ألان سنايدر

عودة للموسوعة

ألان سنايدر

Allan Whitenack Snyder
وُلـِد فيلادلفيا
مقر الاقامة سيدني، أستراليا
الجامعة الأم جامعة لندن (DSc)، كلية الجامعة بلندن (PhD)، جامعة هارڤرد (MS), معهد مساتشوستس للتكنولوجيا (SM)، جامعة ولاية پنسلڤانيا (BS), Central High School Philadelphia (BA).
الأوسمة 1996 Harrie Massey Medal of the British Institutes of Physics، جائزة أستراليا العالمية 1997، جائزة ماركوني 2001، جائزة كليفورد پاترسون 2001، الجمعية الملكية
السيرة الفهمية
المجالات علوم العقل، فهم الأحياء العصبي المرئي، التواصل وفيزياء البصريات
الهيئات مدير، مركز العقل، جامعة سيدني

ألان وايتناك سنايدر Allan Whitenack Snyder هومدير مركز العقل Centre for the Mind في جامعة سيدني، أستراليا، حيث يشغل أيضاً كرسي الذكرى المئة وخمسين للعلوم والعقل. كما أنه المؤسس المشارك لشركة إيموتيڤ للأنظمة Emotiv والفائز بـجائزة أستراليا العالمية في 1997 وجائزة ماركوني في 2001 لإسهاماته في الفيزياء البصرية.

آلة العبقرية

إيهاب عبد الرحيم محمد
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع


لا أحد يدري على وجه التحديد من أين يأتي الإبداع ، لكن ذلك لم يعد يقلق بعض الباحثين… فهم يعتقدون أنهم يعهدون كيف من الممكن أن يشغلون "آلة الإبداع" بكبسة زر‍! …يبدوالأمر غريبا،يا ترى؟ … إذن لنر معا إذا كان ذلك ممكنا حقا.

ألان سنايدر Snyder هومدير المركز الأسترالي لأبحاث العقل ، والحاصل على جائزة ماركوني العالمية ، وهي من أبرز الجوائز العالمية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهويعتقد حتى المخاطرة من بين أبرز العوامل التي تحفز الإنسان على إخراج مكنونات طاقته العقلية. وللتدليل على صحة كلامه، يرينا كم من الناس يرغبون طواعية في تجربة آلته الجديدة التي يتم ارتداؤها على الرأس ، والتي تمكنه من تعريض أدمغتهم لنبضات مغناطيسية قوية في دعوية لتحويلهم، مؤقتا، إلى فهماء يسبحون في الخيال!

ولا يعبر سنايدر عن الموضوع بهذا الأسلوب بطبيعة الحال، فهويقول حتى آلته تقوم "بتشغيل" الوظائف العقلية العليا في محاولة لتقليد أعراض معينة لبعض الأمراض العقلية. لكن المفهوم في الحالتين واحد؛ أراد سنايدر حتى يرى ما إذا كان بوسعه تحويل أي إنسان إلى "رجل المطر" Rain Main، وهوبطل الفيلم الشهير لدستن هوفمان (1988)، ويلعب فيه دور شاب مصاب بسقم التوحد autism الذي يجعله يعيش في عزلة عقلية عن الآخرين، لكنه قادر على إجراء عمليات حسابية بالغة التعقيد في مخه في لمح البصر. قد تتساءل – عزيزي القارئ- لما يود عمل ذلك،يا ترى؟ حسنا، يفسر سنايدر الأمر بأنه إذا تمكن من الوصول إلى الظروف المثالية لتجربة جهازه ، فقد يعمل كآلة مولدة للعبقرية! بمعنى أنها تكشف عن العبقرية الداخلية التي لا يعهد عنها حتى صاحبها- الذي يخضع للتجربة هنا- أي شيء…

