تطوير الهجوم المصري 1973

عودة للموسوعة

تطوير الهجوم المصري 1973

معركة سيناء
جزء من حرب أكتوبر

خريطة توضح الخطة العامة لتطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر 1973
التاريخ 14 أكتوبر, 1973
المسقط
شبه جزيرة سيناء
النتيجة نصر إسرائيلي
الخصوم
إسرائيل مصر
القادة والزعماء
حدثان ماگن
دان شومرون
دورون روبن
داڤيد شوڤال
دورون ألموگ
سعد مأمون
عبد المنعم واصل
محمد عبد العزيز قابيل
أحمد إسماعيل علي
القوات
800-900 دبابة
60,000 مقاتل
400 دبابة
5,000 مقاتل
الخسائر
40-50 دبابة 1,000 قتلى أوجرحى
250 دبابة

تطوير الهجوم المصري أومعركة الدبابات أومعركة سيناء (ويسميها الإسرائيليون: קרב ואדי מבעוק ، أي "معركة وادي مبعوق")، هي واحدة من معارك في حرب أكتوبر. هاجمت القوات المصرية المتقدمة باتجاه خط بارليف والتي كبدتها القوات الإسرائيلية خسائر فادحة. وأدى هذا إلى حتى يطلق الإسرائيليون عملية ذوي القلوب اليقظة (אבירי לב "أبيراي-لڤ") في اليوم التالي، مخترقة خط الدفاع المصري وعابرة قناة السويس.

الخطة العامة لتطوير الهجوم

كان التعديل الذي تم ادخاله على الخطة الهجومية جرانيت 2 والذي أدى إلى تسميتها باسم الخطة جرانيت 2 المعدلة (الخطة بدر بعد ذلك) هوالاستيلاء على خط المضايق الاستراتيجية في سيناء. وكان الغرض من هذا التعديل هواقناع القيادة السورية بالخطة الهجومية المصرية عند اجراء عملية تنظيم التعاون بين الجيشين المصري والسوري قبل الحرب، اذ لم يكن معقولا حتى تستهدف الخطة السورية تحرير مرتفعات الجولان والوصول إلى الخط نهر الأردن- الشاطي الشرقي لبحيرة طبرية على عمق حوالي 25 كم من خط بدء الهجوم، بينما تقتصر الخطة المصرية على ذلك الهدف المتواضع الذي كانت تتضمنه الخطة الأصلية جرانيت 2 وهوانشاء منطقة رؤوس الكباري على عمق 10-12 كم شرق القناة، وتبعا لذلك أصبح يطلق على خطة العبور وانشاء رؤوس الكباري اسم الفترة الأولى، بينما أطلق على خطة تطوير الهجوم شرقا للاستيلاء على المضايق اسم الفترة الثانية.

في غرفة قيادة عمليات حرب أكتوبر: اللواء بهي الدين نوفل يقرأ، والسادات وأحمد إسماعيل يصغيان.


وفيسبعة يونيو1973 جرت في القيادة العامة بمدينة نصر عملية تنظيم التعاون للخطة الهجومية المشهجرة بين القوات المصرية والسورية التي حضرها الفريق أحمد إسماعيل قائد القيادة الاتحادية واللواء بهي الدين نوفل رئيس هيئة عمليات القيادة الاتحادية وعدد من كبار القادة المصريين والسوريين، حيث تم تحديد أهداف خطة الهجوم على الجبهتين وتوحيد التوقيتات لضربتي الطيران والمدفعية وساعة س (ساعة بدء الهجوم). والأمر الجدير بالملاحظة هوحتى الفترة الأولى من الخطة كانت تناقض خلال عملية تنظيم التعاون على المستويات كافة بكل تفصيلاتها الدقيقة، بينما كان يتم المرور على الفترة الثانية مرورا سريعا. وقد برر الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر هذه الظاهرة في مذكراته بأنه هوشخصيا لم يكن يتسقط مطلقا حتى يطلب من القوات المصرية تطبيق الفترة الثانية، وأن هذا كان هونفس شعور قائدي الجيشين الثاني والثالث.

والأمر الذي يمكن ادراكه بوضوع من تحليلنا لسير الوقائع والأحداث خلال الأيام الأولى من الحرب حتى القيادة المصرية بعد نجاحها في تحقيق الفترة الأولى من الخطة "بدر"، وهي اقتحام قناة السويس وتحطيم خط بارليف وانشاء منطقة رؤوس الكباري على عمق 10-12 كم شرق القناة، لم تفكر جديا في تطبيق الفترة الثانية من الخطة الهجومية الموضوعة، اذ لوكان هذا الأمر موضع تفكيرها حقا لسارعت باغتنام فرصة هجريز إسرائيل لمجهودها الرئيسي ضد الجبهة السورية في الشمال وفرصة ما صادفه الهجوم المضاد الرئيسي لإسرائيل أمام قوات الجيش الثاني المصري يوم الاثنينثمانية أكتوبر من فشل ذريع، وما منيت به القوات المدرعة الإسرائيلية في سيناء من خسائر فادحة في الدبابات في الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، لتقوم بتطبيق الفترة الثانية من الخطة بدر، ولبادرت باصدار الأمر لقواتها بالتقدم يومتسعة أكتوبر على أكثر تقدير في اتجاه الشرق للاستيلاء على خط المضايق الجبلية الاستراتيجية، اذ حتى هذا كان أفضل توقيت ممكن لتطبيق هذه العملية خلال أيام الحرب كلها. أما القرار السياسي الذي صدر بتطوير الهجوم شرقا صباح يوم 14 أكتوبر، عملاوة على ما شابه من خطأ من ناحية التوقيت - كما تجاوز حتى أوضحنا ، فان خطة التطوير ذاتها التي أصدرتها القيادة العامة لتطبيق هذا القرار كانت تختلف تماما عن خطة التطوير الأصلية التي كانت تتضمنها الخطة جرانيت 2 المعدلة بدر، والتي أجريت على أساسها عملية تنظيم التعاون على جميع المستويات، والتي أطلق عليها اسم الفترة الثانية. فان خطة تطوير الهجوم الأصلية كانت تقضي بتقدم القوات الرئيسية المصرية من منطقة رؤوس الكباري شق النقاة مدعمة بالفرق المدرعة والميكانيكية التي في النسق الثاني في غرب القناة في اتجاه الشرق بهدف الاستيلاء على المضايق أي اختراقها والوصول إلى مداخلها الشرقية واتخاذ مواقع دفاعية على الخط العام قلعة الجندي-المداخل الشرقية لممري متلا والجدي -بير جفجافة-بير العبد، أي تقدم الخط الدفاعي المصري بأكمله من منطقة رؤوس الكباري على عمق 10-12 كم شرق القناة إلى الخط الحائط الجبلي الغربي لسيناء على عمق 75-80 كم شرق القناة الذي يعتبر في الواقع خط الدفاع الطبيعي عن مصر.

توضح عملية تطوير الهجوم شرقا أثناء حرب أكتوبر، حسب الخطة بدر.

أما خطة تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر فقد كان من المحال حتى تنفذ كالخطة الأصلية سواء من ناحية الأهداف المطلوب تحقيقها ، فلقد تغيرت الأوضاح الاستراتيجية العامة بعد حتى تم تجميد الجبهة السورية وأصبحت إسرائيل تحارب على جبهة واحدة فقط هي الجبهة المصرية مما جعلها هجرز ضدها مجهودها الرئيسي بأكمله، وأصبح من الخطورة بمكان تقدم أي قوات كبيرة شرقا إلى مدى أبعد من 15-20 كم شرق القناة وهونطاق الوقاية الذي يمكن حتى تحققه شبكة الدفاع الجوي حتى لا تصبح هذه القوات قريبة سهلة للطائرات الإسرائيلية ، فيتم تدميرها قبل وصولها إلى أهدافها. ولهذه الأسباب بنيت حطة التطوير الجديدة على أساس ثبات رؤوس كباري الجيشين الثاني والثالث في أماكنها والاكتفاء بدفع مفارز أمامية، تم تخصيص معظمها من الفرقتي 4و21 المدرعتين المتمركزتين في النسق الثاني غرب القناة، لكي تعبر القناة ثم تندفع من خطوط دفع داخل رؤوس الكباري للوصول إلى الطريق العرضي رقم ثلاثة الذي يمر بجوار المداخل الغربية لمضيقي متلا والجدي، ثم يتقاطع مع الطريق الأوسط عند الطاسة ومع الطريق الساحلي ند بالوظة ويقع هذا الطريق على عمق حوالي 30 كم شرق القناة أي حتى هناك فرقا بين خطتي التطوير الأساسية والجديدة من ناحية عمق الهجوم لا يقل عن 45 كم.

وكانت الخطة التي رسمت لتطوير الهجوم شرقا اعتبارا من أول ضوء يوم 14 أكتوبر تستهدف تدمير حشود العدوعلى خط اللقاءة، وأن يبدأ الهجوم بتمهيد نيراني لمدة 15 دقيقية تسبقه ضربة جوية ضد الأهداف المعادية في العمق، وأن يركز الجهد الرئيسي للطيران لوقاية القوات من الجووتقديم المعاونة المباشرة لها في أثناء تقدمها، بينما هجرز قوات الدفاع الجوي مجهودها الرئيسي لتأمين دفع القوات للاشتباك ووقاية التجميع الرئيسي للقوات. وكانت خطة التطوير تقضي بتقدم أربعة مفارز أمامية (مفرزتان من جميع جيش) على المحاور الأربع الرئيسية التالية:

  • محور ممر متلا: لواء مدرع من الفرقة أربعة المدرعة (النسق الثاني للجيش الثالث) يتقدم في اتجاه ممر متلا للاستيلاء على المدخل الغربي للمر وتأمينه، وتعاونه بالعمل كمفرزة متدقمة على الجانب الأيمن كتيبة مشاة ميكانيكية من الفرقةستة مشاة ميكانيكية (من قوات النسق الثاني بالجيش الثالث).
  • محور ممر الجدي: لواء مشاة ميكانيكي من الفرقسبعة مشاة (الفرقة اليسار من النسق الأول للجيش الثالث) يتقدم شرقا للاستيلاء على تقاطع الطريق العرضي ثلاثة مع طريق الجدي بالتعاون مع كتيبة من اللواء 25 مدرع مستقل (الملحق على الفرقةسبعة مشاة).
  • الطريق العرضي ثلاثة مع الطريق الأوسط عند الطاسة.
  • محور بالوظة: اللواء 15 المدرع المستقل (الملحق على الفرقة 18 مشاة) يتقدم شرقا للاستيلاء على تقاطع الطريق العرضي ثلاثة مع الطريق الساحلي عند بالوظة.


معركة الدبابات أمام مضيق متلا

العميد أ. ح. محمد عبد العزيز قابيل قائد الفرقة أربعة المدرعة.
العميد أ.ح. محمد أبوالفتح محرم، قائد الفرقةستة مش ميكا.

في الساعة العاشرة والنصف مساء يوم 12 أكتوبر، صدرت تعليمات قيادة الجيش الثالث بدفع لواء مدرع من الفرقة أربعة المدرعة كمفرزة متقدمة للجيش للاستيلاء على المدخل الغربي لممر متلا وتأمينه، وبادر العميد أ. ح. محمد عبد العزيز قابيل قائد الفرقة باستعداء العقيد أ. ح. نور الدين عبد العزيز قائد اللواء ثلاثة المدرع، وكذا رؤساء الأسلحة المقاتلة والأفرع بالفرقة الى مركز قيادته، حيث قام بتخصيص المهمة لقائد اللواء وقبل أول ضوء يوم 13 أكتوبر تحرك اللواء ثلاثة المدرع من منطقة تمركزه جنوب جبل عوبيد مستخدما طريق القاهرة-السويس، وبدأت عناصره المتقدمة في الوصول إلى الكوبري رقم 1، المعبر الذي خصص له في قطاع الفرقة 19 مشاة. ونظرا لانشغال الكوبري بعبور وحدة من الدفاع الجوي، لذا لم يستطع اللواء اكمال عبوره الى في الساعة الواحدة ظهرا، وتم احتشاده في منطقة الانتظار الأمامية المحددة له على طريق الشط-عيون موسى. وخلال وجود وحدات اللواء في منطقة الانتظار الأمامية قام العدوبقصف المنطقة بنيران المدفعية بعيدة المدى، وتعرضت الوحدات لبعض الخسائر في الأرواح والمركبات، نظرا لعدم وجود تجهيزات هندسية بالمنطقة. وكان قائد اللواء في أثناء قيام وحداته بالعبور قد انتهى من اعداد قراره وتم له عرضه على اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث في الساعة الحادية عشر صباح يوم 13 أكتوبر في مركز القيادة المتقدم بالجيش، حيث حصل على تصديقه عليه. وفور وصول قائد اللواء إلى منطقة الانتظار الأمامية التي تم فيها احتشاد وحدات اللواء المدرع ووحدات الدعم، بدأت على الفور اجراءات تنظيم المعركة، فاصطحب القائد قادة الكتائب ورؤساء الأفرع لاستطلاع الخط الذي سيدفع منه اللواء للاشتباك داخل رأس كوبري الفرقة 19 مشاة، وبدأت عناصر مراقبة المرور في فتح محاور التقدم. وفي الساعة السابعة مساء أتم القائد اجراءات تنظيم المعركة.

ماجور جنرال ألبرت ماندلر، قائد فرقة سيناء (الفرقة 252). قـُتِل في 13 أكتوبر.
مصدر الصورة: صحيفة يديعوت أحرونوت، 1977.

وفي الوقت الذي كان فيه اللواء المدرع منشغلا طوال يوم 13 أكتوبر بعملية العبور واجراءات تنظيم المعركة، كانت كتيبة المشاة الميكانيكية من اللواء 113 الميكانيكي التابع للفرقةستة مشاة ميكانيكية والمتمركز ببئر عديب على الشاطئ الغربي لخليج السويس جنوب جبل عتاقة قد تم للعميد محمد أبوالفتح محرم قائد الفرقة تخصيص المهمة لقائدها وفقا للتعمليات التي أصدرها قائد الجيش الثالث ، وهي حتى تعمل الكتيبة كمفرزة متقدمة على الجانب الأيمن للواء المدرع على محور طريق عيون موسى للاستيلاء على منطقة تقاطعه مع الطريق العرضي 3. وفي ليلة 12-13 أكتوبر قامت الكتيبة مشاة الميكانيكية بالتحرك شمالا من بير عديب عل الطريق المؤدي إلى السويس، وفي الساعة العاشرة والنصف صباحا يوم 13 أكتوبر بدأت في اجتياز القناة على أحد معابر الفرقة 19 مشاة. وبمجرد اتمام عبورها وضعت تحت قيادة اللواء ثلاثة المدرع من الفرقة الرابعة المكلف بمهمة التطوير. وبناء على تعليمات قائد الجيش الثالث، وضعت سرية مدرعة من اللواء ثلاثة المدرع تحت قيادة الكتيبة الميكانيكية لتدعيمها. واتجهت الكتيبة بعد ذلك جنوبا على طريق الشط الطور شرق خليج السويس الى منطقة الانتظار الأمامية المخصصة لها في منطقة عيون موسى، حيث انضمت اليها وحدات الدعم المخصصة لها. وقام قائد اللواء ثلاثة المدرع باصدار تعليمات التعاون وخطة الدفع للاشتباك الى قائد الكتيبة.

ولتأمين دفع كتيبة المشاة الميكانيكية للاشتباك من الخط المحدد لها في منطقة عيون موسى، قام قائدها باجراء عملية تنظيم التعاون مع قادة الوحدات المجاورة، وهي اللواء الأيمن من الفرقة 19 مشاة واللواء الأول مشاة ميكانيكية من الفرقةستة مشاة ميكانيكية المتمركز في منطقة عيون موسى، والذي يعمل كحرس جنب الفرقة 19 مشاة (أسندت هذه المهمة الى اللواء الأول المشاة الميكانيكي بعد ظهر يوم 11 أكتوبر بعد فشله في الوصول إلى راس سدر). وفي الساعة الثامنة مساء وصل قائد كتيبة المشاة الميكانيكية إلى مركز قيادة اللواء ثلاثة المدرع في منطقة الانتظار الأمامية داخل رأس كوبري الفرقة 19 مشاة، حيث عرض على قائد اللواء قراره وتم تصديقه عليه، وتمت بين القائدين عملية تنظيم التعاون.

الشهيد العميد أ.ح. نور الدين عبد العزيز، قائد اللواء ثلاثة المدرع.
صاروخ ماليوتكا مضاد للدبابات.

