مجزرة بن طلحة
مجازر الجزائر في 1997 | ||
مجازر اغتال فيها أكثر من 50 مدني: راجع حرب العشرية السوداء في الجزائر | ||
مجزرة ثاليت | 52 قتيل | 4-3 أفريل |
مجزرة حوش خميستي | 93 قتيل | 21 أفريل |
مجزرة ضاية لبقور | 50 قتيل | 16 جوان |
مجزرة سي زروق | 58 قتيل | 27 جويلية |
مجزرة أولاد الحد مزائرية | 76 قتيل | 3 أوت |
مجزرة صوحان | 65 قتيل | 21-20 أوت |
مجزرة بني علي | 64 قتيل | 26 أوت |
مجزرة الرايس | 800 قتيل | 29 أوت |
مجزرة بني مسوس | 87 قتيل | 6-5 سبتمبر |
مجزرة قلب الكبير | 53 قتيل | 19 سبتمبر |
مجزرة بن طلحة | 400 قتيل | 22 سبتمبر |
مجزرة سيدي العنتري | 117 قتيل | 24-23 ديسمبر |
مجازر ولاية غيليزان دائرة الرمكة بلدية سوق الحد عرش العجامة الذي أستهدف في أيام رئيس البلدية بن كحلة الذي فر بعدها إلى خارج البلاد بعدما ثبت تورطه فيها وذلك حسب تصريحات الاهالي | 412 قتيل | 30 ديسمبر |
1996 -[عدل مصدر ] - 1998 |
في بلدة بن طلحة، التي تبعد حوالي 15 كم عن جنوب العاصمة الجزائر، وفي ليلة 22-23 سبتمبر 1997 اغتال أكثر من 200 قروي (كما أعربت منظمة العفوالدولية) على يد عصابات مسلحة. وتراوح عدد القتلى المبلغ عنهم بين 85 (التقديرات الرسمية الأولية) و400 (ذا إيكونومست)
الخلفية التاريخية
في عام 1997، وصلت الجزائر إلى ذروة صراع أهلي وحشي بدأ بعد إلغاء الجيش لانتخابات 1992 التي كانت ستحقق فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزًا ساحقًا. وكانت مدينة بن طلحة، التي تبعد بضعة كيلومترات عن جنوب بلدية براقي (انظر الخريطة) والتابعة لـمدينة الجزائر، قد صوتت لصالح الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات وكان يؤيد الكثير من السكان جماعات العصابات الإسلامية التي بدأت تقاتل الحكومة بعد إلغاء الانتخابات؛ وانضم إلى هذه الجماعات بعض سكان المدينة. في البداية، انضمت العصابات في المنطقة إلى الحركة الإسلامية المسلحة (MIA) التي ظهرت مرة أخرى والكثير من الجماعات المستقلة؛ وبعد عام 1994، اندمجت هذه الجماعات كلها في جماعة واحدة كبيرة هي الجماعة الإسلامية المسلحة (GIA).
ويتواجد الجيش بقوة في المنطقة، إلى جانب وجود مسقط عسكري متمركز على المدخل الشرقي للمدينة وعدد من متاريس الطريق وثكنات في الجزء الشمالي من بلدية براقي. كما كانت تتمتع الجماعة الإسلامية المسلحة بحضور محلي قوي في الفترة بين 1994 و1996 ، حيث كانوا يسيرون في شوارع مدينة بن طلحة على الملأ. ووضعت الحكومة حراسة جماعية "وطنية" مكونة من حوالي عشرة أشخاص في مدينة بن طلحة في يونيو1996.
في 29 أغسطس 1997، اغتال نحو200 إنسان على بُعد بضعة كيلومترات فقط من جنوب شرق مسقط مجزرة رايس. وانتشرت شائعات بوقوع المزيد من المجازر قريبًا.
المذبحة
في يوم 22 سبتمبر الساعة11:30 مساءً، سقطت انفجارات مدوية هزت حي الجيلالي جنوب غرب بن طلحة، وبدأ المهاجمون في التدافع من بساتين البرتنطق إلى الجزء الجنوبي الشرقي من الحي. وشرعوا في التحرك بطريقة منظمة من منزل لآخر يذبحون جميع رجل وامرأة وطفل يجدونه في المنازل. وبلغت أصوات الصراخ والإنذارات عنان السماء حيث كانت تحوم الهليكوبتر. وكان المهاجمون مسلحون ببنادق آلية وبنادق قنص ومناجل؛ وبعضهم، حسب رواية نصر الله يوس (انظر أسفل)، يرتدون ملابس سوداء قتالية، والبعض الآخر الملابس المميزة للإسلاميين؛ وهي القشابية مع أقنعة بالاكافا ولحى. ولاحظوا حتى بعض السكان المحليين كانوا ينادونهم بالاسم. وواصلوا مذبحتهم، فكانوا يضربون الأطفال بعنف في الجدران ويبترون الأطراف ويضربون الأعناق ويغتصبون النساء ثم يقتلونهن.
في هذه الأثناء، كما ذكرت منظمة العفوالدولية، "نطق الناجون إنه في وقت وقوع المذبحة، كانت وحدات من القوى المسلحة بمركبات مدرعة متمركزة خارج القرية وأوقفت بعضًا ممن كانوا يحاولون الهروب من القرية." وقد أكد هذه الرواية ياسين، أحد الناجين من المذبحة الذي أجرت معه قناة بي بي سي لقاءة - وذكر أنه "بحلول منتصف الليل...ظهرت سيارات الجيش بالقرب من مكان المذبحة، ولكن لم يتدخل الجنود" بالإضافة إلى نصر الله يوس، الذي أضاف حتى الجيش منع السكان المحليين من خارج الحي من القدوم لنجدتهم. واستمر القتلة في التوغل في حي الجيلالي يتنقلون من منزل لآخر حتى قرابة الساعة الخامسة صباحًا، عندما غادروا دون حتى يعترض سبيلهم أحد.
وبعد ذلك، جابت العالم صورة تسمى "مادونا بن طلحة" التقطها حسين زاورار وفازت بجائزة الصورة الصحفية العالمية في عام 1997. وقد أظهرت الصورة سيدة جزائرية ثكلى تنتظر خارج مستشفى زميرلي، والتي أصبحت رمزًا للمذبحة مقارنةً بصورة الجندي الساقط من الحرب الأهلية الأسبانية.
المسؤولية
أعربت الجماعة الإسلامية المسلحة مسؤوليتها عن هذه المذبحة ومذبحة الرايس في بيان صحفي من لندن في 26 سبتمبر (وفقًا لـوكالة فرانس برس.) حكم على فؤاد بولامية، العضوالقيادي في الجماعة الإسلامية المسلحة (GIA)، بالإعدام في 1 أغسطس 2004 (للمرة الثانية، حيث ثبتت عليه أيضًا تهمة اغتال زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ (FIS) عبد القادر حشاني) للاشتراك في المذبحة. واغتيل الزائريبي، زعيم الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، بالرصاص في أكتوبر 1997، كما وقع مع عضوآخر في الجماعة من قبل، وهورشيد "جهاد" ولد حمران، حيث سجنت شقيقة الأخير، وتدعى ناصرة، ونقلت عنها جريدة لوماتان قولها إنه "في بن طلحة، كانوا يضربون الأعناق وكنت أنا أجمع المصوغات من الجثث،" وأضافت: "ولإنقاذ أسر "الإرهابيين"، كنت أشير إلى منازل المتعاطفين معنا الذين لا ينبغي قتلهم." ونقل عنها قولها: "لقد أبلغوني أنني ينبغي حتى أسير على درب أخي، وإلا فسيقتلوني. وقبل وقوع الهجوم ببضعة أيام، مضىت إلى بلدة أولاد علال حيث كان يعقد اجتماعًا، ولكنني كنت مع سيدتين أخريين في المطبخ ولم أسمع شيئًا... وعندما انتهى الاجتماع، أبلغنا رئيسهم الزائريبي بأن لكل منا مهمة محددة. وأبلغوني حتى أمضى إلى بلدة بن طلحة...وأحدد منازل عناصرنا، منازل الإرهابيين، ثم أبحث عن المصوغات لأن النساء فقط هن من ستعهدن أين يخبأ... وتولت والدتي وامرأتين أخريان مهمة تجريد الموتى من متعلقاتهم القيمة." (رويترز،تسعة أكتوبر). (وقد عرّف يوس الزائريبي، ينطق أيضًا الأزراوي، بأنه أمير الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر من عام 1995 إلى 1997، بالرغم من أنه زعم عدم تعهد أي من الناجين على رجال الزائريبي بين المعتدين.)
ومع ذلك، أثار البعض أسئلة حول احتمال مشاركة الحكومة في المذبحة، وذلك في ضوء رفض الجيش الواضح للتدخل لمساعدة أهل القرية. وأبرزها، أحد الناجين، نصر الله يوس، الذي هاجر أخيرًا إلى فرنسا، حيث نشر كتاب من اغتال في بن طلحة؟ (Qui a tué à Bentalha?)، ويروي فيه تجربته الشخصية ويجادل بأن الحكومة الجزائرية أخترقت الجماعة الإسلامية المسلحة وسيطرت عليها، من الممكن بعد هروب تازولت من السجن. وكان هذا الكتاب محظورًا في الجزائر. وثمة عنصر يثبت هذا الاقتراح في روايته؛ ألا وهي الحدثات التي ذكر أنه سمع العصابات تقولها مشيرة إلى أنهم كانوا يفهمون حتى الجنود المتمركزين بالخارج لن يحركوا ساكنًا وأن الدين لم يكن هوهمهم:
- "الجنود لن يساعدوكم! أمامنا الليل بطوله لاغتصاب نسائكم وأطفالكم وشرب دمائكم. وحتى إذا هربتم من الموت اليوم، فسوف نعود غدًا للقضاء عليكم! نحن هنا لنرسلكم إلى ربكم!"
إنه لا يدعي رؤيته لأدلة معينة تحدد هوية القتلة، ولكنه يشعر حتى البينة الظرفية لمشاركة الحكومة قوية للغاية. ويلخص هيوروبرتس ما سبق:
- "كيف رفضت السلطات طلبات سكان بن طلحة بالحصول على أسلحة للدفاع عن أنفسهم؛ كيف من الممكن أن تعاملت قوات الأمن مع الجماعات الإسلامية المحلية بدرجة من التسامح لم يستطع المدنيون فهمها؛ كيف، في ليلة وقوع المذبحة، تم إرسال معظم أعضاء الجماعة "الوطنية" المحلية بعيدًا للاسترخاء في منتجع ساحلي بأوامر من قائد الجيش المحلي؛ كيف، أثناء المذبحة نفسها، تمركزت قوات الأمن على أطراف مدينة بن طلحة وكانت على دراية بما يحدث؛ كيف من الممكن أن أضيء حي الجيلالي، حيث كان يسكن يوس نفسه والذي استهدفه الهجوم بشكل خاص، مرة بعد أخرى بكشافات ضخمة قامت الشرطة بهجريبها مؤخرًا في حقل قريب، كما لوأنها تضيء الطريق لمنفذي الهجوم؛ كيف من الممكن أن حامت طائرة هليكوبتر عسكرية فوق المكان طوال معظم الساعات الست التي استمرت خلالها المذبحة؛ كيف من الممكن أن منعت القوات المسلحة التي تقف في حاجز الطريق في مدخل بن طلحة المدنيين من القرى القريبة من القدوم لإنقاذ أهل بن طلحة، حتى إنه ذكر أنه تم إطلاق النار على شرطي حاول القيام بواجبه في هذا الصدد؛ وكيف جاز للمعتدين بالخروج من بن طلحة والهروب من الطريق الرئيسي إلى الجنوب، بينما لم تحاول قوات الأمن التصدي لهم، بالرغم من وجودها في المسقط المناسب للقيام بذلك."
يجادل معارضوهذا الموقف بأن سؤال "من يقتل؟" غير مناسب وأن القتلة معروف أنهم عصابات إسلامية، مثلاً زازي ساديومن المجلس الجزائري لنساء من أجل الديمقراطية ادعت في مجلة كوميوناليزم كومبات (Communalism Combat) في أبريل 1998 أن:
- "قادة المذبحة في بن طلحة معروفون للجميع. إنهم الزائريبي وولد حمران، الذي أعتقلت شقيقته ناصرة الإرهابية أيضًا، في اليوم التالي للمذبحة على يد الوطنيين في القرية... وقد اشهجرت مع نساء أخريات في المذبحة وكانت مسؤولة عن تحديد العائلات التي ينبغي قتلها والشركاء الذين ينبغي عدم التعرض لهم. ولاحقًا، قامت هي والنساء الأخريات بسرقة المضى والأموال من ضحاياهم. وفي يوم القبض عليها، كانت شهادتها علنية أمام المصورين والصحافة. وغالبية الإرهابيين الذين تعهد عليهم سكان حي الرايس وبن طلحة والأربعاء وسيدي موسى، هم نشطاء في الجبهة الإسلامية للإنقاذ."
إضافةً إلى ذلك، اتهم التليفزيون الجزائري يوس وحبيب سوايدية في 16 أبريل 2001 بأنهما "المستفيدان من هذه البلبلة لرغبتهما في تبرئة الجماعات المسلحة وتشويه سمعة مؤسسات الدولة التي أنقذت البلاد من وحشية متطرفة.”
أثار السؤال جدلاً واسعًا في وسط الأكاديميين الغربيين أيضًا. على سبيل المثال، نطق هيوروبرتس إذا "كتاب "من اغتال في بن طلحة؟" يقودنا إلى تصديق الرواية الرسمية عن طريق سرد الأحداث التي سبقت المذبحة بالتفصيل، بالإضافة إلى المذبحة نفسها"، بالرغم من أنه يذكر أيضًا "إنه يقترح أنهم من الممكن كانوا قوات صاعقة خاصة أوفرق موت، وقد لاقى هذا الاقتراح انتشارًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، ينبغي حتى ينطق أيضًا إنه لم ولن يستطيع إثبات ذلك كحقيقة. وعلى الجانب الآخر، يصف برنارد هنري ليفي هذه الرواية بأنها "مقلقة ولكن غير مقنعة".
انظر أيضًا
- منظمة الشباب الجزائريين الأحرار
المصادر
- ^ Drapery: Classicism and Barbarism in Visual Culture - Gen Doy - Google Bøger
- ^ Prize winners: `Independent' photographers shine at World Press Photo contest and take Nikon's Fashion Photographer of the Year title | News | The Independent
- ^ Hugh Roberts 4
- ^ Empty citation (help)
- ^ Welcome matoub.net - BlueHost.com Archived 14 April 2012[Date mismatch] at the Wayback Machine.
وصلات خارجية
- Human Rights Watch report
- Amnesty International report
- The Economist
- Le Matin
- Dossier: Le massacre de Bentalha
- Plus de trois ans après le massacre de Benthala, les rescapés du massacre témoignent contre l’oubli et le mensonge
- Fighting the fanatics - رسالة
- ArabicNews
- Le Monde
- Survivor's account of mass murder
- Je sais qui a tué: Temoignages sur Bentalha reçues par l'association Djazairouna de Blida