وعلى اعتبار غرابة أطوار سنايدر واعترافه الشخصي بحبه للمخاطرة، من الممكن تفهم وجهة نظر القارئ الذي يفضل حتى يعدومسافة ميل تام ولا يهجره يعبث بعقله… لكنه جاد تماما في عمله… ولنتأمل كم الجوائز والشهادات التي حصل عليها، ومراكز الأبحاث المزدهرة التي يديرها – والتي تمولها جامعة سيدني والجامعة الوطنية الأسترالية معا- ناهيك عن سجله في اجتذاب شخصيات مثل رئيس جنوب أفريقيا السابق نلسون ماندلا والدالاي لاما- الزعيم الروحي للتبت، لحضور مؤتمراته، عندئذ سنشعر حتى الرجل يستحق- على الأقل- حتى نستمع إلى ما يود حتى يقوله….

وبمجرد حتى يبدأ الحديث، من الصعب حتى نفرّق بين نهاية غرابة الأطوار وبداية العبقرية الإبداعية فيما يقوله، وربما كان ذلك بيت القصيد… فقد ارتبط الجنون بالعبقرية منذ قديم الأزل؛ ولنتأمل حياة جميع من ڤان گوخ Van Gogh، إدگار ألان پوPoe، وتشايكوڤسكي Tchaikovsky، لنرى حتى كلا منهم كان يسير على الخط الرفيع الفاصل بين الاثنين. لكن عبقرية الجنون ليست هي الدافع وراء أبحاث سنايدر، لكنهم الفهماء التوحديين autistic savants- أي الأشخاص المصابين بإعاقة عقلية شديدة لكنهم يمتلكون مهارة عقلية مدهشة أوأكثر ، قد تنصب على الرسم، أوالموسيقى، أوالنحت، أواللغة. وقد أطلقنا على هذه المهارات العقلية اسم "مذهلة" لأنها كثيرا ما تحدث في أشخاص يبقى ذكاؤهم – فيما عدا ذلك- محدودا للغاية.

وعلى عكس الاعتقاد السائد، فسقم التوحد (الذاتوية autism) نادرا ما يرتبط بقدرات عقلية فائقة؛ فلقاء جميع "عالم توحدي" ، من الممكن كان هناكعشرة أشخاص أوأكثر مصابين بالتوحد ولا يمتلكون أية مهارات خاصة. كما حتى نحونصف هؤلاء "الفهماء التوحديين" ليسوا مصابين بالتوحد أصلا ، لكنهم مصابون بنوع آخر من السقم العقلي، يتراوح بين التلف الدماغي والتخلف العقلي. لكن حقيقة وجود أولئك "الفهماء التوحديين" أصلا، أوحت إلى سنايدر بفكرة رائعة؛ فيقول حتى أبحاثه موجهة نحوالاعتقاد بأنه تقدر "تشغيل" مهاراتك غير العادية عن طريق "إغلاق" جزء من المخ.

وقد اهتم فهماء النفس منذ زمن بعيد بالمهارات العقلية لهؤلاء "الفهماء التوحديين"، وتتمثل الرؤية التقليدية في حتى "جزر العبقرية" هذه تنتج عن الاستخدام المفرط لما يبقي عليه السقم لدى هؤلاء الأشخاص من قدرة عقلية محدودة ، لكن سنايدر لا يوافق على وجه النظر هذه، فهويعتقد أننا جميعا نمتلك قدرات مدهشة ، لكنه مختفية تحت اللاشعور subconscious. وهويعتقد حتى سقم التوحد يؤدي لفقدان جزء من الوظيفة العقلية للمخ البشري، مما يؤدي أحيانا لانطلاق المهارات الإبداعية الخفية.