وفي الساعة الحادية عشرة مساء قام العميد أ.ح. محمد عبد العزيز قابيل قائد الفرقة أربعة المدرعة بالمرور على اللواء ثلاثة المدرع في منطقة الانتظار الأمامية، وأشرف على مدى استعداده لتطبيق المهمة التي كلف بها، واصطحب معه قائد اللواء الى مركز القيادة المتقدم لقائد الفرقة 19 مشاة العميد أ. ح. يوسف عفيفي، حيث أجريت عملية تنظيم التعاون بين تنظيم الحركة حتى حوالي الساعة الرابعة صباحا يم 14 أكتوبر.

وللحصول على معلومات عن العدوتم دفع مجموعة استطلاع بأوامر قائد الفرقة السادسة مشاة ميكانيكية، من كتيبة استطلاع الفرقة بعد ظهر يوم 13 أكتوبر من منطقة عيون موسى على محور تقدم كتيبة المشاة الميكانيكية، كما تم للواء ثلاثة مدرع قبل أول ضوء يوم 14 أكتوبر دفع مجموعتي استطلاع من اللواء الى اتجاه خط الدفع.

وفي التوقيت المحدد، بدأت وحدات اللواء ثلاثة المدرع في التدقم من منطقة الانتظار الأمامية الى خط الدفع للاشتباك، وقامت وحدات المدفعية بضرب قصفة النيران لمدة 15 دقيقة لتأمين دفع اللواء، ولكن القصف المدفعي لم يكن مؤثرا، اذ تم بطريقة الضرب الحسابي، ولم يوجه ضد أهداف محددة، فقد كانت المعلومات عن أوضاع العدوعلى خط اللقاءة قاصرة للغاية، وكان ذلك أحد العوامل الرئيسية لعدم نجاح عمليات التطوير على طوال اللقاءة، علاوة على ذلك لم يتم تطبيق طلعة الطيران التي كانت تحت طلب الجيش، وكان من المفترض حتى تقوم بها المقاتلات القاذفة.

وساعد على اضعاف قوة اللواء المدرع قبل قيامه بعملية تطوير الهجوم حتى بعض وحدات الدعم المهمة التي تجاوز تخصيصها له لم تصل اليه قبل ساعة الهجوم، مما اضطره الى تطبيق عملية التطوير بدونها، وكان من ضمنها سرية مقذوفات موجهة مضادة للدبابات (صواريخ ماليوتكا على عربات بردم) وسرية 57 مم مضادة للطائرات ثنائية المواسير ذاتية الحركة وفصيلة مهندسين عسكريين.

داڤيد شوڤال، قائد الكتيبة 46 مدرعات التي صدت الهجوم المصري.
دان شومرون، قائد للواء 401 المدرع

وفي الساعة السادسة والنصف صباح يوم 14 أكتوبر بدأت وحدات اللواء في اجتياز خط الدفاع من رأس كوبري الفرقة 19 مشاة تحت اشراف قائد الفرقة أربعة المدرعة ومجموعة قيادته. وكان من أبرز العوامل التي ساعدت اللواء ثلاثة المدرع على مواصلة التقدم في اتجاه الهدف المحدد له بسرعة، هوالمهارة التي اختير بها محور تقدمه اذ تجنب الطريق الرئيسي (الشط-المتلال) الذي كان متكظاً بتحصينات العدووستائره المضادة للدبابات، وبدلا من ذلك قام اللواء لمدرع بحركة التفاف من الجنوب على جناح العدوالأيسر من خلال وادي مبعوق ووادي المر، مما أدى إلى تقدمه شرقا إلى أبعد عمق بلغته وحدة مصرية في حرب أكتوبر (حوالي 25 كم شرق القناة)، وتمكن من الوصول إلى مسافة حواليستة كم فقط من المدخل الغربي لممر متلا. وقد اعترفت المراجع الإسرائيلية بأن المفاجأة المصرية الوحيدة في عملية تطوير الهجوم المصري يوم 14 أكتوبر ، كانت في القطاع الجنوبي أمام فرقة الجنرال حدثان ماجن، حيث قام اللواء المدرع من الفرقة أربعة المدرعة بتطويق عميق عن طريق اختراقه لأحد الوديان الرئيسية في حركة التفاف من الجنوب إلى الشمال الشرقي، وان ذلك كان المكان الوحيد الذي نجح فيه المصريون في التوغل شرقاً إلى عمق أكثر من 20 كم في الطريق المؤدي إلى ممر متلا. وقد اكتشفت هذا التقدم المصري وحدة دورية استطلاع (פלס"ר 401) تابعة للواء 401 المدرع (الذي كان يقوده دان شومرون)، فاستدعت الكتيبة 46 مدرعات، بقيادة داڤيد شوڤال، التي أوقفت ذلك الهجوم الالتفافي المصري ودمرت بعض دباباته.

جنرال حدثان ماگن، قائد فرقة سيناء (الفرقة 252)، بعد مقتل قائدها الأسبق، ماج.جن. ألبرت ماندلر.

وكان اللواء ثلاثة المدرع يتقدم في نسقين واحتياطي. وقد تشكل النسق الأول من كتيبتي دبابات مدعمتين بسرييتين مشاة ميكانيكيتين وتشكل النسق الثاني من كتيبة دبابات عدا سرية، وتشكل الاحتياطي من كتيبة المشاة الميكانيكية للواء عدة سريتين. وفي الساعة الثامنة صباحا اصطدمت كتيبة النسق الأول اليمنى بقوة إسرائيلية مدرعة معضلة من دبابات ومشاة ميكانيكية ومدعمة بستائر من الصواريخ المضادة للدبابات SS II مما أوقفها عن التقدم، وقام طيران العدوبقصف جوي مركز على تشكيل قتال اللواء وهاجم بشدة مركبات مراكز القيادة والمدفعية والاحتياطيات. ونتيجة للقصف الجوي انفصل رتل مجموعة مدفعية اللواء عن باقي تشكيل قتال اللواء حيث دمرت بعض جرارات المدافع وغرز بعضها الآخر في رمال وادي المر وعجزت عن ملاحقة الدبابات التي واصلت التقدم للأمام.

وفي نفس الوقت أفادت عناصر استطلاع اللواء حتى وحدات مدرعة قوية من العدوتحتل مجموعة من الهيئات الجبلية العالية التي تبعد حوالي 3-4 كم من مدخل ممر متلا، وكانت تتحكم تماما في طريق اقتراب اللواء المدرع الى المدخل الغربي للممر. ولم تكد تقترب كتيبتا النسق الأول من هذه الهيئات حتى جوبهتا بنيران مركزة من المدفعية ومن ستائر الصواريخ المضادة للدبابات، مما أدى منذ اللحظة الأولى للاشتباك الى تدمير سريتي الحرس الأمانمي ومركزي القيادة والمراقبة للكتيبتين، كما أصيبت باقي دبابات الكتيتبتين بخسائر فادحة. وأدت تلك النيران الكثيفة المركزة الى قوع حالة شديدة من الارتباك في تشكيل القتال لكتيبتي النسق الأول. فقد تكدست الدبابات في منطقة ضيقة وعجزت عن الانتشار لاتخاذ تشكيل المعركة. ورغم شدة النيران وفقد السيطرة على القوات، نجحت بعض سرايا الدبابات في احتلال خطوط فتح مناسبة واشتبكت بشدة مع قوة العدوودمرت له نحو13 دبابة.

وكان سوء الحظ الذي أصاب اللواء المدرع بفقده مجموعة مدفعيته في أثناء تقدمه نتيجة للقصف الجوي عاملا رئيسيا في عدم قدرته على اسكات عناصر العدوالمضادة للدبابات والمتحكمة في مدخل المضيق والتي سببت للواء مزيدا من الخسائر. وكان مركز القيادة المتقدم للواء موجودا في الأمام بين كتيبتي النسق الأول وواقعا في مدى أسلحة الضرب المباشر للعدو، ورغم ذلك أخذ قائد اللواء العقيد أ. ح. نور الدين عبد العزيز يتحرك بمركبة قيادته بين وحداته في شجاعة نادرة حتى أصيبت مركبته بقذيفة مباشرة من أحمد مواقع العدوالأمامية، فاستشهد البطل في الحال، وفقد مركز قيادة اللواء المتقدم السيطرة على كتيبتي النسق الأول.

وكان رئيس أركان اللواء الموجود في مركز القيادة الخلفي مع كتيبة النسق الثاني في جهل تام بما يجري في الأمام، نتيجة لتدمير مركبة القيادة ودبابتي قائدي الكتيبتين المدرعتين بالنسق الأول اللتين كانتا مشتبكتين اشتباكا عنيفا مع قوات العدوالمتمركزة غرب مدخل ممر متلا. وقام رئيس عمليات اللواء بدفع ضابط اتصال من مركز القيادة المتقدم للواء إلى مركز القيادة الخلفي لابلاغه بالموقف، ولكي يتولى رئيس أركان اللواء قيادة اللواء بعد استشهاد قائده، ولكن ضابط الاتصال لم يتمكن من الوصول لشدة القصف الجوي المركز للعدوولوعورة الأرض، واضطر رئيس عمليات اللواء وكان برتبة المقدم أمر كتيبة النسق الثاني بالتقدم على الجانب الأيسر للواء بهدف المناورة على جانب العدوومؤخرته حتى يمكن تدميره، ولتخفيف الضغط على قوات النسق الأول المتوقفة بسبب شدة نيران العدو. ولكن كتيبة النسق الثاني لم تتمكن من تحقيق المناورة المطلوبة، فقد تورطت دباباتها في منطقة غردود رملية شديدة الوعورة، مما جعلها عاجزة عن التقدم، وانهالت عليها نيران العدو. وفي نفس الوقت قام العدوبتحريك قوة من دباباته على الجانب الأيمن لتشكيل قتال اللواء مما أسقط كتيبة المشاة الميكانيكية التي تقوم بحماية الجنب تحت تأثير نيران دبابات العدو، فقامت مركباتها بالفتح والاشتباك مع دباباته في الحال.

وحوالي الساعة العاشرة صباحا، ونظرا لعدم وضوح الموقف لمركز قيادة اللواء الخلفي، تقدم رئيس أركان اللواء إلى الأمام بمركز قيادته حيث تم تحقيق الاتصال مع الكتائب المدرعة الثلاث وكتيبة المشاة الميكانيكية التي كانت جميعا متخذة خطوط فتح ومشتبكة في قتال مرير مع دبابات العدووأسلحته المضادة للدبابات، وأصدر رئيس أركان اللواء الذي تولى قيادة اللواء منذ هذا التوقيت أمره إلى كتائب اللواء بأن تتمسك بالخط الذي وصلت إليه بكل قوة، مع تحسين أوضاع سراياها التي كانت داخلة في مدى نيران دبابات العدوومقذوفاته الموجهة المضادة للدبابات، وأصدر رئيس أركان اللواء الذي تولى قيادة اللواء منذ هذا التوقيت أمره إلى كتائب اللواء بأن تتمسك بالخط الذي وصلت إليه بكل قوة، مع تحسين أوضاح سراياها التي كانت داخلة في مدى نيران دبابات العدوومقذوفاته الموجهة المضادة للدبابات للحد من تأثير هذه النيران عليها تقليلا للخسائر. ونظرا لأن الجهاز اللاسلكي R 151 المخصص للاتصال بقائد الجيش الثالث كان داخل مركبة القيادة التي كان بها قائد اللواء والتي تم تدميرها، فقد أوفد رئيس الأركان ضابط عمليات من قيادة اللواء ومعه تقرير عن موقف اللواء الى قيادة الجيش، حيث حدد في التقرير الخط الذي وصل إليه اللواء والذي يبعد حواليستة كم فقط من المدخل الغربي لممر متلا. كما أوضح في التقرير خسائر اللواء، وطلب من قائد الجيش الثالث تدعيم اللواء بقوة كتيبة مشاة ميكانيكية حتى يتمكن اللواء من تأمين الخط المكتسب باحتلال المشاة الميكانيكية للهيئات الرملية الموجودة شمال وجنوب شرق وادي المر، تمهيدا لقيام الدبابات باستكمال الهجوم والاستيلاء على مدخل ممر متلا بعد طرد قوات العدوالمتحكمة في الطريق المتجه إليه أوتدعيم الخط المكتسب وتعزيزه بالمشاة الميكانيكية. وطلب رئيس الأركان كذلك قصف المدخل الغربي لممر ملا بالمدفعية أوبالقوات الجوية.

ونظرا لوجود بعض الدبابات والمركبات التي لم تدمر، وكانت غارزة في الغرود الرملية، فقد تم لقيادة اللواء تشكيل أطقم نجدة من بعض الدبابات والعربات المجنزرة حيث قامت بنجدتها واصلاحها في شجاعة بالغة تحت تأثير نيران العدوالمركزة مما أمكن معه تدعيم الكفاءة القتالية للواء. وخلال أعمال النجدة تم العثور على عامل اللاسلكي الذي كان يعمل في مركبة القيادة ومعه الجهاز R 151 سليما، وفي حوالي الساعة الثانية ظهرا وفي أثناء محاولة مركز قيادة اللواء الاتصال بقيادة الجيش الثالث التقط قائد الفرقة أربعة المدرعة النداء وتم تحقيق الاتصال بين رئيس أركان اللواء وقائد الفرقة. وبعد حتى انصت قائد الفرقة الى تقرير عن موقف اللواء أصدر أمره بضرورة تمسك وحدات اللواء بالخط المكتسب دون أي ارتداد للخلف. واستمر قائد اللواء بالنيابة في محاولة تحسين الدفاعات والقيام بأعمال التجهيز الهندسي، ودفع قوات لتأمين الأجناب والاحتفاظ باحتياط للقاءة أي تهديد للعدو، بينما استمر العدوفي قصف القطاع الدفاعي للواء بنيران المدفعية والقيام بأعمال الاستطلاع ووصلت الى خطوط العدوطائرات هليكوبتر لنقل جرحاه.

وقاد قائد الفرقة أربعة المدرعة بايضاح الموقف لقائد الجيش الثالث، وأخطره بخسائر اللواء التي بلغت حوالي 60 دبابة ت 55وتسعة مركبات مدرعات ب ك وجميع مدافع كتيبة مدفعية الميدان نتيجة للقصف الجوي والستائر الصاروخية المضادة للدبابات SS II، علاوة على استشهاد قائد اللواء ووجود عدد كبير من الشهداء والجرحى في ساحة القتال. هذا في الوقت الذي لا توجد فيه أي قوات من الجيش الثالث يمكن تدعيم اللواء بها، ولا توجد مع اللواء أسلحة مضادة للطائرات توفر له إمكانات الوقاية من الجو، خاصة بعد تقدمه للأمام وخروجه من شبكة الدفاع الجوي.ونظرا لهذه الأوضاع السيئة للواء أصدر قائد الجيش الثالث أمره إلى قائد اللواء ثلاثة المدرع بالنيابة بالارتداد إلى داخل رأس كوبري الفرقة 19 مشاة، وقد تمت عملية الانسحاب ليلة 14-15 أكتوبر، واستغلت وحدات اللواء ساعات الظلام لتفادي نيران العدو، مما جعلها تصل دون أي خسائر إلى رأس كوبري الفرقة 19 مشاة في الساعة الحادية عشرة صباحا يوم 15 أكتوبر. وبدأت في الحال عملية حصر الخسائر واعادة التنظيم لسرعة استعادة الكفاءة القتالية للواء.

وكانت كتيبة المشاة الميكانيكية من الفرقة السادسة قد تم دفعها هي الأخرى من خط الدفع للاشتباك المحدد لها في منطقة عيون موسى في الساعة السادسة والنصف صباحا يوم 14 أكتوبر بعد قصفة نيران لمدة 15 دقيقة من مجموعة مدفعية اللواء الأول مشاة ميكانيكي لتطبيق المهمة المسندة إليها، وهي التقدم كمفرزة جنب للواء ثلاثة المدرع على طريق عيون موسى في اتجاه تقاطعه مع الطريق العرضي 3. ولم تستطع الكتيبة مواصلة التقدم. فقد اصطدمت بقوة مدرعة مع العدووسقطت تحت تأثير نيران كثيفة من المدفعية ونيران الدبابات ومن المقذوفات الصاروخية المضادة للدبابات في الوقت الذي تعرضت فيه لقصف جوي مركز، مما أدى الى شدة الارتباك وفقد السيطرة وتفرق رتل الكتيبة في جميع اتجاه. ونظرا لانقطاع الاتصال اللاسلكي بين كتيبة المشاة الميكانيكية واللواء ثلاثة المدرع الذي كان يتحرك على يسارها بسبب استشهاد قائد اللواء وتدمير مركبته واللواء كما تجاوز حتى ذكرنا، فقد قام قائد الفرقةستة مشاة ميكانيكية الذي كان موجودا في مركز الملاحظة الأمامي في عيون موسى بدفع ريس عمليات ورئيس اشارة الفرقة الى قائد الكتيبة في الأمام لابلاغه بضرورة مواصلة التقدم، وأن يتم جميع اتصالات اللاسلكية مستقبلا مع قيادة الجيش الثالث مباشرة عن طريق الجهاز اللاسلكي R151 الموجود في مركبة قيادته، واندفع قائد الكتيبة بجزء من قواته إلى الأمام رغم كثافة نيران العدوللوصول الى تقاطع الطريق العرضي 3، كي يحقق المهمة المسندة إلى كتيبته، ولكن باقي الكتيبة انفصل عنه بتأثير القصف الجوي وتمكن العدومن تدمير المركبات المدرعة المتقدمة في اتجاهه، ومن أسر قائد الكتيبة والمجموعة التي كانت ترافقه. وبدأت سرايا الكتيبة في الارتداد على دفعات الى منطقة عيون موسى، وأمر قائد الفرقةستة مشاة ميكانيكية بناء على تعليمات قائد الجيش الثالث بوضع بقايا الكتيبة المشاة الميكانيكية التي انسحبت تحت قيادة اللواء الأول مشاة ميكانيكي في منطقة عيون موسى مع العمل على حصر الخسائر واعادة التنظيم لاستعادة كفاءة الكتيبة القتالية بأسرع وقت ممكن.


معركة مضيق الجدي

العميد (آنئذ) أحمد بدوي.

كانت القوة المخصصة للقيام بعملية التطوير في القطاع الأيسر للجيش الثالث هي لواء مشاة ميكانيكي من الفرقةسبعة مشاة – التي كان يتولى قيادتها العميد أ.ح. أحمد بدوي – يتم دفعه من رأس كوبري الفرقة للعمل كمفرزة أمامية للجيش في اتجاه ممر الجدي. وكان المفترض حتى يبدأ اللواء المشاة الميكانيكي هجومه في نفس التوقيت الذي حددته القيادة العامة بالمركزعشرة بالقاهرة لجميع المفارز الأمامية على لقاءة الجيشين الثاني والثالث لتطوير الهجوم شرقا وهوالساعة السادسة والنصف صباح يوم 14 أكتوبر. ولكن حادثا من الحوادث الفريدة في نوعها جرى بالنسبة لهذا اللواء، فقد قام بعملية تطوير هجومه مبكرا 24 ساعة عن التوقيت الي بدأت فيه جميع المفارز الأمامية للجيش الثاني والثالث عمليات تطوير هجومها شرقا، وفيما يلي السيرة الحقيقية لهذا الحادث:

بعد ظهر يوم 12 أكتوبر، تم اعداد التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم شرقا بناء على أمر الفريق أحمد إسماعيل في المركزعشرة بالقاهرة وتحرك اللواء محمد غنيم الى الجيش الثاني واللواء طه المجدوب الى الجيش الثالث حاملين معها تعليمات العمليات لتسليمها إلى اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل قائدي الجيشين، وكانت تقضي ببدء عمليات التطوير في الساعة السادسة والنصف صباح يوم 13 أكتوبر. وعندما فهم الفريق أحمد إسماعيل القائد العام من الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان بالمعارضة الشديدة التي أبداها الجيشين لعملية تطوير الهجوم خلال اتصالهما به هاتفيا قرر استنادىئهما لحضور مؤتمر بالقيادة العامة بالمركزعشرة بالقاهرة في مساء اليوم نفسه. ورغم توجه قائدي الجيشين الى القاهرة فإن مركز القيادة المتقدم لكل جيش منهما استمر في اعداد التحضيرات اللازمة للمعركة بمجرد تسلمه تعليمات العمليات الواردة من القيادة العامة نظرا لضيق الوقت، على أساس حتى عملية تطوير الهجوم ستبدأ وفقا للموعد المحدد في هذه التعليمات في الساعة السادسة والنصف صباح يوم 13 أكتوبر، ولذا صدرت في الحال الأوامر الانذارية الى المفارز المعينة للعملية وإلى التشكيلات والوحدات الأخرى التي ستقوم بتأمين دفع هذه المفارز من خطوط الدفع المحددة لها وفقا للتعليمات.

التأجيل القاتل: لم يعهد به الجميع

في الساعة الحادية عشرة مساء اتصل جميع من اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل من المركزعشرة بالقاهرة بمركزي قيادتهما في الجبهة وأبلغاهما بتأجيل موعد تطبيق المهمة لمدة 24 ساعة، أي حتى عملية التطوير ستبدأ في الساعة السادسة والنصف صباح يوم 14 أكتوبر.

وقامت شعبة العمليات في جميع من الجيشين الثاني والثالث بناء على تعليمات قائد الجيشين بإبلاغ جميع التشكيلات والوحدات التابعة للجيش بتأجيل عملية التطوير لمدة 24 ساعة، إلا حتى خطأ ما قد جرى فيما يتعلق بابلاغ قيادة الفرقةسبعة مشاة بقرار التأجيل. فقد ثبت حتى قائد الفرقة مشاة العميد أ.ح. أحمد بدوي أغفلت شعبة عمليات الجيش الثالث – من الممكن بدافع من السهر أوالخطأ – إخطاره بقرار التأجيل مثل باقي تشكيلات الجيش، وترتب على ذلك حتى اللواء 11 المشاة الميكانيكي من الفرقةسبعة مشاة وفقا للتعليمات السابقة التي صدرت من قبل الى قيادة الفرقة تم دفعه وحده على طول جبهة القتال في الساعة السادسة والنصف صباح يوم 13 أكتوبر لتطوير هجومه شرقا في اتجاه ممر الجدي، ليصبح ذلك الحادث أحد الحوادث العجيبة التي سجلت في تاريخ الحروب.

متابعة الهجوم بدون حماية جوية

وكان العميد أ.ح. أحمد بدوي قائد الفرقةسبعة مشاة قد استدعى قائد اللواء 11 مش ميكا (لواء المنتصف في النسق الأول من قطاع الفرقة الدفاعي) عند منتصف ليلة 12 أكتوبر، حيث قام بتخصيص المهمة له وفقا للتعمليات السابق صدورها إليه. وكانت تتلخص فيما يلي:

1- يتم دفع اللواء 11 مش ميكا من يسار المسقط الدفاعي للواء داخل رأس كوبري الفرقة للعمل كمفرزوة أمامية للاستيلاء على تقاطع طريق الجدي مع الطريق العرضي ثلاثة وتحددت ساعة س (موعد بدء الهجوم) لدفعه هووباقي المفارز على مستوى الجبهة لتكون الساعة السادسة والنصف صباح يوم 13 أكتوبر على حتى تعاون المفرزة بقصفة نيران لمدة 15 دقيقة قبل بدء الدفع.

2- يتم تدعيم اللواء بكتيبة دبابات الفرقة وبالعناصر اللازمة من مدفعية الميدان والهاون الثقيل (120 مم) والصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للطائرات والمهندسين والاستطلاع والصاعقة.

وفي الساعة الواحدة والنصف صباح يوم 13 أكتوبر وصل قائد اللواء الى مركز قيادته المتقدم، حيث كانت مجموعة الأوامر في انتظاره، وتم له تخصيص المهام لقادة وحداته الفرعية، وكان قراره بشأن تشكيل قتال اللواء يقضي بأن تعين كتيبة النسق الثاني للواء للعمل كمفرزة متقدمة، على حتى تدعم بتكيبة دبابات الفرقة وعناصر التدعيم الأخرى الازمة لها، وتدفع من خط دفع اللواء في ساعة س على حتى تتبعها الكتيبتان الخلفيتان بفاصل حوالي من ثلاثة إلىخمسة كم، ويجري التحرك بواحدة منهما على يمين طريق الجدي وبالكتيبة الأخرى على يسار الطريق (كانت كتيبة اليمين مزودة بمركبات ب ك المدرعة بينما كانت كتيبة اليسار مزودة بمركبات B.M.P المدرعة)، والى الخلف من الكتيبتين تسير مجموعة مدفعية اللواء التي تتبعها احتياطيات اللواء. وفي الساعة السادسة والنصف صباحا يوم 13 أكتوبر عبرت كتيبة المفرزة المتقدمة خط الدفع بعد قصفة نيران لمدة 15 دقيقة من مجموعة مدفعية الفرقة بطريقة الضرب الحسابي، ولكن دون حتى تنضم اليها كتيبة دبابات الفرقة، فقد تأخرت في الوصول بسبب ضيق الوقت الذي كان مخصصا للتحضير للمعركة. ولنفس هذا السبب لم تصل سرية الصواريخ المضادة للدبابات، ولا كتيبة المدفعية المضادة للطائرات، مما أدى إلى تحرك تشكيل قتال اللواء بدون هذه الوحدات. وكن قائد اللواء قد قام بدفع كتيبة من الصاعقة في الساعة الخامسة صباحا أي قبل موعد دفع اللواء بساعة ونصف ساعة في اتجاه محور التقدم. وقد نجحت عناصر من الصاعقة في التسلل من خلال مواقع العدووالوصول خلف دفاعاته التي تقابل محور تقدم اللواء، وكانت لها فائدة كبيرة في أثناء المعركة من ناحية الابلاغ عن مواقع العدووتحرك احتياطياته وتأثير نيران مدفعيتنا على مواقعه.

ولم تكد كتيبة المفرزة المتقدمة تتحرك حوالي كيلومتر ونصف شرقا على طريق الجدي حتى أجبرت على التوقف والفتح في تشكيل القتال، نظرا لاصطدامها بقوة من العدوتقدر بسرية دبابات تعاونها نيران المدفعية وساتر من الصواريخ المضادة للدبابات SS II كانت متحصنة في مواقع دفاعية في منطقة تقاطع طريق الجدي مع الطريق العرضي 3. واشتبكت الكتيبة في الحال مع عناصر العدوبالنيران، وحوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا وصلت كتيبة دبابات الفرقة، إلا أنها لم تتمكن من الانضمام إلى تشكيل قتال كتيبة المفرزة المتقدمة نظرا لكثافة الصواريخ المضادة للدبابات التي أطلقت عليها مما أرغمها على التوقف خلف تشكيل قتال الكتيبة بمساقة 100 متر. والى الخلف من كتيبة الدبابات اتخذ مركز قيادة اللواء المتقدم مسقطه لمراقبة المعركة، وإزاء التوقف الذي جرى ولتدمير العدواللقاء لتشكيل قتال اللواء، قرر قائد اللواء دفع الكتيبة الخلفية اليسار المزودة بالمركبات المدرعة BMP-1 بعد قصفة نيران لمدة 15 دقيقة من مجموعة مدفعية اللواء للالتفاف على الجنب الأيسر للعدووتدميره في مواقعه أوارغامه على الانسحاب وذلك بالاستفادة من طبيعة الأرض في هذا الاتجاه وباستغلال السرعة التي تتميز بها هذه المركبات (حوالي 30 كم في الساعة). وقد صدق قائد الفرقة على قرار قائد اللواء.

وفي حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، تم دفع الكتيبة المدرعة B.M.P من أقصى يمين كتيبة المفرزة المتقدمة في اتجاه الجنب الأيسر للعدوواتخذت الكتيبة تشكيل القتال ولكنها لم تتمكن من التقدم أكثر من 2 كم قم توقفت بسبب هجريز العدونيران مدفعيته وصواريخه المضادة للدبابات على تشكيل قتال هذه الكتيبة. كما قام العدوبهجريز قصفه الجوي على تشكيل قتال اللواء، مما أحدث بالوحدات خسائر كبيرة. وازاء عجز المركبات المدرعة عن التقدم في وجه الستائر المضادة للدبابات، أمر قائد اللواء باخفاء المركبات المدرعة خلف الثنيات الأرضية والكثبان الرملية، ونزول أطقمها منها للعمل كأفراد مشاة عاديين على الأقدام، واستخدام طريقة الضرب بالنيران مع الحركة لمحاولة التقدم إلى مواقع العدوتحت ستر نيران الدبابات والمركبات المدرعة المستترة في الخلف. وكان القرار سببا في نجاح بعض الفصائل في الوصول إلى مسافات قريبة من العدو، فقد أصدر قائد الفرقةسبعة مشاة في حوالي الساعة الواحدة ظهرا أمرا عن طريق اللاسلكي الى قائد اللواء بوقف تقدم اللواء والارتداد فورا إلى أوضاعه الأصلية داخل رأس كوبري الفرقة، ولكن قائد اللواء اقترح على قائد الفرقة تأجيل تطبيق قراره بالارتداد حتى آخر ضوء يوم 13 أكتوبر، نظرا لأن وحداته في حالة اشتباك مع العدو، وفي حالة محاولتها التخلص من الاشتباك والارتداد غربا في اتجاه رأس كوبري الفرقة فإن العدويفترض أن يقوم بمطاردتها ويسقط بوحدات اللواء خسائر فاحدة. وقد صدق قائد الفرقة على اقتراح قائد اللواء.

ونتيجة للبحث الدقيق الذي أجريناه بشأن مصرع الجنرال الإسرائيلي ألبرت ماندلر، اتضح لنا أنه خلال المعركة الحامية التي نشبت بين وحدات اللواء 11 المشاة الميكانيكي والقوات الإسرائيلية التي كانت تسد عليها طريق التقدم إلى تجاه مضيق الجدي، وقع حتى مجموعة مدفعية اللواء أثناء قيامها بقصف مواقع العدوأصابت احدى قذائفها مركبة القيادة التي كانت يستقلها الجنرال ألبرت ماندلر قائد القطاع الجنوبي في سيناء عندما كان يقوم باستطلاع أرض المعركة بمنظاره المكبر من أحد مراكز المراقبة بالخط الأمامي مما أدى إلى مصرع أربعة من ركابها منهم ألبرت ماندلر ورافي أونجر مراسل الإذاعة الإسرائيلية الذي كان قد ألحق بفرقته. وعند آخر ضوء يوم 13 أكتوبر وصل اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث والعميد أ. ح. أحمد بدوي قائد الفرقة السابعة المشاة إلى مقر القيادة الأمامي للواء المشاة الميكانيكي. وبعد التداول في الموقف صدر الأمر الى قائد اللواء باعادة الوحدات الفرعية للواء إلى مواقعها الأصلية بداخل رأس كوبري الفرقة والاستعداد لتطوير الهجوم شرقا في الساعة السادسة والنصف صباح اليوم التالي 14 أكتوبر مع باقي المفارز المتقدمة على طول خط الجبهة لتحقيق نفس المهمة التي تجاوز تخصيصها للواء صباح يوم 13 أكتوبر. وكان السبب في ذلك كما تجاوز حتى ذكرنا يرجع إلى إغفال إخطار قائد الفرقة السابعة بقرار تأجيل التطوير لمدة 24 ساعة.

وقد تقدم قائد اللواء 11 مش ميكا بمطلبين أساسيين إلى قائد الجيش الثالث حتى يمكنه تحقيق المهمة المطلوبة منه بنجاح في اليوم التالي. وكان المطلبان هما:

1- تأجيل موعد دفع اللواء للاشتباك من الساعة السادسة والنصف صباحا إلى الساعة الواحدة ظهرا يوم 14 أكتوبر، حتى يمكن في الصباح اعادة ملء المركبات المدرعة بالوقود واستعاضة الذخائر واعادة تنظيم اللواء بعد المعارك العنيفة التي خاضتها وحداته مع العدو.

2- دعم اللواء بكتيبة دبابات اضافية من اللواء 25 مدرع مستقل (الملحق على الفرقةسبعة مشاة) ليتم دفعها للاشتباك من الجنب الأيمن للواء في اتجاه تقاطع طريق الجدي مع الطريق العرضي 3، مع قيامها بحركة التفاف على يسار العدوالمتمركز في منطقة تقاطع الطريق وشغله بالنيران، في الوقت الذي يتم فيه دفع اللواء من خط دفعه للاشتباك. ولهذا السبب اقترح قائد اللواء حتى يتم دفع كتيبة الدبابات من خط الدفع للاشتباك قبل دفع كتيبة المفرزة الأمامية للواء بحوالي 15 دقيقة.

وقد قرر قائد الجيش الثالث التصديق على مطلبي قائد اللواء، كما تقرر تأمين ارتداد وحدات اللواء الأمامية التي كانت ما تزال مشتبكة مع العدوإلى رأس كوبري الفرقة بقصفة نيران من مدفعية اللواء ومدفعية الفرقة. وقد تم للواء الارتداد غربا تحت ستر نيران المدفعية واستعادة أوضاعه الدفاعية في رأس الكوبري حوالي الساعة الثانية صباح يوم 14 أكتوبر. وفي الساعة التاسعة صباحا، وأثناء قيام وحدات اللواء بالتجهيز للمعركة، أجرى قائد اللواء تأكيد المهام على قادة وحداته الفرعية كما خصص المهمة الجديد لقائد كتيبة الدبابات التي أوفدت من اللواء 25 مدرع المستقل.

وفي حوالي الساعة الواحدة ظهرا يوم 14 أكتوبر تم دفع كتيبة الدبابات من اللواء 25 مدرع مستقل من خط الدفع المحدد لها بعد تأمين دفعها بقصفة نيران من المدفعية لمدة 15 دقيقة . وقد أمكن لكتيبة الدبابات التقدم في اتجاه تقاطع الطرق بسرعة كبيرة إلى الحد الذي جعلها تبتر مسافةسبعة كم في 15 دقيقة حتى أوشكت على تحقيق أهداف هجومها. وكانت الكتيبة قد اشتبكت مع العدوخلال تقدمها ودمرت له حواليخمسة دبابات. إلا أنه في حوالي الساعة الواحدة والربع ظهرا صدرت الأوامر من قيادة الجيش الثالث بوقف دفع اللواء المشاة الميكانيكي، وكذا انسحاب كتيبة الدبابات التي دفعت من قبل إلى رأس كوبري الفرقةسبعة مشاة، ويبدوحتى السبب في ذلك يرجع إلى قرار اتحذته القيادة العامة في المركزعشرة بالقاهرة بعد ادراكها فشل عملية تطوير الهجوم على المحاور الأخرى. وكانت عملية التطوير على تلك المحاور قد بدأت في الساعة السادسة والنصف صباحا أي قبل أكثر منستة ساعات من بدء عملية التطوير على طريق ممر الجدي. وعقب وصول هذه التعليمات من قيادة الفرقةسبعة مشاة إلى قائد اللواء أصدر أوامره الى وحدات اللواء التي كانت على وشك التحرك في الموعد المحدد للدفع للاشتباك الى التمسك بمواقعها داخل رأس كوبري الفرقة، وأصدر أمرا عن طريق اللاسلكي الى قائد كتيبة الدبابات بالارتداد إلى رأس كوبري الفرقة. ونظرا لأن عملية التخلص من الاشتباك مع العدووالارتداد غربا قد تمت في أثناء النهار، لذلك عاود العدوهجماته العنيفة على مؤخرة كيبة الدبابات وعلى السرية التي كلفت بستر ارتدادها، كما قام بهجريز نيران مدفعيته عليها مما أدى إلى وقوع خسائر جسيمة بالكتيبة، فقد فقدت 13 دبابة وأصيب عدد كبير من أفرادها، كما استشهد قائدها بعد اصابة دبابته بصاروخ مضاد للدبابات، وقد قامت مدفعية الفرقةسبعة مشاة بستر ارتداد كتيبة الدبابات بجميع وسائل النيران المتيسرة بناء على أوامر قائد الفرقة. وحوالي الساعة الرابعة مساء تمكنت الكتيبة من دخول رأس كوبري الفرقة السابعة مشاة.


خطة تطوير الهجوم شرقا في الجيش الثاني

العميد عبد رب النبى حافظ، قائد الفرقة 16 مشاة.
العميد أنور حب الرمان، رئيس أركان الفرقة 16 مشاة، والذى تولى قيادتها بعد إصابة قائدها يوم 18 أكتوبر وإخلائه إلى القاهرة.
العقيد عبد الحميد عبد السميع، قائد اللواء 16 مشاة.

على الرغم من حتى عملية تطوير الهجوم شرقا التي جرت في قطاع الجيش الثاني صباح يوم 14 أكتوبر 1973 كانت تتفق مع عملية التطوير التي جرت في قطاع الجيش الثالث من حيث توقيت الهجوم، ومن جهة عمق الأهداف المطلوب تحقيقها، فان الاختلال الوحيد بينهما كان منحصرا في ناحية الحجم، فقد كان حجم القوات التي اشهجرت في قطاع الجيش الثاني يفوق كثيرا – خاصة في الدبابات – حجمها في قطاع الجيش الثالث، وكان السبب في ذلك يعود إلى حتى الجهد الرئيسي لعملية تطوير الهجوم وفقا للخطة التي وضعتها القيادة العامة كان يقع في نطاق الجيش الثاني. وكانت خطة التطوير في قطاع الجيش الثاني تتلخص فيما يلي:

  • الفرقة 21 المدرعة (النسق الثاني للجيش الثاني) يتم دفعها من رأس كوبري الفرقة 16 مشاة بمهمة الوصول إلى الخط العام – الطريق العرضي ثلاثة – والاستيلاء على الطاسة. ويرجع السبب في تخصيص فرقة مدرعة كاملة للاستيلاء على الطاسة إلى أهمية مسقطها الحيوي بالنسبة خط اللقاءة مع إسرائيل. عملاوة على وقوعها في منطقة تقاطع الطريق الأوسط مع الطريق العرضي 3، فقد كانت تضم مركز القيادة المتقدم للقطاع الأوسط الذي يتولى قيادته الجنرال أرئيل شارون، كما كانت منطة تمركز الاحتياطيات التعبوية الإسرائيلية باعتبارها مسقطا متوسطا بالنسبة لجبهة القتال يمكن منه دفع الوحدات المدرعة والميكانيكية إلى أي قطاع مهدد في الجبهة شمالا أوجنوبا باستخدام الطريق العرضي ثلاثة وكان الاستيلاء على الطاسة يفتح الطريق على مصراعيه أمام القوات المصرية للتقدم شرقا دون الحاجة إلى اختراق مضايق أواجتياز أي موانع طبيعية. كما كان يشكل في نفس الوقت تهديدا خطيرا لمركز القيادة المتقدم للقيادة الجنوبية الإسرائيلية في منطقة أم مرجم التي تبعد حوالي 40 كم فقط شرق الطاسة.
  • اللواء 15 المدرع المستقل (الملحق على الفرقة 18 مشاة بقطاع القنطرة شرق) يتم دفعه من رأس كوبري الفرقة على المحور الشمالي بمهمة الوصول إلى منطقة بالوظة والاستيلاء على تقاطع الطريق الساحلي مع الطريق العرضي 3.

وكان التوقيت المحد لبدء عملية التطوير شرقا في قطاع الجيش الثاني وفقا لتوجيهات العمليات التي صدرت بعد ظهر يوم 12 أكتوبر هوصباح يوم 12 أكتوبر. ونظرا لاستنادىء قائد الجيش الثاني إلى القاهرة لحضور المؤتمر الذي عقد بالمركزعشرة مساء يوم 12 أكتوبر والذي ترأسه الفريق أول أحمد إسماعيل وحضره أيضا قائد الجيش الثالث، فقد انتقل اللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الثاني من مركز القيادة الرئيسي إلى مركز القيادة المتقدم للجيش الثاني كي يتولى القياد باجراءات تنظيم المعركة، حيث ان الوقت المحدد لبدء عملية تطوير الهجوم، وهوالساعة السادسة والنصف صباحا يوم 13 أكتوبر لم يكن باقيا عل حلوله أكثر من 12 ساعة فقط. وأصدر اللواء تيسير العقاد على وجه السرعة أوامر إنذارية بمضمون المهمة الى قادة التشكيلات التي ستقوم بعملية التطوير في الصباح للبدء في اجراءات التحضير للمعركة، وكذا الى قادة التشكيلات الأخرى ورؤساء الأسلحة والأفرع بالجيش الثاني للاستعداد لتأمين دفع الفرقة 21 المدرعة من راس كوبري الفرقة 16 مشاة واللواء 15 المدرع من رأس كوبري الفرقة 18 مشاة. ونظرا لأن اللواء 14 مدرع (من ضمن تشكيل الفرقة 21 المدرعة) كان ملحقا على الفرقة 16 مشاة منذ يومستة أكتوبر، وقد تم عبوره قناة السويس ليلة 6/7 أكتوبر، وكان متمركزا في هذا الوقت في المنطقة شرق طوسون، فقد صدرت تعليمات عاجلة بأن يقوم اللواء الأول المدرع الذي كان متمركزا ضمن باقي قوات الفرقة في النسق الثاني غرب القناة بعبور قناة السويس ليلة 12/13 أكتوبر، وأتم اللواء تمركزه في منطقة الانتظار المحددة له حوالي الساعة الثامنة والنصف صباح يوم 13 أكتوبر. وفي الساعة الحادية عشرة مساء يوم 12 أكتوبر كان اللواء سعد مأمون قد اتصل من المركزعشرة بالقاهرة عقب انتهاء المؤتمر برئيس أركان الجيش الثاني وأبلغه بأن تطبيق المهمة قد تأجل لمدة 24 ساعة، أي حتى تطوير الهجوم يفترض أن يبدأ في الساعة السادسة والنصف يوم 14 أكتوبر. وأمره بنقل مركز قيادة الجيش المتقدم من منطقة أبوصوير إلى المركز التبادلي بالإسماعيلية قبل منتصف الليل، وأن يدعوالقادة والرؤساء لحضور مؤتمر بمركز القيادة الجديد في الساعة الثامنة صباح اليوم التالي (السبت 13 أكتوبر).

وقد انعقد المؤتمر بمركز القيادة المتقدم للجيش الثاني بالإسماعيلية برئاسة اللواء سعد مأمون وقد حضره رئيس أركان الجيش الثاني، وقادة التشكيلات الميدانية، ورؤساء الأسلحة والأفرع الرئيسية بالجيش، وقام رئيس استطلاع الجيش الثاني في بداية المؤتمر بشرح الموقف العام للعدوعلى لقاءة الجيش الثاني وفقا للمعلومات المتوافرة لديه. وقد تبين أنه يوجد للعدوحوالي 230 دبابة على اتصال برؤوس كباري الفرق المصرية الثلاث 16و2و18 مشاة، وهي باقيا الألوية المدرعة التي تجاوز لهذه الفرق صد وتحطيم هجماتها المضادة في الأيام السابقة. وقد قامت مفارز من هذه الدبابات باحتلال خطوط صد تم اختيارها بعناية باستغلال طبيعة الأرض على طرق الاقتراب المحتملة لقواتنا بعد تدعيمها بساتر من الصواريخ المضادة للدبابات، وقد تمكن العدومن حشد لوائين مدرعين ولواء مشاة ميكانيكي كاحتياطي تعبوي أمام لقاءة الجيش الثاني.

وكان التخطيط الذي وضعه العدوعقب اكتشافه نوايانا لتطير الهجوم شرقا هوالاستعداد لصد القوات المصرية القائمة بتطوير الهجوم عن طريق خطوط الصد السابق تجهيزها بالدبابات والمدعمة بالاحتياطيات المدرعة والستائر المضادة للدبابات وباجراء التعاون مع الطيران الإسرائيلي لمحاولة تدميرها، مع الاحتفاظ باحتياطي تعبوي قوي من القوات المدرعة والميكانيكية استعدادا لانتزاع المبادأة من القوات المصرية عقب القضاء على عملية تطوير الهجوم، والقيام على الفور بتوجيه ضربة مضادة قوية كي تفقد القوات المصرية توزانها.

وشرح اللواء سعد مأمون للقادة الحاضرين قرار القيادة العامة بتطوير الهجوم شرقا بقصد تخفيف الضغط على الجبهة السورية، وحدد بشكل عام المهمة التي أوكل إلى الجيش الثاني تحقيقها، وهي الاستيلاء على الخط العام الطاسة-بالوظة عل الطريق العرضي 3، والذي يبلغ عمقه حوالي 15 كم، وذكر بأن القيادة العامة قررت تخصيص مجهود جوي رئيسي لتأمين دفع وتطوير العملية الهجومية للجيش الثاني. وعلى أثر ذلك قام بتأكيد المهام للقادة التي تجاوز تخصيصها لهم وفقا للخطة الموضوعة، وحدد الاجراءات التي قرر اتخاذها لتأمين أوضاع راس كوبري الجيش والقوات القائمة بالتطوير، وكانت تتخلص فيما يلي: • تقوم الفرقة الثانية المشاة بدفع كتيبة مشاة ميكانيكية مدعمة من اللواء الميكانيكي بالفرقة للعمل كمفرزة أمامية والتقدم على محور طريق عرام (الطريق الممتد من الفردان إلى الطريق العرضي 3) بمهمة تأمين الجنب الأيسر للفرقة 21 المدرعة أثناء تقدمها شرقا. • تقوم الفرقة 18 مشاة بدفع كتيبة مشاة ميكانيكية مدعمة من اللواء الميكانيكي بالفرقة للعمل كمرفزة أمامية والتقدم على محور طريق القنطرة حوض أبوسمارة بمهمة الاستيلاء عل تقاطع الطرق في منطقة أبوسمارة، وتأمين الجنب اليمين للواء 15 المدرع المستقل في أثناء تقدمه شرقا. • يتم سحب اللواء 24 مدرع (من الفرقة 23 مش ميكا والملحق على الفرقة الثانية مشاة منذ بدء الحرب) من تجميع الفرقة الثانية المشاة ليتمركز في منطقة المحطة ثلاثة شرق الإسماعيلية ليكون احتياطيا في يد قائد الجيش الثاني لصالح رأس كوبري الجيش الثاني الموحد (الفرقة 16 والفرقة 2 مشاة) نظرا لاشتراك اللواء 14 المدرع (الذي كان ملحقا على الفرقة 16 مشاة) ضمن قوات الفرقة 21 المدرعة في عملية التطوير. وعقب انتهاء المؤتمر عرض القادة فكرة قراراتهم على قائد الجيش الثاني للتصديق عليها. وكانت فكرة قرار العميد أ. ح. ابراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة (المجهود الرئيسي للجيش الثاني في عملية تطوير الهجوم) التي عرضها على قائد الجيش الثاني تتضمن تقدم الفرقة جنوب الطريق الأوسط في اتجاه الطاسة بهدف الاستيلاء عليها. ويكون التقدم في نسقين:

- النسق الأول – اللواء الأول المدرع في اليمين (المجهود الرئيسي للفرقة) واللواء 14 المدرع في اليسار.

- النسق الثاني – اللواء 18 مشاة ميكانيكي.

وقد صدق اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني على قرار قائد الفرقة، وبعد حتى أجرى قائد الفرقة 21 المدرعة استطلاعه بسرعة نظرا لضيق الوقت قام بتخصيص المهمة لقائد جميع من اللواء الأول المدرع، واللواء 14 المدرع (النسق الأول للفرقة) في الساعة الخامسة مساء في مركز القيادة المتقدم للفرقة 16 مشاة. ولم يتسر للقائدين فسحة كافية من الوقت لاجراء استطلاعهما على الأرض، فقد كان الوقت المتبقي قبل آخر ضوء لا يتجاوز 30 ديقة. أما قادة الكتائب المدرعة فقد اشهجروا بكتائبهم في المعركة في اليوم التالي دون حتى يتسنى لهم أولقادة سراياهم القيام باي استطلاع على الأرض مما يخالف جميع القواعد والأصول التكتيكية. ولم يتمكن قائد الفرقة 21 المدرعة نظرا لضيق الوقت من تخصيص المهمة لقائد اللواء 18 المشاة الميكانيكي (النسق الثاني) إلا في الساعة الرابعة صباحا يوم 14 أكتوبر أي قبل ساعتين ونصف الساعة فقط من بدء المعركة. ونظراً لأن مجموعة كبيرة من وحدات الفرقة 21 مدرعة كان قد تم تدعيم الفرقة 16 مشاة بها منذ بدء العمليات فيستة أكتوبر أوفي الأيام التالية لها، لذلك لم يتيسر الوقت لاصدار أوامر قتال تفصيلية لهذه الوحدات بحكم انتشارها داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة. هذا وقد تم اجراء عملية تنظيم التعاون بين الفرقة 21 المدرعة وبين الفرقتين 16 و2 مشاة لفتح الثغرات في حقول الألغام أمام اللواءين المدرعين، ليمكن دفعهما من خطوط الدفع المحددة لهما في الخطة. كذلك تم تنظيم التعاون بين عناصر الصاعقة التي كان من المقرر دفعها إلى جنوب غرب الطاسة، ولكن الاتصال انبتر مع هذه العناصر منذ لحظة دفعها. وبناء على تعليمات العميد أ. ح. ابراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة بدأ اللواء 18 مشاة الميكانيكي في اجتياز قناة السويس في حوالي الساعة الرابعة صباحا، ولكن عبوره تأخر بعض الوقت لتعطل أحد الكباري بسبب قصف مدفعية العدوبعيدة المدى. وأخيرا تم للواء بعد اتمام عبوره التمركز في منطقة انتظار أمامية شرق طوسون صباح يوم 14 أكتوبر تمهيدا للتحرك شرقا إلى منطقة الطالية استعدادا لدفعه للاشتباك بأمر من قائد الفرقة.

معركة الفرقة 21 المدرعة

رسم كروكي يوضح تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر 1973 للفرقة 21 المدرعة، الجيش الثاني الميداني.

وفي الساعة السادسة والنصف صباح يوم 14 أكتوبر، تم دفع الفرقة 21 المدرعة من خط الدفاع المحدد لها داخل راس كوبري الفرقة 16 مشاة (اللواء الأول المدرع في اليمين، واللواء 14 المدرع في اليسار) وتم تأمين دفعها بضربة جوية في اتجاه الجهد الرئيسي (اللواء الأول المدرع) من الساعة السادسة إلى الساعة السادسة والربع صباحا، اشهجرت فيه 16 كتيبة مدفعية واستهلت فيه 0.4 وحدة نارية. وفي الساعة الواحدة والنصف صباح يوم 13 أكتوبر وصل قائد اللواء الى مركز قيادته المتقدم، حيث كانت مجموعة الأوامر في انتظاره، وتم له تخصيص المهام لقادة وحداته الفرعية، وكان قراره بشأن تشكيل قتال اللواء يقضي بأن تعين كتيبة النسق الثاني للواء للعمل كمفرزة متقدمة، على حتى تدعم بتكيبة دبابات الفرقة وعناصر التدعيم الأخرى الازمة لها، وتدفع من خط دفع اللواء في ساعة س على حتى تتبعها الكتيبتان الخلفيتان بفاصل حوالي من ثلاثة إلىخمسة كم، ويجري التحرك بواحدة منهما على يمين طريق الجدي وبالكتيبة الأخرى على يسار الطريق (كانت كتيبة اليمين مزودة بمركبات ب ك المدرعة بينما كانت كتيبة اليسار مزودة بمركبات B.M.P المدرعة)، والى الخلف من الكتيبتين تسير مجموعة مدفعية اللواء التي تتبعها احتياطيات اللواء. وفي الساعة السادسة والنصف صباحا يوم 13 أكتوبر عبرت كتيبة المفرزة المتقدمة خط الدفع بعد قصفة نيران لمدة 15 دقيقة من مجموعة مدفعية الفرقة بطريقة الطرب الحسابي، ولكن دون حتى تنضم اليها كتيبة دبابات الفرقة، فقد تأخرت في الووصل بسبب ضيق الوقت الذي كان مخصصا للتحضير للمعركة. ولنفس هذا السبب لم تصل سرية الصواريخ المضادة للدبابات، ولا كتيبة المدفعية المضادة للطائرات، مما أدى إلى تحرك تشكيل قتال اللواء بدون هذه الوحدات. وكن قائد اللواء قد قام بدفع كتيبة من الصاعقة في الساعة الخامسة صباحا أي قبل موعد دفع اللواء بساعة ونصف ساعة في اتجاه محور التقدم. وقد نجحت عناصر من الصاعقة في التسلل من خلال مواقع العدووالوصول خلف دفاعاته التي تقابل محور تقدم اللواء، وكانت لها فائدة كبيرة في أثناء المعركة من ناحية الابلاغ عن مواقع العدووتحرك احتياطياته وتأثير نيران مدفعيتنا على مواقعه.

ولم تكد كتيبة المفرزة المتقدمة تتحرك حوالي كيلومتر ونصف شرقا على طريق الجدي حتى أجبرت على التوقف والفتح في تشكيل القتال، نظرا لاصطدامها بقوة من العدوتقدر بسرية دبابات تعاونها نيران المدفعية وساتر من الصواريخ المضادة للدبابات SS II كانت متحصنة في مواقع دفاعية في منطقة تقاطع طريق الجدي مع الطريق العرضي 3. واشتبكت الكتيبة في الحال مع عناصر العدوبالنيران، وحوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا وصلت كتيبة دبابات الفرقة، إلا أنها لم تتمكن من الانضمام إلى تشكيل قتال كتيبة المفرزة المتقدمة نظرا لكثافة الصواريخ المضادة للدبابات التي أطلقت عليها مما أرغمها على التوقف خلف تشكيل قتال الكتيبة بمساقة 100 متر. والى الخلف من كتيبة الدبابات اتخذ مركز قيادة اللواء المتقدم مسقطه لمراقبة المعركة، وإزاء التوقف الذي جرى ولتدمير العدواللقاء لتشكيل قتال اللواء، قرر قائد اللواء دفع الكتيبة الخلفية اليسار المزودة بالمركبات المدرعة B.M.P بعد قصفة نيران لمدة 15 دقيقة من مجموعة مدفعية اللواء للالتفاف على الجنب الأيسر للعدووتدميره في مواقعه أوارغامه على الانسحاب وذلك بالاستفادة من طبيعة الأرض في هذا الاتجاه وباستغلال السرعة التي تتميز بها هذه المركبات (حوالي 30 كم في الساعة). وقد صدق قائد الفرقة على قرار قائد اللواء.

وفي حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، تم دفع الكتيبة المدرعة B.M.P من أقصى يمين كتيبة المفرزة المتقدمة في اتجاه الجنب الأيسر للعدوواتخذت الكتيبة تشكيل القتال ولكنها لم تتمكن من التقدم أكثر من 2 كم قم توقفت بسبب هجريز العدونيران مدفعيته وصواريخه المضادة للدبابات على تشكيل قتال هذه الكتيبة. كما قام العدوبهجريز قصفه الجوي على تشكيل قتال اللواء، مما أحدث بالوحدات خسائر كبيرة. وازاء عجز المركبات المدرعة عن التقدم في وجه الستائر المضادة للدبابات، أمر قائد اللواء باخفاء المركبات المدرعة خلف الثنيات الأرضية والكثبان الرملية، ونزول أطقمها منها للعمل كأفراد مشاة عاديين على الأقدام، واستخدام طريقة الضرب بالنيران مع الحركة لمحاولة التقدم إلى مواقع العدوتحت ستر نيران الدبابات والمركبات المدرعة المستترة في الخلف. وكان القرار سببا في نجاح بعض الفصائل في الوصول إلى مسافات قريبة من العدو، فقد أصدر قائد الفرقةسبعة مشاة في حوالي الساعة الواحدة ظهرا أمرا عن طريق اللاسلكي الى قائد اللواء بوقف تقدم اللواء والارتداد فورا إلى أوضاعه الأصلية داخل رأس كوبري الفرقة، ولكن قائد اللواء اقترح على قائد الفرقة تأجيل تطبيق قراره بالارتداد حتى آخر ضوء يوم 13 أكتوبر، نظرا لأن وحداته في حالة اشتباك مع العدو، وفي حالة محاولتها التخلص من الاشتباك والارتداد غربا في اتجاه رأس كوبري الفرقة فإن العدويفترض أن يقوم بمطاردتها ويسقط بوحدات اللواء خسائر فاحدة. وقد صدق قائد الفرقة على اقتراح قائد اللواء.

مقتل الجنرال ماندلر

العقيد فاروق الصياد، قائد اللواء 11 مش ميكانيكي.
ماجور جنرال ألبرت ماندلر، في صحيفة يديعوت أحرونوت، 1977.

ونتيجة للبحث الدقيق الذي أجريناه بشأن مصرع الجنرال الإسرائيلي ألبرت ماندلر، اتضح لنا أنه خلال المعركة الحامية التي نشبت بين وحدات اللواء 11 المشاة الميكانيكي والقوات الإسرائيلية التي كانت تسد عليها طريق التقدم إلى تجاه مضيق الجدي، وقع حتى مجموعة مدفعية اللواء أثناء قيامها بقصف مواقع العدوأصابت احدى قذائفها مركبة القيادة التي كانت يستقلها الجنرال ألبرت ماندلر قائد القطاع الجنوبي في سيناء عندما كان يقوم باستطلاع أرض المعركة بمنظاره المكبر من أحد مراكز المراقبة بالخط الأمامي مما أدى إلى مصرع أربعة من ركابها منهم ألبرت ماندلر ورافي أونجر مراسل الإذاعة الإسرائيلية الذي كان قد ألحق بفرقته. وقد تجاوز أوأوردنا سيرة مصرع الجنرال ماندلر في بداية هذا الفصل. وعند آخر ضوء يوم 13 أكتوبر وصل اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث والعميد أ. ح. أحمد بدوي قائد الفرقة السابعة المشاة إلى مقر القيادة الأمامي للواء المشاة الميكانيكي. وبعد التداول في الموقف صدر الأمر الى قائد اللواء باعادة الوحدات الفرعية للواء إلى مواقعها الأصلية بداخل رأس كوبري الفرقة والاستعداد لتطوير الهجوم شرقا في الساعة السادسة والنصف صباح اليوم التالي 14 أكتوبر مع باقي المفارز المتقدمة على طول خط الجبهة لتحقيق نفس المهمة التي تجاوز تخصيصها للواء صباح يوم 13 أكتوبر. وكان السبب في ذلك كما تجاوز حتى ذكرنا يرجع إلى إغفال إخطار قائد الفرقة السابعة بقرار تأجيل التطوير لمدة 24 ساعة.

وقد تقدم قائد اللواء 11 المشاة الميكانيكي بمطلبين أساسيين إلى قائد الجيش الثالث حتى يمكنه تحقيق المهمة المطلوبة منه بنجاح في اليوم التالي. وكان المطلبان هما:

1- تأجيل موعد دفع اللواء للاشتباك من الساعة السادسة والنصف صباحا إلى الساعة الواحدة ظهرا يوم 14 أكتوبر، حتى يمكن في الصباح اعادة ملء المركبات المدرعة بالوقود واستعاضة الذخائر واعادة تنظيم اللواء بعد المعارك العنيفة التي خاضتها وحداته مع العدو.

2- دعم اللواء بتكيبة دبابات اضافية من اللواء 25 مدرع مستقل (الملحق على الفرقةسبعة مشاة) ليتم دفعها للاشتباك من الجنب الأيمن للواء في اتجاه تقاطع طريق الجدي مع الطريق العرضي 3، مع قيامها بحركة التفاف على يسار العدوالمتمركز في منطقة تقاطع الطريق وشغله بالنيران، في الوقت الذي يتم فيه دفع اللواء من خط دفعه للاشتباك. ولهذا السبب اقترح قائد اللواء حتى يتم دفع كتيبة الدبابات من خط الدفع للاشتباك قبل دفع كتيبة المفرزة الأمامية للواء بحوالي 15 دقيقة.

وقد قرر قائد الجيش الثالث التصديق على مطلبي قائد اللواء، كما تقرر تأمين ارتداد وحدات اللواء الأمامية التي كانت ما تزال مشتبكة مع العدوإلى رأس كوبري الفرقة بقصفة نيران من مدفعية اللواء ومدفعية الفرقة. وقد تم للواء الارتداد غربا تحت ستر نيران المدفعية واستعادة أوضاعه الدفاعية في رأس الكوبري حوالي الساعة الثانية صباح يوم 14 أكتوبر. وفي الساعة التاسعة صباحا، وأثناء قيام وحدات اللواء بالتجهيز للمعركة، أجرى قائد اللواء تأكيد المهام على قادة وحداته الفرعية كما خصص المهمة الجديد لقائد كتيبة الدبابات التي أوفدت من اللواء 25 مدرع المستقل.

وفي حوالي الساعة الواحدة ظهرا يوم 14 أكتوبر تم دفع كتيبة الدبابات من اللواء 25 مدرع مستقل من خط الدفع المحدد لها بعد تأمين دفعها بقصفة نيران من المدفعية لمدة 15 دقيقة . وقد أمكن لكتيبة الدبابات التقدم في اتجاه تقاطع الطرق بسرعة كبيرة إلى الحد الذي جعلها تبتر مسافةسبعة كم في 15 دقيقة حتى أوشكت على تحقيق أهداف هجومها. وكانت الكتيبة قد اشتبكت مع العدوخلال تقدمها ودمرت له حواليخمسة دبابات. إلا أنه في حوالي الساعة الواحدة والربع ظهرا صدرت الأوامر من قيادة الجيش الثالث بوقف دفع اللواء المشاة الميكانيكي، وكذا انسحاب كتيبة الدبابات التي دفعت من قبل إلى رأس كوبري الفرقةسبعة مشاة، ويبدوحتى السبب في ذلك يرجع إلى قرار اتحذته القيادة العامة في المركزعشرة بالقاهرة بعد ادراكها فشل عملية تطوير الهجوم على المحاور الأخرى. وكانت عملية التطوير على تلك المحاور قد بدأت في الساعة السادسة والنصف صباحا أي قبل أكثر منستة ساعات من بدء عملية التطوير على طريق ممر الجدي. وعقب وصول هذه التعليمات من قيادة الفرقةسبعة مشاة إلى قائد اللواء أصدر أوامره الى وحدات اللواء التي كانت على وشك التحرك في الموعد المحدد للدفع للاشتباك الى التمسك بمواقعها داخل رأس كوبري الفرقة، وأصدر أمرا عن طريق اللاسلكي الى قائد كتيبة الدبابات بالارتداد إلى رأس كوبري الفرقة. ونظرا لأن عملية التخلص من الاشتباك مع العدووالارتداد غربا قد تمت في أثناء النهار، لذلك عاود العدوهجماته العنيفة على مؤخرة كيبة الدبابات وعلى السرية التي كلفت بستر ارتدادها، كما قام بهجريز نيران مدفعيته عليها مما أدى إلى وقوع خسائر جسيمة بالكتيبة، فقد فقدت 13 دبابة وأصيب عدد كبير من أفرادها، كما استشهد قائدها بعد اصابة دبابته بصاروخ مضاد للدبابات، وقد قامت مدفعية الفرقةسبعة مشاة بستر ارتداد كتيبة الدبابات بجميع وسائل النيران المتيسرة بناء على أوامر قائد الفرقة. وحوالي الساعة الرابعة مساء تمكنت الكتيبة من دخول رأس كوبري الفرقة السابعة مشاة.

خطة تطوير الهجوم شرقا في الجيش الثاني

على الرغم من حتى عملية تطوير الهجوم شرقا التي جرت في قطاع الجيش الثاني صباح يوم 14 أكتوبر 1973 كانت تتفق مع عملية التطوير التي جرت في قطاع الجيش الثالث من حيث توقيت الهجوم، ومن جهة عمق الأهداف المطلوب تحقيقها، فان الاختلال الوحيد بينهما كان منحصرا في ناحية الحجم، فقد كان حجم القوات التي اشهجرت في قطاع الجيش الثاني يفوق كثيرا – خاصة في الدبابات – حجمها في قطاع الجيش الثالث، وكان السبب في ذلك يعود إلى حتى الجهد الرئيسي لعملية تطوير الهجوم وفقا للخطة التي وضعتها القيادة العامة كان يقع في نطاق الجيش الثاني. وكانت خطة التطوير في قطاع الجيش الثاني تتلخص فيما يلي:

  • الفرقة 21 المدرعة (النسق الثاني للجيش الثاني) يتم دفعها من رأس كوبري الفرقة 16 مشاة بمهمة الوصول إلى الخط العام – الطريق العرضي ثلاثة – والاستيلاء على الطاسة. ويرجع السبب في تخصيص فرقة مدرعة كاملة للاستيلاء على الطاسة إلى أهمية مسقطها الحيوي بالنسبة خط اللقاءة مع إسرائيل. عملاوة على وقوعها في منطقة تقاطع الطريق الأوسط مع الطريق العرضي 3، فقد كانت تضم مركز القيادة المتقدم للقطاع الأوسط الذي يتولى قيادته الجنرال أرئيل شارون، كما كانت منطة تمركز الاحتياطيات التعبوية الإسرائيلية باعتبارها مسقطا متوسطا بالنسبة لجبهة القتال يمكن منه دفع الوحدات المدرعة والميكانيكية إلى أي قطاع مهدد في الجبهة شمالا أوجنوبا باستخدام الطريق العرضي ثلاثة وكان الاستيلاء على الطاسة يفتح الطريق على مصراعيه أمام القوات المصرية للتقدم شرقا دون الحاجة إلى اختراق مضايق أواجتياز أي موانع طبيعية. كما كان يشكل في نفس الوقت تهديدا خطيرا لمركز القيادة المتقدم للقيادة الجنوبية الإسرائيلية في منطقة أم مرجم التي تبعد حوالي 40 كم فقط شرق الطاسة.
  • اللواء 15 المدرع المستقل (الملحق على الفرقة 18 مشاة بقطاع القنطرة شرق) يتم دفعه من رأس كوبري الفرقة على المحور الشمالي بمهمة الوصول إلى منطقة بالوظة والاستيلاء على تقاطع الطريق الساحلي مع الطريق العرضي 3.
اللواء تيسير العقاد، رئيس أركان الجيش الثاني، تولى قيادة الجيش الثاني بالنيابة من صباح يوم 14 أكتوبر حتى مساء يوم 16 أكتوبر، بعد سقوط سعد مأمون مصاباً بنوبة قلبية.

وكان التوقيت المحدد لبدء عملية التطوير شرقا في قطاع الجيش الثاني وفقا لتوجيهات العمليات التي صدرت بعد ظهر يوم 12 أكتوبر هوصباح يوم 12 أكتوبر. ونظرا لاستنادىء قائد الجيش الثاني إلى القاهرة لحضور المؤتمر الذي عقد بالمركزعشرة مساء يوم 12 أكتوبر والذي ترأسه الفريق أول أحمد إسماعيل وحضره أيضا قائد الجيش الثالث، فقد انتقل اللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الثاني من مركز القيادة الرئيسي إلى مركز القيادة المتقدم للجيش الثاني كي يتولى القيادة باجراءات تنظيم المعركة، حيث حتى الوقت المحدد لبدء عملية تطوير الهجوم، وهوالساعة السادسة والنصف صباحا يوم 13 أكتوبر لم يكن باقيا على حلوله أكثر من 12 ساعة فقط. وأصدر اللواء تيسير العقاد على وجه السرعة أوامر إنذارية بمضمون المهمة الى قادة التشكيلات التي ستقوم بعملية التطوير في الصباح للبدء في اجراءات التحضير للمعركة، وكذا إلى قادة التشكيلات الأخرى ورؤساء الأسلحة والأفرع بالجيش الثاني للاستعداد لتأمين دفع الفرقة 21 المدرعة من رأس كوبري الفرقة 16 مشاة واللواء 15 المدرع من رأس كوبري الفرقة 18 مشاة. ونظرا لأن اللواء 14 مدرع (من ضمن تشكيل الفرقة 21 المدرعة) كان ملحقا على الفرقة 16 مشاة منذ يومستة أكتوبر، وقد تم عبوره قناة السويس ليلة 6/7 أكتوبر، وكان متمركزا في هذا الوقت في المنطقة شرق طوسون، فقد صدرت تعليمات عاجلة بأن يقوم اللواء الأول المدرع الذي كان متمركزا ضمن باقي قوات الفرقة في النسق الثاني غرب القناة بعبور قناة السويس ليلة 12/13 أكتوبر، وأتم اللواء تمركزه في منطقة الانتظار المحددة له حوالي الساعة الثامنة والنصف صباح يوم 13 أكتوبر. وفي الساعة الحادية عشرة مساء يوم 12 أكتوبر كان اللواء سعد مأمون قد اتصل من المركزعشرة بالقاهرة عقب انتهاء المؤتمر برئيس أركان الجيش الثاني وأبلغه بأن تطبيق المهمة قد تأجل لمدة 24 ساعة، أي حتى تطوير الهجوم يفترض أن يبدأ في الساعة السادسة والنصف يوم 14 أكتوبر. وأمره بنقل مركز قيادة الجيش المتقدم من منطقة أبوصوير إلى المركز التبادلي بالإسماعيلية قبل منتصف الليل، وأن يدعوالقادة والرؤساء لحضور مؤتمر بمركز القيادة الجديد في الساعة الثامنة صباح اليوم التالي (السبت 13 أكتوبر).

وقد تم عقد المؤتمر بمركز القيادة المتقدم للجيش الثاني بالإسماعيلية برئاسة اللواء سعد مأمون وقد حضره رئيس أركان الجيش الثاني، وقادة التشكيلات الميدانية، ورؤساء الأسلحة والأفرع الرئيسية بالجيش، وقام رئيس استطلاع الجيش الثاني في بداية المؤتمر بشرح الموقف العام للعدوعلى لقاءة الجيش الثاني وفقا للمعلومات المتوافرة لديه. وقد تبين أنه يوجد للعدوحوالي 230 دبابة على اتصال برؤوس كباري الفرق المصرية الثلاث 16و2و18 مشاة، وهي باقيا الألوية المدرعة التي تجاوز لهذه الفرق صد وتحطيم هجماتها المضادة في الأيام السابقة. وقد قامت مفارز من هذه الدبابات باحتلال خطوط صد تم اختيارها بعناية باستغلال طبيعة الأرض على طرق الاقتراب المحتملة لقواتنا بعد تدعيمها بساتر من الصواريخ المضادة للدبابات، وقد تمكن العدومن حشد لوائين مدرعين ولواء مشاة ميكانيكي كاحتياطي تعبوي أمام لقاءة الجيش الثاني.

وكان التخطيط الذي وضعه العدوعقب اكتشافه نوايانا لتطير الهجوم شرقا هوالاستعداد لصد القوات المصرية القائمة بتطوير الهجوم عن طريق خطوط الصد السابق تجهيزها بالدبابات والمدعمة بالاحتياطيات المدرعة والستائر المضادة للدبابات وباجراء التعاون مع الطيران الإسرائيلي لمحاولة تدميرها، مع الاحتفاظ باحتياطي تعبوي قوي من القوات المدرعة والميكانيكية استعدادا لانتزاع المبادأة من القوات المصرية عقب القضاء على عملية تطوير الهجوم، والقيام على الفور بتوجيه ضربة مضادة قوية كي تفقد القوات المصرية توزانها.

وشرح اللواء سعد مأمون للقادة الحاضرين قرار القيادة العامة بتطوير الهجوم شرقا بقصد تخفيف الضغط على الجبهة السورية، وحدد بشكل عام المهمة التي أوكل إلى الجيش الثاني تحقيقها، وهي الاستيلاء على الخط العام الطاسة-بالوظة على الطريق العرضي 3، والذي يبلغ عمقه حوالي 15 كم، وذكر بأن القيادة العامة قررت تخصيص مجهود جوي رئيسي لتأمين دفع وتطوير العملية الهجومية للجيش الثاني. وعلى أثر ذلك قام بتأكيد المهام للقادة التي تجاوز تخصيصها لهم وفقا للخطة الموضوعة، وحدد الاجراءات التي قرر اتخاذها لتأمين أوضاع راس كوبري الجيش والقوات القائمة بالتطوير، وكانت تتخلص فيما يلي:

  • تقوم الفرقة الثانية المشاة بدفع كتيبة مشاة ميكانيكية مدعمة من اللواء الميكانيكي بالفرقة للعمل كمفرزة أمامية والتقدم على محور طريق عرام (الطريق الممتد من الفردان إلى الطريق العرضي 3) بمهمة تأمين الجنب الأيسر للفرقة 21 المدرعة أثناء تقدمها شرقا.
  • تقوم الفرقة 18 مشاة بدفع كتيبة مشاة ميكانيكية مدعمة من اللواء الميكانيكي بالفرقة للعمل كمرفزة أمامية والتقدم على محور طريق القنطرة حوض أبوسمارة بمهمة الاستيلاء عل تقاطع الطرق في منطقة أبوسمارة، وتأمين الجنب اليمين للواء 15 المدرع المستقل في أثناء تقدمه شرقا.
  • يتم سحب اللواء 24 مدرع (من الفرقة 23 مشاة ميكانيكية والملحق على الفرقة الثانية مشاة منذ بدء الحرب) من تجميع الفرقة الثانية المشاة ليتمركز في منطقة المحطة ثلاثة شرق الإسماعيلية ليكون احتياطيا في يد قائد الجيش الثاني لصالح رأس كوبري الجيش الثاني الموحد (الفرقة 16 والفرقة 2 مشاة) نظرا لاشتراك اللواء 14 المدرع (الذي كان ملحقا على الفرقة 16 مشاة) ضمن قوات الفرقة 21 المدرعة في عملية التطوير. وعقب انتهاء المؤتمر عرض القادة فكرة قراراتهم على قائد الجيش الثاني للتصديق عليها. وكانت فكرة قرار العميد أ. ح. ابراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة (المجهود الرئيسي للجيش الثاني في عملية تطوير الهجوم) التي عرضها على قائد الجيش الثاني تتضمن تقدم الفرقة جنوب الطريق الأوسط في اتجاه الطاسة بهدف الاستيلاء عليها. ويكون التقدم في نسقين:
    • النسق الأول – اللواء الأول المدرع في اليمين (المجهود الرئيسي للفرقة) واللواء 14 المدرع في اليسار.
    • النسق الثاني – اللواء 18 مشاة ميكانيكي.

وقد صدق اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني على قرار قائد الفرقة، وبعد حتى أجرى قائد الفرقة 21 المدرعة استطلاعه بسرعة نظرا لضيق الوقت قام بتخصيص المهمة لقائد جميع من اللواء الأول المدرع، واللواء 14 المدرع (النسق الأول للفرقة) في الساعة الخامسة مساء في مركز القيادة المتقدم للفرقة 16 مشاة. ولم يتسر للقائدين فسحة كافية من الوقت لاجراء استطلاعهما على الأرض، فقد كان الوقت المتبقي قبل آخر ضوء لا يتجاوز 30 ديقة. أما قادة الكتائب المدرعة فقد اشهجروا بكتائبهم في المعركة في اليوم التالي دون حتى يتسنى لهم أولقادة سراياهم القيام باي استطلاع على الأرض مما يخالف جميع القواعد والأصول التكتيكية. ولم يتمكن قائد الفرقة 21 المدرعة نظرا لضيق الوقت من تخصيص المهمة لقائد اللواء 18 المشاة الميكانيكي (النسق الثاني) إلا في الساعة الرابعة صباحا يوم 14 أكتوبر أي قبل ساعتين ونصف الساعة فقط من بدء المعركة. ونظرا لأن مجموعة كبيرة من وحدات الفرقة 21 مدرعة كان قد تم تدعيم الفرقة 16 مشاة بها منذ بدء العمليات فيستة أكتوبر أوفي الأيام التالية لها، لذلك لم يتيسر الوقت لاصدار أوامر قتال تفصيلية لهذه الوحدات بحكم انتشارها داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة. هذا وقد تم اجراء عملية تنظيم التعاون بين الفرقة 21 المدرعة وبين الفرقتين 16 و2 مشاة لفتح الثغرات في حقول الألغام أمام اللواءين المدرعين، ليمكن دفعهما من خطوط الدفع المحددة لهما في الخطة. كذلك تم تنظيم التعاون بين عناصر الصاعقة التي كان من المقرر دفعها إلى جنوب غرب الطاسة، ولكن الاتصال انبتر مع هذه العناصر منذ لحظة دفعها. وبناء على تعليمات العميد أ. ح. ابراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة بدأ اللواء 18 مشاة الميكانيكي في اجتياز قناة السويس في حوالي الساعة الرابعة صباحا، ولكن عبوره تأخر بعض الوقت لتعطل أحد الكباري بسبب قصف مدفعية العدوبعيدة المدى. وأخيرا تم للواء بعد اتمام عبوره التمركز في منطقة انتظار أمامية شرق طوسون صباح يوم 14 أكتوبر تمهيدا للتحرك شرقا إلى منطقة الطالية استعدادا لدفعه للاشتباك بأمر من قائد الفرقة.

معركة الفرقة 21 المدرعة

وفي الساعة السادسة والنصف صباح يوم 14 أكتوبر، تم دفع الفرقة 21 المدرعة من خط الدفاع المحدد لها داخل راس كوبري الفرقة 16 مشاة (اللواء الأول المدرع في اليمين، واللواء 14 المدرع في اليسار) وتم تأمين دفعها بضربة جوية في اتجاه الجهد الرئيسي (اللواء الأول المدرع) من الساعة السادسة إلى الساعة السادسة والربع صباحا، اشهجرت فيه 16 كتيبة مدفعية واستهلت فيه 0.4 وحدة نارية.

وفي الساعة الثامنة صباحا اصطدمت قوات الفرقة بمقاومة شديدة من مواقع مجهزة للعدوعلى الخط العام النقطة 118 – القطاوية – النقطة 146 جنوب وشمال الطريق الأوسط – كثيب عفان (شمال الطريق الأوسط). وفي نفس الوقت وصلت معلومات تفيد بأن العدوبدأ يحرك احتياطيه المدرع في اتجاه حبيطة على الجانب الأيمن للفرقة 16 مشاة. وكان موقف اللواء الأول المدرع بالغ السوء منذ بدء تحركه. فقد تعرض لقصف مركز من مدفعية العدوالبعيدة المدى من عيار 175 مم، علاوة على نيران كثيفة من الدبابات وستائر الصواريخ المضادة للدبابات من النقطة 118 مما أدى إلى استشهاد العقيد أ.ح. محمد توفيق أبوشادي قائد اللواء وكذا قائد مدفعية اللواء في أول 15 دقيقة من المعركة، وتدمير دبابة قائد كتيبة اليسار وتولى رئيس أركان اللواء مسئولية القيادة. وأدى هذا الموقف بالاضافة إلى شدة وكثافة النيران التي هجرزت على وحدات اللواء الى ضياع السيطرة، خاصة بعد انقطاع الاتصال بين قيادة اللواء وبعض وحداته الفرعية. ونتيجة لذلك فقدت بعض هذه الوحدات اتجاهها، وتحركت نحوالشمال لتفادي المقاومات الشديدة التي أوقفت تقدمها بدلا من الاتجاه نحوالشرق وفقا للخطة الموضوعة، مما أدى إلى التصاق بعض سرايا الدبابات من اللواء الأول المدرع بوحدات اللواء 14 المدرع.

وكان موقف اللواء 14 المدرع أفضل من موقف اللواء الأول، فقد نجح في تدمير مسقط العدوالذي اعترض طريق تقدمه، وتمكن من التقدم حوالي خمسة كيلومترات أمام الحد الأمامي لرأس كوبري الفرقة 16 مشاة، ومن الوصول إلى الخط العام كثيب الصناعات كثيب عيفان، ولكنه أرغم على التوقف أمام نيران الدبابات والستائر المضادة للدبابات التي هجرزت على وحداته من مسقط العدوالحصين والسابق التجهيز في النقطة 146 شمال وجنوب الطريق الأوسط.

سعد مأمون قائد الجيش الثاني.

وفي الساعة الثامنة والنصف صباحا أصيب اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الذي كان يتابع موقف الفرقة 21 المدرعة من مركز القيادة المتقدم للجيش بنوبة قلبية، وقد بادر بالاتصال باللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الذي كان موجودا في الخلف في مركز القيادة الرئيسي للجيش وأبلغه بسقمه، ونادىه للحضور إلى مركز القيادة المتقدم للجيش لتولي القيادة بدلا منه، وانتقل هوالى غرفة الاستراحة بمركز القيادة حيث أخذ بعض الأطباء في علاجه.

وقد اختلفت الأقوال حول السبب الحقيقي لسقم اللواء سعد مأمون والذي أدى إلى تنحيه عن قيادة الجيش الثاني يوم 14 أكتوبر وإلى اخلائه فيما بعد إلى مستشفى المعادي. وقد تطرق الفريق سعد الشاذلي في مذكراته، فأورد في الصفحة 247 ما يلي: "لقد كان تأثير أخبار هزيمة قواته (يقصد اللواء سعد مأمون) صباح اليوم ذات أثر كبير عليه فانهار. وكان معاونوه يعتقدون أنه بعد عدة ساعات من النوم يفترض أن يستعيد نشاطه، ولذلك حجبوا المعلومات عن القيادة العامة".

ابراهيم العرابي، قائد الفرقة 21 المدرعة.

وفي الساعة العاشرة صباحا يوم 14 أكتوبر وصل اللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الثاني إلى مركز القيادة المتقدم للجيش في الإسماعيلية. وتولى القيادة اعتبارا من هذا التوقيت. وكانت الفرقة 21 المدرعة ما تزال مشتبكة في قتال عنيف مع مقاومات العدوالتي أوقفتها عن التقدم. وأصدر قائد الفرقة أمرا إلى اللواء 18 مش ميكا (النسق الثاني للفرقة) بالتحرك إلى منطقة الطالية، وأنقد يكون مستعدا للدفع للاشتباك من اتجاه كثيب الخيل يمين اللواء 14 المدرع. وكانت فكرة قائد الفرقة ترمي إلى استخدام المشاة المترجلة كي تتعاون مع الدبابات لتدمير مقاومات العدوالتي أوقفت تقدم اللواء 14 المدرع خاصة في النقطة 146 بعد توجيه قصفة النيران عليها من الطيران والمدفعية. وقد تمت معاونة هجوم الفرقة 21 المدرعة بحشد ضخم من نيران المدفعية اشهجرت فيه مجموعة مدفعية الجيش الثاني ومجموعات مدفعية الفرق 21 المدرعة و16 مشاة و2 مشاة وهجرزت قصف نيرانها على مواقع العدوالتي أوقفت تقدم الفرقة 21 المدرعة، وعلى مواقع بطاريات مدفعية العدوفي العمق. وعندما طلب قائد الفرقة مجهوداً جوياً قامت مدفعية الفرقة المدرعة بضرب ستارة دخان لتحديد الخط الذي وصلت إليه قوات الفرقة لقواتنا الجوية. وقد تم تطبيق 2 طلعات طيران لمعاونة الفرقة، وقامت الطائرات بقصف مواقع العدو، ولكن تأثير الضرب كان محدودا بسبب عدم تحقيق اتصال مباشر بين الفرقة والطيران لتحديد الأهداف المطلوب تدميرها.

وكان موقف اللواء الأول المدرع لا يزال سيئا بعد فقد قيادة اللواء السيطرة على بعض وحداته الفرعية نتيجة لاستشهاد قائد اللواء في بداية المعركة وانقطاع الاتصال مع احدى كتائبه المدرعة بسبب تدمير دبابة قائدها، مما أدى إلى انضمام عناصر منه إلى اللواء 14 المدرع، كما حتى جانبا من وحداته الفرعية دخلت في رأس كوبري الفرقة 16 مشاة. وقد بذل العميد أ.ح. ابراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة جهدا كبيرا لاعادة تجميع اللواء الأول المدرع واحكام السيطرة عليه تمهيدا لاستعادة كفاءته القتالية.

وفي نفس الوقت استمر اللواء 14 المدرع يقاتل بعناد من مسقطه على الخط كثيب الصناعات-كثيب عيفان ضد المقاومة العنيفة للعدوفي النقطة الحصينة 146. وقامت الفرقة الثانية المشاة بمعاونة اللواء المدرع وحماية جنبه الأيسر بنيران مدفعيتها وأسلحتها المضادة للدبابات. وعندما شن العدوهجمة مضادة على الجانب الأيمن للواء بسريتي دبابات مدعمتين ببعض المشاة الميكانيكية، تمكن اللواء بالتعاون مع احتياطي الفرقة المضاد للدبابات الذي قام بالفتح على جانبه الأيمن من صد الهجوم المضاد وتدميرخمسة دبابات للعدو. وقد قام العدوطوال يوم 14 أكتوبر بهجريز نيران مدفعيته بعيدة المدى من عيار 155 مم و175 مم وقصفه الجوي على مواقع ووحدات الفرقة 21 المدرعة والفرقة 16 مشاة. وعندما حاولت بعض الاحتياطيات المدرعة للعدوالقيام بهجوم مضاد من اتجاه كثيب الحبشي من الجنوب على الطريق العرضي 2 قامت الفرقة 16 مشاة بصد هذا الهجوم، وتمكنت من تدمير أربعة دبابات.

وفي الساعة الواحدة والنصف ظهرا أصبح موقف الفرقة 21 المدرعة حرجا. فلقد عجز اللواء الأول المدرع عن تطوير أعمال قتاله شرقا وأصيب بخسائر كبيرة، وأصبحت دباباته المتبقية 66 دبابة. بينما تعرض اللواء 14 المدرع لهجوم جوي مركز ونيران كثيفة وضرب مباشر من الدبابات والصواريخ المضادة للدبابات، وأصبحت دباباته المتبقية 44 دبابة، أي حتى الفرقة فقدت حوالي 50% من دباباتها اذا أضفنا إليها دبابات اللواء الميكانيكي الذي لم يشهجر في القتال.

وكان اللواء 18 المشاة الميكانيكي مستمرا في التجمع في أرتال سرايا في منطقة الطالية استعدادا لدفعه للاشتباك، وقد تعرض أثناء ذلك لقصف جوي ونيران مدفعية مركزة أما وحدات مدفعية الفرقة فقد كانت ما تزال في محلاتها خلف خط الدفع داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة وقائمة بتقديم المعونة المطلوبة للوحدات بنيرانها. وكان قرار قائد الفرقة المدرعة هوالتمسك بالخط العام كثيب الصناعات عيفان بقوة اللواء 14 المدرع والكتيبة التي انضمت اليه من اللواء الأول المدرع، واعادة تجميع اللواء الأول المدرع (عدا كتيبة) في المنطقة جنوب كثيب أبووقفة مع استمرار تمركز اللواء 18 المشاة الميكانيكي غرب الطالية، وسرعة استعادة الكفاءة القتالية للفرقة استعدادا لاستئناف التقدم وتحقيق المهمة التي كلفت بها. وقد صدق قائد الجيش بالنيابة على قرار قائد الفرقة حوالي الساعة الثانية ظهرا. وفي نفس التوقيت قام اللواء تيسير العقاد الذي كان يتولى قيادة الجيش الثاني بالاتصال بالقائد العام الفريق أول أحمد اسماعيل بالمركزعشرة بالقاهرة وشرح له موقف الفرقة 21 المدرعة وقراره الذي أصدره باستمرار الفرقة في تحقيق مهمتها، ولكنه طلب من القائد العام تقديم معاونة جوية للفرقة لمساعدتها في ازاحة مقاومات العدوالتي اعترضت طريقها وأوقفتها عن التقدم.

وازاء الموقف الجديد بعد تمركز معظم وحدات الفرقة 21 المدرعة داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة، أصدر اللواء تيسير العقاد أمره باستمرار اللواء 24 المدرع في مكانه الأصلي في رأس كوبري الفرقة 2 مشاة وألغى القرار السابق بتحركه الى منطقة المحطة ثلاثة شرق الاسماعيلية ليكون احتياطيا في يد قائد الجيش لصالح رأس كوبري الجيش الموحد.

وكان الرئيس الراحل أنور السادات قد وصل حوالي الواحدة والنصف ظهرا يوم 14 أكتوبر إلى المركزعشرة بناء على طلب من القائد العام، وأخطره الفريق أول أحمد إسماعيل بعد حضوره إلى مقر القيادة بأن عملية تطوير الهجوم على طول الجبهة لم تصادف نجاحا، وأن القوات المدرعة والميكانيكية التي قامت بعملية تطوير الهجوم في قطاعي الجيشين الثاني والثالث قد منيت بخسائر كبيرة في الدبابات بلغت حوالي 250 دبابة. وأمر الرئيس الراحل السادات الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان بالتحرك في الحال إلى الجبهة لحمل معنويات الضباط والجنود. وفي حوالي الساعة الرابعة مساء وصل الفريق الشاذلي إلى مركز القيادة المتقدم للجيش الثاني، وقام بزيارة اللواء سعد مأمون الذي كان يرقد في الاستراحة والى جانبه الطبيب الذي كان يشرف على علاجه. وقد ذكر الفريق سعد الشاذلي في مذكراته أنه عندما أبلغ اللواء سعد مأمون أثناء زيارته له بأنه سيتم اخلاؤه الى مستشفى المعادي ، انزعج كثيرا ورجاه ألا يعمل ذلك مؤكدا أنه يستطيع حتى يمارس مسئولياته فورا، لكن الطبيب بناء على اتفاق مسبق مع سعد الشاذلي اتصل به هاتفيا صباح اليوم التالي (15 أكتوبر) وأبلغه بأن حالة سعد مأمون لم تتحسن، ولذا فقد تم اخلاؤه إلى مستشفى القصاصين في بادئ الأمر ثم الى مستشفى المعادي، حيث بقى فيه إلى ما بعد وقف إطلاق النار. وبعد حتى غادر الفريق الشاذلي غرفة اللواء سعد مأمون اجتمع مع ضباط قادة الجيش الثاني وبحث معهم الموقف، كما قام قام بالاتصال بجميع قادة الفريق وأبلغهم تحيات الرئيس وتشجيعه لهم.

ورغم تحذيرات العميد أ.ح. ابراهيم العرابي للفريق سعد الشاذلي بعدم العبور إلى شرق القناة نظرا لهبوط الظلام مما يفترض أن يجعل التحرك ليلا في ميدان المعركة عملية بالغة الخطورة ، فان الفريق سعد الشاذلي صمم على زيارة الفرقة 21 المدرعة نظرا لأنها التشكيل الذي تحمل العبء الأكبر من المعركة صباح هذا اليوم ولكنه عجز عن اجتياز القناة بعربته، فلقد عثر أحد الكباري مدمرا ووجد الكوبري الأخر مرفوعا من مكانه لتفادي تدميره بواسطة مدفعية العدوالتي كانت مستمرة طوال الوقت في عمليات القصف، ولذا فقد اضطر رئيس الأركان إلى العودة مرة أخرى إلى مركز قيادة الجيش فوصله حوالي الساعة الثامنة مساء. وبعد حتى اتصل هاتفيا بالعميد ابراهيم العرابي تحرك عائدا إلى القاهرة ووصل إلى المركزعشرة حوالي الساعة الحادية عشر مساءا، حيث أبلغ الموقف إلى الفريق أول أحمد إسماعيل. وحوالي منتصف الليل اتصل به الرئيس الراحل السادات، ولما استفسر منه عن الموقف أعاد على مسامعه جميع ما رآه وعمله في تلك الزيارة.

وفي الساعة التاسعة مساء كان الأوامر قد صدرت من قيادة الجيش الثاني بناء عل تعليمات القيادة العامة الى قائد الفرقة 21 المدرعة بتجميع الفرقة داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة قبل أوضوء يوم 15 أكتوبر، وذلك لتدعيم الدفاع عن رأس الكوبري مع استمرار أعمال اعادة تجميع الفرقة واستعادة كفاءتها القتالية في أقرب وقت ممكن.

ورغم الخسائر الجسيمة التي أصابت بها الفرقة 21 المدرعة، والمواقف الصعبة التي قابلتها خلال عملية تطوير الهجوم صباح يوم 14 أكتوبر، فان الفرقة قاتلت العدوقتالا مجيدا، وخسرت عدد كبير من رجالها ودباباتها. ولكن الظروف غير المواتية والأخطاء التكتيكية التي سقطت وقفت حائلا دون تحقيق الفرقة للمهمة التي تم تكليفها بها.

معركة اللواء 15 المدرع المستقل

كانت المهمة التي خصصت للواء 15 المدرع المستقل هي حتى يدفع كمفرزة أمامية للفرقة على المحور الشمالي بعد تدعيمه بوحدات الدعم اللازم بمهمة الوصول إلى منطقة بالوظة (تقع في أقصى شمال الطريق العرضي ثلاثة وعلى بعد 23 كم شرق القناة) والاستيلاء على تقاطع الطريق العرضي ثلاثة مع الطريق الساحلي الشمالي (طريق القنطرة شرق-العريش). ولتأمين تقدم اللواء المدرع، تقرر دفع كتيبة مشاة ميكانيكية من اللواء المشاة الميكانيكي بالفرقة 18 مشاة مدعمة بكتيبة دبابات اللواء على محور طريق القنطرة-حوض أبوسمارة بمهمة تأمين الجنب الأيمن للواء المدرع.

وفي الساعة العاشرة مساء يوم 13 أكتوبر، عرض العقيد أ. ح تحسين شنن قائد اللواء 15 المدرع قراره على العميد أ. ح فؤاد عزيز غالي قائد الفرقة 18 مشاة، وكان مبينا على أساس دفع اللواء المدرع في اتجاه بالوظة على ثلاثة محاور تتقدم على جميع محور منها كتيبة دبابات مدعمة. وقد تعينت الكتيبة التي تقرر تقدمها على المحور الأوسط (طريق القنطرة العريش الرئيسي) لتكون المفرزة الأمامية للواء، ويتم دفعها للاشتباك من خط الدفع داخل رأس كوبري الفرقة 18 مشاة الساعة السادسة والنصف صباح يوم 14 أكتوبر، على حتى تتبعها بعد فترة زمنية قدرها 45 دقيقة القوة الرئيسية للواء التي تتكون من كتيبة دبابات مدعمة ومركز قيادة اللواء المتقدم وتتحرك على محور الطريق الأيمن، وكتيبة دبابات مدعمة وتتحرك على محور الطريق الأيسر. وفي الساعة السادسة صباحا، تم دفع كتيبة المفرزة الأمامية بعد قصفة نيران مدفعية لمدة 15 دقيقة، وبعد حوالي 45 دقيقة أبلغ قائد كتيبة المفرزة الأمامية بتعرض كتيبته لنيران مدفعية مركزة، واتضح من استطلاعه للموقف حتى العدويحتل مسقطا دفاعيا حصينا يعترض طريق تقدم اللواء نحوالشرق، وكان هذا الموقف يبعد عن الحد الأمامي لدفاعات الفرقة 18 مشاة ما بين 2 إلى ثلاثة كم، ويمتد من بير البرج جنوبا إلى النقطة القوية رقم 17 شمالا. وكانت دفاعات العدوفي هذه النقطة القوية شديدة التأثير على عملية تقدم تشكيل اللواء، فقد كانت مجهزة بمرابض للدبابات وستائر من الصواريخ المضادة للدبابات، علاوة على معاونة المدفعية لها، ولم تكن تبعد عن الطريق الساحلي الرئيسي أكثر من 200 متر شمالا، مما جعلها تتحكم في هذا الطريق تحكما تاما، ولم يكن هناك أي أمل في امكان تحقيق اللواء لمهمته إلا بعد الاستيلاء على هذه النقطة القوية أوازاحة مقاومة العدومنها.

وحاول قائد كتيبة المفرزة الأمامية بعد توقفها أمام مقاومة العدومهاجمة النقطة القوية رقم 17 ، بعد حتى تم قصفها بنيران مجموعة مدفعية الفرقة لمدةعشرة دقائق، وذلك بلقاءتها بجزء من قوته مع القيام بحركة التفاق بباقي سراياه، ولكن الهجوم الذي قام به قائد الكتيبة تحت ستر كتيبة المدفعية الملحقة به لم ينجح لشدة النيارن المعادية المؤثرة على سراياه. وحاول قائد اللواء المدرع تعزيز هجوم كتيبة المفرزة الأمامية بدفع كتيبة الدبابات التي تتحرك على محور الطريق الأيمن من على الجانب الأيمن للمفرزة الأمامية في الساعة التاسعة صباحا لتواصل التقدم شرقا في اتجاه بالوظة، ولتصبح بعد نجاحها في اجتياز مقاومة العدوهي كتيبة المفرزة الأمامية للواء. ولكن هذه الخطة لم تنجح بدورها نظرا لكثافة نيران مدفعية العدووصواريخه المضادة للدبابات، مما أرغم كتائب اللواء الثلاث على التوقف تماما.

وقرر قائد اللواء ضرورة اقتحام قوة العدوالمتمركزة في النقطة رقم 17 لفتح الطريق أمام تشكيل اللواء لتحقيق مهتمه، وأبلغ قائد الفرقة قراره الذي كان يقضي بالهوم على مواقع العدوفي هذه النقطة القوية بعد قصفة نيران لمدةعشرة دقائق من مجموعة مدفعية الفرقة ومجموعة مدفعية اللواء بقوة كتيبتي دبابات في النسق الأول وكتيبة في النسق الثاني. وصدق قائد الفرقة على قراره. وفي الساعة الحادية عشرة صباحا بدأ الهجوم تحت ستر نيران المدفعية. وبعدعشرة دقائق أبلغ قائدا كتيبتي النسق الأول بكثافة نيران مدفعية العدوونيران صواريخه المضادة للدبابات من الأمام ومن الأجناب وعن وقوع خسائر كبيرة في وحدتيهما، مما أدى إلى انتشار سرايا الدبابات لتقليل الخسائر.

وفي حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا أصدر قائد اللواء المدرع أوامره بالتوقف على الخط الذي وصلت اليه الدبابات والتمسك به، وأوقف دفع كتيبة النسق الثاني التي كانت على وشك الدفع للاشتباك لتعزيز كتيبتي النسق الأول وأبلغ قيادة الفرقة 18 مشاة بالتوقف.

ولم يلبث قائد الفرقة حتى أصدر أمره الى قائد اللواء المدرع بالتمسك بالخط الذي وصلت اليه قواته وتعزيز كتيبتي النسق الأول بتدعيمات من الأسلحة المضادة للدبابات. وفي الساعة السادسة مساء أمر قائد الفرقة - بناء على تعليمات قيادة الجيش الثاني – باعادة تجميع اللواء في منطقة تمركزه بالقنطرة شرق، وتم التطبيق بسحب قوات النسق الأول تحت نيران كتيبة النسق الثاني. وعاد اللواء 15 المدرع المستقل الى مسقطه الأصلي داخل رأس كوبري الفرقة 18 مشاة بعد حتى بلغت خسائره نحو18 دبابة ت 62 و6 عربات مدرعة ب.ك.

تقييم خطة تطوير الهجوم شرقا

لم يكن في الامكان نجاح عملية تطوير الهجوم بناء على الخطة التي وضعت أوباجراءات التطبيق التي تمت. فلقد أجري الهجوم بالقوات المدرعة بطريقة الهجوم المدرع المتدرج اذ تم التخطيط لدفع أربعة ألوية مدرعة ولواءين مشاة ميكانيكيين على لقاءة طولها حوالي 15 كم على أربعة محاور منفصلة ليس بينها أي ترابط أومعونة متبادلة. ويكفي حتى نذكر حتى المحور الشمالي الذي تقدم عليه اللواء 15 المدرع المستقل كان يبعد عن محور الطريق الأوسط الذي تقدمت الفرقة المدرعة جنوبه في اتجاه الطاسة بمسافة لا تقل عن 50 كم، كما حتى محور طريق مضيق متلا في أقصى الجنوب الذي تقدم عليه اللواء ثلاثة المدرع من الفرقة أربعة المدرعة كان يبعد عن الطريق الأوسط بمسافة لا تقل عن 60 كم. هذا ولم يشهجر في القتال العملي يوم 14 أكتوبر سوى أربعة ألوية مدرعة فقط (لواء على المحور الشمالي ولواءين جنوب الطريق الأوسط ولواء على المحور الجنوبي) اذ لم يجد قائد الفرقة 21 المدرعة وكذا قائد الجيش الثاني اي جدوى من دفع اللواء 18 المشاة الميكانيكي (النسق الثاني للفرقة) للاشتباك لتعزيز هجوم اللواءين المدرعين بالنسق الأول وفقا للخطة الموضوعة بعد توقفهما تماما أمام مقاومات العدو، فان الفشل وفقا للمبادئ التكتيكية لا ينبغي تعزيزه. كما لم يقم اللواء 11 مش ميكا من الفرقة السابعة مشاة بالهجوم على طريق مضيق الجدي يوم 14 أكتوبر، كما كان مقررا بالخطة، فقد اتضح أنه قام بعملية التطوير وحده على طول الجبهة يوم 13 أكتوبر حسب التعليمات الأولية التي صدرت بعد ظهر يوم 12 أكتوبر بسبب عدم ابلاغ قائد الفرقةسبعة مشاة بتأجيل الهجوم 24 ساعة – عن طريق شعبة العمليات – ولم يكن في الامكان بعد حتى عجز اللواء عن تحقيق هدفه وعاد إلى رأس كوبري الفرقة عند منتصف الليل حتى يعاود الهجوم في الساعة السادسة والنصف صباحا وفقا للخطة، ولذلك تأجلت ساعة دفعه إلى الواحدة والربع ظهرا. وقبل حتى يحل الموعد كان الأمر بوقف دفعه قد صدر، فظل متمركزا في مواقعه داخل رأس كوبري الفرقةسبعة مشاة.

ولقد القيادة المصرية في هذا اليوم في نفس الأخطاء التكتيكية التي سقطت فيها القيادة الإسرائيلية من قبل عندما شنت هجومها المضاد الرئيسي على لقاءة الجيش الثاني يومثمانية أكتوبر من ناحية تجاهل المبادئ السليمة لاستخدام المدرعات والتي تقي باستخدام القوات المدرعة بطريقة مجمعة مثل قبضة اليد، مما يعني ضرورة حشد تشيكلات ووحدات مدرعة ضخمة على لقاءة ضيقة ليتسنى لها احداث قوة الصدمة المطلوبة واختراق المواقع الدفاعية للعدو. أما التخطيط لهجوم مدرع على طول جبهة القتال باستخدام أربعة ألوية مدرعة على محاور منفصلة ومتباعدة بعضها عن بعض بحيث لا يمكن اجراء أي تعاون بينها أوتنسيق بين هجماتها، فهذا يعني حتى المعركة تعتبر فاشلة من قبل حتى تبدأ.

ويبدوحتى معظم القادة على مختلف المستويات قبل المعركة لمقد يكونوا مقتنعين بسلامة الخطة ولم يكن لديهم الشهور بامكان تحقيقها للأغراض التي كانت تستهدفها على عكس الشعور الحمايس الجارف الذي كان سائدا يومستة أكتوبر قبل اجتياز قناة السويس. ويبدوأنهم كانوا يعتبرون العملية مجرد تأدية واجب لارضاء الرئيس الذي اصدر القرار السياسي. وليس أدل على ذلك من حتى بعض الوحدات (اللواء ثلاثة المدرع من الفرقة أربعة المدرعة واللواء المشاة الميكانيكي من الفرقةسبعة مشاة) تم تدفعهما للهجوم دون حتى تصلهما بعض وحدات الدعم الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها، والتي أثر غيابها بلا شك على أعمال قتال هذه الوحدات بحيث عجزت عن تحقيق المهام الموكولة إليها. ويبدوذلك أيضا في سرعة توقف الوحدات القائمة بالهجوم فور اصطدامها بمواقع دفاعية للعدووعدم بذل محاولات جدية ومستميتة للتقدم كما كان الحال يجري عقب اقتحام قناة السويس. كما تتذح هذه الظاهرة بجلاء في امتناع قادة التشكيلات الأعلى عن مساعدة الوحدات الفرعية المتوقفة أمام مقاومات العدوبجميع ما يملكونه من وسائل لضمان مواصلة تقدمها أوعلى الأقل اصدار الأمر لها بالتمسك بالمواقع التي وصلت إليها. وبدلا من ذلك نجد حتى جميع الأوامر التي صدرت بعد ظهر يوم 14 أكتوبر للوحدات التي قامت بالتطوير هي هجر مواقعها التي وصلت اليها بعد حتى تكبدت خسائر جسيمة، والعودة ثانية إلى رؤوس الكباري التي بدأت منها الهجوم مما يخالف المبادي المتفق عليها.

ولا شك أنه من الأخطاء التكتيكية الجسيمة التي سقطت هودفع الألوية المدرعة للهجوم باللقاءة على مواقع تجاوز اعدادها بتجهيزات هندسية ومجهزة بمرابض للدبابات وبستائر من الصواريخ المضادة للدبابات دون حتى تشهجر معها في الهجوم قوات من المشاة المترجلة لمعاونتها في الوصول إلى مواقع العدوباستخدام تكتيكات المشاة في الضرب بالنيران مع الحركة للأمام وبدون دعم قوي ومؤثر من المدفعية والطيران لاسكات مقاومة العدو، اذ حتى ذلك لم يكن متيسرا بالنسبة لضعف المعلومات عن العدو. وكانت النتيجة كما كان متسقطا خسارة القوات المدرعة المصرية عددا من الدبابات في هجوم يوم 14 أكتوبر في بضع ساعات يزيد على جميع ما خسرته طوال الأيام الثمانية الأولى من الحرب.

لقد كانت عملية تطوير الهجوم في التوقيع الخاطئ الذي تمت فيه وبالخطة الحربية القاصرة التي وضعت، عملية لم يكن في الامكان نجاحها بأي صورة من الصور، وقد أجريت رغم معارضة بعض كبار القادة المسئولين، ومنهم قائدا الجيش الثاني والثالث تطبيقا لقرار سياسي عاطفي لم يراعي الاعتبارات العسكرية، وكان هدفه كما أعرب الرئيس السادات الذي كان المسئول عن اصداره تخفيف الضغط عن سوريا ومن المؤسف حتى هذه العملية الحربية التي خسرت فيها القوات المصرية خسارة كبيرة في الأرواح والأسلحة والمعدات (كانت الخسارة في الدبابات فقط حوالي 250 دبابة) والتي تسببت في اهتزاز الروح المعنوية بين أفرادها، لم تحقق الهدف المنشود بالمرة، فلم تسحب إسرائيل أي جزء من قواتها من جبهة سوريا إلى الجبهة المصرية، وعلى عكس ما جرى في القوات المصرية، حملت نتائج المعركة معنويات الإسرائيليين. كما ذكر الجنرال هيرزوج في كتابه حرب التكفير: اتصل الجنرال حاييم بارليف قائد القيادة الجنوبية برئيسة الحكومة جولدا مائير عقب المعركة، ونطق لها بصوته الهادئ "كان هذا يوما جيدا عادت قواتنا إلى نفسها، وكذلك عاد المصريون أيضا". ولم تكن القوات الإسرائيلية على جبهة سيناء في اليوم التاسع من الحرب في حاجة إلى قوات تأتي لنجدتها من الجبهة السورية، فقد كان متمركزا في الجبهة المصرية وقتئد ثلاثة فرق مدرعة كاملة بقيادة الجنرالات: ابراهام أدان (برن) وأريل شارون وحدثان ماجن، وقد كانت كافية لصد أي هجوم مصري خاصة اذا وضعنا في الاعتبار حتى الوقفة التعبوية التي لم يكن لها داع والتي استمرت خمسة أيام على الجبهة المصرية (من يومتسعة إلى يوم 13 أكتوبر) أتاحت الفرصة للقيادة الإسرائيلية الجنوبية لاعداد نفسها وقواتها لدحر أي هجوم مصري محتمل، فقد تم وصول جميع القوات الاحتياطية، وأعيد تنظيم الفرق المدرعة على أسس سليمة، وتم استعاضة واصلاح جميع الأسلحة والمعدات التالفة والمدمرة، والأهم من ذلك حتى الوقت قد أتيح لهذه القيادة والقيادات التي تتبعها لتحصين المواقع الدفاعية التي تقابل رؤوس الكباري المصرية بالتجهيزات الهندسية الكافية، وتم تجهيزها بمرابض الدبابات والأسلحة المضادة للدبابات وأعدت المدفعية خططها وحساباتها لغمر أرض القتل المحصورة بين الحدود الأمامية لرءوس الكباري المصرية وبين المواقع الإسرائيلية بنيران مركزة ومؤثرة من مدافعها الميدانية والبعيدة المدى وهاوناتها الثقيلة.

هذا وقد اتخذت القيادة الإسرائيلية قرارها بهجريز الجهد الرئيسي لإسرائيل على الجبهة المصرية اعتبارا من 14 أكتوبر، ليس بسبب عملية تطوير الهجوم، وانما لأن خطتها في تصفية الجبهة السورية قد تحققت بعد حتى تم استقرار هذه الجبهة يوم 13 أكتوبر، ولم يكن هذا القرار يعني من الناحية الواقعية نقل قوات برية من الشمال إلى الجنوب، فقد كان ذلك صعبا لاعتبارات عسكرية وادارية عديدة، علاوة على عدم الحاجة إليه وقتئذ، وانما كان يعني في المقام الأول نقل الجهد الرئيسي للسلاح الجوي الإسرائيلي الى الجبهة المصرية.

دبابة M60 تنزل من طائرة الشحن سي-5 گالاكسي تابعة للقوات الجوية الأمريكية في سيناء لدعم إسرائيل، فيما سمي عملية عشب من النيكل
داڤيد إلعازر، رئيس أركان القوات المسلحة الإسرائيلية (1972-1974)، والذي أقيل بعد الحرب مباشرة.

هذا ويعد يوم 14 أكتوبر 1973 من الأيام الحاسمة في تاريخ حرب أكتوبر. فقد أمكن للقوات الإسرائيلية عقب القضاء على عملية تطوير الهجومن انتزاع ميزة المبادأة من يد القوات المصرية التي ظلت في حوزتها منذ بداية الحرب. ومما يشير على ذلك حتى الجنرال دافيد أليعازر رئيس الأركان العامة الإسرائيلي أصدر أوامره الى القيادة الجنوبية بعد ظهر يوم 14 أكتوبر عقب انتهاء العمليات بالاستعداد فورا لتطبيق عملية اجتياز قناة السويس من الشرق إلى الغرب من منطقة الدفرسوار في الليلة التالية 15/16 أكتوبر. كما أنه في الساعة السادسة والنصف من مساء هذا اليوم هبطت في مطار اللد الطائرة الأولى العملاقة من طراز جالاكسي سيخمسة من طائرات الجسر الجوي الأمريكي، فلقد كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون قد أصدر أمره يوم 13 أكتوبر باقامة جسر جوي أمريكي لامداد إسرائيل بالأسلحة والمعدات الحربية التي بحاجة إليها بصورة علنية ومن قواعد أمريكية. واستطاع الجسر الجوي نقل أكثر من 800 طن يوميا من الأسلحة والمعدات والذخائر التي تم نقل معظمها إلى الجبهة الإسرائيلية في سيناء، بعد حتى كاد النشاط يتوقف على الجبهة السورية. وبدأت القوات الإسرائيلية في سيناء منذ هذا التوقيت تتلقى سيلا لا ينبتر من الأسلحة والمعدات المتطورة الأمريكية، بحيث أصبحت لا تعاني من أي عجز أوقصور في أي نوع من الأسلحة والمعدات والذخائر أوالمهمات، بل بدأت في استخدام أسلحة ومعدات جديدة لم يسبق لها استخدامها في الفترة السابقة من الحرب لعدم وجودها من قبل في حوزة إسرائيل مثل الصواريخ تاوTow المضادة للدبابات والقنابل والصواريخ التلفزيونية. كما نقلت عبر الجسر الجوي الأمريكي معدات وأجهزة إلكترونية متقدمة، ولذا وصل معها خبراء أمريكيون متخصصون في الإلكترونيات لتدريب الجنود على استخدامها. وبسبب هذه التطورات المفاجئة التي جرت يوم 14 أكتوبر وقع تحول خطير في مجرى الأحداث وسير الحرب، وقابلت القوات المصرية في صبر وبطولة وجلد خلال الأيام العشر التالية من 15 أكتوبر حتى صدور قرار مجلس الأمن رقم 340 في 24 أكتوبر بانشاء قوة طوارئ دولية فترة صعبة وأوقاتا عصيبة للغاية.

المصادر

  1. ^ Shazly The Crossing of the Suez p.161
  2. ^ A Critical Review of the 1973 Arab-Israeli War
  3. ^ Shazly The Crossing of the Suez p.248
  4. ^ Shazly The Crossing of the Suez p.248
  5. ^ Operation Valiant: Turning Of The Tide In The Sinai 1973 Arab-Israeli War
  6. ^ Shazly The Crossing of the Suez p.248
  7. ^ Dr. George W. Gawrych The 1973 Arab-Israeli War: The Albatross of Decisive Victory p.56–57
  • حماد, جمال (2002). المعارك الحربية على الجبهة المصرية. القاهرة، مصر: دار الشروق. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

وصلات خارجية

  • شهادة عبد المنعم واصل عن تطوير الهجوم
تاريخ النشر: 2020-06-07 22:09:33
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, Pages with citations using unsupported parameters, نزاعات 1973, 1973 في مصر, معارك حرب أكتوبر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

المصري × المقاولون العرب .. ننشر تشكيل المباراة بالجولة الـ25

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:22:24
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

محللون إماراتيون: العلاقات مع مصر مهمة لاستقرار المنطقة ووحدة العرب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:21:59
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

جدل في بريطانيا بسبب برنامج تلفزيوني عرض أجساما عارية على مراهقين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:21:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

وفد «التنسيقية» يشارك في الخيمة السياسية لحزب الشعب الجمهوري

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:22:03
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

تطبيق "يا خبر".. لو عايز تعرف الخبر الصح (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:22:10
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

"جميلة" الحلقة 22.. شيرى تتأكد من علاقة زوجها مع عبير صبرى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:22:11
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 59%

تنسيقية شباب الأحزاب تنشر توصيات ورشة المسئولية الطبية (إنفوجراف)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:22:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

ورشة عمل حول قانون وسياسات المنافسة لطلاب جامعة الإسكندرية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:22:08
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

« مدحت عبد الهادي» يعلن تشكيل الزمالك لمواجهة حرس الحدود

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:22:26
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

إجازة البنوك في عيد الفطر 2023 وإجازة القطاع الخاص

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:22:11
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

مسلسل جميلة.. تعرف على ملخص الحلقة 22 للنجمة ريهام حجاج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:21:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

بعد قليل.. عرض الحلقة السابعة من مسلسل جت سليمة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:21:51
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

مسلسل الكبير أوي7 الحلقة 22.. "المزاريطة" يخسر الشوط الأول بسبب "بعزق"

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:21:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

بعد قليل.. «الحياة» تعرض الحلقة 6 من مسلسل كشف مستعجل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-13 21:21:55
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية