مقاومة الأمير عبد القادر

عودة للموسوعة

مقاومة الأمير عبد القادر

هذه الموضوعة عن مقاومة الأمير عبد القادر. لرؤية صفحة توضيحية بمنطقات ذات عناوين مشابهة، انظر الأمير عبد القادر (توضيح).


{{{الصراع
التاريخ 4 فيفري 1833
المسقط
غرب الجزائر وهران
الخصوم
الأمير عبد القادر  فرنسا

مقاومة الأمير عبد القادر بالغرب الجزائري. ( 1830-1847)، كان الأمير عبد القادر إلى جنب والده الشيخ محي الدين في الهجومات التي شنها على الجيش الفرنسي بمدينة وهران، وقد استطاع الشيخ محي الدين حتى يُزعزع العدوويرعبه، وهنا برز ابنه"عبد القادر"، الذي أظهر في المعارك التي شارك فيها مع والده شجاعته وبطولته أبهرت الجميع.

قاد محي الدين جيشه ضد الجيش الفرنسي وأعوانهم بوهران منذ 17 أفريل 1832، وكان أول هجوم قام به على سرية استطلاع فرنسية من مائة ضابط وجندي في منطقة وهران ملحقًا بها بعض الخسائر. وفي مطلع ماي من نفس السنة خاض محي الدين برفقة ابنه عبد القادر ومن معه من المقاتلين عددًا من المعارك المجيدة ضد الجيش الفرنسي، هاجموا فيها بعض المعسكرات والحصون الفرنسية بمدينة وهران، وألحقوا به هزائم أجبرتهم على الانسحاب، وكان أبرز هذه المعارك:

  • معركة خنق النطاح الأولى يوم أربعة ماي 1832
  • معركة خنق النطاح الثانية في أربعة جوان 1832

أسند محي الدين في هذه المعركة الراية إلى ابنه عبد القادر الذي كان بطل المعركة، حيث قسم جيشه إلى خمس فرق: فرقتين للقتال، وفرقتين للدفاع، وخامسة كمنت وراء العدو، وفاجأته عند تقهقره إلى الوراء وأبادته عن آخره واستولت عن جميع السلاح والذخيرة.

  • معركة برج رأس العين: في الجهة الغربية من وهران

مبايعة عبد القادر للإمارة

رغم الفوزات التي حققها الجزائريون في غرب البلاد، لكنهم كانوا على يقين بأن المعركة مازالت طويلة مع العدومن جهة، وأن الاقليم محتاج إلى إنسان ينظم إدارته من جهة أخرى.

ولهذا عرضت قبائل وأعيان الغرب للمرة الثانية من الشيخ محي الدين الامارة بتاريخ 22 نوفمبر 1832، قائلين له " إلى متى يا محي الدين ونحن بلا قائد،يا ترى؟ إلى متى وأنت واقف جامد متفرج على حيرتنا. أنت يا من يكفي إسمه فقط يجمع جميع القلوب لتدعيم وتماسك القضية المشهجرة..." وقد أضاف أحد الحاضرين قائلا لمحي الدين " عمت الفوضى في البلاد والعدوولج المساجد، وأحرق الخط، وهدم الدور على أصحابها، ولابد من سلطان له سلطة شرعية، وقد اخترناك لتحمل هذه المسؤولية."

لكن الشيخ محي الدين اعتذر مرة أخرى لكبر سنه ونطق " أشكر ثقتكم ولكن أعتذر عن قبول هذا المنصب، فأنا الآن أقوم بواجبي الديني والوطني مقاتلا في سبيل الله كأي أحد منكم." وفي ذات الوقت لم يمانع في ترشيح ابنه قائلا " إذا كان رأيكم وثقتكم بولدي عبد القادر كرأيكم بي فأنا متنازل له عن هذه البيعة، فتشاوروا فيما بينكم، وإذا عقدتم العزم فموعدنا في سهل غريس تحت شجرة الدردارة صباح الاثنين 27 نوفمبر 1832." وهذا ما وقع بالعمل فقد تمت مبايعة الأمير عبد القادر في نفس المكان وفي نفس الموعد، بايعوه بالإمارة ولقبوه ب " ناصر الدين " وكانت هذه البيعة الأولى .

