمكن للنفط العراقي حتى يحد كثيرا من أي «استخدام سياسي» للنفط السعودي لقد تغيرت المعادلات ويجري الآن صياغة معادلات بديلة. إن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى استخدام الأراضي السعودية لتأمين تواجدها العسكري أمام «الاندفاع» القطري و«الاستعداد» الكويتي و«التبرع» البحريني هذا طالما الانسحاب من العراق.

إعادة صياغة

إن السعودية في وضع لا تحسد عليه إطلاقا، وتحتاج المملكة إلى إعادة صياغة سياساتها الداخلية والخارجية للتأقلم مع المتغيرات الدولية والإقليمية. والسؤال الذي يطرح نفسه هوماذا تملك المملكة من أدوات التغيير،يا ترى؟ على المستوى الداخلي «فأهل مكة أدرى بشعابها» لكن المؤكد هوحتى المسافة الفاصلة بين الشأن الداخلي والشأن الخارجي تقلصت كثيرا وأعتقد حتى صياغة سعودية رسمية وشعبية لمشروع تطوير سياسي حقيقي في المملكة أفضل بكثير من الاكتفاء بمقاومة مشروع الإصلاح الأمريكي دون تقديم بديل، فلنقد يكون في مقدور السلطات السعودية لقاءة الضغط الأمريكي دون مشاركة فاعلة تلقائية من الشعب السعودي ذاته.

أما على الصعيد الخارجي فليس بامكان السعودية إحياء الشيوعية فزيارة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي إلى موسكومؤخرا والزخم الذي صاحب تلك الزيارة، وحاجة روسيا إلى «الأموال السعودية» لن يكفي لعودة الحرب الباردة التي تؤدي إلى استعادة المملكة أهميتها الاستراتيجية السابقة حتى لوانضمت روسيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي. ولا يمكن إعادة عبدالناصر إلى حكم مصر ولا يكفي عرقلة الاعتراف العربي بمجلس الحكم العراقي لإجبار الولايات المتحدة على التراجع عن سياساتها تجاه الشرق الأوسط. إذا الأوراق المتاحة أمام السعودية لموازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة غير مؤثرة فالأنظمة العربية جميعها وبلا استثناء تتسابق لدرء الغضب الأمريكي، ودول الخليج التي كانت تتبع المملكة أصبحت تجتهد في «التماس العذر من الشقيقة الكبرى» بعد حتى كسرت قطر الحاجز النفسي في استقلالية القرار، كما حتى التيار الشعبي العربي الأقوى في معاداته للولايات المتحدة هوالتيار الإسلامي لكن المملكة تدرك أنه من الخطورة بمكان استمرار دعم هذا التيار واستخدامه في هذه الفترة بالذات كما عملت مع القوميين العرب، فهذا التيار ليس تنظيريا ويصعب التحكم فيه. إلى غير ذلك فليس امام المملكة سوى مكانين للتحرك والمناورة بعيدا عن شؤونها الداخلية.. العراق وواشنطن «فالاموال السعودية» يمكن حتى تلعب دورا مهما هناك!

حساب النتائج

أما من جانب الولايات المتحدة فإن إدارة الرئيس بوش لا بد أنها تدرك الآن بعد تجربتها القصيرة في العراق حتى «الحماس» عند صياغة الخطط والبرامج ورسم السياسات لا يكفي لضمان تحقيق الاهداف. بل قد يتسبب الحماس في الصياغة إلى اندفاع غير محسوب عند التطبيق.. إذا سهولة إسقاط نظام صدام حسين لا تعني حتى إعادة بناء العراق وتحويله إلى «الدولة النموذج» أمر سهل بدوره.. كما حتى القدرة على «فرض» الإصلاح السياسي لا تعني حتى النتائج يفترض أن تكون مذهلة حتما. أليست استراتيجية الرئيس بوش موجهة أساسا للتعامل مع «أدوات ونتائج» السياسة الأمريكية في السنوات السابقة! إذا صدام حسين وطالبان وبن لادن أيضا كانوا في يوم ما أدوات أمريكية. في يناير عام 1956 طالبت بريطانيا الولايات المتحدة اتباع سياسة متشددة ضد السعودية وقد تم عقد عدة اجتماعات في واشنطن بين مسؤولين بريطانيين وأمريكان لمناقشة هذه المسألة.. وتعليقا على الإلحاح البريطاني خط مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى مذكرة إلى رئيسه نطق فيها:

"ربما يشاطر أناس كثيرين الرغبة البريطانية في التشدد. وجهة نظرننا أننا يجب حتى نكون حذرين، فلا نمارس ضغطاً أكثر مما يمكن تحمله. إنني أعتقد حتى الولايات المتحدة بحاجة اليوم إلى التمعن جيدا في محتوى تلك المذكرة.. فلا يظهر حتى أحدا يحسب النتائج المحتملة".

أواخر عهد الملك عبد الله

في 17 يناير 2015، قبيل وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز بأيام، قام السناتور الأمريكي ورئيس لجنة القوات المسلحة في الكونگرس جون مكين، بزيارة لمنطقة الشرق الأوسط، ومن بينها السعودية، حيث التقى بثلاثة أمراء هم ولي العهد الأمير سلمان، وخالد بن بندر رئيس الاستخبارات، والأمير متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني.

عهد الملك سلمان

الملك سلمان في استقبال الرئيس الأمريكي باراك اوباما وقرينته للسعودية لتقديم العزاء في وفاة الملك عبد الله، 27 يناير 2015.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في لقاء بنظيره الأمريكي ركس تلرسون، أثناء زيارة الجبير لواشنطن، 13 يناير، 2018.

في 27 يناير 2015 وصل الرئيس الأمريكي باراك اوباما للعزاء في وفاة الملك عبد الله. صاحبه في الزيارة وزيرا الخارجية الجمهوريان السابقان، جيمس بيكر وكوندوليزا رايس.

في نوفمبر 2016، زار وفد سعودي رفيع المستوى الولايات المتحدة، حاملاً رؤية السعودية للشراكة الاستراتيجية للقرن الواحد والعشرين إلى عدد من الشخصيات الأمريكية. وفي وثيقة أخرى حصلت عليها جريدة الأخبار اللبنانية عنوانها "تقرير زيارة الفريق التحضيري إلى الولايات المتحدة"، تكشف مجموعة من اللقاءات مع فريق عمل الرئيس المنتخب دونالد ترمپ.

وفيها مقدمتها وصف للعلاقة بين البلدين، كالتأكيد على حتى «السعودية هي الحليف الاستراتيجي الموثوق لواشنطن منذ أكثر منثمانية عقود»، وأنها «تسعى إلى استمرارها في لعب دور محوري في القضايا الدولية مع واشنطن واستثمار قوتها السياسية في توسيع التعاون الاستراتيجي، لا سيما في تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط وحل النزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي، وإيران وسوريا والعراق واليمن وغيرها». وتلفت إلى حتى «السعودية هي الحليف الأمثل للولايات المتحدة في أجندتها لمحاربة الإسلام المتطرف عسكرياً وفكرياً».