والسبب الرئيسي للاعتقاد بأن المهارات النطاسية savant skills مختفية داخل دماغ جميع منا هوأنها يمكن حتى تظهر تلقائيا بعد حتى يصاب المرء بتلف في جزء ما من مخه. وتذكر الأدبيات ، على سبيل المثال، حالة طفل اكتسب فجأة قدرات مذهلة على حساب التواريخ وذاكرة غير عادية بخصوص الأيام، والتواريخ، والموسيقى ، بعد حتى تعرض لإصابة في الجانب الأيسر من رأسه في سن العاشرة. وهناك حالة شهيرة أخرى، لرجل اسمه ألونزوحدثونز Clemons، والذي ظهرت لديه موهبة مذهلة في نحت مجسمات للحيوانات بعد حتى تعرض في طفولته لإصابة في الرأس أيضا.

ويوجد هؤلاء النطاسيون أيضا بين المصابين بحالة تنكسية عصبية نادرة تسمى الخرف الجبهي-الصدغي frontotemporal dementia . وفي هذا السقم، يتعرض المصابون- وهم غالبا في العقد السادس من العمر- لفقدان تدريجي في قدراتهم العقلية كنتيجة لضمور الجزء الصدغي من المخ لديهم. وقد وثّق الدكتور بروس ميلر Miller ، وهوطبيب أعصاب بجامعة كاليفورنيا ، ويعد من الخبراء العالميين في هذا السقم، وثّق نحوخمس حالات لسقمى ظهرت لديهم مهارات فنية مع تقدم حالة السقم لديهم. لم تكن لدى واحد من أولئك السقمى أية اهتمامات فنية سابقة، لكنه – وفي سن الثالثة والخمسين- بدأ يرسم، من الذاكرة، مشاهد رائعة لمناظر شاهدها في طفولته.

يقول سنايدر حتى الفنون التي ينتجها هؤلاء لها طابع مميز ؛ إذ أنها تتكون من مناظر أوذكريات واقعية وليست رسوم تعبيرية، تجريدية أوإبداعية. لكن ما أثار انتباه سنايدر على وجه الخصوص هوحتى جميع سقمى الدكتور ميلر كانوا مصابين بتلف في نفس المنطقة من المخ، وهي الفص الجبهي الصدغي الأيسر. أشارت الدراسات السابقة إلى حتى غالبية "الفهماء التوحديين" لديهم تلف في الجانب الأيسر من المخ، كما تفهم ميلر نفسه حالة مريض بالتوحد عثر لديه تلف في الفص الجبهي الصدغي الأيسر من المخ. والأكثر من ذلك هوحتى الأشخاص الذين تظهر عليهم مواهب غير عادية بعد إصابة في الرأس، تكون هذه الإصابة على الجانب الأيسر في الغالبية العظمى من الحالات.

يقوم الفهماء حاليا بعمل أشعات مبترية على مخ إنسان أصيب في رأسه، ومن ثم ظهرت لديه قدرات مدهشة في احتساب التواريخ والأيام، في محاولة لفهم كيف من الممكن أن ظهرت لديه هذه الموهبة. ولكن بغض النظر عن الكيفية التي وقع بها ذلك، يعتقد سنايدر حتى الظهور التلقائي والمفاجئ لقدرات عقلية غير عادية يعني أنه لا يمكن حتىقد يكون ظهور هذه الملكات نتيجة للتدريب أوالممارسة المفرطة، إذ أنها – ببساطة - لم تكن من ضمن اهتمامات المصاب أصلا؛ وبالتالي لابد أنها كانت هناك منذ البداية. ويقول حتى الأشخاص الذين تظهر لديهم هذه المواهب غير العادية يعملون ذلك بسبب إصابتهم بالتلف المخي، وأن نظريته ترى حتى التلف المخي جعلهم يصلون إلى شيء نمتلكه نحن البشر جميعا.