وبعد البيعة الأولى ، سقطت بيعة ثانية (البيعة العامة) في قصر الإمارة بمعسكر في أربعة فيفري 1833.


بداية مقاومة الأمير عبد القادر

لما تمت مبايعته نادى للمقاومة، فهرعوا إليه من جميع حدب وصوب، كان ناصر الدين يقوم بعمل مزدوج؛ توحيد صفوف الشعب ومحاربة الفرنسيين، ومن أجل ذلك لعب دور القائد العسكري فقاوم الفرنسيين، ولعب دور القاضي فحلّ المنازعات بين القبائل، ولعب دور السياسي فألف بين الصفوف المتفرقة.

بدأ الأمير عبد القادر هجوماته العسكرية ضد الجيش الفرنسي ابتداء من يوم أربعة فيفري 1833، وفي حقيقة الأمر حتى الأمير عبد القادر كان يحارب على جبهتين في آن واحد؛ فمن جهة كان يحارب فرنسا، ومن جهة كان يحارب القبائل المتمردة ويحاول حتى يوحد الصفوف ويعيد الأمر إلى نصابه، لأن الأمير كان يدرك حتى نجاح مقاومته من فشلها متوقف على الولاء والطاعة واحترام قرارات دولته، خاصة وأن فرنسا كانت تراهن على فشل العرب في تنظيم أنفسهم وصفوفهم للنضال والمقاومة.

وفي هذا الصدد يقول شارل هنري تشرشل " لقد آمن عبد القادر إيمانا عميقا بضرورة الاتحاد المطلق بين مواطنيه، لكي يحقق لهم استقلالهم المشهجر، لقد قرر حتى يقارع بسيفه الذين يشكون أويحاولون حتى يقاوموا سلطته."

أهم معارك الأمير بعد مبايعته :

  1. معركة المبتر: 18 جوان 1833، أرزيو، ضد تريزيل.
  2. مستغانم: 27 جويلية 1833، مستغانم، ضد دي ميشال.
  3. التافنة: 25 جانفي 1836، تلمسان، ضد كلوزيل.
  4. السكّاك:ستة جويلية 1836، تلمسان، ضد بيجو.
  5. غابة كرازة: 27 أفريل 1840، العفرون، ضد فالي.
  6. موزاية: 12 ماي 1840، البليدة، ضد فالي.
  • الفترة الثالثة: حرب العصابات، أبرز معاركها:
  1. معركة الزمالة: 16 ماي 1843، جبال عمور، ضد دومال.
  2. جبل كركور: 23 سبتمبر 1845، جبال عمور، ضد مونتنياك.
  3. وادي مرسي: 26 سبتمبر 1845، جبال عمور ، ضد جيرو.

مراحل مقاومة عبد القادر

مرت مقاومة الأمير عبد القادر بثلاث مراحل وهي:

فترة الانطلاق والقوة (1832-1837)

سميت فترة الانطلاق لأنها شهدت بداية مقاومة الأميرعبد القادر للاحتلال الفرنسي كأمير وقائد للجهاد، وبداية بناء اللبنة الأولى للدولة الجزائرية الحديثة من جهة، ووصفت من جهة أخرى بفترة القوة لأن ميزان القوة كان لصالح قوات الأمير، حيث تفوق في أغلب اللقاءات العسكرية بينه وبين العدو، وانتهت هذه الفترة بإبرام معاهدة التافنة التي اعترفت فيها فرنسا بدولته.

وكان من أبرز الأحداث التي شهدتها هذه الفترة:

  • اتخاذ معسكر عاصمة له ، اعترافا لدزر سكان منطقتها في انطلاق الجهاد المنظم.
  • شرع الأمير في تشكيل حكومته في فيفري 1833 ، وتعيين القضاة ، وتنصيب الولاة في مختلف أنحاء الإمارة ، كما شكل مجلسا للشورى من 11 عالما. فهما أنه كان يدقق في اختيار خلفائه وأعوانه، فكان يتحرى فيهم الكفاءة والقوة والتقوى. وبمرور الوقت أنشأ الأمير كذلك الدواوين والإدارات المركزية.
  • عمل الأمير على توحيد القبائل حول مبدأ الجهاد وتحت سلطته، وانتزاع من الفرنسيين كثيراً من القبائل التي كانت قد تحالفت معهم ، كما ألزمها بالتشبت بأرضها. وباللقاء اعتبر المتعاونين معهم مرتدين عن الإسلام.
  • مقاطعة المحتلين ومحاصرة مراكزهم في وهران ومستغانم ، وحملهم على الخروج من معاقلهم لقتال بالداخل.
  • الاستيلاء على ميناء أرزيوواستخدامه في توريد السلاح والاتصال بالعالم الخارجي .وذلك قبل حتى تستولي عليه فرنسا.
  • تنشيط مدن الداخل والسهول العليا كتلمسان ومليانة والمدية وقصر البخاري ...وجعلها محاور اقتصادية واجتماعية وعسكرية للدولة.
  • توسع نفوذ الأمير ليضم جميع الغرب الجزائري ماعدا وهران ومستغانم وأرزيو، كما توغل في إفليم التيطري واستولى على مليانة في أفريل 1835، وعلى المدية في الشهر التالي ، وتوسع شرقا فأحذ مدينة بسكرة.
  • شرع في تكوين جيش نظامي وطني.

معاهدة دي ميشال 1834

تمكن الأمير عبد القادر في الفترة الأولى من مقاومته من لقاءة الجيش الفرنسي وإجباره على التمسك والاكتفاء بالبقاء في مدن: مستعانم، أرزيوووهران، وقد عمد الأمير إلى فرض حصار اقتصادي على هذه المدن الثلاثة. وفي هذا الصدد يذكر بعض المؤرخين حتى نظام الحصار الذي ضربه عبد القادر كان تأشير مهلك على القوات الفرنسية " حتى أصبحوا كالطيور الكاسرة يبحثون ويقعون على طعامهم في المناطق الداخلية."

وفي أواخر شهر أكتوبر 1833 قام رجل من قبيلة " البرجية " باختراق الحصار، وقصد أرزيولتموين قوات الاحتلال، وعندما أتم صفقة البيع مع العدوطلب من الفرنسيين توفير حماية له للعودة إلى قبيلته، خشية من جنود الأمير، فكان له ذلك حيث أوفدوا معه ضابط وأربعة جنود، وفي طريقهم اتقض عليهم 100 فارس جزائري، فقتلوا جنديا وأسروا الباقين في معسكر.

على إثر هذه الحادثة خط الجنرال ديمشال إلى الأمير يطلب منه إطلاق سراح الجنود الأسرى، ويقول ديمشال في رسالته " هؤلاء الجنود الأسرى سقطوا في كمين بينما كانوا يحمون عربيا. " فكان رد الأمير " ذلك ليس حجة في نظري، فالحامون والمحمي كانوا سواء أعدائي، وإن جميع العرب الذين يشيدون بك هم ليسوا مؤمنين حقيقيين وجهلاء بواجبهم."

ونظراً لشدة وطأة الحصار الاقتصادي المفروض على الفرنسيين في جميع من وهران ومستغانم وأرزيوراسل الجنرال ديمشال الأمير لكن هذه المرة ليعرض عليه صراحة إجراء لقاءة معه وعقد معاهدة سلم تحقن دماء " شعبين فرضت عليهما العناية الإلاهية حتى يتعايشا في ظل حكم واحد."

  • توقيع المعاهدة في 26 فيفري 1834:

اضطر الجنرال الفرنسي ديمشيل إلى ابرام معاهدة هدنة مع الأمير عبد القادر بتاريخ 26 فيفري 1834، الذي اعتبرها هذا الأخير فرصة لتوطيد مركزه وتوسيع نفوذه خارج اقليمه ، وكذا حيازة اعتراف العدوبه وبدولته . وأهم ما نصت هذه المعاهدة من بنود نوجزها فيمايلي :

  • وقف القتال بين الطرفين.
  • اعتراف ديميشيل بإمارة الأمير على تام البلاد في اللقاء اقراره لفرنسا على مدن : الجزائر ، وهران ، أرزيوومستغانم.
  • تعيين وكلاء من الأمير عبد القادر بوهران ومستغانم وأرزيو، كي لا تقع خصومة بين الفرنسيين والعرب ، وبالمثل يقام وكيلا عن فرنسا ضابط

فرنسي في معسكر .

