العلاقات التشادية الفرنسية

عودة للموسوعة

العلاقات التشادية الفرنسية

العلاقات Chad-France

تشاد

فرنسا

العلاقات التشادية الفرنسية تشير إلى العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية تشاد والجمهورية الفرنسية. سيطرت فرنسا على تشاد منذ عام 1900 حتى حصولها على الاستقلال عام 1960. كلا البلدين عضواً في المنظمة الدولية للفرنكفونية والأمم المتحدة.

التاريخ

الاستعمار الفرنسي

الحاكم فيليكس إبوي والجنرال شارل ديجول في فور-لامي (نجامينا)؛ 1940.


الاستقلال

ما بعد الاستقلال

جنود تشاديون يشاركون في مسيرة عسكرية في يوم الباستيل، 2013.
إدريس دبي يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانوِل ماكرون في نجامينا، ديسمبر 2018.


في 2013 شهدت العلاقات التشادية الفرنسية تدهوراً بعد رفض الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا اولاند استقبال الرئيس التشادي إدريس دبي في قصر الإليزيه بباريس عدة مرات، وهي الزيارة التي كان دبي يعقد أملاً كبيراً للقاء قيادات الاليزيه الجدد، وتحديد موقفهم تجاه مستقبل الحكم في نجامينا. ولكن الاشتراكي اولاند قرر مقاطعة الأنظمة الدكتاتورية في أفريقيا التي كانت تتلقي علي الدوام الدعم السياسي والعسكري من فرنسا طوال عقوداً من الزمن، ولكن تعتبر تلك المستوى أكثر من مثيرة للدهشة بين البلدين، خاصة وأن الرئيس دبي يعول كثيراً علي باريس لاستقرار حكمه في تشاد، وبالنظر إلي الدور الإقليمي والدولي الكبير الذي تلعبه باريس في القارة الأفريقية، إذا قادة الادارة الاشتراكية الجديدة يظهر أنهم قرروا المقاطعة السياسية وفك الارتباط السياسي مع بعض رؤساء الدول الأفريقية الذين أصبحوا عالة علي السياسة الفرنسية في أفريقيا، لا سيما مع قادة أنظمة دول أفريقية لا تتوفر لديها أدني شروط الحكم الرشيد والديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الانسان في بلادها، وفي خلال حملته الانتخابية، كان اولاند قد تعهد بعدم التعامل مع أنظمة دكتاتورية لا تحترم شعوبها، ولا تشرع في اصلاحات واضحة علي الأرض، وأنه قرر أيضاً صراحة سيقاطع البرنامج الفرنسي القديم ذائع الصيت فرانس‌أفريك]. ويعتبر هذا البرنامج جزءاً من شبكة كبيرة وقديمة ومعقدة تضم أفارقة وفرنسيين من الساسة والمثقفين ورجال الأعمال والاستخبارات والعسكريين الذين يقومون بوضع خطوط مستقبل أي حاكم أفريقي وتحديد علاقته مع باريس، وهي تتحكم في مصير حكام القارة الأفريقة الذين تدعمهم فرنسا في المجال السياسي والمالي، وتثبيت أركان الحكم في بلادهم. ومن أبرز مؤسسي فرانس‌أفريك فوكار أحد مقربي الجنرال ديجول، وهوضابط في الاستخبارات الفرنسية، ولا يسعنا المجال هنا للتعريف ببرنامج فرانس‌أفريك، ولكنه ببساطة هوالإطار الذي يحدد من سيحكم في بعض الدول الأفريقية غير الديمقراطية، وتحديداً في افريقيا المركزية والغربية بصفة خاصة، وبتلك المستوى التي أعرب فيها اولاند مقاطته للبرنامج القديم نال احترم الكثير من الشعوب الأفريقية وقياداته المثقفة، واعتبرت الكثير من القوي الأفريقية بأن هذا التوجه من قبل اولاند مسعي حميد من باريس ويجسد بحق مسؤوليته التاريخية ويعكس التزامات فرنسا تجاه أصدقائها الحقيقيون من الشعوب وليست الأنظمة الدكتاتورية بأفريقيا، كما حتى مقاطعة فرانس‌أفريك يخاطب ضمير وإرادة الشعوب الأفريقية والتي كانت في السابق، لا يستشيرها أحد في حكمها، ولا تاخذ في الاعتبار تطلعاتها وآمالها السياسية من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية، وهنا بدأ القادة الأفارقة يتململون من توجهات اولاند الجديدة في أفريقيا، واعتبروه من جابنهم ثورة فرنسية جديدة في القارة تقودها باريس ضدهم، وهي أيضاً محاولة فرنسية لرسم خارطة جديدة لأفريقيا سياسياً، وعكساً لما كان متبعاً من قبل، فإن أي رئيس فرنسي حديث يتقاطر عليه عدداً من رؤساء أفريقيا الدائرة في الفلك الفرنسي، طلبين منه مباركة حكمهم وفق الأساليب المتبعة ضمن اطار فرانس‌أفريك، وتمديدا للدعم المالي والعسكري لهم.

