ماري الأولى من إنگلترة

عودة للموسوعة

ماري الأولى من إنگلترة

{{{royal_title {{{realm
بورتريه للملكة ماري تيودور بريشة أنتونيس مور، 1554
التفاصيل
ماري الأولى من إنگلترة
الأميرة ماري عام 1544.

ماري الأولى أوماري تيودر (Mary Tudor) أوماري الدموية، وأُطلِق هذا اللقب عليها لأن عهدها قد أعدم فيه أكثر من ثلاثمائة إنسان حرقا في إنجلترا بتهمة الهرطقة, عاشت (1516، گرينتش - 1558، لندن) هي ملكة إنكلترا وآيرلندا (1553-1558 م)، والدها الملك هنري الثامن، ووالدتها "كاترين من أراگون".

تولت الحكم بعد فترة انتنطقية عهدت محاولة لتنصيب الليدى جين گراي (Lady Jane Grey) مكانها. بسبب عقيدتها الكاثوليكية، قابلت "ماري" الأفكار التي حملتها الإصلاحات لبروتستانتية، والتي أخذت تنتشر في البلاد منذ عهد حكم أخيها الملك إدوارد السادس (Edward VI). بعد حتى نجحت في إخماد عدة ثورات استهدفتها شخصيا، أعلَنَت حملتها على أصحاب المذاهب الأخرى، فاضطهدت أتباعها حتى أطلق عليها لقب ماري الدموية. تسببت بعد زقابلا من الملك فيليب الثاني من أسبانيا (1554) في حرب كارثية مع فرنسا. توفيت بدون حتى تعقب (تهجر أولادا)، فانتقل العرش إلى أختها البروتستانتية إليزابث الأولى.

ارتقاء العرش

English Royalty
House of Tudor

Royal Coat of Arms
Henry VIII
   Henry, Duke of Cornwall
   Mary I
   Elizabeth I
   Edward VI
Mary I


حكمها

الملكة الرقيقة (1553 - 1554)

لابد لكي نفهمها من حتى نكون قد عشنا معها شبابها المأساوي الذي لم تذق خلاله قط طعماً للسعادة. ولم تكن تتجاوز الثانية من عمرها (1518)، عندما شغل أبوها بالحظايا، وأهمل أمها المحزونة. وكانت في الثامنة عندما طلب إعلان بطلان زقابل، وفي الخامسة عشرة عندما افترق والداها، ومضى جميع من الأم والبنت إلى منفى منفصل. ومنعت الابنة من الذهاب إلى أمها حتى وهي تحتضر(22). وأعرب حتى ماري ابنه سفاح بعد مولد اليزابث (1533) وجردت من لقبها كأميرة. وخشي سفير الإمبراطور حتى تسعى آن بولين إلى اغتال ابنة غريمتها المنافسة لها على العرش. وعندما انتقلت إليزابث إلى هاتفيلد أجبرت ماري على حتى تمضى إلى هناك لخدمتها وأكرهت على حتى تعيش في "أسوأ غرفة في البيت(23") وأخذ منها خدمها، واستبدل بهم آخرون، يخضعون لمس شلتون أف هاتفيد التي نطقت لها تذكرها بأنها ابنة سفاح: "لوكنت في موضع الملك لطردتكِ من بيت الملك لعدم طاعتكِ". وأبلغتها حتى هنري قد عبر عن عزمه على بتر رأسها(34).

وكانت ماري مريضة طوال ذلك الشتاء الأول الذي قضته في هاتفيلد (1534)، وتحطمت أعصابها بسبب الإهانة والخوف وكادت تشرف على الموت جسماً وروحاً على غير كره منها. ثم رق لها الملك ومنحها بعض محبته إلى حين، ونعمت بوضع ميسور في باقي أيام حكمه. ولكن طلب منها حتى تسقط إقراراً بسيادة هنري الكنسية وبأن "زواج أمها من قبيل سفاح ذوى القربى" وبأن ميلادها غير شرعي(25) وذلك ثمناً لهذه الرقة القاسية. وتأثر جهازها العصبي على الدوام بهذه المحن، و"كانت عرضة لأن تشكومن قلبها(26)" وظلت صحتها ضعيفة حتى آخر يوم في حياتها. وعاودتها شجاعتها عندما أعرب المجلس النيابي في عهد حماية سومرست أنها ولية العهد. ولقد نشأت عقيدتها الكاثوليكية، في طفولتها مشبعة بحرارتها الاسبانية، وقويت بما أثارته حياة أمها ومماتها في نفسها من ألم، وكانت عوناً ثميناً لها في أحزانها، فرفضت حتى تتخلى عنها عندما حومت على حافة السلطة، وعندما أمرها مجلس الملك حتى تكف عن سماع القداس في حجراتها (1549) لم تذعن لأمره. وأغضى سومرست عن مقاومتها، ولكن سومرست سقط، وصدق أخوها الملك على الأمر، وأوفد ثلاثة من خدمها إلى سجن البرج بسبب تجاهله (1551)، وأخذ منها القس الذي رتل لها القداس، ووافقت آخر الأمر على حتى تكف عن ممارسة الشعيرة المحبوبة. وعندما تحطمت روحها طلبت من سفير الإمبراطور حتى يدبر لها الهرب إلى القارة، ورفض الإمبراطور الحذر حتى يجيز الخطة، وخاب فألها.

واتىت لحظة فوزها أخيراً عندما عجز نورثمبرلاند عن حتى يجد رجلاً يحارب ضدها، ولم يطلب الذين أقبلوا المدججين بالسلاح لمناصرة قضيتها أي أجر، بل إنهم أحضروا معهم مؤنهم، وعرضوا عليها ثرواتهم لتمويل الحملة. وعندما دخلت لندن كملكة (3 أغسطس سنة 1553) هبت تلك المدينة نصف البروتستانتية للترحيب بها بالإجماع. واتىت اليزابث تمشي على استحياء لملاقاتها عند أبواب المدينة، وهي تتساءل على تتمسك ضدها بالشتائم التي تعرضت لها باسم اليزابث. ولكن ماري حيتها بقبلة حارة وقبلت جميع السيدات المرافقات لأختها غير الشقيقة. وكانت إنجلترا سعيدة كما كانت عندما ارتقى العرش هنري الثامن وهوشاب وسيم كريم.

كانت ماري وقتذاك في السابعة والثلاثين من عمرها، وكان الزمن القاسي قد هجر على وجهها خطوطاً تنذر بالذبول. وقلما مرت بها سنة كاملة دون حتى تصاب بسقم خطير. وكانت تشكومن الاستسقاء وسوء الهضم ونوبات صداع تحطم الرأس، وعولجت مراراً بالحجامة مما هجرها عصبية شاحبة. وأدى تكرار انقطاع الطمث عنها إلى استغراقها أحياناً في حزن هستيري مصحوب بخوف من آلا تحمل أبداً(27). وكان جسدها وقتذاك نحيلاً هزيلاً وجبينها ممتلئاً بالتجاعيد وشعرها المائل للاحمرار تتخلله شعرات بيضاء وعيناها ضعيفتين جداً إلى حد أنها لم تكن تستطيع القراءة إلا إذا أمسكت بالصحيفة قرب وجهها. وكانت تقاطيعها واضحة، تكاد تشبه تقاطيع الرجال، وكان صوتها عميقاً كصوت الرجل، وقد وهبتها الحياة جميع ما فيها من وهن وحرمتها من المفاتن ومن الأنوثة. وكانت لديها بعض المواهب الأنثوية، فكانت تحيك في جلد وتطرز بمهارة وتعزف على العود، وأضافت إلى هذه المواهب فهم باللغات الأسبانيّة واللاتينية والإيطالية والفرنسية. وكان يمكن حتى تكون امرأة صالحة لولم تلحقها لعنة اليقين اللاهوتي والسلطة الملكية. وكانت أمينة إلى درجة البساطة، عاجزة في مجال الدبلوماسية ومتلهفة إلى درجة يرثى لها لأن تحب وتكون محبوبة. وكانت تتعرض لسورات غضب ولها لسان سليط. وكانت عنيدة ولكنها لم تكن متكبرة، وأدركت قصور قدراتها الذهنية وأصاخت السمع للنصيحة في تواضع. ولم تكن تلين لها قناة إذا كان الأمر يتعلق بعقيدتها فحسب، وفي غير هذه الحالة كانت حليمة حنوناً وحرة الفكر مع التعساء، وتواقة إلى حمل الحيف الذي تسببت فيه أخطاء القانون، وكثيراً ما زارت بيوت الفقراء وهي متنكرة وجلست وتحدثت مع ربات البيوت وسجلت مذكرة بالحاجات والمظالم وقدمت جميع ما في وسعها من مساعدة(28). وأعادت إلى الجامعات الهبات التي اختلسها منها أسلافها.