لكن ما الذي يمكن حتىقد يكونه هذا الشيء،يا ترى؟ … عهد فهماء النفس منذ زمن طويل حتى قسما كبيرا من النشاط المخي يحدث دون فهم منا ، وأن قدرا ضئيلا منه فقط هوما يصل إلى تفكيرنا الواعي. وتصور سنايدر لهذا النموذج هوحتى مخك اللا واعي يستخلص جميع المعلومات الحسية الخام بخصوص العالم المحيط بك- نغمات وطبقات الصوت، الخيوط، الضوء والظلال… وهويرى حتى هذه المعلومات أكبر بكثير من حتى نستطيع التعامل معها، لكن هذا الجزء من المخ هوالمكان الذي نعايش فيه العالم "كما هوفي حقيقة."

لكن الاستثناء هوحتى أغلب الناس لا يرون هذه النسخة من الحقيقة؛ فعقلنا الباطن يأخذ فيض المعلومات هذه ويبسطه ، ويصنفه إلى حزم يمكن لنا تناولها والاستفادة منها. وفي حين يرى العقل الباطن خطوطا ودرجات من النور والظلال، قد يرى عقلنا الواعي حتى هذا حصان. نحن نفهم ذلك لأن مخنا تعلّم جميع ما يتعلق بالخيول ، وتدله خبرته حتى الشيء الذي يراه هوحصان، وليس كلبا أومنضدة مثلا، كما صاغ مفهوما وصورة عقلية للحصان. وهذه طريقة فعالة للغاية لعمل عقولنا ، فهي تتيح لنا التعهد على الأمور بسرعة ، وأن نسميها بأسمائها ، وأن ننقل أفكارنا لبعضنا البعض. ويتفهم العقل أيضا كيفية تصرف الأمور، بحيث يمكننا تسقط ما يحدث من حولنا ووضع قواعد للتصرف بناء على هذه التسقطات. ويطلق سنايدر على هذه الطرق المتنوعة لاستخلاص المعاني من البيانات الخام، اسم "الأوضاع العقلية" mindsets.

وفي نظر سنايدر، فما يفتقر إليه "الفهماء التوحديون" هوتلك الأوضاع العقلية؛ فهم لا يخبرون سوى المعلومات الحسية الخام ، ورسومهم الدقيقة ما هي إلا انعكاس لذلك. وسبب عدم قدرة أغلب الناس على الرسم بهذه الطريقة هوحتى أوضاعهم الحقلية تحول دون ذلك؛ فبمجرد حتى يتم المخ صياغة مفهوم لشيء ما، فهويمنع العقل الواعي من إدراك التفاصيل التي صنعت هذا المفهوم أصلا، وبالتالي؛ فبدلا من حتى ترسم ما تراه، فأنت ترسم ما تعهده.

أعرب سنايدر- مع زميله جون ميتشل Mitchell- هذه الفكرة على العلن لأول مرة قبل نحوخمس سنوات ، وقابلا نقدا لاذعا في ذلك الحين؛ ولذلك بدءا محاولة إثبات صحة نظريتهما ، وهنا ظهرت فكرة آلة العبقرية المغناطيسية التي سنتناولها الآن بشيء من التفصيل.

قد يظهر الأمر غريبا، لكن استخدام الموجات المغناطيسية لإيقاف بعض أوجه النشاط المخي هوإجراء يتم بصورة روتينية في أقسام طب الأعصاب بأغلب المستشفيات الكبرى؛ وهي تقنية تعهد باسم التنبيه المغناطيسي عبر الجمجمة، أوTMS اختصارا؛ وتستخدم كأداة بحثية لاختبار التأثيرات الجانبية لجراحة المخ والأعصاب، وللتعهد على وظائف الأجزاء المتنوعة من المخ. والفكرة هنا بسيطة: ضع حقلا مغناطيسيا قويا على فروة رأسك ، وستوقف النشاط الكهربي في الجزء القريب من مخك ، تماما كما يمكن لبترة من حجر المغناطيس القوي حتى توقف عمل القرص الصلب لجهاز الكمبيوتر خاصتك (الصورة).

