أبولؤلؤة المجوسي (ت. 644) اسمه "پیروز نهاوندی" مجوسي الأصل، ويكنى أبولؤلؤة نسبة إلى ابنته وكان يسمى في قومه بابا شجاع الدين اسر من قبل الروم ثم اسره المسلمين من الروم وسبي إلى المدينة المنورة سنة 21 ه, كان مولى عند المغيرة بن شعبة. اغتال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ثم اغتال نفسه. يسميه الفرس بابا شجاع الدين، وله مقام كبير في مدينة كاشان في إيران.

حياته

اغتيال عمر بن الخطاب

الروايات الشيعية

ورد في مصادر للشيعة أنه مسلم ومن شيعة علي. نطق الميرزا عبد الله الأفندي: "إن فيروز قد كان من أكابر المسلمين، والمجاهدين، بل من اخُلَّص أتباع أمير المؤمنين "،ونطق: "والمعروف كون أبي لؤلؤة من خيار شيعة علي"، وهناك من الشيعة من يعده مجرمًا لقتله عمر بن الخطاب وأقيم عليه حد القتل في المدينة ولا يرى حتى قبره الذي في إيران حقيقيا وإنما دفن بعد حتى أقيم عليه القصاص بالقتل في المدينة. وتذكر بعض الروايات أنه نجى بعد مقتل عمر وهرب إلى مدينة قاشان الإيرانية حيث توفي فيها.

الروايات السنّية

ورد في مصادرأهل السنة والجماعة انه مجوسي مجرم لإغتياله عمر بن الخطاب ويقول فيه ابن تيمية "وأبولؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام كان مجوسياً من عباد النيران، فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله، وحبا للمجوس، وانتقاما للكفار، لما عمل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسم أموالهم" ، كان عدد من الفرس الذين بقوا على المجوسية يضمرون الحقد والكراهية لقائد الدولة الإسلامية التي دحرت جيوشهم وقضت على إمبراطوريتهم واسعة الأطراف، ففي شهر أكتوبر من سنة 644 اتجه عمر لأداء الحج في مكة حيث يُعتقد حتى مخططي الاغتيال اتبعوه حتى جبل عهدة، حيث سُمع صوت يهتف حتى عمرَ لن يقف مرة أخرى على الجبل، وفي رواية أخرى شوهد رجل وهويهتف حتى هذا حج الخليفة الأخير، وفي أخرى حتى إحدى الجمرات أصابت رأس ابن الخطاب خلال الرجم وسُمع صوت أحدهم يقول أنه لن يحج مجددًا. وفي جميع الأحوال، يتفق المؤرخون أنه بعد عودة عمر بن الخطاب إلى المدينة المنورة طعنه أبولؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر ذات نصلين ست طعنات، وهويُصلي الفجر بالناس، وكان ذلك يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ، الموافقة لسنة 644 م، ثم حُمل إلى منزله والدم يسيل من جرحه وذلك قبل طلوع الشمس. وحاول المسلمون القبض على القاتل فطعن ثلاثة عشر رجلاً توفي منهم ستة، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى رداءً كان معه على أبي لؤلؤة فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة فطعن نفسه منتحرًا. وبذلك دفن أبولؤلؤة فيروز الفارسي، أخبار المؤامرة والدوافع إليها، فاختلفت الروايات حسب ما يستنتجه المؤرخون.

