جان دلا برويير
جان دلا برويير (النطق الفرنسي: [ʒɑ̃dəlabʁyˈjɛʁ]) (عاش 16 أغسطس 1645 –عشرة مايو1696) كان محرر منطقات وأخلاقي فرنسي.
ولد الأديب الفرنسي جان دي لابرويير Jean de La Bruyère في باريس وتوفي في ڤرساي. شغل والده منصباً مرموقاً جاز للابن بأن يفهم الحقوق في جامعة أورليان، لكنه لم يمارس المحاماة وانصرف إلى الوظائف الإدارية العليا. درّس الملك لوي دي بوربون Louis de Bourbon التاريخ، وبقي في بلاطه أميناً عاماً فخالط أهله، ورصد عيوبهـم وميولهـم. نشـر في عـام 1688 ترجمة لكتـاب «الطبائـع» Les Caractères للمحرر الإغريقي ثيوفراستوس الذي كان من تلاميذ أرسطوفي القرن الرابع قبل الميلاد. ألحقه في عام 1688 بكتاب «طبائع وعادات هذا القرن» Les Caractères et Moeurs de ce Siècle وكان تعليقاً على الكتاب اليوناني. وعلى الفور، كما تسقط نيكولا ده ماليزيو، جلب له "bien des lecteurs et bien des ennemis" (الكثير من القراء والكثير من الأعداء). لكن هذا الملحق نال شهرة كبيرة مما دفع لابرويير إلى إغنائه وإدخال إضافات عليه بدءاً من الطبعة الرابعة (1689) حتى الطبعة التاسعة التي نشرها عام 1696.
الأدب الفرنسي |
---|
بالتصنيف |
تاريخ الأدب الفرنسي |
العصور الوسطى |
كتـّاب الفرنسية |
قائمة زمنية |
بوابة فرنسا |
بوابة الأدب |
أثار لابرويير حفيظة المحدثين، أمثال توماس كورنيْ Thomas Corneille وفونتِنيل Fontenelle وإيزاك بنسراد Isaac de Benserade، الذين استهدفهم الكتاب بوضوح، وذلك إلى جانب عدد كبير من الأدباء والأديبات الذين أشار إليهم بأسماء مموهة تمويهاً بسيطاً يسهل على القارئ فكه. صداقة بوسويه Bossuet وحماية كونديه Condés حمت المحرر بما فيه الكفاية، واستمر لادخال پورتريه جديدة لمعاصريه في جميع طبعة جديدة من كتابه، وخاصة الرابعة (1689). إلا حتى هؤلاء الذين هاجمهم كان ذوي نفوذ في الأكاديمية الفرنسية، ولذل فقد كان في انتظار لا برويير الكثير من الهزائم قبل حتى يتمكن من شق طريقه إلى هذا المعقل الحصين للأدب الفرنسي. فقد هـُزم ثلاث مرات في 1691، وفي مناسبة لا تُنسى حصل على سبع اصوات فقط، خمسة منهم من بوسويه وبوالووراسين وپول پليسون وبوسي-رابوتان.
ولم يصر عضواً في الأكاديمية إلا في عام 1693، ولاسيما حتى المعركة بين القدماء والمحدثين La Querelle des Anciens et des Modernes كانت في أوجها عندئذٍ. وقد نشر لابرويير رده على المحدثين في مطبوعة حملت عنوان «مقدمة للخطاب» Préface du Discours.
يقترب لابرويير في آرائه عن البشر من لاروشفوكوLa Rochefoucauld الذي كان يهاجم دائماً نزعة حب الذات السائدة، لكن ما يميّزه منه هوقدرته على تسجيل انطباعاته الشخصية عن الناس، وعلى رصد المجتمع في فترة تغييرات جذرية استطاع حتى يرسم فيها تأثير انبثاق طبقة جديدة من الحقوقيين ورجال الأعمال وأصحاب الأموال الذين كان لهم دورهم في تغيير منحى الأخلاق وفي تحول العلاقات الاجتماعية. وقد استطاع باهتمامه بالأخلاق حتى يبيّن الأسباب السياسية والاجتماعية التي تبرر نشوءها، كالحرب والتفاوت الكبير في الثروات. كان يرى حتى الطبيعة البشرية لغزٌ وأن ما يؤلفها هوالقسوة والجحود وانعدام العدالة وحب الذات ونسيان الآخرين. لكنه مع ذلك كان يؤمن بأن التفكير وحده يميّز البشر ويعطيهم القوة.
تطرّق لابرويير في كتابه «الطبائع» إلى كثير من الأمور، فقد وصف الدُّرْجة (الموضة) في الثياب والحياة في المدينة وفي البلاط، والملك ومن يحيط به، والطعام، وأصحاب الفكر. وكانت ملاحظاته المبعثرة تؤلف كلاً متكاملاً ومتجانساً يعطي صورة شاملة للعصر، مع الهجريز على ما غريب وخاص بفئة معينة. وقد كانت لديه قدرة على تضخيم الأخطاء لتصير مضحكة بأسلوب يقترب من الرسم الساخر (الكاريكاتور) يمتزج فيه النفَس المأساوي مع الإضحاك.
توفي لابرويير فجأة، وقد خط سان سيمون Saint-Simon عنه وقتها قائلاً:
لقد فقد الجمهور رجلاً متميزاً بفكره وبأسلوبه وبمعهدته للبشر. لقد كان رجلاً شريفاً للغاية وصحبة جميلة لبساطته ولعدم ميله للانادىء، ولا لاقتناص الفرص.
— سان سيمون
المصادر
- حنان قصاب حسن. "لابرويير (جان دي ـ)". الموسوعة العربية.
وصلات خارجية
- Biography (in French)
- أعمال من جان دلا برويير في مشروع گوتنبرگ
- http://frenchphilosophes.weebly.com/la-bruyegravere.html
مناصب ثقافية | ||
---|---|---|
سبقه Pierre Cureau de La Chambre |
المقعد 36 الأكاديمية الفرنسية 1693-1696 |
تبعه كلود فلوري |