قرر سنايدر وزملاؤه هجريز التنبيه المغناطيسي عبر الجمجمة على باحة ميلر Miller’s area- أي الفص الجبهي الصدغي الأيسر- على أمل حتى يؤدي التلف المخي المؤقت والقابل للارتجاع في هذه المنطقة ، إلى إطلاق القدرات العقلية الإبداعية الكامنة. قام الفريق بإجراء التجربة في الصيف الماضي، على سنايدر نفسه أولا، ثم على 11 متطوعا تحت ظروف تجريبية. وقام سنايدر بنشر النتائج الأولية لتجربته في مجلة العلوم العصبية التكاملية.

أما عن نتائج البحث، فسنبدأ بالجانب المظلم؛ فلم يستجب سوى أربعة فقط من المتطوعين للتنبيه TMS أصلا، وهوأمر- على أية حال- ليس بمستغرب تماما، فيرى أطباء الأعصاب أنك قد ترى تأثيرا لهذا التنبيه في بعض الناس، ولا تأثير في البعض الآخر، وفي جميع الأحوال لاقد يكون التأثير قويا جدا ، وهي نتيجة نمطية للتنبيه TMS.ولا يفهم أحد على وجه التحديد لما يحدث ذلك، لكن ذلك قد يرجع في الغالب إلى حتى التنظيم الداخلي للمخ يتفاوت كثيرا من إنسان لآخر.

وعلى أية حال، فالأشخاص الأربعة الذين استجابوا للتنبيه TMS، أظهروا نتائج جديرة بالملاحظة ؛ قام سنايدر بدراسة نمط الرسم لدى المفحوصين ؛ قبل ، وأثناء، وبعد 15 دقيقة من التعرض للتنبيه TMS. طلب منهم رسم أشخاص من الذاكرة بعد حتى أراهم صورا لهم لفترة وجيزة ، ورسم حيوانات من الذاكرة. من الصعب القول بأن التنبيه TMS قد جعل أولئك الأشخاص يرسمون بصورة أفضل ، لكن المؤكد هوأنه غيّر بالعمل من طريقة رسمهم (الشكل). تقدر القول بأن الرسوم أصبحت طبيعية أكثر، واستمر تأثير التنبيه المغناطيسي لمدة 45 دقيقة أونحوها ، مما يشير إما لأن التنبيه TMS لديه ثمة تأثير طويل الأمد، أوحتى المفحوصين تفهموا طرقا جديدة لعمل الأمور.

قرر ثلاثة من الأربعة الذين استجابوا تعرضهم لحالات من تبدل الوعي، فنطقوا أنهم أصبحوا أكثر وعيا بالتفاصيل الدقيقة، بينما ذكر الباقين أنهم أحسوا بشعور خفيف بالنشوة.

لكن سنايدر أراد إجراء اختبار أكثر موضوعية، لذلك فقد طلب من المفحوصين مراجعة جمل بها أخطاء غير إشارة؛ فبدون التنبيه TMS، لم يكتشف أي منهم الأخطاء الموجودة، ولكن بعد التنبيه، عثر اثنان أنهم أقرب احتمالا لاكتشافها؛ فقد تحسنت نسبة نجاح أحدهما من صفر إلى 70% ، بينما تحسنت نسبة الآخر من صفر إلى 50%. ويدعي سنايدر حتى ذلك مرشد على حتى التنبيه TMS يجعل الناس يرون العالم على حقيقته. يعمل سنايدر أيضا على مجموعة من الاختبارات التي تهدف لقياس المهارات الحسابية ؛ مثل مهارات توليد الأرقام الأولية ( prime numbers: التي لا تقسم إلا نفسها والواحد) ، وحساب التواريخ والأيام، وكذلك المهارات الموسيقية.

وقد حصل باحثون آخرون على نتائج تدعم نظرية سنايدر؛ فقد كانت عالمة النفس الأسترالية روبن يونگ Young متشككة في البداية في صحة تلك النظرية، وبالتالي فقد درست عددا أكبر من المهارات تحت تأثير التنبيه TMS؛ فطلبت من المتطوعين تذكر قوائم تحتوي على أسماء، وعناوين، وأرقام هواتف، ونسخ صور لم يشاهدوها إلا لفترة وجيزة فقط، والحكم على طبقات الصوت الموسيقية من حيث كونها أعلى، أم أخفض، أم نفس طبقة اختبارية، وتحديد الأعداد الأولية من بين قوائم طويلة من الأرقام.

أظهر خمسة من بين 17 متطوعا بعض التحسن. لكن هذه التغيرات ليست إعجازية – على حد قول يونج- برغم حتى هناك متطوع واحد أظهر تحسنا مدهشا، وتأمل في حتى يتم نشر نتائج بحثها قريبا.

إذا كان سنايدر وفريقه محقين، وكنا نمتلك جميعا قدرات عقلية خارقة وخفية، يقترح علينا بعض التطبيقات المثيرة للاهتمام؛ فيقترح حتى التنبيه TMS يمكنه حتى يمنحنا وصولا- ولومؤقتا- إلى مهارات غير عادية مثل تحسن الذاكرة، والقدرة على تفهم لغات جديدة في وقت وجيز دون حتى تؤثر لكنتنا الأصلية على طريقة نطقنا لتلك اللغة، أما التطبيق المفضل لسنايدر فهوأنه يود حتى يتمكن في يوم من الأيام من استخدام آلة للتنبيه TMS مثبتة في "قبعة للتفكير" يمكن استخدامها لتعزيز القدرة على الإبداع.

لكن هذا محض انادىء؛ فلم يتفق فهماء النفس حتى على ماهية الإبداع ناهيك عن مصدره، لكن الأمر الوحيد الذي يتفقون عليه جميعا هوحتى المهارات التي تظهر على أولئك السقمى ليست إبداعا، فقد تبدوهذه إبداعية ، لكنها لا تعدوكونها ضربا متقنا من النسخ copying كما يرى بعض فهماء النفس. فيمكن لنطاسي عازف للبيانوحتى يعزف مقطوعة كاملة بعد سماعها لمرة واحدة، لكنه لا يستطيع تأليف أية مقطوعة أوحتى تحسين مستواه. كما حتى النطاسي الفنان حتى يرسم مبنى بتفاصيله الحقيقية الدقيقة من الذاكرة، لكن رسمه سيفتقد للأصالة والتفسير.

ولا ينكر سنايدر هذا، فيقول أنه من الواضح حتى هذه المهارات هي محاكاة صرفة ، وهوما يقترب من عكس الإبداع تماما، لكنه يحاول إثبات حتى هناك ارتباط بين تلك المهارات وبين الإبداع. فيفسر الأمر بقوله حتى الإبداع لا يعدوكونه الربط بين أفكار تبدومتباعدة بطريقة جديدة . وربما ساعدتك ، إذن، نظرة سريعة على العالم كنطاسي – مجردة من الأوضاع العقلية ، على رؤية تلك الارتباطات الإبداعية. وعادة ما يعمل النطاسيون بدون أوضاع عقلية أصلا، وبالتاليقد يكونون غير قادرين على استخدام التجربة بصورة إبداعية. ولكن إذا استطاع إنسان عادي حتى يغطس إلى عالم النطاسيين سريعا ثم يعود إلى عالمنا الواقعي، فقد تكون هذه سيرة أخرى.

وهذه فكرة لم يطرحها سنايدر وزملاؤه سوى مؤخرا على المجتمع الفهمي، وكان رد العمل الأولي- بصورة متسقطة- يحمل القليل من التشكك. فبرغم حتى البعض يوافق سنايدر بصورة عامة على حتى عقلنا للباطن يحمل كثيرا من الصفات المشهجرة مع عقل "الفهماء التوحديين" ، لكنهم لا يقبلون نظريته عن الإبداع. فيقول أحدهم أنها معتمدة كثيرا على التخمين وبعيدة الاحتمال تماما. وهناك فرق كبير بين إظهار وجود لمحات من المهارات الشبيهة بالنطاسيين لدينا جميعا، وبين جعلها مركز نظرية كبرى عن الإبداع- وخصوصا وأن سنايدر لم يُظهر بعد حتى التنبيه TMS يمكنه حتى يزود أمخاخنا بدفعة من الإبداع.