وهنا نلاحظ سياسة الاشتراكيين الجديدة في القارة الأفريقية من عدة محاور استراتيجية:

1- فك الارتباط التاريخي لباريس مع رؤوسا أفارقة يتصف حكمهم بالاستبداد وقهر شعوبهم وسؤ الادارة والفساد والمحسوبية.

2- ايجاد صيغة سياسية بديلة لبرنامج فرانس‌أفريك يمكن حتى تحفظ لفرنسا ما وجهها امام الشعوب الافريقية والتي تتطلع الي تحقيق الديمقراطية والحكم الرشيد والتخلص من الطغاة الأفارقة وكسر الحلقة المفرغة التي تدور حول الحكم العسكري والانقلابات المتتالية والمكلفة اقتصاديا وبشريا للشعوب الأفريقية.

3- ترغب باريس التخلص من قيادات أفريقية أصبحوا عبءاً ثقيلاً علي ميزانيتها خلال حقبا طويلة تقدم لهم باريس الدعم المالي والسياسي والعسكري.

4- ترغب باريس أيضاً مصالحة الشعوب الافريقية عبر تحديث الأنظمة السياسية فيها، الامر الذي يمكن الشعوب من تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية، خاصة وان الحروب حول الحكم كانت سببا وجيها في مأساة الكثير من شعوب القارة، ونتج عن ذلك أزمات إنسانية واقتصادية كبيرة وصلت اطرافها التراب الفرنسي عبر المهاجرين الافارقة، وذلك السبب ادخل باريس في حرج دولي بالغ عندما وجدت نفسها امام سيلا من المهاجرين الأفارقة الفارين الي أراضيها بسبب ممارسات سياسية غير إنسانية يقوم بها قادة تدعمهم باريس سياسيا وماليا وعسكريا.. وهي الهجرة التي سماها المراقبون الأوروبيون (هجرة القارة الافريقية الي أوروبا).

5- بعد النجاح الذي لاقته الثورات العربية رأت باريس بان هنالك فرصة مضىية للشعوب الافريقية للتعبير عن ذاتها، وتحقيق تطلعاتها وفرض إرادتها في أوطنها الاصلية بدلا من هجر الدكتاتوريين في الحكم واستمرار عمليات القمع الشعبي والسياسي ويرسلون اليها طوفانا من المهاجرين الأفارقة وطالبي الحماية السياسية.

6- الأزمة الاقتصادية الخانقة في العالم جعلت من باريس التفكير مليا لتقليص الدعم المالي لبعض دكتاتوري افريقيا وتوجيهه الي دعم برامج التنمية ذات الطابع الشعبي في افريقيا بدلا من إعطائها إلي المفسدين.

فيثمانية أكتوبر 2013، قام مسوولي مراسم قصر إدريس دبي بتحديد موعداً للقيام بزيارة رسمية للريس التشادي إلي فرنسا من اجل اللقا بالريس الفرنسي الجديد فرنسوا اولاند والتباحث معه في اطار العلاقات الثنائية بين البلدين، وكالمعتاد تأتي زيارة اي مسوول افريقي كبير الي باريس ضمن برنامج فرانس‌أفريك، ولكن يظهر ان القيادة التشادية لم تحسب اي حساب لتعهدات الرئيس الفرنسي الجديد وإعلانه مقاطعة ذلك البرنامج، ولذلك ألغيت زيارة دبي من قبل الاليزيه دون تحديد موعدا آخراً لها، ومن هنا جاات ردود الأفعال بين البلدين، فقد قرر دبي باللقاء مقاطعة قمة الفرنكوفونية في كنشاسا عاصمة الكونغو، وعلل دبي عدم مشاركته في القمة بان له ارتباطا مسبقا في دولة غينيا الاستوائية لحضور احتفالات ذكري استقلال تلك الدولة الصغيرة، وقد اصدر مدير المخط الإعلامي برئاسة الجمهورية في أنجمينا بيانا لتوضيح الموقف، وتلتها من بعد ذلك اتهاما تشاديا للإعلام الفرنسي، وصفه المتحدث الرسمي بانجمينا بان الصحافة الفرنسية بدات(بشن حملة تشويه اعلامية ضد ادريس دبي)، ولذلك صدرت اوامر للصحافة التشادية الموالية لدبي بالرد علي الفرنسيين فورا والتعامل بالمثل، وخلال كتابة هذه السطور، إذا الاذاعة والتلفزيون في تشاد يشنان حملة إعلامية حامية الوطيس علي فرنسا ورئيسها فرانسوا اولاند وبصورة منظمة، وقد فسرت اوساط مراقبة في باريس، بان ادريس دبي بتلك المستوى بات يشكل خطرا علي مصالح باريس في القارة الافريقية، ووصفوه بانه رئيس غير مسؤول وناكر للجميل الفرنسي الذي اسدته اليه باريس طوال فترة حكمه المضطربة، واختتمت تلك الاوساط بان دبي سيدفع ثمن ذلك.. واتخذ دبي خطوات اخري اكثر ريديكالية لمغازلة باريس سياسيا واعلاميا في افريقيا وإرسال رسائل الي باريس وقيادة قصر الآليزيه علي وجه التحديد، حيث انه قام بتشكيل شبكة من القادة الأفارقة ضد فرنسا ومحاصرتها في المنطقة، من أبرز اهداف تلك الشبكة الأفريقية هي:

1- أبعاد شبح ردة العمل الفرنسية ضده، وعلي الرغم من ان باريس حتي الان لا تزال ضابطة لأعصابها ولم ترد علي اتهامات دبي لأجهزة أعلامها.

2- يخالج دبي شكوكا ممزوجة بالخوف من توجهات الادارة الفرنسية الجديدة تجاه حكمه، ووضع عدة احتمالات خشية من فتح ملفات تشادية عبر المحاكم الدولية هوفي غني عنها في هذه الايام، ومن بين تلك الملفات المرشحة للتصعيد هي تمثل إزعاجا حقيقيا لانجمينا، اذا ما تم فتحها قانونيا في باريس، ومن بينها ايضا قضايا فساد واغتيالات سياسية حدثت في تشاد خلال حكم دبي، وغضت الطرف عنها الادارة السابقة بقيادة ساركوزي لقاء تسويات سياسية بين باريس وانجمينا.

3- كان دبي في السابق يستعمل القذافي بعبعا مخيفا في المنطقة، ويقول دائماً انه بامكان القذافي احتلال تشاد، كما عمل في العام 1980م، ولذلك يصر دبي علي بقا قوات فرنسية علي الارض التشادية لحمايته من اي طارئ في المنطقة، وحاليا وبعد سقوط القذافي لم يجد دبي مشروعا جديدا لإقناع باريس لحمايته وإيجاد الدعم الذي كان يتلقاه دائماً بسبب معادلات استراتيجية لفرنسا في المنطقة(ربما حان الوقت لباريس ان تعدل الخارطة السياسية في افريقيا ما بعد القذافي).

