الأنطقيم السورية الشمالية أوالسناجق السورية الشمالية أوقيليقية والجزيرة الفراتية العليا^{[بحاجة لمصدر]} هي مناطق من شمال سوريا العثمانية تم ضمها إلى هجريا بموجب اتفاقية أنقرة عام 1921 بين فرنسا والحكومة القومية الهجرية لقاء اعتراف هجريا بالانتداب الفرنسي على سوريا. تبنى الحلفاء الاتفاق الثنائي في معاهدة لوزان عام 1923 لترسم خطًا جديدًا للحدود عام 1923 بين هجريا من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى. اتىت المعاهدة الجديدة كتعديل لمعاهدة سيفر عام 1920 التي أعقبت الحرب العالمية الأولى والتي رسمت حدود هجريا مع جيرانها واشتملت على خفض كبير لمساحة هجريا مقارنة بأراضي الدولة العثمانية وبخاصة من الطرف الغربي حيث تم إعطاء مساحات واسعة لبلغاريا واليونان. نتيجة لخسارة الفرنسيين في معارك داخل الأناضول ضد القوميين الأتراك، اضطر الحلفاء إلى تقديم تنازلات إلى مصطفى كمال أتاتورك بغية إنهاء تبعات الحرب العالمية الأولى والتوصل إلى اتفاق سلام مع هجريا. وبما حتى سوريا كانت واقعة تحت الانتداب الفرنسي، سهل هذا على الفرنسيين تقديم تنازلات تتعلق بالأراضي الواقعة تحت سيطرتهم، وخاصة لمعاقبة السوريين على مقاومتهم الغزوالفرنسي في معركة ميسلون وما تبعها.

المسقط والجغرافيا

تقع هذه المناطق شمال الخط الحديدي بين اسطنبول وبغداد، الذي استخدم خطاً معدلاً للحدود بين هجريا وسوريا (في معاهدة لوزان) حتى نقطة التقاء الحدود السورية-العراقية الهجرية حالياً، وهذا ما وضع المناطق التالية (من الغرب إلى الشرق) ضمن الأراضي الهجرية: مرسين وطرسوس وقيليقية وأضنة ومرعش وعنتاب وكلس والبيرة واورفة وحران وديار بكر وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر. إضافة إلى ذلك، مر خط الحدود الجديد الذي أقيم فوق سكة الحديد في وسط مدن نصيبين وجرابلس ورأس العين، مما قسمها بين سورية وهجريا. قدر خدوري مساحة هذه المناطق (الفارق بين حدود معاهدة سيفر ومعاهدة لوزان بما يزيد على 18 الف كيلومتر مربع أعطيت لهجريا من الأراضي السورية.

تعتبر ذرى جبال طوروس أوالخط المتعرج الواصل بين ديار بكر (في الشمال الشرقي) ومرعش (في الشمال الأوسط) ومرسين (في الغرب) الحد الفاصل بين الأراضي العربية وهجريا. تضمنت المراسلات الفرنسية البريطانية التي أدت إلى اتفاقية سايكس-بيكوإشارة واضحة إلى حدود سورية، وفي النص التالي تعليمات من الرئيس الفرنسي بريان إلى سفيره في لندن بول كامبون والمفاوض الفرنسي جورج بيكوالخارجية الفرنسية تشير إليها فيتسعة تشرين الأول 1915 على النحوالتالي:

تبعية هذه المناطق إلى بلاد الشام تاريخيًا

في القرن الثاني عشر الميلادي، زار الشريف الإدريسي خلال رحلته هذه المناطق، وخط في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق في افتتاح الجزء الخامس من الإقليم الرابع في وصف هذا الإقليم ما يلي:

تاريخ المنطقة

تشكل هذه المناطق الجزء الشمالي من الهلال الخصيب بما تضمه من سهول ممتدة وأراض خصبة مثل سهل حران ومصادر مائية وفيرة من خلال أنهار الفرات ودجلة والخابور. تعد هذه الأراضي جغرافياً جزءاً من سورية الطبيعية، حيث تقع جنوب جبال طوروس، الحد الطبيعي بين سورية وهجريا.

