محمد الطاهر بن عاشور
محمد الطاهر بن عاشور (تونس، 1296 هـ/1879-1379 هـ/1972) عالم وفقيه تونسي، تعالم بجامع الزيتونة ثم أصبح من كبار أساتذته. سمي حاكما بالمجلس المختلط سنة 1909 ثم قاضيا مالكيا في سنة 1911. ارتقى إلى رتبة الإفتاء وفي سنة 1932 اختير لمنصب شيخ الإسلام المالكي، ولما حذفت النضارة الفهمية أصبح أول شيخ للجامعة الزيتونية وأبعد عنها لأسباب سياسية ليعود إلى منصبه سنة 1945 وظل به إلى ما بعد استقلال البلاد التونسية سنة 1956.
الشيخ أبوعبد الله محمد الطاهر بن محمد الشاذلي بن عبدالقادر بن محمد بن عاشور التونسي، نقيب أشراف تونس وكبير فهمائها. وفد سلفه من المغرب الأقصى من بلدة «سلا»، وهم من بيت مجد وشرف. وُلِدَ في تونس، أقبل على طلب الفهم صغيراً، وقد تلقّى دروسه على شيوخ عصره من فهماء تونس وفقهائها، ومنهم: أخوه الشيخ محمد، والشيخ ابن ملوكة، والشيخ الرياحي، وغيرهم. كان ذكيّاً سريع الحفظ والتّفهم، ولذلك برع في علوم عصره سريعاً، بل أصبح قادراً على العطاء والتأليف فيها، وكانت له نفسٌ أبيّة، وفصاحة لسانٍ عهد بها.
كان على موعد مع لقاء الإمام محمد عبده في تونس عندما زارها الأخير في رجب 1321 هـ الموافق 1903 م. سمي حاكما بالمجلس المختلط سنة 1909 ثم قاضيا مالكيا في سنة 1911. ارتقى إلى رتبة الإفتاء وفي سنة 1932 اختير لمنصب شيخ الإسلام المالكي، ولما حذفت النظارة الفهمية أصبح أول شيخ لجامعة الزيتونة وأبعد عنها لأسباب سياسية ليعود إلى منصبه سنة 1945 وظل به إلى ما بعد استقلال البلاد التونسية سنة 1956. من أشهر أقرانه الذين رافقهم في جامعة الزيتونة: شيخ الأزهر الراحل محمد الخضر حسين
وتقديراً لفهمه وفهمه وحسن سيرته ولي قضاء الجماعة في تونس سنة 1267هـ، ثم نُقَلَ إلى منصب الإفتاء، وظلّ في هذا المنصب إلى حتى عيّن نقيباً للأشراف.
وكان حاكمُ تونس في عهده محمد الناصر بن محمد باي يقدّره كثيراً، ويحتفظ له بمكانة خاصة في نفسه.
وما زال ابن عاشور محمد الطاهر في مكانته السامية، نقيباً للأشراف بتونس، إلى حتى توفي. كان بارعاً في كتاباته النثرية، مثلما كان بارعاً في نظم الشعر، ومن نثره نصٌّ خاطب به بعض إخوانه، يحثّه على طلب الفهم، وهجر التكاسل، منه: «فلولا حتى السلام من تحيّة الإسلام، لما كان لتحيّتي بساحتك مستقرٌّ ومقام، وحينئذٍ تسمع ما لاتجد لإنكاره من سبيل، تُهدى بموجبه إذا صادفك التوفيق بأوضح دليل، وليرتسم أولاً بخزانة خيالك أني لم أركب فيما أقول مطيّة اعتساف، ولا وقع فيما سيقرع سمعك عن طريق إنصاف، مقدّماً للعفوإمام دليل، متجافياً عن شيم اللئام، كما قيل:
إنّ الوفاءَ على الكرام فريضةٌ واللؤمُ مقرونٌ بذي الأخلافِ وترى الكريمَ لمن يعاشرُ منصِفاً وترى اللئيمَ مجانبَ الإنصافِ
ومن شعره هذه الأبيات التي يهنّىء فيها أخاه العلامة أبا عبد الله محمد بمناسبة فهمية:
هوالفهمُ ضاءَتْ من سناهُ المحافلُ وشاعَتْ له بينَ الأنامِ فضائلُ مزايا تجلَّتْ بالمحاسن وَالْبَهَا تَقَاعَدَ عن اِدْرَاكِهِنّ الُمحَاوِلُ رقى لسماءِ القومِ حتى غَدَوا بها بدوراً ضياْهم للبريَّة شاملُ
وله من قصيدة مدح بها محمد الناصر بن محمد باي:
رأى طلعةَ الباشا المشير ِتَحَفُّها سُرَادِقُ عزٍّ مَا أَجَلَّ وأَفْخَمَا مَلِيْكٌ يُقَادُ النَّصرُ طوعاً لِعَزْمِهِ وَإنْ عُدّتِ الأَقْيَالُ كانَ المُقَدَمَا تَصَدّى لحفظِ الدِّين بالحزمِ والنُّهَا فَشَيَّدَ أركاناً وأَوْضَحَ مَعْلَمَا
آثاره
وقد ألف خطاً عديدة، منها:
- «شفاء القلب الجريح في شرح بردة المديح» مطبوع،
- «هديّة الأريب إلى أصدق حبيب» مطبوع، وهوفي النحو، جعله حاشية على كتاب «قطر الندى وبلّ الصدى» لابن هشام الأنصاري،
- «الغيث الإفريقي» وهومخطوط في فهم البلاغة، جعله حاشية على شرح العالم التفتازاني لكتاب «تلخيص المفتاح» الذي لخّص فيه العالم الخطيب القزويني كتاب «مفتاح العلوم» للسكاكي.
- التحرير والتنوير، تفسير للقرآن
- أصول الإنشاء والخطابة
- موجز فهم البلاغة
- اليس الصبح بقريب
- أصول النضام الإجتماعي في الإسلام
- الوقف وآثاره في الإسلام
- نقد لكتاب الإسلام ونظام الحكم
- شرح لمقدمة المرزوقي لشرح ديوان الحماسة
- شرح قصيدة الأعشى
- ديوان بشار، مقدمة وتحقيق
- الواضح في مشكلات شعر المتنبي، تحقيق
وله تعليقات أوحواش أخرى على خط عديدة، منها:
- حاشية على شرح ابن سعيد الأشموني على كتاب «الخلاصة»،
- حاشية على كتاب المحلّي على «جمع الجوامع»،
- حاشية على كتاب العلاّمة عبد الحكيم «المطوّل».
طالع أيضًا
- محمد صلاح الدين المستاوي
- علال الفاسي
المصادر
- عبدومحمد. "ابن عاشور (محمد الطاهر ـ)". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- محمد النيفر، عنوان الأريب عما نشأ بالمملكة التونسية من عالم وأديب (تونس 1352هـ).
- إسماعيل باشا البغدادي، هديّة العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنّفين (طبعة اصطنبول 1955م).
- محمد بن محمد مخلوف، شجرة النور الذكيّة في طبقات المالكية (مصر 1349هـ).
وصلات خارجية
- مسقط جامع الزيتونة
