حسني الزعيم

عودة للموسوعة

حسني الزعيم

حسني الزعيم
رئيس سوريا (حكم عسكري)
في المنصب
11 أبريل 1949 – 14 أغسطس 1949
سبقه شكري القوتلي
خلفه هاشم الأتاسي
رئيس وزراء سوريا
في المنصب
17 أبريل 1949 – 26 يونيو1949
سبقه خالد العظم
خلفه محسن البرازي
تفاصيل شخصية
وُلِد 1897
حلب، سوريا
توفي 14 أغسطس 1949 (عن عمر 52)
دمشق، سوريا
المهنة عسكري، ورجل دولة
الدين مسلم سني
الخدمة العسكرية
الولاء
  •  الدولة العثمانية (1917 إلى 1918)
  • الانتداب الفرنسي على سوريا (to 1946)
  • سوريا (حتى 1949)
الخدمة/الفرع الجيش العثماني
الجيش السوري
سنوات الخدمة 1917 - 1949
المعارك/الحروب حرب فلسطين 1948

حسني الزعيم (و. 1897 - 14 أغسطس 1949)، هورئيس سوريا عبر انقلاب مارس 1949، قبل حتى يطاح به بانقلاب أغسطس 1949، لتكون فترة حكمه قرابة أربعة أشهر بين 30 مارس و14 أغسطس 1949. على الرغم من قصر الفترة الزمنية التي تولى فيها الزعيم السلطة، إلا أنها هجرت "علامة فارقة" في تاريخ سوريا الحديث، خصوصًا من ناحية كونها فاتحة عشرين انقلاب ومحاولة انقلابية كان آخرها الحركة التسليمية.

جمع الزعيم خلال الفترة الأولى من حكمه بين رئاسة الدولة والحكومة والسلطة التشريعيّة، وأجرى انتخابات رئاسية أفضت لفوزه، فغدا رئيسًا في 26 يونيو1949؛ تمتع الزعيم في الأيام الأولى من انقلابه بدعم شعبي واسع، وتأييد معظم الطبقة السياسة السابقة، وذلك نتيجة لسلسلة الأزمات السياسية والركود الاقتصادي، وفقدان الثقة بالنظام بعد هزيمة حرب 1948. وسرعان ما تبخرت تلك الشعبية مع تفرده بالسلطة، وتسليمه أنطون سعادة، وإقراره اتفاق الهدنة مع إسرائيل. جمعت الزعيم صداقة قوية مع الملك فاروق الأول ملك مصر، وتحالف معه ومع المملكة العربية السعودية، وانقلب بنتيجة التحالف على مشروعي سوريا الكبرى والهلال الخصيب، الذين كان يدعمهما قبل رئاسته.

الزعيم هوأول رئيس من خارج الطبقة الأرستقراطية الإقطاعية التي حكمت البلاد منذ سقوط سوريا العثمانية، والتي شكلت السمة الأبرز في الحياة السياسية خلال عهد الجمهورية السورية الأولى؛ وهوأول رئيس لا يعتمر الطربوش؛ وقد خطت صحيفة التايمز أنه "أنهى حكم العائلات الغنية في سوريا، وقضى على الفساد في الدولة"؛ وعلى الرغم من فترة حكمه القصيرة إلا أنه قدم إنجازات هامة، منها منح المرأة حق التصويت، ووضع قانون الأحوال الشخصية. اعتبر الزعيم نفسه زعيمًا في مصاف زعماء كبار كنابليون وأتاتورك وهتلر، ونطق في فترة لاحقة أنه «ملك سوريا»؛ وصف بالديكتاتور ونطق عنه خالد العظم أنه «متهور وطائش»، اشتهر بولعه باللباس، وبقوله: «أتمنى حتى أحكم الشام يومًا واحدًا ثم أقتل».

حياته المبكرة ودراسته

حسني الزعيم.

ولد حسني الزعيم في حلب عام 1894 من عائلة كردية؛ وله شقيقان هما صلاح الدين الزعيم وهورجل دين، وبشير الزعيم. أصيب الزعيم باكرًا بسقم السكري. تلقى علومه في حلب قبل حتى يلتحق بالأكاديمية الحربيّة العثمانيّة في إسطنبول، وكان والده يعمل مفتيًا في الجيش العثماني قبلاً؛ في عام 1916 تمرد على العثمانيين والتحق بالثورة العربية الكبرى، وفي عام 1921 انضم إلى القوة العسكرية الفرنسية التي شكلت في البلاد أثناء الانتداب الفرنسي. تلقى تدريبات عسكرية في فرنسا وترقى في المناصب والرتب العسكرية؛ كان الزعيم خلال فترة حياته الأولى كما يذكر مؤرخ حياته نذير فنصة "مغامرًا مقامرًا"، على سبيل المثال يذكر اختلافه مع ضابط فرنسي حول مراسيرة سيدة، ما دفعه لاستنفار البترة العسكرية التي تحت قيادته في لواء إسكندرون، واعتنطق هذا الضابط.

خلال الحرب العالمية الثانية قاتل في صفوف حكومة فيشي الموالية للنازية، لذلك عوقب عام 1943 بعد حتى هزمت قوات فيشي في سوريا على يد قوات الحلفاء، حيث حكم عليه بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة، إضافة إلى تجريده من الرتب العسكرية، وكان حينذاك برتبة عقيد؛ أطلق سراحه عام 1944 بعفورئاسي من شكري القوتلي، ونص قرار العفوعلى عودته إلى الجيش برتبته السابقة، فعين رئيساً للمحكمة العسكرية في دير الزور، ثم انتقل إلى دمشق مديراً لقوى الأمن الداخلي. عهد عنه مخالطته لأهل دمشق، في المقاهي السياسية على وجه الخصوص. في 1947 تزوج الزعيم نوران قره زادة، وكان يكبرها بثلاث وعشرين سنة. بعد الهزيمة في حرب 1948، أنطق القوتلي عبد الله عطفة، قائد الجيش، في سبتمبر 1948 أصدر رئيس الجمهورية مرسوماً بتعيين الزعيم قائداً للجيش بعد ترفيعه إلى رتبة زعيم، وهواللقب العسكري المعرّب عن كولونيل، وقد تغيّر إلى عميد بعد توحيد الرتب العسكرية العربية فيما بعد.

شارك الزعيم في حرب فلسطين عام 1948 وحقق عددًا من الإنجازات العسكريّة التي جعلته ذا شعبية في الأوساط السوريّة، وشارك في حل الاضطرابات السياسيّة التي عصفت بالبلاد في أعقاب الهزيمة بُعيد الحرب مباشرة خلال عامي 1948-1949. وقد وصفه الصحفي والمؤرخ باتريك سيل بكونه مقامراً، وقليل المثل العليا، وغير مستقر عاطفيًا، وسهل الاستثارة، وشجاع إلى حد التهور، وتعوزه البراعة في رسم الخطط العسكرية، أما عادل أوفدان فنطق: إنّ الزعيم "كان عرضة لنوبات غضب تفقده جميع منطق".