ومن بين الاعتراضات الرئيسية على نظريته ، حتى هناك نظريات أخرى بخصوص الإبداع ، والتي تبلورت منذ مدة طويلة في أدبيات فهم النفس، والتي يتجاهلها سنايدر. وعلى سبيل المثال، فالأبحاث المتعلقة بتقنيات تصوير المخ أظهرت حتى الحُصين hippocampus ، وهوعضومعني بالذاكرة يقع عميقا داخل المخ ،قد يكون نشطا في لحظة التبصر حين يتمكن الناس من حل معضلة أومسألة معقدة. وليست هذه منطقة من المخ يعتبرها سنايدر مهمة، ولا يمكن للتنبيه TMS الوصول إليها لأنها عميقة جدا وبعيدة عن الجمجمة حيث يعمل. والأكثر من ذلك ، فقد اقترح فهماء من جامعة أكسفورد البريطانية حتى الإبداع يعتمد بصورة كبيرة على الأوضاع العقلية ، فقد وجدوا حتى وجود ذاكرة كبيرة نشطة يرتبط بزيادة الإبداع. فحدثا زاد حجم المعلومات التي تقدر التلاعب بها، زاد احتمال قيامك بعمل ارتباطات إبداعية بينها.

لكن هناك أفكارا راسخة أخرى يظهر أنها تتوافق كثيرا مع أفكار سنايدر. فيقول گوردون پيترسون- وهوباحث بجامعة تورونتوالكندية حتى الإبداع يأتي عندما يفلت الناس من عاداتهم الإدراكية-الحسية perceptual habits، ويروا طرقا جديدة لعمل الأمور. ويتحدث فهماء النفس عن امتلاكنا "لأطر" frame، أومدركات perceptions عن العالم، وهوأمر قريب من الأوضاع العقلية التي اقترحها سنايدر. وبرغم حتى بيترسون لديه أفكارا مختلفة عن أفكار سنايدر فيما يتعلق بكيفية تكوين الناس لرؤية جديدة، إلا أنه يوافقه الرأي في حتى المبدعين من الناس حتى يتنقلوا بين الأطر العقلية المتنوعة، بالإضافة إلة قدرتهم على تكوين أطر جديدة بسهولة مقارنة بغيرهم من الناس.

كما حتى الرابطة الراسخة بين السقم العقلي وبين الإبداع تتلاءم جيدا مع أفكار سنايدر بهذا الخصوص. فيقترح أنه من الممكن نتجت بعض الأمراض العقلية عن الدخول غير المقصود إلى رؤيتنا اللاواعية عادة للعالم ، ففقدان القدرة على الولوج إلى عالمك الإدراكي-الحسي قد يسبب الكثير من المشاكل، لكن من بين الآثار الجانبية لذلك قد تكون رؤيتك للمحات من العالم الواقعي، كما هو– وليس كما يفهمه عقلك الواعي. ربما كان هناك عدد كبير من النظريات القائمة حول ما الذي يجعل المخ مبنادى، لكن أيا منها لم يتم إثباته بصورة قاطعة حتى الآن. فبدون اختبار عملي، من يمكنه القول حتى هذا الشيء أوذاك هومركز الإبداع: سعة الذاكرة، تخصص specialization مناطق المخ المتنوعة، الفروق في أنماط التفكير…؟ لن يقتنع جميع إنسان بنظرية سنايدر حول ما يجعل المخ مبنادى، لكنها نظرية شجاعة وأصيلة ، كما أنه وضع أمام ناظرينا أمرا قابلا للاختبار والتمحيص. قد تكون الفكرة مجنونة تماما، لكن – في الوقت نفسه- قد تمثل واحدا من أكثر التبصرات المتعلقة بالإبداع صحة، من يدري…


التعليم

حصل سنايدر على دكتوراه العلوم DSc من جامعة لندن، ودكتوراه الفلسفة PhD من كلية الجامعة بلندن (1969)، وماجستير MS من جامعة هارڤرد (1967)، وماجستير SM من معهد مساتشوستس للتكنولوجيا (1965) وبكالوريوس BS في الهندسة الكهربائية من جامعة ولاية پنسلڤانيا (1963).

انظر أيضاً

  • عقلية البطل Champion mindset

الهامش

وصلات خارجية

  • جامعة سيدني
  • Centre for the Mind
  • London Science Museum
  • Marconi Foundation
  • Is integer arithmetic fundamental to mental processing?: the mind's secret arithmetic.
تاريخ النشر: 2020-06-07 11:18:57
التصنيفات: Articles with hCards, مواليد 1940, أشخاص أحياء, علماء أستراليون, خريجو جامعة هارڤرد, خريجو معهد مساتشوستس للتكنولوجيا, خريجو كلية الجامعة بلندن, طاقم تدريس جامعة سيدني, زملاء الجمعية الملكية, حائزو جائزة أستراليا, زملاء أكاديمية العلوم التكنولوجية والهندسة الأسترالية, زملاء أكاديمية العلوم الأسترالية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رودينكو: موسكو وبكين تدركان ضرورة التعاون الاستراتيجي بينهما

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:08
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

كيف تمكنت أغنية من إيصال رسالة أمل سرية لرهائن في كولومبيا؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:16:38
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 89%

سبعة قتلى خلال عملية للشرطة المكسيكية للقبض على سجناء فارين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:09
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 97%

القطاع الصناعي الخاص في الصين يسجل انكماش حاد خلال ديسمبر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:31
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

الكويت تكشف عدد وجنسيات المبعدين خلال عام 2022

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:03
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 97%

مقتل طفل فلسطيني برصاص إسرائيلي في بيت لحم

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:13
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 95%

كوبا.. 4 قتلى و28 مصابا في حادث سير

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:04
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 97%

الخليج وجهة كروية جاذبة في خريف العمر.. من ريفيلينو إلى رونالدو

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:16:54
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 85%

حرس الحدود الأمريكي يعتقل عددا قياسيا من المهاجرين في ديسمبر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:11
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 89%

محاولة تهريب "ذهبية" داخل مصر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:03
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 99%

حميدتي يعلن غلق حدود السودان مع إفريقيا الوسطى درءاً للفتنة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:35
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 92%

أول ردود فعل فلسطينية على اقتحام بن غفير للأقصى

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:10
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 92%

مصر.. أول تعليق من المستشفى بعد الاتهام بوفاة زوجة عبد الله رشدي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:05
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 94%

بن زايد يعين رئيسا جديدا لأركان القوات المسلحة الإماراتية (صور)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:06
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 91%

مستشار سابق لزيلينسكي: أوكرانيا دولة فاشلة ورئيسها عديم الخبرة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:06
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 90%

خفر السواحل الإيطالي ينقذ مهاجرين في المتوسط رغم القيود الجديدة

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:16:55
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 97%

خبير: المواجهة بين الغرب والدول سريعة النمو ستستمر في عام 2023

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:09
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 90%

بريغوجين: الفصائل الأوكرانية أقامت 500 خط دفاعي في أرتيوموفسك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:17:12
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 100%

وزير إسرائيلي يميني متشدد يزور باحة المسجد الأقصى (متحدث) 

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:16:53
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 100%

النصر "العالمي" يسعى لمزيد من العالمية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-03 09:16:52
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 100%

تحميل تطبيق المنصة العربية