إمارة نكور

عودة للموسوعة

إمارة نكور

مملكة نكور

Tageldit n Ennkor إمارة النكور
710–1019
الفهم
العاصمة Temsaman
Nekor
اللغات الشائعة Berber
الدين الإسلام
الحكومة ملكية
King  
• 710-749
Salih I ibn Mansur
الحقبة التاريخية العصور الوسطى
• تأسست
710
• انحلت
1019
Preceded by
Succeeded by
Umayyad Caliphate
Almoravid dynasty
تاريخ المغرب
العصور القديمة
أطلنط • فينيقيون • البونيقيون
الرومان • وندال • بيزنطيون
الفتح الإسلامي (681 - 789)
الأمويون • ثورات الأمازيغ
تأسيس المغرب
لفسة • إمارة سجلماسة
مملكة نكور • برغواطة
الخلافة القرطبية والفاطمية
الخلافة القرطبية • الخلافة الفاطمية
بنويفرن • مكانسة• المغراويون
السلالات الأمازيعية (1040-1554)
المرابطون • الموحدون
المرينيون • الوطاسيون
سلالات الأشراف (منذ 1509)
السعديون • العلويون

المحمية الاوروپية (1912-1956)
أزمة طنجة • مؤتمر الجزيرة الخضراء
أزمة أغادير • معاهدة فاس
الحماية الفرنسية • الحماية الإسپانية
حرب الريف • معركة أنوال
الظهير البربري • بيان الاستقلال
التاريخ المعاصر (منذ 1956)
المغرب الكبير • محمد الخامس • الحسن الثاني
حرب الرمال • انقلاب 1972
إنقلاب الصخيرات • اتفاق مدريد
المسيرة الخضراء • نزاع الصحراء الغربية
سنوات الرصاص • محمد السادس• احتجاجات 2011

نكور (Berber: Tageldit n Ennkorلنكور أوإمارة بني صالح هي إمارة تاريخية لسلالة الصالحيين، ظهرت منذ سنة 710م على يد صالح بن منصور في تمسامان في منطقة الريف بالمغرب الأقصى. وهي أول إمارة مستقلة بالمغرب الأقصى بعد ثورة المغاربة على ولاة بنوأمية، كما أنها تممضىت بالممضى المالكي السني خلاف لباقي الإمارات المغربية الأخرى، كبنومدرار وبورغواطة، التي تأسست على ممضى الخوارج الصفرية.

ظلت تمسامان قاعدة لحكم أمراء نكّور إلى حتى بنى سعيد بن إدريس مدينة نكور بين نهري نكّور وغيس على بعد خمسة أميال من البر. وفي سنة 244 هـ 865م تعرضت مدينة نكّور، في عهد مؤسسها، لهجوم الفايكينغ النورمانديين لمدة أسبوع.

توسعت إمارة نكّور حتي لامست إمارة مكناسة، وحدد الجغرافي البكري الرقعة الجعرافية لإمارة نكّور في مسيرة عشرة أيام.

مسقطها الجغرافي جعلها في مجال الصراع الدائم بين أموي الأندلس وهم من السنة، والعبيديين الفاطميين بإفريقية وهم من الشيعة، وقد تمكن الفاطمي مصالة بن حبوس من السيطرة سنة 308 هـ / 929م على نكّور في إطار صراعه ضد أموي الأندلس .

ورغم وقوف إمارة نكّور في وجه الزحف الفاطمي، فإن أموي الأندلس، ومن منطلق خدمة مصالحهم السياسية بالمنطقة، تحالفومع موسى بن أبي العافية زعيم إمارة مكناسة الذي ولج نكّور سنة 319 هـ 940م بإسم أموي الأندلس .

إلى غير ذلك كانت إمارة نكّور في خضم الصراع الأموي الفاطمي إلى حدود سنة 473 هـ 1094م لما استولت عليها ودمرتها جيوش الدولة المرابطية بقيادة الأمير يوسف بن تاشفين.

جغرافيا

تقع على بعد 26 كم من الحسيمة، ويعتقد أنها قابعة حاليا تحت سد عبد الكريم الخطابي وقد دعيت في البداية ب«مرسى موسى» حيث هبط موسى بن نصير بأحد جبالها.

كانت منطقة الريف الواقعة بشمال المغرب الأقصى، تدخل في إطار التقسيم الإداري الموروث عن العهد السابق على الإسلام، تدخل ضمن بلاد طنجة، وهوالتنظيم الذي استمر حسب جميع المؤشرات قائما بعد الفتح، في ظل الخلافة الأموية. ,أول اتصال حقيقي للمسلمين بحاكم طنجة إيليان وقع خلال ولاية عقبة بن نافع الثانية ابتداء من سنة 62 هـ، حيث اتفق الطرفان على " الصلح والمسالمة". وهوما يؤكد على حتى بلاد نكور لم تخضع لأية حملة عسكرية خلال عملية الفتح التي دامت حوالي نصف قرن.

كانت عاصمة الإمارة مدينة نكور التاريخية ، تتبعها مجموعة من المدن كمليلية وتمسامان وبادس. وعدد من المراسي مثل كرط وهرك.


التأسيس

بعد الفتح الإسلامي للمغرب، تنوعت القبائل العربية المشاركة، وكان صالح بن منصور من أوائل الذين أسلموا وتفقهوا بالقيروان ومنها توجه غربا، بإيعاز من حسان بن نعمان الغساني، الذي كان قائدا عسكريا بإفريقية زمن عبد الملك بن مروان وأبنائه، في مهمة إدماج منطقة الريف، حيث تستقر فروع من نفزة، في دار الإسلام، وهوما ذكره الزياني في الترجمانة الكبرى. فكان أول داخل إلى الريف الأوسط بتمسمان، وكان يعهد بالعبد الصالح. رغم حتى الرواية المكرسة في جل الكتابات المتداولة حول إمارة نكور، مثل الذي نقله ابن خلدون وابن الخطيب وغيرهما، تتفق كلها بانتساب صالح بن منصور لعرب اليمن، بينما انفرد اليعقوبي برواية مغايرة، حيث نطق حول نسب صالح: "يزعمون أنه من أهل البلد نفزي"، وكان مصدره أهل نكور أنفسهم، حيث زار المنطقة سنة 278 هـ.

ونتيجة لاستجابة أهل تمسامان والقبائل المجاورة لدعوة صالح بن منصور، تَأَمَّر عليهم و"استخلص نكور لنفسه". فما كان على الخلافة الأموية سوى الإقرار بالأمر الواقع والاعتراف بصالح بن منصور سيدا على نكور، فأبتره إياها الوليد بن عبد الملك في 91 هـ. فكثر نسله واجتمعت إليه قبائل غمارة وصنهاجة مفتاح، وأسلموا على يده وبايعوه. ويروي البكري عن ذلك: "

«وعلى يديه أسلم بربرها وهم صنهاجة وغمارة، ثم ارتد أكثرهم لما ثقلت عليهم شرائع الإسلام وقدموا على أنفسهم رجلا يسمى داود ويعهد بالرندي... وأخرجوا صالحا من البلد ثم تلافاهم الله بهداه وتابوا من شركهم... واستردوا صالحا".»

ارتدّت القبائل بعد حتى ثقلت عليهم الشرائع والتكاليف الإسلامية، وأخرجوا صالح بن منصور من أرضهم، وولّوا عليهم رجلا من نفزة يعهد بالرندي. ثم تابوا ورجعوا للإسلام، واسترجعوا صالح بن منصور أميرا عليهم، فبقي بينهم حتى توفي سنة 132 هـ، فدفن على شاطئ البحر، على مقربة من القرية التي مازالت إلى اليوم تحتفظ باسمها القديم: إقطي. وتوافق وفاته تاريخ سقوط الخلافة الأموية وقيام الدولة العباسية.

واعتمدت إمارة نكّور على عصبية نفزة التي تتكون من عدة بطون, من أهمها بني ورياغل وبني يصليتين, وإذا كانت القبيلتان الأولتان اختفظتا بإسمهما ومنطقة نفوذهما فإن اسم بن يصليتن اختفى وحل محله اسم قبيلة تمسامان.

فعهدت منطقة الريف هجرة أندلسية، ستليها هجرات أخرى، أولها كانت سنة 136 هـ / 745 م إلى إمارة النكور؛ بسبب المجاعة التي أصابت الأندلس في تلك الفترة. فهاجرت بعض الأسر الأندلسية، خصوصا فرقة "إندروسان" التي استقرت بمنطقة بني ورياغل، وبالضبط في منطقة أجدير بإمارة نكور التي كانت تعهد في تلك الفترة رواجا اقتصاديا لا نظير له. وانتشرت عناصرها في جل القبائل، فاندمجت هذه الأسر الأندلسية ضمن المجتمع الريفي الأمازيغي، فتمزغت مع مرور الوقت، وشكلت وحدة مجتمعية وقبلية من الصعب تفتيتها، ولم يؤثر العنصر العربي الوافد على المنطقة منذ الفتح الإسلامي على لهجتها، بل على العكس من ذلك، تبربرت جل الأسر العربية التي بقيت مستقرة.

بعد وفاة صالح بن منصور تولى الأمر بعده ابنه المعتصم بن صالح، الذي اشتهر بكثرة العبادة، وكان يأمهم في الصلاة ويخطب في الجمعة، لكن فترة حكمه كانت قصيرة جدا، حيث توفي وتولى من بعده أخوه إدريس. وبدأ يخطط لتأسيس مدينة نكور في عدوة الوادي، لكنه توفي سنة 143 هـ، وخلفه ابنه سعيد. وتمرد الصنطقبة، وهم حرس وخدم أبيه، ورفضوا البيعة، فحاصرهم سبعة أيام في قلعة الصنطقبة وقتلهم.

بناء نكّور

تعزز مسقط الإسلام بشكل كبير مع سعيد بعد توليه أمر الامارة. فأسس نكّور وغدت منطلقا للدعوة والجهاد. كما بنى على نهر غيس مسجدا على صفة مسجد الإسكندرية . وتشير المصار إلى وجود "رباط النكور" ، قبل حتى تأسيس المدينة.

سنة 859م تعرضت نكّور لهجوم مدمر ونهب من طرف الفايكنج النورمان قوتهم 62 سفينة واستمروا بالهجوم هناك مدة ثمانية أيام في شمال أفريقيا ، قبل حتى يعودوا إلى الأندلس ويستمروا بالهجوم حتى الساحل الشرقي.

العلاقة مع اللفسة

لما بلغت الدعوة الإدريسية شمال بلاد المغرب، انضمت إلى إدريس الأول قبائل مكناسة وغمارة حيث كانت ترى فيه سليل رسول الله. كما دانت غمارة وصنهاجة بالولاء لحفيده عمر بن إدريس الثاني. أما النكور وإن لم تمنح اللفسة ولاءها السياسي فقد منحتهم منزلة موقرة، حيث فتحت أبوابها للمضطهدين منهم، وكانت بينهم علاقات مصاهرة، حيث تزوج أحمد بن إدريس الثاني من أخت سعيد أم السعد بنت صالح وسكن معها مدينة نكّور إلى حتى مات.

حملات الفاطميين

عندما ظهرت دعوة عبيد الله المهدي ، وقدومه للمغرب، خط إلى أهلها يدعوهم إلى الدخول في طاعته، وخط بمثل ذلك إلى سعيد بن صالح، وكان والياً على نكّور وما إليها من أعمال المغرب لبنى مروان؛ وخط في أسفل رسالته أبياتا كثيرة، منها:

فإن تستقيموا أستقم لصلاحكم وإن تعدلوا عني أرى قتلكم عدلاً
وأعلوبسيفي قاهراً لسيوفكم وأدخلها عفواً وأملؤها عدلاً

فأمر سعيد بن صالح شاعرا يعهد بالأخمش، من أهل طليطلة، حتى يرد على تلك الأبيات:

كذبت، وبيت الله، لا تحسن العدلا ولا فهم الرحمن من قولك الفصلا
وما أنت إلا جاهل ومنافق تمثل للجهال في السنة المثلى
وهمتنا العليا لدين محمد وقد جعل الرحمن همتك السفلى

فخط سنة 304 هـ عبيد الله المهدي إلى عامله بتاهرت مصالة بن حبوس يأمره بمحاربة سعيد فنازل مصالة مدينة نكّور ودخلها. وقتلوا أميرها سعيد بن صالح رغم استماتته في الدفاع عن نكّور حتى الموت سنة 305هـ، وسبوا وخربوا وهرب من نجا منهم من ذرية سعيد بن صالح إلى الأندلس. فخربت بذلك جيوش الفاطميين إمارة نكّور.

وأقام مصالة بمدينة نكّور ستة أشهر ثم انتقل إلى تاهرت وولى «دلول» من قبيلة كتامة على نكّور، الذي حكم بين 916م - 917م، حتى افترق جيشه من حوله وبلغ الخبر إلى بني سعيد بن صالح وقومهم وهم بمالقة في الأندلس وهم‏:‏ إدريس المعتصم وصالح فركبوا السفن إليها وسبق صالح منهم. فاجتمع مع زعماء القبائل بمرسى تمسامان وبايعوه ولقبوه «اليتيم» لصغره، وزحفوا إلى دلول حاكم نكّور فتمكنوا منه ومن معه وقتلوهم، فصلبوا أجمعين على ضفتي نهر نكور وخط صالح بخبر فتحه نكور إلى الخليفة عبد الرحمن بن محمد فقرئ رسالته بجامع قرطبة.

وشن الفاطميون الحملة الثانية على نكّور سنة 323 هـ تحت قيادة صندل الفتى الذي اغتال الأمير أبا أيوب إسماعيل، بعد تحصنه بقلعة إكري بتمسامان.


سيطرة قرطبة

زحفت قبائل مكناسة البدوية بقيادة موسى بن أبي العافية على نكّور سنة 319 هـ. فحاصروها مدة، ثم تغلب عليها وقتل صاحب عبد البديع بن صالح ، وخرب نكّور ونسف آثارها. وقد وصف ابن حوقل آثار ما تعرضت له مدينة نكور في زيارته لها في النصف الأول من القرن الرابع الهجري، حيث لاحظ الخراب باديا على المدينة.

بعد إعلان عبد الرحمن الناصر لدين الله نفسه خليفة على الأندلس، تحالف مع موسى بن أبي العافية، فأوحى له الزعيم الأندلسي بشن غزوة أخرى على نكّور، مشهجرة هذه المرة ومنسقة بحرا وبرا دامت ستة أشهر كانت كافية لإعادة هيكلة النظام السياسي لإمارة النكور وتحويلها إلى منطقة تابعة وخاضعة سياسيا لقرطبة ومنضبطة عسكريا لإمرة موسى بن أبي العافية يشغل فيه عبد السميع بن جرثم منصب أمير تابع بدون سلطة عملية.

وفي سنة 326 هـ انتهز أهل نكّور وفاة موسى بن أبي العافية فانتفضوا على عبد السميع وقتلوه ودعوا جرثم بن أحمد الذي كان لاجئا بمالقة فبايعوه بالإمارة حيث استمر في الحكم لمدة ربع قرن من الزمن كانت كافية لمعاودة أهل نكّور بناء مدينتهم كما استغلوا الانفراج السلمي الذي طبع علاقة قرطبة مع إمارات العدوة المغربية لتنشيط دواليب اقتصادهم. وكان على ممضى سلفه في الاقتداء والعمل بالممضى المالكي إلى حتى توفي آخر سنة 360 هـ، وخلفه من بعد بنيه. وعاودت الغارات البدوية كرتها على الإمارة إذ تمكن قبيلة أزداجة البرنسية من الدخول إلى المزمة والسيطرة على نكّور، لكن لم ينعم الأزداجيين كثيرا بفوزهم هذا، إذ باغتتهم جيوش يوسف بن تاشفين المرابطية سنة 473 هـ في حملة كاسحة وشاملة لم تبق أثر لنكور.

اقتصاد

تعددت مصادر إمارة نكّور الإقتصادية , عملى نهري نكّور وغيس أقيمت الأراتى المتحركة , وكانت نكّور خزان للحبوب , حيث كان النشاط الفلاحي في المنطقة كبيرا نظرا لتقنياته المتطورة خصوصاً سياسة السقي التي طبعت هذا النشاط. فكانت له نتائج ايجابية على مستوى المنتوجات الفلاحية، وهذا بدوره ساعد في تطور المبادلات التجارية وعمل على تحويل بعض المدن في المنطقة مثل نكّور وبادس إلى مراكز حضرية وتجارية ذات أهمية كبيرة. فعملت هذه المراكز على ربط مناطق عدة من العالم الإسلامي، ومنها الأندلس بصفة خاصة، عن طريق دور الوساطة التجارية التي مارسته خلال هذه الحقبة. وتتحدث المصادر التاريخية عن أهمية النشاط التجاري لعدة مراكز كمرسى تمسامان الذي يعتقد البعض أنه المرسى الذي أبحر منه عبد الرحمان الداخل باتجاه الأندلس بعد حتى فر من قبضة العباسيين. وثمة كذالك مرسى المزمة، الذي تظهر أهميته من خلال قدرته على استيعاب المراكب الضخمة في عهد بني صالح، على لسان موسى بن أبي العافية في رسالة جوابية للخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر:" «ورد علينا الأسطول المنصور وحل بمدينة نكور .(...)» هذا الأسطول الضخم بلغت « عدة مراكبه أربعين بترة وعدد ركابه ثلاثة ألاف رجل .» واستمر مرسى المزمة يلعب دوره كأبز محطة تجارية بمجموع الحوض الغربي للبحر المتوسط إلى حدود القرن الرابع الهجري عند تأسيس مرسى ألمرية بالأندلس. ويشير شيخ المؤرخين ابن حيان القرطبي لكثرة من كان يقيم بالمزمة من "أصحاب السلامة من التجار". فتعددت الخطوط البحرية الرابطة بين العدوتين المغربية والأندلسية عبر مرسى المزمة أبرزها الخط المباشر نحومالقة الذي يستغرق "مجرى يوم بالريح الطيبة العتدلة". ومن الخطوط البحرية التي كانت تربط المزمة مرسى بجانة الأندلسي مرسى"بزليانة" (قريبة من مالقا) وإلى ساحل إلبيرة" وغيرها من الموانئ التجارية.. بالإضافة إلى مرسى المزمة، برز دور مرسى ملوية رأس الماء , ومرسى بقيوة وهوالمعروف كذالك بمرسى بوزكور أوبوسكور حسب النطاق المحلى ومرسى يليش أوياليش ومزال سكان المنطقة يسمونه سيدي يليش. وتسبب الضعف الذي آلت اليه امارة نكّور عند نهاية القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي وبداية القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، في تراجع المنطقة اقتصادياً لصالح الأندلس. وشكل تخريب نكور على يد المرابطين عاملا إيجابيا مهما في تطور مدينة المزمة، حيث ساعدها على التألق في فترة قصيرة حينما أصبحت المنفذ التجاري الوحيد بالمنطقة، إضافة إلى عوامل كثيرة دعمت نموها بوتيرة سريعة، وهي المدينة التي صنفها الشريف الإدريسي ضمن «القرى»، ويعني ذلك عدم توفرها على الأسوار، غير أنها كانت عامرة بالسكان،

الثقافة

تبنت إمارة نكّور الممضى المالكي منذ نشأتها الأولى، فكانت بذلك المعقل الأول لهذا الممضى بالمغرب الأقصى، تمسكت به أصولاً وفروعاً . ويروي البكري حتى أمراء نكّور كانوا يأمون بالناس ويخطبون بالجمعة ومنهم أمراء بمرتبتة فقهاء في الممضى المالكي. فجمع أمراء نكور بذلك بين الإمامة السياسية والدينية. وقد يحدث لهؤلاء دورا في تصدير ممضى مالك إلى الأندلس ووضع حد للعمل بممضى الأوزاعي.

واتخذت هذه الإمارة لها جامعا عظيما، بنته على غرار جامع الإسكندرية، كما يقول المؤرخون، فخرج منه فهماء لا يقل نشاطهم، في الأندلس وغيرها. ويصف البكري جامع المدينة:

«ومدينة نكّور بين رواب منها جبل يقابل المدينة يعهد بالمصلى وبها جامع على أعمدة من خشب العرعر وهوالأرز أكثر خشبها ولها أربعة أبواب، في القبلة باب سليمان وبين القبلة والجوف باب بني ورياغل وفي الغرب باب المصلى وفي الجوف باب اليهود.»

ازدهرت مدينة نكّور في القرن الثاني بالفهم والأدب، وقصدها الطلبة، ومن أبرز أبنائها إبراهيم بن أيوب النكوري، والرياضياتي موسى بن ياسين، والنحوي والشاعر حسين بن فتح الذي روى عنه الباجي وأثنى عليه، واشتهرت مجالس الأنس والسهر للخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله بقرطبة بفنانين من أهل نكور، الذين استقدمهم الخليفة الأموي من حاضرة نكور. تألق فيهم النكوري «الزامر» الذي غدا من ألمع نجوم الطرب العامي بالحاضرة، حيث قدم موسيقى غنائية لموشحات وقصائد شعرية ممزوجة بأصناف من الدف والزمر غير مسبوقة في قربطة، ووصفه ابن حزم في طوق الحمامة:

«فلعهدي بعرس في بعض الشوارع بقربطة ، والنكوري الزامر قاعد في وسط الحفل ، وفي رأسه قلنسوة وشي وعليه ثوب خز عبيدي ، وفرسه بالحلية المحلاة يمسكه غلامه ، وكان فيما مضى يزمر لعبد الرحمن الناصر ، وهويرمز في البوق ... (...)»

كما كان من أهل الأندلس من أتى إلى النكور وأقام بها مثل الأحمس الطليطي شاعر الإمارة، ومن شعر إبراهيم بن أيوب قوله:

أيا أملي الذي أبغي وسولي ودنياي التي أرجووديني
أأحرم من يمينك ري نفسي ورزق الخلق من تلك اليمين
ويحجب عن جبينك طرف لحظي ونور الأرض من تلك الجبين
وقد جبت المهامه من نكور إليك بكل ناحية أمون

رغم ذلك تظل هذه العناصر متناثرة وبصمات قليلة حول حياة نكّور الثقافية، حيث استحالة البحث في هذا المجال خلال القرون الثلاثة الأولى من تاريخ المغرب. وما تم الكشف عنه يفصح عن مسقط بلاد نكّور في وضع اللبنات المؤسسة للصرح الثقافي الذي تألق بالغرب الإسلامي. يقول المؤرخ الطاهري أحمد مؤلف كتاب «إمارة بني صالح في بلاد النكور»:

«يبدوان ما تحقق في الأندلس من تطور تام لمختلف فروع الفهم خلال القرنين الرابع والخامس للهجرة، كان له أبلغ الأثر في حجب الأصول السابقة، وذوبان ثمرات العطاء الفكري التي تحققت بنكّور في ما أصبح يعهد ضمن الدراسات المعاصرة بالفكر الأندلسي»


حكام إمارة نكور

بنوصالح في تمسامان

  • صالح بن منصور حكم بين 710م - 750م
  • المعتصم بن صالح حكم بين 750 - 750م
  • إدريس بن صالح حكم بين 750 - 760م

بنوصالح في نكور

  • سعيد بن إدريس 760م - 804م.
  • صالح بن سعيد 804م - 864م
  • سعيد بن صالح 864م - 916م

بنوصالح الأمويين

  • صالح بن سعيد اليتيم 917م - 927م
  • عبد البديع المؤيد بن صالح 927م - 929م
  • أبوأيوب إسماعيل 929م - 932م
  • موسى بن المعتصم 932م -941م
  • عبد السميع بن جرثم 941م - 948م
  • جرثم بن أحمد بن زيادة الله 948م - 971 م

انظر أيضاً

  • برغواطة
  • مغراوة
  • قائمة الأسر الحاكمة المسلمة السنية

مراجع

  1. ^ "إمارة بني صالح في بلاد نكور"، 1998، دار النجاح الجديدة/ الدار البيضاء، ص18.
  2. ^ "إمارة بني صالح في بلاد نكور"، 1998، دار النجاح الجديدة/ الدار البيضاء، ص 22.
  3. ^ المغرب في ذكر بلاد أفريقيا والمغرب-جزء من كتاب المسالك والممالك، أبوعبيد البكري ، ص91.
  4. ^ التعريف بالعبد الصالح: صالح بن منصور، جمال المحدالي وحدة الفهم والعمران، الرابطة المحمدية للفهماء، تاريخ الولوجعشرة فبراير 2014
  5. ^ هجرة الأندلسيين إلى منطقة الريف من المغرب الأقصى، الدكتور جميل حمداوي، أستاذ باحث بكلية الناضور تاريخ الولوجتسعة فبراير 2014
  6. ^ عبد الرحمن الطيبي، الريف قبل الحماية، ص. 101.
  7. ^ مجهول، أخبار مجموعة في فتح الأندلس، وذكر أمرائها والحروب الواقعة بينهم، تحقيق: إبراهيم الأبياري، بيروت، لبنان، ط. 1، 1981، ص. 62.
  8. ^ عبد الرحمن الطيبي، الريف قبل الحماية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط. 1، 2008، ص. 102.
  9. ^ المغرب في ذكر بلاد أفريقيا والمغرب، جزء من كتاب المسالك والممالك، البكري، ص 92
  10. ^ المغرب في ذكر بلاد أفريقيا والمغرب، جزء من كتاب المسالك والممالك، البكري، ص 90
  11. ^ مفهمة التصوف الإسلامي ج 2 ص 6
  12. ^ لبكري ص124
  13. ^ تاريخ المغرب العربي 174 - 176.
  14. ^ الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٣ - الصفحة ٩٦
  15. ^ جهود المالكية في لقاءة الفرق المخالفة في الغرب الإسلامي ، عبد السلام شقور. كلية الآداب والعلوم الإنسانية
  16. ^ بنومغراوة/بنوأبي العافية في لنكور من قبل أمويي الأندلس تاريخ الحكام والسلالات الحاكمة
  17. ^ حوليات الريف،العدد الثاني.1999.ص159.
  18. ^ الكتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : عبد الرحمن بن محمد بن محمد ، ابن خلدون أبوزيد ، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي ، المتوفى : 808هـ المحقق : خليل شحادة الناشر : دار الفكر ، بيروت الطبعة : الثانية ، 1408 هـ - 1988 م عدد الأجزاء : 1 ، ص 3715
  19. ^ المزمة في مفهمة المغرب، الجزء 21 ص.ص: 7112 – 7113 – 7114
  20. ^ التاريخ والسلوك السياسي بالريف (ج1) عبد الكريم السكاكي، تاريخ الولوجتسعة فبراير 2014
  21. ^ .الخبر عن بني صالح بن منصور ملوك نكور ودولتهم في غمارة وتصاريف أحوالهم. تاريخ ابن خلدون
  22. ^ كتاب يرصد بواكير النموالحضاري في الغرب الإسلامي دار الحياة، تاريخ الولوجتسعة فبراير 2014
  23. ^ الفقه المالكي بالمغرب نشر في جريدة التجديد يوم 23 - 09 - 2002
  24. ^ التطورات الممضىية بالمغرب من التعدد إلى التوحيد، إدريس الشنوفي، الخبر، تاريخ الولوجعشرة فبراير 2014
  25. ^ التكملة لكتاب الصلة ، حرف الميم، ومن الغرباء، موسى بن ياسين إسلام ويب، 471
  26. ^ تاريخ الفهماء والرواة للفهم بالأندلس، حرف الحاء، حسين بْن فتح
  27. ^ الشعر الأمازيغي القديم جمالية البلاغة وسؤال الهوية الحوار المتمدن،عشرة فبراير 2014
  28. ^ كتاب : طوق الحمامة في الألفة والألاف المؤلف : أبومحمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي
تاريخ النشر: 2020-06-07 12:06:02
التصنيفات: Pages using infobox country with unknown parameters, أسر حاكمة مسلمة, ملكيات سابقة في أفريقيا, الريف, انحلالات 1019, تأسيسات 710, تاريخ إسلامي, تاريخ المغرب, دول سابقة في أفريقيا, تاريخ جبالة, States and territories established in 710, 8th century in Morocco, 9th century in Morocco, 10th century in Morocco, 11th century in Morocco

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البحرين تستنكر اقتحام مستوطنين إسرائيليين لباحات المسجد الأق

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:56
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

رسائل الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى مع نظيره البولندى (إنفوجراف)

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:32
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 38%

الرئيس الأوكراني السابق بورشنكو يغادر البلاد بعد منعه مرتين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:48
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

السودان يفرج عن عشرات المعتقلين السياسيين بعد رفع الطوارئ

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:51
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

موسكو تنتقد تصريح الخارجية البريطانية حول "التأثير الضار" لر

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:43
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

نتيجة الشهادة الإعدادية في محافظة دمياط بالاسم ورقم الجلوس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:36
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 38%

كوفيد-19 : 89 إصابة جديدة وأزيد من 6 ملايين و418 آلاف ملقح بالكامل

المصدر: MAP ANTI-CORONA - المغرب التصنيف: صحة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:23:13
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 90%

وزارة التجارة: 60% زيادة فى الصادرات المصرية إلى بولندا خلال 2021

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:33
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 50%

“المهندسين” :رفع سقف مشروع الرعاية الصحية لـ ٤٠ ألف جنيه

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:17
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

دخول جماهير الأهلي ملعب محمد الخامس من بوابتي 5 و7 لحضور نهائى أفريقيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:31
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 50%

دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي يدينون تجربة كوريا الشمال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:45
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

الإعلان عن موعد وصول الخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان في السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:23:11
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

روسيا تبدأ شحن الحبوب من جنوب أوكرانيا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:58
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

ماكرون يعلن مقتل صحفى فرنسي فى أوكرانيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:39
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 38%

وزيرة التخطيط: الأولوية فى خطة 2023/2022 تحسين أوضاع المواطنين

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:34
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 46%

رفع الجلسة العامة لمجلس الشيوخ والانعقاد القادم 12 يونيو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:35
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 38%

التعاون الخليجي يبحث قضية الأمن السيبراني

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-30 18:22:53
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

تحميل تطبيق المنصة العربية