4- إحساس دبي بتخلي الفرنسيين عنه بسبب تدخله العسكري في ليبيا لصالح القذافي وهوالدور الذي تري فيه باريس بان دبي خدعها خدعة كبيرة في احداث مصيرية تتعلق بالمصالح الدولية في ليبيا، وبفقد القذافي تري باريس ان اكبر معوق اقليمي تم إزالته عن طريق باريس والغرب عموما في منطقة المتوسط، لان القذافي كان حجر عثرة في طريق اي مسعي سياسي ايجابي في المنطقة الافريقية خلال العقود الماضية(انتهت المعاكسات السياسية للقذافي في القارة).

5- محاسبة القادة الأفارقة الداعمين للقذافي خلال الحرب، ومن ضمنهم دبي لوقوفه غير المسؤول مع القذافي خلال الحرب الليبية العام الماضي.. وللفهم ان للقذافي شبكات إفريقية كبيرة تدار عبر تشاد كشفها الفرنسيون بعد سقوطه في سرت، وتضم تلك الشبكة الكثير من القادة الأفارقة الذين يعملون مع القذافي لقاء المال في ظل حربه ضد الغرب في افريقيا، وتلك تعتبر من وجهة النظر الفرنسية والغربية خطوطا حمرا تجاوزها دبي بجدارة، وتخطي التزاماته الإقليمية والدولية مع باريس والقوي الغربية الأخري.

6- خلاف باريس مع دبي حول إرسال قوات تشادية الي مالي لقاء خدمات تعتبرها باريس نوعا من الابتزاز السياسي واختزال الموقف المالي لتحقيق أغراض سياسية في داخل تشاد.. لا سيما وان هناك مؤشرات تدل علي ان دبي طلب من باريس أموالا وأسلحة متطورة لقاء التدخل العسكري التشادي في مالي، هذا فضلا عن تمديد فترات حكمه بمساعدة فرنسية كما كان عليه الامر في السابق.


العلاقات الاقتصادية

البعثات الدبلوماسية

السفارة التشادية في پاريس.
  • لتشاد سفارة في پاريس.
  • لفرنسا سفارة في نجامينا.


انظر أيضاً

  • فرانس‌أفريك
  • ليسيه مونتين دي نجامينا
  • عملية الباشق

مرئيات

التدخل الفرنسي في تشاد ودعم فرنسا للرئيس إدريس دبي.

المصادر

  1. ^ "تدهور العلاقات التشادية الفرنسية". سودارس. 2013-05-24. Retrieved 2019-11-28.
  2. ^ Embassy of Chad in Paris (in French)
  3. ^ Embassy of France in N'Djamena (in French)
تاريخ النشر: 2020-06-08 10:42:27
التصنيفات: Articles with short description, العلاقات التشادية الفرنسية, العلاقات الثنائية لتشاد, العلاقات الثنائية لفرنسا, علاقات المستعمر بالمستعمرات السابقة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

هى والمستحيل.. نورة جمال أول سيدة تقود "اللودر" بأسيوط (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:07
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:20:49
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

فيلم "بعد الشر" ايرادت مرتفعة للكوميديا

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:10
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

الأمم المتحدة: الصراع فى السودان يسبب نزوح أكثر من 1.3 مليون شخص

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:20:49
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

اعترافات متهم بسرقة الدراجات النارية بالبساتين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:11
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

التصديق على 275 قرار تصالح على مخالفات البناء بجنوب سيناء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:07
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

الكويت تنال شرف تنظيم 'خليجي 26'

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:03
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

النائب العام يستقبل نظيره الروسى (فيديو)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:10
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

مع الضمان المالي: قرار بتحجير السفر عن نور الدين بوطار

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:13
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

نائب محافظ البحيرة تتفقد مركز التدريب المهني بحوش عيسى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

أول مهرجان في العالم خاص بالسينما الإسعافية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:08
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

الداخلية تكشف خلافات جيرة بين مواطنين فى حدائق القبة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:10
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

قريبا انطلاق تصوير فيلم “هي فوفعة” لإبراهيم اللطيف

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:21:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

نائب وزير السياحة تبحث مع سفير منغوليا سبل تعزيز التعاون المشترك

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:20:55
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 69%

تحميل تطبيق المنصة العربية