أنطون تشيخوڤ
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع |
أنطون تشيخوڤ Anton Chekhov | |
---|---|
تشيخوڤ،خمسة مايو، 1889
| |
وُلِد | أنطون پاڤلوڤيچ تشيخوڤ 29 يناير 1860 تاگنروگ، الإمبراورية الروسية |
توفي |
15 يوليو1904 Badenweiler، الإمبراطورية الألمانية |
الوظيفة | طبيب، محرر سيرة قصيرة، محرر مسرحي |
العرق | روسي |
التوقيع |
أنطون پاڤلوڤيچ تشيخوڤ (بالروسية: Антон Павлович Чехов، تـُنطق [ɐnˈton ˈpavləvʲɪtɕ ˈtɕexəf]; 29 يناير 1860 – 15 يوليو1904) هوطبيب، روائي ومؤلف روسي ويعتبر من أعظم كتاب السيرة القصيرة في التاريخ. خط عدة مئات من القصص القصيرة وتعتبر الكثير منها ابداعات فنية كلاسيكية ، كما حتى مسرحياته كان لها أعظم الأثر على دراما القرن العشرين.
له أربعة مسرحيات كبرى؛ النورس The Seagull، عمي ڤانيا Uncle Vanya، الأخوات الثلاث The Three Sisters ، بستان الكرز The Cherry Orchard، وقد تمت اعادة اخراجهم في انتاجات حديثة.
حياته
الطفولة
وٌلد تشيخوف في ميناء محلي صغير على بحر أزوف يسمى تاگنروگ جنوب روسيا، ابنا لتاجر (يحظى بمكانة ثالث أبرز تاجر في طائفة التجار) وحفيدا لقِن أشترى حريته من ماله، وكان تشيخوف الأبن الثالث من ستة أبناء. ولج انطون مدرسة يونانية للصبيان، وفي عامه الثامن أوفدوه إلى جينمازيوم (نوع من المدارس الثانوي في بعض أجزاء أوروبا يوفر التعليم المعتاد إلى جانب التعليم الرياضي) لكنه أثبت فشلا في مسألة النشاط والرياضة، واشتهر هناك بتعليقاته الساخرة ومزاحه وبراعته في إطلاق الألقاب الساخرة على الأساتذة، وكان يستمتع بالتمثيل في مسرح الهواة وأحيانا كان يؤدي أدوارا في عروض المسرح المحلي. وقد جرب يده آنئذ في كتابة "مواقف" قصيرة، وقصص هزلية فكهة، ومن المعروف إنه ألف في تلك السن أيضا مسرحية طويلة أسمها "دون أب" لكنه تخلص منها فيما بعد.
كان جده لأبيه قنّاً افتدى نفسه وأسرته بالمال. وكان أبوه بقّالاً، اضطر في عام 1876 إلى الهرب من تاگانروگ إلى موسكوتخلصاً من ملاحقة دائنيه، وتبعته أسرته إلّا ابنه أنطون الذي بقي في بلدته لمتابعة دراسته. وفي عام 1879 أنهى تشيخوڤ دراسته الثانوية بتفوق، والتحق في العام نفسه بكلية الطب في جامعة موسكو. وفي العام التالي بدأ بنشر بعض الأقاصيص والطُرف والتعليقات الساخرة في الصحف الفكاهية بأسماء مستعارة أشهرها «أنتوشا تشيخونته»، وصار في تلك الحقبة المعيل الوحيد لوالدته وإخوته الصغار. وأنهى عام 1884 دراسته الجامعية، ومارس مهنة الطب بعض الوقت، ولكنه سرعان ما وقف معظم وقته وجهده على العمل الأدبي.
كان أنطون عاشقا للمسرح والأدب منذ صغره، وحضر أول عرض مسرحي في حياته (أوبرا هيلين الجميلة لباخ) عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، ومنذ تلك اللحظة أضحى عاشقا للمسرح، وكان ينفق جميع مدخراته لحضور المسرحيات، وكان مقعده المفضل في الخلف نظرا لأن ثمنه أقل (40 كوبيك فضيا)، وكانت الجيمنازيم لا تسمح لطلبتها بالذهاب إلى المسرح إلا بتصريح خاص من المدرسة، وكان هذا التصريح لا يصدر غالبا بسهولة، وليس سوى في العطلات الأسبوعية فقط، لهذا كان أنطون وأصدقائه يقومون ببعض الحيل التنكرية كأن يضعوا العوينات أوالذقون المستعارة للتهرب من طاقم المدرسين الذين يبحثون عن طلبة الجيمنازيوم الذين يمضىون إلى المسرح دون التصريح لهم.