وهي «تُعدّ منارة العالم الإسلامي وصوت الإسلام المعتدل في المنطقة وتمتلك أدوات الفكر اللازمة لتغيير الفكر في المنطقة». وتضيف أنها «تمتلك القدرة على دعم البرنامج الاقتصادي للإدارة الأميركية الجديدة من خلال تعزيز استثماراتها في الصندوق السياسي في الولايات المتحدة». و«أعدت برنامجاً استثمارياً في الولايات المتحدة قد يصل إلى 500 مليار دولار خلالعشرة سنوات، مما سيساهم في خلق أكثر من مليون فرصة عمل في الولايات المتحدة». تلخّص الوثيقة «الدروس المستفادة من اللقاءات مع الفريق الرئاسي والاستشاري للرئيس المنتخب»، وتقسّم الفريق إلى ثلاثة دوائر: الدائرة المقربة من ترمپ، والدائرة السياسية، ودائرة مجتمع الأعمال، وتحدّد أولويات جميع دائرة على حدى. تشير الوثيقة إلى حتى القضية الفلسطينية هي في أعلى سلّم أولويات الإدارة الجديدة، التي «لا تمتلك حتى الآن خطة واضحة في ما يخص الشرق الأوسط، إلا حتى الاهتمام المركزي هوفي إيجاد حل تاريخي في ما يخص دعم استقرار إسرائيل وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي». وبعد حل القضية الفلسطينية، الأولوية هي محاربة الإسلام المتطرّف. كما توقّع الجانب الأمريكي من الرياض حتى تدعم ترمپ في لقاءته مع المؤسسة العميقة والإعلام، لأن الرئيس المنتخب «في لقاءة قوية مع المؤسسة العميقة والإعلام، ومن اللازم توسيع دائرة الشراكة الاستراتيجية لتضم قيادات السلطة التشريعية ومجتمع الأعمال ووسائل الإعلام، مع مراعاة إبقاء علاقات نوعية مع الدائرة المقرّبة للرئيس المنتخب ونائب الرئيس».

ويظهر الجدول التالي، حسب جريدة الأخبار، أبرز «القضايا التي اهتم لها الفريق الاستشاري والرئاسي في الإدارة الأمريكية الجديدة والمبادرات الممكن استخلاصها». وتُظهر الوثيقة توصيفات مهمة لبعض هذه الشخصيات كاسم «عراب مايكل فلين» (مستشار الأمن القومي الأول لترمپ)، ومجموعة من المستثمرين «المقرّبين من الرئيس» والذين يديرون بعض استثماراته مما يشير على تأثيرهم عليه. وتتضّح أهمية جارد كوشنر، إذ أكدت أكثر من شخصية حتى «صهر الرئيس سيكون أساسياً في الفترة المقبلة».


أندروليڤرس مدير دايوللكيماويات
آرثر كلڤهاوس سياسي عتيد منذ عهد ريگان، قائد فريق عملية اختيار وتحديد نطاق عمل نائب الرئيس الأمريكي المنتخب
جارد كوشنر مستثمر ومطور عقاري، ناشر أمريكي، وكبير مستشاري حموه، الرئيس دونالد ترمپ. برفقة كبير الموظفين رينس پريبس يشكلان فريق قيادة ترمپ. ينطق حتى كوشنر أكثر مستشاري ترمپ الموثوقين، الذي يظهر "الولاء الراسخ" لحميه.
جون پولسون مستثمر أمريكي بارز، ويبدومؤسسياً ومتحفظاً
هاورد لوربر مستثمر عقاري بارز وصديق مقرب من ترمپ
مايكل كوهن مقرب من ترمپ ومستشاره القانوني ويدير استثماراته الترفيهية
جيمس لوكهارت سياسي من عهد جورج دبليوبوش، ومرش لمنصب نائب وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس
كارل آيكان مستثمر بارز وصديق مقرب من ترمپ
كنث دوبرستين كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ريگان
ستانلي مكريستال عراب مايكل فلن، وجنرال سابق في الجيش الأمريكي
جون ثورنتون رئيس شركة بريك گولد والرئيس السابق لبنك گولدمان

العلاقات السياسية

الدور الأمريكي في انقلاب 2008

في اغسطس 2009، أكدت مصادر سعودية شبه رسميّة صحّة الخبر الذي نشرته الفايننشيال تايمز البريطانية في يوليو2009، والمتعلق بمحاولة الأمير بندر بن سلطان القيام بانقلاب على الملك الملك عبد الله ،ونقلت الفايننشيال تايمز البريطانية تاكيد الخبر لشبكة الملتقى بقولها إذا الخبر (سليم، ولكنه قديم) ويعود الى الشهور الأخيرة من عام 2008م.

وأضافت بأن الهدف لم يكن انقلاباً عسكرياً على الملك عبدالله، بل على النظام بمجمله، وأن غرضه كان إيصال بندر الى كرسي الحكم، وليس لإيصال أبيه أوأعمامه السديريين.

