السلفية في الكويت

عودة للموسوعة

السلفية في الكويت

السلفية في الكويت، هي إحدى التيارات الإسلامية في الكويت.

خلفية

تشهد الساحة السياسية الكويتية جدلاً سياسيًا وإعلاميًا ومجتمعيًا حول مستقبل تيار الإسلام السياسي في هذا البلد الخليجي، لاسيما في ضوء ما تمخضت عنه ما أصبحت تُعهد "بثورات الربيع العربي" من نتائج نوعية، ألقت بظلالها على مجمل الأوضاع الإستراتيجية، الداخلية والخارجية، في مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط، وفي القلب منها دول مجلس التعاون الخليجي.

ويُعد التيار السلفي، بجميع مدارسه التقليدية، من أبرز التيارات التي وُضعت تحت المجهر، في الآونة الأخيرة، بعد حتى دشن ثقلاً كبيرًا وحضورًا فاعلاً في المشهد الإسلامي في عدد من الدول العربية، حتى تلك التي لم تشهد ثورات من الناحية العملية، لكنها شهدت حراكًا مجتمعيًا وزخمًا سياسيًا غير مسبوق، كما هوخليجياً في الحالة الكويتية.

فقد حقق التيار السلفي الكويتي نجاحًا كبيرًا في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة التي أُجريت مطلع شهر فبراير 2012، حيث عزز تواجده النيابي ليكون الفصيل الإسلامي الأكثر تمثيلاً وحضورًا في البرلمان وعلى المشهد السياسي الكويتي عمومًا؛ مستفيدًا من هامش الحرية الواسع نسبيًا في الكويت، وتغاضي الحكومة عن تشكيل التيارات السياسية ونشاطاتها التي لا يقرّها دستور البلاد.


الأحزاب السياسية في الدستور الكويتي

على الرغم من حتى دستور دولة الكويت لا يسمح بإنشاء الأحزاب السياسية، إلا أنَّ قادة الكثير من القوى السياسية المحلية المعبِّرة عن مختلف التوجهات والتيارات الفكرية والأيديولوجية، يرون حتى الدستور وإن كان لم يقر هذه الأحزاب فإنه لم يحرمها، ويمضى البعض للقول بأن المذكرة التفسيرية للدستور أشارت ضمنًا لمثل هذه التكتلات السياسية.

ورغم عدم الشرعية القانونية للأحزاب السياسية؛ فإنه لم يسجل في تاريخ النظام السياسي في الكويت - حتى الآن- حتى اتُّخِذ أي إجراء سلبي حيالها، فلم يتم استنادىء مؤسسيها أوالتحقيق معهم كما لم تُمس اجتماعاتهم من قريب أوبعيد؛ فقد شهدت الساحة السياسية الكويتية ظهور تكتلات عديدة تعبر عن مختلف ألوان الطيف السياسي، والتي بدأت تتعاطى مع الأحداث المحلية والإقليمية والدولية، وتعبر عن مواقفها إزاء هذه التطورات والأحداث.

النشأة والتكوين

تُعد السلفية جزءًا من تيار الإسلام السياسي السنّي في الكويت، وهوتيار يتسم بالاتساع، ليضم الكثير من القوى المتباينة في الفكر والطرح والرؤى على نحوما سيتم التعرض له بالتفصيل لاحقًا.

إرهاصات النشأة التاريخية

لم تكن نشأة السلفية في بداياتها منظمة في الكويت -بعكس الحال بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين- بل كان العمل والممارسة أقرب إلى الطابع العفوي غير المؤسسي، حيث تعمل جميع مجموعة من النادىة في منطقة أومسجد، وكانت أهدافها دعوية بحتة هجرز على التوحيد ومحاربة البدع، ولم يكن السلفيون، آنذاك، يهتمون بالعمل السياسي ولا بالنشاط الطلابي.

وتؤصّل غالبية المراجع التاريخية والمؤلفات السياسية المُعتبرة لبدايات التيار السلفي في الكويت إلى عشرينيات القرن الماضي؛ حيث ظهر عدد من نادىة السلف وشيوخها من أمثال: الشيخ عبد الله خلف الدحيان (1872 - 1929)، والشيخ عبد العزيز الرشيد (1881 – 1927)، والشيخ محمد بن سليمان الجراح (1902- 1987)، والشيخ يوسف العيسى القناعي وغيرهم، جيث قامت جذور التيار السلفي في الكويت، على أكتاف هؤلاء المشايخ، ونشأ تيار يعبر عن النسق السلفي التقليدي الذي يمارس نشاطه الدعوي والخيري(1).

وقد أسهمت عدة عوامل ومعطيات محلية وإقليمية في تزايد تواجد التيار السلفي، واتساع نفوذه في الكويت، على الصعيد المجتمعي أولاً، ثم على الصعيد السياسي منذ منتصف الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي. وتتمثل أبرز هذه العوامل في الآتي:

قدوم بعض الفهماء من ذوي الاتجاهات السلفية إلى الكويت خلال هذه الفترة الزمنية، من أمثال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق.

عودة الطلبة الكويتيين الدارسين الذين درسوا الفكر السلفي إلى بلدهم في أواخر السبعينيات؛ إذ مع رجوعهم ترعرع التوجه السلفي فيما يُعرَف بالمناطق الخارجية في الكويت؛ حيث كان للخصائص البيئية المشهجرة والثقافات المتقاربة لهذه المناطق المحافظة عامل إضافي أشاع هذا الفكر ونشر أدبياته، بينما بقيت المناطق الداخلية "الحضر" إلى يومنا هذا لا تشكِّل ثقلاً للتيار السلفي.

هجريز السلفيين في بداية النشأة على الدعوة للعقيدة الخالصة ومحاربة "البدع والخرافات" بعيدًا عن السياسة ودهاليزها، في وقت كان الكويتيون يعزفون فيه عن المشاركة في التيارات والتجمعات السياسية أوالانتماء إليها؛ ومن ثم أصبح للتيار السلفي وجود قوي داخل المجتمع الكويتي، لاسيما بعد تراجع التجمعات والحركات الغير إسلامية بدءًا من هزيمة يونيو/حزيران 1967م التي أدت إلى تراجع الخطاب السياسي القومي(2).

فترة التأسيس

في أوائل الثمانينيات تم إنشاء جمعية "إحياء التراث الإسلامي" لتكون قابلة رسمية لعمل الجماعة السلفية على غرار جمعية "الإصلاح الاجتماعي" الممثلة للإخوان المسلمين. وقد حملت جمعية إحياء التراث خلال الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية عام 1981 لواء رفض دخول مجلس الأمة، من منطلق كونه يمثل سلطة التشريع الوضعي المخالف للقاعدة التي يقوم عليها الحكم الإسلامي.

تمحورت أهداف وأنشطة "إحياء التراث الإسلامي" كجمعية نفع في "الدعوة إلى كتاب الله تعالى وسُنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ومنهج السلف، والدعوة إلى عبادة الله وحده، والعمل على تعاون المسلمين على البر والتقوى، ونشر الخير والفضيلة، وإحياء التراث من خلال نشر خط السلف، وتحذير المسلمين من البدع والمحدَثات التي شوهت جمال الإسلام وحالت دون تقدم المسلمين، وإنشاء المساجد والمؤسسات الصحية والتعليمية والمشاريع الخيرية والإنسانية في جميع أنحاء العالم عبر مجموعة من اللجان المتخصصة".

وفي فترة ما بعد التحرير من الغزوالعراقي عام 1991، شهدت جمعية إحياء التراث حالة انقسام فكري كبيرة في صفوفها، حيث خرج من رحمها "الحركة السلفية الفهمية" بقيادة الشيخ حامد العلي، وتبعتها جماعة المدينة بقيادة الشيخ د. فلاح مندكار، كما انفصلت عنها عدة شخصيات إسلامية سلفية أخرى.

وقد اتى هذا الانقسام متزامنًا مع الانقسام الذي شهده البيت السلفي الخليجي عمومًا والذي تمحور حول عدد من القضايا الشرعية.


العلاقة بين التيار السلفي الكويتي ونظيره في السعودية

وفقًا للأسس التاريخية للحركة السلفية في الكويت، يمكن القول إنها اتىت امتدادًا للفكر والنهج الذي حمل رايته في المملكة العربية السعودية –كدولة جوار مباشر للكويت- وأسسه الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1703-1792)؛ حيث ترتبط جمعية إحياء التراث التي تعبِّر عن التيار السلفي التقليدي بفهماء المملكة العربية السعودية ارتباطًا وثيقًا في مجال الفتوى وتنمية الوعي السلفي لدى أنصارها؛ وتستضيفهم في منتدياتها وأنشطتها ومحافلها.

رغم بعض النداءات من داخل التيار السلفي نفسه والتيار الإسلامي بشكل عام التي تدعوإلى ضرورة حتى تكون الفتوى في القضايا الشائكة والمحورية صادرة عن فهماء الكويت لدرايتهم بالشأن المحلي وتفاصيله؛ فإن السلفية التراثية ما زالت ترجع إلى خط بن باز وبن عثيمين في بناء الثقافة الشرعية للمنتمين إليها، وإلى هيئة كبار الفهماء في المملكة السعودية لاستفتائها في عظائم الأمور.

الرؤية العامة والمنطلقات الفكرية

ترتكز رؤية التيار السلفي في الكويت مثل غيره من التيارات السلفية، على منهج "الاتباع المستبصر لفهم القرآن والسنة، واحترام الفهماء الذين قاموا بفهم هذا الدين وتبليغه واقتفاء آثارهم في ذلك".

وتقوم الأصول الفهمية للدعوة السلفية في الكويت كما خط الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، الذي يعد الأب الروحي لجمعية إحياء التراث الاسلامي - على ثلاث ركائز، هي:

أولاً: التوحيد: ويعني (الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه دون تحريف أوتأويل والإفراد له بالعبادة، وحق الله تعالى دون سواه بالتشريع للبشر في شؤون دنياهم). ثانيًا: الاتباع: بمعنى (أن النبي محمدًا -صلّى الله عليه وسلّم- رسول مبلغ عن ربه جلّ وعلا، وأنه اتى بوحيين: القرآن والسنة، وأن الدين هوالمنهج والطريق، وأن منزلة الرسول الكريم عظيمة أوجبت علينا الطاعة المطلقة والحب له). ثالثًا: التزكية: أي (تزكية النفوس وتطهيرها من الرذائل والشرك)(3). لقد سعت جمعية إحياء التراث الإسلامي إلى إعادة ترتيب أوراقها بعد الهزة الكبيرة التي تعرضت لها صفوفها عقب تحرير الكويت من الغزوالعراقي، فقامت بإنشاء ذراع سياسي باسم "التجمع السلفي" خاضت به غمار العمل البرلماني وأقحمت به نفسها في التوازنات والصفقات السياسية، وهي قضية اختلف عليها السلفيون كثيرًا وكانت محل انقسام بينهم خاصة في ظل ما تبعه الانخراط في العمل السياسي من قبول لـ "الديمقراطية" كنظرية سياسية يُنظَر إليها كنقيض لمبدأ الشورى الإسلامي.

إلى غير ذلك وقع تطور في فكر ورؤية التيار السلفي واستجابة لمتطلبات الواقع السياسي في ظل مسارعة جميع القوى الإسلامية والليبرالية والوطنية لتشكيل تيارات وحركات سياسية بعد تحرير الكويت، حيث يؤكد رموز الجماعة السلفية على حتى برنامجهم "أقرب إلى الإستراتيجية الدعوية منه إلى البرنامج الفهمي السياسي".

المرتكزات الأيديولوجية

تتمحور أيديولوجية التيار السلفي في الدعوة إلى إقامة الدولة الإسلامية وفقًا للسياسة الشرعية من خلال استخدام القنوات الدستورية، ونبذ أسلوب العنف، والتدرج في إقامة المجتمع الإسلامي من خلال إصلاح الفرد ثم المجتمع، ولكن ليس هناك برنامج مرحلي محدد لتحقيق ذلك، ومن ثم يمكن القول: إذا برنامج التيار السلفي أقرب إلى الاستراتيجية منه إلى البرنامج العملي. وقد شهدت السنوات الأخيرة عدة مؤشرات عملية تعكس عمومًا، التغير الحركي والأيديولوجي للتيار السلفي، وأهمها:

  • التصدي لمشاركة بعض المؤلَّفات الأدبية والسياسية لبعض الكُتَّاب والروائيين الذين ينتمون للنخب الليبرالية ذات التوجه الفهماني.
  • قيام رموز السلفية بقيادة مظاهرات واعتصامات تندد بتعدي مواطن ينتمي للممضى الشيعي بالتطاول على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وتلبية لتلك المطالب
  • أصدرت الحكومة الكويتية مرسومًا يقضي بسحب الجنسية عن هذا المواطن(4).

ويعكس هذا المؤشر تجاوز فكرة التيار السلفي لفكرة التعاطي مع القضايا الإسلامية بصورة أوبأخرى بالخطابات والاستنكارات والشجب، وتحوله عن رؤيته الأيديولوجية التي ظلت تحكمه منذ عقود، وهي الهجريز على التربية بأشكالها المتنوعة والمتنوعة التي لا تخرج عن أبواب الفقه والتراث، الأمر الذي يعطي انطباعًا بتطور فكر وأيديولوجية هذا التيار الذي طالما وُصِف بأنه الأقل حركية من غيره من التيارات الإسلامية الأخرى، وقد أضفى هذا التطور نضجًا على مواقف التيار السلفي بما جعله أكثر حزمًا وأكثر فاعلية من ذي قبل.

التوجهات والخطاب العام

اعتنى التيار السلفي قبل عام 1990، بتجريد التوحيد من درن الشرك وبالعمل الخيري، ولم يكن له اهتمام كبير بالعمل السياسي، خاصة وأنه يُعد من التيارات الدينية المتحفظة تجاه المفاهيم السياسية الحديثة، ومفهوم الدولة الحديث، ومقتضيات الديمقراطية، والعمل السياسي. كما يُسلّم أصحاب هذا الفكر للسلطة بأن تقوم باتخاذ جميع القرارات نيابة عن الأمة، ما دامت تقيم الصلاة وتحمل الآذان في عموم الوطن، بيد أنَّ متبني هذا الفكر قرروا مع اشتداد الخلافات والنزاعات الفقهية والفكرية، الدخول في الحلبة السياسية، وقبول التعاطي مع الواقع القائم(5).

ويركز السلفيون في طروحاتهم على منطلقات عامة تتمثل في المطالبة ببناء المواطن الصالح وتشكيل الحكومة وفق إفرازات انتخابات مجلس الأمة، وفيما يرى هؤلاء ضرورة معالجة الكثير من القضايا المحلية من وجهة نظر شرعية لم يقدموا منهجًا واضحًا وبرنامجًا تفصيليًا لهذه القضايا المتمثلة في التعليم المميز، والخدمات الصحية، والبيئة الاستثمارية العادلة، وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخلق فرص عمل جديدة، ولقاءة غلاء الأسعار، وإيجاد حلول لأزمة الإسكان، وتعزيز الأمن الوطني عبر تحكيم الشريعة، وتبني برنامج واضح لإعداد أمن وطني متكامل.

ومع اتساع مساحة الديمقراطية التي تشهدها الكويت يصر السلفيون على اجتهاداتهم القائلة بوجوب طاعة الحاكم ومبدأ المناصحة السرية لولي الأمر، كما يتمسكون برؤاهم الرافضة لمظاهر الاحتجاج والتظاهر السلمي للتعبير عن الحقوق خشية إثارة الاضطرابات والفوضى.

وما زال الموقف السلفي من قضية المرأة كما هولم يتغير؛ ففي الوقت الذي حصلت فيه المرأة الكويتية على حقوقها السياسية عام 2005 لم يتعاط السلفيون مع هذا التطور إلا من زاوية الاستفادة منه عبر حشد النساء للتصويت لمرشحيهم باعتبار ذلك أمرًا واقعًا، ويكتفون فقط بالقول إنهم يؤيدون حقوق المرأة وفق الشريعة، ولكي يضفي السلفيون على طرحهم بخصوص المرأة مسحة من الواقعية راحوا يطالبون برعاية أولاد الكويتية المتزوجة من غير كويتي، وإعمال مبدأ تكافؤ الفرص في العمل والأجر للرجل والمرأة على السواء، وتوفير العلاوة الاجتماعية والسكنية للكويتية التي تتولى أمر أولادها في حالة وفاة الزوج أوإذا كانت متزوجة من غير كويتي، والإسراع في إجراءات التقاضي في قضايا الأحوال الشخصية.


الأهداف العامة

يسعى التيار السلفي إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • ممارسة العمل الدعوي ممثلاً في نشر الإسلام في كافة أراتى العالم.
  • العمل على العودة بالعقيدة الإسلامية إلى أصولها الصافية.
  • إبراز فضائل التراث الإسلامي ودوره في تطوير الحضارة الإنسانية.
  • تنقية التراث الإسلامي من البدع والخرافات.
  • تقديم العون والمساعدة عبر آليات العمل الخيري.

أدوات التيار

يمكن إيجاز أدوات التيار بما يلي:

  • المسجد كوسيلة لنشر أهداف التيار.
  • اللجان الخيرية واستخدامها كوسيلة للتمويل.
  • الاهتمام بشريحة الشباب.
  • الاهتمام بحل المشاكل الاجتماعية والأسرية، والتأكيد على المحافظة على الأخلاق والفضائل الإسلامية.

الهيكل التنظيمي

ليس لدى هذا التيار -في مجمله- بناء تنظيمي واضح وقوي بعكس الحال بالنسبة للحركة الدستورية الإسلامية "حدس" (المعبِّرة عن فكر ونهج جماعة الإخوان المسلمين في الكويت)، ويهجرز الأمر بالنسبة للتيار السلفي على جمعيات النفع العام واللجان الخيرية.

ومع ذلك، فقد استغل التيار السلفي الإمكانات والتسهيلات التي وفرتها الجهات الرسمية لمد نفوذه إلى مراكز الشباب المنتشرة في مناطق الكويت. فيما يشير البعض إلى وجود هيكل تنظيمي للتيار السلفي يتسم بالسرية التامة حيث لا يُعرَف أعضاء هيئته التأسيسية ولا هوية القادة الرئيسيين للجماعة(6).

غير أنه هناك قيادات من السلف الذين لهم باع كبير في التنظير لمواقف الجمعية والدفاع عن أدبياتها ومنطلقاتها الفكرية، من أمثال جميع من: م. طارق العيسى، ود. وائل الحساوي، والشيخ ناظم المسباح، والنائب الحالي في مجلس الأمة خالد السلطان، والشيخ أحمد الكوس.

التكتلات والتجمعات السلفية

كان التيار السلفي في البداية تيارًا واحدًا يتبع جمعية إحياء التراث الإسلامي، وهي إحدى جمعيات النفع العام الإسلامية، لكن خلافات فكرية وسياسية قسمته إلى عدة تكتلات وتجمعات فرعية خرجت من تحت عباءته، وإن ظلت تشهجر مع بعضها البعض في الكثير من القواسم الأيديولوجية، والتوجهات والخطاب العام.

وأهم هذه التفرعات السلفية ما يلي:

1- التجمع السلفي:

التجمع الإسلامي السلفي، وهوالتيار السلفي الأكبر، ويمثل توجه جمعية إحياء التراث، وهوالتجمع السلفي التقليدي، غير حتى الجمعية عادة ما ترفض ربط نفسها به إعلاميًا حيث يمنع القانون الكويتي جمعيات النفع العام من التدخل في السياسة أوالمشاركة في الانتخابات، وقد أسسه السلفيون بعد تحرير الكويت في 1992 ليكون القابلة السياسية لجمعية إحياء التراث.

ويسعى التجمع -بحسب أوراق تأسيسه- إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في حياة الأمة، من خلال النظام السياسي الكويتي الذي ارتضاه مؤسسوه على قاعدة حتى "الشريعة منهاج رباني ودستور حياة، وأنها سبيل العز والتمكين واستتباب الأمن والاستقرار للفرد والمجتمع ولا سبيل لتطبيقها إلا بالحكمة والموعظة الحسنة".

وكبديل للأحزاب ينادي التجمع السلفي بإطلاق "نظام سياسي معتدل ومتكاملقد يكون لمجلس الأمة الرأي فيه لمنح الثقة المسبقة لتكليف رئيس الوزراء واختيار أعضاء الحكومة"، غير أنه لم يحدد ماهية هذا النظام ومحاوره وآليات تطبيقه واختصاصاته.

2- الحركة السلفية:

تأسست عام 1996 على خلفية اختلاف فهماء السلف بشأن الاستعانة بالقوات الأجنبية في تحرير الكويت، وقد مثّل ذلك نقطة تحول كبيرة على صعيد تجديد الفكر السلفي واختراق المحرمات السلفية التاريخية في مراجعة الفهماء وانتقاد تصوراتهم ومناقشة الإشكالات الفهمية الشرعية في الدعوة السلفية، وقد نجحت نخبة من الأكاديميين والمثقفين -الذين خرجوا من معطف السلفية التراثية وعارضوا التدخل الأجنبي في المنطقة- في قيادة هذا المسعى نحوتوجيه المزاج السلفي لجهة الاهتمام بالقضايا الكبرى.


النائب وليد الطبطبائي (يسار) يتحدث في إحدى جلسات مجلس الأمة (الجزيرة - أرشيف) ومن أبرز مؤسسي الحركة التي حُذف لاحقًا من اسمها حدثة "الفهمية"، د. حامد العلي أمينها العام السابق ود. عبد الرزاق الشايجي المتحدث السابق باسمها، وأمينها الحالي د. حاكم المطيري وهجري الظفيري وبدر الشبيب ود. ساجد العبدلي، غير حتى الحركة ما لبثت حتى شهدت استنطقة الكثير من كوادرها بسبب الخلافات الداخلية وتباين التوجهات (7).

وقد ظهرت الحركة السلفية بداية باسم "السلفية الفهمية" ثم غيرت اسمها عام 2006 إلى "الحركة السلفية" ويُعَد عضومجلس الأمة النائب د. وليد الطبطبائي قريبًا منها(8).

3- حزب الأمة:

تأسس عام 2005 كذراع سياسية للحركة السلفية وهوأول حزب سياسي في الكويت ومنطقة الخليج، وقد اتى إشهاره بالمخالفة للقانون الكويتي، ولذلك تصدت له الحكومة وأحالت مؤسسيه إلى المدعي العام بتهمة السعي لتغيير نظام الحكم.

يهدف الحزب -حسب وثائق تأسيسه المعلنة- إلى تشجيع التعددية والتداول السلمي للسلطة، والسعي إلى تعديل الدستور بحيث يسمح صراحة بتشكيل الأحزاب، ويقدم الحزب طرحًا جديدًا ومتقدمًا لقضايا الحريات العامة ومجمل القضايا السياسية والتنموية، بما في ذلك تأييده لحقوق المرأة السياسية، على نحومغاير جذريًا للموقف التقليدي للسلف بأنه لا يجوز إعطاء المرأة المسلمة هذه الحقوق لما يترتب عليها من مفاسد عظيمة، وقد تناول أمين عام الحزب السابق حاكم المطيري الكثير من هذه القضايا بالتفصيل في كتابه "الحرية أوالطوفان".

4- تجمع ثوابت الأمة:

ظهر هذا التجمع ذوالتوجه السلفي في أواخر عام 2003، ويسعى إلى "الدفاع عن ثوابت الأمة ومصالحها، والدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة وهدي سلف الأمة، والمطالبة بتحكيم وتطبيق الشريعة الإسلامية، وبيان الحق للأمة والدعوة إليه، والتحذير من الباطل والمنكر والنهي عنه، وتعظيم شعائر الله تعالى في نفوس الأمة والحض على التمسك بها، ومحاربة التغريب والغزوالفكري، وفضح الأفكار الهدامة والدخيلة على الأمة والتحذير منها، وإنكار الظواهر السلبية وبيان خطرها على الأمة، والدعوة إلى الوسطية الحقيقية للإسلام ومحاربة التطرف والغلو، وتفعيل القوانين الموجودة التي تخدم القضايا الإسلامية وتوافق الشريعة".

ولا يمتلك هذا التجمع قواعد جماهيرية مؤدلجة لها رؤية واضحة، غير حتى توجهاته تحظى بالقبول لدى قطاعات جماهيرية عريضة نظرًا لغلبة القضايا ذات البعد الأخلاقي التي يتبناها؛ كالدعوة إلى تنقية البرامج الإذاعية والتلفزيونية من جميع المواد التي يراها فاسدة ومحرمة، وتشدده في منع عرض الأفلام الأجنبية التي تروج للفاحشة والانحلال، وتصديه للحفلات الفنية واستضافة المطربات والمغنيات، فضلاً عن تبنيه مواقف متشددة من حق المرأة في المشاركة السياسية(9).


السلفيون في الحياة السياسية الكويتية

بدأ التيار السلفي دخول المعهجر السياسي في الكويت في أكتوبر 1976 من خلال الموضوعات التي نُشرت في جريدة "الوطن" التي خصصت صفحتين جميع يوم جمعة تحت مسمى الشؤون الدينية، وتولى تحريرها عدد من قيادات وكوادر السلفيين.

وفي يناير عام 1989 أصدر التيار السلفي مجلة "الفرقان"، التي تعتبر لسان حال الجماعة السلفية في الكويت، حيث تبنت المجلة جميع ما يصدر من آراء وفتاوى من قبل السلف.

وشارك التيار السلفي لأول مرة في انتخابات مجلس الأمة الخامس التي أجريت في فبراير عام 1981 باثنين من قياديي الجماعة، وهما: جاسم العون، وخالد السلطان.

وبرّر خالد السلطان مشاركة "الجماعة السلفية" في الانتخابات بالقول: "إن عملهم السياسي في البرلمان كان يهدف إلى تغيير المادة الثانية من الدستور، والدعوة إلى إقامة حكم الله وتغيير نظام الحكم في البلاد إلى حكم الشرع" (10)، واستطاع ممثلوالجماعة الفوز بمقعدين في مجلس الأمة.

كما استطاع التيار السلفي في الكويت الاستحواذ على قدر مهم من الساحة السياسية في الفترة التي أعقبت تحرير البلاد من الغزوالعراقي.

وفي أعقاب التحرير شارك التيار السلفي مع القوى السياسية الأخرى في التحركات السياسية التي شهدتها الساحة السياسية في الكويت، حيث سعت هذه القوى إلى تجديد مطالبها السياسية والتي تمحورت حول الدعوة إلى العمل بدستور 1962، وإجراء انتخابات لمجلس الأمة الذي حُلّ عام 1986، ولهذا وقّع ممثلون عن "الجماعة السلفية" على بيان "الرؤية المستقبلية لبناء الكويت الجديدة" الذي يُعتبر بمنزلة الأرضية المشهجرة التي جمعت القوى السياسية.

التيار السلفي والعمل السياسي والبرلماني

يمثل التيار السلفي قوة انتخابية كبيرة في قطاع كبير خاصة في الدائرة الانتخابية الثالثة، وتأتي منطقة كيفان كمركز الثقل الأساسي للتيار السلفي بمختلف أجنحته في الكويت.

وهي القاعدة الأكبر التي نجحت وأوصلت عددًا من النواب السلفيين في عموم الكويت، فقد حصدت منطقة كيفانعشرة مقاعد لنواب سلفيين من أصل 14 مقعدًا هي مجموع مقاعد الدائرة خلالسبعة انتخابات(11).

ومنذ انتخابات 1992 ازداد حضور وقوة التيارات الإسلامية في المجتمع الكويتي وتُرجِم بزيادة الحجم السياسي لتلك التيارات، ومنها التيار السلفي.

وفي انتخابات 1996 تعرّض التيار السلفي في الكويت إلى هزة كبيرة جرّاء زيادة واتساع الجرعة السياسية في نشاطاته، وفي المحصلة النهائية انقسم السلفيون إلى جناحين سياسيين، أحدها ظلّ تابعًا لجمعية إحياء التراث والآخر حمل اسم الحركة السلفية.

وفي انتخابات 1999 تراجعت حدة الخلافات السلفية قليلاً وتمكن السلفيون من الاستفادة من العودة مجددًا إلى البرلمان. وتكرر الأمر في انتخابات 2003، أما انتخابات 2006 فكانت الأفضل للسلفيين، حيث حصدوا ثلاثة مقاعد دفعة واحدة في مناطق الدائرة الانتخابية الثالثة (12).

وخلال الانتخابات التشريعية التالية أعوام 2008، و2009، و2012، حافظ التيار السلفي على ثقله السياسي داخل مجلس الأمة؛ حيث واصل نوابه الاحتفاظ بمقاعدهم النيابية؛ إذ زاد عدد مقاعد السلف من المنتمين والمستقلين في المجلس الحالي إلى 12 مقعدًا(13).

نقاط القوة والضعف

تتمثل أبرز نقاط القوة في الشعبية الكبيرة للتيار السلفي وخاصة في المناطق الخارجية حيث هجرُّز تواجد القبائل، وتوافر التمويل الكبير من جانب اللجان الخيرية.

أما على صعيد نقاط الضعف التي يعانيها التيار السلفي، فتتلخص في الافتقار إلى الخبرة السياسية الكافية مقارنة بالحركة الدستورية الإسلامية، حيث لم يكن لدى التيار السلفي الرغبة في دخول النشاط السياسي من قبل، بل كان نشاطه في البداية ينصب على جهود التوعية والإرشاد الديني وفقًا لمبادئه وقناعاته.

مستقبل التيار السلفي في الكويت

يتسم هذا التيار بخصائص تميزه عما سواه من تيارات إسلامية سلفية مماثلة، سواء أكان ذلك داخل المنطقة العربية أوخارجها.

وذلك، بدءًا من فكرة الانطلاق في المشاركة بالانتخابات البرلمانية، وعدم اعتزال الواقع السياسي، مرورًا بالحضور القوي على المستويات الفكرية والثقافية عبر المشاركة في مواقع خدمية ونشاطات، تتعدد أشكالها وأنماطها في ظل انسجام تام بلا تنافر أوتخاصم مع التيارات الفكرية الأخرى، وانتهاءً بالوجود الإعلامي بشكل بارز.

لكن من جهة أخرى، نجد أنه على الرغم من مشاركة السلفيين في الحياة السياسية وانتخابات مجلس الأمة منذ عام 1981، ونجاحهم في إحراز مواقع متقدمة على مستوى السلطتين التشريعية والتطبيقية، بما يُعتبر تطورًا مبكرًا في موقف السلفيين مقارنة بذات التوجه في دول أخرى؛ على الرغم من ذلك كله ما يزال هناك كثير من الإشكاليات والقضايا عالقة التي لم يحسمها التيار السلفي وفي مقدمتها: موقفه من الحقوق السياسية للمرأة، وأسلمة القوانين ولاسيما الدعوات لتعديل المادة الثانية من الدستور.


المصادر

  1. ^ محمد بدري عيد - باحث متخصص في الشؤون الخليجية (2012-05-29). "التيار السلفي في دولة الكويت: الواقع والمستقبل". مركز الجزيرة للدراسات. Retrieved 2019-11-11.


المراجع

  • رجب الدمنهوري، "الحالة السلفية في الكويت.. البدايات والمآلات، مركز جسر التواصل للبحوث: http://josortwasul.com/display/5
  • فلاح عبد الله المديرس، الجماعة السلفية في الكويت.. النشأة والفكر والتطور (1965-1999)، ( الكويت: دار قرطاس للنشر، ط1، 1999م).
  • علي حسين: "إمام الدعوة السلفية في الكويت"، مجلة الكويت، (وزارة الإعلام الكويتية:، العدد 341، 28/3/2012م).
  • صطفى زهران: "سلفيوالكويت.. حالة خاصة"، صحيفة القدس العربي.
  • أحمد شهاب: "خريطة الكتل السياسية الكويتية بعد التحرير"، شبكة النبأ المعلوماتية الإلكترونية، http://www.annabaa.org/nbanews/71/810.htm
  • فلاح المديرس، الجماعة السلفية في الكويت: النشأة والتطور (1965 - 1999)، (الكويت: دار قرطاس للنشر، 1999)، صستة - 7.
  • عبد الحميد بدر الدين: "خريطة التجمعات السياسية في الكويت"، الجزيرة نت – 3/10/2004م.
  • وكالة الأنباء الكويتية "كونا": "التجمعات السياسية في الكويت"، 15/10/2009م.
  • أحمد شهاب، مرجع تجاوز ذكره.
  • فلاح المديرس، التجمعات السياسية الكويتية (فترة ما بعد التحرير)، (الكويت: مطابع المنار، 1996)، صسبعة - 9.
  • صالح السعيدي: "الدوائر الخمس.. إعادة تشكيل أم استمرار للخريطة الانتخابية،يا ترى؟ - 3"، صحيفة القبس، 20/2/2007م.
  • المرجع السابق.
  • محمد بدري عيد: " انتخابات مجلس أمة 2012 ومستقبل الديمقراطية الكويتية"، سلسلة تقارير مركز الجزيرة للدراسات، 12 فبراير/شباط 2012م.
تاريخ النشر: 2020-06-06 20:08:58
التصنيفات: السلفية في الكويت, الإسلام في الكويت, سلفية حسب البلد

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الداخلية تضبط شحنة هيروين فى الإسكندرية بقيمة 29 مليون جنيه

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:21:56
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 36%

رئيس الحكومة الليبية يرحب بالبيان الصادر عن وزيرى خارجية مصر والمغرب

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:21:57
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 36%

محافظ بورسعيد يتفقد مطحن وشون المنطقة الصناعية بالجنوب

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:21:43
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

رئيس بيلاروسيا: روسيا ستساعدنا في إنتاج صواريخ من بينها "إسك

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:22:05
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

الاستخبارات الأمريكية: بوتين ينوي إقامة جسر بري إلى ترانسنيس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:22:10
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

عاطف ومرعي مرشحان لقيادة هجوم الزمالك في الموسم المقبل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:21:59
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 43%

هل تخرج الانتخابات النيابية لبنان من عنق البنكوقراطية؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:22:07
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 63%

لو تسالي العيد ما خلصتش.. اعرفي الطريقة الصحيحة لحفظها من التلف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:21:56
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 44%

الجيش اللبناني يعلن جاهزيته للمشاركة بتأمين الانتخابات النيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:22:12
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

3 أسباب ترجح كفة مانى على محمد صلاح فى برشلونة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:22:02
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 50%

الداخلية: الإفراج عن أكثر من 7 آلاف نزيل خلال 60 يوما.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:22:00
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 37%

اجتماع طارئ لمجلس النقابة العامة للمحامين.. غدًا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-10 18:21:39
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

تحميل تطبيق المنصة العربية