أعماله المبكرة
في عام 1884 صدرت أولى مجموعات أقاصيصه حكايات ميلپومينا Skaski Melpomini، ثم أقاصيص مبرقشة (1886) Pyostriye rasskazi، ثمّ في الغسق Sumirki التي تقاسم عنها جائزة بوشكين مع محرر آخر، وأقوال بريئة (1887) Nevinniye rechi، ثم أقاصيص (1888) Rasskazi، والعابسون (1890) Khmouriye l’udi. وفي عام 1890 قام تشيخوف برحلة اطلاعية إلى جزيرة سخالين، ونشر انطباعاته وأفكاره عنها في عامي 1893-1894.
نقاط التحول
بدأ تشيخوڤ نشاطه الأدبي محرر منمنمات فكاهية، وارتقت موهبته الفذة بهذا الصنف الأدبي شكلاً ومضموناً حتى أوصلته إلى قمة الإبداع الفني، كما في أقاصيص موت موظف (1883) Smert’ chenovnika، والحرباء (1884) Khamelyon، ووحشة (1886) Toska. وخط تشيخوف في غضون السنوات الخمس الأولى من نشاطه الإبداعي نحو(400) أقصوصة ومُلحة وأُسخورة (خاطرة نقدية ساخرة) صوّر فيها شخصيات تنتمي إلى مختلف الشرائح الاجتماعية، وسلّط الضوء على طباع أبطاله، فاضحاً صغار النفس، وضيق الأفق، وبلادة الحس والذهن، وساخراً من التفاهة والنفاق والجبن والقسوة، وكل ما يحرف الإنسان عن إنسانيته ويشوّه حياة المجتمع. ومنذ النصف الثاني من ثمانينات القرن التاسع عشر شرع تشيخوڤ بتناول موضوعات وظواهر اجتماعية تتسم بالعمق والأهمية والشمول في أقاصيص مثل الأعداء Vragi والشحاذ Nishii، والقبلة Potsilui. وخط قصصاً طويلة ذات طابع وجداني نفسي ومحتوى اجتماعي ـ فلسفي كانت فترة انعطاف في مسيرته الإبداعية ومنها: السهب Step، والأضواء Ogonki، وحكاية مملة Skushnaya istoriya.
مليخوڤو
في عام 1892 اقتنى مغرسة ميلوخوڤوMelekhovo في ريف موسكو، وانتقل إلى هناك للسكنى الدائمة مع أبيه وأمه وأخته. ولكنه لم ينفك يزور موسكووپطرسبرگ ولم يمتنع عن السفر إلى القفقاس والقرم ومناطق أخرى من روسيا، كما قام منذ عام 1891 بعدة رحلات إلى الخارج، فزار النمسا وإيطاليا وفرنسا.
يالطا
وفي عام 1894 أصدر مجموعة بعنوان قصص وأقاصيص Povesti i rasskazi. ومارس في تلك الحقبة أنشطة اجتماعية متعددة: كمكافحة الجائحات الوبائية، والمجاعات، وبناء المدارس العامة، وتنظيم التعليم الشعبي. وبعد موت أبيه في أكتوبر عام 1898، واشتداد سقم السل عليه الذي كانت بوادره الأولى قد ظهرت لديه في الثمانينات قرر الانتنطق إلى شبه جزيرة القرم، فباع مغرسة ميلوخوفوعام 1899 وانتقل إلى يالطة Yalta حيث ابتنى دارة، وأقام فيها مع أمه وأخته.
وفاته
وفي العام نفسه صدر المجلد الأول من مجموعة أعماله. وفي عام 1900 انتُخب عضواً فخرياً في أكاديمية العلوم ـ قسم الآداب، ولكنه تخلّى عن هذا اللقب في عام 1902 احتجاجاً على إلغاء القيصر انتخاب مكسيم گوركي عضواً فخرياً في الأكاديمية. وفي مايو1901 تزوج تشيخوڤ الممثلة المسرحية أولگا كنيپر Olga Knipper. وعندما ساءت حالته الصحية في يونيو1904 سافر وإياها إلى مصح بادن فايلر Badenveiler في ألمانية حيث توفي، ونقل جثمانه إلى روسيا ودفن في موسكو.
ذكراه
مكسيم گوركي
يقول عنه أديب روسيا الكبير مكسيم گوركي:
لوكان عندى نقود كثيرة لأقمت هنا مصحا للمدرسين السقمى.. المدرس يا عزيزى بحاجة للعلاج وبحاجة إلى فهم جميع شئ ، آه لوتفهم مدى حاجتنا إلى مدرس جيد ذكى مثقف،ٍوالمدرس عندنا ، عامل يدوى، إنسان قليل الثقافة ،ينبغى حتى لا نسمح بإذلاله من الشرطى ، والتاجر الغنى ، القسيس، شيخ البلد، مدير المنطقة، إذا من الحماقة حتى ندفع ملاليم لرجل مدعولتعليم الشعب، أتفهم يا صاحبى جوركى؟،يا ترى؟ تربية الشعب، لا يجوز حتى نسمح حتى يسير في الأسمال، ويرتعش من البرد، ويختنق بدخان المدافئ السيئة، وفي الثلاثين من عمره يموت بالسل.
ها قد ألقيت عليك منطقة كاملة ... سأسقيك شايا مكافأه على صبرك !!! كثيرا ما كان يتحدث بحرارة وجدية ثم يسخر من نفسه فجأة وفي هذه السخرية الرقيقة الحزينة تحس بالتشاؤم الرهيف لشخص يعهد قيمة الحدثة....»
يذكر لنا مكسيم جوركى موقفا يلقى جميع الضوء على شخصية تشيكوف الرائعة الرائقة البالغة الرقة، وقع حتى أتى مدرس ما للقاءته، وكان بطبيعة الحال يود حتى يظهر بمظهر المثقف الجليل أمام الأديب الشهير ، وبدأ حديثا حول المركب السكولوجى وإمكانية الموقف الموضوعى .....إلخ. فسأله تشيكوف بكل رقة .. من يضرب التلاميذ في مدرستكم؟،يا ترى؟ إنتفض المدرس رعبا ونطق لست أنا وأقسم على ذلك .. بل إنه " ماكاروف" ولكن مكاروف عنده أربعة أولاد ، وزوجته مريضه وهوايضا مسلول وراتبه 24 روبلا ويسكنون غرفة واحدة رطبة .. وفي ظروف كهذه قد تضرب الملائكة !! والاولاد ليسوا ملائكة ... هكذا في ثوانى إستطاع تشيكوف حتى ينزع عنه الثوب التنكرى ويدخل إلى أعماقه ... ولذلك يقول له المدرس..عندما جئت إليك كنت أشعر بالوجل والرعشة ، فإنتفخت كالديك الرومى، أردت حتى أريك أنى أيضا لى شأن، ولكنى أهجرك ، كشخص طيب ، قريب، يفهم جميع شئ ..إن العظماء هم أبسط وأكثر فهما وأقرب بإراوحهم إلينا من جميع هؤلاء الحقراء الذين نعيش بينهم... وداعا ... لن أنساك أبدا..
كان تعليق تشيكوف بعد ذهاب المدرس لصديقه الكبير " شاب طيب لن يفهم طويلا، سيكيدون له وسيطردونه..." يستكمل جوركى شهادته عن تشيكوف: لقد عاش تشيكوف حياته كلها على موارد روحه... كان دائما صادقا مع نفسه..كان حدثا إلتقى شخصا مسرفا في الزينة ، تتولاه الرغبة في تخليصه من جميع التوافه المضنية التى لا لزوم لها، والتى تشوه الوجه الحقيقى والروح الحية..
لقد أحب تشيكوف جميع ماهوسهل وحقيقى وصادق .. وكانت له طريقة فريدة في تبيسط الناس..
ذات مرة زارته ثلاث نساء متأنقات ببذخ وبعطور قوية ، وحرائر غالية ، وجلسن وسألت إحداهن تشيكوف ... بم ستنتهى الحرب يا عزيزى؟،يا ترى؟ يرد تشيكوف بإبتسامة .. على الأرجح بالسلام .. وتقاوم السيدة وتسأل .. لكن من تعتقد أنه سينتصر هل الأتراك أم اليونانيين .. فيقول لها .. إعتقد أنه سينتصر من هم أقوى.. ومن هم أقوى في رأيك يا سيدى .. يرد: من يتغذون أفضل ومن هم أكثر ثقافة .. ومن تحب أكثر الأتراك أم اليونانيين؟،يا ترى؟ يرد بكل جمال الأديب الكبير .. انا أحب المرملاد- حلوى روسية من مربى الفواكهه- هل تحبينه يا سيدتى .. فترد المرأه نعم أحبه كثيرا ورائحته جميلة للغاية ، وينهمكن في حديث طويل عن المرملاد، والواضح إنهن راضيات تماما وانه لالزوم للتظاهر بإهتمامهن بالحرب.. وفي النهاية تقول له إحداهن ... سنرسل إليك المرملاد
ثم يقابل وكيل نيابة شاب ويتحدث الوكيل عن إحدى قصصه ويعلق بأن المجرم – في السيرة ينبغى ان ينال عقابا صارما وان العدالة وان المجتمع....فيسأله تشيكوف: هل يعجبك الفونوغراف؟،يا ترى؟ أوه نعم إختراع مدهش ... فيرد تشيكوف : أما أنا فلا اطيق الفونوغرافات! لأنها تتحدث وتغنى بدون حتى تحس ... جميع ما يخرج منها يخرج بصورة كاريكاتيرية ميته .. هل تهتم بالتصوير؟؟؟فشرع الوكيل يتحدث عن عشقه للتصوير ونسى تماما الفونوغراف... هذا الأختراع المدهش!! وبعد ذهاب وكيل النيابة ... علق تشيكوف قائلا: أمثال هذه البثور على مقاعد العدالة هم الذين يتصرفون بمصائر البشر.
كان الإبتذال عدوتشيكوف الأول الذى قضى عمره كله مقاتلا ضده ، كان موهوبا في فن إكتشاف الإبتذال ، وإبرازه ، فن تخلقه الرغبة الحارة في رؤية الناس البسطاء ، جملاء متجانسين، كان قاضيا قاسيا حادا ضد الإبتذال
" في الصبا ، يظهر الإبتذال شيئا مضحكا، ثم يحيط بالإنسان تدريجيا، ثم يتغلغل بضبابه الرمادى في عقله ودمه ، كالسم والحرائق، فيصبح الإنسان أشبه بلافته قديمة أكلها الصدا،لا تستطيع حتى تقرأ منها شيئا .
كان نقيا في تواضعه، ولم يكن يسمح لنفسه حتى يقول للناس بصوت عال وبصورة سافرة ، " كونوا أكثر إستقامة" بل كان يأمل حتى يفطنوا إلى ذلك بأنفسهم..كان يمقت الإبتذال والقذارة ، يصف جميع حقارات الحياة بلغة نبيلة لشاعر وبضحكة ناعمة لفكاهى.. ومن وراء المظهر الخارجى الرائع لقصصه ، لا يكاد يظهر المغزى الداخلى المشبع باللوم المرير..
لقد استوعب تشيكوف توافه الحياة، ومن السخرية الساخرة .. حتى الإبتذال والقذارة إنتقمت من عدوها العظيم شر إنتقام، عندما وضع جثمان تشيكوف على عربة قطار لنقل القواقع البحرية !!!!! هذه العربة كانت بمثابة ضحكة كبيرة ظافرة للإبتذال إنتصارا على عدوه التقليدى
كان يحب البناء ويعشق البساتين، وتزيين الأرض، وبأى حدب كان يراقب أشجار الفواكه.. وكان يقول ، حدثته التى اصبحت خالدة مثل أعماله:
يحكى لنا مكسيم جوركى.. حتى المحرر العظيم " تولستوى" أبدى إعجابه بسيرة " الحبوبة" ونطق عنها " إنها مثل الدانتيلا التى نسجتها فتاه عفيفة..." وينهى جوركى كلامه عن تشيكوف بأنه " هوإنسان إذا ما تذكرته.. يعود النشاط إلى حياتك.. ومن حديث يدخل إليها معنى واضح
حياته الأدبية
وفي التسعينات ذاعت شهرة تشيخوڤ في أوربا بأسرها، وأبدع قلمه روائع مشهورة منها: المهجع رقمستة Palata N6، وسيرة رجل مجهول Istoriya neizvesnovo cheloveka، والراهب الأسود Chornij monakh، وثلاث سنوات Tri goda، والمنزل ذوالعلية Dom S mizaninom، وحياتي Moyya jizn، وثلاثية الرجل المعلب Chelovek v futlare، والكشمش الشائك Krijovnik، وعن الحب O lubvi، وإيوتخصص Ionich، والسيدة صاحبة الكلب Dama s sobach koi. وفي هذه الأعمال يتفاعل تشيخوڤ فنياً مع أبرز المسائل الملحة في عصره. وتتضمن قصصه الجديدة صوراً فنية مكتملة تنطوي على تحليل عميق للواقع، ويثير بعضها في القارئ، على نحوغير مباشر، مشاعر الرفض للحكم القيصري المستبد، ولواقع التفاهة والجشع واللهاث وراء المصالح المادية الدنيئة. وتبرز في هذه الأعمال موهبة المحرر وحسه المرهف في تصوير شخصيات نموذجية حية تختزل بفنية عالية الطبائع الاجتماعية السائدة. فبعض أبطاله يستكينون لشروط الحياة الرمادية المتكلسة، ويقتصر جميع طموحهم على تحقيق رغباتهم التافهة، في حين تطرأ على حياة أبطال آخرين أحداث معينة مادية أومعنوية تدفعهم إلى التفكير في معنى وجودهم ودورهم في الحياة، وينتهون إلى الاقتناع بضرورة الانعتاق من إسار العادة التي تخدر ضمائرهم ومشاعرهم، ومحاولة تغيير نمط حياتهم على نحويمكنهم من تحقيق إنسانيتهم. ويلاحظ هنا ميل تشيخوڤ إلى الاقتناع بعدم جدوى أفكار تولستوي المتمثلة في الإحجام عن مقاومة الشر بالقوة، وفي التنافر بين الحب الجسدي والمبادئ الدينية المثالية، وتتكرر على لسان أبطاله عبارات التفاؤل بالمستقبل والإيمان بحتمية التقدم نحوحياة أفضل.
وإلى جانب القصص التي تصوّر نماذج المثقفين ودورهم في المجتمع خط تشيخوڤ قصصاً تصور حياة الفلاحين بتناقضاتها وتعقيداتها وسماتها: الجهل والقسوة والبلادة التي أوجدتها الأحوال الاجتماعية السائدة، والطيبة الفطرية المكبوتة وبذور المشاعر الإنسانية الرقيقة التي لا تجد التربة المناسبة لنموها وازدهارها: الفلاحو(1897) Mujiki، والدارة الجديدة (1899) Novaya dacha وفي الوهدة (1900) Vovragi. ويبرز إيمان تشيخوف وتفاؤلـه واضحاً في أعماله الأخيرة، كما في سيرة العروس (1903) Nevesta وهي آخر سيرة خطها، وفيها لا تكتفي البطلة بأن تحلم بالمستقبل المشرق والحياة السعيدة الآتية، بل تُقْدِم بشجاعة على التخلي عن حياة الدعة والطمأنينة التي يلفها الخمول، وتسير في الطريق التي تعتقد أنها تقربها من تحقيق المثل الأعلى الذي تؤمن به.
يتسم أسلوب تشيخوف بالإيجاز والتكثيف والرشاقة، ويعدّ من أجمل أساليب الكتابة في اللغة الروسية. وقد تخلّى المحرر في فترة النضج عن اللجوء إلى التوتر الخارجي والإثارة الحادّة في الحدث، وصار يعتمد على دينامية الحبكة الداخلية التي توحي للقارئ بأن ثمة نصاً آخر يختفي خلف النص المكتوب، وعليه هوحتى ينفذ إليه ويقرأ ما بين السطور.
الأعمال المسرحية
وكما كان تشيخوڤ رائداً ومجدداً في فن كتابة السيرة، كان ذلك في كتابة المسرحية، ومن أشهر المسرحيات التي خطها: إيڤانوڤ (1887 و1889) كما خط هزليات من فصل واحد منها: الدب Medved'، والخطوبة (1888) Predlojeniye والعرس (1889) Svad’ba. ولكن موهبته الدرامية تجلت بأبهى صورها في مسرحياته الأربع الأخيرة: النورس (1896) Chaika، والخال ڤانيا (1897) Dyadya Van’ya والشقيقات الثلاث (1901) Tri sestri، وبستان الكرز (1904) Vechnyovisad. وقد لاقت هذه المسرحيات نجاحاً باهراً عند عرضها في مسرح موسكوللفنون ثم انتشرت على نطاق واسع في مسارح روسية والعالم. والمزايا الرئيسة التي تتسم بها هذه المسرحيات هي التخلي عن تقسيم الشخصيات إلى أخيار وأشرار، وتفادي أحادية الجانب في تصوير الطبائع، والانصراف عن الحبكة ذات العقدة المثيرة، والاستعاضة عنها بالحبكة الداخلية المرتبطة بالعالم النفسي للأبطال. ولا يقوم بناء المسرحية عند تشيخوف على أساس التصادمات المباشرة بين الشخصيات، بل على أساس نزاع داخلي عميق يُظهر علاقات الشخصيات بواقعهم، ويكشف عن نفسياتهم وطبائعهم. والحدث الدرامي الحقيقي في هذه المسرحيات ليس الذي يجري على الخشبة بقدر ما ذاك الذي يتولد في وعي المشاهِد الواقع تحت تأثير الجوالوجداني العام للمسرحية، وردود أفعال الشخصيات المتجلية في الانفعالات والحوارات التي تتخذ في كثير من الأحيان شكل المناجاة الذاتية. ويمزج تشيخوف في مسرحياته بين العناصر الهزلية والمأساوية، ويستخدم الرمز وعناصر الطبيعة لتقوية التوتر الدرامي غير المباشر الذي يتنامى تدريجياً حتى يصل إلى القمة في الفصل الثالث غالباً، ثم يعود إلى الانخفاض التدريجي.
وقد عالج تشيخوڤ في مسرحياته الرئيسة مسائل الحب والفن والعمل، والتوق إلى الخلاص من رتوب الحياة اليومية الضحلة، والانطلاق نحوآفاق العمل الخلاق والعلاقات الإنسانية الصادقة. وصوّر في مسرحيته «بستان الكرز» انهيار نمط الحياة القديم الذي فات أوانه، وانبلاج فجر حياة جديدة.
تأّثر تشيخوف في أسلوب كتابة قصصه بكل من بوشكين، وليرمنتوڤ، في أعمالهما النثرية، وغوغول[ر]، وتورغينيف[ر]، كما تأثّر على صعيد الإبداع عموماً بمعاصره الكبير ليف تولستوي، الذي التقاه أول مرة عام 1895. وأثَّر تشيخوف في معاصريه من كبار الكتاب الروس: مكسيم گوركي، وإيڤان بونين، وإلكسندر كوبرين، وفلاديمير كورولينكووسواهم. واستمر تأثيره في كتّاب الأجيال التالية في الاتحاد السوڤيتي (سابقاً) والعالم في مجال السيرة والمسرح.
مأثورات
انظر أيضا
- Melikhovo, Chekhov's country estate near Moscow
- ألكسندر تشيخوڤ
- ماريا تشيخوڤ
- نيقولا تشيخوڤ
- Flash fiction
- قائمة القصص القصيرة لأنطون تشيخوڤ
- محرر طبيب
- وايت داشا، قصر تشيخوڤ في يالطا
معرض الصور
Portrait of Chekhov by his brother Nikolay
Portrait by Isaac Levitan, 1886
Portrait by Valentin Serov, 1903
Chekhov's monument in Taganrog
Chekhov's monument in Serpukhov
Chekhov's monument in Rostov-on-Don
Statue, Tomsk. "Anton Pavlovich in Tomsk—drunkard's view, lying in a ditch, who never read Kashtanka"
English translation of Three Sisters
Chekhov International Theatre Festival poster
Modern production of The Seagull
Grave of Anton Chekhov
أعماله
أنطون تشيخوف ، الألم
أنطون تشيخوف ، البدين والنحيف
أنطون تشيخوف ، الحارس الليلي
أنطون تشيخوف ، الحرباء
أنطون تشيخوف ، الصبي الشرير
أنطون تشيخوف ، الكلب
أنطون تشيخوف ، قصاصة
أنطون تشيخوف ، قصص مختارة
أنطون تشيخوف ، لمن أشكوكآبتي
أنطون تشيخوف ، نشوة
أنطون تشيخوف ، وشاية
أنطون تشيخوف ، الساذجة
أنطون تشيخوف ، الكبش والآنسة
أنطون تشيخوف ، بعد المسرح
أنطون تشيخوف ، توافه الحياة
أنطون تشيخوف ، زوجة الأب
أنطون تشيخوف ، عنبر رقم 6
أنطون تشيخوف ، وفاة موظف
المصادر
- ^ نمط التأريخ القديم 17 يناير .
- ^ نمط التأريخ القديم 2 يوليو.
- ^ "Russian literature; Anton Chekhov". Encyclopedia Britannica. Retrieved 14 June 2008.
- ^ عدنان جاموس. "تشيخوف (أنطون بافلوفتش ـ)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-07-16.
- ^ Print issues, Siberia.
المراجع
- أنطون تشيخوف في معهجر الفكر والإبداع، ترجمة: أكرم سليمان، منشورات وزارة الثقافة (دمشق 1992).
- A.P.TCHEKHOV, Polnoye sobraniye sochinenii i pism V 30 tomakh. (Moscow,1974-1983).
- Tchekhov v vospominaniyakh sovremennikov (Moscow,1986
- G. BERDNIKOV, A.P. Tchekhov: idyeiniye i tvorcheskiye iskaniya. (Moscow Leningrad 1970).
- M.GROMOV, Seriya “Jizn‘ zamechatelnikh l‘udei“ Tchekhov.(Moscow,1993).
- Allen, David, Performing Chekhov, Routledge (UK), 2001, ISBN 978-0-415-18934-7
- Bartlett, Rosamund, and Anthony Phillips (translators), Chekhov: A Life in Letters, Penguin Books, 2004, ISBN 978-0-14-044922-8
- Bartlett, Rosamund, Chekhov: Scenes from a Life, Free Press, 2004, ISBN 978-0-7432-3074-2
- Benedetti, Jean (editor and translator), Dear Writer, Dear Actress: The Love Letters of Olga Knipper and Anton Chekhov, Methuen Publishing Ltd, 1998 edition, ISBN 978-0-413-72390-1
- Benedetti, Jean, Stanislavski: An Introduction, Methuen Drama, 1989 edition, ISBN 978-0-413-50030-4
- Chekhov, Anton, About Love and Other Stories, translated by Rosamund Bartlett, Oxford University Press, 2004, ISBN 978-0-19-280260-6
- Chekhov, Anton, The Undiscovered Chekhov: Fifty New Stories, translated by Peter Constantine, Duck Editions, 2001, ISBN 978-0-7156-3106-5
- Chekhov, Anton, Easter Week, translated by Michael Henry Heim, engravings by Barry Moser, Shackman Press, 2010
- Chekhov, Anton, Forty Stories, translated and with an introduction by Robert Payne, New York, Vintage, 1991 edition, ISBN 978-0-679-73375-1
- Chekhov, Anton, Letters of Anton Chekhov to His Family and Friends with Biographical Sketch, translated by Constance Garnett, Macmillan, 1920. Full text at Gutenberg. Retrieved 16 February 2007.
- Chekhov, Anton, Note-Book of Anton Chekhov, translated by S. S. Koteliansky and Leonard Woolf, B.W. Huebsch, 1921. Full text at Gutenberg. Retrieved 16 February 2007.
- Chekhov, Anton, The Other Chekhov, edited by Okla Elliott and Kyle Minor, with story introductions by Pinckney Benedict, Fred Chappell, Christopher Coake, Paul Crenshaw, Dorothy Gambrell, Steven Gillis, Michelle Herman, Jeff Parker, Benjamin Percy, and David R. Slavitt. New American Press, 2008 edition, ISBN 978-0-9729679-8-3
- Chekhov, Anton, Seven Short Novels, translated by Barbara Makanowitzky, W.W.Norton & Company, 2003 edition, ISBN 978-0-393-00552-3
- Finke, Michael C., Chekhov's 'Steppe': A Metapoetic Journey, an essay in Anton Chekhov Rediscovered, ed Savely Senderovich and Munir Sendich, Michigan Russian Language Journal, 1988, ISBN 9999838855
- Finke, Michael C., Seeing Chekhov: Life and Art, Cornell UP, 2005, ISBN 978-0-8014-4315-2
- Gerhardie, William, Anton Chekhov, Macdonald, (1923) 1974 edition, ISBN 978-0-356-04609-9
- Gorky, Maksim, Alexander Kuprin, and I.A. Bunin, Reminiscences of Anton Chekhov, translated by S. S. Koteliansky and Leonard Woolf, B.W.Huebsch, 1921. Read at eldritchpress. Retrieved 16 February 2007.
- Gottlieb, Vera, and Paul Allain (eds), The Cambridge Companion to Chekhov, Cambridge University Press, 2000, ISBN 978-0-521-58917-8
- Jackson, Robert Louis, Dostoevsky in Chekhov's Garden of Eden—'Because of Little Apples', in Dialogues with Dostoevsky, Stanford University Press, 1993, ISBN 978-0-8047-2120-2
- Klawans, Harold L., Chekhov's Lie, 1997, ISBN 1-888799-12-9. About the challenges of combining writing with the medical life.
- Malcolm, Janet, Reading Chekhov, a Critical Journey, Granta Publications, 2004 edition, ISBN 978-1-86207-635-8
- Miles, Patrick (ed), Chekhov on the British Stage, Cambridge University Press, 1993, ISBN 978-0-521-38467-4
- Nabokov, Vladimir, Anton Chekhov, in Lectures on Russian Literature, Harvest/HBJ Books, [1981] 2002 edition, ISBN 978-0-15-602776-2.
- Pitcher, Harvey, Chekhov's Leading Lady: Portrait of the Actress Olga Knipper, J Murray, 1979, ISBN 978-0-7195-3681-6
- Prose, Francine, Learning from Chekhov, in Writers on Writing, ed. Robert Pack and Jay Parini, UPNE, 1991, ISBN 978-0-87451-560-2
- Rayfield, Donald, Anton Chekhov: A Life, Henry Holt & Co, 1998, ISBN 978-0-8050-5747-8
- Simmons, Ernest J., Chekhov: A Biography, University of Chicago Press, (1962) 1970 edition, ISBN 978-0-226-75805-3
- Stanislavski, Constantin, My Life in Art, Methuen Drama, 1980 edition, ISBN 978-0-413-46200-8
- Styan, John Louis, Modern Drama in Theory and Practice, Cambridge University Press, 1981, ISBN 978-0-521-29628-1
- Wood, James, What Chekhov Meant by Life, in The Broken Estate: Essays in Literature and Belief, Pimlico, 2000 edition, ISBN 978-0-7126-6557-5
- Zeiger, Arthur, The Plays of Anton Chekov, Claxton House, Inc., New York, NY, 1945.
- Tufarulo,G,M.- La Luna è morta e lo specchio infranto. Miti letterari del Novecento, vol.1- G. Laterza, Bari, 2009- ISBN 978-88-8231-491-0.
وصلات خارجية
Find more about أنطون تشيخوڤ at Wikipedia's sister projects | |
Definitions from Wiktionary | |
Media from Commons | |
Quotations from Wikiquote | |
Source texts from Wikisource | |
Textbooks from Wikibooks | |
Learning resources from Wikiversity |
Biographical
- Biography at books and writers (Petri Liukkonen)
- Biography at The Literature Network
- "Chekhov's Legacy" by Cornel West at NPR, 2004
- The International competition of philological, culture and film studies works dedicated to Anton Chekhov's life and creative work (بالروسية)
- Works by أنطون تشيخوڤ on Open Library at the Internet Archive
Misc
- Campaign to save Chekhov's house in Yalta
Works
- Works by and about Anton Chekhov at Internet Archive. Scanned books, color, some illustrated, original editions.
- Recorded Stories of Anton Chekhov at Internet Archive. Translated by Constance Garnett, Marion Fell, and others. Presented in mp3 and ogg format.
- أعمال من Anton Chekhov في مشروع گوتنبرگ. All Constance Garnett's translations of the short stories and letters are available, plus the edition of the Note-book translated by S. S. Koteliansky and Leonard Woolf – see the "References" section for print publication details of all of these. Site also has translations of all the plays.
- 201 Stories by Anton Chekhov, translated by Constance Garnett presented in chronological order of Russian publication with annotations.
- Works of Anton Chekhov available to read online at ReadmeFree
- Антон Павлович Чехов Texts of Chekhov's works in the original Russian. Retrieved 16 February 2007. (بالروسية)