وتؤكد المصادر السعودية ذاتها، بأن الإستخبارات الروسية هي من اكتشف خيوط المحاولة الإنقلابية، وأبلغ الإستخبارات عنه. وينطق بأن العلاقات مع روسيا قد توطدت منذ الإطاحة ببندر، رغم حتى الصفقة العسكرية التي عقدها الأخير مع موسكو(شراء طائرات هيلوكبتر حربية وغيرها) قد تجاوز للملك حتى أوقفها وألغاها.

وأضافت المصادر بأن ساحة الإنقلاب كانت في الجيش، وبالتحديد في قاعدة الرياض الجوية، وليس في الحرس الوطني، كما تردد، وأن الذين اعتقلوا لمقد يكونوا من الحرس الوطني، بل قيادات كبيرة في الجيش. ويشار هنا بصورة أكيدة الى الى ازاحة عدد من الضباط الكبار في الإستخبارات العسكرية وفي سلاح الطيران كما في مواقع أخرى، في الفترة التي سبقت تعيين الفريق الركن حسين عبدالله قبيل في منصب نائب رئيس هيئة الأركان في 14 شباط الماضي، بعد حتى هجر المنصب فارغاً منذ إحالة سلطان بن عادي المطيري على التقاعد في نهاية أغسطس 2007م. وحتى الآن لا تتوافر معلومات عن عدد الضباط المعتقلين على خلفية الإنقلاب، ولا عن مصيرهم.

ويقول مطلعون بأن محاولة بندر اتىت باعتماده على صلات سابقة له بضباط كبار في الجيش خدموا معه، أوتفهموا معه في كليات غربية بعد حتى اتهم باستخدام عناصر من القاعدة والوهابية المتطرفة لتحقيق أهداف انقلبت في غير صالح واشنطن والرياض، وبينها دعم القاعدة في العراق، وفتح الإسلام في لبنان.

وحتى الآن، فإن مصير بندر غير معلوم، والمرجح حتى حياته السياسية انتهت. وقيل أنه قيد الإقامة الجبرية. لكن اختفاءه عن الساحة والأضواء كافة، ونسيان حتى منصبه كمستشار للأمن القومي يؤكد حتى للأمر تفسير آخر.

ويميل الأمراء السعوديون الكبار، وبينهم الملك، حسب المصادر السعودية شبه الرسمية، الى حتى ما قام به بندر بن سلطان لم يكن ليتم إلا بتفاهم ما مع جهات في الإدارة الأميركية. والسؤال الذي يشغلهم: كيف من الممكن أن تكتشف المخابرات الروسية العملية الإنقلابية، في حين لا يتم كشفها من قبل الأميركيين المتواجدين عبر استخباراتهم (السي آي أيه والإف بي آي) في 36 مقراً رسمياً يتواجدون فيه في المدن السعودية،يا ترى؟

والمعلوم ان معظم المحاولات الإنقلابية العسكرية في الجيش والتي كانت تجري في السعودية منذ الستينيات الميلادية الماضية، جرى إحباطها من خلال الأميركيين أنفسهم.

ولماذا هذه المرّة كان الأمر مختلفاً، رغم وجود آلاف الأميركيين العسكريين من ضباط ومدربين في جميع القواعد العسكرية السعودية؟!

العلاقات الاقتصادية

في 22 مايو2019 سقطت أرامكوعقداً لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بقيمة 1 مليار دولار سنوياً لمدة عشرين سنة، من محطة الإسالة في پورت آرثر، تكساس. أرخص غاز في العالم، بالترتيب: قطر ثم روسيا ثم الولايات المتحدة، ثم اليمن وعُمان.

العلاقات العسكرية

زيارات دبلوماسية شهيرة

الرئسي الأمريكي باراك أوباما يصافح الملك سلمان، الرياض، 27 يناير 2015.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ، الملك سلمان، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، 21 مايو2017.