الصعود إلى السلطة

خلفية

مع تزايد حدة الانتقادات للجيش إثر هزيمة حرب فلسطين، وحالة السخط الشعبي على المؤسسة العسكرية والطبقة السياسيّة خصوصاً والنظام القائم عموماً، دخلت البلاد في حالة أزمات سياسة متكررة لم يقابل النظام الجمهوري مثلها منذ قيامه. خلال مناقشة مسببات الهزيمة في البرلمان، تحولت الانتقادات إلى "انتقادات شخصية للضباط، لا سيّما قائد الجيش وبشكل ملحوظ من قبل الحزب التعاوني الاشتراكي؛ وهوما شكل اللبنة الأولى لانقلاب الزعيم. وَعَدَ رئيس الجمهورية القوتلي بإجراء إصلاحات إدارية واقتصاديّة وتخصيص جزء كبير من الميزانيّة لإعادة بناء الجيش وتسليحه «والعمل على إعادة ثقة السوريين بنظامهم».
كانت بداية التدخل العملي للزعيم في الحياة السياسية في ثلاثة ديسمبر 1948، حين اندلعت أعمال شغب في العاصمة إثر استنطقة حكومة جميل مردم واعتذار هاشم الأتاسي عن تشكيل حكومة جديدة، بعد حتى نشر الزعيم الجيش في العاصمة دون إذن مسبق من الحكومة أوالسلطة السياسيّة، وفي اليوم ذاته أعرب القوتلي حالة الطوارئ وإخضاع البلاد للأحكام العسكريّة وإغلاق المدارس.

في اليوم التالي، بدأ الزعيم جولة لزيارة البتر العسكريّة في المحافظات السورية بهدف «حمل معنويات الجيش»، ما ساهم في تقوية علاقته مع معظم قادة الثكنات من جهة وبروز اسمه «مخلصاً للبلاد» من جهة ثانية. وفي 16 ديسمبر شُكّلت حكومة جديدة برئاسة خالد العظم بعد سلسلة أزمات في التكليف والتأليف، واتى البرنامج الحكومي كما وصفته الصحافة «تقليدياً ومخيباً لآمال السوريين»، على الرغم من أنه نص على سعي الحكومة «لتحرير فلسطين». لم يساهم تشكيل الحكومة بالتخفيف من حدة الأزمة السياسية، بل تفاقمت نتيجة العداء المتبادل بين رئيس الحكومة خالد العظم وقائد الجيش حسني الزعيم "والذي كان يناله منه تجاهلاً بل تحقيرًا"؛ أما النقطة الفارقة في الأزمة فكانت النقاش حول أعطى خطوط التابلاين في سوريا، وحمل حالة الطوارئ، ومناقشة السياسة العسكرية في مجلس النواب، إذ دفعت الزعيم مع أربعة عشر ضابطٍ للتخطيط للإنقلاب. الصحفي السوري نذير فنصة، الذي جمعته صداقة مع الزعيم، نطق إذا تخطيط الانقلاب بدأ في 24 مارس في منزله، وكان سامي الحناوي بين الأربعة عشر ضابطًا الذين خططوا للانقلاب، تلاه اجتماع آخر في القنيطرة، ورغم وصول أنباء الإعداد لانقلاب عسكري وتذمر كبار الضباط للقوتلي، إلا أنه لم يعر هذه الأخبار أي اهتمام.

الانقلاب

غلاف مجلة الجيش السوري يوم الانقلاب: ألف ليلة وليلة، في دمشق زعيم!.

يوم الأربعاء 30 مارس 1949، في تمام الساعة الثانية والنصف فجرًا، انتقل الزعيم من مقر عمله في القنيطرة إلى دمشق بعد حتى منح أوامره ببتر كافة أشكال الاتصالات بينها وبين العالم الخارجي. وبعد وصوله المدينة أمر عددًا من وحدات الجيش السوري بتطويق القصر الرئاسي ومبنى مجلس النواب والوزارات الرئيسية، كما حوصرت مقرات الشرطة والأمن الداخلي والقوات نصف العسكرية المعروفة باسم الجندرمة التابعة لوزارة الداخليّة؛ في حين أعدّ أكرم الحوراني بيان الانقلاب الذي تلته الإذاعة السورية. وقد تمت عملية التطويق والاستسلام في جميع هذه المواقع سلمًا ودون إطلاق رصاصة واحدة. اعتقل الجيش شكري القوتلي ورئيس الوزراء خالد العظم بعد حتى بُلغا مذكرة من الزعيم بأن الجيش قد قرر استلام قيادة البلاد، ونقلا إلى مشفى المزة العسكري، ووجه الجيش الذي انتشر في الساحات العامة بيانًا مقتضبًا للشعب حول عملية «انتنطق السلطة»؛ ولم يعلن في البلاغ الأول، وسلسلة البيانات الأولى اسم قائد الانقلاب، واكتفي بالإشارة للقيادة الجماعية للجيش؛ وقد اتخذ الزعيم من قصر مديرية الشرطة في ساحة المرجة مقرًا مؤقتًا له، وهومقر عمله السابق.

في صباح الانقلاب، التقى الزعيم عددًا كبيرًا من أعضاء مجلس النواب يتقدمهم رئيس المجلس فارس الخوري، وأسفر اللقاء عن السماح للخوري بزيارة رئيسي الجمهورية والوزراء في مشفى المزة العسكري بعد ظهر ذلك اليوم، وقد اتىت زيارة الخوري للإطمئنان على صحة الرئيسين من ناحية، وليطلب منها التوقيع على بيان الاستنطقة. طبقًا للقانون الدستوري الدولي، الذي ينصّ على "انتنطق" السلطة الشرعية، لا استملاكها بالقوة. وجب على البرلمان في 1 أبريل الانعقاد في فندق الشرق، نظرًا لاحتلال قوات الجيش مبنى البرلمان، وبحضور سبعين نائبًا "فوضت السلطة الشرعية" في البلاد إلى الزعيم، دون معارضة أي نائب، إلا حتى غياب بعض النواب فسّر بأنه اعتراض على العملية، وعبرت حدثات النواب عن دعمها للنظام الجديد دون أي معارضة تذكر خوفًا من انقسام الجيش ما قد يدخل البلاد في حرب أهليّة. غير أنّ الأيام اللاحقة شهدت اعتنطق عدد من النواب منهم منير العجلاني. في ثلاثة أبريل أعرب الزعيم حل البرلمان، وتفويض نفسه صلاحيات التشريع، وإلغاء العمل بالدستور، لحين وضع دستور حديث للبلاد يعيد للسوريين «حقوقهم وحرياتهم» كما صرح في اليوم ذاته.


الاعتراف الداخلي والخارجي

فيسبعة أبريل توجه الزعيم بخطاب للشعب نشر به استنطقه القوتلي والعظم، ونشرت الصحف السورية في اليوم التالي بيان الاستنطقة بخط يد الرئيس، وصودرت أملاك القوتلي وابنه ومن ثم نفي إلى مصر. في أعقاب خطابسبعة أبريل، بدأت الزعامات السياسية الاعتراف بالنظام الجديد، فعبّر محمد كرد علي عن سعادته بقيادة الجيش للبلاد، في حين دعم هاشم الأتاسي بشكل «لامحدود» الانقلاب وقادته، وكذلك عمل ميشيل عفلق عميد حزب البعث العربي وإحسان الجابري رئيس الحزب الوطني السوري في برقية أوفدها للزعيم، في حين اكتفى حزب الشعب بعد لفظ رأي، غير حتى الصحيفة الخاصة به هللت للانقلاب.

خارجيًا، فقد عبر الزعيم عن رغبته في تقوية العلاقات مع مصر. وفي 17 أبريل كان العراق أول دولة تعترف بالنظام الجديد رسميًا تبعتها في اليوم نفسه هجريا. ثم زار الزعيم مصر في 21 أبريل والتقى الملك فاروق الأول وحصل في أعقاب الزيارة في 23 أبريل على اعتراف مصر والسعودية ولبنان الرسمي. أما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فقد اعترفوا بالنظام الجديد يوم 27 أبريل. في حين شهدت العلاقات مع الأردن توترًا جراء تحذير الملك عبد الله الأول من أي مشروع يتعلق «بسوريا الكبرى» وحشدت وحدات عسكرية أردنيّة وسوريّة على الحدود. العلاقات السورية اللبنانية لم تكن أفضل نتيجة انتقادات الصحافة والطبقة السياسية اللبنانية لحكم الزعيم، ما أدى إلى إغلاقه الحدود واستمر الحال على ما عليه حتى 24 مايو.

رئاسته

حكومته

محسن البرازي، رئيس الوزراء في عهد الزعيم.

في 30 مارس يوم الانقلاب أعرب الزعيم استنطقة حكومة العظم، وتكليف المدراء العامين تسيير شؤون الوزارات حتى تشكيل حكومة جديدة؛ في الأيام الأولى من أبريل عيّن الزعيم، حسن جبارة مستشارًا لوزارة المالية والرئيس السابق للوزراء حسني البرازي مستشارًا عسكريًا في حلب وخليل حملت مستشارًا عسكريًا في دمشق، كما عين أديب الشيشكلي قائدًا عامًا للشرطة والأمن العام، وأكرم الحوراني مستشارًا في وزارة الدفاع، وطلب من الموظفين متابعة أعمالهم في الوزارات بشكل طبيعي؛ وفيسبعة أبريل في أعقاب خطابه الأول للأمة، نشر بيان استنطقة الرئيس ورئيس الوزراء مكتوبًا بخط يدهما، ثم حاول تشكيل حكومة مدنية يترأسها أحد أقطاب السياسة البارزين، واتصل سرًا بعدد من الشخصيات التي أبدت اعتذارها أوخشيتها تولي رئاسة الحكومة في تلك الظروف، أخيرًا كلّف الزعيم النائب فيضي الأتاسي تشكيل الحكومة بشكل رسمي، غير حتى الأتاسي لم ينجح في تشكيل حكومة ترضى عنها مختلف الأقطاب السياسية لاسيّما حزب الشعب الذي تدعمه عائلته، لا سيّما بعد تباعد الزعيم عن مشروع سوريا الكبرى المدعوم من قبل حزب الشعب. بعد اعتذار الأتاسي، لجأ الزعيم إلى تأليف حكومة برئاسته في الذكرى الثالثة لعيد الجلاء يوم 17 أبريل، وتولى خلالها رئاسة الحكومة ووزارتي الدفاع والداخلية، وقد تكونت الحكومة من ستة وزراء، وضمت أسماء جديدة في السياسة السورية، مثل أسعد الكوراني، ونوري الإبش.

نطق الزعيم إذا حكومته مؤقتة، ومهمتها التمهيد لإجراء انتخابات، وكتابة دستور جديد. استمرت حكومة الزعيم لما بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو1949، والتي فاز بها الزعيم، وكلّف على إثرها السفير السوري السابق في مصر حسني البرازي بتشكيل حكومة جديدة، وهي خطوة ذات دلالة حول تحالفات الزعيم في السياسة الخارجية، والعلاقة القوية التي تربطه بالملك فاروق. حكومة البرازي التي أعرب عن تشكيلها في 1 يوليو1949، مكثت في السلطة خمسًا وأربعين يومًا فقط، وتكونت من ستة وزراء، نصفهم في الحكومة السابقة، واستمر تولي شخصية عسكرية، هي عبد الله عطفة، مهام وزراة الدفاع، لا شخصية مدنية.

انتخابات 1949

بعد حتى بدا الوضع الأمني في البلاد مستقرًا بشكل عام، اتجه الزعيم نحوكسب "شرعية دستورية" عن طريق الانتخابات، فقرر عدم الانتظار لوضع دستور حديث للبلاد؛ بل الشروع بانتخاب رئيس حديث على حتى تكون من صلاحياته إصدار الدستور العتيد؛ وشكل الزعيم في سبيل ذلك لجنة كتابة الدستور. بين 15 - 20 يونيو1949، فتح الزعيم باب الترشيح للانتخابات، ولم يترشح أحد سوى الزعيم نفسه، وهوما حوّل الانتخابات إلى استفتاء حول تبوأ الزعيم منصب الرئاسة، وتفويضه سلطة إصدار الدستور.

جرت الانتخابات في 26 يونيو، وشاركت بها المرأة للمرة الأولى، وأفضت طبقًا للنتائج الرسمية بفوز ساحق للزعيم. وبعد إعلان النتائج، قلّد الزعيم نفسه منصب رئيس الجمهورية رسميًا، وحمل نفسه لمنصب حديث لم يكن سابقًا ضمن مراتب الجيش السوري هوالمشير، وألف حكومة البرازي. مع استحداث رتبة المشير، اعتمد الزعيم شارة المنصب بقيمة 17,500 ليرة سورية (كان الدولار آنذاك 3.5 ليرة)، في حين لم تبارح "العصا الماريشالية" الظهور في يده في جميع المناسبات؛ وقد وضعت في المتحف الحربي السوري بعد خلعه؛ وبشكل عام، فإن "ولع الزعيم بالمظاهر القيصرية، وفي لباسه وشاراته، بشكل مسرحي، كان أحد عوامل سقوط نظامه جماهيريًا".


موقفه من سوريا الكبرى

كان الزعيم يميل لمشروع سوريا الكبرى بشكل واضح منذ توليه قيادة الجيش؛ في ثلاثة أبريل صرّح عادل أوفدان، المقرب من الزعيم، بتفضيل سوريا الوحدة الهاشمية مع العراق على أساس لامركزية فيدرالية؛ وقد ردت الحكومة العراقية على هذا الطلب فيخمسة أبريل وعبّرت في ردها عن "موافقتها المبدئية"، غير أنها عادت وتلكأت في إظهار استجابة على أرض الواقع، وربما يعود السبب في ذلك للرغبة في إثبات استقرار نظام الزعيم. فيتسعة أبريل صرح الزعيم بنفسه عن هذه النية، واقترح حتى تبدأ باتفاقية تحالف عسكري فورية، وأوفد إلى بغداد مبعوثًا خاصًا. استجابة العراق كانت في 12 أبريل، بإرسال وفد عسكري إلى دمشق لدراسة الطلب السوري والإطلاع عن قرب على تفاصيله.

هذا التقارب مع بداية الانقلاب، دفع لخوف الحلف المعادي لتمدد الملكية الهاشمية ممثلاً بالمملكتين المصرية والسعودية. لذلك عرض على الزعيم مساعدات مالية وعسكرية وإدارية لقاء التراجع عن مشروعه الوحدي مع العراق، فقبل الزعيم وانقلب على قناعاته السابقة معلنًا تمسكه «بالنظام الجمهوري في سوريا» مقارنة بالنظام الملكي في العراق؛ وهوما تطور لإيفاد الزعيم ممثلاً عنه إلى القاهرة في 16 أبريل، ثم زيارة الأمين العام للجامعة العربية عبد الرحمن عزام إلى دمشق في 18 أبريل، قبل زيارة الزعيم شخصيًا وبشكل سري إلى القاهرة في 21 أبريل، والتي في ختامها تبنى الزعيم نمطًا معاديًا للهاشمية، وهوما كان "أحد أول وأهم أخطاء الزعيم، إذ فقد جميع دعم حزب الشعب، أكبر أحزاب البلاد السياسية، وذوالشعبية في حمص وحلب". هذا الانقلاب في موقف الزعيم، دفع لتدهور العلاقات مع العراق، فأعرب رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد رفضه "قسمة الهلال الخصيب"، ونطق حتى حكومته لا تعترف بالاستفتاء الذي أجراه الزعيم على توليه منصب الرئاسة، ردّ الزعيم اتى بأن "مشروع سوريا الكبرى، قد عفا عليه الزمن، لسببين، الأول عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي السريع التي تقوم بها سوريا؛ والثاني قرار سوريا الانضمام للمحور السعودي - المصري، بعد حتى تبيّن مدى صداقته القوية لسوريا".

قضية سعادة

أنطون سعادة.

كان أنطون سعادة، قد عاد إلى لبنان من منفاه في البرازيل عام 1947، ومنذ عودته وحتى 1949، كان التوتر في ازدياد بين سعادة ورياض الصلح رئيس الحكومة اللبنانية. ومع انقلاب الزعيم كان الصلح أحد ألدّ أعداء النظام الجديد في دمشق وهوما وصل حد إغلاق الحدود بين البلدين، كذلك إذا الزعيم كان ذي ميول سابقة نحوالقومية السورية. وانطلاقًا من هذه المعطيات، التقى وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي الزعيم في دمشق أواخر أبريل لأول مرة، واتفق على إقامة اجتماع بين سعادة والزعيم في آواخر مايو. تحدث الزعيم خلال الاجتماع عن دعم "لا محدود" للسوريين القوميين.

فيتسعة يونيوحصلت اشتباكات بين شبيبة حزب الكتائب والسوريين القوميين في بيروت، وسقط عدد من الجرحى، وحسب عدد من المصادر منها تقرير لوزارة الخارجية الإمريكية فإن حكومة الصلح هي المسؤولة عن "تدبير الاشتباكات"، بكل الأحوال فقد اعتبرت حكومة الصلح القوميين الاجتماعيين مسؤولين عن الأحداث، وقامت بحل الحزب واعتنطق 700 ممن اتهموا بمساندته، وأصدرت أمرًا باعتنطق سعادة الذي تمكن من الإفلات من قبضة الحكومة متصلاً بالزعيم وطالبًا اللجوء السياسي في سوريا. فوافق الزعيم، وعبر سعادة الحدود حيث استقبله بعض المسؤولين السوريين، والتقى الزعيم في دمشق والذي وعد بتقديم أسلحة وجنود، وكعلامة ثقة منحه مسدسه الشخصي. بدأ سعادة يعد "لتفجير ثورة مسلحة" في بيروت والهرمل والبقاع، واتفق مع قبائل الدنداشة في لبنان على مؤازرته. غير حتى ثقته بالزعيم بدأت تتآكل مع تعيين محسن البرازي رئيسًا للوزراء، وهوسفير سوريا السابق في مصر وصديق للصلح. بكل الأحوال، فإن تسليح الزعيم لمقاتلي سعادة استمرّ حتى ثلاثة يوليو، وفي اليوم التالي انطلق مقاتلوالحزب القومي لتطبيق "الثورة" غير حتى بعض المجموعات سقطت مباشرة في كمين للدرك اللبناني، وتفرقت مجموعات أخرى أواستسلمت. وحين فهم سعادة بفشل الهجوم، أراد لقاء الزعيم فيستة يوليوغير أنه حصل على لقاء مع إبراهيم الحسيني قائد الشرطة العسكرية لدى الزعيم، وفي الوقت ذاته اعتقل حراس سعادة الشخصيون، ولم يفلح أديب الشيشكلي، رئيس جهاز الأمن لدى الزعيم والمتعاطف مع القوميين، بأي حركة سوى بإخطار قادة الحزب الهرب إلى الأردن.

القمة السورية اللبنانية في يوليو1949، ويظهر في الصورة من اليمين إلى اليسار الرئيس اللبناني بشارة الخوري ورئيس وزراءه رياض الصلح والرئيس السوري حسني الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي.

في اليوم التالي، أقلّ إبراهيم الحسني سعادة بسيارته إلى القصر الجمهوري بحجة تطبيق مطلبه بلقاء الزعيم، هناك سلّمه إلى قائد جهاز الأمن اللبناني فريد شهاب، ورئيس جهاز الدرك نور الدين الرفاعي. كانت تمنيات الزعيم اغتال سعادة على طريق العودة إلى بيروت، خشية انكشاف دوره المزدوج إذا سيق سعادة إلى المحاكمة، غير حتى المسؤولين اللبنانيين رفضوا الإقدام على ذلك وسلّما سعادة إلى رؤسائهما في بيروت، وفي غمرة الجدل في أوساط السلطات اللبنانية عقدت محكمة عسكرية سريعة أعدمت سعادة رميًا بالرصاص فيثمانية يوليو.

أدت عملية تسليم سعادة وإعدامه إلى حالة من التذمر في الشارع السوري حتى غير المتعاطف مع قضايا الحزب السوري القومي الاجتماعي، إذ وجدت الفهمية منافية للعدالة وخارقة للتنطقيد في تسليم من طلب حماية الدولة السوريّة؛ وحسب تقرير للسفارة البريطانية في دمشق فإن الرأي العام اعتبر هذا العمل "رسمًا من أفعال الخيانة". لاحقًا سرت أنباء حتى الزعيم، أمر بأن يزود مقاتلوالحزب بأسلحة فاسدة، وأنه ضغط على قبائل الدنداشة في البقاع كي لا يقاتلوا إلى جانب الحزب، وأنه أبلغ الأمن اللبناني بخطة سعادة ما أعطى لهم نصب كمين على الحدود لمجموعات الحزب المقاتلة؛ التحليلات تشير إلى حتى الزعيم أراد "توفير ذريعة لرياض الصلح، لقتل سعادة". ولعلّ كراهية الملك فاروق والحكومة المصرية الشديدة الالتصاق بالزعيم قد لعبت دورًا في ذلك، لاسيّما بعد تولي محسن البرازي رئاسة الوزراء؛ ففي نهاية يونيوكان البرازي قد قابل الملك في القاهرة، وأقنعه حتى دعم الزعيم سعادة "خطر حقيقي". بعد إعدامه سقطت لبنان مع سوريا اتفاقية اقتصادية أنهت النزاع بين الصلح والزعيم.

سياسته

السياسة الداخلية

الإصلاحات

على العصيد الإداري فإنّ تطهير جهاز الحكومة والتقليل من الإجراءات الإدارية أحد أبرز منجزات الزعيم في القطاع العام، وقد طلب من الموظفين في القطاع العام حتى يختاروا خلال عشر أيام بين العمل في الحقل العام أوالأعمال والمصالح الخاصة؛ وعدّل في النظام الإداري للجامعة السورية وأدخل على نظامها "كل ما عصري وحديث". من ناحية التشريع، فقد كان الزعيم شجاعًا بإصداره قانون الأحوال الشخصية السوري، الذي قابلت الكثير من الحكومات السابقة صعوبات في إقراره مع رجال الدين، حتى حتى "الحكومات، آثرت هجر الوضع المعلول على حاله، بدلاً من الولوج في إطار إصلاحه"؛ وأهم تغيير في قانون 1949، الذي استمرّ معمولاً به حتى 2010 والمقتبس بأغلبه عن القانونين المصري والفرنسي، واتى بديلاً عن مجلة الأحكام العدلية، إخضاع الأحوال الشخصية بشكل مباشر للقضاء المدني السوري بدلاً من رجال الدين في الأرياف والمدن. وعلى صعيد قانون الانتخاب، فقد قلّص الزعيم عدد أعضاء مجلس النواب إلى 70، كما عبر عن تصوره للمجلس الجديد، ومنح للمرأة السورية حق الانتخاب للمرة الأولى؛ ويعتبر الزعيم أول من وضع في تاريخ سوريا الحديث مخططات لتوطين البدوالسوريين، وكان المشروع قد نفذ جزئيًا خلال أواخر القرن التاسع عشر، وكذلك فإن إنشاء محكمة دستورية عليا لمراقبة أعمال مجلس النواب والوزارة، ومدى انسجام تصرفاتها مع الدستور، تعود للزعيم. أصدر الزعيم أيضًا، عددًا وافرًا من التشريعات الجنائية والمدنية والقانونية، وعيّن محافظين جدد يتمتعون بالسلطتين المدنية والعسكرية، وحسب المؤرخ ألفرد كارلتون "اهتزّ الجمهور فرحًا بهذه التغييرات، واعتبرها تأكيدًا على بدء فترة جديدة حاسمة في الحياة الوطنية"؛ وحافظت على معظمها سلطات ما بعد الزعيم.

الحريات العامة

رغم وعود الزعيم بأن تعطيله الحريات العامة هومؤقت، ريثما يقيم نظامًا "ديموقراطيًا حقيقيًا" يعيد للسوريين حقوقهم وحرياتهم، فإن الزعيم هوأول رئيس سوري يحظر ويسحب التراخيص من الإذاعات والصحف والمجلات، ويفرض رقابة صارمة على محتواها؛ وفي الواقع فإن 34 صحيفة ومجلة أغلقت في دمشق وحدها وسمح بصدورثمانية فقط؛ وبلغ عدد الوسائل الإعلامية التي حظرت على مستوى سوريا برمتها 59 صحيفة ومجلة. وعلى الرغم من عدم وجود قانون يحظر التظاهرات، فإن المظاهرات المعارضة للزعيم، والمؤيدة لنظام القوتلي منعت بالقوة. منح الزعيم لنفسه أيضًا حق حظر الأحزاب والجمعيات السياسية، وحظر على الطلاب في الثانويات والجامعة، وجميع موظفي القطاع العام، الإنتماء الحزبي أوالعمل السياسي. حكم الزعيم أيضًا في ظل قانون الطوارئ، حتى منتصف يونيو1949، أي قبيل موعد الانتخابات الرئاسية، وكان قبلاً في بداية يونيو، قد أعرب حل منصب الحاكم العسكري في المحافظات.

على صعيد الحريات الاجتماعية، أعرب الزعيم سخطه على اللباس التقليدي من الكوفية والطربوش، وحظر استعمال ألقاب باشا وبك وأمثالهما، ويعود له "إخراج المجتمع الدمشقي من تعصبه الشديد والصارم للتنطقيد"، وبرزت في عهده القبعات الأوروبية بكثرة في شوارع دمشق، وغدت النساء أكثر حرية في الحياة العامة، وانتشرت النوادي الليلية. أراد الزعيم أيضًا إلغاء النقاب، غير أنه لم يصدر تشريعًا بذلك.

علاقته بالأقليات

اعتمد الزعيم على الأقليات السوريّة في حكمه بشكل كبير لاسيّما الأكراد والشركس، على سبيل المثال فإن محسن البرازي رئيس الوزراء، كان كرديًا، وبالتالي كانت المرة الوحيدة التيقد يكون بها رئيس الجمهورية ورئيس الوزارة من أقليّة عرقيّة. كذلك، فقد أعاد الزعيم توزيع الوحدات العسكرية في الجيش بحيث غدت حاميات المدن الرئيسية مقتصرة على الوحدات ذات الطابع الشركسي والكردي، أما القوات العربية فقد أبعدها إلى الجبهة. ذلك ما دفع الصحف خارج سوريا لأن تهجامه باسم العروبة. أما الانفتاح والتعاون بين الزعيم والمملكتين المصرية والسعودية، أفضى لفقدانه دعم الدروز المؤيدين في الغالبية العظمى لسوريا الكبرى تحت وحدة التاج الهاشمي، وعندما كلّف الزعيم الأمير عادل أوفدان، مهام تشكيل الحكومة، اعتذر الأمير بضغظ من حاضنته الشعبية في السويداء. خلال حديثه عن إصلاحات مجلس النواب، أعرب الزعيم إلغاء المحاصصة على أساس الطوائف في مقاعد البرلمان حسب ما معمول في النظام الانتخابي لعام 1947.

علاقته بالأحزاب

أحد أبرز أخطاء الزعيم في سياسته الداخليّة، تمثلت في حل الأحزاب السورية في مايو1949. إذا حزب الشعب الذي هلل لتسلم الزعيم السلطة، شرع يتخذ موقف المعارضة حين اتضح عداء الزعيم للعراق، فاستنطق فيضي الأتاسي من الحكومة بعد ثلاث أيام من تشكيلها، كما عارض حزب البعث القيود التي فرضت على الصحافة ونموالمخبرين. وكان رد الزعيم حتى سجن ميشيل عفلق وزعماء حزب الشعب ومنهم ناظم القدسي ورشدي كيخيا؛ أما الحزب الوطني فكان دومًا مناصبًا العداء للزعيم نتيجة انقلابه على القوتلي. وقد ساءت علاقته حتى تحولت لعداوة مع الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد تسليمه أنطون سعادة للسلطات اللبنانية والتي قامت بإعدامه. وإذ جاز للحزب الشيوعي السوري بممارسة نشاطه في الفترة الأولى، ميّز بينه وبين الاتحاد السوفياتي، مهددًا الحزب طالما عمالته للخارج، وكان مع بداية حكمه قد اعتقل 2000 شيوعي سوري، أودعهم سجن تدمر، محاباة للغرب. وقد صرّح الزعيم، بأنه سيشنّ "حربًا شعواء على الشيوعية"، عدد من المؤرخين مثل أندروراثميل نطق أنه لوتحدث الزعيم ضد الشيوعية فإن هناك زمرة من حوله سعت لعقد صفقات مع الشيوعيين، وأن أجهزة الأمن لم تكن قادرة أولم تكن راغبة بمواصلة جهودها في قمع الحزب الشيوعي السوري، ومع نهاية أبريل كان نصف المعتقلين بتهمة الشيوعية قد أطلق سراحهم. فقد الزعيم أيضًا وبشكل سريع دعم حزب البعث، وأكرم الحوراني أحد أصدقاءه القدامى وداعميه في الانقلاب، ذلك ناجم عن تحالف الزعيم مع عشيرة البرازي الأعداء التقليدين للحوراني في حماه.

ضيّق نظام الزعيم على الناشطين السياسيين لاسيّما حزب الشعب والحزب الوطني.الكثير من النواب والوزراء السابقين، والناشطين الحزبيين، اعتقلوا أووضعوا قيد الإقامة الجبرية. ضيّق الزعيم أيضًا على الحريات السياسية. نطق الزعيم أنه سيعيد التعددية السياسية بعد الانتخابات واستقرار النظام الجديد، وبرر قراره بأن بعض الأحزاب تعمل على عودة النظام القديم.

السياسة الاقتصادية

معظم سياسات الزعيم الاقتصادية لم تنفذ بسبب قصر الفترة التي تولى فيها حكم البلاد؛ في الخطوط العريضة أنشأ الزعيم مخطًا خاصًا لاستقبال "تظلمات المواطنين"، وللتحقيق في حالات تلقي الرشاوى التي كانت واسعة الانتشار، وكذلك للتحقيق في حالات استعمال السلطة في غير موضعها، والإثراء غير المشروع، وألحق بالمخط المذكور محكمة اقتصادية خاصة. ضمن برنامجه لمكافحة الفساد، يذكر مثلاً أنه جلد اثني عشر خبازًا أمام أفرانهم أدينوا ببيع خبز فاسد. وأقرّ خطط ومشروعات عامة كثيرة، منها اتفاقيات التابلاين لمرور خطوط النفط عبر سوريا وأخرى مع شركة المصافي المحدودة البريطانية في بانياس لتصدير النقط العراقي لقاء شروط امتيازيّة لكلا الشركتين بخصوص أعطى السكك الحديدية وصيانة الموانئ السوريّة لقاء مردود زهيد للحكومة السوريّة.

على صعيد الزراعة السورية، والتي تشكل عماد الاقتصاد، استوعب الزعيم أهمية كسر احتكار الإقطاع للزراعة، وشكل لجنة لنقل ملكية أراضي الدولة القابلة للزراعة - والبالغة 23% من مجموع الأرض - لصغار الفلاحين، بما يساهم في تنمية الاقتصاد، وكسر الإقطاع المحلي، ونطق أنه سيعمل على تحديد سقف إمكانية التملك الزراعي. قام الزعيم، بتأميم أموال الوقف العقارية، والتي كانت يقطنها أويديرها ويستفيد من أجورها، رجال الدين المسلمين والمقربين منهم، نطق الزعيم حتى أملاك الوقف "لا تفيد فقراء السوريين بشيء، وكل ما في الأمر أنها تزيد من ثراء رجال الدين بطريقة غير مشروعة". قام الزعيم أيضًا، بتوحيد وعاء الضريبة، بحيث يتمكن جميع مواطن من تسديد ضريبة مرة واحدة في العام، بدلاً من مجموعة ضرائب، وقام أخيرًا بحمل ضريبتي الدخل والأرباح الصافية على الشرائح الأعلى مدخولاً في البلاد، في سبيل دعم الجيش والمجهود العسكري؛ وبشكل عام فإن إصلاحات الزعيم في قطاعي الزراعة والضرائب، أفضت إلى تراجع شعبيته في أوساط كبار الملاك والتجار.

السياسة العسكرية

حال تسلمه السلطة، بدأ الزعيم بوضع خطط لتسليح الجيش بتكلفة 28 مليون دولار كدفعة أولى، ولتأمين المبلغ قام بزيادة الضراب على الدخل والملكية سيّما على الطبقات الأكثر ثراءً؛ وقام أيضًا بإلغاء الدرك - أوالجندرمة - متبعًا إياها وزارة الدفاع بدلاً من وزارة الداخلية؛ وأعاد تسليح الجيش، كما حمل عدد الجند المتطوعين - أي خارج أوقات الخدمة الإلزامية - من 5000 إلى 27000 رجل؛ وأصدر تشريعًا سحب فيه الترخيص من أي مؤسسة إعلاميّة تسيء إلى المؤسسة العسكرية؛ كما استحدث، فرقة خاصة من المسلمين اليوغوسلافيين لحمايته، كانوا يقسمون على الولاء له فقط؛

ضمت الصفقة الأولى التي أبرمها الزعيم مع بريطانيا على 26 طائرة حربية مقاتلة و63 دبابة شيرمان. حسب أندروراثميل فإنّ "بريطانيا لم تكن قادرة على توريد هذا المقدار من المعدات العسكرية الثقيلة حتى لوكانت لديها الرغبة بذلك، فضلاً حتى التسليح يخرق قرار الأمم المتحدة بحظر إرسال الأسلحة الذي فرض خلال حرب 1948"، حاول الزعيم إقناع شركة النفط الإيرانية الإنكليزية بمنحه قرضًا لشراء الأسلحة من بريطانيا قبل تصديق الاتفاقية، إلا حتى طلبه رُفض. ثم عادت وزارة الخارجية البريطانية وقدمت مائة ألف جنيه استرليني كسلفة على العائدات النفطية لاستخدامها بشراء أسلحة بريطانية، مما جعل الزعيم يصادق على الاتفاق رسميًا في 20 يونيو. اتفاق آخر مع فرنسا تم بموجبه تزويد الجيش بعشرة آلاف بندقية ومائتين وخمسين مدفعًا رشاشًا ومدافع هاون وذخائر حربية. أوفد الزعيم أيضًا عددًا من الضباط السوريين للتدريب في فرنسا. وفي 20 يوليووصلت بعثة هجرية استنادىها الزعيم لإعادة تنظيم الجيش السوري مما سبب هياج الرأي العام السوري الذي لا يزال ساخطًا على هجريا بنتيجة سلخ لواء إسكندرون قبل عشر سنوات.

خلال أواخر عهده أخذ الزعيم يبعد عددًا من الضباط عن الجيش، فعيّن أديب الشيشكلي ملحقًا عسكريًا في السعودية، وأوفد عدنان المالكي إلى فرنسا في دورة تدريبية، وسرّح محمد الأطرش وخمسة عشر ضابطًا آخر في أعقاب قضية سعادة. هذه التعديلات أدت إلى تزايد السخط عليه داخل المؤسسة العسكرية، خصوصًا بعد افتضاح بثّه لجواسيس داخل الجيش. هناك روايات تفيد حتى مجموعة من الضباط حاولت اغتياله باكرًا أثناء حضوره حفلاً للهلال الأحمر في دمشق.

السياسة الخارجية

وقف الزعيم ضد المعسكر الشيوعي - الاشتراكي، رغم دعمه برنامج صارم للعدالة الاجتماعية، وعزز علاقته مع الغرب سيما الولايات المتحدة وفرنسا التي يعود لدراسته فيها تأثره بشكل بالغ بمؤسساتها ونمط التنظيم الفرنسي؛ وتحالف إقليميًا مع المملكتين المصرية والسعودية، وجمعته صداقة شديدة مع الملك فاروق.

في 20 يوليو1949 أشهر الزعيم اتفاق الهدنة لعام 1949 مع إسرائيل، وكانت سوريا آخر دولة من دول الطوق تقبل الاتفاق المذكور. حسب بعض الوثائق المسربة فقد عرض الزعيم على ديفيد بن غوريون اعترافًا بإسرائيل وتبادل السفارات واستيعاب وتجنيس 300 ألف فلسطيني في سوريا وقمة بين الزعيم وبن غوريون لقاء بعض التنازلات عن المياه في بحيرة طبرية غير حتى بن غوريون رفض. ستيفن ميد، السفير الأمريكي في دمشق خط في مذكراته عن علاقة الزعيم بإسرائيل: حين وافق الزعيم على تطبيق توصية للخارجية الأمريكية بأن تسقط سوريا اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، نطق الزعيم: "إني مقدم على الأرجح، على انتحار سياسي، لا بل وأغامر مغامرة متعمدة، وأعرض نفسي للقتل، أملاً بالحصول على مساعدة أمريكية تتيح لبلدي الوقوف على قدميه، ولذلك يجب على بلادكم ألا تسمح بسقوطي". يقول ميد بأن ما عملته الولايات المتحدة كان عكس ذلك بالضبط. بكل الأحوال، فإن الزعيم كان يرمي من الهدنة مع إسرائيل حتى يسحب الجيش من الجبهة لتقوية وضعه في داخل البلاد. وقد اعتبر توقيع اتفاق الهدنة مخيبًا لآمال السوريين، وتراجعت في إثره شعبية الزعيم، بشكل حاد.

وفيثمانية أيلول 1949، وردت تقارير صحافية تتحدث عن اجتماع قمة كان مقرر عقده بين الرئيس السوري السابق حسني الزعيم ورئيس الوزراء الإسرائيلي داڤيد بن گوريون بوساطة من الجنرال وليام رايلي، رئيس أركان لجنة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة. كان الاجتماع مقرراً في ٢١ آب إلا حتى الزعيم خلع في انقلاب عسكري وتم إعدامه قبل الموعد المزعوم بأسبوع.

انقلاب الحناوي وإعدام الزعيم

خلال ثلاث أشهر فقد الزعيم معظم الدعم الشعبي الذي حظي به عند بداية الانقلاب، نتيجة سياسته الخارجية، وتجميد الحياة السياسية الداخلية؛ فضلاً حتى تسريح ونقل أعداد كبيرة من الضباط قد جعل علاقته مع المؤسسة العسكرية بحد ذاتها متوترة. وفي فجر 13 أغسطس 1949، قام سامي الحناوي بانقلاب عسكري بثلاث فرق عسكرية، حاصر أولاها تحت قيادته قصر الرئاسة، والثانية حاصرت منزل رئيس الوزراء محسن البرازي والثالثة مقر القيادة العامة للشرطة والجيش. كان العقيد الحناوي عند انقلاب الزعيم برتبة مقدم، وتربطه به علاقة مودة وصداقة، لذلك منحه الزعيم رتبة عقيد كما منحه ثقته إذ سلمه قيادة اللواء الأول في الجيش، والذي يعتبر القوة الضاربة التي يعتمد عليها رئيس الجمهورية.

عدد صحيفة الأهرام - مؤيدة للزعيم - يوم 15 أغسطس 1949.

اعتقل الزعيم إثر الانقلاب، في حين آل الحكم مجددًا لقيادة الحيش، واجتمع في وزارة الدفاع نحوخمسين سياسيًا مع الحناوي للتباحث في الفترة الانتنطقية؛ برر الحناوي مسببات الانقلاب بتبديد الثروة العامة وقمع الشعب وازدراء سلطة القانون واعتبار الزعيم نفسه «ملكًا» على سوريا كما صرح هوبذلك؛ والأسوأ من ذلك حسب رأي الحناوي هوالسياسة الخارجية «الغير مسؤولة». حوكم الزعيم أمام المجلس الأعلى للحرب محاكمة عسكرية عاجلة وأدين بتهمة الخيانة العظمى وأعدم في اليوم نفسه مع رئيس وزرائه، رميًا بالرصاص، حسب الرواية الرسمية. وحسب بعض الجند الذي شاركوا في إعدام الزعيم أنه كان "هادئًا بشكل مذهل، ومتمالكًا نفسه". هناك رواية أكثر شيوعًا يرويها الملحق العسكري البريطاني في دمشق نقلاً عن قائد الدرك السوري بأن الزعيم لقي حتفه بعد وقت قصير من دخول الانقلابيين إلى القصر الجمهوري، وقد أبلغ الرائد أمين أبوعساف قائد فصيلة الخيالة في الفرقة الأولى قائد الانقلاب الحناوي بمقتل الزعيم بحضور الملحق العسكري البريطاني. لقد منح الحناوي، حسب الراوية،انطباعاً بأنه لم يكن في النية اغتال الزعيم، ونتيجة لذلك شكل المجلس الحربي الأعلى ولفق رواية المحاكمة العسكرية وصدور الحكم وتطبيقه. ولعلّ اثنين من الضباط المكلفين باعتنطق الزعيم وهما فضل الله منصور وعصام مريود، أعدما الزعيم خلافًا لأوامر قادة الانقلاب، لكونهم قوميين، حسب هذه الراوية فإن التخطيط للانقلاب بدأ عقب مقتل سعادة مباشرة في يوليو، واستغرق إعداده نحوشهر كامل.

اعترفت معظم الدول المجاورة بشرعية النظام القائم بعد الانقلاب سريعًا، وأوفدت لبنان والأردن «تهانيهما» بالانقلاب، في حين كانت إسبانيا السباقة عالميًا للاعتراف، وعبرت السفارة البريطانية في بيان عن سعادتها إذ نطقت بأن "غيمة القمع السوداء التي هيمنت على البلد منذ مجيء الزعيم إلى السلطة قد انقشعت"، وعبر رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد عن سعادته بالانقلاب ونطق بأن الزعيم "لقي المصير الطبيعي لأي ثورة لا تستند على أي أساس"؛ وبينما تلكأت السعودية أعربت مصر الحداد ثلاث أيام على الزعيم؛ أما على صعيد الصحف المصرية وكذلك عدد من الصحف الغربية، لاسيّما الفرنسيّة، فقد نعته مذكرة بالتشريعات التقدمية التي أقرّها وإصلاحاته الزراعية ووجهت أصابع الاتهام إلى بريطانيا والهاشميين، وبينما تشير المعلومات عن دعم هاشمي من العراق لاسيّما بالأموال للانقلاب تظل فرضية تدخل المملكة المتحدة بالانقلاب ضعيفة.

إرث الزعيم

شكل الزعيم أول انقلاب عسكري في الوطن العربي، دافعًا لخطوات مماثلة في عدد من الدول العربية الأخرى فيما يعهد بتأسيس "جمهوريات الضباط". "أثار الزعيم خيال الضباط الأحرار في مصر، فخلعوا الملك فاروق عام 1952". لم تخلّد الدولة السورية ذكرى الزعيم، بتسمية شوارع أوساحات أوإصدار طوابع بريدية على اسمه. بينما أعدم على طريق المزة، لم يعهد موضع قبره حتى ثلاثة يناير 1950، حين عثر على جثته مدفونة "بثياب النوم التي اعتقل بها" في تابوت خشبي تحت كومة حجارة في منطقة أم الشراطيط قرب نهر الأعوج بدمشق، فنقلت إلى المشفى العسكري في المزة، ثم بسيارة عسكرية إلى مقبرة الدحداح، أغلى مقابر دمشق. لم تصادر الدولة السورية منزل الزعيم الذي امتلكه منذ حتى كان قائدًا للجيش، ووافق البرلمان السوري على تخصيص راتب تقاعدي لأرملته وابنته، وهوما استمرّ معمولاً به لما بعد عهد الجمهورية الثانية. في 31 أكتوبر 1950 اغتال سامي الحناوي في بيروت على يد محمد البرازي، ابن عم محسن البرازي رئيس وزراء الزعيم.
تطرقت الدراما السورية لشخصية الزعيم في عدد من المسلسلات السورية، أبرزها الجزء الثاني من مسلسل حمام القيشاني عام 1995، حيث لعب فيه محمد الطيب دور الزعيم؛ كما ناقشت أعمال درامية أخرى فترة الجمهورية الأولى، وظهرت فيها شخصية الزعيم، منها مسلسل الدوامة من إنتاج 2008.

انظر أيضاً

  • رؤساء سوريا
  • رؤساء وزراء سوريا
  • الانتخابات الرئاسية السورية 1949

الهوامش

  1. ^ الزعيم، موسوعة مصطفى الخطيب العربية، 12 أكتوبر 2012.
  2. ^ حسني الزعيم مفتتح الانقلابات العسكرية السورية، الأخبار، 14 أكتوبر 2012.
  3. ^ أيام حسني الزعيم، نذير فنصة، دار الآفاق الجديدة، بيروت 1982، ص.12
  4. ^ Syrian Politics and the Military 1945-1958 by Torrey, Gordon H,he Graduate Institute for World Affairs of the Ohio State University,1961,P.123
  5. ^ أيام حسني الزعيم، ، ص.13
  6. ^ أيام حسني الزعيم، ، ص.14
  7. ^ أوراق من تاريخ سوريا المعاصر، رشاد محمد وغسان حداد، مركز المستقبل للدراسات، عمان 2001، ص.257
  8. ^ أيام حسني الزعيم، ، ص.16
  9. ^ أيام حسني الزعيم، ، ص.10
  10. ^ الصراع على سوريا، باتريك سيل، دار الحدثة، بيروت 1980، ص.56
  11. ^ أوراق من تاريخ سوريا المعاصر، ص.77
  12. ^ Torry, p.
  13. ^ Torry, p.111
  14. ^ Torry, p.112
  15. ^ أيام حسني الزعيم، ص.17
  16. ^ أيام حسني الزعيم، ص.18
  17. ^ Torry, p.122
  18. ^ Torry, p.121
  19. ^ أيام حسني الزعيم، ص.9
  20. ^ أيام حسني الزعيم، ص.32
  21. ^ Torry, p.124
  22. ^ Torry, p.125
  23. ^ Torry, p.127
  24. ^ أيام حسني الزعيم، ص.43
  25. ^ حسب النتائج الرسمية، حصل الزعيم على 726,117 صوت من أصل 730,731 ما يعني 99.3% من مجموع الأصوات.
  26. ^ سامي الحناوي، هؤلاء حكموا سوريا، 18 نوفمبر 2013.
  27. ^ Torry, p.133
  28. ^ Torry, p.131
  29. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.63
  30. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.64
  31. ^ أنطون سعادة والقضية الفلسطينية، صحيفة البناء، 2 يونيو2013.
  32. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.65
  33. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.66
  34. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.67
  35. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.68
  36. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.69
  37. ^ الصراع على سوريا، ص.102
  38. ^ Torry, p.129
  39. ^ Torry, p170
  40. ^ Torry, p.172
  41. ^ الصراع على سوريا، ص.76
  42. ^ Torry, p.132
  43. ^ Torry, p.138
  44. ^ الصراع على سوريا، ص.92
  45. ^ Torry, p.140
  46. ^ أوراق من تاريخ سوريا المعاصر، ص.41
  47. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.54
  48. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.58
  49. ^ الصراع على سوريا، ص.93
  50. ^ الصراع على سوريا، ص.105
  51. ^ الصراع على سوريا، ص.79
  52. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.49
  53. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.50
  54. ^ حقائق حول النزاع، آلان جريش، المخطة الوطنية الجديدة، دمشق 2003، صفحة.63.
  55. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.55
  56. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.61
  57. ^ أوراق من تاريخ سوريا المعاصر، ص.256
  58. ^ أيام حسني الزعيم، ص.89
  59. ^ Torry, p.144
  60. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.70
  61. ^ إعدام الرئيس السوري حسني الزعيم، المصريون، 2 يونيو2013.
  62. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.71
  63. ^ خفايا إعدام الزعيم، الأزمنة، 2 يونيو2013.
  64. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.75
  65. ^ Torry, p.147
  66. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.72
  67. ^ الحرب الخفية في الشرق الأوسط، ص.74
  68. ^ سامي الحناوي، يا بيروت، 2 يونيو2013.
  69. ^ حسني الزعيم، قابيل الانقلابات، تاريخ سوريا، 2 يونيو2013.
  70. ^ أيام حسني الزعيم، ص.4
  71. ^ أيام حسني الزعيم، ص.97
  72. ^ مقبرة الدحداح في دمشق، خطوات سورية، 14 نوفمبر 2013.
  73. ^ أيام حسني الزعيم، ص.100
  74. ^ أيام حسني الزعيم، ص.83

قراءات إضافية

خط

  • نذير فنصة، أيام حسني الزعيم ( 137 يومًا هزت سورية)، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1982.
  • رشاد محمد وغسان حداد، من تاريخ سوريا المعاصر ر 1946-1966 : أوراق شامية، مركز المستقبل للدراسات، عمان، 2001.
  • باتريك سيل، الصراع على سوريا، ترجمة سمير عبده ومحمد فلاحة، دار الحدثة، بيروت، 1980.
  • أندروراثميل، الحرب الخفية في الشرق الأوسط (الصراع السري على سويا، 1949-1961)، ترجمة عبد الكريم محفوض، دار سلمية للكتاب، سلمية، 1997.
  • آلن غريش، إسرائيل فلسطين - حقائق حول النزاع، ترجمة سليم طنوس، المخطة الوطنية الجديدة، دمشق، 2003.
  • .Torrey, Gordon H. Syrian Politics and the Military 1945-1958, Columbus: Ohio State, University Press, 1964

وصلات خارجية

  • حسني الزعيم، تفاصيل وخفايا - شام تايمز.
  • حسني الزعيم، مفتتح الانقلابات السورية - الأخبار.
سبقه
شكري القوتلي
رئيس سوريا
1949(4 شهور وثلاثة أيام)
تبعه
هاشم الأتاسي (حكم عسكري)
تاريخ النشر: 2020-06-07 18:05:39
التصنيفات: رؤساء سوريون, مواليد 1897, وفيات 1949, خريجو المدرسة الحربية بالأستانة, ضباط الجيش العثماني, ضباط الجيش الفيصلي, ضباط الجيش الفرنسي, ضباط جيش ڤيشي, ضباط سوريون, اعدامات, رؤساء وزراء سوريا, رؤساء أركان الجيش السوري, سياسيون أكراد, أشخاص من أصل كردي, أكراد سوريا, زعماء أطاحت بهم انقلابات, سوريون أعدموا بإطلاق النار, أشخاص أعدموا في سوريا بإطلاق النار, رؤساء أعدِموا, رؤساء وزراء أعدِموا, أشخاص من حرب 1948, سوريون من حرب 1948

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ماكرون: "لست رئيس فريق إنما رئيس الجميع"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:20:20
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

بيان أمني سعودي بشأن ظهور فتاة في فيديو ترتدي زيا عسكريا بالرياض

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:20:22
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

ميلان يقفز لصدارة الدوري الإيطالي بهدف تونالي القاتل أمام لاتسيو

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:20:16
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

تفاديا للإحراج.. واتساب يطرح ميزة جديدة لمستخدميه عن آخر ظهور!

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:20:19
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

ماكرون: الفرنسيون وضعوا ثقتهم بي لقطع الطريق على اليمين المتطرف

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:21:03
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

وفاة أثرياء روس أحدهم كان مسؤولا في الكرملين وعائلتهم في ظروف غامضة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:20:22
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

محاضرات وأنشطة ثقافية احتفالاً بشهر رمضان بقنا

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:19:22
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

"الوطني للأرصاد": الدولة تأثر بامتداد منخفض جوي اعتبارا من ليل الأربعاء

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:20:18
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

لماذا كان يخاف محمد مرسي من الابتعاد عن مكتب الإرشاد؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:20:59
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

التموين: إيقاف خصم نسبة 10% من حصص دقيق المخابز أول مايو

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:20:45
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

"يا صيع".. شاهد الفنان محمد ثروت يطارد رامز جلال بعد اكتشاف المقلب

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:20:21
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 70%

«العبور إلى المستقبل».. دار الكتب في طنطا تحتفل بعيد تحرير سيناء

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:19:23
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

«رادار نيوزليتر»: الأخبار المفبركة وقود لنيران الحرب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:21:01
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

ارتفاع أسعار الوقود يجدد الجدل بشأن “جشع” شركات التوزيع في المغرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:19:29
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 70%

ثقافة الدقهلية تختتم فعاليات ليالى رمضان الثقافية والفنية 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:19:24
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 69%

أسعار الدواجن ترتفع والمهنيون يهددون بالاحتجاج

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:19:27
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 79%

البنزرتي يستبعد لاعبين بسبب صيامهم ويثير غضب الجزائريين

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-25 00:19:30
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 76%

تحميل تطبيق المنصة العربية