أبوحموموسى الأول
السلطان أبوحمو بن السلطان أبي سعيد عثمان بن السلطان يغمراسن بن زيان، هورابع سلطان زياني على مملكة تلمسان.
ولد 665هـ/1266م وبويع بتلمسان يوم وفاة أخيه السلطان أبي زيان الأول الأحد 21 شوال 706هـ/ 26 ابريل 1307م وكان شجاعا شديد في غير قساوة ليناً في غير ضعف، حازما صارما، وهوأول من احدث في هذه الدولة مراسيم الملك ومصطلحات تنظيمات القصر وتشريفاته.
أسباب قدوم أبوحموموسي إلى هذه الناحية
من المعلوم انه بعد سقوط الدولة الموحدية نتيجة انهزامها في معركة حصن العقاب بالأندلس سنة 1212م ظهرت ثلاث دول في المغرب العربي، أولها الدولة الحفصية في تونس عام 1235م والدولة المرينية بفاس سنة 1269م ،حيث كانت جميع دولة من هذه الدول تسعي بأخذ زمام الحكم في تام منطقة المغرب العربي ،وتري نفسها بأنها أحق بخلافة الموحدين.
لذا وجدت الدولة الزيانية نفسها بين فكي الأسد كما ينطق حيث الخطر يدأهمها شرقا من طرف الحفصيين وتارة غربا من لدن المرينيين بالإضافة إلي خروج القبائل البربرية في المغرب الأوسط وتمردهم ضد الزيانيين، فمنهم من أعرب ولاءه للحفصيين واستصراخهم ضد يغمراسن مثل ما عمل بنوتوجين الذين كانت لهم قلعة تاقدامت (بني سلامة) وقلعة منداس، وقلعة أخرى بالونشريس.
إما الثعالبة بسهول متيجة ومغراوة بسهول الشلف كانوا يستصرخون ببني مرين في فاس ضد الزيانيين في تلمسان، وأحيانا أخرى يستصرخون بالحفصيين في تونس.
وهذا ما جعل السلطان العبد الوادي أبوحموموسي الأول يقوم باكتساح ساحق لإخضاع هذه القبائل وجمع جميع هذه القبائل ويبني دولة قوية تكون قادرة علي الوقوف في وجه مناوئيها حيث قدم علي رأس جيش عرمرم متوجها به نحوالشرق، وقد هبط به في مكان يدعي وادي نهل وبني قصره المعروف بحموموسي قرب مازونة الذي حرفته العامة إلي عمي موسي. وذلك في سنة 711هجري.
ثم شن هجوما كاسحا علي مغراوة بسهول الشلف حيث التقي الجيشان وأسفرت المعركة علي اغتال الآلاف ثم قدم إلي مازونة وقتل عبد الرحمان بن منديل أمير مغراوة آنذاك.
غارات أبوحمووفتوحاته
كان أول ما افتتح به أبوحموأعماله الإدارية إذا سعي في مسالمة بني مرين ومهادنتهم، ثم لما اطمأن علي ملكه من الناحية الغربية اشتغل بتطهير الحواشي والجوانب المحيطة به فاخذ في تذليل القبائل المنشقة عنه كمغراوة وتوجين، فانتصر عليهم ولكنه لم يظفر بالأمير المغراوي راشد بن محمد لفراره، ثم التفت نحوالشرق، فبعث بجنوده ─أولا إلي الزاب الجزائري فاستولي عليه سنة 710ه، 1310م وأذعنت لطاعته بلاد الجزائر الشرقية.
فتقلص عنها ضل بني أبي حفص ثم بعد سنتين خرج السلطان أبوحموبنفسه متوجها نحومدينة الجزائر فاحتل بلدة تدلس─دلس─وأخضع أميرها، ثم تمكن من مدينة الجزائر وأقصي عنها حاكمها ابن علان بعدما استبد بها مدة أربع عشر سنة وسيطر على جبل أبي ثابت وكما شيد قصر«اصفون» في مدة لا تتجاوز أربعين يوما، وهونفس مكان المدينة المعروفة اليوم بالساحل الشرقي الجزائري باسم ازفون ─وأقام به الحامية ثم هجره منصرفا إلي غزواته.
القضاء علي إمارة الثعالبة بمتيحة
يذكر المؤرخون انه كان بسهول متيجة نحوالثلاثين مدينة وكلها كانت للثعالبة الذين هم من عرب المعقل وكان موقف هؤلاء السياسي دائما في جانب المرينيين ضد بني عبد الواد، ولا سيما أيام الحصار الشديد الذي ضربه السلطان أبويوسف يعقوب على تلمسان، وقد لاحظ منهم ذلك بنوعبد الواد فاكتموهم العداوة مصانعة إلى حتى حانت لهم الفرصة في هذه المرة وطعن سلطان مرين وارتفع الحصار واسترد الزيانيون مملكتهم فجهز يومئذ السلطان أبوحموالأول عساكره بقيادة ابن عمه محمد بن يوسف بن يغمراسن ووجههم إلى متيجة وانقضوا على الثعالبة فخربوا قصورهم وحطموا ديارهم وقضوا على أكثريتهم، ولم ينجومنهم يومئنذ في هذه السقطة سوى نفر قليل التجأ إلى أحلافه بني مرين بالمغرب الأقصى، ومنهم من مضى إلى الصحراء ومنهم من أقام بجبال الونشريس، ثم حاصر الجيش العبد الوادي مدينة بجاية وضيق على صاحبها يومئذ أبى زكرياء الأوسط حليف مرين.
مصرع السلطان أبي حموموسى الأول
لقد عملت عوامل الغيرة والحسد أعمالها في الأمير أبي تاشفين بسبب ما كان عليه والده أبوحموموسى من تقديم ابن أخيه أبي السرحان عليه وانفراده في مجلسه، بل وكثيرا ما كان يظهر ذلك أمام ولده أبي تاشفين فيستشير أبا السرحان ويحادثه في شؤون الولاية وأعمالها وأبوتاشفين جالس بدون حتى يلتفت إليه، فاستنكف أبوتاشفين لهذه الاهانة واغتاظ لذلك فسخط على والده ودبر له مكيدة مضى السلطان ضحيتها فاغتاله بعض العلوج بقصره يوم الأربعاء 22 جمادى الأول سنة 718 هـ جوان 1318م.
انظر أيضاً
- تاريخ تلمسان
المصادر
- ويكيبيديا