سكنت هذه الأرض قبائل عربية وصلت إليها مع الفتح الإسلامي. ومن أبرز القبائل المنتشرة هناك بنوبكر بن وائل (سميت ديار بكر نسبة إليهم) وتغلب وعنزة، وكل هذه القبائل تنتمي إلى ربيعة. ذكر الشريف الإدريسي هذه المناطق في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق فخط في أحد مواقع الكتاب:

خلال القرن السابع عشر، نجح العثمانيون بالقضاء على الإقطاعيات والإمارات الوراثية العربية شمال حلب، وأبترت الأراضي بدلاً من العائلات المحليّة للإنكشارية وكبار الفرسان العثمانيين المعروفين باسم سباهية، أما في بقية أنحاء البلاد فقد ظلت الإقطاعيات المتخاصمة التي تستنزف مقدرات البلاد واستقرار الولايات على حالها، رغم حتى بعض المؤرخين أشاروا إلى أنّ إلغاء الإقطاعيات وإخضاعها للجيش "فيه تغليب للعنصر الهجري على العنصر العربي"، وبالتالي تعتبر هذه الفترة بداية التغيير الديموغرافي الذي أدى إلى نشوء قضية الأنطقيم السورية الشمالية.

خلال حكم إبراهيم باشا لسوريا، ما بين 1832 و1840، أصر الباشا خلال المفاوضات مع الباب العالي لمنع دخوله الأستانة حتى تضم ولاية والده محمد علي باشا هذه المناطق، فتنازل السلطان محمود الثاني عن هذه المناطق لإبراهيم باشا ضمن اتفاقية كوتاهيه. ظلت معظم هذه المناطق جزءاً من ولاية حلب ومتصرفية الزور حسب الخرائط والتقسيمات الإدارية العثمانية في القرن التاسع عشر وحتى نهاية الدولة العثمانية.

انتزاع هذه الأنطقيم من الأراضي العربية

وردت الإشارة إلى هذه الأنطقيم ولواء اسكندرون كمناطق متنازع عليها في مراسلات حسين - مكماهون. ذكر الكتاب الذي أوفده حسين بن علي (شريف مكة) إلى هنري مكماهون الممثل الأعلى لبريطانيا في مصر في 14 تموز 1915، حتى الحدود الشمالية للدولة العربية المستقبلية يجب حتى تمتد إلى مرسين وأضنة بما يضم لواء الاسكندرون، لكن مكماهون اقترح في كتابه الذي أوفده إلى الشريف حسين في 24 تشرين الأول 1915 فصل هذه المنطقة زاعماًَ حتى سكانها ليسوا عرباً تماماً، فرفض الشريف حسين هذا الاقتراح وأصر على رأيه في الكتاب الذي بعث به إلى مكماهون في 15 تشرين الثاني 1915، ولكنه رضي أخيراً بالتنازل عن مرسين وأضنة فقط. وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى، أثناء تقسيم ممتلكات الإمبراطورية العثمانية بين المنتصرة في الحرب (الحلفاء)، وبموجب الاتفاق المعقود بين فرنسا وإنكلترا وإيطاليا، في العاشر من آب 1920 جعلت هذه المنطقة ملحقة بمنطقة المصالح الخاصة بفرنسا التي كانت حددتها اتفاقية سايكس-بيكوعام 1916 والتي أقرت بسيادة فرنسا على الأنطقيم الواقعة بين قيليقية والضفة الغربية لنهر الفرات، وبموجب اتفاق آب المذكور وحسب البيان الوارد في المادة (7) هجروا لسورية – التي سقطت تحت الانتداب الفرنسي أيضاً – مدن كلس وعنتاب وبيره جك وأورفة وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر وعندما عقد الحلفاء معاهدة سيفر مع هجريا عام 1920 أقرت هجريا بمنطقتي الاسكندرون وقيليقية كجزء متمم للبلاد العربية.

انشغل العرب بملفات التقسيم الكثيرة، وبهجرة اليهود إلى سورية الجنوبية (فلسطين) وبداية بناء مشروعهم الاستعماري، فكانت الأصوات المعترضة على الحدود الجديدة قليلة. ومع ذلك، رفض العرب إلحاق هذه الأنطقيم بهجريا ونص بيان المؤتمر السوري العام وبيان أول وزارة سورية انبثقت عنه في عام 1920 على وحدة سوريا واستقلالها بكامل ترابها. إضافة إلى ذلك، قام صبحي بركات وإبراهيم هنانوبتنظيم مقاومة ضد الفرنسيين في تلك المناطق.

دفاعًا عن مناطقهم، شاركت العشائر العربية في هذه المناطق في مقاومة الاحتلال الفرنسي إلى جانب القوميين الأتراك.^{[بحاجة لمصدر]}

عند قيام ثورة الشمال السوري، اتفق إبراهيم هنانومع الأتراك على دعمه بالسلاح لقاء حمل الفهم الهجري على معسكرات الثوار وعدم ترسيم الحدود حتى رحيل الاحتلال عن البلدين. كان زعماء الثورة يتحركون بين حلب وكلس وعنتاب ومناطق الثورة نفسها التي هجرزت في مناطق جبل الزاوية ولواء اسكندرون وجبال الساحل. وعقد هنانوالاتفاق مع صلاح الدين عادل باشا قائد الجيش الهجري في مركز مرعش، الذي أمد الثورة بالمال والسلاح. تضمن الاتفاق عدة بنود أهمها:

• تقديم مساعدات للثوار في سورية،
• الفهم الذي سيحملقد يكون على وجهين الأول الفهم العربي والثاني هجري، يخط، على الأول (إنما المؤمنون أخوة) وعلى الوجه الثاني (فأصلحوا بين أخويكم).
• لا تحدد حدود بين سورية وهجرية إلا بعد جلاء العدوعن أراضيهما وحصولهما على الاستقلال التام.
• المساعدة الهجرية إلى سورية هي إعانة أخ لأخيه لا لطمع أومغنم،
• تقدم الحكومة الهجرية مدربين للثوار على حتى يعود هؤلاء إلى هجرية بعد تدريب السوريين.

قبل هنانوـ بسبب حاجة الثورة للدعم ـ ببعض الشروط التي لاقت اعتراضاً من قادة ثورة الشمال، وعندما فهم نجيب عويد أحد قادة الثورة حتى هنانوحمل على معسكره الفهم الهجري والعربي ثار وقيل إنه هدد هنانوبالقتل.

كانت هجريا تقصد من ذلك الاتفاق ابتزاز فرنسا بخصوص ترسيم الحدود، وهوما حصلت عليه في اتفاق لوزان الذي أعطاها أراض واسعة، وعندئذ أنهت دعمها للثوار بل ودعتهم للهدوء، وبدأت تعمل على اقتطاع لواء اسكندرون، الذي ضمته هجريا بالتواطؤ مع الاحتلال الفرنسي لواء اسكندرون السوري الساحلي عام 1939.

نسبة العرب حسب التقسيم الإداري الهجري الحالي

برغم حملات التتريك المكثفة وهجرة أوتهجير الكثير من سكان هذه المناطق إلى بقية أنحاء الوطن العربي (سورية خصوصاً)، لا تزال بعض هذه المناطق وبالأخص اورفة وماردين وعنتاب ذات غالبية عربية ويتحدث معظم سكانها اللغة العربية، بينما تتواجد غالبية كردية في مناطق أخرى مثل ديار بكر وجزيرة ابن عمر، وتم تتريك بعضها بشكل كبير مثل أضنة ومرسين. وفيما يلي جدول يبين أعداد ونسب العرب في هذه المناطق حسب إحصاء هجري:

توجد أيضًا نسب متفاوتة من العرب في مدن ومناطق هجرية أخرى لم تتبع تاريخيًا للأراضي العربية.

يقدر البعض مساحة هذه الأراضي بـ 180000 وقع مربع، أي ما يوازي مساحة سوريا نفسها.<ref>عطوي، معمر. 2008. الإسكندرون جامع «الأمجاد» ورابط الشرق بالغرب. [1]. الحزب القومي السوري الاجتماعي.

طالع أيضاً

• سوريا الكبرى

المصادر

• ويكيبيديا

المراجع