وطهر أحسن جانب من خلقها في التسامح النسبي في أول عهدها، فهي لم تطلق سراح جاردنر وبونر وغيرهما ممن سجنوا لرفضهم قبول اعتناق البروتستانتية فحسب، بل إنها صفحت تقريباً عن جميع مَن حاولوا أبعادها عن العرش، ومهما يكن من أمر فإنها أجبرت بعض هؤلاء، مثل الدوق أف سفولك، على دفع غرامات باهظة للخزانة، ثم خفضت الضرائب تخفيضاً جوهرياً بعد تقديم هذه المساعدة إلى الدخل. ومنحت جوازات أمان لبيتر مارتير وغيره من البروتستانت الأجانب لكي يغادروا البلاد. وعقد مجلس الملكة محاكمة عاجلة لنورثمبرلاند وستة آخرين تآمروا على القبض على ماري، وتوجوا جين جراي، وحكم على السبعة جميعاً بالموت. وأبدت ماري رغبتها في الصفح عن نورثمبرلاند، ولكن سيمون رينار سفير الإمبراطور وقتذاك أثناها عن عزمها، وقام الثلاثة الذين لم يصفح عنهم جميعاً باعتناق عقيدة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في آخر لحظة. ووصفت جين جراي الحكم بالعدل والاعترافات بالجبن(29).

وكان من رأي ماري حتى تطلق سراحها، ولكنها أذعنت لآراء مستشاريها إلى حد بعيد وأمرت بأن تظل طليقة من جميع قيد في الاعتنطق داخل أراضي سجن البرج(30).

وأصدرت الملكة في 13 أغسطس إعلاناً رسمياً بأنها لن "تكره الضمائر أوتلزمها" بشيء في مسألة المعتقد الديني(31)، وكان هذا أحد الإعلانات الأولى في التسامح الديني تصدره حكومة حديثة. وكانت تأمل في براءة حتى تحول البروتستانت بالحجة فنظمت مناظرة عامة بين فهماء اللاهوت المتعارضين في الرأي، ولكنها تبخرت في جدل مرير عقيم. وبعد ذلك بوقت قصير قذف واعظ الأسقف بونر بخنجر انطلق من جمهور استاء من وعظه الكاثوليكي، وأنقذه من الموت اثنان من رجال الدين البروتستانت(32). وراع ماري تسامحها فأمرت (18 أغسطس سنة 1553) بعدم التصريح بعظات تتعلق بالعقائد إلا في الجامعات، وذلك إلى حتى يتيسر اجتماع المجلس النيابي وينظر في المشكلات التي أثارها النزاع بين العقائد. وأمر كرانمر، وكان لا يزال رئيساً للأساقفة، بملازمة قصره في لامبث، فرد على ذلك بمهاجمة القداس ووصفه بأنه "كفر بغيض"، وحكم عليه هوولاتيمر بالسجن في البرج (سبتمبر سنة 1553). أما ريدلي أسقف لندن الذي كان قد وصف ماري وإليزابث معاً بأنهما ابنتا سفاح فكان قد مضى إلى سجن البرج قبل ذلك بشهرين. وعلى الجملة فإن سلوك ماري في هذه الشهور الأولى من حكمها فاق في اللين والتسامح سلوك غيرها من عظماء الحكام في عصرها.

وكانت المشكلات التي قابلتها حرية بان تقهر امرأة تفوقها كثيراً من الذكاء والفطنة. وصدمت بالارتباك والفساد السائدين في الإدارة وأمرت بوقف الفساد، غير أنه أخفى رأسه ولم ينبتر. وضربت مثالاً حسناً بتخفيض نفقات الأسرة الملكية، وتعهدت بتثبيت قيمة العملة، وهجرت انتخابات المجلس النيابي حرة لم تتأثر بأي نفوذ ملكي. وكانت الانتخابات الجديدة "أعدل انتخابات حدثت منذ سنوات(33)"، ولكن تخفيضها للضرائب هجر ولج الحكومة أقل من مصروفاتها، ولكي تحصل على الفرق فرضت ضريبة صادر على القماش وضريبة وارد على الأنبذة الفرنسية وأدت هذه الإجراءات التي كان ينتظر حتى تساعد الفقراء إلى نكسة تجارية. وحاولت حتى توقف نموالرأسمالية بتحديد عدد ما يملكه أي فرد بنول أواثنين. ونددت بـ "القماشين الأغنياء" بسبب دفعهم أجوراً منخفضة وحظرت دفع الأجور عيناً(34)، ولكنها لم تجد في حاشيتها رجالاً يملكون القوة والكمال اللازمين لإنجاز إرادتها الطيبة، وتغلبت القوانين الاقتصادية على أهدافها.

بل إنها قوبلت بعقبات اقتصادية قاسية حتى في أمور الدين. ولم تكن هناك أسرة لها نفوذ في إنجلترا لا تحتفظ بأملاك انتزعتها من الكنيسة(35)، وعارضت هذه الأسر من طبيعة الحال أي عودة للعقيدة الرومانية. وكان البروتستانت أقلية من حيث العدد وأقوياء بفضل ما لديهم من مال، وكانوا بذلك في موقف يسمح لهم بأن يهيئوا في أية لحظة مسببات الثورة التي تضع إليزابث البروتستانتية على العرش. وكانت ماري تتلهف على إعادة حق الكثالكة في العبادة طبقاً لشعيرتهم، ومع ذلك فإن الإمبراطور الذي ظل يحارب البروتستانتية اثنين وثلاثين عاماً حذرها وطلب منها حتى تتحرك ببطيء، وأن تقنع بترديد القداس سراً لنفسها وفي محيطها المباشر. ولكن شعورها نحودينها كان عميقاً ولا تستطيع حتى تكون سياسية فيما يتصل به. وتعجب الجيل الذي ينزع إلى الشك الذي نشأ في لندن من كثرة صلواتها وحرارتها، ولعل السفير الإسباني افترض أنها تطلب أمراً إدّا عندما سألته حتى يركع بجوارها ويطلب الهداية من الله. وشعرت بأن لها رسالة مقدسة تستعيد بها العقيدة التي أصبحت عزيزة عليها لأنها قاسم من أجلها. وبعثت برسول إلى البابا تطلب منه حتى يحمل التحريم الذي فرضه على إقامة الصلوات بإنجلترا، ولكن عندما أبدى الكاردينال بول رغبته في الحضور إلى إنجلترا قاصداً رسولياً، اتفقت مع شارل على حتى الوقت لم يحن بعد للقيام بهذه الحركة الجريئة.

ولم يكن المجلس النيابي الذي اجتمع فيخمسة أكتوبر سنة 1553 مجدياً بالمرة. فقد وافق على إلغاء جميع تشريع يتعلق بالدين، صدر في عهد إدوارد، وخفض العقوبات المنصوص عليها في قوانين هنري الثامن وإدوارد السادس إلى ما كانت عليه من قبل. وأبلغ الملكة في تلطف حتى "عدم شرعية النسب المتعلقة بشخصكِ الأمثل" قد ألغي وأنها لم تعد ابنة سفاح، ولكنه أبى حتى ينظر في إعادة أملاك الكنيسة إليها وقاوم أي تلميح إلى حتى سيادة البابا يجب حتى يعترف بها، وهجر هذا ماري رئيسة للكنيسة الإنجليزية رغم أنفها. وبمقتضى هذه السلطة المخولة لها استبدلت بالأساقفة البروتستانت الأساقفة الكاثوليك الذين كانوا قد أقصوا عن مناصبهم، وعاد بونر أسقفاً للندن وجاردنر أسقفاً لونشستر ومشيراً مقرباً للتاج. وطرد القساوسة المتزوجون من أبرشياتهم. وسمح بإقامة القداس مرة أخرى ثم شجع، (ويقول مؤرخ بروتستانتي): "إن اللهفة التي أبدتها البلاد في الإفادة بوجه عام من الإذن بإعادة الشعيرة الكاثوليكية تدل بلا شك على حتى الشعور العام كان مع الملكة(36) فيما عدا لندن وبضع مُدن كبيرة". وأعيدت العبادة الكاثوليكية إلى ما كانت عليه تماماً بمقتضى مرسوم صدر في أربعة مارس سنة 1554. وعدت الهرطقات الأخرى غير شرعية وحرم جميع وعظ بروتستانتي أونشرة بروتستانتية.

وكان انزعاج الأمة بعودة التذبذب اللاهوتي أقل كثيراً من انزعاجها بخطط زواج ماري. كانت تخشى الزواج من الناحية الدستورية، ولكنها قابلت المحنة أملاً في حتى تنجب وريثاً يحول دون ارتقاء اليزابث البروتستانتية العرش. وادعت ماري أنها عذراء، والراجح أنها كانت كذلك، ولعلها لوكانت قد أثمت هونا ما لكانت أقل كآبة وتوتراً ويقيناً. وأوصى مجلسها باختيار إدوارد كورتاني حفيد إدوارد الرابع، ولكن طرق عيشه المتبذلة لم تصادف هوى في نفس ماري، وعندما رفضته دبر حتى يتزوج اليزابث، ويخلع ماري ويولي اليزابث على العرش ويحكم إنجلترا عن طريقها- ولم يحلم قط بضآلة فرصته في السيطرة على تلك السيدة المسترجلة. وعرض شارل الخامس على ماري الزواج من ابنه فيليب الذي كان يوشك حتى يوصى له بكل شيء سوى اللقب الإمبراطوري، وتعهد بتقديم الأراضي المنخفضة لأي ولدقد يكون ثمرة لهذا الزواج. وتهللت ماري عندما خطر لها حتى زوجها سيكون حاكماً لإسبانيا والفلاندرز وهولندة ونابلي والأمريكتين، وتدفقت دماؤها نصف الأسبانيّة ساخنة في عروقها وهي تتسقط إنشاء اتحاد سياسي وديني بين إنجلترا وإسبانيا. وأشارت في الواضح إلى حتى سنها الأكبر- أكبر من فيليب بعشر سنوات- تقف عائقاً، وخشيت ألا تكفي مفاتنها الذابلة لإرضاء حيويته وشبابه أوخياله، إنها لم تكن واثقة أنها يفترض أن تعهد كيف من الممكن أن تطارحه الغرام(37). وكان فيليب من ناحيته يشعر بالنفور فقد أبلغه وكلاؤه الإنجليز حتى ماري كانت "قديسة كاملة" وأنها ترتدي ملابس قبيحة(38)، أفلا يمكن حتى يوجد شيء أكثر إغراء بين الأسر المالكة في أوربا،يا ترى؟ وأقنعه شارل بالإشارة إلى حتى الزواج يفترض أن يتيح لأسبانيا حليفاً قوياً ضد فرنسا وعوناً ثميناً في الأراضي المنخفضة التي كانت مرتبطة تجارياً بإنجلترا. ولعل البروتستانتية في ألمانيا يمكن قمعها بعمل موحد من أسبانيا وفرنسا وإنجلترا باعتبارها دولاً كاثوليكية؛ ثم إذا المصاهرة بين آل هابسبورج وآل تيودور يؤلف قوة قادرة على منح أوربا الغربية سلاماً إجبارياً يدوم جيلاً.

وأدرك مجلس الملكة والشعب الإنجليزي قوة هذه الاعتبارات ولكنهم خشوا حتى يؤدي الزواج إلى تحويل إنجلترا إلى بلد تابع لإسبانيا ويورط إنجلترا في الحروب المتكررة مع فرنسا. وقابل شارل الموقف بإجراء مضاد عرض باسم ابنه عقد زواج بمقتضاه لا يحمل فيليب لقب ملك إنجلترا إلا في حياة ماري ولها حتى تحتفظ وحدها بالسلطة الملكية الكاملة على الشئون الإنجليزية ولها حتى تشارك فيليب بجميع ألقابه، وإذا توفي دون كارلوس (ابن فيليب من زواج سابق) دون حتى يعقب ذرية ترث ماري أوابنها الإمبراطوريّة الأسبانيّة وعلاوة على هذا أضاف الإمبراطور الداهية حتى لماري الحق في حتى تتلقى مدى الحياة 60.000 جنيه من الموارد الإمبراطوريّة، وبدا هذا كله عرضاً سخياً جداً، وصدق المجلس الإنجليزي على الزواج مع تعديلات يسيرة في النصوص.

وأخذت ماري، على الرغم من حيائها المتواضع تتطلع في لهفة إلى المستقبل، فكم طال انتظارها لعاشق! ولكن الشعب الإنجليزي استاء من اختيارها، فالأقلية البروتستانتية التي كانت تصبر على الاضطهاد، آملة في حتى تخلف اليزابث قريباً ماري العاقر الضعيفة خشيت على حياتها إذا وقفت قوة أسبانيا بجانب ماري في إعادة الكاثوليكية بالقوة، وارتجف النبلاء الذين اغتنوا بضم الأملاك الكنسية عندما خطر لهم أنهم يفترض أن يخرجون ما في بطونهم. بل إذا الإنجليز الكاثوليك اعترضوا على وضع أجنبي قاس على العرش. وهوولا شك يفترض أن يستخدم إنجلترا لتحقيق أغراضه الأجنبية. وارتفعت أصوات الاحتجاج من جميع مكان في البلاد، وسرى الذعر في مدينة بلايماوث، فطلبت من ملك فرنسا حتى يضعها تحت حمايته. ووضع أربعة نبلاء خططا لثورة تبدأ في 18 مارس سنة 1554، فكان على الدوق أف سفولك (والد جين جراي الذي صدر العفوعنه) حتى يحدث ثورة في وارويكشاير وعلى سير جيمس كروفت حتى يتزعم مستأجريه الولزيين، وعلى سير بيتر كاروحتى يثير ديفونشاير، وعلى سير توماس ويات الصغير حتى يقود ثورة في كنت. وكان ويات الكبير- الشاعر- قد استولى على مجموعة من أراضي الكنيسة- كره ابنه حتى يسلمها. وأخطأ المتآمرون بأن أسروا بخططهم لكورتناي، وكانت مهمته تنحصر في ضمان اشتراك اليزابث معهم، وكان الأسقف جاردنر يراقب كورتناي باعتباره خاطباً منبوذاً لماري يتلهف على الانتقام، فأمر بالقبض عليه، وأفشى كورتناي أسرار المؤامرة، بتأثير التعذيب على الأرجح.

وآثار المتآمرون حتى يلاقوا حتفهم في المعركة بدلاً من المقصلة فخفوا سريعاً إلى الأسلحة واشتعلت نيران الثورة في أربعة أقطار في الحال (فبراير سنة 1554) وقاد ويات جيشاً قوامه 7000 رجل وزحف نحولندن، وبعث بنداء إلى جميع المواطنين حتى يمنعوا إنجلترا من حتى تصبح إقطاعية لإسبانيا، وبدأ الجانب البروتستانتي من أهالي لندن في وضع خطة لفتح الأبواب لويات، وتردد مجلس الملكة في حتى يرتبط بشيء، ولم يحشد جندياً واحداً للدفاع عنها، ولم تستطع ماري حتى تدرك لما ترفض البلاد التي رحبت كثيراً بارتقائها العرش حتى تتمتع بالسعادة وتحقيق أمانيها التي حلمت بها طوال سنوات التعاسة الكثيرة. وإذا لم تمسك بزمام الأمور في يديها بعزم غير عادي فإن حكمها وحياتها يفترض أن ينتهيان وشيكاً. ولكنها مضىت بنفسها إلى جلدهول وقابلت اجتماعاً ثائراً كان يتباحث إلى أي جانب ينحاز. ونطقت للجميع إنها على استعداد تام لأن تتخلى عن فكرة الزواج الإسباني إذا كانت هذه رغبة العموم، ونطقت حقاً "إني على استعداد لأن أمسك عن الزواج طوال حياتي" ولكنها لن تسمح في الوقت نفسه حتى يتحول موضع الخلاف إلى "عباءة إسبانية" لثورة سياسية. ونطقت: "إني لا أستطيع حتى أقول كيف من الممكن أن تحب الأم طفلها بفطرتها لأني لم أكن يوماً أماً، ولكن لا ريب أنه إذا كانت الملكة يمكن حتى تحب رعاياها حباً طبيعياً وحاراً كما تحب الأم طفلها، فإني أؤكد أني باعتباري سيدتكم ومولاتكم، أحبكم حباً حاراً رقيقاً وأعطف عليكم(39)". وقوبلت حدثاتها وروحها بتصفيق حار، وتعهد الجميع بتأييدها. واستطاع وكلاء الحكومة، في يوم تقريباً، حتى يحشدوا 25.000 رجل مسلح وقبض على سفولك وفر كروفت وكاريوإلى مخبأ. أما ويات فقد قاد، بعد حتى تخلى عنه زملاؤه على هذا النحو، قوة صغيرة قاتل بها في شوارع لندن، وشق طريقه تقريباً إلى قصر الملكة في هويتهول... وتوسل الحراس إلى ماري حتى تهرب، ولكنها رفضت وأخيراً غلب رجال ويات على أمرهم فاستسلم بعد حتى وهن منه الجسد والروح وأخذ إلى سجن البرج وتنسمت ماري عبير الأمان مرة أخرى ولكنها لم تعد قط الملكة الرقيقة.


ماري الدموية 1554-1558

كثيراً ما أدان مستشاروها سياستها القائمة على الصفح. وقد لامها الإمبراطور وسفيره على السماح بالحياة بل وبالحرية لأشخاص تآمروا ضدها وسوفقد يكونون أحراراً لتكرار هذا - وسئلت كيف من الممكن أن يستطيع فيليب حتى يأمن على نفسه في بلد هجر فيه أعداؤه يمرحون بلا عائق ليدبروا مؤامرة لإغتياله،يا ترى؟ وكان من رأي الأسقف جاردنر حتى الرحمة بالأمة تتطلب إعدام الخونة. وتملك الذعر الملكة فمالت إلى العمل بآراء مستشاريها. وأمرت بإعدام الليدي جين جراي التي لم ترغب قط في حتى تكون ملكة، وزوج جين الذي أراد حتىقد يكون ملكاً. وانطلق جين، وهي في السابعة عشرة من عمرها، إلى حتفها وهي تؤمن بأن هذا قدرها، دون حتى تبدي احتجاجاً أوتذرف دموعاً (12 فبراير سنة 1554). وبتر رأس والدها سفولك وشنق مائة من صغار الثوار. وأبقي على حياة بعض المتآمرين إلى حين أملاً في حتى ينتزع منهم اعترافات مفيدة، واتهم ويات في مبدأ الأمر اليزابث بأنها على فهم بالخطة، ولكن عندما وقف على المنصة (11 أبريل سنة 1554) برأها من جميع فهم بها. وأطلق سراح كورنتاي بعد حتى سجن عاماً وأقصي عن البلاد. وأشار شارل على ماري بإعدام كورنتاي واليزابث باعتبارهما مصدر تهديد دائم لحياتها. وأوفدت ماري إلى اليزابث بالحضور واحتفظت بها في قصر سانت جيمس شهراً ثم سجنتها شهرين في البرج. وحثها رينارد على تطبيق حكم الإعدام فيها فوراً، ولكن ماري اعترضت ونطقت إنه لم يثبت اشتراك اليزابث في الجريمة(40)، وظلت حياة اليزابث خلال هذه الشهور المشئومة معلقة في الميزان، وساعد هذا الرعب على تكوين شخصيتها القائمة على الريبة واستشعار الخطر، وكان له صداه فيما اتسم به عهدها المتأخر من قسوة عندما ساورها بشأن ماري ستيوارت نفس القلق الذي كان يساور ماري تيودور وقتذاك حول اليزابث. وفي 18 مايونقلت مَن أصبحت ملكة في الأيام التالية إلى وود ستوك حيث عاشت مطلقة السراح في معتقل تحت الرقابة. وأدى خوف ماري من مؤامرة أخرى تدبر لتولية اليزابث على العرش إلى حتى تتعجل ماري الزواج أملاً في حتى تحظى في الأمومة.

الزيجة الاسبانية

فليب وماري

ولم يكن فيليب متلهفاً إلى هذا الحد. وتزوج ماري يومستة مارس سنة 1554 بطريق الوكالة ولكنه لم يصل إلى إنجلترا قبل يوم 20 يوليو، ودهش الإنجليز وسرهم حتى يجدوه شخصاً يمكن احتماله بدنياً واجتماعياً: وجه غريب مثلث الشكل تقريباً ينحدر من جبهة عريضة إلى ذقن مدبب يزينه شعر أصفر ولحية، ولكه يمتاز بخلق كريم وبديهة حاضرة ومواهب تصلح لأي شيء، ولم يبدِ أي إيماءة بأنه هووحاشيته يعدون الإنجليز برابرة. بل إنه نطق حدثة رقيقة في صالح اليزابث، ولعله كان يتنبأ بأن ماري من الممكن لا ترزق بذرية وأن اليزابث قد تكون يوماً ملكة، وذلكقد يكون شراً أهون من حتى ترتقي ماري ملكة الإسكوتلنديين - التي ارتبطت منذ عهد بعيد بفرنسا - عرش إنجلترا. وعلى الرغم من حتى ماري كانت أكبر سناً بكثير من فيليب فإنها تطلعت إليه بإعجاب ساذج، وكانت متعطشة إلى الحب طوال سنوات عديدة، فابتهجت وقتذاك لفوزها بأمير ساحر وقوي إلى هذا الحد، ومنحته نفسها بإخلاص لا ريب فيه إلى حد حتى الحاشية تساءلت هي أصبحت إنجلترا بالعمل تابعة لإسبانيا، وخطت لشارل الخامس في تواضع رسالة تقول فيها إنها: "أسعد مما أستطيع التعبير عنه لأني في جميع يوم أكتشف في زوجي الملك من الفضائل الكثيرة وصفات الكمال ما يدفعني باستمرار إلى حتى أتضرع إلى الله حتى يهبني العون لأسعده(41)".

الحمل

وكانت رغبتها في حتى تلد ابناً لفيليب وولي عهد لإنجلترا، عارمة استغرقت جميع اهتمامها إلى حد أنها سرعان ما تصورت أنها حامل. ولقي انقطاع الطمث عندها وقتذاك ترحيباً، باعتباره شارة ملكية، وألجم الأمل ألسنة مَن خطر لهم حتى تلك الحالة حدثت لها كثيراً من قبل. وتقبل الناس الاضطرابات الهضمية على أنها أدلة أخرى على الأمومة، وأبلغ سفير البندقية حتى "حلمتي" الملكة قد انتفختا ودر ثدياها لبناً. وابتهجت ماري وقتاً طويلاً عندما راودتها فكرة أنها أيضاً يمكن حتى تحمل طفلاً شأنها في هذا شأن أفقر امرأة في مملكتها، ولا نستطيع حتى نتصور مدى تعاستها عندما أقنعها أطباؤها آخر الأمر حتى انتفاخ بطنها إنما وقع بسبب الاستسقاء. وفي غضون ذلك كانت شائعات حملها قد اكتسحت إنجلترا وأقيمت الصلوات ونظمت المواكب من أجل ولادتها السعيدة، وسرعان ما انتشرت شائعة بأنها أنجبت ولداً. وأغلقت الحوانيت ابتهاجاً واعتبر اليوم عطلة واحتفل الرجال والنساء في الشوارع، وقرعت نواقيس الكنائس وأعرب أحد رجال الدين حتى الطفل "أشقر وجميل" كما يليق بأمير(42). وتحطمت ماري من الإحباط والخجل فانزوت شهوراً عن أنظار الجمهور.

الديانة

وشعرت بالعزاء إلى حد ما بعودة الكاردينال بول إلى إنجلترا. وكان شارل قد أخر بول عن السفر في بروكسل لأنه عارض الزواج الاسباني، أما وقد تم هذا الزواج فإن اعتراضات الإمبراطور هدأت، وعبر الكاردينال القناة بصفته قاصداً رسولياً (20 نوفمبر سنة 1554) إلى البلاد التي كان قد هجرها منذ اثنين وعشرين عاماً، وقوبل بترحيب حار من الموظفين ورجال الأكليروس والشعب أثبت الرضا العام عن تجديد العلاقات مع البابوية. وحيا ماري بعبارة تكاد تكون منتقاة من معجمه: "السلام عليك يا مريم، الممتلئة بالنعمة، الرب معكِ، أنت مباركة بين النساء Ave Maria, gratia Plena Dominus tecum, benedicta tu in mulieribus وكان على ثقة من أنه قريباً يفترض أن يردف قائلاً: "مباركة ثمرة رحمك(43)".

وعندما فهم المجلس النيابي حتى بول اتى معه بموافية البابا على احتفاظ الحائزين الحاليين بأملاك الكنيسة المصادرة فرح الجميع، كما يحدث في أي زفاف. وأعرب أعضاء المجلس النيابي وهم راكعون عن ندمهم لما ألحقوه من إساءات بالكنيسة ومنح الأسقف جاردنر التائبين الغفران بعد حتى اعترف بتذبذبه. واعترف بسيادة البابا في الشئون الكنسية وتأكد حقه في دخول السنة الأولى للأساقفة حديثي التعيين و"الثمرات الأولى" وأعيد إنشاء المحاكم الأسقفية وأعيدت ضرائب العشور الأبرشية لرجال الأكليروس وجددت القوانين القديمة ضد اللوردية وأعيدت الرقابة على المطبوعات من سلطات الدولة إلى سلطات الكنيسة. وبدا جميع شيء كسابق عهده بعد فتنة دامت عشرين عاماً.

ولبث فيليب مع ماري ثلاثة عشر شهراً يأمل في حتى يرزق بطفل، وحينما لم يظهر أي مرشد مؤكد رجاها حتى تسمح له بالذهاب إلى بروكسل حيث كان نزول والده عن العرش يقتضي حضوره. ووافقت في حزن وانطلق معه إلى الننطقة المائية التي يفترض أن تقله إلى أدنى نهر التيمس، وأخذت ترقب الننطقة من نافذة إلى حتى اختفت (28 أغسطس سنة 1555). وشعر فيليب أنه قد أدى واجبه طوال سنة لقي فيها من أمره عسراً وهويطارح الغرام امرأة مريضة، وكافأ نفسه بسيدات بروكسل القويات البنية.

وكان بول وقتذاك أعظم رجل يتمتع بالنفوذ في إنجلترا. وشغل نفسه بإعادة تنظيم الكنيسة الإنجليزية وإصلاحها. وأعاد فتح بعض أديار الرهبان ودير للراهبات بمساعدة ماري. وسعدت ماري عندما رأت بعث العادات الدينة القديمة، وسرها حتى ترى الصلبان والصور المقدسة في الكنائس مرة أخرى، وأن تشهجر في مواكب تتسم بالورع مع القساوسة أوالأطفال والطوائف المهنية فتجلس أوهجرع لتحضر قداسات تقام للأحياء والأموات.

وغسلت وقبلت يوم خميس العهد عام 1556 أقدام إحدى وأربعين امرأة مسنة وهي تدلف على ركبها من واحدة لأخرى ومنحتهن جميعاً صدقات(44). وما دام الأمل في الأمومة قد تبدد أصبح الدين سلواها التي تعينها على الاحتمال.


الاضطهادات

ولكنها لم تستطع حتى تبعث الماضي تماماً. فقد حفزت الأفكار الجديدة إلى اضطراب مثير في عقول أهل المدينة، وكانت لا تزال هناك اثنتا عشرة طائفة تنشر خطها وعقائدها في الخفاء. وتألمت ماري عندما سمعت عن جماعات تنكر ألوهية المسيح ووجود الروح القدس وانتنطق الخطيئة الأولى. وخيل إليها حتى الهرطقات تعد جرائم مهلكة بالنسبة لإيمانها الساذج وأنها أسوأ بكثير من خيانة الدولة. هل في وسع الهراطقة حتى يعهدوا كيف من الممكن أن يعاملون الروح البشرية خيراً مما يعهده كاردينالها المحبوب،يا ترى؟ وترامى إلى أسماعها حتى واعظاً تضرع بصوت عال أمام جمهور أبرشيته حتى يهديها الله أويحملها من الأرض(45). وألقي يوماً كلب ميت، حلق شعر رأسه جرياً على عادة الرهبان، وحول عنقه حبل، من نافذة في غرفة الملكة(46). وفي كنت جدع أنف قسيس(47). ورأت ماري أنه من غير المعقول حتى يقوم المهاجرون البروتستانت الذين سمحت لهم بالرحيل عن إنجلترا في سلام، بإرسال كتيبات يهاجمونها فيها ويصفونها بأنها حمقاء رجعية ويتحدثون عن "صلاة لاتينية مكروهة عند إقامة قداس وثني(48)". وحثت بعض الكتيبات قوادها على حتى يهبوا في ثورة ويخلعوا الملكة(49). وعقد اجتماع من 17.000 إنسان في اولدجيت (14 مارس سنة 1554) ونادى بوضع اليزابث على العرش(50). وكانت حوادث التمرد في إنجلترا من تدبير البروتستانت الإنجليز في الخارج.

وكانت ماري تنزع بفطرتها وعادتها إلى الرحمة - حتى عام 1555. فماذا حولها إلى ملكة تحظى بأكبر قدر من الكراهية بين الملكات الإنجليزيات،يا ترى؟ هناك استفزاز الهجمات التي أظهرت عدم الاحترام لشخصها أوعقيدتها أومشاعرها من ناحية، وهناك الخوف من حتى تكون الهرطقة ستاراً لثورة سياسية من ناحية ثانية، وهناك الشدائد التي عانتها وخيبة الأمل المتكررة التي كدرت صفوروحها وجعلت حكمها على الأمور مظلماً من ناحية ثالثة، وهناك إيمانها الذي لا يتزعزع بصواب آراء مستشاريها الذين تثق بهم أكثر من أي إنسان آخر - فيليب وجاردنر وبول - التي تمضى إلى حتى الوحدة الدينية أمر لا غنى عنه للتضامن القومي وبقائه. وسرعان ما أفصح فيليب عن مبادئه في الأراضي المنخفضة. وكان الأسقف جاردنر قد أقسم بالعمل (ربيع عام 1554) حتى يحرق الأساقفة البروتستانت الثلاثة - هوبر وريدلي ولاتيمر - ما لم يرتدوا عن عقيدتهم(51). وكان الكاردينال بول، مثل ماري، ينزع بفطرته إلى الرحمة ولكنه كانت لا تلين له قناة في العقيدة، وقد أحب الكنيسة حباً جماً إلى حد أنه كان يرتجف للتشكك في عقائدها أوسلطتها. ولم يكن له دور قيادي مباشر أوشخصي فيما قامت به ماري من اضطهاد، وأشار بالاعتدال وأطلق مرة سراح عشرين شخصاً كان الأسقف بونر قد حكم عليهم بالموت حرقاً(52).

ومع ذلك فإنه أصدر تعليماته لرجال الأكليروس بأنه إذا فشلت جميع طرق الإقناع سلمياً فإن كبار الهراطقة يجب حتى تنتزع منهم الحياة ويستأصلوا مثل الأطراف الفاسدة من الجسد(53). وأعربت ماري عن رأيها في تردد. "نعتقد حتى إثارة عقاب الهراطقة يدب حتى يتم بغير اندفاع ولا نتخلى في الوقت نفسه عن إقامة العدالة لهؤلاء الذين يسعون إلى خداع البسطاء(54)". وكانت مسئوليتها في بادئ الأمر مقصورة على الإذن ولكنها كانت حقيقة. وعندما تبين لها (1518) حتى الحرب مع فرنسا قد عادت عليها وعلى إنجلترا بالوبال عزت الفشل إلى غضب الله عليها لترفقها بالهرطقة وتشددت بتراً بعد ذلك في الاضطهاد.

وافتتح جاردنر عهد الإرهاب بأن استدعى إلى محكمته الأسقفية ستة من رجال الأكليروس (22 يناير سنة 1555) كانوا قد رفضوا قبول العقيدة التي توطدت من حديث .

وارتد واحد منهم وأحرق أربعة منهم جون هوبر وأسقف جلوسستر وورسستر الذي أقيل (4-8 فبراير سنة 1555). ويبدوحتى جاردنر أصيب بانتكاس في الشعور بعد تطبيق هذه الأحكام بالإعدام فلم يشهجر بعد ذلك في الاضطهاد، وانهارت صحته ومات في نوفمبر من هذا العام واضطلع الأسقف بونر بالمذبحة. ونصح فيليب، وكان لا يزال بإنجلترا، بالاعتدال وعندما أدان بونر ستة، وحكم عليهم بالحرق اعترض سفير الإمبراطور رينار على "هذا التهور البربري(57)" وندد كاهن الاعتراف الخاص لفيليب، وهوأخ أسباني من الرهبان، وهويعظ أمام الحاشية، بالأحكام باعتبارها مخالفة للروح المعتدلة والمتسامحة التي حث عليها المسيح(58) مراراً وتكراراً. وأوقف بونر الأحكام لمدة خمسة أسابيع، ثم أمر بتطبيقها، واعتقد أنه كان رقيقاً متساهلاً، والحق حتى مجلس الملكة أنبه يوماً لأنه لا يظهر حماسة كافية في مطاردة الهرطقة(59). وعرض على جميع هرطيق منحه عفواً كاملاً إذا ارتد عما يقول، وكثيراً ما أضاف وعداً بتقديم مساعدة مالية أوعمل صريح(60)، ولكن عندما كانت هذه الإغراءات تفشل كان يجيز الحكم بشراسة، وكانت توضع عادة حقيبة ممتلئة بالبارود بين ساقي المحكوم عليه حتى تؤدي ألسنة اللهب إلى موت سريع، ولكن الخشب احترق ببطيء في حالة هوبر، وخاب أثر البارود فلم ينفجر، وقاسى الأسقف السابق آلاماً استمرت ساعة تقريباً.

وكان معظم الشهداء عمالاً بسطاء تفهموا تلاوة الكتاب المقدس وشجعوا على العمل بالتفسير البروتستانتي له إبان الحكم السابق. ولعل المضطهدين رأوا حتى من العدل استنادىء رجال الدين الذين بذلوا الجهد لتحفيظ مبادئ العقيدة البروتستانتية، ليشهدوا لها بالاستشهاد، وفي سبتمبر سنة 1555 أحضر كرانمر وعمره ستة وستون عاماً، وريدلي وعمره خمسة وستون عاماً، ولاتيمر، البالغ من العمر ثمانين عاماً، من سجن البرج ليقفوا للمحاكمة في أكسفورد. وكان لاتيمر قد لطخ صفحة حياته البليغة بالموافقة على إحراق المنكرين للتعميد والفرنسسكان العنيدين في عهد هنري الثامن. وكان ريدلي قد أيد بنشاط اغتصاب جين جراي للعرش، ووصف ماري بأنها ابنة سفاح وساعد في خلع بونر وجاردنر من كرسيهما الأسقفيين. وكان كرانمر الرأس المفكر للإصلاح الديني الإنجليزي، فقد أحل زواج هنري وكاثرين، وزوج هنري من آن بولين، واستبدل بالقداس كتاب الصلاة العامة، واضطهد فريث ولامبرت وغيرهما من الكثالكة، وسقط وصية إدوارد بالتاج لجين جراي، وندد بالقداس باعتباره كفراً، وكان هؤلاء الرجال وقتذاك في البرج منذ عامين يتسقطون الموت جميع يوم.

وحوكم كرانمر في أكسفورد في اليوم السابع من سبتمبر. وقام قضاته بكل جهد ممكن للحصول منه على إنكار لما مضى إليه. فتمسك بموقفه بحزم وحكم عليه بأنه مذنب، ولكن لما كان رئيساً للأساقفة فإن الحكم عليه هجر للبابا وأعيد إلى سجن البرج. وفي 30 سبتمبر حوكم ريدلي وتشبث بموقفه وفي اليوم نفسه اقتيد لاتيمر أمام المحكمة الكنسية، وكان وقتذاك رجلاً لا يبالي بالحياة، يرتدي ثوباً قديماً مهلهلاً ورأسه الأبيض تكسوه قلنسوة فوق طاقية نوم فوق منديل وتتدلى نظارتاه من عنقه وربطت بزنارة نسخة من العهد الجديد. وفي اليوم الأول من أكتوبر حكم عليهم بالإدانة وأحرقوا في اليوم السادس من أكتوبر. وركعوا أمام المحرقة وصلّوا معاً. وربطوا بالأغلال إلى عمود حديدي وعلقت حول عنق جميع لجر حقيبة ممتلئة بالبارود وأشعلت حزم الحطب ونطق لاتيمر: "تهلل ولا تبتئس يا سيد ريدلي وتصرف كرجل، فإننا في هذا اليوم يفترض أن نشعل شمعة بفضل الله في إنجلترا، وأنا على يقين أنها لن تطفأ أبداً(61)". وفي الرابع من ديسمبر أيد البابا الحكم على كرانمر. واستسلم رئيس الإساقفة البروتستانتي الأول في كنتربري لخوف يغتفر له، ولم يكن في وسع رجل استطاع حتى يخط بإنجليزية قوية الدلالة كتاباً مثل كتاب الصلاة العامة لقاءة هذه المحن دون حتى يتعرض لآلام غير عادية في الجسد والعقل. ولعل كرانمر تأثر بنداء بول الحار فقرر قوله إنه: "تخلى عن جميع طرق الهرطقة وأخطاء لوثر وزونجلى وكرهها وأبغضها". وأقر بإيمانه بالشعائر المقدسة السبع واعترف بالتجسيد والمطهر وكل تعاليم الكنيسة الرومانية.

وكان إنكاره هذا قميناً بأن يستبدل به الحكم بسجنه جرياً على ما وقع في جميع السوابق، ولكن ماري (طبقاً لما نطقه فوكس) رفضت إنكاره لمعتقده على أساس أنه يفتقر إلى الإخلاص وأمرت بإعدام كرانمر(62). وفي كنيسة سانت ماري بأكسفورد تلاقى صبيحة يوم إعدامه (31 مارس سنة 1556) إنكاره السابع والأخير. ثم أضاف لدهشة جميع الحاضرين. وأجيء الآن إلى الأمر العظيم الذي يؤرق ضميري أكثر من أي شيء آخر عملته أوقلته طوال حياتي وذلك هوتدبيج رسالة في الخارج تخالف الحقيقة. وأنا الآن أتبرأ منها وأرفضها... إنها خطت خوفاً من الموت... وذلك شأن جميع البيانات والأوراق التي خطتها أوسقطت عليها بيدي منذ تجريدي من منصبي... وما دامت يدي قد أثمت، بكتابة ما يخالف صدق مشاعري فإن يدي يفترض أن تعاقب على ذلك لأنها... يفترض أن تحرق أولاً... أما بالنسبة للبابا فإني أرفض اعتباره عدواً للمسيح وخارجاً على المسيحية(63).

وعندما اقتربت ألسنة النيران من جسده وهوعلى المحرقة أعطى يده فيها واحتفظ بها هناك، كما يقول فوكس: "ثابتة لا تتحرك... حتى يستطيع جميع الناس حتى يروا يده تحترق قبل حتى تمس النار جسده. وأخذ يردد كثيراً حدثات ستيفن "رباه! تقبل روحي" في عظمة اللهب الذي سلم الروح القدس(64). وكانت وفاته دليلاً على بلوغ الاضطهاد ذروته. ومات نحو300 إنسان في أثنائه منهم 273 في السنوات الأربع الأخيرة من ذلك العهد. وحدثا مضت المحرقة قدماً أصبح من الواضح أنها كانت خطأ. واستمدت البروتستانتية القوة من شهدائها كما عملت المسيحية في بواكير عهدها وانزعج كثير من الكثالكة في عقيدتهم وشعروا بالخزي من ملكتهم بسبب ما كابده الضحايا من آلام وما أظهروه من جلد. وعلى الرغم من حتى الأسقف بونر لم ينعم بالعمل فقد أطلق عليه اسم "بونر الدموي" لأن أسقفيته شهدت معظم ما نفذ من أحكام الإعدام ووصفته امرأة بأنه "الذباح المعروف وعبد المجزرة العامة لكل الأساقفة في إنجلترا(65)"، ووجد المئات من الإنجليز البروتستانت ملجأ في فرنسا الكاثوليكية وسعوا هناك إلى وضع نهاية للعهد الحزين. وبينما كان هنري الثاني يطارد البروتستانت الفرنسيين فإنه شجع على تدبير المؤامرات الإنجليزية ضد ماري الكاثوليكية التي أدى زقابلا بملك أسبانيا إلى هجر فرنسا محاطة بقوى معادية. واكتشف العملاء البريطانيون في أبريل عام 1556 مؤامرة يتزعمها هنري ددلي لخلع ماري وتولية اليزابث على العرش. وتم القبض على عدة أشخاص منهم اثنان من أفراد بين اليزابث، وأقحم اعتراف اسم اليزابث نفسها والملك الفرنسي. وقمعت الحركة ولكنها هجرت ماري في خوف دائم من الاغتيال.

وقابلت جماعة من الهاربين محناً كشفت عن مزاج العصر الذي تتسلط العقيدة عليه، فقد اتى إلى لندن عام 1548 جان لاسكي، وهوكالفيني بولندي وأنشأ هناك أول كنيسة مشيخية في إنجلترا. وبعد ارتقاء ماري العرش بشهر هجر لاسكي وجانب من جمهور المصلين معه لندن في سفينتين دنمركيتين. وفي كوبنهاجن منعوا من الدخول ما لم يسقطوا على الاعتراف الرسمي اللوثري الخاص بالعقيدة. فأبوا باعتبارهم كالفينيين متمسكين بعقيدتهم. ولم يسمح لهم بالنزول فسافروا بحراً إلى وسمار ويبسك وهامبورج، وفي جميع حالة كانوا يقابلون بالمطلب نفسه ويردون بالرفض(66). ولم يذرف اللوثريون في ألمانيا أية دموع على ضحايا ماري بل نددوا بهم باعتبارهم هراطقة مكروهين و"شهداء للشيطان" بسبب إنكارهم وجود المسيح حقاً في القربان(67) المقدس. وأدان كالفن تعصب اللوثريين الذي لا يعهد الرحمة، وفي ذلك العام (1553) أحرق سرفيتوس في المحرقة.وبعد حتى ظل الهاربون تتقاذفهم أمواج بحر الشمال معظم أيام الشتاء جاز لهم بالدخول أخيراً ووجدوا معاملة إنسانية في إمدن.

وفاتها

وسارت ماري إلى نهايتها المحتومة بقدر كئيب. وكان زوجها التقى في حرب غير منطقية وقتذاك مع البابوية وكذلك مع فرنسا، واتى إلى إنجلترا (20 مارس سنة 1557) وحث الملكة على حتى تشهجر إنجلترا في الحرب باعتبارها حليفة. ولكي يخفف من كراهية الإنجليز لمهمته، أقنع ماري بالاعتدال في الاضطهاد(68)، ولكنه لم يستطع حتى يكسب بسهولة تأييد الجمهور بل كان الأمر على العكس، فبعد شهر من وصوله أشعل توماس ستافورد، ابن أخي الكاردينال بول، ثورة لتحرير إنجلترا من ماري وفيليب على السواء، ولكنه هزم وشنق (28 مايوسنة 1557) ولقد اترع البابا كاس الملكة تعاسة برفضه الاعتراف ببول قاصداً رسولياً واتهم بالهرطقة. وكانت ماري في لهفة لإرضاء فيليب ومقتنعة حتى هنري الثاني قد أيد ستافورد في مؤامرته، وأعربت الحرب على فرنسا فيسبعة يونيه. وبعد حتى حقق فيليب غرضه غادر إنجلترا في يوليووراود الشك ماري في أنها لن تراه أبداً مرة أخرى. ونطقت: "سوف أعيش ما بقي من أيامي دون رفيق من الرجال(69)". وفقدت إنجلترا في هذه الحرب التي لم ترغب فيها كاليه (6 يناير سنة 1558) التي كانت قد احتفظت بها 211 عاماً وآلاف الإنجليز من الرجال والنساء الذين عاشوا هناك وفروا الآن إلى بريطانيا، لاجئين معدمين، وأذاعوا الاتهام المرير المنسوب إلى حكومة ماري بأنها أهملت إهمالاً إجرامياً في الدفاع عن آخر ممتلكات إنجلترا في القارة. وعقد فيليب صلحاً موافقاً له دون حتى يطب استعادة كاليه. وكانت ثمة تعبير قديمة تتردد هي حتى ذلك الميناء الثمين كان "ألمع جوهرة في التاج الإنجليزي". وأضافت ماري تعبير أخرى إلى الحكاية "عندما أموت وتفتحون صدري فسوف تجدون كاليه في قلبي(70)". وفي أوائل عام 1558 اعتقدت الملكة مرة أخرى أنها حامل. وخطت وصيتها إذ كانت تتسقط حتى تكون ولادتها خطيرة وبعثت برسالة إلى فيليب تتوسل إليه فيها حتى يحضر الحادث السعيد... فبعث إليها بتهانيه ولكن لم تكن هناك ضرورة لحضوره، فقد كانت ماري على خطأ. وكانت وقتذاك امرأة مهجورة من الجميع، ولعلها كانت مخبولة إلى حد ما. كانت تجلس على الأرض الساعات الطوال وركبتاها مرفوعتان إلى ذقنها، وكانت تتجول في قاعات القصر مثل شبح، وخطت رسائل لطختها بدموعها للملك الذي تسقط وفاتها، فأمر عملاءه في إنجلترا حتى يستميلوا قلب اليزابث للزواج من أمير إسباني أومن فيليب نفسه.

وفي أيام الصيف الأخير من حياة ماري انتشر وباء حمى البرداء في إنجلترا. وأصيبت به الملكة في سبتمبر عام 1558 وتحالف مع الاستسقاء و"زيادة الصفراء السوداء" فأضعفها إلى حد حتى رغبتها في الحياة تلاشت. وفيستة نوفمبر بعثت بجواهر التاج إلى اليزابث. وكان هذا عملاً كريماً أذعن فيه حبها للكنيسة لرغبتها في منح إنجلترا وراثة منظمة للعرش. وتعرضت للغيبوبة فترات طويلة واستيقظت من إحدى هذه الغيبوبات لتروي كيف من الممكن أن رأت حلماً سعيداً عن أطفال يلعبون ويغنون أمامها(71). وفي 17 نوفمبر سمعت القداس مبكراً وهتفت بالعبارات التي يرددها المصلون عادة وراء القس بحرارة. وماتت قبل الفجر.

وفي اليوم نفسه توفي الكاردينال بول، الذي مني بهزيمة منكرة مثل ملكته. ولابد لنا عند تقديره حتى نسجل الحقيقة المرة وهي أنه كان قد أدان ثلاثة رجال وامرأتين وحكم عليهم بالموت حرقاً بتهمة الهرطقة في مستهل الشهر الأخير. سليم حتى جميع الطوائف ما عدا المنكرين للتعميد في تلك السنوات التي عهدت جنون اليقين ووافقت على ضرورة المحافظة على الوحدة الدينية ولوأدى الأمر بالضرورة إلى معاقبة المنشقين بالإعدام، ولكن لم يحدث في أي مكان في العالم المسيحي المعاصر - حتى في أسبانيا - حتى أحرق هذا العدد الكبير من الرجال والنساء بسبب آرائهم كما وقع في عهد تولى ريجينالد بول رئاسة الكنيسة الإنجليزية.

ذكراها

وفي وسعنا حتى نقول حدثة رقيقة عن ماري. فقد أدى الحزن والسقم وكثير مما تعرضت له من أخطاء إلى انحراف عقلها. ولم تتحول من الحلم إلى القسوة إلا بعد مؤامرات كانت تستهدف حرمانها من التاج الذي تضعه على رأسها وأصاخت السمع في ثقة زائدة لرجال الدين الذين سعوا إلى الانتقام بعد حتى تعرضوا هم أنفسهم للاضطهاد. وكانت تعتقد حتى آخر لحظة في حياتها أنها بالقتل إما تؤدى فرائضها نحوالعقيدة التي أحبتها كمجال حيوي لبقائها. وهي لا تستحق اسم "ماري الدموية" ما لم تسحب تلك الصفة على عصرها بأسره، فهويهون بلا رحمة من شأن شخصية فيها الكثير من الصفات التي تستحق الحب. وإن امتيازها العجيب إنما هواستمرارها في العمل الذي بدأه والدها لإبعاد إنجلترا عن روما. وأظهرت لإنجلترا، ولما تزل كاثوليكية، أسوأ جانب للكنيسة التي خدمتها، ولما ماتت كانت إنجلترا مهيأة أكثر من ذي قبل لاعتناق العقيدة الجديدة التي جاهدت للقضاء عليها.


النسب

انظر أيضا

  • Pilgrimage of Grace
  • الملامح الثقافية لماري الأولى من إنجلترا

ملاحظات

المصادر

  • Eakins, L. E. (2004). "ماري الأولى"
  • "Mary I". (1911). Encyclopædia Britannica, 11th ed. London: Cambridge University Press.
  • (Volume IX). New York: Robert Appleton Company.
  • Williamson, D. (1998). The Kings and Queens of England New York: National Portrait Gallery.
  • Weir, Alison. "The Children of Henry VIII".

قراءات إضافية

غير خيالي

  • Deary, Terry. "The Terrible Tudors". ISBN 0-590-55290-2
  • Deary, Terry. "Even More Terrible Tudors". ISBN 0-590-11254-6
  • Erickson, Carolly. Bloody Mary: The Life of Mary Tudor. (June 1993) ISBN 0-688-11641-8
  • Hugo, Victor. Mary Tudor: A Drama. ISBN 1-58963-478-0
  • Loades, David M. Mary Tudor: A Life. (March 1992) ISBN 0-631-18449-X
  • Loades, David M. The Reign of Mary Tudor: Politics, Government & Religion in England, 1553-58. (May 1991) ISBN 0-582-05759-0
  • McHarque, Georgess. Queen in Waiting: A Life of "Bloody Mary" Tudor. (June 2004) ISBN 0-595-31254-3
  • Porter, Linda Mary Tudor: The First Queen. (October 2007) ISBN 978-0-7499-5144-3
  • Prescott, H. F. M. Mary Tudor: The Spanish Tudor. (October 2003) ISBN 1-84212-625-3
  • Ridley, Jasper. Bloody Mary's Martyrs: The Story of England's Terror. (July 2002) ISBN 0-7867-0986-3
  • Slavicek, Louise Chipley. Bloody Mary (History's Villains). (July 2005) ISBN 1-4103-0581-3
  • Tytler, Patrick Fraser (1839), England Under the Reigns of Edward VI and Mary, I, London: Richard Bentley, http://books.google.com/books?id=414JAAAAIAAJ, retrieved on 2008-08-17 
  • Tytler, Patrick Fraser (1839), England Under the Reigns of Edward VI and Mary, II, London: Richard Bentley, http://books.google.com/books?id=tl4JAAAAIAAJ, retrieved on 2008-08-17 
  • Waldman, Milton. The Lady Mary: a biography of Mary Tudor, 1516-1558. (1972) ISBN 0-00-211486-0
  • Waller, Maureen, "Sovereign Ladies: Sex, Sacrifice, and Power. The Six Reigning Queens of England." St. Martin's Press, New York, 2006. ISBN 0-312-33801-5
  • Weir, Alison. "The Children of Henry VIII. (1996)
  • Whitelock, Anna. 'Mary: the first queen of England' (bloomsbury forthcoming)
  • Meyer, Carolyn 'Mary Bloody Mary' (half fiction half non-fiction)
  • Simpson, Helen. The Spanish Marriage, at Project Gutenberg Australia

الخيال

  • The short appearance of the future Queen Mary in Mark Twain's The Prince and the Pauper had a considerable influence on her negative image[بحاجة لمصدر], given the enduring popularity of Twain's work. His depiction of her as a cold and cruel person seems to connected both to Twain's outspoken atheism and to the strong anti-Catholic prejudice prevalent in American society at the time of writing.
  • Ainsworth, William Harrison. The Tower of London. London, J.M. Dent & Sons Ltd.; New York, E.P. Dutton & Co., Inc. [1946], 455 p.
  • Baker, Kage. In The Garden of Iden. (December 2005) ISBN 0-7653-1457-6 (listed as science fiction, as it involves time travel)
  • Churchill, Rosemary. Daughter of Henry VIII. (May 1978) ISBN 0-523-40325-9
  • Suzannah Dunn. The Queen's Sorrow. (July 2008) ISBN 978-0-00-725827-7. Attempts to show the other side to Mary as seen through the eyes of Rafael, a member of Prince Philip's entourage.
  • Dunnett, Dorothy. "The Ringed Castle" includes a sympathetic portrayal of Mary's marriage and pregnancies
  • Dukthas, Ann. In the Time of the Poisoned Queen. (February 1998) ISBN 0-312-18030-6
  • Feather, Jane. Kissed by Shadows. (February 2003) ISBN 0-553-58308-5
  • Gregory, Philippa. The Queen's Fool. (November 2004) ISBN 0-7432-6982-9 makes an effort to revise her long-lasting horrific image and show her through the eyes of a devoted and loving servant - without hiding the horror of the persecutions
  • Irwin, Margaret. Trilogy: Young Bess, Elizabeth, Captive Princess and Elizabeth and the Prince of Spain.
  • Lewis, Hilda. I Am Mary Tudor ISBN 0-446-78017-0, Mary the Queen ISBN 0-09-116030-8, and Bloody Mary (1973), a trilogy.
  • Meyer, Carolyn Mary, Bloody Mary. (April 2001) ISBN 0-15-216456-1 (Juvenile Fiction, ages 11 and up)
  • Parkes, Patricia. Queen's Lady. (May 1981) ISBN 0-312-66008-1
  • Plaidy, Jean. In the Shadow of the Crown: The Tudor Queens. (May 2004) ISBN 0-609-81019-7
  • "Queen Mary" by Alfred Tennyson - full online text
  • Santiago Sevilla. Dracula and the Bloody Mary: A Tragicomedy, published in Liceus El Portal de las Humanidades. (Liceus.com)
  • Innocent Traitor by Alison Weir (2007).
  • The Lady Elizabeth by Alison Weir (2008).

وصلات خارجية

  • Mary I Chronology World History Database
  • "Bloody Mary: Further Intrigue in the Tudor Court", Stevens, Garry, 2004.
  • Mary Tudor takes the Crown — Tudor History
  • Queen Mary I on the Historic Royal Palaces website
ماري الأولى من إنگلترة
بيت تيودور
وُلِد: 18 فبراير 1516 توفي: 17 نوفمبر 1558
ألقاب ملكية
سبقه
Jane أو
إدوارد السادس
ملكة إنگلترة
ملكة أيرلندا

19 يوليو1553 - 17 نوفمبر 1558
تبعه
إليزابيث الأولى
English royalty
سبقه
مارجريت تيودور
وريثة العرش الإنلجيزي
كوريثة ولية عهد
18 فبراير 1516 – مارس 1534
تبعه
إليزابث الأولى
سبقه
إدوارد، أمير ويلز
Heir to the English and Irish Thrones
as heiress presumptive
28 يناير 1547 – 21 يونيو1553
تبعه
ليدي جين گراي
الملكية الإيطالية
سبقه
إيزابلا من البرتغال
Queen consort of Naples
25 July 1554 - 17 November 1558
تبعه
Elisabeth of Valois
Spanish royalty
سبقه
إيزابلا من البرتغال
Queen consort of Castile and Léon
Queen consort of Aragon, مايورقة، ڤالنسيا, and Sicily
Countess of Barcelona

16 January 1556 - 17 November 1558
تبعه
إليزابث من ڤالوا
Consort to the monarch of the المقاطعات السبعة عشر في هولندا الإسپانية
16 January 1556 - 17 November 1558
ألقاب المطالبة
سبقه
Lady Jane Grey
— حامل لقب —
Queen of France
1555 - 1558
سبب فشل الخلافة:
Capetian Succession Failure
تبعه
إليزابث الأولى
تبعه
إليزابث الأولى

نطقب:Spanish consorts نطقب:Infantas of Spain by marriage

تاريخ النشر: 2020-06-07 12:58:03
التصنيفات: Articles which use infobox templates with no data rows, Pages using infobox monarchy with unknown parameters, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, ملكات حاكمات إنجلترا, Spanish royal consorts, Royal consorts of Naples, Royal consorts of Sicily, مطالبين بعرش مملكة فرنسا (پلانتاجنيه), بيت هابسبورگ, ملوك رومان كاثوليك, تاريخ الكاثوليكية في إنجلترا, مناقضة البروستوستناتية, House of Tudor, أشخاص من لندن, Henry VIII's children, People from Suffolk, إنجليز من أصل اسباني, مدفونون في كنيسة وستمنستر, مواليد 1516, وفيات 1558, وفيات بالسرطان من إنجلترا, تيودر, ملوك إنگليز

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

البوليساريو تشوش على خبير مغربي مرشح لعضوية لجنة أممية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 21:15:27
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 45%

البابا فرنسيس يرجئ زيارته إلى لبنان لأسباب صحية (وزير السياحة)

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 21:16:31
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 97%

السعودية تسعى لريادة قطاع الطيران "المتخم" في الشرق الأوسط

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 21:16:30
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 90%

قيود صحية جديدة لمكافحة كوفيد-19 تحوّل بكين إلى مدينة أشباح

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 21:16:30
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 92%

ضاحي خلفان للرئيس الأوكراني: الغرب لن يكون جارا لك بدلا من روسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 21:16:34
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

تويتر يقرر إيقاف حساب "وادو" ومتابعون يتساءلون: "ماذا فعل؟"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 21:16:20
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

نهائي دوري أبطال أفريقيا في المغرب بـ"قوة القانون"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 21:16:14
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

نيك كيف يعلن وفاة نجله الأكبر جيثرو عن 30 عامًا

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 21:16:26
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 91%

روسيا وأوكرانيا: خرائط توضح مستجدات الحرب والتطورات على الأرض

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-09 21:16:24
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 97%

تحميل تطبيق المنصة العربية