من أبرز الروايات والاستنتاجات التي قيلت حول حادثة اغتيال عمر بن الخطاب، حتى الأخير كان قد حرّم على المشركين الذين بلغوا الحلم حتى يدخلوا المدينة المنورة لما انطوت عليه قلوبهم من ضغائن وأحقاد ضد الإسلام، ولكن المغيرة بن شعبة عامله على الكوفة خط إليه يطلب منه الإذن بدخول غلام له اسمه فيروز، ويُكنى بأبا لؤلؤة، لينتفع به المسلمون لأنه كان يتقن عدة صناعات فهوحداد ونجار ونقاش فوافق عمر، وذات يوم اشتكى أبولؤلؤة لعمر حتى المغيرة يفرض عليه خراجًا كبيرًا، فلما سمع منه عمر نطق له حتى خراجك ليس بالكبير على ما تقوم به من أعمال، فاغتاظ أبولؤلؤة المجوسي من ذلك، وأضمر الشر والحقد عدة أيام ثم ترجمه بطعن الخليفة. ويستند القائلون بهذه الرواية إلى السيرة التي تقول حتى عبد الرحمن بن أبي بكر، وهورجل صالح ثقة، شهد أنه رأى الهرمزان وفيروز وجفينة النصراني ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجرًا ذونصلان وشهد عبد الرحمن بن أبي بكر أنه نفس الخنجر الذي طعن به عمر. أما الهرمزان فكان من ملوك المجوس الفرس على منطقة الأحواز، وقد أسره المسلمون وعفا عمر عنه بعد نكثه العهد مرارًا، وكان الحقد يملأ قلبه لأنه فقد ملكه، وعندما شعر بالخطر أظهر الإسلام، ولكن الناس كانوا يشكون في إسلامه. وأما جفينة النصراني فهومن مسيحيي الحيرة أوفده سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ليفهم أبناءها القراءة والكتابة. ونطق بعض المؤرخين أنه كان لليهود دور في المؤامرة، واستدلوا على ذلك بأن كعب الأحبار، وكان يهوديًا من أهل اليمن أسلم في عهد عمر وأفاض على الناس من أخبار الإسرائيليات، وترجع كثير من إسرائيليات التفسير لروايته، فلما اتى كعب هذا لعمر قبل مقتله بثلاثة أيام، فنطق له: «يا أمير المؤمنين اعهد فإنك ميت في ثلاثة أيام»، فنطق عمر: «وما يدريك؟»، نطق: «أجد في كتاب الله عز وجل التوراة»، نطق عمر: «الله! إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟»، نطق: «اللهم لا ولكني أجد صفتك وحليتك، وأنه قد فنى أجلك». وهذه الرواية إذا صحت تجعل الكثير يشكون في كون كعب هذا خلع في المؤامرة لكن هذه الرواية على الأغلب لم تصح.

وفاته

هناك روايات عن وفاته. البخاري في سليمه يذكر أنه اغتال نفسه عندما اُمسِك به بعد قتله عمر بن الخطاب بدقائق. بعض الشيعة يقولون أنه هرب إلى كاشان, حيث عاش لسبع سنوات، حتى اُمسِك به وقـُتـِل.

ولدى سماعه بمقتل أبيه, قام عبيد الله بن عمر (وهوغير أخيه عبد الله) بقتل أناس ذوي علاقة بأبي لؤلؤة. بعض الضحايا المحتملين ضموا زوجة أبي لؤلؤة وابنته وابنيه ورجل مسيحي يدعى جفينة والهرمزان من خوزستان (الذي كان قد أسلم وأقام بالمدينة). وقد عفا الخليفة عثمان بن عفان عن عبيد الله. وبعض المصادر تشير أنه عندما قرر الخليفة علي بن أبي طالب طلب القصاص من عبيد الله، فر عبيد الله إلى معاوية وانضم لقواته.

حادثة قتله لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

كما ورد في سيرة ابن هشام أنه في صلاة الصبح من يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة . ودفن يوم الأحد هلال المحرم سنة أربع وعشرين . ولما عاد من الحج في آخرها قام خطيبا . فنطق إني رأيت كأن ديكا أحمر نقرني نقرتين أوثلاثا ، ولا أرى ذلك إلا حضور أجلي.

ثم خرج إلى السوق فلقيه أبولؤلؤة المجوسي ، غلام المغيرة بن شعبة . وكان صانعا يعمل الأرحاء. فنطق له ألا تحدث مولاي يضع عني من خراجي،يا ترى؟ نطق وكم خراجك ،يا ترى؟ نطق دينار. نطق إنك لعامل محسن فنطق وسع الناس عدلك وضاق بي، وأضمر اغتال عمر فاصطنع له خنجرا ذا حدين وشحذه وسمه. ثم أتى به الهرمزان. فنطق كيف من الممكن أن ترى هذا،يا ترى؟ نطق أرى أنك لا تضرب به أحدا إلا قتله.

فلما كبر عمر رضي الله عنه في صلاة الصبح طعنه ثلاث طعنات .وفيها : اغتال عمر رضي الله عنه . في صلاة الصبح من يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة . ودفن يوم الأحد هلال المحرم سنة أربع وعشرين .

ولما فهم عمر قبل وفاته حتى الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله على ان لم يقتله رجل سجد لله تعالى ولما توفي دفن بجوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وبجوار أبي بكر وسيرة مقتله في السليمين .

سليم البخاري (جزء ثلاثة - صفحة 1363 - رقم 3497): عن عمروبن ميمون نطق: رأيت عمر بن الخطاب قبل حتى يصاب بأيام المدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف نطق كيف من الممكن أن عملتما أتخافان حتى تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق ،يا ترى؟ نطقا حملناها أمرا هي له مطيقة ما فيها كبير فضل. نطق انظر حتى تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق. نطقا لا. فنطق عمر: لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا. نطق فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب. نطق (عمروبن ميمون): إني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكان إذ مر بين الصفين نطق استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر وربما قرأ سورة يوسف أوالنحل أونحوذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس، فما هوإلا حتى كبر فسمعته يقول قتلني الكلب حين طعنه. فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا توفي منهم سبعة. فلما رأى ذلك رجل من المسلمين، طرح عليه برنسا. فلما افترض العلج أنه مأخوذ، نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه. فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون "سبحان الله سبحان الله". فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة، فلما انصرفوا نطق (عمر): يا ابن عباس انظر من قتلني. فجال ساعة ثم اتى فنطق: غلام المغيرة. نطق: الصنع،يا ترى؟ نطق: نعم. نطق: قاتله الله لقد أمرت به معروفا، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام.

نطق ابن سعد في الطبقات الكبرى (3|345): أبلغنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب نطق: كان عمر لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة حتى خط المغيرة بن شعبة وهوعلى الكوفة يذكر له غلاما عنده صنعا ويستأذنه حتى يدخله المدينة ويقول إذا عنده أعمالا كثيرة فيها منافع للناس إنه حداد نقاش نجار فخط إليه عمر فأذن له حتى يرسل به إلى المدينة وضرب عليه المغيرة مئة درهم جميع شهر فاتى إلى عمر يشتكي إليه شدة الخراج فنطق له عمر ماذا تحسن من العمل فذكر له الأعمال التي يحسن فنطق له عمر ما خراجك بكثير في كنه عملك فانصرف ساخطا يتذمر فلبث عمر ليالي ثم إذا العبد مر به فنادىه فنطق له ألم أحدث أنك تقول لوأشاء لصنعت رحى تطحن بالريح فالتفت العبد ساخطا عابسا إلى عمر ومع عمر رهط فنطق لأصنعن لك رحى يتحدث بها الناس فلما ولى العبد أقبل عمر على الرهط الذين معه فنطق لهم أوعدني العبد آنفا!

فلبث لي ليالي ثم اشتمل أبولؤلؤة على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه فكمن في زاوية من زوايا المسجد في غلس السحر فلم يزل هناك حتى خرج عمر يوقظ الناس للصلاة صلاة الفجر وكان عمر يعمل ذلك فلما دنا منه عمر وثب عليه فطعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت السرة قد خرقت الصفاق وهي التي قتلته ثم انحاز أيضا على أهل المسجد فطعن من يليه حتى طعن سوى عمر أحد عشر رجلا ثم انتحر بخنجره فنطق عمر حين أدركه النزف وانقصف الناس عليه قولوا لعبد الرحمن بن عوف فليصل بالناس ثم غلب عمر النزف حتى غشي عليه نطق بن عباس فاحتملت عمر في رهط حتى أدخلته بيته ثم صلى بالناس عبد الرحمن فأنكر الناس صوت عبد الرحمن فنطق بن عباس فلم أزل عند عمر ولم يزل في غشية واحدة حتى أسفر الصبح فلما أسفر أفاق فنظر في وجوهنا فنطق أصلى الناس نطق فقلت نعم فنطق لا إسلام لمن هجر الصلاة ثم نادى بوضوء فتوضأ ثم صلى ثم نطق اخرج يا عبد الله بن عباس فسل من قتلني نطق بن عباس فخرجت حتى فتحت باب الدار فإذا الناس مجتمعون جاهلون بخبر عمر نطق فقلت من طعن أمير المؤمنين فنطقوا طعنه عدوالله أبولؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة نطق فدخلت فإذا عمر يبد في النظر يستأني خبر ما بعثني إليه فقلت أوفدني أمير المؤمنين لأسأل من قتله فحدثت الناس فزعموا أنه طعنه عدوالله أبولؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ثم طعن معه رهطا ثم اغتال نفسه فنطق الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله بسجدة سجدها له قط ما كانت العرب لتقتلني.

روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (جزء 44 - صفحة 441) من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر نطق: لما طعن عمر وكانتا طعنتين فخشي حتىقد يكون له ذنب إلى الناس لا يفهمه فنادى عبد الله بن عباس وكان يحبه ويأتمنه فنطق أحب حتى تفهم عن ملأ من الناس كان هذا فخرج ابن عباس ثم عاد إليه فنطق يا أمير المؤمنين ما أتيت على ملأ من المسلمين إلا يبكون كأنما فقدوا اليوم أبناءهم نطق فمن قتلني نطق أبولؤلؤة المجوسي عبد المغيرة بن شعبة. نطق فرأينا البشر في وجهه ونطق الحمد لله الذي لم يقتلني رجل يحاجني بلا إله إلا الله يوم القيامة أما إني قد كنت نهيتكم حتى تحملوا إلينا من العلوج فعصيتموني.

ويتفق أهل السنة حتى الدافع وراء أبي لؤلؤة هوحقده على عمر لقيامه بفتح بلاد فارس. نطق ابن تيمية في منهاج السنة: "وأبولؤلؤة كافرٌ باتّفاق أهل الإسلام، كان مجوسيا من عباد النيران... فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله، وحبا للمجوس، وانتقاما للكفار لما عمل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسم أموالهم"[1]. لكنهم يختلفون إذا كان هناك من شارك أبا لؤلؤة أم لا. إذ حتى عبد الرحمن بن أبي بكر قد رأى -غداة طعن عمر- أبا لؤلؤة والهرمزان (قائد فارسي غدر المسلمين ثم ادعى الإسلام) وجفينة (نصراني من الحيرة) يتناجون. ولما رؤوا عبد الرحمن سقط منهم خنجر له رأسان، وهذه الشهادة هي التي جعلت عبيد الله بن عمر يتسرع فيشتمل على سيفه فيقتل به الهرمزان، ويهم بقتل جفينة.

ابنته

كان لأبي لؤلؤة ابنة صغيرة قتلها عبيد الله بن عمر وقد نصّ المؤرخون على حتى جمعا من (الصحابة) قد طالبوا عثمان بن عفان بقتل عبيد الله بابنة أبي لؤلؤة. فذكروا حتى علياً والمقداد وغيرهما قد طالبوا بالاقتصاص من عبيد الله لقتله ابنة أبي لؤلؤة.

نسله

هناك إلى اليوم أناس يدعون أنهم من نسل أبي لؤلؤة، ومعظمهم في كاشان، واسم عائلتهم "عظيمي".

الهامش