After President George W. Bush's two visits to Saudi Arabia in 2008—which was the first time a U.S. president visited a foreign country twice in less than four months—and King Abdullah's three visits to the US—2002, 2005 and 2008—the relations have surely reached their peak.[] The two nations have expanded their relationship beyond oil and counter terrorism efforts. For example, King Abdullah has allocated funds for young Saudis to study in the United States. One of the most important reasons that King Abdullah has given full scholarships to young Saudis is to give them western perspective and to impart a positive impression of Saudi Arabia on the American people (Alslemy, 2008).[] On the other hand, President Bush discussed the world economic crisis and what the U.S.–Saudi relationship can do about it (Tabassum, 2008). During meetings with the Saudis, the Bush Administration took the Saudi policies very seriously because of their prevalent economic and defensive presence in the region and its great media influence on the Islamic world (Al Obaid 2007). By and large, the two leaders have made many decisions that deal with security, economics, and business aspects of the relationship, making it in the top of its fame. (Gearan, 2008)[]

In early 2018, the Crown Prince Mohammad bin Salman visited the United States where he met with many top politicians, business people and Hollywood stars, including President Donald Trump, Bill and Hillary Clinton, Henry Kissinger, Bill Gates, Jeff Bezos and George W. Bush.

صفقة الأسلحة الأمريكية السعودية 2017

منطق رئيسي: صفقة الأسلحة الأمريكية السعودية 2017

US President Donald Trump authorized a nearly $110B arms deal with Saudi Arabia, worth $300B over a ten-year period, signed on the 20 May 2017, this includes training and close co-operation with the Saudi Arabian military. Signed documents included letters of interest and letters of intent and no actual contracts.

US defense stocks reached all-time highs after Donald J. Trump announced a $110 billion arms deal to Saudi Arabia.

Saudi Arabia signed billions of dollars of deals with U.S. arms producers and energy companies, including Lockheed Martin, Boeing, Raytheon, General Dynamics, Northrop Grumman, General Electric, Exxon Mobil, Halliburton, Honeywell, McDermott International, Jacobs Engineering Group, Rowan Companies, National Oilwell Varco, Nabors Industries, Weatherford International, Schlumberger and Dow Chemical.

الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يعرض لوحة تلخص المشتريات السعودية الجديدة من السلاح الأمريكي، بقيمة 400 مليار دولار، في المخط البيضاوي، البيت الأبيض، يوم الثلاثاء 20 مارس، 2018.

في أغسطس 2018، a laser-guided Mark 82 bomb sold by the U.S. and built by Lockheed Martin was used in the Saudi-led coalition airstrike on a school bus in Yemen, which killed 51 people, including 40 children.

المسؤولون الرسميون الأمريكان

  • السفير- فورد فراكر
  • نائب رئيس البعثة - مايكل گفولر
  • مستشار الشؤون القنصلية — كاثلين رايلي
  • مستشار الشؤون الاقتصادية — روبرت مرفي
  • مستشار الشؤون السياسية - ديڤد روندل
  • مستشار الشؤون العسكرية السياسية - كلارنس هدسون
  • مستشارة الشؤون العامة—سوزان زياده
  • القنصل العام بالظهران - جون كينكانون
  • القنصل العام بجدة - تاتيانا گفولر

انظر أيضاً

اقرأ نصاً ذا علاقة في

أفق العلاقات السعودية الأمريكية في خطر


  • العلاقات الخارجية السعودية
  • العلاقات الخارجية الأمريكية
  • صراع الحلفاء - السعودية والولايات المتحدة الأميركية منذ 1962، رسالة دكتوراه نايف بن حثلين، 2007

المصادر

  • محمد عبدالقادر الجاسم (2006-08-21). "العلاقات السعودية الأمريكية.. ما الذي تغير بعد مرور 50 عاما؟". المسقط الرسمي لقبيلة العجمان.
  1. ^ Henderson, Simon. "The Long Divorce; How the U.S.-Saudi relationship grew cold under Barack Obama's watch". April 19, 2016. Foreign Policy. Retrieved 25 April 2016.
  2. ^ Keating, Joshua (6 November 2017). "The Fight for Survival Behind Saudi Arabia's Purge". Retrieved 1 February 2018 – via Slate.
  3. ^ Gardner, Frank (20 April 2016). "How strained are US-Saudi relations?". BBC News.
  4. ^ "The bizarre alliance between the US and Saudi Arabia is finally fraying". www.newstatesman.com (in الإنجليزية).
  5. ^ "The U.S. Might Be Better Off Cutting Ties With Saudi Arabia". Time (in الإنجليزية).
  6. ^ Sokоlsky, Perry Cammack, Richard. "The New Normal in U.S.-Saudi Relations". The National Interest (in الإنجليزية).
  7. ^ "Shifting Sands in the U.S.-Saudi Arabian Relationship | Middle East Policy Council". www.mepc.org (in الإنجليزية).
  8. ^ BBC World Service Poll GlobeScan
  9. ^ Stokes, Bruce. "Which countries Americans like … and don't". December 30, 2013. pewresearch.org. Retrieved 16 April 2014.
  10. ^ Cordesman, Anthony H. (December 31, 2002). (PDF). CSIS. pp. 11–12. Retrieved 26 November 2015.
  11. ^ TOP 25 PLACES OF ORIGIN OF INTERNATIONAL STUDENTS Institute of International Education
  12. ^ Editorial, Reuters. "Blackstone, Saudi's PIF plan $40 billion infrastructure investment..." U.S. (in الإنجليزية). Retrieved 2018-11-09.
  13. ^ "Jamal Khashoggi: Who is missing Saudi Journalist?". BBC News. Retrieved 9 October 2018.
  14. ^ "Trump vows 'severe punishment' if journalist Jamal Khashoggi was killed by Saudis". CNN. Retrieved 14 October 2018.
  15. ^ "Saudi Arabia and U.S. Clash Over Khashoggi Case". The New York Times. Retrieved 14 October 2018.
  16. ^ "Saudi Arabian King calls Turkish President over journalist Khashoggi's disappearance". CNN. Retrieved 14 October 2018.
  17. ^ "Surveillance footage shows Saudi 'body double' in Khashoggi's clothes after he was killed, Turkish source says". CNN. Retrieved 23 October 2018.
  18. ^ ". BBC News. Retrieved 24 October 2018.
  19. ^ "Middle East expert says there's 'unprecedented disruption' in US-Saudi relationship". The Hill. Retrieved 22 November 2018.
  20. ^ "Trump rebuilds relations with Saudi Arabia by nominating top general as envoy". Washington Examiner (in الإنجليزية). 2018-11-15. Retrieved 2018-11-15.
  21. ^ Lacey, The kingdom, p. 398; انظر أيضاً: Neff, Warriors Against Israel, pp. 110-11.
  22. ^ "جون ماكين يعقد ثلاثة لقاءات في قصر ومغرستين مع ثلاثة أمراء سعوديين وأحاديث ودية مع متعب". سي إذا إن. 2015-01-17. Retrieved 2015-01-25.
  23. ^ "وزير الخارجية السعودي يلتقي نظيره الأميركي في واشنطن". جريدة الشرق الأوسط. 2018-01-13. Retrieved 2018-01-14.
  24. ^ "أوباما يصل المملكة العربية السعودية للعزاء في وفاة الملك عبد الله". جريدة اليوم السابع. 2015-01-27. Retrieved 2015-01-29.
  25. ^ "رجال ابن سلمان في ممحرر «فريق الظل» الأميركي". جريدة الأخبار اللبنانية. 2018-12-06. Retrieved 2018-11-07.
  26. ^ Rice, Andrew. "Jared Kushner's Rise to Unimaginable Power". New York Magazine. Retrieved 15 January 2017.
  27. ^ ". Press TV (التلفزيون الحكومي الإيراني). 2009-08-02. Retrieved 2009-08-30.
  28. ^ "Saudi Arabia Lines Up Deal to Buy U.S. Natural Gas". وال ستريت جورنال. 2019-05-22. Retrieved 2019-05-23.
  29. ^ "The King Abdullah Scholarship Program". Saudi Cultural Bureau in Canada. Retrieved 19 May 2017.
  30. ^ "Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman toured Hollywood, Harvard and Silicon Valley on US visit". The Independent.سبعة April 2018.
  31. ^ "MBS meets AIPAC, anti-BDS leaders during US visit". Al-Jazeera. 29 March 2018.
  32. ^ David, Javier E. (20 May 2017). "US-Saudi Arabia ink historic 10-year weapons deal worth $350 billion as Trump begins visit". Retrieved 1 February 2018.
  33. ^ Riedel, Bruce (5 June 2017). "The $110 billion arms deal to Saudi Arabia is fake news". Retrieved 1 February 2018.
  34. ^ "U.S. defense stocks jump on Saudi arms deal" (in الإنجليزية). Retrieved 2017-05-27.
  35. ^ Thomas, Lauren (2017-05-22). "Defense stocks soar to all-time highs on $110 billion US-Saudi Arabia weapons deal". CNBC. Retrieved 2017-05-27.
  36. ^ CNBC (2017-05-22). "After Saudi arms deal, defense shares fly". CNBC. Retrieved 2017-05-27.
  37. ^ "Factbox: Deals signed by U.S. companies in Saudi Arabia". Reuters. May 20, 2017.
  38. ^ "Saudi Arabia Welcomes Trump With Billions of Dollars of Deals". Bloomberg. May 20, 2017.
  39. ^ "Guide to $400 Billion in Saudi-U.S. Deals: Black Hawks to Oil". Bloomberg. May 22, 2017.
  40. ^ "Aramco signs $50-billion in deals with US companies". Oil & Gas Journal. May 22, 2017.
  41. ^ "4 Defense Giants In Buy Zone As Saudis Near $100 Billion Arms Package". Investor's Business Daily. May 19, 2017.
  42. ^ "5 Top Deals Lockheed, Boeing, Raytheon May Get From Saudis — If They Pay Up ". Investor's Business Daily. June 9, 2017.
  43. ^ "Trump asks Saudi crown prince to share wealth through investments". قناة الجزيرة. 2018-03-21.
  44. ^ Elbagir, Nima, Salma Abdelaziz, Ryan Browne, Barbara Arvanitidis and Laura Smith-Spark (August 14, 2018). "Bomb that killed 40 children in Yemen was supplied by US". CNN.

