عبد القادر أرناؤوط (الشيخ)

عودة للموسوعة

عبد القادر أرناؤوط (الشيخ)

عبد القادر بن سوقر أرناؤوط (1931 في كوسوڤا - أواخر نوفمبر 2004) هورابع أشهر فهماء الحديث في العالم الإسلامي خلال الربع الأخير من القرن العشرين. ولد في دمشق.

هوواحد من أعلام المحدثين في عصرنا الحاضر، اتى مع والده مهاجراً إلى الشام عام 1931م من كوسوفوبأرض البلقان، وهومن القلائل الذين جمعوا بين الفقه والحديث، فكان فقيهاً محدثاً قدم الشام وهوابن أربعة سنوات وعمل في إصلاح الساعات منذ صغره، فكان يقضي يومه بين العمل وطلب الفهم.. وحفظ القرآن وهوفي الثامنة من عمره، وعندما بلغ سن الرشد حفظعشرة آلاف حديث نبوي، ذلك هوالمحدث الشيخ عبد القادر بن سوقر الأرناؤوط مفتي الشام على الممضى الحنبلي، ويعتبر الشيخ ثالث ثلاثة من أبرز فهماء الحديث من أبناء البلقان وهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ شعيب أرناؤوط.

عبد القادر بن سوقر الأرناؤوطي من الأرناؤوط وهولقب سمانا به الهجر وهي تعني (عار علينا حتى نعود) لما خرجنا من بلدنا بعد ما سقطت بيد النصارى قلنا (أر ألينا حتى نأوط) أي "عار علينا حتى نعود" فأدغمت ولقبنا "بالأرناؤوط" ولدت في كوسوفا من أرض البلقان حيث اتى والدي مهاجراً لسوريا سنة 1931م وكنت يومها في الرابعة من عمري، درست القرآن والفقه والحديث على أيدي فهماء دمشق ومشايخها كالشيخ سعيد الأحمر، وكنت أدرس في مدرسة الأدب الإسلامي، قرأت على الشيخ صبحي العطار الفقه والقرآن وعلومه وعلى الشيخ سليمان غاوجي من فهماء ألبانيا المهاجرين للشام النحووالصرف وعندما بلغت 12 عاماً هجرت الفهم لغرض العمل لحاجتي للمال، فعملت "ساعاتياً" في تصليح الساعات، فكنت أعمل صباحاً وأدرس القرآن والفقه مساء.. عملت عند رجل أزهري يدعى سعيد الأحمر، وكان عالماً ودائماً يفهمني علوم الدين واللغة، ثم عندما لاحظ نبوغي وحفظي للقرآن ولكمّ كبير من الحديث الشريف وجهني للدراسة، فقام بأخذي للمسجد الأموي وساعدني بالمال ونطق لي: (يا بني أنت لا تصلح إلا للفهم) وقام بتسليمي للشيخ عبد الرزاق الحلبي وطلب منه تعليمي علوم الشرع واللغة والأدب، وكان من بين المشايخ الذين درست على أيديهم: الشيخ محمود فايز الدير عطاني، ومقرئ الشام الشيخ محمد حلواني الكبير، درست في الأموي بالإضافة لالتحاقي بالمدرسة الكاملية بدمشق، وكنت أدرس وأعمل في تصليح الساعات، وعندما بلغت 24 عاماً عملت بالتدريس الديني في مدرسة الإسعاف الخيري، حيث درست بها الفقه والقراءات.. في تلك الأيام في عام 1951م حبب لي العمل في مجال دراسة الحديث فقرأت جميع خط الحديث وحفظتعشرة آلاف حديث نبوي وكانت بلاد الشام خالية من الفهماء المحدثين وأذكر عندما كنت صغيراً كنت أسأل الفهماء عندما يتحدثون عن مسألة ما عن الدليل، فكانوا يتأففون ويقولون ما علاقتك به احفظ وافهم دون دليل، فهذا كان يدفعني إلى الرجوع للخط والبحث عن الأدلة، وكما ذكرت كانت الشام خالية تماماً من فهماء الحديث، فأحببت الجمع بين فهمي الفقه والحديث لأكون فقيهاً ومحدثاً، وهذا ما لم يكن موجوداً عندنا في تلك الأيام. في عام 1951م بدأت بتحقيق الخط على الممضى الحنبلي والشافعي، فعكفت على العمل على تحقيق كتاب "جامع الأصول في أحاديث الرسول" لابن الأثير الجزري، وهوكتاب كبير جامع وهوجامع لخط الحديث الستة عكفت على العمل به 30 عاماً وأضفت له سنن ابن ماجة، كما أنجزت كتاب "شذرات المضى في أخبار من مضى" وهوتاريخ ألف عام مضت، وكتاب "المنهج الأحمد في تراجم رجال أصحاب الإمام أحمد". وأخيراً عملت على تحقيق كتاب "السنن والمبتنادىت" للشقيري والحمد لله أنجزت خلال 45 سنة تحقيق معظم أمهات الخط في فهم الحديث وهي تزيد حالياً عن الـ "50" كتاباً.

  • ينطق: إذا معظم خط المذاهب تحوي أدلة ضعيفة، وموضوعة فهل هذا سليم؟

- كونها تحمل أدلة موضوعة فهذا غير سليم، أما ضعيفة فنعم، وهذا يعود لأن معظم فهماء الفقه جاهلون في فهم الحديث، وقليلوالفهم به، فمثلاً كتاب "الهداية في الفقه الحنفي" للمرغيناني وشرحه يسمى فتح القدير يحوي الكثير من الأحاديث الضعيفة، وكذلك "تلخيص الخبير في تخريج الرافعي الكبير" وهوكتاب في فقه الشافعية ويحوي أحاديث ضعيفة، وأما الفقه المالكي فلم يوجد من بين فهمائه ومن قدم له أدلة لآرائهم، و"المدونة" للإمام مالك خرجت حديثاً وكذلك كتاب "منار السبيل" حوى أحاديث ضعيفة خرجها حديثاً أحد الفهماء المحدثين، فطالب الفهم عندما يفهم ويقرأ الخط لا يعهد درجة أحاديثها لكن الآن ولله الحمد خرجت معظم الخط وبيّن الضعيف من السليم.

  • لمَ انفصل جميع من الشيخين عبد القادر أرناؤوط وشعيب أرناؤوط عن بعضهما في العمل في مجال تحقيق خط الحديث والفقه؟

- لا مسببات سوى حتى نوائب الدنيا فرقتنا فأقمت في سوريا وغادرها أخي شعيب ليقيم في الأردن، لكننا عملنا معاً على إخراج وتحقيق أعظم ما أنجزناه من خط، ككتاب "زاد المسير في فهم التفسير" وكتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد" والشيخ شعيب أرناؤوط والشيخ محمد ناصر الدين الألباني أساتذة كرام أفاضل وجميعنا نعود إلى أصول ألبانية هاجرت في بداية هذا القرن لبلاد الشام واستوطنت في دمشق في حي يدعى حي الأرناؤوط وهما شيخاي في فهم الحديث.

  • ماذا قدم الشيخ عبد القادر الأرناؤوط لخدمة فهم الحديث؟

- ما قدمته كان متواضعاً إلى جانب ما قدمه غيري من الذين بحثوا في هذا المجال، لكن عموماً ما قدمته هوتأليف وتحقيق 53 كتاباً في علوم الفقه والحديث وخرجت مئات الأحاديث ومن أبرز الخط التي عملت على تحقيقها كتاب "مختصر منهاج القاصدين" و"جامع الأصول في أحاديث الرسول" و"شذرات المضى في تاريخ من مضى" و"المنهج الأحمد في تراجم رجال أصحاب الإمام أحمد" و"الرياض النضرة" للشيخ عبد الرحمن السعدي، وقدمت الكثير من الردود على بعض الشبه التي تثار حول السنة وأصحاب الرسول رضوان الله عليهم.

  • الأحاديث الموضوعة هل تم إحصاؤها؟

- لا نستطيع الحكم بانتهائها لأنه لا يزال هناك الكثير من المخطوطات التي لم تحقق بعد وهي موجودة في مخطات أوروبا ولكن بشكل عام فهم الحديث خدم بشكل جيد أفضل من العلوم الأخرى، وألفت الكثير من الخط لجمع الأحاديث الموضوعة وللتنبيه من خطرها والفهماء منذ بداية الاهتمام بفهم الحديث حرصوا على تبيين السليم من الضعيف لعامة المسلمين حتى لا يقعوا فيها، فابن الجوزي ألف في هذا المجال كتاب "الموضوعات" والسيوطي وضع كتاباً باسم "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" وأفضل ما يرجع إليه لفهم الأحاديث الموضوعة كتاب "تنزيه الشريعة المرفوعة من الأحاديث الشنيعة الموضوعة لابن عراف الكناني، ويوجد ما يعهد بالأحاديث المشهورة على ألسنة الناس وهي موضوعة لكنها منتشرة ومشهورة على أنها سليمة وهي ضعيفة، وقد وضعها السقاوي في كتاب باسم "المقاصد الحسنة فيما اشتهر من الحديث على الألسنة" كحديث "يوم صومكم يوم نحركم" وهذا الحديث لا أصل له من السنة وهوموضوع.

  • هناك جهود قام بها المستشرقون في مجال فهم الحديث، فما هي أبرز الأعمال التي قاموا بها؟

- المستشرقون خدموا فهم الحديث هذا لا أحد ينفيه، لكن هل خدموه لسواد عيوننا نحن المسلمين، طبعاً لا لكنهم أول من صنف وفهرس فهم الحديث فهؤلاء أتوا بخط الحديث وقاموا بفهرسة الأحاديث وأسموا الكتاب: (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث) حيث رتبوها على طريقة المعاجم. يقول المحدث المصري الشيخ أحمد شاكر –رحمه الله- عندما ظهر المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، لوأنه ظهر في أول طلبنا للفهم لوفر علينا وقتاً طويلاً، وعملهم هذا وفر على طلاب الفهم ودارسي الحديث الوقت الكثير والآن لم يبق كتاب في فهم الحديث إلا وفهرس إما في الخط وحديثاً عن طريق الحاسب الآلي، فجهود المستشرقين كانت كبيرة في خدمة هذا الفهم، وهذا كان سبب حاجتهم لمثل هذه الفهرسة لكي تستهل عليهم دراسة الحديث ومحاولة الوصول بسهولة للمآخذ عليها، لكن انقلب السحر على الساحر والحمد لله هذا التصنيف كان لمصلحة طلاب الفهم فأفادهم كثيراً بينما خسر هؤلاء مجهودهم ولم يبق له مداخل شيطانية ليدخلوا علينا من خلالها ظلماً وبهتاناً.

  • ما هومنهج السلف الصالح في فهم ودراسة الحديث الشريف؟

- السلف الصالح كانوا يقرأون الحديث ويسمعونه ومن ثم يحفظونه ويطبقون أوامره ويجتنبون نواهيه، وكانوا لا يتجاوزون الحديث حتى يفهموه، ولم يفتحوا على الأمور التعبدية باباً حتى لا يغيروا في الدين وكانوا حريصين على الاقتداء بالرسول الكريم في جميع قول وعمل وكانوا كما نطق عنهم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "يحمل هذا الفهم من جميع خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين". فكانوا هم العدول الذين لم يحرفوا ولم ينتحلوا ولم يؤولوا حديث الرسول على غير الوجه السليم، بل كانوا هم المشاعل تمسكوا بقول الرسول: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهورد". ونطق: "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار". والخليفة عمر بن عبد العزيز كان يقول: "قف حيث وقف القوم فإنهم عن فهم وقفوا وبصر نافذ كفوا". وكانوا يسافرون لشهور طويلة حباً للحديث ولصاحب الحديث فهم نجوم لن يعاود الزمان الظهور بمثلهم. تفسير الحديث

  • هناك من يدعولتفسير الأحاديث بما يلائم العصر بحجة تفتق معاني جديدة لها وتطور المفاهيم بما قد يخالف تفسير السلف الصالح لها، فما هورأيكم بذلك؟

- ديننا فيه أمور تعبدية لا تتغير،يا ترى؟ كالصلاة والزكاة والحج والصوم وغيرها من الأمور التي لا تتغير ولا تتطور ولكن ما الذي يتغير الوسائل فهي في تطور دائم، فالإسلام اتى بعقائد تنقذ العقل من رق الوهم، وعبادات تهذب النفوس، ومعاملات مبنية على العدل والإنصاف والمسلمون اجتهدوا في جانبي العبادات والعقائد فدرسوها وخطوا بها وهي محددة وواضحة لديهم، أما المعاملات فهي لا تزال ناسيرة والسبب نحن وتقصيرنا فحتى الآن لا توجد لدينا خط درست دراسة سليمة جيدة هذا الجانب المهم في الإسلام خاصة حتى الرسول الكريم وضع قاعدة هي "الدين المعاملة" فنحن مقصرون لأننا وجهنا جهودنا لجانب وأهملنا جانباً آخر، فنحن ركزنا جهودنا في جانب العبادات وهي ثابتة لا تتغير، وأهملنا المعاملات التي تتغير وتتبدل ونحن يجب حتى نواكبها بما لا يتنافى مع ديننا الحنيف، وتفسير الحديث بما يناسب الهوى لإثبات فكرة ما أولدعوى تطويعها لملاءمة العصر، لا يجوز لأن المعاني نوعان: نوع أدركناه وعهدنا مراده، ونوع أثبته الفهماء المعاصرون بما يعهد بالإعجاز الفهمي، فالمسلمون جهلوا المراد منه أنهم لمقد يكونوا يعهدون المقصد من الحديث حتى فسره الفهم الحاضر ودائماً نقول: ديننا يواكب جميع زمان ومكان.

  • يرد دائماً بعض الأدعياء بأن هناك صراعاً بين العقل والنص في الحديث الشريف فما ردكم على مثل هذه الأقوال المغرضة؟

- من يقول هذا الكلام الصراع في عقله هو، ونحن نفهم حتى العقل محدود والمعتزلة ضلوا من هذه الناحية وكان واصل بن -عطاء من تلاميذ الحسن البصري- ذكياً جداً وبدأ بتحكيم عقله في جميع شيء في الشرع.. والأصل هوحتى نحكم عقولنا إلى الشرع فالشرع لا يتغير وإنما عقولنا هي التي تتغير والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "يحمل هذا الفهم من جميع خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين". لذلك عندما حكم واصل عقله في النصوص اعتزل أهل السنة والجماعة وضل عن الصواب، والآن هناك موجة من المتفهمين يرون رأي المعتزلة بتحكيم الشرع للعقل ويقوم على هذه الفكرة بعض المتفلسفين وهم ليسوا من المختصين بالعلوم الشرعية وإنما هم من العقلانيين وهؤلاء يحاولون تطوير الإسلام كما طور الشيوعيون الشيوعية، وهذه بنيت على المادة، أما ديننا فهومبني على الروح والعقل والأخلاق والنصوص الشرعية ولا يقبل تبديلاً إلا فيما يقبل التطوير والتبديل منه والإسلام لا يتطور في جوهره وإنما يواكب جميع زمان ومكان لكن الأمور الأخرى كالمعاملات والوسائل فهي تتطور فلابد من البحث فيها. وأنا أحذر من الجيل الذي سار على درب واصل بن عطاء في تحكيم العقل في نصوص الشرع والحقيقة أنه لا صراع بين النصوص أوبينها وبين العقل ولكن العقول مريضة وواهمة والأحاديث واضحة صريحة متروكة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. جمع الحديث

  • هناك من يثير بعض الشبه حول كتابة الحديث.. كيف من الممكن أن يمكن الرد على مثل تلك الشبه؟

- حقيقة لا يحق لهؤلاء إثارة أي شبهة حول كتابة فهم الحديث وفي زمن الصحابة كانوا يحفظون الأحاديث ولا يخطونها لذلك نطقوا: ليس بفهم ما حوى القمطر ما الفهم إلا ما حواه الصدر فكانوا حفظة يحفظون الحديث ويعملون به ولما رأى عمر بن عبد العزيز -وهومن التابعين- فهماء الحديث من الصحابة يموتون واحداً تلوالآخر خشي على الحديث من الضياع لذلك اتى بأبي شهاب الزهري وأمره بجمع الحديث وأمر أبا بكر بن حزم بكتابته فبدأت بعصره كتابة الحديث حيث جمع من أفواه الصحابة والتابعين ممن لا يزالون على قيد الحياة وفي عصر الأئمة أصحاب المذاهب كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد لم تكن السنة قد اكتمل تدوينها بعد واكتفوا بما فهموه من الحديث فاجتهد جميع منهم بما لديه وكان ممضىهم: "إذا صح الحديث فهوممضىي". و"ما خالفه فاضربوا به عرض الحائط". ولما اكتملت السنة أي دونت كان الكثير من فهماء الإسلام إذا صح الحديث ووجد أنه خلاف النص هجر عمله وسار وراء النص لذلك قام الكثير من الفهماء بتعديل آرائهم نحوالأصوب عند سماع القول السليم وهؤلاء الذين يطعنون بكتابة السنة هم حقيقة يبغون الطعن بالإسلام والقرآن، إذ حتى السنة والحديث هما المشروحان لأحكام القرآن الكريم والقرآن الكريم يقول: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما هبط إليهم) النحل/44. والطعن بالسنة هومحاولة خبيثة للطعن بالدين الإسلامي. الحديث والخصومات السياسية

  • ما دور الخصومات السياسية والشعوبية في وضع الأحاديث؟

- يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله. "الإسناد من الدين ولولاه لنطق من شاء ما شاء" ويقول عليه الصلاة والسلام. "يحمل هذا الفهم من جميع خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين". وقد حاول الكثير من أعداء الدين الطعن في الإسلام من ناحية الحديث النبوي الشريف ووضعوا أحاديث لا أصل لها ولكن فهماء الدين والحديث ومخرجيه بيّنوها فبطل كيدهم ونحن في فهم الحديث لا نقبل حديثاً بدون إسناد، فنحن ندرسه ونعهد مستوى الحديث وفي الحديث هناك ما يعهد بفهم مصطلح الحديث ومن فهمائه الكبار الإمام الشافعي، والراما هرمزي والحاكم الأصفهاني والنووي وابن حجر العسقلاني وهؤلاء بفهمهم وعملهم وقفوا حاجزاً أمام الواضعين بتأصيلهم لأصول وقواعد لضبط الحديث الشريف والآن غربلت الأحاديث وصنفت وحفظت بحفظ الله لها. مقصدهم التشويه

  • لماذا يركز دائماً على حديث حاطب بن ثعلبة وما المقصود من ذلك؟

- يركز على هذا الحديث لتشويه سيرة الرسول وصحابته الكرام منهم، وثعلبة هوالرجل المظلوم وقصته مكذوبة في أصلها ومختلقة وتروي السيرة أنه طلب من الرسول حتى يدعوربه حتى يرزقه مالاً فلما رزقه الله مالاً لم يعد يصلي الجمعة فنطق الرسول: ويح ثعلبة ونطقوا إنه تاب واتى ليدفع زكاة ماله للنبي فرفضها منه وبعد وفاة النبي رفضها منه أبوبكر ومن بعده عمر وفي زمن عثمان هلك على النفاق. فكيف تصدق هذه الرواية وقد قبل الرسول توبة من هم أكثر منه عصياناً كيف من الممكن أن نصدقها وهي تخالف النصوص التي تدعودائماً للتوبة فالقرآن يقول: (وهوالغفور الرحيم) يونس/ 107. (وتوبوا إلى الله جميعاً) النور/31. والرسول الكريم يقول: "باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها". وهذه السيرة مختلقة وقد علقت عليها في كتاب "زاد المسير في فهم التفسير" وفي كتابتي في سورة التوبة قلت: إذا السيرة مختلقة وفي إسنادها من هم غير عدول لذلك السيرة غير سليمة. الغزالي والحديث

  • بعض المعاصرين طعن في سليمي البخاري ومسلم كالشيخ محمد رشيد رضا والشيخ محمد الغزالي فكيف قام أولئك الفهماء بفتح باب الطعن في أحاديث السليمين؟

- هذان العالمان طعنا في أحاديث السليمين وليس في السليمين وهما عموماً فقيهان وليسا بمحدثين ولا عالمين بالحديث، والشيخ الغزالي رحمه الله وغفر له كان من الذين حكموا العقل في فهم الحديث لذلك كانت له آراء غريبة في بعض الأحاديث خالفت الإجماع وتبنت رأي الظاهريين وتساهلا في أمر الدين وأخذا بالتراخيص فطعنهما بالحديث لا يعتد به لجهلهما في فهم الحديث. الحديث والعقل

  • ما دور العقل في فهم الحديث الشريف؟

- لا يجوز تفسير الأحاديث حسب مفاهيمنا لها ويوجد في فهم الحديث ما يعهد بصحة النص وهذا من عمل المحدثين وهناك ما يسمى بفهم النص فينبغي أولاً التأكد من صحة النص وسنده، ومن ثم تفهمه والاعتماد على العقل في فهم الحديث مخالف لما كان عليه سلفنا الصالح، فمثلاً بعض الفقهاء –هداهم الله- شرع في تحليل الغناء وله رأي في حديث. "ليكونن في أمتي من يستحلون الحرى والحرير والخمر والمعازف". هذا الحديث سليم عند ابن الصلاح والنووي وابن حجر العسقلاني والسخاوي لكن من فهماء العصر من هجر رأي جميع هؤلاء ليتبع رأي ابن حزم في تضعيف هذا الحديث وهذا لا يجوز لأن الإجماع لاقد يكون على خطأ أبداً ويد الله مع الجماعة، والعقل لابد له من فهم الحديث من اتباع تفسير السلف له وعدم مخالفتهم تبعاً للهوى كما حتى للمذاهب أي لأصحابها دوراً في فهم الحديث، فهم في آرائهم في بعض المسائل اعتمدوا على فهمهم للنص ومن ثم اجتهادهم فيه ولكنهم لا يخالفونه. دور المستشرقين

  • عمد المستشرقون إلى تشويه سيرة بعض رواة الحديث بهدف الطعن والتشكيك في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام كيف من الممكن أن الرد عليهم؟

- نعم هم دائماً يبحثون عن مدخل ليشوهوا الإسلام منه والحديث كان نصيبه الأكبر من هذا الهجوم، وركزت هجمتهم على رواة الحديث وخصوصاً أبا هريرة، ذلك الصحابي المظلوم الذي رموه بالكذب والاختلاق وهوحقيقة صادق فيما وقع ونقل عن النبي الكريم وكان صلى الله عليه وسلم يروي الحديث فيقول له الصحابة ما سمعنا به فيقول لهم أنتم عافستم الأزواج والأولاد وأنا صحبت رسول الله سفراً وحضراً سليم أنه لم يصاحب الرسول سوىسبعة سنوات لكنه لازمه فيها لذلك جمع ما لم يجمعه غيره حتى بلغ عدد ما رواه من الأحاديث أكثر من غيره بكثير، وكان يقول: "حفظت عن رسول الله وعاءين من الفهم، أما الأول فبثثته بين الناس وأما الآخر فلوبثثته لبتر مني هذا البلعوم". وهذا الحديث في سليم البخاري والمقصود منه باعتبار أنه ملازم للرسول صلى الله عليه وسلم فقد فهمه وأبلغه بأخبار لم يعهدها غيره كمعهدته بأخبار الحوادث والفتن التي ستحدث بعد وفاة النبي وكان أبوهريرة من كتّام سر الرسول فيما سيحصل من الفتن، وعموماً مدةسبعة سنوات كانت كافية لأن يروي ما رواه وزيادة عن ذلك ومن الأفضل هجر هؤلاء المستشرقين وعدم الرد عليهم، لأنهم مفلسون في آرائهم واتهاماتهم وكلها ضدهم ولن تضير هذا الدين ولا رجاله. الطبري وابن حجر

  • بعض المؤرخين كالطبري وابن حجر العسقلاني ذكروا في خطهم قصصاً مكذوبة عن الرسول فكيف انطلت مثل هذه القصص على هؤلاء الفهماء الأفاضل؟

- جميع من الرجلين كان عالماً في التفسير والتاريخ وهوذكر السيرة من باب التاريخ بالأسانيد وكانوا يخطونها ذاك الوقت بالأسانيد فهوبرأيه عندما ذكر الأسانيد فقد حمل العتب عن نفسه وهجر الحكم بصحتها لفهماء الحديث وعندما اتى الفهماء واختصروا كتاب الطبري حذفوا أسانيده وخطوا مختصر الطبري بلا أسانيد فنسبت السيرة للطبري، وأما ابن حجر العسقلاني وكان يطلق عليه أمير المؤمنين في الحديث ، فزل في نقله لبعض القصص كسيرة الغرانيق لكن هذا لا يقلل من شأنهم ومن كونهم فهماء أفاضل ولا يجوز الطعن فيهم أوتجريحهم لأنهم مجتهدون فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد. السليم والضعيف

  • ظاهرة التسليم والتضعيف هل انتهت؟

- هذه مسألة لا تنتهي فنحن مع البحث والتحقيق الدائم نكتشف ما سليم وما هوضعيف، وعموماً أكثر الخط شيوعاً عند المسلمين حققت إلا ما قل وندر ولكن توجد أحاديث ضعيفة وأخرى سليمة ونحن دقيقون جداً في الحكم على الحديث بالصحة أوالضعف. دعوى باطلة

  • بعض الضالين يدعولهجر السنة والاكتفاء بالقرآن بدعوى حتى السنة معرضة للتحريف والتغيير ما ردكم على مثل هذه النادىوي؟

- هذه الجماعة التي تسمى بالقرآنيين تدعولفهم الإسلام من القرآن دون سواه بحجة أنه محفوظ، وأما السنة فتغيرت وهم تناسوا حتى الأحكام والعبادات والمعاملات كلها مأخوذة من السنة ومشروحة منها وهذه الدعوى باطلة وغير سليمة، وهي تلغي الشطر المكمل للقرآن الكريم، ونحن نفهم حتى القرآن محفوظ والسنة محفوظة وقد وصلت لنا بأسانيدها ورواتها بدقة بالغة ونطق الرسول الكريم:

"يحمل هذا الفهم من جميع خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين". ولونظرنا لتوراة موسى وإنجيل عيسى لما حرفتا لفهمنا لأنهما تواترتا بلا أسانيد فسهل التلاعب بهما أما ديننا فمحفوظ لأن الله تكفل بحفظه أولاً ولأنه ثابت بأسانيد. ثانياً.. ولولا الأسانيد لنطق من شاء ما شاء، ولكن ولله الحمد ديننا واضح ونقي لا زيادة فيه ولا نقصان ومن هجر السنة كأنه هجر القرآن وكذّبه، وهذا لا يجوز وهوسبب للضلال وباب للمروق من الدين.

  • البعض يرد أحاديث بدعوى مخالفتها للفهم، أولاحتوائها على خوارق للعادة ويحاولون التوفيق بين النصوص وبين بعض النظريات الإنسانية والفلسفية فما تعليقكم على مثل هذه الأعمال؟

- الأحاديث السليمة لا يمكن حتى تخالف العقل أوالفهم، ومن ثم فإن الكثير من نظريات الفهم الحديث اتىت نصراً للنصوص الدينية من قرآن وحديث ولكن العقل المريض يرى دائماً حتى الفهم مخالف للنصوص لجهله بالنص ولقصور عقله عن فهمه، والإسلام اتى بأمور لا تتبدل ولا تتغير وإن تغير الزمان وتبدل المكان والذين يتلاعبون بالنصوص لخدمة أهوائهم هم مخطئون عملهم غير جائز، وهؤلاء قد يسيئون لفهم الإسلام وإن قصدوا الإحسان له فقد تتبدل النظرية وبهذاقد يكونون قد أساؤوا لفهم نصوص الدين ولا يجوز لنا حتى نقوم بأعمال لتطبيق النصوص كما نريد، نعم ديننا فيه يسر ويواكب العصر ولكن هذا لا يقتضي تحريف وتبديل معاني نصوصه حسب الهوى، وإفهام الغير بأن ديننا يقبل جميع ما لديهم من غث وسمين، بل ديننا لا يقبل إلا ما يوافق نصوصه ولا يعارض مقاصد الدين الحنيف وللأسف فقد تنطح للقيام بهذا الأمر رجال لا علاقة لهم بالعلوم الشرعية أخذوا يصهرون النصوص ليصبغوها كما أرادوا لخدمة مصالح بشرية بحتة فأسخطوا المعبود لإرضاء العبيد.

المصادر

  • أدباء الشام نقلاً عن مجلة البلاغ الكويتية: 1351 نقلاً عن مجلة الدعوة السعودية.
تاريخ النشر: 2020-06-07 21:07:46
التصنيفات: أشخاص من دمشق, علماء دين سوريون, علماء الحديث

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مواعيد عمل البنوك خلال شهر رمضان 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 12:21:35
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 52%

الزراعة: الإفراج عن 140 ألف طن من الذرة وفول الصويا بـ60 مليون دولار

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 12:21:21
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

التأمين على الودائع والمخاطر الأخلاقية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 12:20:21
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 90%

مع ترائي هلال رمضان.. هذا أول مرصد فلكي سعودي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 12:20:11
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 98%

الكرملين: إنشاء مركز للغاز في تركيا معقد وسيستغرق وقتاً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 12:20:16
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 96%

«معلمة» تتعدى على طفل بسمنود وتصيبه فى وجهه وجسده

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-20 12:21:37
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

تحميل تطبيق المنصة العربية