  • يلزم رد الأسرى من الفريقين.
  • اعطاء الحرية كاملة للتجارة.
  • تلتزم العرب بإرجاع جميع من يفر إليهم من العسكر الفرنسي ويلتزم الفرنسيون بتسبيم جميع من يفر إليهم من أهل الجرائم الهاربين من القصاص إلى وكلاء الأمير في المدن الثلاث.
  • كل أوروبي سيعطى له إذا رغب في السفر داخل البلاد جواز سفر مسقطًا عليه من ممثلي الأمير ومصادقًا عليه من القائد العام ، وبذلك يحصل على الحماية في جميع الأنطقيم.

اعتبر الجنرال ديمشال توقيع هذه المعاهدة فوزًا دبلوماسيًا، حيث نطق " إنني أعرب لكم استسلام إقليم وهران الذي يعتبر أكبر جزء في ولاية الجزائر وأكثرها محاربة، الفضل في هذا الحادث الكبير يعود إلى الميزات التي امتازت بها القوات التي أقودها." أما الأمير عبد القادر فقد كان راضيا باعتبار أنه نجح في ارغام عدوه على طلب السلام، ووضع شروطه الخاصة ، ولم يدفع أي جزية، ولم توضع أي حدود على منطقته. وفضلا عن ذلك كانت عند الأمير وثيقة سرية سقط عليها ديميشال تقضي باعطاء الامير الحرية الكاملة لشراء الأسلحة من غير الرجوع إلى فرنسا وكذا احتكاره للتجارة، بمعنى حتى ممثلي الأمير هم الوحيدون المسموح لهم بشراء وبيع القمح والشعير وباقي الانتاج الفلاحي، وهم كذلك الذين يحددون الأسعار في الأسواق . وبناء على ذلك أصدر الأمير عبد القادر أوامره بمنع العرب من بيع منتوجهم الفلاحي مهما كان نوعه إلى المسيحيين سواءً كانوا من أهل البلاد أوأجانب.

وعلى صعيد آخر استغل الأمير هذه الهدنة ليلتف إلى أحوال البلاد، فعمل جاهدا على تشييد الحصون، وإقامة القلاع، كما قام على خلق السلاح وإنتاج الذخيرة الحربية، وفي ذات الوقت عمل على تنظيم صفوف الشعب وتوحيد الجماهير حوله دفاعًا عن الوطن وحماية للدين.


نقض معاهدة دي ميشال

وكعادتها قامت فرنسا بنقض معاهدة ديميشال، فكما نطق شكيب أرسىلان " كانت معاهدات الدول الاستعمارية مع أهالي الأقطار... هي في الغالب محاط استراحة بين الحملة والحملة، ومنازل استجمام بين مراحل الحرب لاغير، بحيث لا تعدم عذرا لدى توفر القوة في نقض المعاهدات التي لم تبرمها منذ البداية إلا على نية النقض."

حيث بمجرد عزل الحكومة الفرنسية الجنرال ديميشيل عن قيادة وهران في 15 جانفي 1835، واستبداله بالجنرال تريزيل ( Trézel ) حتى قام هذا الأخير بنقض المعاهدة، وذلك بعد اقدامه على توفير الحماية لقبائل الزمالة والدوائر المتمردة على الأمير. ولقاء هذه الحماية اعترفت القبيلتان بسيادة فرنسا والتزامهما بدفع ضريبة سنوية.

ويذكر حتى هذه القبائل استأنفت المبادلات الودية مع الفرنسيين، فهدد الأمير حتى يعيدها بالقوة إلى تلمسان، ولكن تلك القبائل فضلت الحماية الفرنسية في الحال على التخلي عن منتجاتها الزراعية وتجارتها، وقد لبى الجنرال تريزل طلبهم. حيث كان يري حتى فرنسا تضيع وقتا حين تهجر الفرصة للأمير ليشتد سلطانه ويقوي نفوذه، وعليه فلابد من محاربة الأمير والقضاء على قواته.

