حرب الاستنزاف

عودة للموسوعة

حرب الاستنزاف

حرب الاستنزاف
جزء من الصراع الإسرائيلي العربي

حرب الاستنزاف المصرية الإسرائيلية هجرزت حول قناة السويس
التاريخ يونيو1968 -سبعة أغسطس, 1970 (وقف اطلاق نار)
المسقط
شبه جزيرة سيناء (تحت السيطرة الإسرائيلية)
النتيجة مصر وإسرائيل، جميع منهما اعتبر نفسه منتصراً
الخصوم
إسرائيل مصر
القادة والزعماء
حاييم بارليڤ
مردخاي هود
عبد المنعم رياض
أحمد إسماعيل علي
القوات
غير معروفة
خبراء أمريكان: غير معروف عددهم
مصريون: غير معروف
خبراء سوڤييت: 10,700-12,300
كوريا الشمالية: أطقم طيارين
الخسائر
1424 جندي و>127 مدني قتلى
2,000 جندي و700 مدني جرحى
15–16 طائرة اسقطت
~5,000 جندي مصري قـُتلوا (تقدير)
3 طيارون سوڤييت قـُتلوا

101–113 طائرة اسقطت

حرب الإستنزاف تعبير أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية بين الفترة يونيو1968 والتي دارت بين القوات المصرية شرققناة السويس والقوات الاسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء عقب حرب الايام الستة التي احتلت فيها اسرائيل الأرض العربية في جميع من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء.

ضمت الحرب عمليات متعددة ضمت العمق المصري ومناطق خارج منطقة الصراع تماما مثل عملية تفجير الحفار الإسرائيلي في المحيط الأطلنطي وليس الجبهة فقط انتهت الحرب بموافقة عبد الناصر على مبادرة روجرز في مايو1970.

هاجمت الطائرات الاسرائيلية أهدافاً في داخل مصر بسبب ضعف الدفاعات الجويةالمصرية آنذاك مثل عملية بحر البقر التي قصف فيها الاسرائيليون مدرسة ابتدائية وأدت تلك العمليات الجوية الاسرائيلية إلى دفع مصر لإنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1969 وتبعه انشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام وقد حمى جميع السماء المصرية وأضعف التفوق الجوي الاسرائيلي.

نص كتاب نوار.. عين الصقر.. قناص حرب الاستنزاف انقر على الصورة للمطالعة

أحداث حرب الاستنزاف

بدأت الحرب في مارس 1969 وانتهت بموافقة عبد الناصر على مبادرة وزير الخارجية الأمريكى روجرز لوقف إطلاق النار في الثامن من أغسطس 1970 .


نصر ولا ريب

اطمأنت القيادة العسكرية المصرية لموقف قواتـها في الجبهة، بعد ما دار في الفترة السابقة من أعمال قتال ودروس مستفادة.. فكان لابد وأن تستأنف قتال العدوبصورة أكبر. فصدرت الأوامر بتوجيه قصفة مدفعية مركزة على طول الجبهة يومثمانية مارس 1969 بحشد نيراني بلغ 24 كتيبة مدفعية، علاوة على أسلحة الضرب المباشر. واستمرت القصفة خمسة ساعات متواصلة وأحدثت خسائر شديدة في دشم بارليف وبطاريات المدفعية الإسرائيلية ومناطق الشئون الإدارية.

جنازة الشهيد عبد المنعم رياض

ولأن مصر كما قلنا ُولدت من حديث في 11 يونيو67، فقد مضى الفريق/ عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة ومعه اللواء/عدلي سعيد قائد الجيش الثاني واللواء/ عبد التواب هديب مدير المدفعية لتفقد وحدات المدفعية في صباح اليوم التالي. وتفقدوا قطاع القنطرة واطمأنوا على الروح المعنوية، ثم طلب الفريق رياض تفقد مسقط النقطة نمرةستة شرق الإسماعيلية حيث كانت تتميز بتحصين إسرائيلي كبير. وبعد إتمام المشاهدة ولحظة خروجه من المسقط انطلقت مدفعية العدووسقطت دانه بالقرب منهم وأصيب القادة الثلاثة، لكن الفريق/ رياض استشهد بعد لحظات. وكان لاستشهاد الفريق رياض سقط شديد على مصر كلها تجلى في جنازته التي احتشد فيها الآلاف من المدنيين يودعون ابن من أبناء مصر المخلصين.

اشتعلت الجبهة حماساً لاستشهاد الفريق رياض، فنشطت الدوريات بمختلف أنواعها علي طول الجبهة بمهاجمة واقتناص للمعدات والأفراد من الضفة الغربية.. وسنعرض لبعض عمليات قوات الجبهة التي تمت بعد استشهاد الفريق رياض وأهمها :

في 15/3/1969 دفع قائد الكتيبة 33 صاعقة الرائد/ مدحت عثمان دورية استطلاع من ضابط ومعه ثلاثة فرد لاستطلاع النقطة القوية جنوب البحيرات المعروفة باسم التبة المسحورة. ونجحت الدورية في الحصول على المعلومات التفصيلية عن النقطة بل تمكنت من الحصول على بعض الذخائر. وتم التدريب على مسقط مماثل هيكلي لمدة 20 يوماً بهدف إيقاع أكبر خسائر في العدو والحصول على أسير. وفى 16/4/1969 تم دفع الدورية بقيادة الملازم أول/ محمد مصطفي ومعه قائد مجموعات الاقتحام. الملازم أول/ عبده عهده و43 فرد صف وجندي. وقبل العبور قامت الدورية بأداء ركعتين لله وبعد انتهاء الصلاة حمل العريف/ فتحي يونس يديه داعيا بصوت خفيض اللهم ارزقنا الشهادة، وكان بجواره ملازم أول/ عبده عهده الذي نطق له - مستعجل ليه يا فتحي فرد عليه عريف فتحي يونس : حد يطول يا فندم - ربنا يكرمنا وننفذ المهمة وعبرت الدورية القناة في العاشرة مساء في صمت تام، مسلحة بالبنادق الآلية والقنابل وقواذف أر.بي.جى. وألغام مضادة للدبابات ومعدات لفتح الثغرات. كان التخطيط محكما، عبرت الدورية على يسار النقطة بمسافة 600 متر وقامت بالالتفاف ونفذت الهجوم من ناحية الشرق خلف النقطة.. وحدث اشتباك مع أفراد النقطة الذين لم يتسقطوا حتى الهجوم من الشرق وسقط من العدوالإسرائيلي حواليعشرة قتلى. وتم القبض على أحدهم حيا تم سحبه والعبور به بواسطة ملازم أول/ عبده عهده وتولى محمد مصطفي تأمين عودة الدورية. وعادت الدورية كلها بسلام ومعها الأسير ادمون مراد اهارون. لكن استشهد عريف فتحي يونس بعد وصوله للضفة الغربية بعد حتى أصيب أثناء الهجوم.

وفي كتاب " أسرار جديدة عن حرب الاستنزاف" الذى صدر عن الهيئة المصرية للكتاب في 2005 ، واعتمد في محتوياته على شهادة شخصيتين كان جميع منهما قريبا جدا من أسرار حرب الاستنزاف وعملياتها هما: عبده مباشر رئيس القسم العسكري الاسبق في الأهرام، وعميد بحري سابق هوإسلام توفيق ، اتى حتى اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية في هذا الوقت أقنع الرئيس عبد الناصر حتى صورة القائد والضابط والجندي الإسرائيلي في مخيلة القوات المصرية على ضوء نتيجة يونيو1967 هي صورة المقاتل السوبر (المقاتل الذي لا يقهر)، ولوتم هجر هذه الصورة لتترسخ لأصبح من المتعذر على القوات المصرية حتى تقابل جيش الاحتلال الاسرائيلي في أي صراع عسكري مقبل .

ووفقا للواء محمد صادق ، فإنه إذا كانت مصر ستخوض معركة مقبلة لتحرير أرضها واستعادة كبريائها فإن المستوى الأولى هي تحطيم صورة المقاتل الاسرائيلي السوبر قبل حتى تترسخ في عقول المقاتلين المصريين ، ولتحقيق هذا الهدف فإنه من الضروري حتى تبدأ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في شرققناة السويس ، مؤكدا حتى سقوط قتلى وجرح وأسرى في صفوف العدوسيؤدي إلى استنزافه ونزع هذه الهالة التي اكتسبوها في يونيو1967.

ولذا تضمنت حرب الاستنزاف هجمات متعددة ضد الاحتلال في سيناء وحتى في مناطق خارج منطقة الصراع تماما مثل عملية تفجير حفار إسرائيلي في المحيط الاطلنطي ، ومن أبرز منجزاتها عملية ايلات التي تم خلالها الهجوم على ميناء أم الرشراش الذي أسمته إسرائيل إيلات بعد احتلاله حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق بارجة إسرائيلية وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية المصريين بالتعاون مع القوات الأردنية والعراقية ومنظمة التحرير الفلسطينية.

لقد سطر أبطال "المجموعة 39 قتال" التي كان يقودها العميد إبراهيم الرفاعي الذى استشهد فيمابعد بحرب أكتوبر بأسمائهم في سجل التاريخ بالنظر إلى المهام الخطيرة التى أوكلت إليهم وتم تطبيقها بنجاح خلال حرب الاستنزاف ، وكانت تلك المجموعة تضم خيرة مقاتلي الصاعقة والضفادع البشرية والصاعقة البحرية وأذاقت جيش الاحتلال الإسرائيلي الويل والأهوال وسببت لجنوده حالة هيستيريا دائمة حتى أنهم كانوا يحاولون الوصول بأية وسيلة إلي معلومات عن تلك المجموعة وأساليب عملها ، بل أنهم حددوا أسماء ثلاثة من رجال المجموعة للوصول إليهم أحياء أوأموات وهم الشهيد إبراهيم الرفاعي والقائد الثاني للمجموعة الدكتور علي نصر ثم المقاتل الفذ علي أبوالحسن الذي شارك في 44 عملية خلف خطوط العدوفي حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر .

الجانب المصري

انتهت حربخمسة يونيوأوحرب الأيام الستة كما سمتها إسرائيل بنهاية مأساوية كشفت عن كثير من أوجه القصور في القوات المسلحة المصرية بشكل عام وفي القوات التي تتولى مهام الدفاع الجوي بشكل خاص ولذا وضعت القيادة السياسية جملة من الأهداف لتجاوز النكسة تتمثل في : إعادة بناء القوات المسلحة ، إعادة الثقة للجنود في أنفسهم وفي قادتهم ، إعادة الضبط والربط ، إعادة تدريب القوات ، تنظيم الوحدات ، ومن هنا بدأت فترة الصمود وحرب الاستنزاف وبناء حائط الصواريخ.

بعد النكسة حاول الإسرائيليون الدخول واحتلال مساحات أوسع من أرض سيناء حيث تحركت قوات العدومن القنطرة في اتجاه بور فؤاد ولكن بعض قوات الصاعقة المصرية قامت ببث الألغام في طريقهم وعندما تقدم العدوانفجرت هذه الألغام فمنعت العدومن التقدم في 1 يوليو1967 وهى المعركة التى أطلق عليها " معركة رأس العش " .

وفي 2 يوليو67 ، حاولت إسرائيل الاستيلاء علي بور فؤاد ولكن أفراد القوات المصرية تصدوا لهم بالأسلحة الخفيفة ودمرت عربات المدرعات المتقدمة واضطر العدوحتى ينسحب بقواته وسميت هذه المعركة ب معركة رأس العش .

وفى 14، 15 يوليو67 ، قامت القوات المصرية بإطلاق مدفعية عنيفة علي طول الجبهة وذلك بعد اشتباكات مع العدوفي الجنوب في اتجاه السويس والفردان وقد كان ذلك تمهيدا لطلعة طيران قوية حيث خرجت القوات الجوية باكملها وهى تضرب في الجنوب فتحول العدوبقواته الي الجنوب وهجر الشمال بغير غطاء فانطلق الطيران المصري الي الشمال وأسقط خسائر كبيرة في صفوف القوات الاسرائيلية .

وقامت القيادة الاسرائيلية علي صدي هذه الضربة الجوية الصائبة بطلب وقف اطلاق النار من امريكا التي كلفت سكرتير عام الامم المتحدة بابلاغ الرئيس جمال عبد الناصر عبر التليفون بهذا الطلب الاسرائيلي وكان قائد الطيران في هذا الوقت هوالفريق مدكور أبوالعز.

وفي 21 أكتوبر67 ، قامت البحرية المصرية بتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات ، ويروى اللواء محمد عبد الغنى الجمسى في مذكراته عن حرب اكتوبر تفاصيل ما وقع في هذا اليوم ، قائلا :" اتى يوم 21 اكتوبر 1967وقد وصلت إلى مركز قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية ، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة (وقد كنت أنا وقتها رئيس أركان للجبهة) يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر في المنطقة شمال بورسعيد .

كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة ، وقد استعدت قوات القاعدة لمهاجمة المدمرة عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتطبيق . وظلت المدمرة المعادية تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض البحر ، وتكرر ذلك عدة مرات بطريقة استفزازية وفى تحرش واضح ، لإظهار عجز قواتنا البحرية عن التصدى لها ".

وأضاف الجمسى قائلا : :" وبمجرد حتى صدرت اوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتطبيق المهمة . هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات " شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها . وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى.

عاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر جميع قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة وحقق تلك النتيجة الباهرة" .

وأكد الجمسى حتى إغراق المدمرة إيلات بواسطة الصواريخ البحرية التي استخدمت لاول مرة كان بداية فترة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى في العالم وأصبح هذا اليوم ـ بجدارة ـ هويوم البحرية المصرية.

ووفقا للجمسى فقد طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية حتى تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة واستجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل في عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم ، مشيرا إلى حتى هذه الضربة كانت هي حديث العالم كله .


حائط الصواريخ

المدمرة إيلات

في رد وحشى على خسائره في حرب الاستنزاف ، هاجم العدوالإسرائيلى أهدافا مدنية داخل مصر بسبب ضعف الدفاعات الجوية المصرية مثل مجزرة بحر البقر التي قصف فيها العدومدرسة ابتدائية وأدت تلك العمليات الجوية الاسرائيلية إلى دفع مصر لإنشاء سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1968 وتبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام وقد حمى جميع السماء المصرية وأضعف التفوق الجوي الاسرائيلي.

لقد كانت قوات الدفاع الجوي قبل النكسة تعتبر فرعاً من سلاح المدفعية، وتحت القيادة العملياتية للقوات الجوية وهذا التنظيم معمول به في كثير من دول العالم ولكن من دروس حربي 1956 و1967 عثر حتى القوة الجوية الإسرائيلية مركزة في يد قائد واحد ولذا من الضرورى هجريز جميع الأسلحة والمعدات المضادة لها والمكلفة بالتعامل معها وصدها في يد قائد واحد ضماناً للتنسيق وتوحيداً للمسئولية وتحقيقاً للنجاح.

وكان القرار بإنشاء قوات الدفاع الجوي المصري قوة مستقلة قائمة بذاتها، لتصبح القوة الرابعة ضمن القوات المسلحة المصرية التي تضم القوات البرية والبحرية والجوية وذلك في أول فبراير 1968 .

وبدأ التخطيط لبناء منظومة دفاع جوي من منطلق الدور الرئيسي لهذه المنظومة والذي يتمثل في توفير الدفاع الجوي عن القوات والأهداف الحيوية في الدولة ضد هجمات العدوالجوي لذا ينبغي حتى تحقق المنظومة ثلاثة أهداف رئيسية هي استطلاع العدوالجوي والإنذار عنه ومنع العدومن استطلاع القوات المصرية ثم توفير الدفاع الجوي عن القوات والأهداف الحيوية.

ولتحقيق هذا تضمنت منظومة الدفاع الجوى عدة عناصر متناسقة متعاونة تعمل تحت قيادة واحدة هي : نظام القيادة والسيطرة، نظام الاستطلاع والإنذار ويضم أجهزة رادار أرضية أومحمولة جواً، وأقماراً صناعية، وشبكات المراقبة الجوية بالنظر ، نظم القتال الإيجابية، وتضم: المقاتلات، والصواريخ الموجهة، والمدفعية المضادة للطائرات، أنظمة الحرب الإلكترونية.

كتاب حرب الثلاث سنوات، تأليف الفريق أول محمد فوزي. انقر للمطالعة.

أما بالنسبة لحائط الصواريخ ، فإنه عندما ارتفعت خسائر إسرائيل نتيجة حرب الاستنزاف فقد قررت في ‏6‏ يناير‏1970 بناء على اقتراح وزير الحرب موشى ديان إدخال السلاح الجوى الإسرائيلي إلى المعركة، وزعمت رئيسة وزراء إسرائيل في هذا الوقت گولدا مئير حتى الطريقة الوحيدة لمنع المصريين من تحرير سيناء هي ضرب العمق المصري بعنف.‏

ودخل الطيران الإسرائيلي بكل ثقلة مدعوما بالمقاتلات الحديثة من طراز سكاى هوك والفانتوم والميراج ليبدأ بمهاجمة القوات العسكرية في البداية ثم انتقل إلى الأهداف المدنية .

ونظرا لأن السياسة التى اتبعها السوفيت عقب نكسة 1967 كانت تقضى بتزويد مصر بأسلحة دفاعية وعدم تزويدها بأسلحة متقدمة فقد فرضت إسرائيل سيطرتها الجوية ليس فقط على الجبهة ولكن على مصر كلها .

ونفذ الاحتلال الإسرائيلى الكثير من الهجمات الجوية خلال الفترة من يناير حتي إبريل عام 1970 وبلغ إجمالي طلعات الطيران ‏3838‏ طلعة جوية، وخلال هذا التصعيد ارتكبت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلى جريمتين بشعتين وهما الغارة الجوية على مصنع أبوزعبل والأخري على مدرسة بحر البقر فيثمانية أبريل 1970، الأولى تسببت بمقتل 70 عاملا وإصابة 69 آخرين وزعمت إسرائيل أنها سقطت بطريق الخطأ والأخرى تسببت بمقتل 31 طفلا وجرح 36 آخرين ، مما أساء الاستياء العالمى.

أمام جميع هذا عقد الرئيس جمال عبد الناصر ثلاثة اجتماعات رئيسية مع القيادت الجوية والدفاع الجوى اللذين أكدوا له عجز شبكة الدفاع الجوى المصرى عن التصدي للطائرات الإسرائيلية بأجهزتها المتطورة ولذلك قرر السفر إلى موسكوفي زيارة سرية لامداد مصر بنظام دفاع جوى متكامل.

كانت شبكة الدفاع الجوى اللازمة للجيش المصرى تطلب عدة عناصر رئيسية وهى: وجود أجهزة رادارية متطورة للانذار المبكر وتتبع الطيران المعادى، توافر مقاتلات اعتراضية للاشتباك والمطاردة خارج الحدود ، ايجاد شبكة متطورة من الصواريخ أرض جوللدفاع الثابت، توافر الأجهزة الإلكترونية التى يمكن بفضلها اكتشاف الطائرات المعادية على مسافات بعيدة وأيضا إطلاق صواريخ جوجوأوأرض جوعلى الطائرات المغيرة .

ولذا طلب جمال عبد الناصر من السوفيت تزويد مصر بوحدات كاملة من المقاتلات الاعتراضية المتطورة (ميج 21 بالمحرك ي 511) ووحدات متكاملة من كتائب صواريخ سام ثلاثة للقاءة الطيران المنخفض وأيضا أجهزة رادار متطورة للانذار (ب15) .

وفي 1 مارس 1970، وصل الى مصر من الاتحاد السوفيتي قرابة ألف وخمسمائة عنصر من القوات الصاروخية مع راجماتهم الجوية. اتى ذلك استجابة لطلب شخصي من جمال عبد الناصر بعد ان تعرضت مصر لغارات سلاح الجوالإسرائيلي بشكل ملحوظ. وقد فوجئ الإسرائيليون تماما بظهور الصواريخ. فأوقفت اسرائيل غاراتها على مصر حينما تم اسقاط طائراتها الواحدة تلوالأخرى.

وفي هذا الصدد ذكر الفريق محمد زاهر عبد الرحمن أحد قادة قوات الدفاع الجوى في أحد تصريحاته حتى الصراع العربي‏ الإسرائيلي تحول في ذلك الوقت إلي صراع بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوي المصرية حتي حتى الرئيس‏ جمال عبدالناصر اجتمع مع بعض من قادة لواءات وكتائب الصواريخ مرتين خلال شهر إبريل ‏1970‏ ‏.‏

ووفقا لما ذكره الفريق محمد زاهر فقد بدأ التطبيق‏ لبناء شبكة الصواريخ بالجبهة وتم حشد كميات هائلة من المواد الهندسية لتطبيق بناء مواقع الصواريخ‏,‏ وصلت إلى ‏30‏ مليون متر مكعب من أعمال الحفر والردم و‏3‏ ملايين متر مكعب من الخرسانة ومئات الكليومترات من الطرق‏‏ واشهجر في البناء معظم شركات المقاولات المصرية مع زملائهم من ضباط وجنود القوات المسلحة‏‏ واستمرت إسرائيل في مهاجمة قواعد الصواريخ الجاري إنشاؤها واستشهد الكثير من رجال وشباب القوات المسلحة والمهندسين والعمال من شركات المقاولات وسالت الدماء علي أرض مصر في سبيل تحرير الأرض واستكمال تطبيق بناء القواعد‏.‏

وفي صباح يوم ‏30‏ يونيو1970 تم استكمال مواقع الصواريخ على طول الجبهة وكانت المفاجأة الكبري لإسرائيل فقامت في نفس اليوم بهجوم جوي بعدد ‏24‏ طائرة مقاتلة وكانت النتيجة تدمير أربع طائرات وأسر ثلاثة طيارين ولذا أطلقت المعاهد الإستراتيجية العالمية علي الإنجاز المصري أسبوع تساقط الفانتوم واستمرت المحاولات الإسرائيلية لتدمير شبكة الصواريخ وخلال ‏38‏ يوما وحتي ‏1970/8/7‏ كانت خسائر الجانب الإسرائيلي كما نشر في مجلة "‏Aviationweek‏ " هي تدمير ‏17‏ طائرة وإصابة‏ 34‏ طائرة أخرى ‏.‏

وفي تأكيد على براعة حائط الصواريخ المصرى ، صرح عيزر وايزمان الذى كان قائدا لسلاح الجوالاسرائيلى في الفترة من 1958 - 1966 وكان مستشارا لرئيس أركان الجيش الإسرائيلى في حرب أكتوبر وتولى رئاسة إسرائيل في الفترة من 1993 - 2000 ، بأن حرب الاستنزاف انتهت دون حتى تجد إسرائيل حلا لمشكلة صواريخ الدفاع الجوي‏ ، قائلا :" لقد فشلنا في تدمير شبكة الصواريخ وإنني مقتنع أنها المرة الأولي التي لم ننتصر فيها" ‏.‏

مراحل حرب الاستنزاف

بدأت مصر صراعها المسلح ضد إسرائيل بفترة أطلق عليها فترة الصمود، انتقلت بعدها القوات المسلحة المصرية إلى فترة الدفاع النشط، ثم تطور القتال إلى فترة جديدة أطلق عليها الاستنزاف لتصل الحرب إلى ذروتها.
وفترة الصمود، كان الهدف منها هوسرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس. وكان ذلك يحتاج هدوء الجبهة حتى توضع خطة الدفاع موضع التطبيق بما تتطلبه من أعمال كثيرة وبصفة خاصة أعمال التجهيز الهندسي المطلوبة. واستغرقت هذه الفترة المدة من يونيو1967 إلى أغسطس 1968.
أما فترة الدفاع النشط أواللقاءة فقد كان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية بغرض تقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدرا من الخسائر في الأفراد والمعدات. واستغرقت هذه الفترة المدة من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969.
وتصاعد القتال إلى فترة جديدة أطلق عليها الاستنزاف أوفترة التحدي والردع، وذلك من خلال اجتياز بعض القوات والاغارة على القوات الإسرائيلية، وكان الهدف منها تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات لاقناعها بأنه لابد من دفع الثمن غاليا للبقاء في سيناء، وفي نفس الوقت تطعيم الجيش المصري عمليا ومعنويا للمعركة. واستغرقت هذه الفترة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970.


فترة الصمود

اشتملت هذه الفترة على بعض العمليات المهمة، التي كان لها تأثير كبير على المستوى المحلي والعربي والعالمي وهي:

  • معركة رأس العش: سقطت أحداثها يوم 1 يوليو1967، وتعتبر هذه المعركة هي الشرارة الأولى للحرب، عندما حاولت المدرعات الإسرائيلية احتلال مدينة بور فؤاد، فصدتها عن المدينة قوة من الصاعقة المصرية. إذا نجاح القوات المصرية، ذات القدرات المحدودة في ذلك الوقت وبسالتها، ضد قوات معادية متفوقة يساندها سلاح الجوالإسرائيلي، أثار مشاعر المقاتلين على طول خط الجبهة حمية وحماسا واستعدادا لللقاءة المنتظرة.
  • معارك القوات الجوية: خلال يومي 14 و15 يوليو1967، نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية جريئة ضد القوات الإسرائيلية في سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، بل أدت إلى فرار بعض من الأفراد الإسرائيليين من مواقعها. ومن هنا زادت الثقة لدى المقاتلين في قواتهم الجوية بعد هذه العملية الناجحة.
  • معارك المدفعية: كان الاشتباك الكبير الذي ركزت فيه المدفعية المصرية جميع إمكانياتها في قطاع شرق الإسماعيلية يوم 20 سبتمبر 1967، والذي تمكنت فيه من تدمير وإصابة عدد غير قليل من الدبابات الإسرائيلية، وصل إلىتسعة دبابات مدمرة، فضلا عن الإصابات في الدبابات الأخرى وعربتين لاسلكي، وقاذف مدفعية صاروخية، بالإضافة إلى 25 قتيل و300 جريح منهم ضابطين برتبة كبيرة.
  • إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية إيلات: كان ذلك يوم 21 أكتوبر 1967، إذ تمكنت زائريق صواريخ البحرية المصرية من إغراق المدمرة إيلات في منطقة شمال شرق بورسعيد، وتعد هذه المعركة أول استخدام للصواريخ سطح سطح. وكانت خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية، خاصة وأن هذه المدمرة كانت تمثل أهمية كبيرة للبحرية الإسرائيلية في ذلك الوقت، كما كانت خسائرها كبيرة في الأرواح، الأمر الذي دفعها لاستئذان مصر عن طريق الأمم المتحدة في البحث عن القتلى والغرقى، في منطقة التدمير شمال بورسعيد، واستمرت في عمليات البحث والإنقاذ لأكثر من 48 ساعة بعد حتى وافقت مصر على ذلك.
مصفاة نفط محترقة بالسويس أصابتها قذائف المدفعية الإسرائيلية

ومع استكمال الخطوط الدفاعية وتماسكها في نطاقات عميقة غرب القناة، تكونت احتياطيات الجبهة خفيفة الحركة. وكانت الخطط النيرانية تعتمد على المدفعية بأعيرتها المتنوعة. وعندها بدأت الدوريات المصرية المقاتلة من المشاة والقوات الخاصة والمهندسين في التسلل شرقا، ومهاجمة المواقع الدفاعية الإسرائيلية، مع الهجريز ضد المناطق الإدارية الإسرائيلية وكانت المدفعية تؤمن أعمالها بالنيران.
كما استمرت معارك المدفعية والتراشق بالنيران طوال فترة الصمود، استهلكت فيها آلاف الأطنان من الذخائر بمعدل فاق جميع الحروب السابقة. إضافة إلى نشاط أفراد القناصة المهرة، الذين دربوا لقنص أفراد الجيش الإسرائيلي وقادته، سواء في نقاط المراقبة، أوأثناء تحركهم على الضفة الشرقية للقناة.
وعلى صعيد رد العمل الإسرائيلي بعد معركة رأس العش، قامت القوات الإسرائيلية يوم أربعة يوليو1967، بمحاولة فاشلة لإنزال لنشات وقوارب في قناة السويس في مناطق القنطرة، وكبريت والشط، وبور توفيق، لإبراز سيطرتها على القناة. إلا حتى القوات المصرية تصدت لها في البر والبحر والجو، مما أدى إلى إفشال جميع المحاولات بعد حتى أصيب لإسرائيلثمانية طائرات، و8 زائريق بحرية، فضلاً عن إصابة وتدمير 19 دبابة، و18 مركبة مدرعة، و27 مركبة محملة بالذخائر، إضافة إلى خسائر كبيرة في الأفراد. في حين كانت خسائر القوات المصرية 25 شهيد و108 جرحى، وفي المعدات ثلاثة طائرات، وزورقان بحريان.
واستمر تبادل المبادأة وردود الأفعال بين الجانبين. فبعد ثلاثة أيام من تدمير المدمرة ايلات، أي في 24 أكتوبر 1967، وجهت القوات الإسرائيلية على طول الجبهة، قصفات نيرانية مركزة ضد مدن القناة ومصانعها وضد المدنيين. وبطبيعة الحال كان رد القوات المصرية الفوري عليها، حيث اشتعل القتال بالتراشق النيراني، على مدى 24 ساعة متصلة، تكبد فيها الجانبان كثيرا من الخسائر، خاصة في الأفراد المدنيين المتبقين بمدن القناة.
وفي ثلاثة يناير 1968، حاولت هيئة قناة السويس فتح ممر الملاحة بالقناة. فدفعت زورق لاستطلاع مجرى القناة، إلا حتى القوات الإسرائيلية فتحت نيرانها عليه، مما اضطر طاقم الزورق إلى العودة. ثم جرت محاولة مرة أخرى قبل ظهر اليوم نفسه وفشلت للمرة الثانية. وعند ذلك تصاعدت الاشتباكات على كلا ضفتي القناة وضمت الجبهة كلها.
وقد انتقلت ردود العمل كذلك إلى الجانب الإسرائيلي، في نهاية فترة الصمود في يونيو1968، بسبب تكثيف القوات المصرية، من عمليات دفع الدوريات والكمائن إلى الضفة الشرقية للقناة وبمعدل شبه يومي، وفي مناطق متفرقة وغير متسقطة، مع نجاح معظمها في تحقيق نتائج جيدة من تدمير، وخطف أسرى، ووثائق، وأسلحة، والعودة بمعلومات قيمة. فكثفت القوات الإسرائيلية نشاط طيرانها، ضد أهداف مدنية في العمق المصري، مع تصيعدها للقصف المدفعي والدبابات، والتي ضمت أحيانا لقاءة الجبهة بالكامل. واستمر الحال على هذا المنوال طوال فترة الصمود، التي استنزفت وأجهدت القوات الإسرائيلية، في حرب طويلة ثابتة لم يتعودوا عليها.

فترة الدفاع النشط أواللقاءة

يعد يومثمانية سبتمبر 1968، نقطة تحول الرئيسية في تنشيط الجبهة. فكان هذا اليوم بداية فترة الدفاع النشط، التي أرادت مصر حتى تبـدأها بقوة، تعلن عن نفسها إقليميا وعالميا، وتصاب فيها القوات الإسرائيلية بأكبر قدر من الخسائر. وقد ضمت أعمال قتال هذا اليوم على قصفات مدفعية، مدبرة وتحت سترها تدفع دوريات قتال على طول الجبهة. وقد خططت هذه القصفات مركزيا بحيث تضم جميع الأهداف الإسرائيلية شرقي القناة حتى عمق 20 كيلومترا. وروعي حتى تبدأ قبل آخر ضوء بفترة مناسبة، وتستمر إلى ما بعد آخر ضوء، وقد اشهجر في هذه القصفات 38 كتيبة مدفعية من مختلف الأعيرة، أطلقت نيرانها لمدة ثلاث ساعات، من الرابعة والنصف إلى السابعة والنصف مساء، وشاركت جميع الأسلحة المضادة للدبابات، لتطلق نيرانها من الضفة الغربية للقناة، على الأهداف المعادية المرئية على الضفة الشرقية. واستهدفت هذه القصفات خط بارليف، الجاري إنشاءه في المقام الأول، ثم جميع مواقع الصـواريخ 216 مم، 240 مم التي يستخدمها الجانب الآخر في التأثير على مدن القناة، وجميع مواقع المدفعية، ومناطق الشؤون الإدارية، ومناطق تمركز الأفراد. وقد شكلت هذه القصفات صدمة نفسية للجانب الآخر، حيث شعر لأول مرة حتى السيطرة النيرانية قد آلت للقوات المسلحة المصرية. وتكبدت إسرائيل خسائر جسيمة، ضمت تدمير 19 دبابة، وثمانية مواقع صواريخ، وعشرات الدشم، ومناطق الشؤون الإدارية، ومناطق التمركز. وأسكتت خلالها جميع مدفعيات إسرائيل، التي قدرت وقتها بسبعة عشر بطارية مدفعية.

جنود مصريون قبل احدى عمليات الاغارة على القوات الإسرائيلية شرق القناة خلال حرب الاستنزاف

وفي 26 أكتوبر تكررت قصفات المدفعية المركزة، ولكن بصورة أقل، حيث اشهجرت فيها 23 كتيبة مدفعية، أطلقت نيرانها لمدة سبعين دقيقة. واستهدفت بالدرجة الأولى تدمير مواقع الصواريخ 216، 240 مم بعد تحديدها بدقة من خلال الدوريات التي تجاوز دفعها، ومن خلال صور جوية حديثة. وتحت ستر هذه القصفات، دفع الكثير من الكـمائن لاصطياد الدبابات والمركبات التي تحاول الهروب أثناء القصف. وقد نجح هذا القصف كذلك، وشكل للجانب الآخر صورة غير مألوفة من الإزعاج، نتيجة للخسائر التي تكبدها، والتي حددها بعد ذلك بأنها 49 فردا بين قتيل وجريح علاوة على تدمير وحدات الصواريخ.
وطبقا للفكر الإسرائيلي، الذي تلقى خسائر ليست هينة على جبهة القناة، واقتنع بأن التفوق آل إلى المصريين في هذه المنطقة، فقد لجأ إلى توسيع الجبهة وامتدادها إلى مناطق بعيدة للغاية، حتى تضطر القيادة المصرية إلى نشر قواتها على لقاءة ألف كيلومترا، تمثل طول الحدود الشرقية المصرية بالكامل، ومن ثم يتلاشى التفوق المصري على الجبهة. ووضع القيادة السياسية في مأزق، عندما يشعر الشعب حتى إسرائيل اخترقت أعماقه، ودمرت أهدافا حيوية دون حتى تتعرض لها القوات المسلحة المسؤولة أساساً عن تأمين هذا الشعب. وقد اختارت إسرائيل هدفها في نجع حمادي، وفي محطة محولات كهرباء السد العالي بالتحديد، حتىقد يكون التأثير محسوساً لدى الشعب كله. وقد تمت هذه العملية ليلة 1 نوفمبر 1968، من خلال عملية ليلية، أريد بها هدفاً سياسيا وليس عسكريا. واستخدم فيها طائرات الهليوكوبتر سوبر فريليون، التي كانت إسرائيل قد حصلت عليها حديثا. واختير أفراد القوة الإسرائيلية من المظليين الذين يتحدثون العربية بطلاقه، حتى أعتقد أهالي المنطقة أنهم مصريون. ولذلك لم يتعرضوا لهم في البداية، مما أدى إلى نجاح هذه العملية التي كان تأثيرها ضعيفا، ولم تحقق الهدف السياسي الذي خططته إسرائيل. أما على الجانب العسكري المصري، فكان لا بد من إعادة النظر في تأمين العمق المصري، حتى لا تلجأ إسرائيل لتكرار هذه العملية. وفي الوقت نفسه أعيد تقييم العمليات العسكرية، لتأخذ صورة أخرى أشد من قصفات المدفعية. وقد كان ذلك سببا في تهدئة الأوضاع على الجبهة إلا من الاشتباكات بالأسلحة الصغيرة، وإطلاق حرية قنص أفراد الجيش الإسرائيلي، ومنعهم من التحرك بحرية على طول الجبهة، مع تكثيف دفع دوريات الاستطلاع، للحصول على أكبر قدر من المعلومات للفترة القادمة. أما في عمق الدولة، فقد نفذ الكثير من إجراءات التأمين، من خلال وحدات الدفاع الشعبي على مستوياتها المتنوعة. وقد استغلت القوات الإسرائيلية هذه الفترة في تحسين موقفها الدفاعي، واستكمال تحصينات خط بارليف، الذي تابعته القوات المصرية جيدا، واكتشفت نقاط ضعفه، تمهيداً لتدميره في مراحل لاحقة.

فترة التحدي والردع أوالاستنزاف

طبقا للتخطيط المصري، كان شهر فبراير 1969 يمثل نهاية الشهور الستة المحددة، كفترة انتنطقية بما كان يطلق عليه الدفاع النشط. وشهد مارس 1969 أبرز مراحل التصعيد العسكري ما بين الجولتين الثالثة والرابعة في الصراع العربي الإسرائيلي. وقد أديرت هذه الفترة سياسيا وعسكريا بتنسيق متكامل لتحقق الهدف منها ولتتوازن في التصعيد والتهدئة. وتحددت مهامها في تقييد حرية تحركات العدوعلى الضفة الشرقية للقناة، وإرهاقه وإحداث أكبر خسائر به، وكانت هـذه الفترة التي امتدت من يومثمانية مارس 1969 إلىثمانية أغسطس 1970، طويلة وشاقة، وهي لا تقـل عسكريا عن أي جولة من جولات الصراع العربي الإسرائيلي، بل تعد أطول جولة في تاريخ هذا الصراع.

منثمانية مارس وحتى 19 يوليو1969

بدأت هذه الفترة صباحثمانية مارس 1969، وامتدت إلى 19 يوليومن العام نفسه، وتميزت بسيطرة مطلقة للقوات المصرية على خط الجبهة. وكانت المدفعية هي الوسيلة الرئيسية للعمل خلالها، حيث صبت على حصون خط بارليف، والأهداف الأخرى، حوالي 40 ألف قذيفة، بادئة أعمالها يومثمانية مارس بأكبر حشد نيراني مؤثر منذ توقفت نيران حرب يونيو. واستمر هذا القصف ساعات متواصلة، اشهجرت فيه 34 كتيبة مدفعية، يعاونها حشد من أسلحة الضرب المباشر كالمدافع المضادة للدبابات، والدبابات الثقيلة عيار 122 مم، لتدمير مزاغل نيران دشم خط بارليف. وقد أحدث هذا القصف تأثيرا شديدا على الطرف الآخر القابع شرق القناة، حتى وصل حجم الخسائر تدمير حوالي 29 دبابة، و30 دشمة في خط بارليف، وإسكات 20 بطارية مدفعية، وحرائق شديدة في ست مناطق إدارية، وغير ذلك من الخسائر.
وفي الساعة 3:30 من بعد ظهر يومتسعة مارس 1969، استشهد الفريق عبد المنعم رياض أثناء جولة له ومعه مجموعة قيادته، في قطاع الجيش الثاني الميداني، في منطقة النقطة الرقمستة بالإسماعيلية، وذلك عندما أطلق الجانب الإسرائيلي نيران مدفعيته وانفجار إحدى الدانات بالقرب منهم، حيث أصابتهم جميعا واستشهد الفريق عبد المنعم رياض أثناء إخلائه.

قاذفة اليوشين مصرية تقصف أهداف إسرائيلية شرق القناة خلال حرب الاستنزاف

في 13 مارس 1969، سقط حدثان متضادان في وقت واحد وفي منطقة واحدة، حيث بدأت إغارات القوات المصرية لتدمير مسقط للجيش الإسرائيلي، في منقطة جنوب البحيرات نفذتها الكتيبة 33 صاعقة، ونجحت في مهمتها ودمرت المسقط، وخطفت أسيراً، وأصابت دبابتين، وغنمت عينات من أسلحة العدووألغامه.
وفي الوقت نفسه، كانت القوات الإسرائيلية تحاول إنزال قوارب، والإغارة على منطقة قريبة في منطقة جنوب البحيرات أيضا، حيث قوبلت بنيران شديدة من القوات المصرية التي كانت على أعلى درجة الاستعداد لتأمين إغارتها. وبذلك أفشلت المحاولة واستمرت الاشتباكات بالنيران طوال الليل.
ولم تجد القوات الإسرائيلية وسيلة للرد سوى إعادة قصف مدن القناة. فقصفت قطار السكة الحديد في مساره بين الإسماعيلية والسويس في منطقة الشلوفة. واستمرت القوات المصرية في تصعيد أعمالها القتالية. حتى كان يوم 17 إبريل 1969، حيث نفذت قوات الجيش الثاني الخطة هدير، بتوجيه مدافع الدبابات الثقيلة إلى فتحات المراقبة والتسديد لدشم خط بارليف لتخترقها. وتفجرت الدشم من الداخل وقتل الأفراد المتحصنين بها. وقد نجحت الخطة تماما بما أدى إلى تطاير تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال موشى ديان، واعدا ومهددا القوات المصرية التي لم تعبأ بتهديده، بل أعادت الإغارة على نقطة دفاعية قوية جنوب البلاح لتدمرها. وكان الرد الإسرائيلي متسقطا، حيث أغار يوم 29 إبريل 1969 على محطة محولات نجع حمادي للمرة الثانية، وأسقط عبوات ناسفة زمنية قرب إدفوأصابت بعض المدنيين الأبرياء. وكان الرد المصري مباشرا وسريعا وفي الليلة التالية مباشرة، بالإغارة على نقطة جنوب البلاح للمرة الثانية ونسفها بالكامل.
خلال شهري يونيوويوليو، تصاعدت الإغارات من الجانبين. فقد نفذ الجانب الإسرائيلي خمس إغارات، استهدفت مواقع منعزلة على ساحل خليج السويس والبحر الأحمر، كان أهمها العملية بولموس أوالإغارة على الجزيرة الخضراء شمالي الخليج يوم 19 يوليو1969، التي قادها الجنرال رفائيل إيتان، واستهدفت في الأساس مسقط الرادار في الجزيرة. وقد أبدت القوات المدافعة جسارة نادرة شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، لدرجة حتى قائد المسقط لما شاهد نجاح القوات الإسرائيلية في الوصول إلى الجزيرة، طلب من المدفعية قصف الجزيرة بالكامل، بما فيها من إسرائيليين ومصريين وكان من نتيجة ذلك حتى فشلت الإغارة وتكبد الإسرائيليون خسائر كبيرة، أجبرت الجنرال إيتان على الانسحاب.
وفي اللقاء شنت القوات المصرية غارات ناجحة على نقط الجيش الإسرائيلي القوية، أحدثت تدميرا وخسائر في نقطتي شمال البلاح والشط. أما الإغارة على نقطة لسان التمساح شرق مدينة الإسماعيلية، وهي النقطة التي أصابت الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، فكانت هي الثأر المدبر من القوات الخاصة المصرية بقيادة الشهيد المقدم إبراهيم الرفاعي. فقد أغارت هذه القوات المدربة على أعلى مستوى ليلةثمانية يوليو1969، وقتلت وأصابت حوالي 30 جنديا إسرائيليا، ودمرت دبابتين، ونسفت أربعة دشم، وخسرت هذه القواتتسعة شهداء. أما الإغارة الأخرى التي أصابت القيادة الإسرائيلية في مقتل فكانت هي الإغارة على نقطة لسان بور توفيق ليلة 11 يوليو، وفي التوقيت نفسه، إغارة أخرى على النقطة القوية في منطقة القرش شمال الإسماعيلية. وقد نتج عن إغارة لسان بور توفيق اغتال وجرح 40 فردا، وتدمير خمس دبابات وأربع دشم، وأسير واحد، دون حتى تتكبد القوات المصرية أي خسائر.
وقد أدت نتائج هذه الإغارات الأليمة إلى تغيير جذري في خطط إسرائيل لمجابهة الاستنزاف المصري، والتصعيد بالاستنزاف المضاد، إلى فترة أكثر شمولا بإدخال الطيران الإسرائيلي ذراع إسرائيل الطويلة في المعركة وتطبيق العملية بوكسر. ويقول زئيف شيف المحلل الإسرائيلي في كتابه عن حرب الاستنزاف. حتى عملية لسان بور توفيق هي التي أنهت الجدل داخل أروقة القيادة الإسرائيلية حول حتمية تدخل الطيران في المعركة. ويستطرد: " لقد كان هذا النجاح هوأبرز ما حققه المصريون، ومن الواضح أنه كان سيحفزهم إلى نشاط أكبر، لا مناص عن إيقافهم عنه بسرعة ". كما ذكرت صحيفة معاريف نقلا عن المتحدث العسكري الإسرائيلي: " أمام الضغط الضخم الذي مارسه المصريون في الجبهة، والحياة التي أصبحت لا تطاق على الضفة الشرقية للقناة، أقدمت القيادة الإسرائيلية على استخدام سلاح الطيران، الذي كانت جميع الآراء تصر على الاحتفاظ به للمستقبل ". وقد مهدت القوات الإسرائيلية لدفع الطيران بمحاولة التخلص من بعض الرادارات المصرية ونقط المراقبة الجوية. لذلك كان القصف الجوي ضد وحدة الرادار المصرية في الأردن يوم 22 إبريل 1969، وكذلك إغارة الجزيرة الخضراء، وإغارة الأدبية، ضد نقطة مراقبة جوية منعزلة.

من 20 يوليووحتى نهاية عام 1969

اعتبارا من 20 يوليو1969، بدأت الفترة الثانية من حرب الاستنزاف بإدخال إسرائيل لعامل رئيسي حديث في هذه الحرب، اتسعت من خلاله مجالات اللقاءة ليضم مسارح العمليات بالكامل، بعد حتى كانت مقتصرة على المسرح البري خلال الفترة السابقة. وقد افتتحت إسرائيل هذه الفترة بتطبيق العملية بوكسر، التي تتلخص في تطبيق 500 طلعة طائرة تقصف 2500 قنبلة بإجمالي 500 طن على أهداف منتخبة خلالعشرة أيام، وهي مواقع الدفاع الجوي والرادارات، ومواقع المدفعيات، والقوات في الجبهة. ويفخر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال حاييم بارليف، بأنه خلال الفترة من 20 يوليووحتىسبعة سبتمبر 1969، نفذت الطائرات الإسرائيلية 1000 غارة لإجبار مصر على نشر قواتها وتخفيف الحشد في جبهة القناة.
وفي يومتسعة سبتمبر 1969 قامت إسرائيل بإنزال سرية دبابات ت 55 من مخلفات حرب يونيوفي منطقة أبوالدرج على ساحل البحر الأحمر، اتجهت جنوبا إلى الزعفرانة مدمرة جميع الأهداف والسيارات المدنية التي اعترضت طريقها، مستغلة خلوالمنطقة تماما من أية قوات عسكرية سوى بعض نقاط المراقـبة، ونقطة تمركز بحرية بها لنشي طوربيد مصريين حرصت على تدميرهما قبل بداية الإنزال بواسطة الضفادع البشرية. وقد نجحت الإغارة نادىئيا على الرغم من أنها لم يكن لها مردود عسكري مؤثر، إلا حتى رد عمل الإغارة كان عميقا في القيادة العامة، لتحديد مسئولية عدم اكتشاف قوة الإغارة أثناء وجودها على الشاطئ الشرقي للخليج قبل تطبيق العملية، وكذلك مسئولية عدم اتخاذ إجراء إيجابي قوي للقاءة القوة بعد نزولها على الشاطئ الغربي وبقائهاستة ساعات. وقد استغلت إسرائيل هذه الإغارة إعلاميا بطريقة مثيرة، بعد حتى سجلت لها فيلما عرضته على الشعب الإسرائيلي.
افتتحت القوات الخاصة المصرية أول أيام شهر أكتوبر 1969، بعملية كبري للرد على إنزال العدوفي الزعفرانة. فقد أبرت قوة من المجموعة 39 عمليات خاصة بحرا وجوا في منطقة رأس ملعب. وتقدمت على الطريق الساحلي في هذه المنطقة حتى رأس مطارمة، ونسفت جميع الأهداف العسكرية ثم نسفت الطريق نفسه. ووضعت ألغاما وشراكا خداعية في بعض المناطق وعادت سالمة. وقد انفجرت هذه الألغام في القوات الإسرائيلية التي هرعت للنجدة بعد انسحاب القوة. في شهري نوفمبر وديسمبر، تملكت القوات المصرية زمام المبادرة وتوسعت في أعمال الكمائن النهارية، بعد حتى أوقفت إسرائيل التحركات الليلية تفاديا للكمائن التي دمرت الكثير من قواته المتحركة. ومن أبرز الإغارات التي نفذت خلال هذه الفترة:

  • ليلة 28 نوفمبر 1969: نسفت القوات الخاصة طريق شرم الشيخ ـ الطور في منطقة جنوب سيناء، من خلال عملية إبرار بحري وجوي، كما أغارت على بعض الأهداف، في المنطقة.
  • ليلة 30 نوفمبر 1969: أغارت مجموعة من القوات الخاصة على مسقط شمالي الشط، أدى إلى اغتال وإصابة 70 فردا، وتدمير ثلاثة دبابات، وعدد من الدشم.
  • يومستة ديسمبر 1969: احتلت قوة تقدر بحوالي مجموعه كتيبة مشاة الضفة الشرقية للقناة، بعد تدمير جميع الأهداف المعادية، والاحتياطيات المحلية، ومنطقة شؤونه الإدارية، مع التمسك بالأرض. وطلب قائد الجيش الثاني استمرار هذه القوة في مواقعها شرقا على حتى يتولى الجيش تأمين أعمال قتالها، ولكن وزير الحربية أمر بعودة القوة حتى لا يتم الخروج عن الأهداف المخططة لحرب الاستنزاف. وبالعمل عادت القوة بعد آخر ضوء يومسبعة ديسمبر بعد حتى ثبتت الفهم المصري على الضفة الشرقية، وظل مرفوعا تحميه نيران القوات المصرية من الشاطئ الآخر حتى إيقاف إطلاق النيران.
  • يوم 14 ديسمبر 1969: تمكن كمين نهاري من اللواء 117 مشاة، من تدمير عربة جيب متقدمة على الطريق، وقتل أربعة أفراد، وأسر أول ضابط إسرائيلي في حرب الاستنزاف وهوالنقيب دان أفيدان، وقد حمله الجنود وعادوا به إلى الضفة الغربية نظـرا لإصابته.

اتى رد الجانب الإسرائيلي على نشاط القوات المصرية في اتجاه رأس غارب ليلة 27 ديسمبر 1969، من خلال العملية روستر التي استهدفت خطف محطة رادار ب 12 حديثة. وكان لهذا الرادار مسقط رئيسي ومسقط هيكلي والمسافة بينهم كبيرة، وحتى يمكن الخداع عن مكان محطة الرادار الحقيقية هجرت بأقل عدد من أفراد الحراسة، حتى تظهر على أنها هي المحطة الرئيسية. وقد اكتشفت إسرائيل هذه الخدعة سواء من خلال التصوير الجوي أومن خلال عملاء. ونفذت العملية بهجريز القصف الجوي على المحطة الخداعية وضد قوات الحراسة والاحتياطيات. ولكن كانت هناك عملية أخرى تنفذ في الوقت نفسه، وهي دفع طائرتين مروحيتين لحمل جهاز الرادار الحقيقي إلى الشاطئ الآخر من الخليج. ولم يتوقف القصف ضد الرادار الهيكلي أوقوات الحراسة والاحتياطيات إلا بعد وصول الرادار إلى الشاطئ الآخر.
انتهى عام 1969 والقوات المسلحة المصرية متماسكة تماما. وقد تجاوزت الحاجز النفسي الذي سببته نتائج حرب يونيووتخطت حاجز الخوف. وقد نجحت مراحل الاستنزاف في تحقيق أهدافها. أما ذراع إسرائيل الطويلة فلم تتمكن من تحقيق أهداف القيادة السياسية الإسرائيلية، على الرغم من أنها شنت في الفترة من 20 يوليووحتى نهاية عام 1969 حوالي 3500 طلعة جوية في لقاء 2900 طلعة جوية مصرية معظمها للحماية والتأمين. ودارت بين القوات الجوية المصرية والإسرائيلية 22 معركة جوية اشهجرت فيها 130 مقاتلة إسرائيلية في لقاءة 110 مقاتلة مصرية. وكانت خسائر المصريين 26 طائرة وخسائر العدو14 طائرة، نظرا للفارق بين نوع الطائرات ومستوى تدريب الطيارين، حيث كانت تحرص إسرائيل على دفع أحسن طياريها المحترفين للقيام بالاشتباكات والمعارك الجوية، بينما كان معظم الطيارين المصريين حديثي الخدمة بعد حرب يونيو. أما العمليات البرية الإيجابية الناجحة خلال عام 1969، فكانت 44 عملية ما بين إغارة وكمين، نفذ منهاخمسة أعمال في عمق إسرائيل، بينما نفذت إسرائيل 28 عملا إيجابيا منها 16 عملا في العمق المصري. وكانت خسائر القوات المصرية، استشهاد 16 ضابطا، و150 رتبا أخرى، أما الجرحى فكانوا 19 ضابطا، 299 رتبا أخرى، في لقاء 133 قتيل، و320 جريح في صفوف القوات الإسرائيلية طبقا لما صرح به موشي ديان.

من يناير 1970 وحتى نهاية الحرب

كان واضحا أمام القيادة الإسرائيلية حتى مراحل الاستنزاف المضاد لم تتمكن من تحقيق أهدافها. فالقوات المصرية لم تتشتت في الجبهة للقاءة أعمال الاستنزاف الإسرائيلية في عمق الصعيد والبحر الأحمر. لذلك كان لا بد من التفكير في الدخول في فترة جديدة للاستنزاف،قد يكون الهدف منها استخدام سلاح الجوالإسرائيلي لقصف العمق المصري بكثافة أكبر، لزيادة الضغط على الشعب المصري ودفعه إلى الثورة على قيادته لإيقاف حرب الاستنزاف، وإضعاف نظام الرئيس عبدالناصر أوالإطاحة به. وقد كان مهندس هذه العملية هوالجنرال عزرا وايزمان مدير العمليات برئاسة الأركان وقتها. ووضعت الخطة بريها في رئاسة الأركان الإسرائيلية وعرضت على رئاسة الوزراء وتم التصديق عليها.

حطام مقاتلة فانتوم إسرائيلية أسقتطها صواريخ الدفاع الجوي المصري خلال حرب الاستنزاف

وقد بدأ تطبيق الخطة بريها اعتبارا من فجرسبعة يناير 1970 بطلعة جوية فوق سماء القاهرة، تخترق حاجز الصوت وتحدث فرقعة شديدة لتعلن عن بدء فترة جديدة من تصعيد حرب الاستنزاف. وقد شدت هذه الفترة انتباه المعسكرين الشرقي والغربي في آن واحد، حيث تشهجر المقاتلات الأمريكية الحديثة من طراز فانتوم التي حصلت عليها إسرائيل ودخلت الخدمة عملا اعتبارا من شهر سبتمبر 1969، وكذلك لوجود تشابه بين نظام الدفاع الجوي المصري الجاري إنشائه في هذه الفترة ونظام الدفاع الجوي لحلف وارسو. وقد استمر القصف الجوي العنيف من الطائرات الحربية الإسرائيلية طوال الأربعة أشهر الأولى من عام 1970. حيث صرحت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل لصحيفة الفاينانشيال تايمز يومستة يوليو1970 بأن طائراتها كانت تسقط ألف قنبلة على المصريين يوميا.
من أبرز العمليات التي قام بها الإسرائيليون خلال شهر يناير 70 كان الهجوم على جزيرة شدوان، وهي جزيرة منعزلة بالقرب من منطقة تفرع خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وتؤمنها سرية صاعقة ورادار بحري لتأمين الملاحة البحرية في المنطقة. وقد سقط هذا الهجوم ليلة 22 يناير في عملية إسرائيلية ضخمة ضمت إبرار بحري وجوي وقصف جوي استمر لعدة ساعات على الجزيرة، وضد بعض موانئ البحر الأحمر التي يحتمل حتى تدفع نجدة للقوات المصرية. وقد استمر قتال ضار لمدة ستة ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية. وقد ظل القطاع الذي يحوي الرادار في الجزيرة يقاوم بعنف دون حتى تتمكن القوات الإسرائيلية الاقتراب منه. وقد برر وزير الدفاع الإسرائيلي مسببات هذا الهجوم الفاشـل بأنه رد على مهاجمة القوات المصرية لميناء إيلات الإسرائيلي في شهر نوفمبر 1969. وكان الرد الفوري المصري على هذه العملية غارة جوية على معسكر إسرائيلي في العريش في 24 يناير أحدثت خسائر كبيرة في قواته. ثم أعقب هذا الهجوم آخر في 27 يناير نفذته منظمة تحرير سيناء بقصف مستعمرة ناحال تكفا، حيث أصابت بعض المباني وقتلت وجرحت 35 فردا إسرائيليا.
توسعت القوات المصرية في أعمال القتال البرية نتيجة لعاملين: أولهما الانتقام من غارات العمق الإسرائيلية بإحداث أكبر خسائر في قوات العدو، والثانية كسر الحاجز النفسي وتسابق الوحدات والأفراد على الاشتراك في عمليات العبور، التي كانت دائما تنجح نتيجة للتخطيط السليم، والتأمين المتكامل مما منح ثقة مطلقة للمقاتلين المشاركين فيها. وقد نفذت 16 إغارة وكمين ناجح على طول الجبهة، علاوة على ثلاث إغارات في العمق الطور وإيلات. وكانت جميع الكمائن ناجحة تماما، وأحدثت خسائر كبيرة في العدو، مما اضطره إلى تحجيم تحركاته إلى اقل حد ممكن، بل إِن تحركاته أصبحت تتم، من خلال تأمينها بمجموعات قتالية ضخمة، ومع ذلك فلم تسلم هذه الأرتال من نيران القوات المصرية. ومن أبرز الكمائن التي نفذت خلال هذه الفترة:

  1. كمين الشط (11 فبراير 1970): من أبرز الكمائن التي أحدثت خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي، هي كمين نهاري من الفرقة 19 مشاة في منطقة شمال الشط يوم 11 فبراير 1970، حيث تمكن من تدمير دبابة وثلاثة عربات، وقتل 18 فردا، وأسر فردين.
  2. كمين شرق الدفرسوار (25 مارس 1970): تمكن كمين من اللواء 117 مشاة، من تدمير دبابة وعربتين نصف جنزير، وقتل وجرح 15 فردا، في منطقة شرق الدفرسوار.
  3. كمين السبت الحزين (30 مايو1970): في 30 مايو1970 نفذ هذا الكمين في منطقة رقبة الوزة شمال القنطرة حتى جنوب بورسعيد وقد خطط للثأر لأطفال بحر البقر، واشهجرت فيه مجموعة قتال من اللواء 135 مشاة ومجموعة قتال من الكتيبة 83 صاعقة. وحددت قيادة موحدة للقوتين وقد عبرت هذه القوات ليلا، واحتلت مواقعها لاصطياد مجموعات الإجازات للجنود الإسرائيليين، التي تحرسـها قوات مقاتلة مكونة من الدبابات والعربات المدرعة. وعند الظهر، خرجت على طريق القنطرة متجهة إلى جنوب بور فؤاد مجموعة القتال الإسرائيلية، المكونة من أربعة دبابة، أربعة عربات مدرعة، وحافلتا ركاب إجازات. وكان على الكمين الرقم 1 المكون من عناصر الصاعقة عدم التعرض لها، ويهجرها تمر إلى حتى تصل إلى الكمين الرقم 2 في منطقة جنوب التينة، حيث يفتح عليها أقصى معدلات النيران. وقد جرى تطبيق ذلك تماما، وأصيبت دبابتان وعربة مدرعة وحافلة. وحاول الجزء المتبقي الهروب والعودة إلى القنطرة ليقع في شراك الكمين الرقم 1، حيث انقضت عناصر الصاعقة لتجهز على ما تظل من القوة. وقد أسر فردان، وتدمرت الدبابات والعربات، وقتل وجرح حوالي 35 إسرائيليا، حيث أطلق على هذا اليوم السبت الحزين في إسرائيل. وكان الرد الإسرائيلي عنيفا، استمر حوالي 48 ساعة قصف شبه متواصل على مواقع القنطرة ورقبة الوزة، ولكنه لم يحدث أي خسائر ذات أثر على القوات المصرية.

وقد استمرت الأعمال القتالية المتبادلة حتى وقع تغير هائل بعد ظهر الثلاثين من يونيو1970، ليحسم الصراع الدائر بين بناة مواقع الصواريخ المصرية وبين ذراع إسرائيل الطويلة، حيث احتلت بعض كتائب الصواريخ مواقعها من خلال تنظيم صندوقي لعناصر الدفاع الجوي، ابتكرته العقول المصرية في قيادة الدفاع الجوي المصري. وبدأ عقب ذلك تساقط الطائرات الإسرائيلية فيما عهد بأسبوع تساقط الفانتوم، ليصاب الطيران الإسرائيلي بأول نكسة في تاريخه أثرت على أسس نظرية الأمن الإسرائيلي بالكامل. وكان هذا اليوم بمثابة إعلان لخسارة إسرائيل لجهودها في معارك حرب الاستنزاف، التي ركزت خلالها على عدم إنشاء أي مواقع صواريخ في مسرح العمليات.

أحداث الحرب على الجبهة الأردنية

أحداث الحرب على جبهة الجولان

نشاط الفدائيين الفلسطينيين خلال الحرب

وقف إطلاق النار

مع توالي الأحداث وتصاعدها، زاد الإحساس لدى القيادة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي بأن حرب الاستنزاف المضاد ما هي إلا استنزاف آخر لإسرائيل نفسها. وبدأت تتصاعد موجات السخط مع الإعلان عن خسائر إسرائيل التي تتزايد يوما بعد يوم. وفي داخل القيادة الإسرائيلية نفسها، بدأت الصراعات بين الحمائم والصقور تكيل الاتهامات لبعضها. فالعملية بريها لم تحقق شيئا سوى الدعم السوفيتي سواء بالسلاح أوالوجود على مسرح القتال، ولم ينتج عنها إلا تآكل الجيش والطيران الإسرائيلي. ومردودها الوحيد هوتصاعد العمليات العسكرية المصرية.
ولم يأت النقد العنيف من داخل إسرائيل وحدها، بل من الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، التي صدمت من زيادة الوجود السوفياتي في مسرح الشرق الأوسط. وشعرت أوروبا حتى تأثيرات الحرب انعكست عليها، خصوصا بعد حتى انتقلت حرب الاستنزاف إلى أبعاد جديدة، بتدمير الحفار الإسرائيلي كيتنج في ميناء أبيدجان عاصمة ساحل العاج، ويحتمل حتى يمتد ذلك إلى مناطق بترولية للتأثير على المصالح الغربية.
وجدت الولايات المتحدة الأمريكية حتى استمرار الحرب لا يحقق مصالحها أومصالح إسرائيل، لذلك سعت إلى تقديم مبادرة روجرز، التي تقدم بها عملا وزير الخارجية الأمريكي، الذي تحمل المبادرة اسمه، يوم 19 يونيو1970 إلى جميع من مصر وإسرائيل. اتى في نصها الآتي:
" تعلن أطراف النزاع في الشرق الأوسط، وتنفذ وقفا محدوداً لإطلاق النار مدته تسعون يوما، وفي هذه الفترة ينشط السفير جونار يارنج لينفذ قرار مجلس الأمن رقم 242، وبالتحديد فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم، يقوم على الاعتراف المتبادل والسيادة ووحدة الأراضي والاستقلال السياسي، بسحب إسرائيل قواتها من الأراضي التي احتلتها في معركة 1967 ".
وكانت المبادرة بهذه الصيغة المتوازنة تنبع من روح قرار مجلس الأمن 242. ووجد الرئيس جمال عبدالناصر حتى قبولها أمر ممكن، لإعطاء فرصة للقوات المسلحة لاستعادة كفاءتها القتالية بعد حرب متصلة استمرت قرابة الألف يوم. ووجدت فيها إسرائيل فرصة للخروج من أزمتها وإيقاف نزيف الخسائر الذي تتعرض له، وقبلت الأطراف المبادرة وأُعلن وقف إطلاق النيران اعتبارا من يومثمانية أغسطس 1970.

أحداث لاحقة

في 17 سبتمبر 1970 قامت الدفاع الجوي المصري بإسقاط الطائرة حربية إلكترونية الإسرائيلية ستراتوكروز، ومقتل نخبة فهماء عسكريين إسرائيليين في الحرب الإلكترونية كانوا على متن الطائرة بالإضافة لمقتل طاقم الطائرة بالكامل. أسقطتها قوات الدفاع الجوي المصري على بعد 15 ميل شرق قناة السويس، بعدها وجه مجلس الأمن اتهامات لمصر باختراق اتفاقية وقف إطلاق النار أغسطس 1970. صرحت القيادة المصرية حتى الرادارات المصرية التقطتها كمقاتلة فانتوم إسرائيلية اخترقت المجال الجوي المصري وتم التعامل معها مباشرة وإسقاطها فوق سيناء. بينما أعتبر الإسرائيليين حتى عملية إسقاط الطائرة كانت مخطط من قبل قوات الدفاع الجوي المصري لإستهداف الفهماء الإسرائيليين. تم تسمية العملية بالعملية "27 رجب" لأنها كانت توافق يوم 27 رجب حسب التقويم الهجري.

نتائج حرب الاستنزاف

خسائر حرب الاستنزاف

الجانب السوري

انطلقت حرب الاستنزاف في سوريا ابتداء بعد توقف حرب 1967 وكانت بداية العمليات في الجزء الأول من 1968 وقد حققت حرب الاستنزاف في الجولان الكثير من الأهداف وشاركت القوات الجوية السورية بأقتدار ومن الأهداف التي تم التخطيط لها :-

  • استنزاف القوات الإسرائيلية .
  • المشاركة ف توفير المعلومات عن تمركز القوات الإسرائيلية في الجولان وجبل الشيخ .
  • تأمين القوات البرية بجميع قطاعاتها والتمهيد لها .
  • تأمين وحماية المواقع الإستراتيجية والحيوية في سوريا .

بطولات القوات الجوية السورية

عمل الطيران السوري على تنظيم هجمات مدروسة ومتتالية على المواقع الإسرائيلية وكانت الطائرات الحربية السورية تلاحق الطيران الإسرائيلي فوق هضبة الجولان وخلال سنوات حرب الاستنزاف حققت القوة الجوية السورية والصواريخ سوفيتية الصنع التي كان الجيش السوري يمتلك أحدثها قد حققت تفوق واضح للطيران السوري وتم إسقاط اعداد كبيرة من الطائرات الإسرائيلية خلال سنوات حرب الاستنزاف .

الكثير من البطولات سطرت في الجولان وفي الاجواء وسماء المنطقة الكثير من المعارك والاشتباكات بين الطيران السوري والطيران الإسرائيلي تكبدت فيه إسرائيل الكثير الكثير من الخسائر وبعد توقف القتال على الجبهة المصرية في حرب حربستة أكتوبر 1973، استمرت الحرب على الجبهة السورية وكانت حرب إستنزاف لمدة 84 يوما , وبدأت سوريا ومصر الحرب في حربستة اكتوبر 1973 معا إلا حتى توقف القتال على الجبهة المصرية بسبب انكشاف ظهر القوات المصرية للعدووإنزال الجسر الجوي بين القوات الإسرائيلية والامريكية في عمق الجبهة المصرية أجبرها على التوقف خوفا من أي عملية التفاف حول القوات المصرية وهوما كان في أحداث الثغرة عندما حاولت القيادة المصرية الدخول للعمق والوصول للمرات بغية لفت الانتباه عن الجبهة السورية لتغطية الاختلال بالخطة المتفق عليها مع سوريا التي لم تقم بضرب نقاط القوة لدى إسرائيل في جبهتها بالشكل المؤثر والذي نبه إسرائيل للحرب مبكرا وحماية تلك المواقع وردع الهجوم السوري وطلب النجدة من الولايات المتحدة وهوما كان من عمل جسر جوي بين القوات الأمريكية في قاعدتها بهجريا والقوات الإسرائيلية في الجولان، وبعد اليوم 24 رغم تقدم القوات السورية وتحققيها فوزات وإسرائيل تستنجد بأمريكا اعلن مجلس الأمن قرار وقف إطلاق النار وبقيت سوريا تحارب وحيدة في حرب استنزاف إلى حتى تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل ، نظرا للدعم الكامل من الولايات المتحدة لإسرائيل ففضلت القيادة السورية تسوية الأمر سليما.


من وجهة النظر الإسرائيلية

بعد انتهاء حرب الأيام الستّة (1967) بوقت قصير، بدأ عبد الناصر بشن حرب دامية ومستمرّة غير شاملة: حرب الاستنزاف والتي ضمت تبادلا لاطلاق نيران المدفعية على امتداد خط "بار ليف" على حافة قناة السويس، مما أدى إلى تصعيد الأوضاع بسرعة. وقام جيش الدفاع بعدة هجمات جريئة – ربّما كان أبرزها ضبط جهاز رادار روسي الصنع ونقله بسلام إلى إسرائيل وهوصالح للعمل. وعندما بدأ سلاح الجوغاراته على أهداف في عمق الأراضي المصرية، توجّه عبد الناصر والذي ولج في مأزق، إلى الاتحاد السوفياتي طالبًا منه المساعدة ليس من خلال تزويد مصر بالعتاد الروسي فحسب، بل من خلال إرسال قوات جوية وبريّة روسية. ووافقت روسيا رغم أنّها لم تكن متحمسة على ذلك. وبعد ذلك بوقت قصير، اتفقت الولايات المتحدة خشية من حتى يؤدي التدخل المباشر لقوة عظمى إلى تصعيد النزاع إلى حد تحوّله إلى لقاءة نووية، اتّفقت مع الاتحاد السوفياتي على العمل من أجل وضع حدّ للحرب وفقا لصيغة "وقف إطلاق نار" تبناها مجلس الأمن الدولي (تموز يوليو1970). اغتال خلال المعركة 1،424 جنديًا إسرائيليًا في الفترة ما بين 15 من حزيران يونيو1967 و8 من آب أغسطس 1970.

إعتبر زعماء منظمة التحرير الفلسطينية احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في البداية الواقع الأمثل بالنسبة للمقاومة أي بالنسبة للنشاطات الإرهابية. ولكن الاعتداءات الإرهابية لم تكن لها نتائج ملموسة. ولذلك نقلت المنظمات الإرهابية العربية نشاطاتها إلى الخارج. وضمت هذه النشاطات اختطاف طائرات وتفجيرها. وبعد حتى تغاضت الدول الغربية عن هذه العمليات التخريبية في البداية إذ أنّها لم تخص إلا إسرائيل وحدها، تصاعدت هذه العمليات من ناحية العدد ومن ناحية تطرفها. وكانت مجزرة ميونيخ حيث اغتال 11 رياضيًا إسرائيلييًا خلال الألعاب الأوليمبية في 1972 العملية الإرهابية الأكثر وحشية. وفي هذه الفترة أجرت مصر بالتنسيق السرّي مع سوريا، استعداداتها لجولة أخرى من الحرب. وكانت إسرائيل على فهم بهذه الاستعدادات ولكنّها تمسكت بالرؤية بأن الرئيس أنور السادات لن يخوض حربًا إلا إذا تأكد من تعادل القوة الجوية على الأقل بين مصر وإسرائيل إذا لم تحصل مصر على تفوق جوي. فتجاهلت إسرائيل الوضع الراهن الذي أنذر بما لا يُحمد عقباه.

مقولات عن حرب الاستنزاف

جمال عبد الناصر

الخبراء العسكريين

من جانبهم نطق الخبراء العسكريون حتى حرب الاستنزاف هى التى مهدت الطريق لنصرستة أكتوبر ، ففى تقرير نشرته جريدة "العربى الناصرى " فيخمسة أكتوبر 2003 ، نطق اللواء صلاح المناوي رئيس عمليات القوات الجوية المصرية خلال حرب أكتوبر :" إذا حرب الاستنزاف كانت المدرسة التي أعدت القوات المسلحة المصرية لحرب أكتوبر المجيدة فقد كشفت لنا حرب الاستنزاف جميع تجمعات العدووطريقة اقترابه في الهجوم والشكل القتالي الذي يتواجد به كما كشفت لنا أيضا عدد طائرات العدوالمستخدمة في الجووالأخري بالمظلات مما ساعدنا علي إعداد خطة أكتوبر ونجاح القوات المسلحة الباسلة في تدمير طائرات العدووهي علي الأرض".

ونطق اللواء علي حفظي قائد قوات الاستطلاع في حرب 73 حتى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أعطي الأولوية القصوي لإعادة بناء القوات المسلحة بعد نكسة 1967 وإعادة تسليحها وإثبات زيف إنادىء العدوبأن القوات المسلحة المصرية انتهت ولذا كان الرد المصري سريعا جدا علي هذه الإنادىءات فهاجمت 24 طائرة مصرية مواقع العدوفي سيناء في أكتوبر 1967 وضربت قواعده وعادت كلها سالمة ، وعندما حاول الإسرائيليون التحرك شمالا للاستيلاء علي بورتوفيق ورصدوا لها قوة مدرعة كبيرة تصدت لها وحدة من قوات الصاعقة المصرية ودمرت أسلحتهم واضطرتهم للانسحاب بعد الهزيمة في رأس العش.

وفي السياق ذاته ، أكد اللواء أحمد حجازى أحد أبطال نصر أكتوبر حتى التاريخ لن ينسي الفوزات المصرية خلال حرب الاستنزاف فهذه الحرب غيرت وجهة النظر الحربية خاصة في القوات البحرية فبعد نجاح القوات البحرية المصرية في تدمير ميناء إيلات استبدلت جيوش العالم كله المدمرات والبتر الكبيرة بالزائريق واللنشات الخفيفة.

وأضاف اللواء حجازي حتى قرار إخلاء مدن القناة كان قرارا حكيما ساعد في بناء القوات المصرية والإعداد لحرب أكتوبر ، قائلا :" العدوالإسرائيلي كان يوجه الضربات إلي قوات الجيش المصري في مناطق اللقاءة ولا نستطيع الرد عليه بسبب تواجد المواطنين هناك ولكن بعد قرار إجلاء المواطنين في مدن القناة نجحت القوات المصرية في الرد عليهم وإعطاء الفرصة للضباط والجنود للتدريب العملي " ، مشددا على حتى حرب الاستنزاف كانت نصرا لمصر ولذا سارعت أمريكا لإنقاذ إسرائيل عبر مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.

ويمكن القول ، إذا حرب الاستنزاف دحضت المزاعم الإسرائيلية حول حتى الجيش المصرى تحول إلى جثة هامدة .


خط عن الحرب

  • جسر على قناة السويس (كتاب)

انظر أيضاً

  • العملية بولموس 6
  • اتفاقيات سلام كامب ديڤيد بين مصر وإسرائيل عام 1978
  • معاهدة السلام الإسرائيلية-المصرية 1979
  • القوات المسلحة المصرية.
  • القوات المسلحة السورية.
  • [1]
  • الصراع الإسرائيلي-العربي

أهم الشخصيات

  • عبد المنعم رياض
  • أحمد إسماعيل علي
  • حاييم بارليڤ
  • ليونيد بريجنيڤ
  • موشيه ديان
  • محمد فوزي
  • گونار يارنگ
  • پاڤل كوتاكوڤ
  • اورييل منوهين
  • جمال عبد الناصر
  • نيقولاي پودگورني
  • إسحق رابين
  • عبد المنعم رياض
  • وليام روجرز
  • أنور السادات
  • أرييل شارون
  • جوسف سيسكو
  • ماتڤيْ ڤاسيلييڤيتش زخاروڤ
  • فؤاد زكري

المصادر

  1. ^ Gard, Mitchell. "Myths & Facts Online: The War of Attrition, 1967–1970". Jewish Virtual Library. Retrieved 2007-03-03.
  2. ^ Lorch, Netanel. "The Arab-Israeli Wars". Israeli Ministry of Foreign Affairs. Retrieved 2007-03-03. Unknown parameter |publishdate= ignored (help)
  3. ^ Cooper, Tom (2003-09-24). "War of Attrition". Air Combat Information Group. Retrieved 2007-03-07.
  4. ^ http://users.erols.com/mwhite28/warstat4.htm
  5. ^ جند من السماء
  6. ^ عبد الغني الجمسي. حرب أكتوبر 1973. ص 150
  7. ^ فترة الصمود والدفاع النشط. المبحث الثالث.
  8. ^ هيئة البحوث العسكرية، صفحات مضيئة من تاريخ مصر العسكري، حرب الاستنزاف. ص 47-54
  9. ^ هيئة البحوث العسكرية، صفحات مضيئة من تاريخ مصر العسكري، حرب الاستنزاف. ص 96-101
  10. ^ حرب الاستنزاف. المبحث الرابع.
  11. ^ هيئة البحوث العسكرية، صفحات مضيئة من تاريخ مصر العسكري، حرب الاستنزاف. ص 101
  12. ^ Zeev Schiff. Phantom over the Nile: The story of the Israeli air corps. p.46.
  13. ^ هيئة البحوث العسكرية، صفحات مضيئة من تاريخ مصر العسكري، حرب الاستنزاف. ص 103-107
  14. ^ هيئة البحوث العسكرية، صفحات مضيئة من تاريخ مصر العسكري، حرب الاستنزاف. ص 107-110
  15. ^ عبد الغني الجمسي. حرب أكتوبر 1973. ص 172
  16. ^ هيئة البحوث العسكرية، صفحات مضيئة من تاريخ مصر العسكري، حرب الاستنزاف. ص 110-116
  17. ^ هيئة البحوث العسكرية، صفحات مضيئة من تاريخ مصر العسكري، حرب الاستنزاف. ص 167
  18. ^ ويكيبديا
  19. ^ مسقط وزارة الخارجية الإسرائيلية

وصلات خارجية

  • عن حرب الاستنزاف
  • War of Attrition, 1969–1970, ACIG, retrieved 2 يناير 2007
  • Jewish Virtual Library
  • The Three Year War, General Mohamed Fawzi


تاريخ النشر: 2020-06-07 22:10:16
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Pages using deprecated image syntax, حرب الاستنزاف, الصراع الإسرائيلي العربي, نزاعات القرن 20, الصراعي الإسرائيلي الفلسطيني, التاريخ المصري اليهودي, حروب مصر, حروب خاضتها إسرائيل, حروب خاضتها الاتحاد السوفيتي, القرن 20 في مصر, القرن 20 في إسرائيل

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

سيئول وواشنطن تبحثان عن الأجزاء الغارقة من صاروخ كوري شمالي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:05
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 93%

الأمم المتحدة: الحرب والجوع "يهددان بتدمير" السودان بالكامل

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:06:42
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 85%

الكرملين ينفي أي ضلوع له في تحطم طائرة بريغوجين

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:06:43
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 88%

نتنياهو يزور تركيا والمغرب والولايات المتحدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:12
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 91%

الجيش الإسرائيلي ينفذ حملة اعتقالات ومداهمات في الضفة الغربية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:02
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 98%

ترامب يتحدث عن أكثر ما أزعجه خلال تواجده في السجن لنصف ساعة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:06:58
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 85%

السعودية تحبط تهريب شحنة كبتاغون آتية من الأردن

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:04
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 96%

"واينت": سيراليون تبدي استعدادها لإقامة سفارة لها في القدس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:03
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 95%

روسيا تحذر مولدوفا من التورط أكثر في عملية "دعم" أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:00
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 95%

شركة "مايكروسوفت": هجوم إلكتروني على تايوان

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:10
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 86%

الدنمارك تعتزم حظر حرق المصحف

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:06:44
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 96%

مونديال السلة.. منتخب لبنان يمنى بخسارة ثقيلة أمام لاتفيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:15
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 92%

الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين اثنين حاولا العبور من غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:11
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 100%

قديروف يعلق على وفاة بريغوجين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:38
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 85%

ما سبب وفاة نجم المصارعة براي وايت عن 36 عاما؟

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:07:14
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 99%

إسبانيا تضبط أكبر كمية كوكايين مهربة في تاريخها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:06:55
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 91%

مصر.. القبض على رجل أعمال استولى على ملايين الجنيهات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:06:56
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 87%

روسيا تمد مصر بشحنة كبيرة من القمح

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-25 18:06:52
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 96%

تحميل تطبيق المنصة العربية