إپامينونداس

عودة للموسوعة

إپامينونداس

إپامينونداس
Epaminondas
Epaminondas, an idealized figure in the grounds of Stowe House
ولد ح.410 ق.م.
طيبة
توفي 362 ق.م.
مانتنيا
الولاء Thebes
الرتبة Strategos, Boeotarch
المعارك/الحروب معركة لوكترا، معركة مانتنيا

إپامينونداس (باليونانية: Ἐπαμεινώνδας؛ بالإنگليزية: Epaminondas) (ح. 410 ق.م. - 362 ق.م.) أوEpameinondas كان جنرال طيبي ورجل دولة في القرن الرابع ق.م. وقد حوَّل المدينة-الدولة اليونانية القديمة طيبة، قائداً إياها خارج الاخضاع الاسبرطي إلى مكانة مرموقة في السياسة اليونانية. وأثناء ذلك، قام بتحطيم القوة العسكرية الاسبرطية بنصره في لوكترا وتحريره الهلوتس من مسنيا، وهي مجموعة من يونانيي پلوپنزيا الذين كان الاسبرطيون قد استعبدوهم لنحو230 عاماً، بعد حتى هـُزموا في الحرب المسينية المنتهية في عام 600 ق.م. أعاد إپامينونداس تشكيل الخريطة السياسية لليونان، فكسـَّر التحالفات القديمة وخلق تحالفات جديدة وأشرف على تشييد مدن بكاملها. كما كان مؤثراً من الناحية العسكرية كذلك، مخترعاً ومنفذاً الكثير من التكتيكات الميدانية العسكرية الرئيسية.

الخطيب الروماني شيشرون سماه "رجل اليونان الأول"، إلا حتى إپامينونداس سقط في غياهب النسيان في العصور الحديثة. فالتغييرات التي صنعها إپامينونداس في النظام السياسي اليوناني لم تدم طويلاً بعد وفاته، إذ استمرت دورة الهيمنات والتحالفات المتغيرة، دون توقف. فبعد فقط سبعة وعشرين سنة من وفاته، لقيت طيبة المتمردة هزيمة ماحقة على يد الإسكندر الأكبر. وبذلك فإن إپامينونداس —الذي كان يُمدح في وقته كمثالي ومحرر-أضحى لا يـُذكر اليوم إلا لحملته التي دامت عقد من الزمان (371 ق.م. إلى 362 ق.م.) التي أنهكت القوى البرية الكبرى في اليونان ومهدت الطريق للفتح المقدوني.

خلفية

كأنما أرادت إسبارطة حتى تقوي هذا الحقد في صدور الدول اليونانية الأخرى، فادعت لنفسها حق تفسير شروط "صلح الملك" وإرغام هذه الدول على الخضوع لها. وأرادت حتى تضعف قوة طيبة فأصرت على حتى الحلف البؤوتي لا يتفق مع الشرط القاضي باستقلال الدول اليونانية الكبرى وحتمت حله. وتذرعت إسبارطة بهذه الحجة فأقامت في كثير من المدن البؤوتية حكومات ألجركية موالية لها، تؤيدها في كثير من الحالات حاميات إسبارطية، ولما احتجت طيبة على هذا العمل استولت قوة لسديمونية على كدميا Cadmeia معقلها الحصين، وأقامت فيها حكومة ألجركية خاضعة لسيطرة إسبارطة. وأثارت هذه الأزمة في نفس طيبة بطولة لا عهد لها بها، فاغتال پلوپيداس Plopidas وستة من رفاقه طغاة طيبة الأربعة صنائع إسبارطة، وأعادوا إلى المدينة حريتها واستقلالها. وأعيد تنظيم الحلف واختير بلبداس زعيماً له. واستدعى بلبداس لمعونته صديقه وحبيبه إباميننداس، فدرب الجيش الذي أعاد إسبارطة إلى عزلتها القديمة، وقاده بنفسه في المعارك التي انتهت بهذه النتيجة.

وكان إباميننداس من أسرة عريقة أخنى عليها الدهر، تفخر بأن ترجع بأصولها إلى أنياب الهولة التي غرسها كدمس قبل مولده بألف عام. وكان رجلاً هادئاً قيل عنه إنه ليس بين الناس من هوأقل منه كلاماً أوأكثر منه فهم(7)؛ وقد حببه إلى أهل طيبة، على الرغم من النظام العسكري الذي أخذهم به، تواضعه واستقامته، وحياته التي لا تكاد تفترق في شيء عن حياة الزهاد، وإخلاصه لأصدقائه، وسداد رأيه إذا استنصح، وشجاعته المصحوبة بالتؤدة وضبط النفس وقت العمل. ولم يكن يحب الحرب ولكنه كان يعتقد أنه لا توجد أمة على ظهر الأرض تستطيع الاحتفاظ بحريتها إذا فقدت روحها وعاداتها الحربية. ولما اختير المرة بعد المرة رئيساً للحلف البؤوتي حذر الذين أرادوا حتى يعطوه أصواتهم بقوله: "فكروا في الأمر مرة أخرى لأنني إذا وليتموني قيادتكم سأضطركم إلى الخدمة في جيشي"(8). ودرب الطيبيون المتراخون تحت قيادته حتى صاروا جنوداً بواسل، وحتى العشاق اليونان الذين كثر عددهم في المدينة ألّف منهم بلبداس "عصبة مقدسة" تبلغ عدتها ثلاثمائة من المحاربين بتر جميع منهم على نفسه عهداً بأن يقف في المعركة إلى جانب صديقه حتى يموت.


معركة لوكترا (371 ق.م.)

معركة لوكترا، 371 ق.م.، تبين التقدم التكتيكي لإپامينونداس.

ولما غزا بؤوتية جيش إسبارطي عدته عشرة آلاف جندي يقوده الملك كليمبروتس، التقى به إباميننداس عند لكترا بالقرب من بلاتية ومعه ستة آلاف رجل وانتصر عليه نصراً كان له أعظم الأثر في تاريخ اليونان كله وفي أساليب أوربا العسكرية. وكان هوأول يوناني وجه عنايته إلى دراسة الحركات العسكرية، وكان يقدر على الدوام أنه سيقابل في جميع معركة عدواً يفوقه في عدد الرجال، فكان يركز نخبة مقاتليه ليهاجم به أحد جناحي العدو، ثم يأمر بقية الجيش حتى تلتزم خطة الدفاع؛ فإذا تقدم العدوفي القلب أمكن تشتيت ضمه بهجوم على جناحه الأيسر. ولما تم له النصر في واقعة لكترا زحف هووبلبداس إلى البلوبونيز وحررا مسنيا من تبعيتها لإسبارطة التي دامت قرناً من الزمن، وأسسا مدينة مغالوبوليس لتكون معقلاً لجميع الأركاديين. ونزل الجيش الطيبي إلى ليكونيا نفسها؛ وتلك حادثة لم يكن لها مثيل منذ مئات من السنين. ولم تستفق إسبارطة قط مما لحق بها من الخسارة في هذه الحرب: "فلم تستطع" على حد قول أرسطاطاليس "أن تفيق من هزيمة واحدة، وقضى عليها قلة عدد مواطنيها"(9).

هيمنة طيبة

ولما أقبل فصل الشتاء انسحب الطيبيون إلى بؤوتية. واغتر إباميننداس بالنصر كما كان يغتر به سائر قواد اليونان المنتصرين. فبدأ يفكر في إنشاء إمبراطورية طيبية تحل محل الوحدة التي أفاءتها زعامة أثينة أوإسبارطة من قبل على بلاد اليونان، وقد جرته هذه الخطة إلى محاربة الأثينيين، وأرادت إسبارطة حتى تسترد مكانتها السابقة فتحالفت مع أثينة.

الغزوالأول لپلوپونيز (370 ق.م.)

مسنيا في الفترة الكلاسيكية

المحاكمة

الغزوالثاني لپلوپونيز (369 ق.م.)

الغزوالثالث لپلوپونيز (367 ق.م.)

مقاومة طيبة

الهيمنة الطيبية؛ تكتلات القوة في اليونان في العقد المنتهي في 362 ق.م.


الغزوالرابع لپلوپونيز (362 ق.م.)

والتقت جيوش الأعداء عند مانتينيا عام 362 ق.م.، وانتصر إپامينونداس في هذه المعركة، ولكنه اغتال في أثنائها بيد گريلوس Gryllus بن اكسانوفون. ولم تجنِ هلاس خيراُ دائماً من زعامة طيبة القصيرة. نعم إنها حررت بلاد اليونان من طغيان إسبارطة، ولكنها عجزت، كما عجز مَن قبلها، على حتى توجد نطاق بؤوتة وحدة متجانسة متماسكة؛ وكان من أثر النزاع الذي خلقته في بلاد اليونان حتى أضحت الدول اليونانية من أثره مضطربة ضعيفة عاجزة عن لقاء فليب حينما انقض عليها من الشمال.


وفاته

وفاة إپامينونداس، كما صورها بنجامن وست.

أثناء تقدمه على رأس قواته في مانتنيا، أصيب إپامينونداس برمح في صدره. ويقترح كورنليوس نپوس حتى الاسبرطيين استهدفوا قتله لإضعاف عزيمة الطيبيين. وقد انكسر الرمح تاركا رأسه في جسد إپامينونداس، الذي انهار. الطيبيون حوله قاتلوا باستماتة ليمنعوا الاسبرطيين من خطف جسده. وحين حـُمِل إلى معسكره، فقد كان حياً، وسأل لمن الغلبة،يا ترى؟ وحين قيل له حتى البئوتيين قد انتصروا، نطق "آن لي حتى أموت." ويزعم ديودورس الصقلي حتى أحد أصدقائه تساءل متعجباً "إپامينونداس، أتموت دون عقب (أطفال)؟" ثم أجهش في البكاء. فقيل حتى إپامينونداس رد عليه "كلا، وحق زيوس، بل أهجر خلفي ابنتين، لوكترا ومانتنيا، فوزاي." كورنليوس نپوس، الذي تتشابه روايته، يضيف آخر حدثات إپامينونداس: "لقد عشت بما فيه الكفاية، لكي أموت ولم أُهزَم قط." وحين سُحـِب رأس الرمح، توفي إپامينونداس على الفور. وحسب التنطقيد اليونانية، فقد دُفِن في أرض المعركة.

تقييمه

إساك والراڤن، فراش موت إپامينونداس. المتحف الملكي، أمستردام.


الهامش

  1. ^ Cornelius Nepos, Epaminondas, IX; Diodorus, XV, 87
    * Tritle, The Greek World in the Fourth Century, 94
  2. ^ Stylianou, Diodorus Siculus, 519
تاريخ النشر: 2020-06-06 17:11:09
التصنيفات: Infobox military person image param needs updating, Pages using deprecated image syntax, مواليد 418 ق.م., وفيات 362 ق.م., يونانيو القرن الرابع ق.م., جنرالات يونانيون قدماء, رجال دولة يونانيون قدماء, يونانيون قدماء قتلى الوغى, جنرالات طيبيون قدماء, LGBT people from Greece, Ancient LGBT people, الهيمنة الطيبية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

«القيصر» بوتين.. وفخ بايدن - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:21:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

بايدن يستضيف اجتماعًا مع قادة الاتحاد الأوروبي حول أوكرانيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:21:22
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

7 مخاوف تصيبك بـ«الوسواس القهري»! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:21:54
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

إصابات كوفيد-19 تتجاوز 100 ألف للمرة الأولى في «كوريا الجنوبية»

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:23:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

البرتغال تخفف قيود «كورونا» مع انخفاض عدد الإصابات

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:23:10
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

«نيكي» في طوكيو يفتح على انخفاض 1.24%

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:23:11
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

انقطاع المياه اليوم عن مدينة البدرشين والقرى التابعة لها لمدة 8 ساعات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:21:19
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 41%

الصحة: توفير عقارين لعلاج سرطان الكبد عن طريق الفم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:21:14
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 49%

موسكو تكشف أسباب طرد نائب السفير الأمريكي من روسيا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:23:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 75%

مستشار قانوني: المالك والمستأجر ضحايا قانون الإيجار القديم

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:24:55
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

6 تصرفات تجنبيها حتى لا تخسري زوجك

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 06:15:21
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 41%

سيدة لمحكمة الأسرة: زوجى حاول نفى نسب أولاده للتهرب من 13 ألف جنيه نفقة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:21:17
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 49%

3 مواجهات عربية خالصة في الجولة الثانية بدوري أبطال إفريقيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:21:15
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 48%

9 خطوات دلل بها نفسك واستمتع بإسعادها - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-18 03:21:54
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

انسداد الأذن قد يكون من أعراض السرطان

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-18 06:15:20
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 46%

تحميل تطبيق المنصة العربية