واعتبر الأمير عبد القادر هذا العمل منافيا ومخالفا للاتفاق المبرم بين دولته ودولة فرنسا، حيث ينص الاتفاق " حتى لا تقبلوا من يلتجىء إليكم من العرب، كما أننا لا نقبل من يفر إلينا من الفرنسيين." وأجابت فرنسا حتى المعاهدة لا تضم أشخاص يريدون تغيير محل إقامتهم وإنما تضم على حدثة " هارب "، وأجاب الأمير " إذا الحكومة الفرنسية ملزمة بأن ترد إلي جميع مذنب إلتجأ إليها، إذا كان رجلا واحدا، فكيف بالعشيرة والقبيلة." وبمجرد استئناف الطرفين الحرب، خاض الأمير عبد القادر عدة معارك مع الجيش الفرنسي خسر في البعض منها وانتصر في البعض الآخر كمعركة التافنة المشهورة سنة 1836.

معاهدة التافنة (30 ماي 1837)

اضطرت فرنسا حتى تعقد صلحا آخر مع الأمير عبد القادر، وكلفت هذه المرة الجنرال بيجويوم 23 ماي 1836 بالتفاوض معه ، وذلك لتحقيق الأغراض الآتية:

  • التفرغ للقضاء على مقاومة أحمد باي في الشرق الجزائري.
  • إعداد فرق عسكرية خاصة بحرب الجبال.
  • فك الحصار عن المراكز الفرنسية.
  • انتظار وصول الإمدادات العسكرية من فرنسا.

أما الأمير عبد القادر فقد قبل الهدنة قصد تحفيف معاناة الشعب الجزائري والتقاط الأنفاس وتوسيع نفوذه في البلاد وحيازة اعتراف فرنسا به، مما قد يكسبه الاعتراف الدولي مستقبلاً ويؤكد اعتداء فرنسا على بلاده وشعبه. وقد أدت الاتصالات بين الطرفين إلى ابرام معاهدة التافنة في 30 ماي 1837 والتي نصت على وجه الخصوص بمايلي:

  • إن الأمير يعترف بسلطة دولة فرنسا على مدينة الجزائر وسهل متيجة ، وعلى مدن وهران ومستغانم وأرزيو.
  • على دولة فرنسا حتى تعترف بإمارة الأمير عبد القادر على اقليم وهران وإقليم التيطري ، والقسم الذي لم يدخل في حكم فرنسا من إقليم مدينة الجزائر من الناحية الشرقية. ولا يحق للأمير حتى يمد يده لغير ما ذكر من أرض الجزائر.
  • يمكن للأمير حتى يشتري من فرنسا البارود والكبريت وسائر ما يحتاجه من الأسلحة.
  • على فرنسا حتى تتخلى للأمير على مدينة تلمسان وقلعة المشور ورشغون مع المدافع القديمة التي كانت فيها قديما .ويتعهد الأمير بنقل الذخائر الحربية والأمتعة العسكرية التي للعساكر الفرنسية في تلمسان إلى وهران.
  • تطبيق مبدأ التجارة الحرة بين الطرفين.

وبناء على هذه الشروط تكون هذه المعاهدة اعترافًا صريحًا من حكومة فرنسا بإمارة الأمير التي أصبحت تضم ثلاثة أرباع مقاطعة الجزائر زيادة عن ولاية وهران كلها، باستثناء المدن السالفة الذكر.

فترة تنظيم الدولة ( 1837-1839)

استغل الأمير عبد القادر معاهدة التافنة وعاد لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد ، وكذا لتعزيز قواته العسكرية وتنظيم دولته من خلال الإصلاحات الإدارية والتنظيمات العسكرية الآتية:

  1. تشكيل مجلس وزاري مصغر يضم رئيس الوزراء ، نائب الرئيس ، وزير الخارجية، وزير الخزينة الخاصة ووزير الأوقاف ...واتخذت هذه الوزارة من مدينة معسكر عاصمة لها.
  2. التقسيم الإداري للبلاد إلى ثماني مقاطعات ( ولايات) وكل ولاية يديرها خليفة ، وقسم الولاية إلى عدة دوائر ووضع على رأس جميع دائرة قائدا يدعى برتبة آغا وتضم الدائرة عددا من القبائل يحكمها قائد ،ويتبع القائد مسؤول إداري يحمل لقب شيخ.
  3. تنظيم الميزانية وفق مبدأ الزكاة وفرض ضرائب إضافية لتغطية نفقات الجهاد وتدعيم مدارس التعليم…الخ.
  4. تدعيم القوة العسكرية بإقامة ورشات للأسلحة والذخيرة وبناء الحصون على مشارف الصحراء حتى يزيد من فاعلية جيشه .
  5. تصميم فهم وطني وشعار رسمي للدولة.
  6. ربط علاقات دبلوماسية مع بعض الدول
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
مقاطعات دولة
الأمير عبد القادر
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
مقاطعة التيطري مقاطعة مليانة مقاطعة تلمسان مقاطعة معسكر مقاطعة الصحراء الغربية مقاطعة مجانة مقاطعة الزيبان مقاطعة الجبال
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
:الخليفة
محمد البركاني
:الخليفة
محيي الدين بن علال القليعي
:الخليفة
محمد البوحميدي الولهاصي
:الخليفة
مصطفى بن أحمد التهامي
:الخليفة
قدور بن عبد الباقي
:الخليفة
محمد بن عبد السلام المقداني
:الخليفة
فرحات بن سعيد
:الخليفة
أحمد الطيب بن سالم الدبيسي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
:العاصمة
المدية
:العاصمة
مليانة
:العاصمة
تلمسان
:العاصمة
معسكر
:العاصمة
بشار
:العاصمة
سطيف
:العاصمة
بسكرة
:العاصمة
برج حمزة - البويرة


فترة الضعف (1839-1847)حرب الابادة

بادر المارشال فالي إلى خرق معاهدة التافنة بعبور قواته الأراضي التابعة للأمير، فتوالت النكسات خاصة بعد حتى انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة ، كما هي مفهومة من تعبير الحاكم العام الماريشال بيجو: " لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموها فلن تغرسوها ،وإذا غرستموها فلن تحصدوها ."

فلجأ الفرنسيون إلى الوحشية في هجومهم على المدنيين العزل فقتلوا النساء والأطفال والشيوخ ، وحرقوا القرى والمدن التي تساند الأمير. وفي هذه الفترة بدأت الكفة ترجح لصالح العدوبعد استيلائه على عاصمة الأمير تاقدامت 1841، ثم سقوط الزمالة -عاصمة الأمير المتنقلة- سنة 1843 وعلى إثر ذلك اتجه الأمير إلى المغرب في أكتوبر عام 1843 الذي ناصره في أول الأمر ثم اضطر إلى التخلي عنه على إثر قصف الأسطول الفرنسي لمدينة(طنجة والصويرة)، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان المغربي إلى طرد الأمير عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه. الأمر الذي دفعه إلى العودة إلى الجزائر في سبتمبر 1845 محاولاً تنظيم المقاومة من جديد.

محاصرة الامير واستسلامه عام 1847م

اضطر الأمير عبد القادر إلى الإنسحاب إلى المغرب الأقصى أمام ضغط الجيش الفرنسي القوي طالبًا من سلطان المغرب عبد الرحمن بن هاشم مساعدته محذرا اياه من سقوط الجزائر، لأن ذلك سيؤدي إلى سقوط المغرب وبلدان إسلامية كثيرة تحت السيطرة الإستعمارية، لكنه لم يستمع إلى نصائح الأمير متذرعا بلقاءة المتمردين ضد السلطان في المغرب، وكأن لقاءة الشعب الثائر ضده أفضل من لقاءة المحتل الذي يهدد أرض الإسلام. وأكثر من ذلك تعاون هذا السلطان مع الجيش الفرنسي لمحاصرة الأمير عبد القادر الذي اضطر للإستسلام في عام 1847 بعد محاصرته من طرف الجيش الفرنسي شرقًا وجيش السلطان المغربي غربًا وخيانة بعض القبائل له. ولم يستسلم الأمير إلا بعد حتى اشترط على الجيش الفرنسي إعطاء عهد الأمان لجميع رفاقه وجنوده والسماح لهم بالإلتحاق بقبائلهم، أما هوفطلب السماح له بالهجرة إلى الإسكندرية بمصر أوعكا بفلسطين، وإذا لم تقبل فرنسا بهذين الشرطين فإنه الجهاد حتى الموت. وكان هدف الأمير من ذلك هوإبقاء شعلة المقاومة ضد الإستعمار ملتهبة على يد رفاقه بعدما يضمن لهم الحياة، وهذا ما وقع بالعمل فيما بعد مما يشير على بعد نظر الأمير عبد القادر.

المصادر

  1. ^ اهم المقاومات الشعبية التي حدثة في الجزائر/ابان احتلال الفرنسي. الأمير عبد القادر (mbc3forum.mbc.net) Archived 29 March 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  2. ^ مقاومة الأمير عبد القادر (مدونة الدكثوة بوزيفي وهيبة) Archived 29 March 2018[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  3. ^ (مراجع أصلية اعتمدتها الدكتورة) 1-عمار بوحوش ، التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية 1962 ، ط 1 ، بيروت ، دار العرب الاسلامي ، 1997 2-عمار عمورة ، موجز في تاريخ الجزائر ، ط 1 ، الجزائر ، دار ريحانة ، 2002 3-صالح فركوس ، المختصر في تاريخ الجزائر ( من عهد الفينقيين إلى خروج الفرنسيين 814 ق.م – 1962 م ) ، (ب.ط) ، دار العلوم للنشر والتوزيع ، ( ب.س.ط) 4-بشير بلاح ، تاريخ الجزائر المعاصر ( 1830-1989 ) ، ج 1 ، الجزائر ، دار الفهم ، ( ب.س .ط ) 5-صالح فركوس ، محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر ( 1830-1925) ، ( ب . ط ) ، الجزائر ، مديرية النشر لجامعة 08 ماي 1945 نطقمة ، 2010 6-يحي بوعزيز ، الأمير عبد القادر رائد الكفاح الجزائري ، طبعة منقحة ، تونس الدار العربية للكتاب ، 1983 7-شارل هندري تشرشل ، ترجمة وتقديم وتعليق أبوالقاسم سعد الله ، حياة الأمير عبد القادر ، الدار التونسية للنشر ، 1974 .
تاريخ النشر: 2020-06-08 12:47:34
التصنيفات: Webarchive template wayback links, Webarchive template warnings, صفحات بها وصلات إنترويكي, صفحات بها وصلات إنترويكي للإزالة, Portal templates with redlinked portals, تاريخ الجزائر حسب الحقبة, تاريخ الجزائر حسب الموضوع, الثورة الجزائرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رئيس الوزراء: هدف الحكومة إعادة هيكلة منظومة الدعم

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:39:57
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

4 إصابات جراء حريق في منشأة تكرير بالولايات المتحدة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:44:02
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

الاخضر الـ 51 عالميا.. وبلجيكا تحافظ على صدارة تصنيف للفيفا

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:42:07
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 44%

الزلزولي ينافس على جائزة "أفضل هدف" في شهر دجنبر

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 18:12:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 53%

6 مدن بجهة مراكش آسفي تسجل إصابات جديدة بكورونا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 18:10:17
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 49%

مجلس الحكومة يصادق على أربعة مشاريع مراسيم جديدة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 18:10:19
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 43%

جوارديولا يرفض ضم مهاجم جديد

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:42:02
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 38%

سياسي / الأردن تدين استهداف مليشيا الحوثي لمطار أبها الدولي

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:39:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

9 جهات بالمملكة تسجل إصابات جديدة بكورونا خلال الساعات الأخيرة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 18:10:20
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 41%

«التجارة» : ضبط كافة السلع والمنتجات المخالفة للفطرة السليمة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:43:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

وزير الري يترأس الاجتماع الأول فى العاصمة الإدارية

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:39:59
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

"سبعيني" عبر الأطلسي بـ"برميل".. ويستعد لقطع المحيط مجددا بـ"مركب تجذيف"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:42:34
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

عام / الاتحاد الأوربي يقدم 10 ملايين دولار للمساعدات الغذائية في السودان

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:39:51
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

شبورة وأمطار ورياح.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الأسبوع المقبل

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:39:56
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

شجاعة مواطن منعت وقوع كارثة .. سحب سيارة مشتعلة داخل محطة وقود

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:43:51
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

تطوير شاشة تتيح للمشاهد تذوق الطعام المعروض بالتلفزيون

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2021-12-23 17:44:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية