إضاءة

Low-intensity lighting and haze in a concert hall allows laser effects to be visible
Daylight utilized at the train station Gare de l'Est Paris

الإضاءة lighting هي إسقاط ضوء على سطوح الأمور يمكّن من رؤيتها بالعين المجردة أومن تبيّن شكلها وتسجيل وجودها بوسائل أخرى تتحسس بالضوء. والضوء المرئي إشعاع طاقة حرارية على شكل موجات كهرمغنطيسية، تنتشر في الفراغ بسرعة ثابتة قدرها 3×10 8م/ثا وبتواتر محدد بين 7.5×10 14 و4×10 14 هرتز أي إذا أطوال تلك الموجات تتراوح بين 750 نانومتر (الضوء الأحمر) و400 نانومتر (الضوء البنفسجي) في مجال الطيف الكهرمغنطيسي الذي يتألف من الألوان: البنفسجي فالأزرق فالنيلي فالأخضر فالأصفر فالبرتنطقي فالأحمر. أما الإشعاعات الضوئية التي لا تحس بها العين فهي خارج الطيف المرئي، وقد تكون موجاتها أقصر كالأشعة فوق البنفسجية، أوأطول كالأشعة تحت الحمراء، ولا يمكن كشف هذه الإشعاعات إلا بوسائل خاصة كأجهزة التصوير وغيرها. تكمن أهمية الإضاءة في حتى البشر يلتمسون الفهم ويحصلون على القسم الأعظم من معلوماتهم عن العالم المحيط بهم بطريق الرؤية أوالإبصار، كما حتى الإضاءة تسهم في تحقيق الاستقرار النفسي للإنسان في عمله وفي أوقات راحته إلى جانب إسهامها في المحافظة على صحة الإنسان وسلامته. فعندما تكون الإضاءة حسنة والرؤية جيدة يزداد مردود العمل ويتحسن نوعه وتتناقص إصابات العمل وأخطاؤه، وتنخفض حوادث الطرق وتتحسن أحوال المعيشة. ولا شك في حتى الإنفاق على تحسين شروط الإضاءة كبير الجدوى وسريع التعويض اقتصادياً. والإضاءة النموذجية rational هي الإضاءة التي تستجيب لمتطلبات الصحة والاقتصاد معاً، وهي مسألة معقدة جداً وتدخل في صميم مهمات هندسة الصحة العامة. وتعد المتطلبات الصحية المنطلق الأساسي في دراسة خصائص الرؤية عند الإنسان مثل حساسية العين للضوء وقدرتها على تمييز الألوان والتباين، وحدة البصر، وسرعة الإدراك البصري، وثبات الرؤية الواضحة، فالإضاءة الجيدة توفر شروطاً ملائمة للعيش ولممارسة مختلف الأنشطة الإنسانية، وعند إضاءة أماكن العمل إضاءة مقبولة تراعى، على سبيل المثال، درجة الدقة في تطبيق العمل المطلوب، وتباين الأمور عن خلفياتها، وضرورة تمييز البتر السريعة الحركة أوالبعيدة، ومدة الأعمال المنفذة والأخطار التي قد تنجم عن تعب العين إضافة على ضرورة تجنب البهر وضرورة توزيع الضوء توزيعاً عادلاً فوق السطوح وفي المحيط المجاور لمكان العمل، وكذلك اختيار الطيف الضوئي المناسب والمريح للعين وتوجيه سقوطه توجيهاً سليماً. أما الإضاءة السيئة فقد تتسبب في حدوث إصابات سقمية مختلفة في العين وإصابات جسمية متنوعة إلى جانب إرهاق البصر والإرهاق العام وما ينتج منها جميعاً من سوء إنتاج وتعب نفسي. والإضاءة إما حتى تكون طبيعية أوصنعية أومختلطة.

A demonstration of the effects of different kinds of lighting

الإضاءة الطبيعية

هي التي تأتي من مصادر ضوء طبيعية، وهي الإضاءة الأكثر ملاءمة فيزيولوجياً للإنسان، غير أنها تتبدل وتختلف باختلاف الوقت والفصل والمسقط والبعد عن خط الاستواء، وحالة الطقس، وغير ذلك، وتراوح درجة الإضاءة الطبيعية الواقعة على السطوح الأفقية في الأماكن المكشوفة عادة بين «0.0005» لُكُس في الليلة المظلمة (غير القمراء)، و«0.3» لُكس في الليلة القمراء التامة البدر، و«100000» لُكس تقريباً تحت أشعة الشمس المباشرة (انظر تعريف اللُكس فيما بعد). ويتم تقويم الإضاءة الطبيعية داخل المباني بحسب مُعامل الإضاءة الطبيعية، وهوالنسبة بين الإضاءة الساقطة على مساحة من الداخل والإضاءة الخارجية على مساحة تساويها نتيجة لتناثر الضوء الصادر عن القبة السماوية. ومعامل الإضاءة الطبيعية هذا مرهون بحجم المنبع الضوئي ووضعه وشدة الضوء الصادر عنه والمواد الحاجبة له وقدرة السطوح الداخلية على عكس الضوء، ويعتمد معظم الدول معدلات محددة لمعامل الإضاءة الطبيعية طبقاً لقيمة البناء والغاية منه، وقد تراوح بين 0.25% و10% في أماكن الإنتاج المغلقة. وتكون النوافذ الجانبية أوالمناور العلوية أوكلها هي منافذ الإضاءة الطبيعية في المباني. فإذا أحسن تخطيط الأبنية والشقق السكنية في المدن ووجهت التوجيه السليم وطليت جدران الغرف بالبياض أوالألوان الزاهية (الفاتحة) وجعلت النوافذ متسعة مزدوجة الأطر أمكن التوصل إلى إضاءة طبيعية داخلية مقبولة. ولوقاية الغرف من دخول أشعة الشمس المباشرة أكثر من المطلوب تزود الأبنية عادة بطنف واقية، وهجرب على النوافذ والمناور أخصاصٌ وشبابيك وستائر تخفف من شدة الضوء.

الإضاءة الصنعية ووسائلها

لا تستطيع الإضاءة الطبيعية توفير جميع الشروط الضرورية لممارسة الإنسان نشاطاته في جميع الأوقات، كذلك قد تفرض بعض المسوغات الاقتصادية والتقنية إقامة مبان لا تدخلها الإضاءة الطبيعية لضرورات شتى كالمحافظة على درجة حرارة أودرجة رطوبة ثابتتين أوالإبقاء على المكان المغلق نظيفاً أوتطبيق نظام ضوئي خاص به أوغير ذلك.

Animated fountain in Moscow's Square of Europe, lit at night.

نظرة تاريخية

برزت حاجة الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ إلى سد نقص الإضاءة الطبيعية بالإضاءة الصنعية فاستغل النيران والمشاعل والشموع والسرج والمصابيح وغيرها، وكانت الغاية من استخدام الأضواء الصنعية منذ البداية توفير إمكان الرؤية في الظلام من جهة، وتحقيق المؤثرات البصرية طبقاً لحاجة الإنسان من جهة أخرى. ولقد تطورت تقنيات الإضاءة مع تطور قدرة الإنسان على التحكم في النيران، وتوصله إلى مصادر للضوء ذات فعالية ومردود كبيرين، وإلى إيجاده الوسائل المناسبة للتحكم فيها، فوضع الشمعة على شمعدان ليزيد في ضيائها ويضفي جمالاً على نورها بتزييناته الزجاجية الموشورية، وركب للسراج أوالمصباح الزيتي عدداً من العاكسات تساعد على هجريز الضوء، واستخدم فيه فتيلاً من القطن قابلاً للضبط، وجعل للمصباح منافذ تسمح بمرور تيار من الهواء يوفر له أكثر كمية من الأكسجين اللازم للاحتراق كما في مصباح أرغاند Argand سنة 1784م، وركب له زجاجة أسطوانية (بلّورة) مكوّرة الوسط تزيد من هجريز الإضاءة، وبعد اكتشاف النفط استبدل بالزيت الكيروسين (زيت الكاز) وزيت البارافلين لتحسين نوعية الاحتراق، وأدى ذلك كله إلى الحصول على مصابيح سهلة الصنع قليلة التكلفة وأمينة يمكن الاعتماد عليها، فبطل استخدام الشموع وإن ظلت للزينة. شهدت بداية القرن التاسع عشر تطوراً كبيراً في تقنيات الإضاءة الصنعية عندما استخدم الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة وكندا ثم الغاز المستخرج من الفحم الذي استخدمه وليم مردوك الاسكتلندي William Murdock حين كلف إضاءة أحد شوارع لندن سنة 1820، ثم غاز الأسيتلين، ورافق ذلك خلق أجهزة خاصة لحرق هذه الغازات والإفادة من ضوئها توجت جمعيها باختراق «قميص ويلزباخ» Welsbach montle سنة 1880 الذي يتألف من شبكة دقيقة أسطوانية أوكروية من القطن المحبوك thorium والسيزيوم cesium، وعندما يستعمل هذا القميص في جهاز الإضاءة (اللوكس) تحترق المواد التي عولجت بها ويبقى القميص هشاً سريع التلف، غير أنه يعطي ضوءاَ شديد البياض مائلاً قليلاً إلى الخضرة بسبب أملاح الثوريوم، ويزداد توهجه بازدياد ضغط الغاز عند المدخل. ومع كثرة سيئات وسائل الإضاءة الآنفة الذكر فقد ظلت جميعها أوبعضها يستخدم حتى اليوم في مختلف أراتى العالم لسبب أولآخر، غير حتى اكتشاف الكهرباء في أواسط القرن التاسع عشر أحدث ثورة عالمية في تقنيات الإضاءة كان لها أطيب الأثر في تبدل معيشة الإنسان.

Architect lamps

==الإضاءة بالكهرباء: استخدمت الكهرباء في الإضاءة بادئ ذي بدء بالقوس الكهربائية بين قطبين من الكربون، وطور هذا النوع ليستخدم في إنارة الشوارع في المدن الكبرى معطياً ضوءاً ساطعاً قريباً من الضوء الطبيعي. إلا حتى اختراع المصباح الكهربائي ذي السلك الفحمي المتوهج سنة 1878 كان المستوى الفهمية الأولى في الإضاءة بالكهرباء. وبسبب أهمية هذا المصباح فقد نشب جدل كثير حول من توصل أولاً إلى ابتكاره ويدعي جميع من الفرنسيين والروس والبريطانيين والأمريكيين نسبته إليهم، والحقيقة حتى الفضل الأول في خلق المصباح الكهربائي المتوهج المفرغ من الهواء واستعماله تجارياً إنما يعود إلى توماس إديسون [ر] Thomas Edison في الولايات المتحدة الأمريكية لأن عمله هذا كان جزءاً من مشروع متكامل للإضاءة الكهربائية ضم توليد الطاقة ونقلها وتوزيعها، وأقامت شركته عرضاً تاريخياً سنة 1879 للإضاءة بالكهرباء في حديقة منلوMenlo Park عُدَّ الأول من نوعه في العالم، ولم يقتصر إسهام إديسون على ابتكار المصباح واستعماله وإنما رافق ذلك الكثير من الفكر العملية المطبقة حتى اليوم، ومن بينها نظام الربط (الوصل) على التفرع (التوازي) المعمول به حالياً في جميع أراتى العالم الذي لا يعدوكونه ترجمة لفكرة إديسون الأولى. ومنذ ذلك الحين احتلت المصابيح الكهربائية مكانتها المهمة في الاستثمار الصناعي واشتغل كبار الفيزيائيين والمنتجين في العمل على تحسين أنواعها وإطالة أعمارها (استعمال سلك التنغستين، واستعمال الوشائع المضاعفة، واختيار الضوء الأبيض المائل للصفرة، وملء الحبابة بغاز الأرغون ثم الهالوجين واليود وغير ذلك).

كانت المستوى التالية في الإضاءة الصنعية بالكهرباء ابتكار أنابيب التفريغ الغازية (أنابيب التبخير vapour tubes)، وهي أنابيب الإضاءة التي تعمل بمبدأ القوس الكهربائية داخل أنبوب مفرغ من الهواء يحوي كمية قليلة من بخار عنصر ما كالنيون مثلاً (الضوء الأحمر) أوبخار الزئبق (الضوء الأزرق والأبيض المائل للزرقة). وقد شاع استعمال هذه الأنابيب في الإضاءة المنزلية وفي المصانع ولتزيين القابلات منذ الثلاثينات من القرن العشرين حتى غدت بعد تحسينها من أفضل الوسائل العملية في الإضاءة الداخلية، وهي المعروفة اليوم باسم مصباح التألق الغازي أوالفلورسنت fluorescent. ولقد طرأت تحسينات كثيرة في غضون النصف الثاني من القرن التاسع عشر على أنابيب التفريغ الغازية هذه فابتكر مصباح تفريغ بخار الزئبق العالي الضغط ومصباح التفريغ الصوديومي العالي الضغط أيضاً الذي استخدم في إضاءة الشوارع وقابلات المباني الحجرية والآثار كما استخدم في الأجهزة التي بحاجة إلى إضاءة شديدة، وكان من آخر ما أنجز في هذا الصدد مصباح التفريغ الزنوني (غاز الزنون الخامل xenon) ذوالطاقة العالية والضوء المشابه لضوء الشمس تقريباً، ثم مصباح الألق الكهربائي (المصباح الوضاء الكهربائي electro luminescent) الذي يجعل الجدران والسقوف وكأنها ذاتية الإضاءة، الأمر الذي قد يصبح وسيلة الإضاءة الأساسية في المستقبل. وخلاصة القول حتى لفهم الإضاءة اليوم من أنواع الفهم ما يمكن من تلبية جميع احتياجات الإضاءة العامة والخاصة بحسب الغرض منها: للإضاءة الداخلية في المنازل وفي المصانع أولإضاءة الشوارع والمباني، أوتزيين القابلات والإعلانات، أوللاستعمال في المنارات وفي المناور الكاشفة، أوإضاءة المساحات الكبيرة إضاءة غامرة flood lighting كمهابط الطائرات مثلاً، أوللاستعمال في التصوير المجهري وأجهزة التنظير الطبية، أولنقل الضوء بوساطة الألياف البصرية المرنة flexibel optic fibres أولتوفير الإضاءة بأحد عناصر الطيف المرئي أوالأشعة فوق البنفسجية أوتحت الحمراء وغير ذلك .

الأسس المعتمدة في الإضاءة

يجب حتى يراعي تنظيم الإضاءة وظيفتها والغاية المرجوة منها. وثمة معدلات وضوابط متفق عليها عند تصميم إضاءة مكان ما إذ يختلف حساب الإضاءة لشارع أوساحة عن حساب الإضاءة في «ورشة» عمل، ويرتكز هذا الحساب أساساً على قوانين الفيزياء العامة وقوانين الإشعاع التي تضبط انتشار الضوء وتمكن من قياس شدته وكثافته وانعكاسه ومردوده. فالمعروف حتى إشعاع الضوء هوانتنطق للطاقة على شكل موجات كهرمغنطيسية:


حيث l (لامدا) = طول الموجة وE طاقة الإشعاع

وتحسب طاقة الإشعاع بالقانون:


حيث V(نو)= تواتر (تردد) الإشعاع

h (هـ) = ثابت بلانك =6.62506×10-34جول

C (س)= سرعة انتشار الضوء = 3×10 8م/ثا.

كذلك يستفاد من معادلات مكسويل في حساب انتشار الضوء وامتصاصه وانعكاسه وتبدده في الفراغ والتغيرات التي تطرأ عليه في الأوساط المتنوعة وهذا يساعد على تحديد القيم القياسية لتقنيات الإضاءة التي يعبر عنها كماً، وأهم هذه القيم: شدة الإضاءة Luminous intensity (1): وهي القوة الزاوية لضوء صادر عن منبع ضوئي، مصباح مثلاً، معبراً عنها بالشمعة (الكانديلا candela) أي إذا شدة إضاءة منبع ضوئي نقطي (شمعة واحدة) تساوي تدفقاً ضوئياً قيمته لومَنٌ واحد في زاوية مجسمة solid angle قيمتها استراديان واحد steradian. I=df/dω كانديلا

التدفق الضوئي Luminous flux

وهومعدل إصدار الضوء من المنبع، وواحدة قياسه «اللومن» lumen (lm)، ويقصد به السيالة الضوئية التي يصدرها منبع ضوئي نقطي بزاوية مجسمة تساوي استرادياناً واحداً وشدتها كانديلا واحدة, ويمكن تقدير الضوء الصادر من أي منبع ضوئي باللومن، فالشمعة العادية تشع 13 لومناً، والمصباح السلكي ذوالاستطاعة 100واط يشع 1300 لومن، وأنبوب التألق الغازي بطول 120سم يشع نحو5000 لومن.

الاستطاعة الإشعاعية radiant power

وهي القدرة التي يشعها منبع ضوئي في الفراغ المحيط به في واحدة الزمن وتقدر بالواط «watt» فاستطاعة الشمعة واط واحد تقريباً.

الضياء illuminance أوillumination

وقد يعهد أيضاً بالسيالة الضوئية، وهوالتدفق الضوئي على مساحة محددة من السطح اللقاء لمصدر الضوء في أي نقطة من نقاطه. ويقاس الضياء في أي نقطة من نقاطه. ويقاس الضياء في المقاييس المترية باللكس، وهووحدة قياس تكافئ الضوء المباشر الساقط على سطح يبعد متراً واحداً عن مصدر ضوئي نقطي يعادل شمعة واحدة، وهويساوي أيضاً لومناً واحداً في المتر المربع. ويقاس الضياء في الولايات المتحدة الأمريكية باللومن/قدم2 أوشمعة/قدم2 أي كمية الضوء الصادرة عن شمعة واحدة على سطح مساحته قدم مربعة واحدة على مسافة قدم واحدة (30سم). أي إذا اللومن/قدم2 يعادل 10.76 لكس. ويقدر ضياء ضوء النهار المباشر من سماء تغطيها غيوم بيضاء ناصعة بنحو10.000 لكس أي 1000لومن/قدم2 تقريباً، أما الضياء اللازم لمعمل في الشروط الاعتيادية مع استعمال أنابيب التألق الغازية فهوفي حدود 1000 لكس.

الفاعلية الضوئية luminous efficacy

وهي العامل الذي يحدد نسبة التدفق الضوئي مقدراً باللومن إلى الاستطاعة الكهربائية العملية اللازمة لتحقيق الإشعاع الضوئي بالواط، وتقاس هذه الفاعلية باللومن/واط

الفاعلية الضوئية النسبية relative luminous efficiency

وهي قدرة الضوء على التأثير في عين الإنسان وتعبر عن حساسية العين البشرية للطيف المرئي، أي في حدود أطوال الموجات 760-380 نانومتر. أما القيمة العظمى لحساسية العين فتساوي الواحد عند اللون الأخضر المصفر أي عند طول الموجة 555 نانومتر.

عامل الانعكاس reflectance

وهوقابلية سطح ما لعكس الضوء الساقط عليه ليراه الناظر. فالسطح الأبيض يعكس الضوء بنسبة 100%، في حين لا يزيد عامل الانعكاس للسطح الأسود على 2%، ويبلغ عامل الانعكاس للسطح الرمادي نحو40% من الضوء الساقط عليه، فإذا كان السطح ناثراً للضوء في جميع الاتجاهات كالسطوح الكامدة أوالمخمل القاتم فإن عامل الانعكاس يقترب من الواحد وتصبح الاستضاءة مرهونة مباشرة بالضياء، أي بكمية الضوء الساقط على ذلك السطح.

الاستضاءة أوالألق luminance أوbrightness

وهي القياس الكمي لمعامل الانتفاع utilance من الإضاءة، أي النسبة بين شدة الإضاءة الصادرة عن المنبع الضوئي وشدتها على السطح المضاء وتقدر باللامبرت lambert أوالميلي لامبرت (0.001 لامبرت)، واللامبرت الواحد يعادل شمعة واحدة في السنتمتر المربع مقسومة على π. ووحدة قياس الاستضاءة في الولايات المتحدة هي لامبرت/قدم. أما العلاقة بين الاستضاءة والضياء وعامل الانعكاس فتحدد على النحوالتالي:

  • الاستضاءة (لامبرت) = الضياء (شمعة) × عامل الانعكاس.

فإذا كان الضياءعشرة لُكس وكان عامل انعكاس سطح أبيض ناثر للضوء 50% فإن استضاءة هذا السطح تعادلخمسة لامبرت. ولحساب كمية الضوء اللازمة لإضاءة سطح ما يجب حتى يراعى معامل الانتفاع العملي في هذا الضوء، وهونسبة الاستضاءة العملية الواقعة على السطح المطلوب إلى الاستضاءة الصادرة عن المنبع الضوئي، أومجموع المنابع الضوئية في الغرفة، لأن الجدران والأثاث وحوامل الإضاءة نفسها تنثر الضوء أوتعكسه أوتمتصه فلا يبلغ السطح المطلوب إلا قسم منه مرهون بشدة الإضاءة وبعدد منابع الضوء وتوزعها وبأبعاد الغرفة نفسها. وإن حساب معامل الانتفاع مسألة معقدة وتتوافر لها جداول خاصة أوتحسب بمساعدة الحاسوب، ويراوح معامل الانتفاع عادة بين 15% من الإضاءة الكلية غير المباشرة (الموجهة نحوالسقف) وبين 60% من الإضاءة المباشرة الموجهة بعاكسات إلى السطح نفسه، مع الفهم بأن معامل الانتفاع يتناقص بمرور الزمن بسبب تناقص المردود الضوئي للمنبع وتراكم الغبار، الأمر الذي يضطر مهندسي الإضاءة إلى تجاوز معامل الانتفاع عادة عند حساب الإضاءة اللازمة. ولقياس شدة الضوء الصادر عن مصباح مكشوف يوضع مستقبل للضوء على بعد معين عن المصابح وفي جميع الاتجاهات، ثم تحسب كمية الضوء الساقطة على هذا المستقبل بقانون التربيع العكسي للإشعاع الذي ينص على حتى الضياء (E) في نقطة ما يتناسب طرداً مع شدة إضاءة المنبع (I) وعكساً مع مربع المسافة (D2) بين المنبع وتلك النقطة. فإذا كان السطح في تلك النقطة متعامداً مع شعاع الضوء الوارد عليه يصبح القانون:

تزايد مساحة بقعة الضوء حدثا بعد السطح المضاء عن المنبع
توزع الضوء بسويات واحدة

ويكون القانون سليماً إذا كان الضوء نقطة، وقريباً من السليم إذا كانت المسافة D كبيرة بالموازنة مع أبعاد المنبع. ولما كان توزع الضياء من منبع نقطي منتظماً في الفراغ فإن البقع الضوئية التي يحدثها هذا الضوء عند سقوطه على سطح متعامد معه تزداد اتساعاً حدثا بعد السطح عن المنبع (الشكل 1)، فإذا كان بعد البقعة الثانية ضعفي بعد البقعة الأولى عن المنبع تكون مساحة البقعة الثانية أربعة أمثال مساحة الأولى، والضياء فيها ربع الضياء في الأولى. أما توزع الضوء فيكون بسويات ثابتة منتظمة عند سطوح محددة في الفراغ، ويوضح الشكل رقم 2 توزع الضوء من منبع ضوئي نقطي عند مبدأ الإحداثيات محسوباً بقانون التربيع العكسي، فإذا كانت أبعاد النقاط المضيئة واحدة تكون الإضاءة عندئذ ثابتة في سويات معينة بسبب انتظام انتشار الضوء في الفراغ، وتمثل هذه السويات عادة منحنيات تدعى مخططات السوية الضوئية isophot diagrams غير حتى معظم تصميمات الإضاءة ولاسيما الإضاءة الداخلية والإضاءة الغمر تعتمد نشر الضوء في مساحة واسعة وبسوية متماثلة، ويتطلب ذلك دراسة توزع الضوء من جميع منبع على حدته عن طريق المنحنيات القطبية (الشكل 3) إذ يمثل المحور الشاقولي زاوية الصفر وتحدد المنحنيات القطبية توزع شدة الإضاءة بزوايا مجسمة بالنسبة للمستوى العمودي المار من محور المنبع الضوئي، وتراعى هنا مسألة التناظر في توزع الإضاءة فيمكن الاكتفاء بدراسة جزء واحد فقط من الأجزاء المتناظرة. ومن ثم يمكن ترتيب جداول لقيم الضياء المتوسطة بالنسبة لأضواء متناظرة على مسافات معينة. ويمكن التفريق بين طرائق ثلاث من توزيع الضوء هي: التوزيع المباشر والتوزيع غير المباشر والتوزيع العام، فأما التوزيع المباشر فيعني تسليط الضوء كلية نحوالسطح المطلوب كإضاءة أمكنة العمل مثلاً، وأما التوزيع غير المباشر فيعني الإفادة من خاصة الانعكاس وتناثر الضوء لإضفاء الإضاءة الكافية على المكان. وأما التوزيع العام فيعني توزيع الضوء توزيعاً متساوياً وكافياً في جميع أراتى المكان وفي جميع الاتجاهات لكي يصل قسم منه إلى مكان العمل مباشرة ويصل القسم الآخر إلى ذلك المكان بعد انعكاسه وتناثره. إذا اختيار التوزيع المناسب لا يحدد حسابات تصميم الإضاءة فحسب بل يحدد نوعيتها أيضاً، لأن لكل توزيع منها حسناته وسيئاته، فتسليط الضوء كله على مكان العمل مثلاً يمكن من هجريز إضاءة جيدة على السطح المطلوب، إلا حتى السقف يبقى معتماً ويصبح إجهاد البصر كبير الاحتمال في حين تعطي الإضاءة غير المباشرة منظراً بهيجاً ومريحاً، ويكاد يشبه ضوء السماء المنتثر، غير حتى مثل هذه الإضاءة تجلب النعاس وتتعب البصر عند القراءة وعند القيام بأعمال دقيقة، وأخيراً فإن الإضاءة العامة والمختلطة تجمع بين محسنات الطريقتين السالفتين، وتخفي سيئاتهما وربما كانت هي المفضلة في بعض الأحيان.

توزع الضوء ممثلاً على المنحنيات القطبية

سويات الإضاءة

لما كان الضوء الساقط على السطح المضاء هوالعامل الوحيد الذي يؤثر في عين الإنسان تأثيراً مباشراً ويحدد قدرته على الرؤية فقد عثر مهندسوالإضاءة حتى حساب الضياء والاستضاءة والانعكاس عند السطح المذكور، أي ما يعهد بسويات الإضاءة، هوالأساس في تصميمها، وأن هذه السوية تتناسب ـ كما أشير إلى ذلك في فقرة الأسس المعتمدة في الإضاءة ـ طرداً مع الضياء وعكساً مع عامل الانعكاس على حتى تؤخذ في الحسبان العوامل التالية عند حساب سوية الإضاءة المطلوبة: ـ توافر إضاءة كافية للرؤية وغير متعبة للعين وفق المتطلبات التي يفرضها فهم البصريات الفيزيولوجي وهندسة الصحة العامة.

  • مراعاة شروط العمل انطلاقاً من راحة البصر وفاعلية الرؤية لمدة طويلة.
  • ثبات الإضاءة واستقرار الضوء باستمرار واختيار الطيف المناسب للرؤية.
  • تجنيب الإبهار وسقوط الضوء المباشر في العين، ومنع اللمعان المزعج على السطوح المضاءة.
  • توزع الضوء توزعاً متساوياً على سطوح العمل وفي المجال المتاخم لها.
  • مراعاة تكلفة الأجهزة والأدوات المستعملة في الإضاءة ونفقات استهلاك الطاقة.

ولكل دولة من الدول شروطها التي تحدد سويات الإنارة في مؤسساتها ومنشآتها المتنوعة، إضافة إلى النظم العامة التي تحددها اللجان والمنظمات الدولية المعنية. ويبين الجدول 1 بعض سويات الإضاءة المعمول بها في الدول الكبرى واللجنة الدولية للإضاءة.

الجدول 1: سوية الإضاءة مقدرة باللكس LX

المنشأة روسيا الاتحادية بريطانيا فرنسا ألمانيا اللجنة الدولية للإضاءة
ممحرر 300 500 320 250-500 500
قاعات عامة، مصارف، قابلات العرض 500 750 800 1000 1000
قاعات مطالعة، مخطات 300 300 400 500 500
قاعات مؤتمرات 500 500 160 250 300
صالات طعام في المطاعم 200 100 240 120 200
دراج الأبنية 75 150 160 120 150
مطابخ في الفنادق والمطاعم 200 500 200 500 500
قاعات الاستقبال - 50 150 - 100
غرف النوم - 50 56 - 50
غرف الأطفال - - 160 120 150
الحمامات - 100 80 120 100
غرف الجلوس والمطالعة - 300 320 500 500

البيئة والتحكم في الإضاءة

إن أبرز ما يجب مراعاته عند تصميم الإضاءة في مكان ما توفير ضوء كاف يسمح برؤية جيدة ولا يرهق العين، فالإضاءة على علاقة وثيقة بحاسة البصر عند الإنسان، لأن العين تتكيف تماماً مع نوع الإضاءة التي تحيط بها، وهي قادرة على الرؤية في ضوء القمر مع حتى الضياء في هذه الحالة لا يتجاوز جزءاً من مليون جزء من ضياء الشمس. ولا يتوقف تكيف العين عند هذا القدر ولكنه يؤثر في الإحساس الناتج من وجود ضوء مهما كانت شدته وكميته، فقد يظهر سطح في شارع مضيئاً ساطعاً في الليل وتراه أقل ضياء في النهار، وهذا ما يمكن حتى يسمى الضياء الظاهري أوالنسبي، ويقابله الضياء الفيزيائي أوالكمي ويتوقف تحديد ذلك على فهم العلاقة بين الإضاءة والرؤية، إذ يمكن تحليل آلية الإبصار عند الإنسان إلى عوامل أساسية ثلاثة هي: حدة الإبصار visual ecuity وإدراك التباين contrast والحركة movement وعلى هذا الأساس تم التوصل إلى اتفاق عالمي حول طرائق تحديد مستويات الإضاءة وتحديد كمية الضوء اللازمة للرؤية المجدية والمريحة، وحول طرائق التخفيف من العوامل المزعجة كالضوء الشديد والبهر. ولقد سعت بعض الدول إلى وضع قوانين ناظمة للإضاءة وفهارس لراحة البصر visual comfort index أولدرجة السطوع (البهر) glare index، ولكن مهندسي الإضاءة غالباً ما يصطدمون بعقبات كثيرة تضطرهم إلى التغاضي عن تطبيق مثل هذه القوانين والفهارس زيادة أونقصاناً، ناهيك عن التضارب الذي قد ينتج من اختلاف وجهات النظر في التصميم بين هندسة الإضاءة والهندسة التزيينية (الديكور) والعمارة.

الإضاءة الداخلية

ميل معظم البلدان إلى تبني نماذج متشابهة تقريباً في الإضاءة الداخلية من حيث مصادر الضوء وطراز العمارة واحتياجات الإضاءة في أماكن الراحة والعمل، ولقد أثبتت الدراسة حتى متطلبات الإضاءة في الوقت الحاضر أكبر بكثير مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، وأنها ازدادت خمسين ضعفاً عنها في النصف الأول من القرن العشرين، وليس السبب في ذلك ضعف الرؤية أوتلف البصر عند الإنسان المعاصر، وإنما ميل الناس إلى الرؤية الواضحة حيثما كانوا من دون حتى يضطروا إلى الاقتراب من منبع الضوء أوانتظار بزوغ الشمس للقيام بأعمالهم. وغدت الإضاءة المركبة أوالمختلطة هي الأكثر قبولاً في الإضاءة الداخلية، الأمر الذي يحتاج تعاوناً بين مهندس الإضاءة ومهندس التزيين الداخلي أوما يسمى «الديكور» من أجل توفير بيئة داخلية مفيدة ومريحة.

في دور السكن

ما يزال الضوء المركزي المتدلي من السقف، وسواء كان مصباحاً مفرداً أوثريا متعددة المصابيح، هوالأسلوب الأكثر شيوعاً في إضاءة المنازل العادية، وغالباً ما يكمله ضوء جداري واحد أوضوءان مع ضوء أرضي محجوب على منضدة العمل أوقائم في أحد الزوايا، وتعد هذه الإضاءة من أفضل الطرائق المعتمدة لراحة البصر وأكثرها اقتصاداً، إذ تكون العين أكثر فاعلية وأقل إجهاداً عندما تكون الإضاءة في مكان العمل (عند القراءة مثلاً) أكثر بقليل منها فيما يحيط بذلك المكان، ولكن من غير الجائز أبداً الاكتفاء بضوء منضدة واحد في الغرفة لأنه يجعل الغرفة أشد إظلاماً ويؤدي إلى إرهاق البصر. وثمة مصابيح تنثر ضوءاً عاماً مع هجريز حزمة من الضوء على مكان محدد في آن واحد، وهي من أفضل مصادر الضوء اقتصاداً لإضاءة أماكن العمل ضمن المنازل. ويعد المصباح الكهربائي المتوهج ذوالسلك المعدني أكثر المصابيح ملاءمة لجوالمسكن الاجتماعي بسبب لون ضيائه المائل للصفرة لأنه يشعر الإنسان بالدفء والراحة. أما مصابيح التألق الغازية (الفلورسنت) فهي المفضلة في بعض الأماكن من المنزل كالمطابخ، وغير مرغوب فيها في غرف الجلوس والنوم بسبب حجم مصباحها من جهة ولمشابهة ضوئها ضوء النهار الذي قد يرغب الناس عنه. وأما الإضاءة المفضلة لمشاهدة التلفزيون فهي مثار جدل كبير، ويفضل معظم الناس حتى تكون الإضاءة عادية من دون حتى يلحق ذلك أي أذى بالعين، غير حتى الضوء الأبيض المسلط على الشاشة الملونة مباشرة يشوه ألوانها، وتتوقف سوية الإضاءة عند مشاهدة التلفزيون على الإحساس الشخصي مع تجنب انعكاسات الضوء المزعجة، ويفضل في معظم الأحوال حتى تكون الإضاءة خلفية وأن تكون سويتها أقل بقليل من تلك المستعملة في القراءة أوالعمل.

في المدارس

تميل بعض الدول إلى جعل الإضاءة في المدارس شبيهة بإضاءة المنازل، في حين تصر دول أخرى على وضع مصدر الضوء فوق ساحة العمل كمقاعد الدرس والسبورة، وتفضل إضاءة المدارس بمصابيح التألق الغازية المثبتة في السقف، أوبإضاءة السقف إضاءة شديدة لا تهجر ظلالاً على سطح العمل.

في الممحرر

كان الضوء الطبيعي الداخل من النوافذ أساس الإضاءة في الممحرر في النهار لذا وجب حتى تكون النوافذ عريضة وموجهة، في حين كانت الإضاءة الصنعية مخصصة للعمل بعد حلول الظلام أوفي الممحرر التي لا يدخلها الضوء الطبيعي. وقد أظهرت الدراسات اللاحقة ميزات التكامل بين الإضاءتين الطبيعية والصنعية من أجل تحسين نوعية العمل، فلم تعد ثمة ضرورة لجعل النوافذ كافية لتوفير الضوء اللازم في ساعات النهار، غير حتى وجودها مهم جداً لأنها تربط العاملين في المخط بالعالم الخارجي، وقد اعتمد هذا المبدأ في معظم البلدان، ولم يؤخذ به في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يفضل العمل بالإضاءة الصنعية ليلاً ونهاراً ولوبإسدال الستائر لتخفيف وهج الضوء الطبيعي. وتعتمد إضاءة الممحرر عادة على مصابيح التألق المثبتة في السقف، ظاهرة أومخفية، لكي تعطي ضوءاً متجانساً فوق ساحة العمل كلها، وتسمح بترتيب حجرة المخط بحسب مقتضيات العمل وذوق شاغله، ولا تقل سوية الإضاءة في المخط عادة عن 10% إلى 20% من الضوء الطبيعي، إذ يعتقد حتى هذه هي الدرجة المثلى للإضاءة عند استعمال الورق الأبيض.

في المشافي

يميل الأمريكيون إلى عدم استعمال الألوان في طلاء الجدران، والإقلال من استعمال المعلقات (لوحات أوصور) مع توفير مستويات عالية من الإضاءة بمصابيح التألق ظاهرة أومخفية في السقف وفوق رؤوس الأسرة مباشرة، في حين يأخذ معظم البلدان الأخرى، وفي أوربة خاصة، بمبدأ توفير الإضاءة المريحة بسويات منخفضة نسبياً مع تلوين الجدران والستائر بأسلوب يمنح السقمى شعوراً بالراحة كما لوكانوا في منازلهم. أما غرف العمليات فتتطلب بطبيعة الحال هجريز إضاءة بسوية عالية خالية من الظلال فوق سطوح العمل بصرف النظر عن مكان وقوف الجراح أوحركته. وغالباً ما يوفر ذلك من مصدر ضوئي كبير جداً ومتعدد الأضواء معلق فوق طاولة العمليات، وهوالحل الأقل تكلفة، أومن سقف إهليلجي عاكس مضيء إضاءة كلية يضم عدداً من المنابع الضوئية الصغيرة الموجهة إلى ساحة العمل يتحكم الجراح نفسه في توزيع ضوئها أواتجاهه بأزرار في متناول يده، ومن المهم جداً حتى تتمم هذه الإضاءة بإضاءة عامة لغرفة العمليات خالية من الظلال كي يتمكن مساعدوالجراح من القيام بعملهم بكفاية من غير إجهاد للبصر.

تعليق

- في المصانع والمعامل

تعد إضاءة سطوح العمل إضاءة كافية مطلباً أساسياً، وغالباً ما تكون الإضاءة فيها بمصابيح تألق غازية ذات سوية عالية مثبتة في السقف. ومن المتفق عليه عالمياً حتى تراوح شدة الإضاءة بين 10% و25% من الضوء الطبيعي في يوم مشرق. وتختلف معضلة الإضاءة هنا عنها في الممحرر، لأن التعامل في الممحرر غالباً مع الورق الأبيض، في حين يرتبط العمل في المصنع بمواد مختلفة متباينة الألوان أقل عكساً للضوء من الورق توفر راحة أكثر للبصر مهما كانت شدة الإضاءة، وقد أثبتت الخبرة الطويلة حتى ازدياد سوية الإضاءة في المعامل يزيد الإنتاج ويعطي مردوداً يعوض ما ينفق عليها. والجدير بالملاحظة هنا حتى بعض المهمات الصناعية الدقيقة تتطلب إضاءة إضافية أومتممة قد تبلغ سويتها سوية الإضاءة الطبيعية في نهار مشرق كتجمع الآلات الدقيقة والساعات وآلات التصوير، وكذلك ممحرر الرسم التي يفضل الرسامون العاملون عليها سوية عالية من الإضاءة. ويراعي مصمموالإضاءة في المصانع عادة سهولة تنظيف مصادر الضوء وصيانتها، لأن حرارة المصابيح تسبب تياراً هوائياً صاعداً يحمل معه ذرات الغبار والهباب من أماكن العمل فتتوضع على السطوح العاكسة للضوء وتخفف من ضيائها، كما حتى الحرارة المنبعثة من مصادر الضوء ومن الآلات ومن أجسام العمال أنفسهم تفترض توفير تهوية كافية لمصادر الضوء تخفف من حرارتها وتحافظ على تألقها، لأن الحرارة المفرطة تقلل من تألق الضوء وتخفف مردوده. يتبع في إضاءة المصانع أسلوبان أساسيان أولهما الإضاءة من علومع هجر فرجات ومسافات متناظرة بين الأضواء، وثانيهما الإضاءة المتتابعة والمستمرة على صفوف. والأسلوب الأول أكثر مواءمة للعنابر الكبيرة المرتفعة الأسقف كحظائر الطائرات، حيث تكون الإضاءة متجانسة من غير تداخل نظراً لسعة المكان. أما الأسلوب الثاني فيمكن من هجريب الأضواء فوق خطوط العمل على ازدياد مناسب لكي تتكامل مع ضوء النهار أوتحل محله تماماً في الليل. وقد يستخدم بعض المصانع السقوف المضيئة كلية ولاسيما تلك التي تتطلب تحكماً دقيقاً في مناخها الداخلي.

في المتاجر والحوانيت

تعتمد الإضاءة بحسب وظيفة المتجر ومكوناته. فتضاء صالات العرض ومخازن البضاعة إضاءة كافية تمكن من رؤية محتوياتها بوضوح مع توفير التأثير الضوئي الملائم للإعلان عنها، وغالباً ما ترتب مصابيح الإضاءة متناظرة ومنسجمة مع التزيين الداخلي للمتجر وتصميمه. ويراعى فيها تجنب الوهج الشديد واختيار سوية تتناسب مع نوعية البضاعة المعروضة، كأن تضاء المفروشات مثلاً إضاءة منخفضة وموزعة توزيعاً مناسباً في حين تضاء الألبسة والطنافس والسجاد إضاءة بهيجة متألقة. وتهتم المتاجر خاصة بتزيين قابلات العرض وإضاءتها للنادىية لمعروضاتها لكي تبرز عما يجاورها وتظهر النواحي الجمالية فيها، ويراعى هنا إخفاء مصادر الضوء عن النظر المباشر واستعمال المصابيح الملونة واستعمال المصابيح المتغيرة الشدة والمرايا العاكسة وغير ذلك.

الإضاءة الخارجية

تقسم الإضاءة الخارجية إلى إضاءة استثمارية (خدمية) إلزامية وإضاءة تأثيرية أوتزيينية، والغاية الأساسية للإضاءة الاستثمارية هي توفير الأمن والشروط الملائمة للعمل والحركة في الخارج. وتتطلب الإضاءة الخارجية الاستثمارية في معظمها خبرة خاصة لا تتوافر إلا في مهندس الإضاءة المختص، فإضاءة المطارات والملاعب والشوارع عمل اختصاصي يحتاج إلى مهارة ودراية، وقد يحدث من الخطر هجره لممارس غير ذي خبرة، لأن إضاءة مهبط في مطار ما لا تحدد مسقطه وبعده فحسب وإنما تمكن الطيار من فهم طريقه، وكيفية هبوطه بدقة متناهية ومن مسافة كبيرة. أما إضاءة الشوارع فهدفها الرئيس تحقيق أمن حركة وسائل النقل والمشاة والإقلال من حوادث الطرق، فالمعروف حتى حوادث الطرق في الشوارع الجيدة الإضاءة تقل بنسبة 30% عنها في الطرق غير المضاءة. وتخضع الإضاءة الاستثمارية عموماً لمعدلات محددة توفر الوضوح والتوجه السليمين مع تجنب التأثير الباهر للأضواء المستعملة. تهتم الإضاءة التأثيرية lighting for effect أوالتزيينية decorative lighting بإحداث تأثيرات معينة في العين البشرية وإضفاء ظلال وانعكاسات وبقع شديدة الضياء على الأمور التي تسلط عليها الأضواء، فتمنحها منظراً خلاباً بغض النظر عن قدرة العين على تمييز تفصيلاتها أوقراءة ما مكتوب عليها كإضاءة الآثار والحدائق العامة.

إضاءة المدن والشوارع

تعتمد هذه الإضاءة اعتماداً كبيراً على مخطط المدن وعلى أجهزة الإضاءة ومواضعها. ولقد استوعب الإنسان منذ القدم أهمية إضاءة الطرق بوصفها عامل أمن وعائقاً للجريمة، وقد عهدت شوارع المدن الكبرى الإضاءة منذ قرون، وكان الناس في دمشق والقاهرة في العصر المملوكي يلزمون بوضع مصابيح على أبواب دورهم، وبحمل مصابيح عند تجولهم ليلاً، وشاع استعمال مصابيح الغاز في عواصم العالم منذ أواخر القرن التاسع عشر ثم حلت محلها مصابيح القوس الكهربائية فالمصابيح ذات السلك. ومع تطور صناعة السيارات وازدياد حركة المرور على الطرق ليلاً اكتسبت إضاءة الشوارع أهمية جديدة وتطلب الأمر استعمال مصابيح شديدة التوهج كمصابيح بخار الزئبق والصوديوم. وتبنت الدول المتنوعة مبادئ متباينة لإضاءة مدنها وشوارعها لعل أفضلها ما تم تبنيه في القارة الأوربية من اعتماد مبدأ الرؤية الطبيعية بإضاءة السطوح المطلوبة مع إبقاء الخلفية مظلمة، وقد تضاف إليها أوتكملها إضاءة تزيينية عامة وأضواء قابلات المحال التجارية. ويراعى عند إضاءة الشارع عرضه واتجاه السير فيه، فقد تكون الإضاءة على أحد الجانبين إذا كان عرض القسم المخصص للمرور أقل من 12 متراً، وتكون الإضاءة على محور الشارع إذا لم يزد عرضه على 18 متراً وتصبح الإضاءة على كلا الجانبين عندما يصل العرض إلى 48 متراً، ويجب ألا تزيد المسافة الفاصلة بين القنديل أوالمصباح والآخر على 4-5 أضعاف ارتفاعه عن سطح الشارع، ويضاف إلى هذا كله مؤشرات الطرق المضيئة والإشارات الضوئية التي تنظم السير.

إضاءة الملاعب وحلبات الرياضة

كانت الألعاب الرياضية مقتصرة على ضوء النهار في تاريخها الطويل، غير حتى تطور مصادر الطاقة ومنابع الضوء وفر الجدوى الاقتصادية الضرورية لإضاءة حلبات الرياضة وملاعبها. وكانت الإضاءة في البدء تعتمد على أضواء معلقة فوق الملعب مباشرة إلا حتى الأسلوب الأساسي المتبع اليوم هواستخدام صفوف من المناوير الضخمة projectors في زوايا الملعب أوعلى محيطه. وتستعمل في هذه الحالة مصابيح خاصة ذات مردود ضوئي مرتفع وحياة طويلة نسبياً مثل مناوير التنغستين ـ هالوجين tungsten-hologen projectors. وربما شهدت الملاعب قريباً مصابيح أكثر فاعلية من نوع مصابيح الزنون التي يجري العمل على تطويرها.

إضاءة المنشآت الأثرية والعامة

إن الغاية الأساسية من إضاءة هذه المنشآت هي الإضاءة التأثيرية التزيينية وغالباً ماقد يكون الأسلوب المتبع هو«إضاءة الغمر»، والقصد منها إضاءة القابلات والنصب والنوافير والرايات واللافتات والمساحات الخضراء بمناوير وكشافات متعددة الألوان متباينة الشدة. والمبدأ العام هنا، كما في إضاءة الملاعب هوتسليط الضوء على الشيء المراد إبرازه من مسافة كافية، فتنار المنشأة من دون ما يجاورها. والغاية من «إضاءة الغمر» توزيع الضوء بالاتجاه وبالكمية اللازمين لإنارة جميع أجزاء القابلة فتبرز منحوتاتها ورسوماتها وأشكالها كما تبدوفي وضح النهار. وقد يلجأ إلى تعليم حواف الأبنية بمصابيح التألق أوبالمصابيح الملونة الظاهرة أوالمخفية، وإلى إبراز معالم البناء المعمارية بأضواء تنبعث من الداخل من خلال السطوح الزجاجية أوبوضع أضواء خلف المنشأة تضفي عليها ظلالاً خاصة، ويضاف إلى ذلك كله تنوع الإعلانات واللوحات المضيئة التي تعطي المشاهد التأثير المطلوب. وأخيراً فإن الجمع بين الإضاءة الاستثمارية والإضاءة التزيينية جمعاً ماهراً مدروساً يؤلف عنصراً مهماً في إعطاء المدينة والشارع والمنشآت جميعها مسحة جمالية منسجمة تمنحها طابعها الخاص.

أنظر أيضاً

  • 3D computer graphics
  • Anglepoise lamp successful and innovative desk lamp design.
  • Automotive lighting
  • Banning of incandescent lightbulbs
  • Domotics computer controlled home lighting.
  • Fishing light attractor underwater lights to attract fish
  • Light fixture
  • Light pollution
  • Lighting designer
  • Luminous efficacy
  • Seasonal affective disorder
  • Stage lighting
  • Bug zapper
  • Three-point lighting technique used in both still photography and in film

مخترعون

  • Joseph Swan, carbonized-thread filament incandescent lamp
  • Alexander Nikolayevich Lodygin, carbon-rod filament incandescent lamp
  • Nikola Tesla, fluorescent and gas-discharge lamps
  • Thomas Edison, long-lasting incandescent lamp with high-resistance filament
  • John Richardson Wigham, lighthouse engineer

قوائم

  • List of environmental health hazards
  • List of light sources
  • Timeline of lighting technology

المصادر

الموسوعة العربية

  • Lindsey, Jack L. (1991). Applied Illumination Engineering. Lilburn, Georgia: The Fairmont Press, Inc. ISBN .
  • Fetters, John L (1997). The Handbook of Lighting Surveys & Audits. CRC Press. ISBN .

وصلات خارجية

  • Illuminating Engineering Society of North America official Web site
  • ENLIGHTER.ORG online Lighting Design magazine
  • IESNA Advanced Lighting Guidelines
  • Lighting Research Center @ Rensselaer Polytechnic Institute
  • Shedding Light on Home Lighting Use by Lyle Tribwell (Home Energy magazine online)
  • Professor Peter Boyce looks at the effects of poor lighting
  • Lighting Manual
تاريخ النشر: 2020-06-07 10:52:31
التصنيفات: Articles lacking in-text citations, إضاءة, إضائة, تقنية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وكالة الأناضول للأنباء: عمالقة أوروبا يتصارعون لضم أوناحي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 00:25:51
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

وكالة الأناضول للأنباء: عمالقة أوروبا يتصارعون لضم أوناحي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 00:25:48
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

وول ستريت جورنال: تكلفة الدعم الأميركي لأوكرانيا تتزايد بسرعة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 03:15:31
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 39%

وفاة سائحة فرنسية إثر تعرّضها لهجوم في المغرب

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 03:16:43
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 94%

الصين تخفف من الإجراءات الوقائية ضد فيروس كوفيد19

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 03:15:30
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 38%

كاريزما .. الفريان

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 00:25:28
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

ارتفاع حصيلة ضحايا الاحتجاجات في البيرو إلى خمسة قتلى

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 03:16:41
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 87%

البيت الأبيض: هجمات ماسك على فاوتشي خطيرة للغاية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 03:16:49
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 90%

مقتل 6 أشخاص بينهم رجلا شرطة في اشتباك مسلح بريف أستراليا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 03:16:49
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 90%

ما سر قوة "الترند" على وسائل التواصل الاجتماعي؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 03:16:35
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 93%

زراعة عسير توثق الشراكة مع سبل

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 00:25:23
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

توقيف الرئيس السابق لمنصة "إف تي إكس" للعملات الرقمية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-13 03:16:42
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 91%

تحميل تطبيق المنصة العربية