This article contains material from the US Department of State's Background Notes which, as a US government publication, is in the public domain.

تاريخ النشر: 2020-06-06 08:10:45
التصنيفات: CS1 الإنجليزية-language sources (en), All articles with unsourced statements, Articles with unsourced statements from June 2011, Articles with invalid date parameter in template, Articles with unsourced statements from October 2014, العلاقات الأمريكية السعودية, علاقات ثنائية للولايات المتحدة, العلاقات الثنائية للسعودية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

محافظ بنى سويف: انتظام أعمال أول يوم امتحانات للثانوية العامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:17
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

موسم الغناء.. النجوم يشعلون «الصيف» بحفلات غنائية ضخمة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:07
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

جدول امتحانات المواد المتبقية لطلاب الثانوية الأزهرية 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:21
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

«مدبولى»: تغطية كل القرى بخدمة الصرف الصحى نهاية العام بنسبة 100%

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:05
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 56%

إمتحانات الثانوية العامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:22
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 57%

إمتحانات الثانوية العامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:21
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 61%

انتهاء امتحان التربية الدينية لطلاب الثانوية العامة منذ قليل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:06
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

وصول «طبيب الكركمين» لحضور جلسة استئنافه على الحبس والغرامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

تنسيق المدارس ما بعد الإعدادية 2023.. وقائمة كاملة بأسمائها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:11
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

كيف أثرت الأزمة العالمية على واردات مصر؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

التعليم تنفى تسريب مادة التربية الدينية لطلاب الثانوية العامة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:07
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 64%

تفاصيل وموعد الفيلم العالمى Avatar: The Way of Water

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:23
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 62%

خدمات مرورية مكثفة لتنفيذ أعمال مشروع القطار الكهربائى السريع

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:18
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

ضبط 10 أطنان أرز شعير محجوبة عن الأسواق بالغربية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-20 12:21:19
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية