يحي بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان التميمي الأسدي المروزي
يحيى بن أكثم بن مُحمّد التميمي، (توفي 22 ذوالحجة 242 هـ)، عالِم وإمام وفقيه وراوٍ للحديث النبوي وقاضي قضاة أهل البصرة ويُعّد من تبع التابعين.
كانَ من كِبار الفقهاء وأئمة الفهم في زمانه، واشتهر عنه أنه كانَ شديد القرب مِن الخليفة العباسي المأمون كَما اشتهر عنه لقاءته للكثير من الشيعة وخصوصاً الشيعة الإمامية وأيضاً قابل المعتزلة وقولهم بِخلق القرآن لِذا بعد وفاته اتهمه بعض الشيعة والمعتزلة وأعداؤه بِالفسق والفجور والكذب والمُنكرات وقذّفه ورّماه خصومه ومخالفوه بِالشذوذ الجنسي وشرب الخمر مِثل الشيعي محمد الجرجاني الاسترآبادي والشيعي الإمامي محمد بن جرير الطبري والمُعتزلي المُتشّيع الراغب الأصفهاني، ونّفي عنه هذه الأمور الكثير من المؤرخين والأئمة ووصفوها بالأباطيل مِثل الإمام أحمد بن حنبل والإمام النسائي والإمام المضىي والحافظ ابن حجر العسقلاني وغيرهُم خلقٌ كثيرٌ.
تدث عنه صاحب "شذرات المضى" نقلاً عن أبوفرج الأصفهاني في كتابه كتاب الأغاني أنه نطق: "لما تواتر النقل عند المأمون عن يحي بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان التميمي الأسدي المروزي القاضي بأنه يلوط أراد امتحانه استنادىه وأوصى مملوكا له بأن يقف عندهما وحده وإذا خرج المأمون يقف المملوك عند يحي وينصرف وكان المملوك في غاية الحسن فلما اجتمعا في المجلس وتحادثا ساعة قام المأمون كأنه يقضي حاجة فوقف وتجسس المأمون عليهما وكان أمره حتى يعبث بيحي فلما عبث به المملوك سمعه المأمون وهويقول لولا أنتم لكنا مؤمنين فدخل المأمون وهوينشد:
وكنا نرجي حتى نرى العدل ظاهرا | فأعقبنا بعد الراتى قنوط |
متى تصلح الدنيا ويصلح أهلها | وقاضي قضاة المسلمين يلوط |
وهذان البيتان لأبي حكيمة راشد بن إسحاق المحرر وله فيه مقاطيع كثيرة انتهى كلام صاحب الأغاني"
نسبه
هو: قاضي القضاة، الفقيه العلاَّمة أبومحمد يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن التميمي المروزي.
ممن روى الحديث
سمع الحديث صغيرًا من ابن المبارك وسفيان بن عيينة وغيرهما وله رحلة في طلب الحديث. سمع من:
- عبد العزيز بن أبي حازم
- عبد العزيز الدراوردي
- جرير بن عبد الحميد
- الفضل السيناني
- عبد الله بن ادريس
ممن روى عنه الحديث
رَوى عنه الكثير مثل:
- الترمذي.
- البخاري.
- أبوحاتم.
- إسماعيل القاضي.
- إبراهيم بن محمد بن متويه.
- أبوالعباس السراج.
- عبد الله بن محمود المروزي.
سيرته
وُلِد في خلافة المهدي العباسي، كان من أئمة الاجتهاد وله تصانيف أهمها كتاب «التنبيه».
وكان فقيهاً عالِماً مُحدِثاً مُفسراً مُجتهِداً فاضلاً مُحسناً فضيلاً من أحسن الناسِ خُلقاً وواسِع العِلم بِالفقه، كثير الأدب، حسن المناظرة، كثير التعبد، شديد الزهد، ويُعده فهماء الجرح والتعديل صدوقاً ثِقةً، ويُنطق أنه من نسل أكثم بن صيفي التميمي الحكيم الشهير.
ولكثرة فضائله قرَّبه المأمون العباسي وعهد إليه بمنصب قاضي القضاة، فغلب يحيى على المأمون حتى لم يتقدمه عنده أحد، واستطاع يحيى حتى يخفف من الآثار الضارة التي كان يهجرها قاضي المحنة أحمد بن داود على الخليفة المأمون، وأن يصحح القرارات الخاطئة التي كان يأخذها المأمون مثل قرار إباحة نكاح المتعة والكثير مِن شعائر الشيعة الإمامية فقد أقنع المأمون بِخطأ هذه الأمور ومخالفتها للشرع والقرآن والسنة النبوية حتى عاد عنها.
وولي قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه.
وقيل:
- كم سن القاضي؟
فنطق:
- أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة، وأكبر من معاذ حين وجه به رسول الله على قضاء اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضياً على البصرة.
ولقد تعرض يحيى بن أكثم للرمي بِالشناعات والأمور الباطلة والبدع الغليظة والمُنكرات ممن يكرهونه ويحقدون عليه من الشيعة والمعتزلة وهومنها براء فلقد نسبوه للإعتزال بسبب منزلته عند المأمون على الرغم من حتى يحيى كان من أئمة وعُلماء السنة ونطق:
- «القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن نطق مخلوق يستتاب، فإن تاب وإلا ضُربت عنقه».
ورموه بسرقة الحديث ووضعه وكيف ذلك وقد روى عنه الترمذي والبخاري ونطق عنه أحمد بن حنبل:
- «ما عهدناه ببدعة»، وأنكر بشدة على من يقول ذلك.
ولوصح ذلك عنه ما صار في رتبة قاضي القضاة وأحد أئمة الفهم.
وفاته
مات في 22 من ذي الحجة سنة 242 هـ بعدما جاوز الثمانين.
نطق ابن اخته:
- بلغ ثلاثاً وثمانين سنة.
المراجع
- ^ ابن العماد. شذرات المضى في أخبار من مضى.
- ^ ابن العماد. شذرات المضى في أخبار من مضى.
- ^ للمزيد راجع سير أعلام النبلاء، للإمام المضىي.