علاء الدين حسب الله الديب (و. 1939 - 18 فبراير 2016)، هوأديب وروائى مصري معاصر.

حياته

وُلد في حي مصر القديمة، بالقاهرة عام 1939، وحصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق، جامعة القاهرة عام 1960.

علاء الديب في السبعين

لا يعهد كيف من الممكن أن مرّت عليه هذه السنوات، لا يشعر بأنّه عمل ما يكفي خلالها. صاحب «زهر الليمون» (1978)، إحدى أعذب الروايات في الأدب العربي، قرّر الخروج من «عزلة السنوات الأخيرة» بعد خمس عمليات جراحيّة إثر خطأ طبي. قرر حتى يتفهم استخدام الحاسوب، «كأنّني أتفهم الكتابة والقراءة من جديد»، يقول. يحبّ وصف نفسه بـ«المسافر الأبدي»، تماماً كأبطال رواياته، الباحثين دوماً عن لحظات السكينة والأمان، في جوّ الهزيمة والانكسار. هكذا، جعل من بيته الهادئ الذي ورثه عن والده في ضاحية المعادي، «جزيرةً» بعيدة عن صخب القاهرة، مفضّلاً العزلة كـ«وسيلة نجاة». النجاة من معمعة المعارك الصغيرة: هذا جميع ما خرج به من الدنيا. سألته عن أقرب شخصيات رواياته إليه: أجاب «كلُّهم أنا!». مع أنّها شخصيات مهزومة ومحبطة،يا ترى؟ ضحك: «أنا أعشق المهزومين، وأكره الذين يدَّعون الفوز دائماً. يتحدّث عن الطاولة الصغيرة التي تتوسط مخطه: «لم أغيّرها منذ أربعين عاماً، ولا أستطيع الكتابة بعيداً عنها». يحمِّل نفسه مسؤولية نكسة 1967، فقد كان عضواً في التنظيم الطليعي ـــــ أسّسه عبد الناصر بداية الستينيات داخل الاتحاد الاشتراكي ـــــ لكنّه استيقظ فجأة ليجد الأحلام تهشّمت مثل الزجاج. يحكي في كتابه «وقفة قبل المنحدر» (1990): «سألني شاب عزيز يصدّق حدثاتي ويتأمل فيها: ماذا عملت في 67 وماذا عملت بك،يا ترى؟ قلت من دون تدبّر: قتلتني ومن يومها وأنا ميت». في شبابه الباكر، تنقّل بين «الإخوان المسلمين» والتنظيمات اليساريّة، لكنّه عثر نفسه في«قلب النظام» كما يقول. «كنت أعمل في الصحافة، وهي كما أوهمونا في ذلك الوقت «الكتيبة الأولى». ثم دخلتُ التنظيم الطليعي، ما ضخّم حجم المأساة بالنسبة إليّ، وصرت أحمِّل نفسي مسؤولية الهزيمة كاملة». لهذا السبب ربما، تدور جميع رواياته حول هذه اللحظة وتأثيراتها المستمّرة: «كنت مصدّقاً للأحلام الكبرى التي بشّرونا بها قبل النكسة». السؤال الذي يسأله علاء الديب لنفسه دائماً: كيف من الممكن أن صدق هذا الوهم، رغم حتى النظام ضمّ قبل النكسة مظاهر تفسّر حدوث ما حدث،يا ترى؟ كانت لديه إجابة «مليودرامية» يردّدها بينه وبين نفسه مبرِّراً بها جميع الضياع الذي عاشه بعد النكسة: «أنّني مت». في ذلك التوقيت، كانت الكتابة ضرورة بالنسبة إليه، ووسيلة من وسائل المقاومة بعد سنوات من الشعور بـ«اللاجدوى والعدمية الفظيعة». هولم يكن مقاتلاً، بل مجرّد فرد من أفراد الطبقة الوسطى البرجوازية. يضحك: «حتى اليساريين في فترة ارتباطي بهم، كانوا يصفونني بالمثقف الذي يحبّ الكلام. كان صعباً عليّ في تلك الفترة وأنا أخطونحوالخامسة والثلاثين من عمري، استحضار وجه حديث من النضال والكفاح، كما أنّ الاشتراكية في ذلك الوقت كانت قد بدأت تتشرّخ». في ذلك الوقت أيضاًَ، كان على الجميع حسم مواقفهم: اخط للسلطة إذا أردت تقديم أوراق اعتمادك لها. لكنّ علاء رفض هذه المغريات، واختار ركناً صغيراً في مجلّة «صباح الخير» بعنوان «عصير الخط»، لتقديم خلاصةٍ عن أحدث الإصدارات، تاركاً الساحة لمن يريد. «أظنّ أنّ هذا أهمّ ما خرجت به: النجاة». لم يقتصر عمله الصحافي على تقديم الخط، فقد عمل في قسم التحقيقات في «صباح الخير». سافر في أنحاء مصر، ليخط تحقيقات بلغة أقرب إلى الشعر، من بينها تحقيق عن امرأة في جنوب مصر، قتلت ابنها لأنّه باع أرض والده، وألقت الجثّة في بئر وجلست بجوار البئر ككتلة من السواد لا تتحرك. لغة التحقيق جذبت المخرج شادي عبد السلام الذي كان قد انتهى من كتابة سيناريو«المومياء»، وظلّ يبحث عمّن يخط له محادثة الفيلم. عثر ضالّته في علاء الديب. يتذكّر: «كان شادي يتردّد دائماً على صديقيه آدم حنين وجمال تام في المجلة، وقرأ سلسلة التحقيقات التي قمت بها، وشاهد مسرحية «نهاية اللعبة» لبيكيت التي ترجمتها في محاولة مني لتطويع الفصحى كي تتسع للسخرية والعبث، فعرض عليّ العمل معه في محادثة الفيلم». عملا معاً، وكانا يستغرقان يوماً كاملاً لكتابة صفحتين أوثلاث على الأكثر، بلغة وسيطة مفهومة للجميع، وفيها جمال ملائم للصورة. لم يكرِّر علاء الديب تجربة السينما مرّة ثانية، إذ لم يغره أحد بالعمل معه مثل شادي. يضحك: «عندما أصدرت «زهر الليمون» نطق لي محمد خان وداود عبد السيد: أعمالك مغرية سينمائياً، لكنها لا تصلح الآن، إنما بعد 25 عاماً أخرى». لم تكن تجربة السينما والصحافة التجارب الوحيدة اللامعة في حياة صاحب «قمر على المستنقع»(1993). فقد نقل إلى المخطة العربيّة أعمالاً لبيكيت، وهنري ميللر، وبيتر فايس، وإنغمار برغمان، وكتابات سياسيّة عن هنري كيسنجر.

لكنّ أشهر إسهاماته ترجمة لكتاب «الطاو» (الكتاب المقدس لدى الصينيين)، وها هويعمل على تقديم ترجمة أخرى للعمل نفسه: «أجد متعةً في محاولة صياغته مرة أخرى، من المهم جداً حتىقد يكون هذا النصّ سهلاً وبسيطاً كالماء». يضيف: «مع تعلُّمي لاستخدام الحاسوب، اكتشفت 75 ترجمة للطاو، فضلاً عنسبعة ترجمات عربية له». وراء هذا الكتاب «طاقة عجيبة»، وراء جميع حدثة فيه نافذة تطلّ منها على العالم، حتى عنوانه له أكثر من معنى: «الطريق إلى الفضيلة، طريق الماء». الطاوخطه لاوتسووكان مستشاراً للملك، لكنه قرّر هجر منصبه ومغادرة البلاد. على الحدود، استوقفه فلاح ورفض حتى يدعه يغادر إلّا إذا قدّم «حكمته» بعد سنوات العمل في السلطة. فخط 81 قصيدة تدور حول قدرة الإنسان على المعيشة السهلة مع الطبيعة والآخرين والعالم من حوله، «من دون تعليمات وفروض وثواب وعقاب وترهيب وترغيب». كما يحدث في الديانات الشرقية. هذا ما يبحث عنه علاء إذاً من وراء إعادة ترجمة «الطاو». يقول: «الكتابة الإبداعية أصبحت صعبة جداً». يعمل منذ سبع سنوات في رواية «صيد الملائكة»، ويحاول فيها تفسير حدثة «برغماتية» باعتبار أنها اللبنة الأساسية في الحضارة الأمريكية المسؤولة عن كلّ الشرور في العالم، وجعلت «النجاح» يقتصر فقط على «الوصول» بعيداً عن «الخير والحق والجمال». حتى إنّ أسوأ شتيمة أميركية هي «يا فاشل!». الرواية عن إنسان له ثلاثة أصدقاء، يفقدهم بالتدرّج لأنّه متمسّك بقيم وإيديولوجيات تفكّكت وانهارت، لأنّه إنسان مثالي. هل هوأنت،يا ترى؟ يضحك: «فيها جزء مني، وجزء من أصدقائي، لكن شخصياتي نقعتها في طشت غسيل، من جميع الناس الذين عهدتهم في حياتي، واستخرجتها منهم». فجأة توقف علاء الديب عن الكلام. نطق سأحكي نكتة: «منذ سنوات، مضى ناقد صيني لزيارة صديقنا الفنان آدم حنين. نطق له: أعمالك النحتية رائعة. فنطق حنين: لكنني تعبت جداً كي أصل إلى هذا المستوى. فرد الصيني: بالتأكيد: أصعب شيء في النحت السبعون عاماً الأولى. أنا أقول: أصعب حاجة في الكتابة السبعون عاماً الأولى!»خمسة تواريخ 1939 الولادة في حيّ مصر القديمة في القاهرة 1960 إجازة في الحقوق 1961 صدرت ترجمته لمسرحية صموئيل بيكيت الشهيرة «نهاية اللعبة»، وبعدها بثلاثة أعوام أصدر مجموعته القصصية الأولى «القاهرة» 2001 حصل على جائزة الدولة التقديرية فى مصر 2009 صدور أعماله الكاملة عن «دار الشروق». ويوشك على الانتهاء من ترجمة ثانية لـ«الطاو» ويصدر له أيضاً كتاب «عصير الخط».

وفاته

توفي علاء الديب بعد سقم طويل، في 18 فبراير 2016.

أعماله

قصص قصيرة

• القاهرة، 1964.
• صباح الجمعة، 1970.
• المسافر الأبدي، 1999
• الشيخة
• الحصان الأجوف

الروايات

• زهر الليمون، 1978.
• أطفال بلا دموع، 1989.
• قمر على المستنقع، 1993.
• عيون البنفسج، 1999.
• أيام وردية

الترجمات

• لعبة النهاية، مسرحية لصموئيل بيكيت، عام 1961.
• امرأة في الثلاثين، مجموعة قصص مختارة من كتابات هنري ميلر عام 1980 شارف دى إمري – پيتر فايس – إنگمار برگمان.
• فيلم المومياء، عام 1965، إخراج شادى عبد السلام الحوار العربي.
• عزيزى هنري كيسنجر، عام 1976، كتابات عن شخصية السياسي والدبلوماسي كسينجر، بقلم الصحفية الفرنسية دانييل أونيل.
• "الطريق إلى الفضيلة"، 1992.
• " وقفة قبل المنحدر ".

منطقات

• عصير الخط، مجموعة مفالات كان المحرر قد نشرها على عدة سنوات في مجلة صباح الخير، الكتاب بقدم نبذة عن مائة وأحد عشر كتابا في الرواية والسيرة والرواية والشعر والسياسة والاجتماع والموسيقى والتاريخ.

الجوائز والأوسمة

• جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2001.
• جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة

أنظر أيضاً

• قائمة بأسماء الكتاب العرب

المصادر