وندال

السمعة 'التقليدية' للوندال: نقش على صلب ملون لاجتياح روما (455) بريشة هاينريش لويتمان (1824–1904)، ح 1860–80

الوندال أوالفاندال هم إحدى القبائل الجرمانية الشرقية، اقتطعوا أجزاء من الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي وأسسوا لهم دولة في شمال أفريقيا مركزها مدينة قرطاج وضموا إليها جزيرة صقلية والكثير من جزر البحر المتوسط. يعتقد حتى اسم الأندلس مشتق من اسم هذه القبيلة (في الأصل سميت المنطقة فاندلوسيا ثم حولها العرب للأندلس) حيث سكنوا جنوب أيبيريا لمدة من الزمن ثم انتقلوا بعدها لأفريقيا. في عام 455 اقتحم الفاندليون مدينة روما وعاثوا فيها فسادا وخربوها تخريبا عظيما ولا سيما في الآثار الفنية والأدبية.

تحالف القوطي ثيودوريك العظيم الذي وحد القوط الشرقيين والغربيين تحت حكمه تحالف مع الوانداليين بعد حتى تزوج إحدى بناتهم، كما تحالف الواندليون مع الإفرنج إبان فترة حكم كلوفيس الأول.

القبائل الجرمانية في منتصف القرن الأول الميلادي. الوندال/لوگي مبينين بالأخضر، في منطقة بولندا الحالية.

الأصل

من المؤكد حتى الوندال شعب جرماني إسكندنافي، ولكن فهم أصلهم تحديداً مختلف فيه، فالبعض ينسبهم لمدينة فاندل السويدية وآخرون ينسبوهم لمدينة هالندال النرويجية أولمدينة فندسيسل الدنماركية. يعتقد حتى الوندال عبروا بحر البلطيق باتجاه ما يعهد اليوم باسم بولندا في القرن قبل الميلاد حيث استوطنوا منطقة سيليزيا عام 120 ق.م.. المؤرخ الروماني تاكيتوس سجل وجودهم في المنطقة الواقعة بين نهر اودر ونهر فيستولا في كتابه جرمانيا (انتهى منه عام 98 م). وفقا للمؤرخ يوردانس فإن الوندال بالإضافة لحلفائهم الروجيين أجبروا على الرحيل من قبل القوط نحوالجنوب المتاخم لحدود الإمبراطورية الرومانية.

خريطة مبسطة للهجمات المتنوعة على الامبراطورية الرومانية، تبين هجرات الوندال (بالأزرق) من ألمانيا عبر داتشيا والغال وأيبريا وإلى شمال أفريقيا وغاراتهم في جميع أراتى البحر المتوسط، بما في ذلك اجتياح روما في 455.

التاريخ

ينقسم الوندال إلى قبيلتين أساسيتين، السلينجيون وعاشوا في ماگنا جرمانيا وهي المنطقة التي سميت فيما بعد بسيليزيا والهاسدنجيون وقد هاجروا جنوبا تجاه الإمبراطورية الرومانية وقاموا بالكثير من الإغارات عليها حتى اضطر الرومان لإقامة صلح بينهم وبين الوندال يهجر فيها الوندال الحرب على حتى يمنحوا الحرية في المعيشة في أراضي مقاطعة داتشيا الرومانية وكذلك في المجر الرومانية.

The Roman empire under Hadrian (ruled 117-38), showing the location of the Vandilii East Germanic tribes, then inhabiting the upper Vistula region (Poland)

في أوائل القرن الخامس الميلادي هاجر الوندال الهاسدنجيون برفقة حلفائهم (الألانيون السرماتيون والسوفيون الجرمانيون) نحوغرب أوروبا هربا من هجمات الهون. كما عمل القوط من قبلهم فقد اعتنق الوندال الأريانية، وهوممضى مسيحي مخالف لما كان منتشرا وقتها في الإمبراطورية الرومانية (الكاثوليكية والأرثودكسية).

The Vandal kingdom, along with the other Germanic kingdoms in the West, ca. 526

رحل الوندال إلى الغرب على امتداد الدانوب ولم يقابلوا في طريقهم صعوبة تذكر سوى عند وصولهم لنهر الراين حيث اصطدموا بالإفرنج الذين كانوا يسيطرون على الأجزاء الشمالية من بلاد الغال والتي كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية وقامت معركة بين الطرفين. اغتال من الواندليين 20 ألفا من بينهم ملكهم جوديجيزل. بعد محاولات عدة وبعد معاونة الألانيون للوندال استطاعوا هزيمة الإفرنج في 31 ديسمبر من عام 406 م وعبروا الراين بقيادة جندريك ابن جوديجيزل واتجهوا جنوبا نحوا أكوتين.

في أكتوبر 409 م عبر الوندال جبال البرانس نحوشبه الجزيرة الأيبيرية حيث منحوا تلك الأراضي كفويديراتي (وفق معاهدة) من الإمبراطورية الرومانية في جالاسيا (في الشمال الغربي) وهسبانيا بايتكا (الجنوب)، بينما أعطي الألانيون لوسيتانيا (الغرب) والمنطقة الواقعة حول قرطاج الجديدة. كان للسوفي بعض النفوذ في بعض هذه المناطق. في عام 426 م قام القوط الغربيون بغزوأيبيريا وطرد الألانيين منها وقتل ملكهم أتاسس ودخل من تظل من الألانيين تحت ملك الملك الواندلي جندريك الذي سمي فيما بعد "ملك الواندل والألانيين".

كان أخوجندريك غير الشقيق المدعوبجايسريك أعظم ملوك الواندل على الإطلاق. من أبرز ما قام به هوبناء أسطول بحري. في عام 429 م عين ملكا على الوندال. قام بعبور مضيق جبل طارق واتجه شرقا نحوقرطاج. في عام 435 م منح الرومان جايسريك مناطق في شمال أفريقيا. في عام 439 م سقطت قرطاج في يد الوندال وبعدها قام جايسريك بغزوصقلية وسردينيا وكورسيكا وجزر الباليار وأدخلهم في ملكه.

كان اختلاف عقائد الواندل مع روماالكاثوليكية أودوناتيي قرطاج مصدرا لتوتر وصراع دائم بينهم. أغلب ملوك الواندل باستثناء هلدريك قاموا باضطهاد الكاثوليك إبان حكمهم في شمال أفريقيا إذ قاموا بنفي كهنتهم وتدمير كنائسهم وحتى تحريم اعتناقهم للأريانية دين الواندل.

اجتياح روما

خلال الخمس وثلاثين عاماً التالية، بأسطول ضخم، نهب جنسريك سواحل الامبراطوريات الغربية والشرقية. إلا أنه بعد وفاة أتيلا ملك الهون، تمكن الرومان من الالتفات مرة أخرى للوندال، الذين كانوا مسيطرين على بعض أخصب الأراضي في امبراطوريتهم السابقة.

في عام 455 م استولى الوندال على روما وقاموا بنهبها وتخريبها خرابا هائلا، وكان من جملة ما نهبوه غنائم هيكل سليمان التي جلبت إلى روما عن طريق الإمبراطور الروماني تيتوس.